لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (33) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-07-10, 07:46 AM   المشاركة رقم: 2421
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2009
العضوية: 151522
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: اعتذارتي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اعتذارتي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
Thumbs down

 

صبااااااااااااااح الخير انفاس

يعطيك العافيه قلبي


بارتات رووووووووعه سلمت يمينك لي فتره مارديت مشغوووووله حييييل
بس صدقيني كنت من الحماس اقرا البارت قبل ماينزل >> تسمع بصيغة المبالغه بس ماتدري وش معناها خخخخخخخخخ الموهيم هذا سلمك الله لما وصلت لخاطر مخيف بالنسبه لتوقعاتي قلت ماعاد ينسكت عليه الكلام يابنت وجيت عاد عشان اتكلم وببدا بالسالفه اللي ماابيها تصير ولا باتعس احلامي


عبد الله صدقيني لو ترجعين جوزه له انتحر _ استغفر الله _ شوفي على قد ماهو المفروض يحزنني وانه جا الوقت اللي يرتاح بس جوزه ترجع له نو والف نو وابدا ومستحيل وكل ادوات الاستحاله >> هذي جديده ماسمعتوا فيها خخخخخخ بالنسبه للعلاقه بينه وبين اخوانه وامه وابوه مثل مايقولون الدم مايصير ماي بس زوجته عادي يعني يصير عصير لو نبي لانه سبحان الله يقدر يطلقها وتنتهي العلاقه فأنا متعاطفه معاه بسالفه اهله وانه ولده انذبح قدام عينه وهو بالفعل تعب كثير بس انو جوزه ترجع له مافي امل ارفع شعار هالموضوع هذا كلام كنت دايم اقوله انه لو وحده اشتكت لي من زوجها بخلاف عارض وسوا لي ومدري وشو كنت دايم اقول اني مستحيل اقول لوحده اتركيه مثلا عشان موقف واحد وانا ماادري وش سوا عشانها اكيد فيه اشياء تشفع له وتخليها تسامحه نرجع لمحور حديثنا في حالة عبدالله وجوزا حسيت بالاختناق لما قلت اسمائهم مع بعض الموهييييم بالنسبه لهم وبما اني اتابع قصتهم واعرف كواليسها بقول هو على نفسه لو كان يقصد اشياء اللي وصل غيرها ولا فيه ربع شي يشفع له عندها وش شافت منه عشان ترجع له بس بالاخر احساسي يقول انه بيضغط عليها من ناحية حسن واكيد انها بتختار ولدها وياجعل هالموضوع مايصير اما في حالة لو صار اكيد اني ماراح انتحر خخخخخخخ بس بيجي ببالي توقع ثاني انه ذاك الوقت مزون بتاخذ مهاب مع انه في توقع معارض بشده ويقول مزون ماياخذها الا غانم اذكر اول اني كنت اقول العكس بس اللحين اقتنعت انه مزون مالها الا غانم جاها من الدنيا مايكفيها ماله داعي بعد تاخذ واحد كارهها وش بعد مممممممممم ايه حسون الصعنون الحلو اكيد انه ماراح يسكت لو راح البيت وبيقول انه شاف ابوه او انه بيتعلق فيه دام انه بالسياره وخاله عبدالرحمن اكيد بيستغرب يعني وبيعرف انه عبدالله رجع هو طبعا المفروض جوزا ماتتأثر برجعته والمفروض انه مايعني لها شي الا ان شخصيتها تقول انها بتحوس نفسها وتحوس الدنيا لاعرفت بوجوده وتقوم عليها الحاله وماتخلي احد ماتعلق عليه وترفع ضغطه ولو تصيح مسكيني رقبتها بس خليني اخنقها >> لا متحمسه من قلب مممممم ايه نجي للمشكله الكبيره منصور ياحبني له ذا الرجال عاد انا معجبه بشخصيته اتوقع انه بيموت من الفرح لما يدري ان عفرا حامل ومهما تحاول تقلب عليه الموضوع ماراح يأثر على فرحته اتوقع اخرتها بيعصب عليها كالمعتاد لو زودتها بس فوق كل هذا اكيد انه بيخف عنه توتر انها بتتركه ومن هالكلام وش بعد ايه زواج كساب انا منتظرته بفارغ الصبر كساب قاهرني يستخدم اسلوب غير عادل يعني مهما كان البنت بتستحي وهو حتى مو مهتم بالكلام اللي يقوله الزم ماعليه يسكتها بهالشكل بس اتوقع انها بعد الزواج بتسخدم معه نفس اسلوبه ويذوق اللي ذوقها منه
اصلا مهما يسوي نفسه مو مهتم مو على هالكلام هذي كاسره مو حيا الله ممممممم نفسي بعد اشوف تميم وسموره ببيت واحد وش بيسوون ولا وش بيصير بينهم بنت عمي كانت تقول اكيد انه بيصير له شي و بيموت بباكستان بس انا عارضتها الا انه بنفس الوقت مو متوقعه اي شي لحياتهم ووو قلت قبل هالمره اني احس عبدالله لو كان حي ممكن ياخذ شعاع بس غيرت رايي خله ينطق ببيته مدري بيت ابوه ماحنا موافقين عليه ان شاء الله ياخذها فهد ووو طبعا ماذكرت ضغط المشاعر اللي عبدالله عايش فيه لاني مقهوره منه مثل فهد اخوه الوحيد اللي ردة فعله اعجبتني اجل 4 سنين متوفي واشوفك هاللحين لو انا كان اغمى علي وووو بعد جميله اتوقع الدلع مأثر بزياده وخليفه وراه مايصكها بكف يعيد اليها رشدها >> تراها تفهم بحل المشاكل خخخخخخخخ قاهرتني فيه المسكين بس يستاهل مانسيت حركته اللي سواها بعلي للحين بس بعد مسكين يعني مغترب ومافيه من اهله الا ذي اللي يقولون عليها زوجته لا ولا يقدر يتركها كله عندها وهي ماعندها الا الصياح وطولة اللسان بس اقول يمممممممكن دام انها عرفت انه امها تزوجت مافيه شخص تلجأ له الا خليفه فأتوقع تتحسن العلاقه بهاليومين قبل ماتشوف امها لانه مهما كان الام راح تظل ام يعني لو راحت لها بتخفف عنها مهما كان وخطوه حلوه من منصور انه خبرها مع اني اتوقع عفرا تعصب منه بس انا معه بكل اللي يسويه >> لا معجبه من قلب
وووو وش بعد مممممم اتوقع كفايه كذا اليوم


اعتذاراتي

 
 

 

عرض البوم صور اعتذارتي   رد مع اقتباس
قديم 01-07-10, 08:31 AM   المشاركة رقم: 2422
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 163458
المشاركات: 19
الجنس أنثى
معدل التقييم: طروق التايه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 22

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طروق التايه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صلِّ على محمد وآل محمد


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .



