(3)
هِيَ ليسَت مِمن يحصون خُصيلآت الحُزن
يتلمسون اوجاعَه او يستسلمون لأغتيآلآت جونودَه !!
ان بَلغ الوَجع بِها مابَلغ , تُوقِضُ طِفلاً مِن بيآض يغفو بين جَنبآتِهآ
, ترتقي الأرجوحه
وتَتَأرجح بِنِسيآنٍ حتى يضن الرائي لِوهله
ان أطَرافَها كادت ان تُلامِس حَواف النٌجوم أونآطَحَات السًحآب
تَخلِق للجُروح مُضآدآت وللأوجاع عقاقير
تستَخدِمَها بِمَهآره حتى تُدمِل وتُدمدَم
لتقوى على شهقِ الهَوآء وزفِر ثآني اكسيد الكَربون
,,,
استقامت بِهدوء وهِي تُحدٍق النًظَر فِي عينيه
الثآبته مِن خَلف الزٌجآجتين
مَعركه مِن طِراز آخر وعَلى وَتيره مُختلِفه بَعض الشيء
حَرب العُيون وما احمى وَطيسَهآ
هُوَ يُحدٍق بِنَظرآت نآريه دون أن تَستَشِف اي
ردة فِعل مِن تَعآبير وَجهه الجآمِده
وهي لآ تَزآل عينيها مُتعلقه بِعينه بآحثه بين حنآيآهآ
عن روح انسآنيه
وَكأنهُ يَحقِنَهآ بحممٍ تَكآد
ان تتوغل الأعمآق وتَحرِقَها
رُغمَ أنًهآ
لازالت تمتطي الأرجوحه
وتتناسى تهديداته وتحذيراته
الآ ان الخوف بَدأ يدب في أطرافَهآ
هي نارٌ تتسَعر دآخِله بَل تَسَعرت وانتَهى امرُهآ على مآتظُن
فضلت الانسِحاب عن خوض مَعركه هي الطًرف الآيل للسقوط فِيها
,,
قَبل ان تَخرُج مِن غُرفة المَكتب وكَ رد أعتبار لأنها انسحبت
هَمَست بِأرتدِآء قِنآع الآ مُبالاه :
يمديني أكتِب ازين منها !!
تَسآرَعت خَطوآتِها
وأقفلت البآب خَلفَهآ
.,’
تشعُر انه قد سَرَق مِن بين رِأتيها الأنفاس
واهدها الأختِناق على طَبقٍ حَديدي صَدئ لآ حيآة فيه
ومَآهي الآ ثَوانٍ حاولت فيها ان تروي عَطَشَ اختناقاتَهآ
وتستنشق الصًعَدَها
حتى ألتُفًت يديها اليَسار وثُبٍتت خَلفَ ضَهرِها
.,’
اغمَضت عينيها بِوَجَع والقلب مِن سُرعة انقِبآضآتُه
كاد ان ينتقِل للجآنب الأيمَن
أخرج الأحرف مِن بين الأسنآن : مو قلت لك المَكتب ما تعتبينه
انتي ما تفهمين؟
قَطبت حاجبيها بِألم وهِي لآزالت تَفتَعل الأبتِسآمَه
: مَحد قلك ماتقفله
ازدادت قبضته حده وشَددها اليه أكثر : حقك مِن رَجعك ذآك البيت
وارتآح
عَضت على شَفتيها بِ ألم
عزآهآ الوَحيد انهُ لآ يرى مَلآمِحَهآ : رجعني وفكني
نار اهلي اهون مليون مَره من جحيمَك
ابتسم نِصف ابتِسآمَه وهو يَشدُد من قبضته أكثر واكثر :
مو مِن صآلحك
ترآدديني وان بغيت اردك ماشاورتك
صَرخت بِوجَع : آآآآي فك يدي
قَهقه بِغضبٍ جآمِح بين الظلوع يتزمَجر ويتغلغل فَ يَصُب حِممه عَليها :
قولي انا آسفه ماعاد اكسر كلامِك
اغمَضت عينيها بِوجع
تكسرت القوه وانسآبت الدًمَعآت المُتوآريه كَمآ الشلآل
وكَأنه لاعِب كرآتيه مِن الدًرجه الأولى الألم فَضيع يعلو
فوق طآقة تَحملها
بَدأت يديه تخف مِن حِدتها
شيئا فَشيئاً وهوَ يرى مَدآمِعهآ بَعدَ ان بآت ظَهرها مُلاصِقاً لَهه
وينتَظرهآ تهمس بِما يريد
هَمَسَت بِتردد وهي تستَعيد شيئاً مِن قوتَهآ :
طول ماتخليه مفتوح وانا هنا بالحالي بدخله
ثآرت الحِمم المُتأججه مِن جَديد بَعد ان قآربت على الركود
فآضت لتُشوه كُل مَن تُقآبِل في طَريقِهآ
غَرَز اضفآره على يديها لففها بطريقتٍ مآ
ولم يُسمَع في الدًور العِلوي بَعدهآ !!
الآ صوت تَهشم العِضآم واحتِكآكآتِهآ وفي الأثنآء شهقآتهآ
وبعدهآ بثآنيتين صرخآتهآ المَوجوعَه بِألمٍ فآق حُدود التًعآبير
غامت العينان مِن جَديد وسَقطَ القِنآع بِ الكُليه
فَ اختنق الصدر بزفرآت تلتهآ
الآف العَبرآت ..
