أعتذِر مُجَددا عن التأخير .,’
.
(5)
.
.
كُل التًفاصيل تَتَكرر بشكلٍ او بِ آخر
حتى تَبيت مُملًه عقيمَه !!
كُل التَفاصيل مُتعِبَه ان توغلنا بِها
حَتى انها قَد تَهدينا خيبات امل جَسيمه !!
.,’//.,’
ظَلام دامِس في ليلةٍ غَبراء لَم يَختفي بَعد
وفاجِعَه مُوجِعَه مُريبه مِن نَوعِها تَلبًسَتهم
أحكمَت الأم لَفة العبائَه الفضفاضه
بيديها المَدسوسه وَسَطَ قُفازين مهتريين وجلِست في مَقاعِد الأنتظار
بهدوء كَبير
الآ ان بينَ جنباتِها قلبٍ يَتزلزل يَبكي ويَخشَع فمايلبُث
الا وأن يتضرع بِ ابتِهالات ورجاءات لِ رَب الأرباب مُحيي العِباد
ان يحمي لَها فَلذةِ الكَبد ..
تَقِف بِ القُرب مِنها (فَطوم) جَسَدِ نًحيل روحَ ممتَلِئه حَسرةً وخوف
صَخَب الأحساس بِ الذنب يَنهشُ قَلبها بين كُل دَقيقَه وأُخرى
حتى بات تَوتٌرَها وقَلَقَها يُلامِسَا عِنان السًماء
تَفرك اليدين وتَعض على الشٍفتين فَ تَتقهقر الدمعات مِن العينين
بنحيب يُقطٍع نِياط القلوب
,
أكمَل ريان الخمس ساعات داخِل غُرفة العَمليات
بِ جَسَد مُرمى عَلى سرير ابيض دون اي حَراك
.,’
تَخبٌط عبدالله يمنةً ويَسره يوحي بِصغر سِنه
وانعدام خِبرته في امور المَشافي الروتينيه مِن اجراءات مُمله
وعَقيمَه
يتَفاوَض مَع احدى المُمرضات اللتي تَجلِس على (الريسبشِن ) بِ صَبرٍ كادَ
ان يَفرغ
,’
اقبلَ عَليه طَلال في تَمام الثالثه صَباحاً بَعدأن ذَهَبَ بِ رحاب
للمَنزِل
تَحدثَ بِثبات وهو يَحمِل ( شِماغه) بين يديه : وش فيه ؟؟
التَفَت اليه عبدالله بِ يَأس :
تقول هَالعمليه تَكلُفَتها عشر آلاف اندَفع مِنها خمس وباقي خمس
صَمَت لِوهله ثُمً اكمل : مادرينا ان العمليه بِفلوس ووو مدري اصلن
مين اللي دَفَع الخمسه
عينيه المُحمره تَحكي مِن الألم حَكايات وتروي مِن حرقَة
الأوجاع روايات
امتَدًت يدين طلال مُرتبه بِرفق على أكتافِه ممتَصً لِغضبٍ
يَعتَريه
ثُمً أكمَل مُلتفت للمُمَرٍضه : مايِأذن الفَجِر الا والباقي عندكم
رَدًت المُمرضه المُنقَبَه على عَجل دون ان تَرفَع رَأسَهامِن شاشتِها
اللعينه
: ما اقدر المَفروض يندَفِع المبلغ كامِل قبل العمليه
صَرخ عبدالله بِ غضبٍ يَتزمجَر في القلب ويضطرب
: بس باقي الوَلد ما طِلع مِن الغرفه
اجابَت بِبرود حارِق : هذا شُغلي ولازِم اقوم بِه على اكمل وَجه وما
سَمحنا للمريض يدخل غرفة العمليات الا لأن حاته كانت خَطيره على
امل
انكُم توفرون النص الباقي مِن المَبلغ في اسرع وقت
امتدت يدين طَلال واجتَذبت كف عبدالله :
خلاص قلت لك ساعتين بالكثير والمبلغ
كامل يكون عندك
.,’//.,’
لا زالت دُموعَها سيلٌ جارف بَل نَهرٌ جاري
هَمَسَت ريم : الحين انتي ليش ذابحه نفسك
أعتلى انينها وتَقطًعت احرفها بِفعِل الشًهقات المُتتابِعه
:انا السبب هي قالت مو لازم تجيبين الكِتاب بَس انا اصريت حتى ..