شلونج يا الغلا ان شاء الله بخير


ارفع العقال لج منظر عبدالله و حسن بكاني


وهزاع خلاني اقرا مرتين

وطبعا نبارك لمنصور

و ننتظر المفاجاه شنو بتكون عليه





بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه


ام تركي

 
 

 

عرض البوم صور طروق التايه   رد مع اقتباس
قديم 01-07-10, 08:53 AM   المشاركة رقم: 2423
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2008
العضوية: 94676
المشاركات: 496
الجنس أنثى
معدل التقييم: رومنسية زمانها عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رومنسية زمانها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

ابدااااع انفاس قطر الليلاسية

مزون انا معهابقرارها انو ماتخذ الاثنين
حبيت امهاب بصراحه لمزون كثييييييير حسيتهم لايقين لبعض مع اني كنت اتمناها لفهد بس من جد حبيت فكرة انها لمهاب علشان الخوف اللي كان يسببها لها ايام الكلية يتغير خجل وتعرف انو مايخوف وعنده غير السم عسل وهو يعرف انها ماتنعاب لابدراسة ولا بغيرها

بالنسبة لجوزا حبيتها ترجع لعبدالله مو بس عشانة لاعشانها حليت هو اللي يداوي جروحها اللي سببها
حتى لو خذاها مهاب كيف رح تعرف ان ععبدالله ماكان يقصد جرحها حتى لو وصلها انة يطلب تسامحه لا ماحسيت انة شيء يكفي لالمها لو تعرف المشكلة من اولها بتسامحه وتحبة وبتطيب وبتزول جروحها

خايفه من موقف عفرا لاعرفت ان منصور راح قابل جميلة

يسلمووو انفاس الف الف شكر وبأنتظارك دائمارغم قلة ردودي بس معك اول بأول وللنهاية

على فكرة انا ماقدد زرت قطر بس اختي واخوي يزورونها دائما والله حبيت اهل قطر من كثر مايمدحونهم ومن كثر مااحبك واحب رواياتك ويارب ازور قطر واتشرف بشوفتها دمتي بصحه وعافية ورضى من الله

رومنسية زمانها

 
 

 

عرض البوم صور رومنسية زمانها   رد مع اقتباس
قديم 01-07-10, 08:55 AM   المشاركة رقم: 2424
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 174972
المشاركات: 1
الجنس أنثى
معدل التقييم: آحـــلآهم عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
آحـــلآهم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آنفــــآس قطر
يعجز قلمي و يقف لســـاني عاجزا وتأبا كلماتي المتواضعه عن البوح عما يجول في داخلي من اعجاب شديد عن ما خطته آناملكـ الذهبيه
هنـــا اقف لكــِ احتراما لكِ ولقلمك المبدع عن ماسطرتيه في رواياتكـِ الثلاث :
بعد الغياب
آسى الهجرآن
والآن (بين الأمس واليوم)
كوني مبدعه كما عهدتكِ من قبل

 
 

 

عرض البوم صور آحـــلآهم   رد مع اقتباس
قديم 01-07-10, 09:10 AM   المشاركة رقم: 2425
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء الرابع والثلاثون

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


يا صباح الإشراق والجمال والسعادة


ياصباح التفاعل الراقي برقيكم


دائما تغمرون قلبي بسعادة تفاعلكم ومودتكم المصفاة الله لا يحرمني منكم


.


ألف ألف مبروك للناجحين وعقبال الباقين وفرحتهم بالنجاح


وألف مبروك لكل العرايس اللي عرسهم هالصيفية


ودعواتنا لأخت جافيني النوم أن ييسر لها أمورها في الخير وبالخير


.


.


تدرون بنات أنكم شككتوني في روحي :)


رجعت أقرأ أخر كلام كتبته بعد أخر جزء من بعد الغياب وأسى الهجران


نهائي ماجبت طاري أني ماراح أرجع للكتابة لكن كان مجرد توديع ودعوات


بس يمكن البعض فهمها كذا..


ويمكن فيه بنات كانوا يسألوني بشكل فردي


فكنت أقول كفاية عليكم اللي فات.. من باب أني ما أبي أقول شيء أنا غير متاكدة منه


وخلال بعد الغياب واسى الهجران كانت تجيني أفكار كنت أجلئها وأقول هذي بأخليها لرواية جديدة


لكن هذا ماصار هنا فعلا أكتبها بروح الرواية الأخيرة.. قلت روح!!


وهذا كلام يدور في بالي فقلته لكم المرة اللي فاتت <<< تخلون الواحد يندم على الشفافية :) مثل الحكومات لا استخفت وسوتها :)


أثر يا بنات على قولت المثل (الحكومة أبخص) مثل سديد :)


يعني الحكومات تمارس سياسة التعتيم الإعلامي .. يازينها <<< يا شين الفلسفة على غير سنع بس أصبحي وأفلحي يا أم س


المهم صبحكم الله بالخير ويا الله على البارت


.


بارت تعبني فوق ما تتخيلون.. جد تعبني <<< ياكثر ما تقولين كذا


شكلي عجّزت يا بنات وأنا توني << تهقون؟؟


بارت طويل جدا وعاصف وبيفتح النار جد


.


البارت الرابع والثلاثون


.


قراءة ممتعة مقدما


.


.


لا حول ولا قوة إلا بالله


.


.



بين الأمس واليوم/ الجزء الرابع والثلاثون






مشاعر ثقيلة جدا أورمت قلبه الذي ماعاد يحتمل المزيد وهو يقف أمام باب بيت أبو عبدالرحمن من الخارج



بينما حسن حين عرف البيت شدَّ على عبدالله وهو يهز رأسه بعناد طفولي: مابي.. مابي.. أبي بابا بث.. مابي ألوح..



عبدالله يحتضنه بخفة ويسأل فهد بشجن: كنهم مغيرين واجهة البيت والصبغة؟؟



فهد بدون اهتمام: ما أدري يأخيك.. الظاهر



عبدالله تنهد بألم شفاف وهو يهمس في داخله:


(أنا اللي أدري.. أنا اللي أدري


كان باقي أعد خطوط البيت وأنا أنتظرها تطلع علي في كل مرة كنت أوديها لأهلها


أحاول أتشاغل بشيء.. ألهي نفسي عن شوقي لها


ألهي نفسي عن قلبي اللي أحسه ينشلخ ألف مرة)



بينما عبدالله لاه في أفكاره وهو يشد ابنه إلى صدره كان فهد ينهي اتصالا ثم يلتفت لعبدالله:


عبدالرحمن عاده في الطريق ويبي له شوي.. ويقول ا ن ابيه معزوم على عشا


خل نعطي ذا الأذوة واحد من صبيان المجلس ويعطيه الخدامات يوصلونه لأمه..



عبدالله بصدمة: من جدك أنت؟؟ تبي تعطي ولدي واحد من الصبيان يوصله للخدامات..


قسما بالله منت بصاحي ولا تأمن على الولد... عسى مهوب أنت اللي ترجعه كل مرة..؟؟



فهد يضحك: وانا وش عرفني بالبرتوكول لإعادة صاحب السمو... رجعته كم مرة.. بس كل مرة عبدالرحمن موجود وإلا جده وهم اللي يأخذونه



عبدالله بقلق: فهد أمنتك الله.. لا تكون مرة سويتها وعطيته الصبيان..؟؟



فهد يضحك: والله العظيم مابعد سويتها... خاطري تشوف وجهك.. لابس دور الأب مضبوط..


ثم أردف بابتسامة: يا الله قل لي وش تبينا نسوي.. نقعد واقفين لين ياتي عبدالرحمن ويعرفك


كان مخططنا أني أنا بأنزله المجلس وبأجيك.. الحين وش السواة..



عبدالله تنهد: اتصل في أمه.. خلها تخلي وحدة من الخدامات تطلع لنا.. وبننتظر هنا لين أشوفها دخلته داخل البيت..



فهد حينها تفجرت في رأسه قنبلة ما.. شهق ثم كح وهو يهتف لعبدالله برعب حقيقي:


على طاري أم حسن..