ولَم يأبَه لَهآ
...
تَقِف عَلى حآفة الدًرج مُستنكره مُتعجبَه شآخِصة البَصر
صَرَخ بِها بَعد أن القى بِوِديان على اطرآف الكَنبه
الوَحيده المَوجودَه في الصآله :
وش تبغين ؟؟
تتأتأت الخَادمه وابتلَعت اللسآن للحضه ثُم نفضت الذَآكره
بآحثه عن السبب : بابا كَبير يقولك انزل
اومأ بِرأسِه ونَزل دون ان ينظُر اليهآ
هَشًمَ العضآم واختَلَع القَلب
فَ سَآرَ في رَكبِهِ يمضي وكَأنً شيئاً لم يَكُن..
.,’
.,’
ارض خَوآء لَم يَكُن بِهآ سوى شيء مِن الحشآئِش المتفآوته
بين الخضرآء والصًفرآء
رُغم أنهآ في الحقيقه لم تَكُن الا على مَجرى السيول المُتدفِقه
مِن السًد العلوي المُصغًر
داهمتهم وَسط المَكآن وهُم في غمرة الأنتِشآء
بمآ أمتَلأت بِه الأجوآء مِن الخيرآت
(في غمضة عينٍ واتِفاتتهآ يُغير الله من حالٍ الى حآلي )
رِجال القريه يَتهافَتون عَلى رَأس المَكآن
ومِنهم مَن انتَزَع الثًوب وهَمً بالنزول
وَسط تَلآطُم السيول
والبَعض الآخر بين تَسبيح ودُعآء
والكَثير مِمن يُلتَقِط الصًوَر دون اي حَرآك
أصوآت صَرَخآت الأطفآل في الجِمس المُترنِح
على سَطح السيول مُثيره
,,
منظَر انغِمآس السيآره الصًغيره وَسَط المِيآه وتسرب
المآء الى جَوفِهآ فَ أختنِآقِهآ بِمن تَحمُل في جُعبَتِهآ مَشهد مُخيف
موتٌ يَتسكًع في الطُرُقآت ويَجتر مَن يَشتهي
قلوب تَرتَجف وتتضرع لمولاها بالدُعاء
بأن لآ تكون ممن رائِحته تَجتذب شَبح النٍهآيآت
,’
السيول في أوجِهآ ولآزآت كَمآ التيآر تتدفق
و كُل مَن يَقف عَلى الضًفه يرى أنهُ مِن المُحآل ان يقدِر
عَلى اشتِقآق تدفق الميآه بِ العرض حتى يصل الى
أطرآف الجِمس لأنه
الأقرب في حين توسط السيآره وَسط الوآدي
,,
بَعد الكَثير مِن المُحآوَلآت وفِي
اوج الصٍرآعآت وتأجج حِمى النًخوه بين الاستنجادات
والخوف مِن الهَلآك
رجل غريب عن القريه اللذين تئآلفت وُجوههم
وعُرِفَت تفآصيلَهآ
أخذ الحبآل بِصمت لَفَفهآ حول بطنه والبعض الاخر اصرًعليه
باسنانه
فَارتمى بين أحضان السيل الجامِح
ومَآكآنت الآ دقآئِق حَتى قَطع المَسافه بين الضٍفه والجِمس
بَعد ان غاصَ لأكثر مِن مَره ونجى بأعجوبَه الآهيه
ثَبت اطرآف الحِبآل اللتي تَجآوَزت العَشَرَه تقريبا
فِي الحَدآئِد الأمآميه ِ والخَلفيه فَ أجتَذبهآ مَن يَقف
حتى بدأت فِي الحَرآك ببطئ .
في حين انتقآله الى السيآره
المُنغمِسه واللتي لم يبقى منهآ الآ جُزء ضئيل
ومِن رَحمة المَولى انهآ تتمتتع بِ فُتحه عِلويه
تنآول الرضيع مِن المَرأه
واصوآت الأطفآل توجِس في قلبِه الخيفه وتدب الرعب بين جَنبآته
فَ تبعث في نفسه الصرآع والشتآت .
’’
تجرأ فتيآن القريه وتبِعوه حتى تنآقلو الأطفآل
الثلآث جَميعُعهم الى الضِفه
وحَدث مآلم يَكُن في الحُسبآن
مَطر بَرد هَوآء ريآح عآصِفَه هَيجآء
والكَثير مِن البَرَد المُتسَآقَط
الميآه بًلغت مِن العُلو مآبَلغت
حآوَلت المَرأه ان تَخرج الآ انهُ
لم يتسنى لهآ ان تنجو بِمفردِهآ
صَرَخآت جآبر تتعآلى : هآتي يدك بسرعه
أدآرت الرأس يمنةً ويسره الميآه تَكآد ان تتلقفَهآ
والمَوقف صَعيب موجِع حَد السمآء
تتلفلف في حِجآبهآ
وتُحآوِل سَتر نفسِها قبل الخُروج الموت يلهَثُ خلفَهآ
والنآر تقفُ نَصبَ عينيهآ والقبرُ يُحفَر بينَهُمآ
ومآ أشد الأيمآن بِ الله
مآ اصدق قلبٌ تَعلقت شَرآينه واوردته بالله فلم تتقطع
ومآ اروع امرأه تآقت للقآء الله
صَرخت وهِي تنتزِع سِلسآل مِن الذهب
: عطه بنآتي وخلهم يقولون لمحمد ان كان عايش يِسآمِحني
اعلت صَرخآتِهِ بِهآ في حين اهتِزآز السيآره وأوشآكَهآ على التدحرُج
والتقلب في الميآه : هاتي يدك قبل لآ تنقلب السيآره بسرعه
و بِجنون :
يمين الله ما اخلي احد فيكُم يلمسني
تَعآلت الصًرخآت وتَهآفَتت التكبيرآت لعفآفِ طُهرٍ يتلبًسَهآ
حآولت
الخروج لوحدهآ اكثر مِن مَره
اوشَكت الميآه ان تُلاصقَ السقف فَ تدجرجت السيآره
وصَدى ترديد الشهآدتين يُسمع عَلى بُعد امتار
ابت السيول الآ وأن تبتلِعَهآ
وابت الفَرحه بِ الأجوآء الآ وأن تنقلب رأساً على عقم
روحٍ تَعلقت بِالله حد الثمآله وزَهِدة
بِالحيآة حَد لنًقآء
فَ تآقت النفس لِلقآء رب السًمآء
..