ولم تُكمِل لدُخولَها مِن جَديد في نوبَة بُكاءٍ مَرير
فَتَحَت الباب نَجد بِهدووء وهي تَحمِل بين يديها شيئاً مِن
عَصير الليمون : خذي اشربي يِمكن تِهدَئِين شِوي
تناوَلت (الجَوال) وطَلبَت رًقم طلال للمرة المئَه بَعد الألف
صَرخت بَعدها وهي ترمي بِهِ لأبعد مَكان
: مُغلق مُغلق مُغلق الله يِشيلك ياطلال
ريم : استغفري رَبك كلها ساعتين وياذن الصبح والولد بِ أذن الله
بِخير هدي بَس انتي
استَعاذت مِن الشيطان الرًجيم ثُم
ارتَشفت شَيئاً مِن الليمون اللذي قدمته لَها نجد
فَ هدأت الأعصاب نوعاً ما
رنين (المَسِج) بِنغمتِه الأعتِياديه ينبَثِق مِن هاتِف نَجد
فتَحته بِلهفه فَ قرأته عَلى المَلأ بِصوتٍ عالي :
شفتِك تَركضين رايحه بيت رحاب
تراها صاكه فيني ان باقي السمره مستمره بَجيكُم
المُرسِل : وديان
تَعالت قَهقَهات رِيم :وين سُلطان عنها؟
امتَدت يدين ورِحاب مَسحت بَقايا نهرها الجاري ثُمً هَمَسَت :
شكله موريها الظيم وش ترتِجين من شايب ما خذ وحده بِالعشرين
اعتلا حاجِب نَجد مُحدقه في رحاب : ياناس حتى وهي تَبكي تضارب وتسب
.
اجتَذبت ريم الجوال مِن بين يَدين نَجد وكَتَبَت :
زين البَسي عباتك وانزلي بيت جدي
افتَحي الباب الكَبير وانا بجي آخذك (ريم)
هَمًت بِالوقوف وهي تَهمِس : الليله جمعه والدنيا صَبًاحي
بروح اجيبَها وَخَرَجَت
وَسَطَ قَهقَهات نَجد وتذبذبات رحاب بين دَمعات وضحَكات
.,’//.,’
جَابِر وَكوابيس ليليه تَجتاح عالَمَه تَفزِع امانه فَ تَختَرِق
مَنامِه بِوَحشيه كاسِرَه حَتى يبيت مِن رَكب ساهِرو الليالي
مُرافِقوا القَمر مُوَشْوِشُوآ النجوم .
,,
يَجلِس بِهدوء على المَركن يُحدٍق في الفَراغ دون اي حِراك
غداً
تَحديد المَصير هل يكون او لا يَكون !
غداً اما صَدمه او فَرحَه
اما حياة ومَنزل او خَلاء ودارُ الأيتام فَ حقوق الأنسان ان لَزِمَ الأمر
تعتَلي بِه الآمال لِوهلَه فيبتَسِم
ويرمي بِه الواقِع ارضا فيعبُس ويتأفأف
فيبيت مُعايِش للصراعات .
تمتمات حَمدان افزعته فَ التَفَتَ اليه : وش قوًمك ؟
هَمَس الصًبي بِقلة صَبر : ياخي تَدري ان نومي خفيف وانت بَس تِتقلب
وتتحرك
قَطًبَ حاجِبيه بِ قلق : طيب اسف لو ازعَجتِك
تَثائَب بصوتٍ عالٍي ثُمً اكمل : معليك اصلن انا شبعت نوم
ليش قلقان بِذا الشًكل ؟
أشاح بِوجهه : مو قلقان . ثُمً أكمَلَ بِغصًه : عادي!!