عبدالله أنت الحين ما متت.. والمرة حادت عليك.. وحتى عدة الغياب ماكملتها لك بالضبط 3 سنين و11 شهر


ووأم حسن الحين على ذمة ولد آل يحيا.. لازم تسأل شيخ ..



عبدالله ألا يكفيه مافيه من أوجاع حتى يذكره: أم حسن أنا طلقتها وأنا في أمريكا.. وعقد الطلاق موثق ورسمي وموجود الحين في الخارجية للي يبي يتاكد..



فهد بصدمة: عبدالله أنا مصدوم فيك.. يعني مخطط لكل شيء.. ليه ذا كله.. ليه؟؟



عبدالله لم يرد عليه.. حينها زفر فهد بغضب متزايد على عبدالله: باتصل في عالية أخذ رقم البيت منها



عبدالله بسكون: مافيه داعي أنا حافظه.. إذا هو نفسه ماتغير..



فهد أخذ الرقم من عبدالله وهو مازال يغلي من الغضب..



في الداخل.. جوزا تذهب وتعود.. ماعادت قادرة على الجلوس


بينما شعاع مازالت تعبث بأزرار حاسوبها وهي تهمس بهدوء: جوزا الله يهداش عبدالرحمن الحين مكلمش ويقول أنه جاي


اقعدي حولتيني..



جوزاء بغضب: خلش في اللي أنتي فيه.. ومالش شغل..



رن الهاتف بجوار شعاع .. التقطته وعينها على شاشة الحاسوب: مرحبا..



صوت رجولي غاضب: وين أم حسن وإلا أم عبدالرحمن يا بنت..؟؟



شعاع مصدومة من هذه الوقاحة.. (بدون سلام حتى؟؟)..


بينما فهد كان يظن أن من ردت عليه طفلة صغيرة..


شعاع تحاول الاعتصام بالأدب وهي تتكلم بطريقتها الهادئة الرقيقة التلقائية المعتادة: أم حسن موجودة.. وأم عبدالرحمن تصلي.. من تبي منهم؟؟



حينها علم فهد أنها ليست طفلة بل صبية يقطر صوتها رقة وعذوبة أشعرته بمزيد من الغضب.. لأنه يكره بشكل عام يكره (الميوعة) في البنت..


وهو حسب ظنه شعر أنها تتحدث بميوعة زائدة مع غضبه الذي قفل عروق التفكير في رأسه:


اصطلبي يا بنت لا تسيحين.. ماعلموش هلش أشلون بنت الحمايل ترد على الرياجيل..



شعاع شهقت بشدة وهي تلقي الهاتف والحاسوب وتقفز راكضة للأعلى


حينها انتزع عبدالله الهاتف منه بغضب كاسح: قسما أنك مستخف.. هذي أكيد شعاع.. البنية أذكرها هادية خلقة ربي يا الجلف.. الله يأخذ عدوك



فهد لم يهتم.. وعبدالله يأخذ منه الهاتف ويقرر أن يطلب منها إرسال أحد للخارج فهو متأكد أنها لا تتذكر صوته


ولكنه مع التقاطه للهاتف كان صوتا آخر يهتف بقلق عميق: من أنت؟؟ ووش قلت للي ردت عليك ؟؟



حينها عبدالله عاود إلقاء الهاتف لفهد و يشير له أن يرد ..وهو يشعر أن قلبه مزقته قنبلة مدمرة إلى مئات الشظايا


يكاد يقسم أنه يشعر بألم فعلي في كل نواحي قلبه..


صوتها.. هي.. همساتها!!


قبل أن تتحدث حتى ..عرفها.. عرفها..!!


شعر أن أول نفس عانق وتين قلبه


والنفس الثاني مزقه تماما.. ثم بقية الأحرف عبثت بقلبه الممزق ذهابا وإيابا



( يا الله.. يارب


هل حكمت على سواي بعذاب حب كهذا؟؟


كنت أخدع نفسي أنني سأنساها أو حتى أتناسها


بعد ان كانت ذكرياتي الشاردة معها زادا يدفئ قلبي المجمد طوال كل دقيقة في السنوات الماضية


فإذا بحلم النسيان مجرد حلم مستحيل وأنا أسمع همساتها اليوم


يا الله كم اشتقت لها..


كم اشتقت!!


يا الله مابقي فيَّ قلب يحتمل كل هذا!!


وكل ماقلت هذا.. جاء مزيد مما لا أتحمله


أموت لأسمع همساتها مرة أخرى.. مرة بعد!


اللهم أني استغفرك وأتوب إليك


يا الله انزع حبها من قلبي.. يا الله اعني على نفسي )




فهد حينما تناول الهاتف عرف صوت جوزا.. هتف باحترام: هلا أم حسن



جوزاء بتوتر: هلا أبو خالد.. حسن فيه شيء؟؟



فهد يهتف بهدوء رغم أنه مازال غاضبا وسماع صوتها ذكره بسبب غضبه من عبدالله: لا.. والله مافيه إلا العافية



جوزا بحرج: زين دام مافيه شيء ليش تروعت أختي كذا؟؟



فهد بثقة: قلت لش مافيه إلا العافية.. بس ماكان راضي يرجع


أنا واقف عند باب الحوش من برا.. طرشي لي الخدامة تأخذه..



جوزاء أرسلت الخادمة ووقفت أمام النافذة تنظر للسيارة.. كانت الرؤية غير واضحة لأنهما لم يكونا يقفان في داخل الباحة لكن أمام الباب الخارجي


ولكنها متأكدة أن السيارة كان فيها شخصين


والشخص الذي ناول الخادمة الولد كان من يجلس بجوار السائق.. شعرت باستغراب عميق وهي ترى حسن لا يريد التخلص منه


ثم وهي تسمع بدء تعالي صرخاته وهو يرفس الخادمة التي تحمله ويحاول التخلص منها..


وفعلا أفلت منها ونزل وعاد ركضا للسيارة.. حينها تفجر قلق جوزاء عارما..


أخذت الرقم من الكاشف وعاودت الاتصال بفهد بينما حسن عاد لوالده ورفض النزول والخادمة تحاول أن تنزله


فهد بقلق يهتف لعبدالله: شكلنا بننفضح الليلة من سبت ولدك اللزقة هذا..


عبدالرحمن على وصول



تعالى رنين هاتفه كانت المتصلة هي جوزاء وهي تهتف بقلق: أبو خالد ولدي مهوب طبيعي الليلة.. أمنتك الله وش صاير له


أنا بألبس عباتي وأجي اخذه بنفسي..



فهد قلقه بدأ بالتصاعد ومع ذلك هتف بثقة: لا والله ما تجين أنا بأنزل فيه للمجلس وبأنتظر عبدالرحمن



فهد أغلق الاتصال ثم ألتفت لعبدالله بحزم: أنت أنزل وسق بدالي وأرجع لبيت صالح.. وانا بأنزل بولدك الفضيحة .. وكن فيه خير خله يتفلت مني


بانتظر عبدالرحمن ثم بخلي صالح يمرني



فهد نزل بالفعل وشد حسن بقوة حانية.. ولأن فهد ليس كالخادمة طبعا فحسن لم يستطع التفلت منه بينما عبدالله كان ينزل ليتجه لمكان السائق وهو يهتف برجاء أقرب للأمر: فهد تكفى شوي شوي.. آجعته...



فهد بغضب يتجه بحسن الباكي للمجلس: ما آجعته بس هو متدلع بزيادة..