مآتت ورحَلت في خِضم
الأموآت وَسَط صَرخآت عَشرآت الأصوآت
وارتِجاف مئآت القلوب والأروآح
.,’
.,’
فــي مَكآن آخر بعيد تماما
,’.
رحآب تحتضنهآ بِفَرح : والله انك وَحشتيني قد البحر يآشينه
ابتَسمت بِرجفه : وانتي أكثر اخبآرك ؟
نَظرة الوَجع نَصب عينيهآ
وارتِجآفات الفَك بين الحين والآخر دَلاله على اختِناقِهآ
اردَفت رحاب مُتجآهِله معآلم الحُزن المُنطويه بين جنبآتَهآ
: ابد سلآمتك يآقلبي سلطآن امس تزوج وجآب وحده مدري من
وين آخذهآ
اعتلت قَهقهآتِهآ مُتنآسِيه انتِهآشآت جَسَدَهآ : اخيرا مآبغى يتزوج
ابتَسمت رحاب ابتِسامه مُفعمه : ياشيخه خليه يفك عن جدي ومآ
يقعد يحشيه علينآ
المهم
أكملت بِجديه والأبتِسآمه تَأخُذ طَريقَهآ في الأختفآء : لك يومين
غآيبه والتٍلفون مآ تردين عليه ؟
قَطبت حآجبيهآ لوهله ثُم تغرغت العينين
أشآحت بِوجهها نآحية الجِدآر فَ هَمَسَت :ابد جاتني سخونه قويه
ووووو
امتدت يدين رِحآب لذِقنهآ : واللي تجيه سُخون يرفِض يِكلم
اللي يتصلون عليه
قوليلي وش فيك ؟
تَهآوَى رَأسِهآ بِعجز على الطآوله الحديديه ذآت الون الأخضر
وَسَط فَصِل مِن فُصول ثآلث ثآنوي في احدى المَدآرِس الحُكوميه
: تعبت يآرحآب تعبت هاللي ما يتسمى قآعد لي في الطلعه والدخله
يلحقني كل مآخرجت
تنفسَت بِعمق والتنهُدآت لآزآلت في عُلو :
مِن البيت لين المدرسه ومِن المدرسه للبيت كن مآبَه شغله غيري
ويقول كلآم يخوفني
البيت والله بعيد ويوم امشي كل هالمسآفه وهو ورآي قلبي
يِطيح يآرحآب
تَسآقَطت الدًمعآت مُعلنه عن مُعآنآة قَد يُعآنِيهآ الكَثير
مَسَحت على شَعرهآ الأسوَد بِخفه : طيب ليه مآتخلين وآحد من اخوانك
يجيبك
ابتسمت نِصف ابتِسامه وهي تَمسح وجهها المُحَمر :
تدرين ان عبدالله مآعنده سيآره ويروح الجامعه مع صاحبه
واخواتي في الابتدائي امي توديهم مَشي
وخالد صآيع ضآيع
يوم ينام في البيت وعشره لآ
احيس اني بَطق من هالحياة
رحاب : تتعدل يآ فطوم كلهآ كَم شَهر ونفتك مِن هالقرف
وانتي اشطَر وَحده فينآ بتدخلين الجآمعه
وبيصير عندك مُكآفَأه وتروحين
ويآبآص او اي شي وبتنسين هالكلآم كله
مُتكِئه بِرأسِهآ ع الجِدآر : قلبي مَقبوض مدري ليش
وخايفه يسويلي شي يَعرف عني ادق التفآصيل مَع اني عمري ماكلمته
ويقعد يوصف لي شكلي وانا امشي ووو
ولم تُكمِل الآ بِ
صَرخة مُعلمة الدين : الجلوس في الفصل وقت الفسحه ممنوع لآزم
يعني كُل يوم نعيد نفس الكلآم يآرحآب
زفرت رحآب بتضجر وأجتذبت يدي فَطوم ثُم هَمَست قُرب اذني
المُعلمَه قبل ان تَخرج : لأنكُم تعقدون الدنيآ وهي سَهله
تعآلى صوت المُعلمه بِ عبآرآت النٍدآء حتى تُخضِعهآ للعِقآب
في حين هرولة رحآب وأنحِدارهآ مَع الدًرج
وَسَط قهقهآت فَطوم وَتناسيها للوضع
المُزري اللذي تُعايشه ولم تَكن تَعلم حينَها
ان الحآل سَ يسوء أكثر وأكثر !!