حمدان : سمعت ابوي اليوم يقولك انه بيوديك المستشفى ثم
الشرطه عشان يبلغ عنك يمكن يلقون لك اهل سائلين عنك
بَس تدري تعوًدت على وجودك حيل وما خاطري انك تُروح عنًا أبَد
ابتَسم جابِر بِمَلامِح شاحِبَه وَوَجه تَناثَرت بين جنابات دِقنِه
شُعيراتٌ بيضاء : الله كَريم باقي كِثير ع الفجر حِط راسِك وان
اذن انا بَقومك للصلاة
تَمددت يديه عالياً ثُمً استلقى بِطاعه وما هِيَ الا ثوانٍ
حَتى غَطً في نومٍ عَميق
.,’//.,’
الوَضع مُؤلِم عبدالله اوشَك على فُقدان العَقل ,الفتاه تَنتَحب
بصوتٍ عالٍي والأم لازالت مُتجلده تحت مُسميات الصًبر وَتَبَعاتِه
وهو يجلس على المقعد يحتضن رأسه بِ كِلتا يديه ويَهتَز
بِشكلٍ سَريع
عامِل المِتجَرْ الصًغير
اعطى رًقم السًياره اللتي هَرَبَت لِ ظابِط الشُرطه
وأحاسيس الذنب فَتَكَت بِأعماقه واستنزفت كَيانَه .
,’
رَفَع ناظِريه بِصبرٍ كادَ ان يَفرُغ لصوت غيث :
السلام عليكم شوفني جبت لك المبلغ
ابتَسَم طَلال : والله لأردها لك كاملَه بَس خلي راتبي ينزِل
بادَله غيث الأبتِسامه وامتَدت يده لمُصافحة عبدالله اللذي كان ينظر
اليهِما بعينين فارغتين : لا باس طَهور ان شاء الله ,,
الله يقوٍمه لكم سالِم
هَمَس طَلال : مِن وين جِبت الفلوس ؟
أجاب بِهدوء وهو يَجلِس بالقُرب مِنه:
ابد والله الباقي مِن راتبي سَحبته لَك
اكمَل بِ ابتِسامه: وكانت معاي بِطاقة نَجد ولقيت لها مُكافَئتين
ما سحَبَتها واخذتهم المهم ان المبلغ تِكَمًل ما عليك
صَمَت لِوهله ثُمً أكمَل : لو انت خليتي اكلم جدي والا
عمي كان ما قصرو
,,
خَرَج الطًبيب ومَنظَر الدٍماء على سُترته البيضاء باتُ مُقزز للغايَه
رائِحةُ الدماء لا تَجتذب ابداً الا ان الجَميع هَرول اليه مُسرِعاً
اجتَر الأحرُف طَلال : طمنا يادكتور ؟
هَمَسَ بِتَعب : في اثناء العمليه الجاريه لصمام القلب
جاله نزيف في الدٍماغ الا انه بِفضل الله سبحانه وتَعالى توقف وقدرنا
نتداركنا الوَضع
هذا غير الكُسور اللي راح يِعاينها
باذن الله دكتور العضآم اول ما يستقر وضعه
تمتمت الأم الصبور بحُرقه : اقدر اشوفه يا دكتور؟
اومأ الطبيب بِرَأسه : لا ابدا الحين بيدخلونه العنايه الفائِقه
ممنوع اي احد يدخل عليه تقدرون تشوفونه من بَرى
هَمَسَ عبدالله بِحَرَج : لازِم نوَديه مُستَشفى حُكومي يادكتور
اممم تسمح حالته وو الا لا؟
فَحيح الأعتِراض اعتلا النبره :
مستحيل ما يقدر ع الأقل ثلاث ايام لين ما تِستِقر الحاله
اكمَل بِرفق بَعد ان ادرَك المَقصَد :
حاول تِكلم مُدير المستشفى ينزل لَك بِ المبلغ
وانا بَعد بكلمه واقول ان حالة اخوك ما تِسمح ننقله .