بينما صراخ حسن يرتفع : أبي بابا أبي بابا..




الخادمة عادت للداخل.. وجوزاء أمسكتها لتحقق معها: حسن وش فيه؟؟



الخادمة بطبيعية: مافيه سي.. بس يبكي يبي بابا..



جوزاء باستغراب: أي بابا ياخبلة؟؟



الخادمة تتجه للداخل: أنا مافي معلوم..



جوزاء انتظرت على أعصابها المتفلتة قلقا لمدة خمس دقائق هي المدة التي استغرقها وصول عبدالرحمن ثم إحضاره لحسن الذي مازال ينتحب بعناد: أبي بابا أبي بابا..



جوزاء حين رأته تناولته وهي تحتضنه وتهدئه: وش فيك حبيبي؟؟



حسن تعلق بعنقها وهو يبكي: ماما أبي ألوح بابا.. بس سوي.. سوي بس..



جوزاء اختنقت: أي بابا ياقلبي؟؟



حسن مازال يبكي: بابا عند ثالح.. أبي ألوح بابا..


ثم ألتفت لخاله: دحمان ودني بابا..



عبدالرحمن يتناوله من جوزاء ويحمله وهو يقبله ويهمس له بحنان: خلاص بكرة حبيبي أوديك..



جوزاء بغضب عاتب: عبدالرحمن ألف مرة قلت لك لاعاد تمنيه شيء ماتقدر تسويه



عبدالرحمن بإرهاق: خرق مخي في المجلس وهو عند فهد.. يبكي كأنه مقروص.. ترا ماهدا إلا يوم شافش...



جوزاء بقلق تنظر لحسن المستمر في البكاء: ليه هو ذا الحين ينقال له هدأ؟؟



عبدالرحمن يطبطب على ظهر حسن ويهتف بتعب: أهون من قبل شوي بواجد..قسما بالله صدعت من صياحه



جوزاء صعدت بابنها.. رفض أن يتناول العشاء.. وطوال ماكانت تحممه كان مستمرا في البكاء وفي طلب وحيد: أبي بابا..



حينها توجهت جوزا لغرفة شعاع التي كانت مازالت تعاني من حرج عميق من موقف الاتصال السخيف الذي عرفت تاليا من صاحبه


ومع ذلك خرجت حين سمعت بكاء حسن


وحاولت مع جوزاء تهدئته أو جعله يتناول العشاء .. ولكنه رفض


وعادت لغرفتها حين كانت جوزاء تحمم حسن



جوزاء كانت تحمل حسن الذي بدأ مرهقا من كثرة البكاء ومع ذلك مازال يبكي..


دخلت على شعاع وضعته على السرير وهمست لها برجاء عميق: تكفين شعاع.. تكفين طالبتش.. بس ذا المرة.. الولد مات من البكاء


عمره ماصار له كذا.. عطيه صور أبيه بس الليلة.. خليه ينام.. شوفي أشلون وجهه متورم من البكاء.. تكفين شعاع عشان خاطري .. والله جاني الليلة ماكفاني..



شعاع تهز رأسها رفضا وهي تهمس بعمق شفاف: جوزا على ويش احنا متفقين.. كذا بيرجع حسن يتعلق في الصور



جوزاء بألم: يرجع يتعلق؟؟ ليه هو نسى؟؟ ياربي حاسة أن الذنب اللي سويته في حسن ذنب كبير واجد وأنا أعلقه في أب ميت..


تكفين شعاع بس الليلة.. بس الليلة.. أنا تعبانة حدي..



شعاع رغم رفضها لذلك لكن حسن بالفعل كان هذه الليلة أكثر من كل ليلة.. وزاد عليها أن جوزاء كانت تبدو بالفعل على وشك الانهيار


لذا تناولت مفتاحها وفتحت دولابها المغلق وأحضرت الألبوم ووضعته على ساقي حسن الباكي وهي تهمس بحنان: هذي حبيبي صور بابا.. خلاص لا تبكي



ثم كانت الصدمة الكاسحة لهما كليهما.. أن حسنا ألقى بالألبوم على الأرض دون أن يفتحه وهو يصرخ بعناد:


ما أبي ثورة..أنتي خبلة.. أدول أبي بابا.. أبي بابا..







**************************************








طرقاته.. من سواه..


تصاعدت طرقات قلبها التي بدأت مع الطرقات وزادت مع انفتاح الباب


لتصل ذروتها وهي ترى صالحا يتقدم ناحيتها..



صالح أصبحت لديه معرفة عن حالها وظنونها.. وغيرتها.. لا ينكر سعادته المخفية في أعماقه..


دائما الغيرة هي دليل حب وتملك.. قد تختلف الآراء والمضامين حولها.. لكن في حالهما هما هي دليل حب لا شك.. صالح لا يشك في محبة نجلا له


لكنه بات يشك في مكانته عندها..


فالإنسان مثلا قد يكون يحب شيء معين.. لعبة قديمة.. صورة.. أو حتى قطعة ملابس.. وقد تكون عزيزة جدا عليه


لكنه قد يضعها في دولاب ثم ينساها لأنه يعلم أنها محمية ولن تصلها يد


لكن حينما يشعر أنها مهددة فأنه ينتفض للدفاع عنها..



هكذا كان حالهما.. فهي ركنته في الدولاب المحمي.. ولهت في حياتها مطمئنة أنه سيبقى دائما لها..


ولكنها يبدو أنها نسيت أن تغلق الخزانة جيدا.. فهي تركتها مواربة


لذا لم تستطع منع وصول يد أخرى إليه كما كانت تظن..


تريده أن يعود لها وحدها حينها ستتأكد من قفل الخزانة جيدا وإلقاء المفتاح في البحر.. لأنها في حينها ستغلق على نفسها معه في ذات الخزانة..


ولكن هل مازال لديها فرصة.. وهي تراه يتقدم نحوها بوجه خال تماما من التعابير


وكأنه لا يحمل أدنى اهتمام بها.. أو ربما يريد اخبارها بخبر زواجه ثم العودة لزوجته الجديدة..؟؟



تريد أن تبكي.. تشعر برغبة حادة للبكاء.. لكنها لم تفعلها..


لم ترد أن تبدو بمظهر معدومة الكرامة التي تستجدي حنانه بينما هو قد يكون أصبح لأخرى


فما فائدة الدموع التي ماعاد لها فائدة؟!!


كان من المفترض أن تبكي له ومن أجله وأمامه قبل الآن



ولكن الآن لا تريد أن تستجلب شفقته عليها وهي قد تكون فقدته..


لا تريد شفقته.. تريد حبه وولعه وغرامه.. المشاعر التي كان يغرقها في طوفانها والتي قد تكون فقدتها للأبد


تزداد رغبتها في البكاء.. ومعها إحساسها بضرورة التماسك


مادامت قد تكون فقدته.. فلتحتفظ ببعض كرامتها!!



صالح يعلم أن دفاعاته معدومة.. لو همست الآن باسمه فقط.. سينهار كل تمثيله الهش.. فهو مشتاق حتى النخاع.. عاشق حتى نخاع النخاع


ولكنه يتمنى أن يحتفظ ببعض جلده حتى يحلا بشكل تام مابينهما من مشكلات


فهو من ناحيته يرى أن جزء كبير من مشكلتهما يرجع إلى كونها متأكدة من قوة مشاعره ناحيتها.. المشاعر التي كان يصدح بها لها ليلا ونهارا


والتي جعلتها هي في موقع القوة!!