.,’
.,’
طآوله ذآت كَرآسٍ سِت تتوسَط صآلة الطًعآم يعتلي الجَد صَدرهآ
في حين جُلوس سلطان عن يمينَه بصمته المُعتاد
تَجلِسُ هِيَ عن يَسآرِه وكَأن أبوآب السمآء تفتَحت على مَصرآعيهآ
لتُغدِقها دَمعاً لآ ينضب بِصمتٍ أخرس حآرِق
وَوَجه مُصفر شآحِب شفَتآن مُبيضه
الخَوف حَليفَيهآ في هذآ الصًبآح المُخزي
والقَلق امتَص المَلآمِح حَتى بَدت جَسد بِلآ روحٍ
بِحيرة هَمَس الجَد : مِتى آخر مَره كلمك ؟
ابتلعت الغصه و بِصوت مبحوح مُتحجرش : ااامس العَصر
سأل سُلطآن بِ شكل آلي : وش قآلك قبل مآيروح حآولي تتذكرين
مآقآل بيتأخر ؟
اهتزت بُؤبؤة عينيها بعدم ثَبآت وبدون ادنى تركيز حاولت ان
تَعتَصِر الذآكِره
المُهتَريه عآدَت و رَفَعت يديها
المُرتجِفتِن الى رَأسها مُحاوله ان تُحِد مِن تَوتر عآصِف يجتآحها :
لآ قآل بس بَوصل الهندي لأبهآ ومِن ابهآ يعلمه ع الطريق عشآن
يروح لِ جيزآن
وكآن حاجِز له تذكِره على امس آخر الليل
,,
قَطًب حآجبيه بِقلق فِي حين ارتِفآع لَهجآت الجَد : بِيآرب استر يآرب
اجعله خير التَفَت على سُلطآن : دق لي على عمك خليني انشده
عن رقم السوآق ؟
ومآ هِيَ الآ ثوآني اخرجَ فيهآ
سلطآن هآتفه النقآل بِثبآت
وَطلب رَقم العَم
ثبت الجَوآل بِيده اليمين : هلآ يآمحمد ؟
اكمل على عجل : مآجآك علمٍ عن جآبر من امس مِختفي
ومآهِيَ الآ ثَوآنٍ مَعدوده حتى
تَهَجم الوَجه وتغيرت المَلآمِح صَآرَع الأوجاع حَتى يَقِف : لآ
حول ولآ قوة الا بالله انا لله وانا اليه راجعون ان شآء الله خير
بيروح لهُم سُلطآن المَطآر ولآ يهمًك
اقفل السًمآعه فَ تهوآ على الكُرسي بِتعب
تلقفت يدي سلطآن كأس مآء : خذ يآجدي اشرب قول لآ اله الآ الله
وصلي ع النبي مو زين يرتفع ضَغطك
.,’
.,’
لآتَزآل عينيِهآ مَفتوحه على الأخير تنتظِر خَيط أمل حَتى تتشبث
بِ أطرآفه
تنتظِر القًشه اللتي تُنجِد الغآرِق مِن الغَرَق
همس بَعدها سلطان : وش يقول ؟
تحدث الجَد:
يقول لقيو السياره محترقه ومابها الا جثه وحده
وعمك الحين قَرب عَلى الطآئف بيروح لمكآن الحادِث
يتعرف ع الجثه
صمت لِ وهله ثُمً اكمل : روح جيب عيآله من المطآر
الطيآره ذحين توصَل
..
اعتلت الشًهَقآت واختنقت العَبرات
أرتَجَف القَلب خآضعاً لِرب الآيآت
,,
ان لآيفجَعها في من تُحب
أن لآيُجرعها غَصآت الفقد
رددتهآ في الأعمآق مِرآراً وتِكرارا : يآرب انك ماتفجعني فيه
جَرجرت رِجليهآ وهِيَ تَهمس : اكيد مو جابر اصلن هو
وعدني اول مايرجع يوديني آخذ عمره قبل مآ اولد
تبعثرت الخَطوآت فَ تقهقرت الدمعات
وذهَبت لِ ترتمي بَين يدين رب السًمآوآت
افتَرَشت السُجاده المَرميه على الكُرسي الخَشبي
وغآبَت عَن الوَعي
بينَ رجآء ودُعآء
.,’
.,’
المَنظَر لازآل يَدب في قلبه الرُعب
وصَرَخآت المَرأه لآزآلت تتوغل اعماقه
وتهديه قَشعريرة جَسد لآيعلم مصدَرها التفت اليهم وهُو يَتشبًث بِ
كلتآ يديه في جِذع الشَجره
هَدأ الطوفآن
فَأجتَذبه أبو سليمان وهوَ يتَقآطَر مِن المَآء : جزآك الله الف خير
يآ ولدي ما قَصرت انا اشهد انك رجالٍ مِن ظَهَر رَجآل
ابتَسم بِلآ وَعي أسأله عديده تَجول في رأسه
وأخرى تتمايل تَحت قطَرآت المَطر ورآبِعه يُمسِك بِهآ في يديه
,,
تتعلق عينيه عَلى ابو سِليمان دون أن يعي مآيُقال
قَطًبَ حآجِبيه بِالم وأعتَصَرَ رأسه بين يديه
وَسَطَ اجتِذآب ابو سليمان لهُ تحت اشتِدآد وَقع المَطَر :
تعآل عندي ارتآح واهدى
انصآع لهُ دون رفض او تمنٌع .