نَثر آخر أحرُفه وتحركت خَطواتِه مُسرعاً تَجنُبا للخوض في تفاصيلٍ أكثر
لا يَزال في اعينُهم آلاف الأستِفهامات
والعَديد مِن الأسئِله والأستِفسارات
الا ان الأمر مِن اساسه متعلق بين يدين ربٍ السماوات
القادِر على كُل شي جَلً جَلالُه وعَظُمَ شانُه .
.,’//.,’
خرجت مُسرِعه بَعد ان تلفلفت في شَرشف شُبٍعَت الوانه بتدرُجات الحُمره
فَ تَسارَعت خُطاها على ضوء القمَر في ليلة اكتِمالِه
تَقطع المسافه بين
مَنزل احمد متجهه لوديان والعقل غائِب عَن الأدراك
راحلا في دَواماتٍ مِن التيه والشًتات عند الحاضر الغائِب امير
الروح والوِجدان ,
مُغلق الهاتِف ولم يَأتِ بَعد كَما اخبَرَها قَبل ايام البال مَشغول
و الأستِنتاجات مُضطربه مشوًشه الخوف بَدأ يَدب في اطرافِها
وَالأهم مِن هذا وذاك ان وساوِس الشيطان تَرأس قائِمَة الأحاسيس
فَ مَأرَسَت مَهامَها على أكمل وَجه
وما هِيَ الا ثوانٍ قَبل ان تَصل لِمنزِل الجَد وَسَط الفِناء الواسِع ,
حَتى تَتجلى قُدرة الخالِق في حِكمَتِه سُبحانه
فَ تتجَسًد مُسَميات الصدفه على ارض الواقِع بين يدي المَحرومين
حَتى تَصرُخ في وَجه الأفكار ان قِفي وكفاكِ تَشاؤُماً بَعد اليوم !!
.,’
لازالت تُغمِض عينيها وتُعاوِد فَتحَها مِن جَديد
ولازالت تَشعر انها اطيافه الملاحِقه لها
واللتي سَتختفي بَعد دَقائِقٍ عَديده بل ثَوانٍ قَليله
الا أن الأطياف باتت خيال والخيال بات حقيقه والحقيقه امسَت واقِع
على ضوء القَمر الساطِع
لازال يَقتَرب مِنهابأبتِسامَه
ولازال يُحدٍق في مَلامِحها بِأسمى مَعاني الحُب والأشتِياق
فَ تَعانَقت الأرواح قبل تعانق الأجساد.,
^
^
^
فَتَحت الباب الخارِجي وهي تَرتَدي العَبائه فَ أثارَها مارَأت
وَ كأنه مَشهد مِن الف ليلَه ولَيلَه
لَم يَكُن ابطالِهُ مِمَن أحتَرَفو التًمثيل
ولا مِمَن يَفتَعِلون الدٍراما والتًهويل
ماكانت ريم الا حَمامَه بيضاء تَتَغنًجُ في اعالي السماء
بِ أستِحياء
تَشهَقُ شَيئاً مِن نًقاء وَتزفُرُ آخر مِن صَفاء
وما كان ( حاتِم )الا سيدِ قَلبِ الحَمامَه
وامير أمطارِ الغَمامَه
..,
تَغرغت عيني وديان بِالدموع
فَعادت ادراجها واختَبأت خَلف الباب
هَمست بِها صادِقه مِن اعماقَها : يارب انك توفقهم
وتسعد قُلوبهم
اقفَلت الباب اللذي فَتَحت بِهدوء فَ افزَعُها صَوت تَجهل حقيقة نَبرتِه
: وش تِسوين عندك ؟؟
اغمضت عينيها بِخوف وتَجمدَت في ذات المَكان
عاد الصوت يتأرجَح على مَسامِعها مَره أخرى :
وين بغيتي تروحين ؟
التَفَتت اليه بِخوف عَظيم وقلقٍ شَديد
فَما رَأت الا شيخٌ كَبير قَد اشتَعل رأسُهُ شيبا وَتَجعدت اطرافُهُ ضُعفاً
.,
يَجلِس على سُجادَه في ضوءٍ خافت