لابد أن تشعر فعلا أنها ستفقد هذه المشاعر.. لتشعر بقيمتها..


صالح دخل بخطوات ثابتة.. كانت تجلس على السرير ووقفت احتراما حين رأته وصلها وهي تتحاشى النظر له..


ألقى السلام وهو يلصق خده بخدها في سلام بدا باردا لكليهما ظاهرا ولكنه كان مشتعلا في خلايا كل منهما


كل واحد منهما تمنى أن يطول هذا السلام ويتحور لصورة أكثر قربا وحميمية علها تريح بال كل منهما من أفكاره


ولكن السلام انتهى خاطفا.. كما بدا خاطفا..



صالح اتجه للتسريحة وهو يخلع ساعته وأزرته ويهتف بهدوء مصطنع: أشلونش وأشلون العيال؟؟ عسى ما قصركم شيء؟؟



همست بذات اصطناعه ولكن بحذر أشد فهي تخشى ماهو قادم بينما هو الصورة واضحة تماما لديه: الحمدلله بخير.. جعلك سالم..



استدار صالح ليهتف بطبيعية: أنا بأدخل أسبح.. جهزي لي شنطة لو سمحتي.. فيها ملابس داخلية فنايل وسرويل وفوط.. والثياب خليها معلقة..



حينها سقط كل اصطناعها وانهار وهي تشهق بجزع مرتعب كأن روحها استلت من جنبيها:


يعني صحيح صالح سويتها وتزوجت علي؟؟



صالح يريد أن يضحك لذا استدار حتى لا ترى وجهه وهو يهتف ببرود: من اللي قال لش ذا السخافات؟



نجلاء تمنع عبراتها المتفجرة من الظهور في صوتها: مايحتاج حد يقول لي السالفة بينة..



صالح بحزم: نجلا أنا ماني بفاضي لذا الخرابيط.. باسبح.. أبي أطلع ألقى شنطتي جاهزة.. عندي شغل ضروري


ثم أردف بنبرة مقصودة: نجلا إذا جيت بأعرس ترا أنتي أول حد بيدري


لأني لو بأعرس بتكونين أنتي السبب.. وأنتي عارفة ليه؟؟



صالح دخل الحمام..نجلاء سحبت لها حقيبة من أسفل السرير.. وهي تكاد تسكب فيضان دموعها فيه


(ما دام قال إنه ما تزوج علي.. مستحيل يكذب


صالح ما يكذب


بس ليش الشنطة ياربي.. ليش؟؟)



فتحت الحقيبة فوق السرير.. وبدأت تضع الملابس فيها التي غرقت من دموعها التي كانت تمسحها بكفيها وهي تضعها في الحقيبة


انتهت من تجهيز الحقيبة وأغلقتها وأخرجت ثيابه وتركتها في علاقاتها فوق حقيبته.. أنجزت مهمتها على أكمل وجه في انتظار خروجه


حالما خرج استدارت حتى لا يرى دموعها وهي تخرج له ملابس أخرى ثم ناولته إياها دون أن تنظر إليه


صالح عاد لغرفة التبديل ليرتدي ملابسه.. بينما هي كانت تلتهي بشيء غير معلوم في الخزانة...


حينما خرج كانت مازالت مستمرة في التهاءها


بينما توجه هو للتسريحة ليمشط شعره.. ثم تناول غترته ليلبسها...


خلال هذه الخطوات الكثيرة كلها كانت نجلاء توليه ظهرها وهي تشهق في داخلها


وتنتظر منه كلمة واحدة تطمئن نفسها به.. ولكنه كان صامتا كبئر مهجورة..



حين رأته تناول حقيبته وملابسه وسيخرج دون أن يقول لها شيئا.. همست له باختناق: كم يوم بتسافر؟؟



صالح دون أن يلتفت: ماني بمسافر.. بأروح أقعد في بيتي.. عندي شغل لازم أخلصه هناك..



نجلاء بصدمة: زين ليش صالح ذا كله؟؟



صالح بسكون: لا تسألين.. الشيء اللي يهمش.. ريحي بالش عرس ماني بمعرس..



نجلاء تحاول أن تتماسك بفشل: زين ما تبي تعرس.. بس تطلع وتخليني بدون ما تشرح لي.. زعلان علي.. خلاص اقعد خل نتفاهم..


ولا تكلمني وأنت معطيني ظهرك .. لذا الدرجة ما تبي تشوفني



صالح لا مقاومة فعلية لديه.. يعرف نفسه.. لا يستطيع مقاومتها.. لذا كان يكلمها دون أن ينظر لها..


تعب من كل هذا.. لابد أن يجد له حلا جذريا..


لذا هتف بهدوء: بنتفاهم بس مهوب الحين.. أنتي يانجلا تبين لش وقت تفكرين زين.. وأنا بعد..



نجلاء باختناق: زين والتسع الشهور اللي فاتت ما كفتك تفكر



صالح بنبرة مقصودة: والله أنا كفتني وزود عن الزود لين طلعت روحي.. بس أنتي ما كفتش.. تبين لش زود..



حينها انصدم صالح بذراعيها الرقيقين تطوقان خصره من الخلف وهي تدفن وجهها في ظهره وتهمس باختناق:


والله العظيم كفتني..وكفتني.. وكفتني... تكفى صالح لا تروح



صالح شعر أن كهرباء لاسعة صعقت سلسلة ظهره بشكل صادم..ناسف..


رغم أنهما زوجان منذ سنوات.. لكن على الدوم كان يشعر أن كل لمسة لها هي لمسته الأولى لشدة ولعه الغير طبيعي بها..


الولع الذي كانت هي غير حريصة عليه..وجعلته في حالات كثيرة يفقد توازنه..



لا يبرئ نفسه من خطئه الذي لا يغتفر في حقها.. ولكنه لا يبرئها من عجزها عن مد حبل التواصل والتفاهم بينهما كما يجب


ولكنه رجل عاشق.. عاشق كما لم يعشق رجل من قبل!!


فكيف يستطيع التوفيق بين مايريده الآن حالا.. ومايريده دائما؟!!



الآن يشعر أنه سينهار وهو يشعر بدفء أنفاسها في منتصف ظهره.. يريد أن يلقي بكل مافي يديه ويستدير ليحتضنها ويشعر بأنفاسها هذه قريبا من قلبه


هذا ما يريده الآن وحالا !!..


وكان سينفذ فعلا.. لولا هاتفه الذي رن بإصرار وأخذه من عالمه الخاص هو وإياها..


حينها هي أفلتته وتأخرت.. وهو وضع حقيبته وتناول الهاتف... كان فهد يستعجله أن يأتي لأخذه من بيت أبو عبدالرحمن



صالح تنهد وهو يسب فهدا في داخله الذي اتصل في وقت غير مناسب.. وفي ذات الوقت يشكره على اتصاله في الوقت المناسب..


لم يكن يريد أن ينهار هكذا من محاولتها الأولى.. حينها ستعلم أنها عادت لموقع القوة والسيطرة عليه!!



صالح غادرها.. بينما هي تراجعت لتجلس على السرير


وهي تلكم المخدات بغيظ



(ماراح أبكي.. ماراح أبكي..


النذل أقول له أقعد ويطنشني.


أنا يسوي فيني كذا


يبي يخليني أفكر قال.. وإلا يبي يطفش مني ويلاقي له سبب؟؟


ماراح أبكي عشانه..