.,’
.,’
يَقِف وَسَطَ صآلآت الأنتِظآر بِثوبٍهِ الأبيض ونظًآراتهِ السٍحريه
بِه هَيبه كَ هيبآت المُلوك
الآ أن الأعمآق تعآني حد الُعلوٍ للأفآق
بِهِ ثَبآتٌ لآ يتزعزَع
ينظُر الى بوًآبة الوآفِدين بِ لآ ردة فِعل
تَعلقت عينيه بِهِم عَشر أعوآم وَثلآثة أشهُر فَ بِضعة ايآم
كَفيلَه بِأن تَمحي الأوجآع على مايظن وكفيله ايضاً على ان
تُهدٍأ مِن حدةغَضب الفُؤآد
تصور لَقَطات مِن مَشاهِد ماضيه لازال يفعل كَمايفعل الوميض
او ضربات الفِلاش في رأسِه
هِيَ فيصل الأم وامتِنآن
صورتهآ بين عينآه لم تبرح بعدْ .. مِن الأمس البَعيد
عآمٌ وأعوآم ولآزآلت المَلآمِح مَحفوره بين جَنَبآت القلب
عآلِقه في اورِدَته تتغذى مِن شَرآينه تفتَرش الجَسد وتلتَحف الأضلع
ولآزآلت صورة الخيآنه المُشمًعه بالشمع الأحمر
في البطين الأيسر تتزمجر
,,
لآزلت ترتدي عبائة الكتف كما كانت تفعل
ولازالت ترتدي النٍقاب ذاته الا ان لمعة العينين اختفت
والجَسد المرتوي باتَ هزيل للغآيه هبت عليه هُبوب الماضي
اجتاحه عُجاج التًفآصيل وَهو لآيزآل مُرتكِز بأنظآره
عليها غير آبه او سائِل
الطُعون اللتي اهدَتهآ له لآزآل يستعصي عليه نسيآنَهآ
ولم يُشفى بَعد!!
,,
هَمَسَ فيصل بأبتسآمه : السلآمُ عَليكُم
رد سلطآن الأبتِسامه بِ اجمل : يا هلا فيصل
تغرغرت العينين وهُوَ يستنشِق رِيآح الحَنين فَ ارتمى بين احضآنه
وتلقفه سلطآن : كبرت يافيصل وسرت رجال
قهقه فيصل : وانت سِرت شآيب
ومآلبثت الأبتِسآمه الآ وان اختفت بَعد أن شعر بأنقبآضآت قلبه
تَزدآد اخرَج مِفتآح سيآرته : يالله تعالو
ثوآنٍ استعآد فيها ثبآتِه بِ الكآمِل واتزنت الخَطوآت
فسار في ركب الحياة وهم يتبعونه
.,’
هَمَس ابو سليمآن بِغبن : يعني ما تتذكر انت مين ؟كيف
جيت وين رحت ؟
أغمض كِلتآ عينيه ودفَنَ رأسه بين رِجليه : ما اتذكر والله مدري
فَرت الدًمعآت هَآرِبه
ومآ أشد وَقعهآ عندمآ تَكون صآدِره مِن رجُلٍ ذو بأس شَديد
لَحضآت الصٍفِر مُخزيه حآرِقه
اهتَز رأسه بِ بيأس : طيب ارتآح يآ أبوك
حط راسك ذحين وان قمت يصير خير
اشار لهُ بالموافقه وهوَ يشيح بِمدامِعه الفآره هَرباً
فَ خَرَجَ العَجوز بَعدَهآ
.,’
حمدان : اقول لك رمى نفسَه في السيل بَغى يموت
تنتَقي اللحم ِمِن قِدر المَرق لتلقي بِ (الرز) وَسَطَه
حَتى يبيت الغَدآء مِن أفضَل مآيَكون
اردَفَت دون أن تَنظُر اليه : واللي انقذوهُم وين رآحو
يَجلِس على الأرض ويأكُل مآ في جُعبت الصًحن بِشرآهه كَبيره :
رآحو بيت الشيخ انتي بس لو شفتي السيآره وهي تتقلب يقولون
بآقي فيهآ حُرمه
ضَربَت بيديهآ على صَدرهآ وهِيَ تَستدير اليه : تقوله مِن جدك؟
ايه والله من جدي يقولون عيت ما تخلي هالرجال يِسآعدهآ
تَقشعر البَدَن واغرورَقآت العينآن فَ تَسآقَطت وَجعاً لِ حآلِهآ
القى كَلِمآته وأستَمر في سَد جوعه
خَرجت مُسرِعه تُواري دَمَعآتَهآ
الوجه اصفر شآحِب والرقه ان تمثلت على الارض
تمشي فهي تسكُن بها
صَرخ الأب بِتضجر : هيه انت انآ ايش قآيل لك ؟
فَز حمدان فاعتدلت قآمته بِهيئتِه المُعتآده شَعر
مُفلفل سُمره حآلكه ملامح حاده
ثوب بني يصل طوله الى اسفل الساق بقليل