ويلوح بِ خَرَزات (المِسبَحه) يمنةً ويَسره
اقبلت اليه وكَأن مَنظره أهدى لِقلبِها ذِكرى قَديمه اسطوره تأصًلت
في لَيالي مَجدِها اللتي فَقدت
انثنت بِحُب وخيال الجًد الراحِل يُلاحقها
مُتمَثٍلاً بينَ مَلامِح (ناصِر) قَبلت جَبينه بِعمق ثُمً هَمَست :
اسفه اني ما سَلمت عليك من قبل بس ما كان فيه وقت
بشرني عنك عساك بخير ؟
اشار اليها أن تَجلِس قُربه : عذرك وياك يا ابوك
جَلست بِقلب يَخفق وروح تَتزمجر فَتُقاوِم الأنهيار
هَمَسَ لَها بِهدوء : وش لونك عساك مرتاحه ؟
ابتَسَمت بِ امتنان والغصه تأخذ طَريقَها في الأحتِقان
: الحمد لله بخير ياجَعلك بِخير
رَد لَها الأبتِسامَه بِ أجمَل : وين رايحه بِ انصاص الليالي ؟
تَوردت خَديها حَرجا : ابد بس كِنت بروح عند البنات
قَطًبَ حاجبيه : زوجِك يدري عنك ؟
تَأتَأت وَتَلعثَمَت فَ انقذها صوتُه : اي يا جدي قالت لي وسمحت لَها .
زَفَرت مِن الهواء ما زَفَرت رُغم أنً انفاسَها لازالت في تَعالي
هَمَسَت بِ احراج مِن المَوقِف بِ أكمل
اولا ومِن نَظرات سُلطان الثاقبه ثانياً كَلِمات الجَد الحانيه :
خلاص مابَروح
اكملَ بِحُسن نيه : انا اقول اصبري لين يطلع النور ثم روحي
افطري معاهُم
تَغرغرت عينيها مِن جديد كُرها لما وَقعت فيه وهَمت بِ الوُقوف :
اللي تامِر عَليه يصير والحين عن اذنُكُم
الجد : اذنك مِعك يا بوك
هَمَسَ بَعدَها سُلطان : الا وين مَريم ؟
اجاب الجَد بِغبنه وهو يَتًكِئ عَلى يَديه ويصارع امراض الروماتزيم
حَتى يَيقِف ويُعيد التَلويح بِخَرَزات ( مِسبَحتهِ )
الخَضراء: امس تِرجًتني انها تعوٍد بيتها لين يجي خبر عن جابر
تقول جيرانَها حولها وما بترتاح الا فيه وان نَقصها شي بتكلمنا
اغمَضَ عينيه بِغضب كاسِر اجتاحَه عندما تَخطته وِديان وفاحَ شَذى عِطرها الأخاذ في الأرجاء
: زين ياجدي تامرني بشي ؟
أعتدل على السٍجادَه المُمده مِن جِديد :
سلامتك يا يبه انا بكمٍل صَلاتي الحق حرمتك لا تكون زِعلت مِن كَلامي
أومَأ بِ رأسِه وصعدَ السلالِم بِ
انفاسٍ مُضطربه وروحٌ مُتَخبٍطَه تَتَوعد أنثى لَم تَهابَه ..
.,’//.,’
يَقِف امام باب المَنزِل بِهُدوءٍ كَبير سُطوع القَمَر في ليلة اكتمالِه
جَميل وافكار تَستوطِن خيالاتُه لاتَزال على قَدمٍ وساق تَهديه قلقٌ كبير
واحساسٌ ضياعٍ مَرير
صَرَخات الرضيع اثارته حَتى اقتَربَ مِن النافِذه المفتوحه
وَجلَسَ تَحتَها
,’
هَمَسَ صَوتٌ طِفله صَغير : غنيلَه ياخاله ماما كانت دايم تغنيلَه
اردَفت الطٍفله الثانيه : ايه وماكان يَسكُت لين ما يسمَعها
هَمَست بِوَهن وصوت تحتَقِن الحشرَشه بين جنَباتِه :
طيب اشششش انتم نامو.