كفاني الدموع اللي صبيتها عشانه الأيام اللي فاتت وهو ما يستاهل


ما يستاهل.. ما يستاهل دموعي


مستحيل أبكي عشانه مرة ثانية


مستحيل)



كانت تصرخ في داخلها بحرقة دون أن تشعر بسيول عارمة من الدموع كانت تنسكب على خديها تزامنا مع صرخاتها أنه لا يستحق دموعها


وأنها لن تبكي أبدا أبدا من أجله!!







***************************







طرق الباب بخفة.. فتح الباب ليعبر صالة والده التي كانت تغرق في أضواء خافتة


ثم مد رأسه لداخل غرفة النوم بحذر خشية أن يكون نائما



"تعال يأبيك!!"



زايد أغلق كتابا كان يقرأ فيه حين رأى رأس علي يطل عليه.. علي ابتسم وهو يتقدم: أزعجتك؟؟



زايد أعتدل جالسا: لا يأبيك.. كنت أقرأ بس..



علي جلس جواره وهتف بابتسامة: عاد عندك وقت تقرأ يبه؟؟



زايد ابتسم: لكل شيء وقته يأبيك..



علي بمودة: ماشاء الله عليك يبه..



تبادلا الحوار العام لعدة دقائق هتف بعدها علي باحترام: يبه ترا أبي أسوي عشا لربعي في المنصب الجديد.. وأبي أسويه في المزرعة..



زايد بحزم: تشاور في حلالك؟؟



ابتسم علي: لا جعلني فداك.. بس أبي أشوف الوقت اللي يناسبك.. كلهم يبون يتعرفون عليك..



زايد قطب جبينه: سوه ذا اليومين قدام عرس كساب.. لأني عقب العرس واعد مزون أوديها لبنت خالتها..



علي بشهامة تلقائية : تبي أكفيك كفيتك ووديتها أنا....



وحينها كما لو أنه ضُرب على رأسه وهو يستوعب ما الذي فعله.. يذهب هو بمزون هناك.. حيث هي وزوجها الذي فضلته عليه!!!



زايد بتلقائية: جعلني ما أبكيك.. أنا بروحي أبي أشوف جميلة..وأتطمن عليها.. وكنه ما لدني شغل ضروري أنا اللي باودي مزون بنفسي


وإن لدني شيء.. جعلني ما أبكيك وتكفيني دوم..



علي تنهد وهو يقف ويقبل رأس زايد وهو يغادر ويسب نفسه:


(يا شين اللقافة..


ليتني قعدت ساكت


يا الله ما يلده شغل ذاك الوقت يارب يا كريم)







********************************








تحتضنه وهو نائم.. ودموعها عجزت عن إيقافها.. ورعب متصاعد يتزايد في قلبها على صغيرها..


تضع يدها على جبينه وتنقلها لخده ثم تتحسس جسده.. وهي تكثر من قراءة الأذكار عليه


يستحيل أن يكون ماحدث له اليوم طبيعيا بأي صورة..


تخشى أن يكون ابنها أصيب بلوثة ما في عقله.. وأكثر ما تخشاه أنها هي سبب هذا اللوثة..


بل لا يوجد لها سبب سواها.. فهي من علقته بأب ميت.. بمجرد صور.. وهاهو الطفل بات يتخيل أن هناك أب فعلا له..



ما أثار جنونها وجعلها تبكي بلا توقف.. أنه الليلة بعد أن هدأ قليلا وهي تحاول معه أن ينام..


كانت تمدده على ذراعها لتحكي له حكاية قبل النوم كما اعتادا


ولكن حكاية ماقبل النوم اليوم كانت من نصيبها .. فحسن انثال يحدثها بحماسة عن والده..


ووالده فعل كذا وكذا.. حمله على ظهره.. ودار به.. ورفعه وجعله يلمس الإضاءة..


حينها بدأ وجهه يضيء .. ثم بدأ يضحك بهستيرية وهو يحكي لها بسعادة طفولية غامرة ماذا فعل والده..


ومع كل حكاية يحكيها كانت جوزاء تختنق وتختنق ودموعها تنسكب وتنسكب..



( الولد استخف.. استخف وأنا السبب..


ياربي ماعندي غير ذا الولد


لا تعاقبني فيه.. أرجوك يارب..


سوو اللي تبي فيني بس ولدي لا.. ولدي لا)



جوزاء كانت تحاول أن تتمسك بخيط أمل أخير وهي تمنع نفسها أن تشهق وهي تسأل حسن:


حسن حبيبي من اللي لاعبك اليوم.. بابا صالح.. وإلا بابا فهد..؟؟



رغم أنها تعلم أن حسن لا ينادي أي أحد بابا.. ولكن كان لديها أملا ما.. أن هذا الأمر تغير الليلة.. وأن من يحكي عنه هو واحد منهما



لذا انهارت مقاومتها تماما وهو يجيبها: ثالح وفهد مو بابا.. ما أحب فهد.. عثانه ماخلاني أروح مع بابا



جوزاء بدأت تشهق وهي تهمس له: حبيبي بسم الله عليك.. أنت ماعندك الحين بابا.. بعدين بيصير عندك بابا امهاب..



حسن يعبث بأزرار بيجامتها وهو يولي وجهه ناحيتها: هاب مو بابا بعد.. أنا عندي بابا حقي بلوحي.. بابا عدالله



حينها فعلا انفجرت جوزاء في شهقات حارقة.. واسم عبدالله يبعث قشعريرة مرارة في كل خلايا جسدها..


حسن يعرف فعلا أن اسم والده هو عبدالله..ويعرف فقط أن عبدالله هو من يراه في الصور


فمن أين أتى بعبدالله هذا هذه الليلة؟؟



( الولد استخف


يا الله العفو واللطف منك


يا الله لا تفجعني.. لا تفجعني


ممكن أستحمل أي شيء في الدنيا إلا شيء يلحق ولدي


يا الله لا تفجعني فيه)




مازال لديها أمل وحيد أن ابنها فعلا هناك من لاعبه في بيت أهل والده.. والولد يحكي عنه..


تريد أي شيء يطمئنها أن ابنها بخير وطبيعي.. رغم أنها بدأت تشك في ذلك..


لا تستطيع الانتظار للغد .. فماذا تفعل؟؟ ماذا تفعل؟؟






******************************







"قل لي وش مخططاتك الحين؟؟ "



عبدالله ينظر لصالح الذي يجلس متربعا فوق السرير ويهتف بسكون: تدري المخططات تضاربت في رأسي..


أنتظر بلهفة شوفتي لهلي.. بس لين ذاك الوقت فيه شوي إجراءات لازم نخلصها


بكرة أبي أروح أنا وأنت للمحكمة عشان نثبت أني عادني حي..


وأبي أشوف لي طريقة أرجع شغلي.. ما تعودت أقعد بطالي..



ابتسم صالح: لا تخاف.. الحين هنا اللي يعرف انجليزي هو اللي مأكل الجو في الوظايف...


وأنت أول تعرف انجليزي زين.. والحين عقب ذا السنين كلها في أمريكا ومنقطع عن الرجعة والعرب.. أكيد صرت تحكي مثلهم..


حتى لو مارجعت وظيفتك القديمة... أنا ضامن لك وظيفة أحسن..