: والله يبه مآ كذبت قلت لها اللي صآر
صَرَخ بِ أخرى : كَم مَره اقولك انهآ مآتبا تسمع هذي الحاجات
سأل بِغبآء : ليه يبه ؟
امتدت يديه وصفعت كتفي حَمدآن بِتأنيب : عشنهآ
حسآسه عندهآ قلب ميب زيك ان مآتت ووحده مِن الغنم بَكت
كيف يوم تِجي تقول لهآ عن حُرمه ميته
روح لآ بارك الله بِلسانك اللي يبيله قص
.,’
الطَريق مُزدِحِم وتلآصُق السيًآرآت في بَعِضها خيرُ دَليل
قد تَطول السآعه بِسآعتين خُصوصاً في اوقآت الذروه ان اضطر المَرأ
للوقوف في الاشارات الممتلأه بالبشر
,,
هَمَسَ فيصل مُحاوِلاً اختِرآق السٌكون اللذي يَتخلل ارجآء السيًآره :
ليش كُل هَالزًحمه ؟
بصوت لآيخو من معآني الثبآت ابدا : السآعه 2 وقت خُروج الناس مِن
دواماتَهآ
وكَأنهآ لم تُصدٍق ان ينثَقِب الصًمت الأخرس : الآ وش اخبآرك يآسلطآن
واخبآر جدك وحريم اعمآمك ؟
ابتَسَم نِصف ابتِسآمه حَتى الأم لم تتغير : بخير يآجعلك بخير
اردَفت قآئِله : الآ مآسمعنآ انك تِزوجت عَسى مآشر
هِيَ اصطيآد فُرَص لآ أكثر لَم يَعنيها شأن ابن زوجِها المَجهول
بِ قَدر مآ أعنآهآ زوآجه ومصير ابنتِها : لآ ابشرك تزوجت
شَهقت بِذُعر : امتى مآسمعنآ ؟
آثر الصًمت وعَدَم الرًد : عمي متى مَشى مِن تَبوك يآفيصل ؟
لآزآل مُقطِب حآجبه على سُؤآل وآلدته الغير لآئِق ابداً :
امس والله بعد المَغرب لأنهم قآلو ان الحَجز انتِظآر ففظل انه يسبُقنآ
,,,,,,,,,,,,
في حدود العاشِره مَسآئاً بَعد ان اضطر العم لأستِقطاع وقت راحه
قبل ان يصل الى مَكان الحادِث
بآت ذآك المنزِل بِحاله غريبه
كُلن في فَلكٍ يسبَحون مريم بين سَجدآت واستنجآدآت
ودعَآءٌ , تضرعٌ فَ خضوع
بنآت العَمومَه في اجتمآع انثوي دآخِل غُرفة العنود
للتي باتت مُمتَلِئَه باحاديث لا تفتر
’’’
التًعب اثقَلَ كآهِلَه والأرهآق أخذ نصيبه الأكبَر مِن دآخِلَه
..
ارتَفَعت يديه وضَربَ بِها على جَبهته
نَسي وُجودَهآ في غمرة الأنشِغآل سُقطت سَهواً مِن قآئِمَة الأفكآر
بل تَهآوَت مِن ذآكرته بِ الكُليه
ولم تصعدالآ بَعد ان وَطت قَدميه ارآضي طابقه الثآني
تَسآرَعت خَطوآته وهو يَفتح الغُرف بَحثاً عنهآ لَم يُخبر وآيتي ان
تَسدد رَمَق جوعَهآ ,وحَذرها مِن النٌزول اسفَل ف أسقَطَهآ مِن أنفآس
المعدودين في المَنزِل
دخَل غُرفة نَومه المُعتآده
رُغم انه يَكآد يُجزِم بِعدَم وجودَهآ
..
ومآ ان اوشكت يديه ان تُطبَع على ازآرير الأضآئه
حَتى هَمَسَت بأختنآق :لا تفتَح النور
انفَتَحت عينيه عَلى وِسعُهُما وَ تَهآوَت يديه فَ أقتَرب مِنهآ بِذُعر
تَجلِس عَلى الأرض بًعد أن فَتَحت بآب الشُرفه المُطله على مَدخَل
المَنزِل تَستَنِد بِرأسِهآ على حآفة البآب وتُحدق عآلياً في السًمآء
بِذآت القَميص الأبيض
تأملها لِوهله على ضوء القَمر اشبه بِ اميرآت الأفلآم
بَل أشبه بِلوحةِ فَنآن او مَنظر مِن مَجله اقتًصصه احَد المُرآهِيقين
لِما يَحويه مِن جمال
لم تنظر اليه ولآ تُريد
جَلَسَ على الأريكَه القريبه بَعد
ان أجتَر الشٍماغ الأحمَر والقآه على
حآفة السرير بِ أهمآل
قآلَها احدهُم حَتى صَفقت لَهُ السًمآء :
[ما أقسى الألم .. حينما يكون إمرأة ..