وما هي الا دَقائِق حَتى عَلآ صَوتَها شادِياً في الأرجاء شدواً حزين
ولحنٌ شجي مُثيرٌ للأنين ..
كُلٍ عَلى هَمٍهِ يَتًكِئ هِيَ يَستَهويها الحنين
ويجُرها الى أبعد مَكان
وهو يُثقِل كاهِليه خَلاء الذاكِره
وعُطب َ مَلفاتِها بِ الكُليه
تَختَلِف الأسباب والحُزن يبقى واحِدا
لم يَشعر الا بِدمعاتِه تَتقهقَر
وصوتها الشجي يَختَنِق فَ قلبٌ بِين جَنَباتِه يَرتَجِف
وان خَفق ما بين الظُلوع
في ايٍ مَكانٍ او زَمان فَ (عَلى الدٌنيا السًلام)
.,’//.,’
هَمَسَ طَلال بِ أستِياء شديد لِصوت نَحيبَهابَعدان
أوقَف السيارَه امام المَنزِل المُهتَري المُشار اليه مِن قِبَل الأم :
اي حاجه تِحتاجونها ياخاله انا مَوجود واليوم
ان شاء الله قبل العصر اكون عندكم ومعاي رحاب عشان اوديكم لِه
زَفَرت الأم بِاعتِراض : كَثًرَ الله خيرك والله ما تِجي واللي
عذًب ريان كِل هَ العذاب مابِيسلم مِن دُعاي
مصيرنا نعرف مين اللي صَدمه وان عرفته والله ما اتنازَل ايش ماصار
كَ أنها كانت تَحاتآج للتعبير عن غَضبَها حتى تتفَجر مَدامِعها
بِصوتٍ حارِق يدوي صَداه في اركان السياره
ولم يَسمَع بَعدها لا صوتها الأنثوي الباكي :
قولي لا اله الا الله وانزلي يمه
لازالت الأم تنتَحب وَجَعا والماً يَعتري القَلب
لازالت تُفجٍر كَبت دام ساعاتٍ طِوال
عادَ صوتها الأنثوي مَرًه أُخرى وَهي تَجتَذِب الأم :
هيا انزلي يالغاليه ما فيه الا العافِيَه ان شاء الله
رَفَع ناظِريه اليهِما الأم تتوكأ على فَتاه هَزيلَه تترنًح
طَرقت الباب اكثر مِن مَره حَتى فَتَحت فتاه يُقدًر عُمرُها في
السابِعه او اكثَر
دَخلت وأقفلت الباب المُهتري وَسَط اندِهاشات طلال واستعجاباتِه!!!
.,’//.,’
تَبددت ظُلمة السَماء لِتستَمِر عَجلة الحياة بالدًوران
فَ صَدَحت الشًمس في الأرجاء .,’ ارتَدت جَلابِيه خفيفه
تَموجت الوانَها بين الرمادي والأسوَد تأمًلت مَلامِحها عَلى المِرءاه
بِخوف لِذكرى الأمس تَعلم جَيداً انها اثارت غضبه ففضلت الهرُوب
والاندِساس في غرفتِه بَعد ان احكَمت قُفل الباب لِ ثَلاث مَرات
امتَدت يديها للجوال اللذي لايَزال صامت مِن ليلة الأمس
ف فُوجِئة بِ 3 مُكالَمات و4 رَسائِل فَتَحتها بِقلق
ثلاثَه مِن نَجد والأخيره من ...
فَتَحت عينيها أكثر لِ تَستوعِب الصًدمه
مِن سُلطان !!!