عبدالله بسكون: الله يكتب الخير.. رأسي مختبص.. وأبي أبدأ أنضم حياتي


ثم أردف وكأنه يتذكر شيئا : إلا أنت وش اللي مقعدك لين الحين هنا؟؟


حتى فهد وهزاع راحوا عشان مايحس هلي بشيء



صالح ينظر لعبدالله الذي يخلع ملابسه بينما هو تمدد على السرير ويرد عليه بابتسامة:


وين تبيني أروح.. هذا أنا جبت ثياب لي ولك.. وقاعد عندك


مثل ما اتفقنا من يوم حن في امريكا



عبدالله يرد بابتسامة مشابهة: لا طال عمرك ما اتفقنا.. أنت قلت وما خذت رأيي


وبعدين استح على وجهك.. لا تكون خايف علي وتبي تحرسني


ثم أردف وابتسامته تتسع: وإلا لا تكون خايف علي أسرق بيتك؟؟


قوم روح .. لا تدعي علينا أم خالد..



صالح يضحك: وأنت وش عليك.. أنا أصلا أبي أم خالد تشتاق لي..



عبدالله يغمز له: والله أخبرك أنت اللي على طول مشتاق ومتولع.. وإلا لا تكون راحت على بنت العم..



صالح باستنكار عفوي: الله لا يقوله.. تروح على العالم كله ولا تروح عليها..



عبدالله يضحك وهو يجلس جواره: إيه هذا صالح اللي أعرفه.. بنت العم كفو.. عارفة تمسكك من حلقك مضبوط



صالح يبتسم: الشرهة علي اللي كنت أئتمنك على كل شيء.. تعلق علي بعد!!



عبدالله يتنهد ثم يرد بنبرة شفافة: تدري يا صالح أحس من كثر ما كنت أعلق عليك قبل ما أتزوج أنا.. إنه ربي حافاني بحال أردأ من حالك


وش رجّال يحس روحه معلقة في يدين مره.. إن بغت خنقت قلبك بدون تفكير..



صالح بنبرة مقصودة: أنا وأنت عارفين اللي خانقة قلبي.. بس أنت شيء جديد.. وش ذا البلوة اللي ابتلى بها عيال خالد آل ليث.. بلعون أن ابي ربانا على قوة الباس.. بس ماعلمنا يوم يصير غريمك قلبك وش تسوي



قبل أن يرد عبدالله على صالح قاطعهما رنة رسالة وصلت صالح..


وفتحها صالح بلهفة ظنا منه أنها من خانقة قلبه.. لكنه تفاجأ بشدة أنها من شخص آخر:



" سامحني يابو خالد


أدري والله مهوب وقت مكالمة


بس أنا بأموت من الروعة ومحاتاة ولدي


تكفى كلمني وأبي أم خالد تكون موجودة وتسمع


ولدي الليلة مستحيل يكون طبيعي


أبي أسمع منك شيء يطمني عليه


تكفى طالبتك "




صالح أزاح الهاتف عن مدى بصره ثم ألتفت لعبدالله وهتف باستغراب:


مسج من أم حسن تبيني أكلمها..



حينها ورغما عنه اشتعلت غيرته لاهبة محرقة وهو يصر على أسنانه:


وأم حسن متعودة ترسل لك مسج ذا الحزة وتطلب أنك تكلمها؟؟



صالح ضرب عبدالله على صدره بالهاتف الذي ألقاه عليه بعنف وهو يرد عليه بغضب:


تخسى أنت ووجهك.. وتكرم أم حسن.. صدق أنك مستخف..


هاك اقرأ مسجها



عبدالله رفع المسج وقرأه ثم هتف لصالح وهو يمسح وجهه ويستعيذ من الشيطان:


سامحني يأخيك.. بس لو أنا قلت لك إن أم خالد أرسلت لي مسج ذا الحزة


وش كانت ردة فعلك؟؟



صالح بغضب: كان ردت فعلي أعبر منك وأقوى... بس أم خالد مرتي..



عبدالله رد بغضب مشابه: وأم حسن مــرتــ



عبدالله بتر عبارته وألم الحقيقة يجفف الكلمات على لسانه.. بينما صالح تركه غارقا في أفكاره وتناول الهاتف ليتصل بجوزاء.


حينها عبدالله هتف له بحزم: مادام الموضوع يخص ولدي.. من حقي أسمع.. حطه على السبيكر..



جوزاء التي كانت تنتظر اتصال صالح بقلق عارم ردت فورا بحرج خانق: هلا بوخالد.. أرجوك سامحني على الإزعاج



صوتها.. السحر الخالد الذي ما انفك رصده عنه يوما.. انسكب في روحه العطشى لنبراتها التي ارتفعت لتحلق في أثير الغرفة التي يجلس فيها


وكأن همساتها تحلق به هو على موجاتها التي آسرت روحه للأبد


صوتها هو ذاته لم يتغير.. فقط أكثر نضجا وتأثيرا !!



صالح رد عليها باريحية: مابه ازعاج يام حسن .. آمريني؟؟



جوزاء حينها سألت باختناق: أنتو كان عندكم حد اليوم غريب لاعب حسن وشاله.. تكفى جاوبني



حينها شعر عبدالله أن عرقه سيتصبب.. كما لو أن لحظة الحقيقة حانت واقتربت.. وأكثر ما يخشاه تأثير عودته عليها



صالح بحذر: ليه تسألين ؟؟



حينها اختنق صوتها بالعبرات: يابو خالد الولد الليلة مهوب طبيعي..


أول شي ساعتين يبكي يبي أبيه.. وعقب قبل ينام يسولف لي عنه سوالف وش كثر إنه شاله وأنه لاعبه..


ثم حينها انفجرت في البكاء: والمشكلة إنه يقول بابا عبدالله... وهو يعرف شكل عبدالله عدل من صوره.. فأشلون يقول إنه شاف ابيه الليلة


الولد استخف يابو خالد.. استخف..



كان صالح على وشك أن يرد عليها لولا الطرف الثالث الذي أذابته شهقاتها والذي انتزع الهاتف من صالح وأغلق السماعة لينسكب صوتها وأنينها وأنفاسها في أذنه هو فقط


وهو يهمس لها بحنان ذائب لا مثيل له: تكفين يأم حسن لا تبكين.. حسن مافيه الا العافية..حسن شاف ابيه صدق.. شافني جعل يومي قبل يومه..



جوزاء شهقت بعنف جازع وهي تلقي الهاتف من يدها كما لو كان الهاتف شظية من نار أحرقت يدها..


ثم تتراجع لتلصق ظهرها بظهر السرير.. ثم تنتزع ولدها النائم جوارها وتضعه في حضنها وتضمه لصدرها بكل قوة وهي ترتجف


وصور سوداء مرعبة لذكريات قاسية تعبر روحها الجازعة.. وأنفاسها تضيق وتضيق:


كابوس هذا مجرد كابوس.. أنا أحلم بكابوس.. عبدالله مات وشبع موت .. مستحيل يرجع.. مستحيل يرجع عشان يعذبني مرة ثانية



كانت تشد على ولدها الصغير في حضنها وارتجافها يتزايد وهي تكلم نفسها وكلماتها تتبعثر برعب متوحش:


أتخيل.. أتخيل.. كابوس هذا.. عبدالله مات.. مات.. الميت مايرجع



ظلت على هذا الحال لمدة خمس دقائق كأنها خمس سنوات لثقل ووطأة ماشعرت به من مرارة وقسوة على روحها..


شعرت كما لو أن جبلا هائلا أطبق على قفصها الصدري وهي ترزح تم أغلاله..