وما أتعس قلبا .. لا يرى العالم .. إلا من خلال إمرأة .. ]
هَمَست وهي تُحدق في الأفق : كآنت امي تقول لي زَمآن:
ان ظآقت فيك الدنيآ ناظري بالسما وتأكدي ان ربك كِبير
ابتَلعت الغصه والصوت يمتلأ حَجرشَه : ومن يومَهآ وانا كُل ليله
اناظِر بالسما واردد ربي كِبير وقَلبي كِبير
انسَآبت الدموع بِضعف خَفيٍ واختنآق فَضيع :
عرفت بَعدين أن القلب الكَبير ما يوقف عند شي معين
يمشي حياته ومايلتفتت للي يطيح منه
صمتت لِوَهله دون أن تَتَحرك بُؤبُؤت عينيها وكأنهآ تَخَضع
لِحديث نفس :
ويوم كِنت سَنه اولى متوسط سآر الحآدِث لَهُم وبَعد يومين
جآ عيد الفِطر
قآل لي جَدي وانا ابكي :
خلي لَحضآتِك كُلًهآ عيد ما شي يستحق الدموع
اغمَض عينيه بِوَجع وهو ييقن انهآ في لحضآت الآ وَعي
,
اردَفَت مُقآطِعَه لتَفكيره والحُزن يختبأ في جَوفِ الحُروف :
ويوم كآن عمي يِجيب اصحآبه للبيت بَعد مآمآت جَدي ويِسكرون
كِنت اقفل
على نفسي البآب وانآ اسمع اصوآت البنآت عندهم
وَكَأنهآ غيرت مَسآر الحَديث :
اجلس ع الشبآك وارفَع رآسي فوق واقول بَكره بَعيش
بُكره بلقى مِين يعوضني
ابتَسمت والدموع لآزآلت تتسآقَط بِهدوء كآسِر
: حَتى يوم حَرمني مِن المَدرسه تمردت وهَربت
مِن البيت رُحت عند مدرسة الفيزيآ المصريه ماخليت احد ياخذ مني
اي شي احبه طول عمري كنت ما ارخي راسي ابد
مآ سَأل عني بَس كآن يمشي بين العآلم ويقول بنت الكـ* شَردت
لين لوث سمعتي في الحاره
ارتَجفَ الفَك فَ أحمرت الوَجنتين وهِي لآ تزآل تُحدق عآلياًفي لَحضة
صِدق لَحضة التًجرد مِن كُل شي وأي شي ء :
رضيت مآجزعت ولآ شَكيت ضحكت وفرحت ومآ عذبت نفسي اكثر
وفي كل ليله اقول ربي كبير
اكبر مِن هالسمآ كُلهآ مَصيري اعيش زي الخلق
مَصيري افتَك مِن هَ العم اللي مقدر افخر فيه
مَصيري اتزوج ويِقآل خطبنآ بنت فِلآن الا ما يجي يوم وتتذَكر الناس
منو ابوي ووشهي صَفحته
أكمَلت
دَخلت الجآمعه
وقدمت ع السكن اربَع سنين ارتَحت فيها وعشت حيآة اوآدم
كآنوآ اهل البنآت يجون يآخذونهم خَميس وجمعه وانا كُل مِن
سألني أحد قلت لَه مآ عندي أهل
مآ ابغى احد يعرف اني اقرب له .
,
ثم انطلقت تحكي قصصاً كالأحلام عمن كان وَكآن
مُفعمَه بِ البرآئه حَد الثٍمآله
مُتحليه بِ الصبر ومُتعلقه في رجآئآت الكَبير سُبحآنه
حَد اليقين بأن القَمر سَيغيب
وحَد اليقين بأن سَوآد الليل سَينجلي
,,
يُحدٍق في وَجههآ
اللذي بآت مُقآرب للون التوت على صفحآتِ المآء
وينتِظِر اتمآمَهآ للحضآت التَجرٌد
اللتي قد لآ تداهمهآ الا في السنه مَره
,,
اكمَلت
لين مآ خذيتني قَبل يومين
الليله اللي قآل لي فِيها سويت صفقه مَع وآحد بعطيك ايآه
ومتى مآطلقك لآترجعيلي ولآ أشوفك ,
ذيك الليله الوحيده في حيآتي اللي مآفَتحت فِيها الشُبآك
ولآ نآظرت السمآ قَبل ما انام
تسآقطت الدمعآت الحآرِقه اكثر
الليله الوَحيده في حياتي اللي ما مَسحت فيهآ
دموعي ولآبتَسمت لأمي وابوي وقت ما اناظر الصوره و
اقول لهم تصبَحون على خير
جربت اعيش عميآ ذآك اليوم ولآ شفت النور الآ بعد ما
دخل علي وقآل نص سآعه ولمي عفشك جاي يآخذك
قهقَهت بَجنون كَبييييييييييير : حسيت انك جاي تستقدم شَغآله
وغلطت بِعنوآن المَكتب
,,
توصلت اخيراً لِ مَرآحِل الضعف المُخزي
الضعف الحآرق عَندمآ تتبدد الأحلآم في لَحضه
وتنتَهي الخيآلات في لحضه عِندهآ فَقط يَحق لَها ان تبكي
وتَرثي دقآئِق الصًبر اللتي تَجرعتهآ اعواما
فَ أجهَشَت في البُكآء كماالاطفال .
حاولت أن تُكمِل الفَصل الأخير مِن انهيآرَآتِهآ
، فلم تَستَطِع ..