ارتَجفَت يديها وهي تَتَذكر جيدا عِندما املى على مَسامِعها رَقمه بَعد
الخُروج مِن المَشفى ليلة الكُسور والأوجاع تِلك
فَتَحتها بِقلق
( انا رايح اشتري للبيت اثاث الوَعد بِاليل
ياويلك وسواد ليلك لو اشم خَبَر انك عَتبتي الدًرج )
تأفأفَت بِتضجُر وعدم مُبالاة
يُلفلف عُنقها بِ أسوارٍ مِن حديد ويمنَحها سِجِن مُحكَم الأقفَال ولم تَعد
الحياه تَعني لَها الكَثير
رَمَت بِ الهاتِف
في ابعد مَكان وَ
خَرَجت تَتجوًل في طابِق الأشباح
عَلًها تَجِدُ مَآ يُنسيها المَوعِد المَشؤوم
او عَلًها تَجِد حيلةً ما تُبدد بِها هذا الوَعِيد
المُنتظَر
.,’//.,’
تَجاوَزت الساعه الحاديَه عَشر صَباحاً
يَجلِس بِ هُدوء على كُرسيه المُتَحرٍك في بيت الشًعر بِ ثَوبٍ ابيض
يُشاهِد تَحليل مُباريات الأمس على القناة الرياضيه
أفزَعُه صَوتها : احححححح شَمسهُم حارَه !!
صَرخَات فيصل تَتَعالا : ليه جايه بدون شي برجلك
وانتي داريه انًا الظُهر ؟
زَفَرت امتِنان بِاعتِراض : مو انت رجيتنا تقول تعالي شيلي
الأغراض ؟
فيصل : لايِكثَر بَس خُذي هالأكياس و وديهُم لأمي
اصدَرت الأف نابِعه مِن اعماقِها بِغضب وعادت ادراجُها مُسرِعه
بِشعرٍ طَويل كادَ ان يُلامِس مابَعد خاصِرتها بِالرُغم
مِن انه كان ُمجَدًل ولم يَتًضِح طوله بالكامِل ..
.,
حدث ما حَدث مِن مَوقف اعتِيادي على مَرءآ وَمسمَع مِن يَزيد
اللذي بات يَغبطُهم على عَلاقه اخويًه سامِيه
دَخَلَ بَعدها فيصل والقى السلام لِيتَردد صَداه في انحاء المَكان
,’
وبَعد تَبادُل الأخبار والسٌؤال عَن الحال والأحوال فَتكَسٌر
الحَواجِز وَتَهشٌم الأميال
هَمَسَ يَزيد بِحَرَج : تِقدر توصلني لِ مكه ؟
قَطًبَ حاجبيه بِ استنكار بَعد ان تَناوَل تَمره مِن الصًحن المُمتلئ
: بتروح مَدرستك ؟
اومأ بِ رأسِه علامَة الأيجاب ثُمً اتبَعهُ قائِلاً :
ان تَقدر وان ما تِقدر بَلاش
ابتَسم فيصل بِحب : على هَالخَشم نصلي العصر ونمشي اصلن
امس رحت استأجرت سياره احس اني ظايع بدون سيارتي
بادَله الأبتِسامَه بِروح مُتَزعزِعه مُفككه يَشوبَها
الكَثير مِن الضياع و
تَجرٌع ضيم التًفرُقَه فَ هَواجِس الوِحدَه
.,’//.,’
بَعد هذا بِساعات في تمام العاشِرَه مَساءاً
اكملت مُنتَصَف اليوم وهي تَغُط في نومٍ عميق
الأرقٍ اللذي اجتاحَها ليلة الأمس أهلكَها
ولم تَستَفِق مِن هالات نومِها الا على يدين سُلطان
باغَتها الوَقت فَتبددت الأفكار وَ تَبعثرت الكَلمات
بِ تَبخٌر الحِيل اللتي ارادَت وشتات الكِذبات اللتي نَسَجَت
وأخيراً
بَدأت حرب العيون مِن جديد
وللحديث بَقيه
كونو بِ القرب
انثى الحُلم
,’