شَعر ل وَهله بِأن كُل ذَرآتِهآ تَصرخ تنستنجد وتَستَغيث
تترنَح على حواف الياس حتى لا تسقط
.. ثم هَمَسَت بِ تأتأه وهي تَجتَر الآه مِن أعمآقَهآ بشيءٍ مِن النًحيب :
تِحقق الحلم وطلعت مِن المَكآن اللي كِنت اتمنى فرقآه
لآزآلت تَشيح بِوجهها عآليا وكأنهآ تُحدث القمَر
بس وين رُحت ؟؟ صَرَخت بِحسره قلي وين رحت ؟
لآ السمآ فآدَتني والآ النجوم أغنتني واخذتني
لآ الموت رَحمني ولآ ضحكآتي وروحي المرحه نفعتني
كُل شي خذلني
حتى انا خذلت نفسي يوم اخذتك
واخيراً اعتلت يديها ومَسحَت شيء مِن مَطرٍ جآري
يَغسِل عينيهآ
ابتَلَعت الغصه بِ حُرقه وهِي تُلملم بَقآيآ انكِسآرآتِهآ
تنهدت ثُمً هَمست :
كَسرت يدي واكيد يبي لهآ تجبير فَ لآزم توديني الحين
اي مَكآن لأن
المَهآ شديد وبالكآد تحملته من الصبح للحين
,,
هَمً بِ الوقوف والأقتِرآب مِنهآ شيءٌ مآ دآخِل أعمآقه يَصرُخ
للصمت وحشة
لم يعي قسوتها من قبل
يُحاول اجترار الاحرف والتعبير
يُحاول ان يهدأ مِن رَوعِها ويَحِد من رَجفَتهآ
تأبى الحُروف الآ وأن تتلبس ثوب الخيآنه
جَثى على رُكبتيه ولِ أول مَره ترى في عينيه لَمحَة ارق
تَعب وشيءٌ مِن حُزن مَخفي بين طيآة المَلآمِح ارتَطمت عينيها بِ الأرض
في حين تَحديقه هُوَ بيديها اللتي تَفترِش حُضنَهآ
حآول المِسآس بِهآ فَ انتفضت مِن الألم وكَأنًهآ اهتِزآزآت مآس كَهربآئي عَنيف
هَمَس بِصوت خفيض : كَسر قومي اوديك
صَآرعت الأوجآع وبالكآد استطآعت ان تعتَدل بَعد ان اجتَذَبَها
ارتدت العبآئه بِصعوبَه بآلِغه
وتَبِعت آثآر خُطوآته الرتيبه
فَتَحَ لَها البآب الأمآمي للسيآره
وامتَطى هُوَ المِقعد المُجاوِر
و غفِل عَن اعين َكآدت ان تَخترق سَقف
السيآره لتُعآيِش التفآصيل عَن عَن قُرب
....
عنود وغرفتها اللتي تَرأسَت شرفتها واجِهة مَنزِل احمَد
واحاديث كثيره متفرقه لاتنضب
لا تخلو مِن بعض النغزات
والكَثير مِن رمي المَقاصد البَعيده
ارتَمَت أمل بِثقل على السرير :يوووووووه مابغو يروحون
ابتَسَمَت عنود لِ رفيقة دَربها منذو الصغر :
والله ياني اشتقت لسهراتنآ حسبي الله بس ع اللي فرق بينا
ارتَجفَ قلبها لِوهله : كيف حرمته كيف شكلها ؟ وكيف اخذهآ؟
قهقهت عنود: عشر سنين ما نستك وش ذا اللهفه اللي بصوتك
من باعنا بعناه مو هذا كلامك؟
تأتأت بارتِباك وفي لحضه صفاء : هو ماباعني هووو!!
قاطعتها عنود: امل حبيبتي وش فيك مو لانه تزوج تقومين
تخبصين بالكلام
مو انتي اللي قلتي انه معقد ومريض ومعاه حاله نفسيه وانك صَبرتي عليه
طول عمرك لين مآبآعك
امتَلأت عينهآ دُموع وآثرت الصًمت
اردَفت عنود : بس ابشٍرك انتي احلى منهآ بِكثير
ابتسَمَت بِهدوء : طيب بنزل اشوف امي اذآ محتآجه شي ثُم أجيك
اومأت عنود بِرأسهآ وهي تَفتَح جِهآز المَحمول لتبدأ ليله صآخبه
تفوق ليآليهآ السابقه بِوجود أمل
,,
تَحركت بِثُقل بَعد ان افرَغ الدكتور مِن تقيدَها بِ لُفآفة الجبس
اللتي بآتت نَشآز مَع اليَد الأخرى
الصًمت سَيد المَوقِف اوصآهآ الطبيب بِ الكَثير مِن الأرشآدآت
وخرجت تتبَعه غير رآفضه ولآ رآغبه تَعجز ان تَحوي ذآتَهآ
توَسَدت المِقعد بَعد ان فَتَح لَهاالنآفِذَه وأغمَضت عينيهآ
فَ غَطت في نومٍ عَميق
وَلَم تَستَفيق الآ عَلى نَسيم البَحَر يَتَمَوًج على سَطحِه صوره للقَمر
وتلاطُم امواجٍ لايهدأ
فَ رجل اربعيني يَقف عَلى الشاطِئ بِلآ معالم
وليسَ بَعد
,,
سعاد زوجة أحمد الأكثر هدوئاً وحكمةً عنه
ام حآتِم زوجة أبرآهيم والاكثر تسلطاً مِنه
وَأم أمَل زوجة ابو جآبر الاخ الاصغر للجد نآصر
وثلاث شَخصيآت جديده
سَنكشف الغموض عنهم في الجزء القادِم
الى ان يحين ذلك الوقت
لكُم جُل الحُب ياآل ليلاس
كونو بالقرب
انثى الحُلم