كانت تشد على حسن الصغير ورأسها يميل للأمام والخلف مع جسدها كاملا الذي يتأرجح كعقرب ساعة تروح وتأتي


تشعر بسعير حارق يعبر جسدها محرقا لاهبا وكأنه يذيب خلاياها لشدة ماشعرت من الوجع والحرقة..


وكأنها حُشرت بين عقارب الساعة التي تنهش لحمها في كل حركة.. بين ثانية وأخرى ودقيقة وأخرى..


الصور كلها تداخلت والخيالات والأزمنة والذكريات والآلام..



" أ لم يكفه مافعله بي حتى وهو ميت حتى يعود من الموت..؟؟


أ لم يكفه أني مازلت حتى الآن عاجزة عن نسيان مافعله بي حتى يأتي ليفعل المزيد؟؟


أ لم يكفه أنني بسببه خيال أنثى.. ومحض وجيعة.. وبقايا إنسان؟؟


أ لم يكفه أنني بسببه مجرد شيء هلامي مضغته الآلام.. ثم لفظه رحم الوجع؟؟


أ لم يكفه أنه حولني لمسخ .. زاده التجريح والحقد والرغبة في الانتقام من كل شيء؟؟


ثم بعد ذلك كله.. حينما بدأت أفكر أن أنسى كل ذلك.. أن أبدأ حياة جديدة


يعود في هذا الوقت بالتحديد.. وكأنه علم أنني أفكر أن أتجاوز سجنه لروحي في قفص ظلمه..


عاد ليعلن رفضه لتحرر روحي.. عاد ليخبرني أنه لا فكاك لي من سجنه..


وأنني سأبقى للأبد أسيرة لجرحه وظلمه وقسوته...


من أجل أن يستمر في ذبحي.. هو مستعد للعودة من الموت حتى!! "



كانت تفكر بكل هذا وهي مستمرة في حركتها الدورية ذهابا وإيابا..


وجهها يحتقن وعيونها تسيل وأنفها يسيل وهي تمسح وجهها دون أن تشعر بطرف كمها في حركة يائسة..



وهي على هذا الحال فوجئت بعدها بدخول عبدالرحمن الفجائي عليها الذي كان يبدو كما لو كان أوقظ من نومه.. وجهه محتقن وأنفاسه تعلو وتهبط..



عبدالرحمن جلس جوارها ووضع يده على رأسها وهمس لها باختناق: اذكري الله.. ألا بذكر الله تطمئن القلوب..


وإذا كان عبدالله حي.. هذي حكمة رب العالمين وحكمه



جوزاء حينها انفجرت ببكاء خافت وهي تضع جبينها على كتف عبدالرحمن وصغيرها النائم في حضنها بينهما:


تكفى عبدالرحمن قل لي إنه كابوس.. كابوس.. الميتين مايرجعون مايرجعون


ما أبيه يرجع.. ما أبيه يرجع.. صح هذا حلم حلم


عبدالله مات من سنين.. أشلون يرجع..



عبدالرحمن تناول حسن من حضنها.. تشبثت به.. خلصه عبدالرحمن من بين يديها ووضعه على السرير...


وهو يهمس لها بحنان عميق: لا تخافين على حسن مستحيل حد يأخذه منش.. لا عبدالله ولا غيره..



جوزاء ارتمت في حضنه وهي تشهق: هو بيأخذه.. رجع من الموت عشان يأخذه مني..


ماشفت أشلون الولد تعلق فيه من ساعات بس.. أشلون عقب أيام


حتى أنا يمكن ما يبيني...



عبدالرحمن يحتضنها وهو يربت على ظهرها ويهدهدها: لا تصيرين خبلة.. مافيه حد عند البزر مثل أمه..



جوزاء مستمرة في بكاءها الهستيري: عمري ماشفت منه الا البلاوي.. وهذا هو راجع يكمل على اللي باقي مني..


يبي يأخذ ولدي.. بيأخذ ولدي مني.. أدري إن هذا اللي بيسويه..


ماباقي شيء محسسني إني عايشة وأني إنسانة غير حسن.. عشان كذا يبي يحرمني منه..



جوزاء عاودت انتزاع حسن من جوارها وضمه لصدرها وهي تصرخ بهستيرية وتنفجر في شكل لم يحدث لها أبدا من قبل:


ماحد بماخذ ولدي مني.. ماحد بماخذه مني..


عبدالله أنا أكرهك.. أكرهك.. مستحيل أخليك تأخذ ولدي.. هذا ولدي بروحي.. متى عرفته أنت؟؟ جاي الحين تبي تاخذه على الجاهز؟؟


أكرهك.. أكرهك.. أكرهك..



حسن صحا من نومه وبدا يبكي.. عبدالرحمن يحاول تهدئتها أو أخذ حسن منها دون أن يفلح...


وصراخها يتزايد مع تزايد تشجنات جسدها وهي مازالت متشبثة بحسن الذي زاد بكاءه


توجه عبدالرحمن بسرعة لإيقاظ شعاع... وطلب منها أن تبقى معها حتى يحضر أي طبيب..


فجوزا بدت مستثارة بشكل غير طبيعي أبدا.. ولابد من حقنها بمهدئ..



وفوجئ حينها بوالدته تحاول أن تفتح الباب وهي تترنح لأن قدميها أصابهما الخدر حين صحت برعب على صرخات جوزاء


سارع لها ليسندها ليجدها ترتعش والكلمات جافة على لسانها: أختك وش فيها؟؟ أختك وش فيها؟؟



عبدالرحمن باختناق لجزعه على أمه أيضا: والله العظيم مافيها شيء.. متروعة عشان رجالها الأولي طلع حي


تكفين يمه أبيش قوية.. كفاية جوزا.. أبيش تهدينها..


تكفين عاد كله ولا أنتي..


.


.


.


في ذات الوقت


عبدالله كان يروح ويأتي: تكفى صالح كلم عبدالرحمن تطمن عليها.. تكفى يأخيك..



صالح بحزم: عبدالله مالنا طريقة على أخت الرجال.. خلاص كلمته وعلمته باللي صار عشان يروح لها.. وأكثر من كذا ما أقدر..



عبدالله بيأس: صالح تكفى.. أنت ماسمعت شهقتها في التلفون.. حسيت كن روحها طلعت..



صالح بنبرة مقصودة: عبدالله اهتمامك بها مهوب طبيعي أبد.. شوف وجهك.. حاس أنك لو تقدر تروح بنفسك كان رحت



عبدالله بألم: صالح تكفى لا تنبشني.. المرة حتى مهوب حلال لي أفكر فيها.. وأنا ماني بقادر أطلعها من رأسي.. اللهم أني استغفرك وأتوب إليك


خلني الحين أقول إنه روعة على أم ولدي.. تكفى كلم عبدالرحمن..



صالح تنهد وهو يتناول هاتفه ويتصل رغم شعوره العميق بالحرج: هلا أبو فاضل.. آسف على الإزعاج.. بس نبي نتطمن على أم حسن


..............................


صالح بصدمة: ويش؟؟ أنت طالع تجيب دكتور؟؟ لذا الدرجة تعبانة


.............................


صالح بحرج أشد: والله مالنا وجه منك يابو فاضل.. ماكنت أبي أصدمها كذا.. بس هي اللي لزمت تعرف من اللي كان حسن يقول إنه بابا وكانت متروعة عليه


ما قدرت أدس عليها موضوع مثل ذا يوم شفت روعتها.. عسى بس أبو عبدالرحمن ما زعل علينا من روعة تالي الليل ذي؟؟


..........................


صالح ينهي الاتصال: الله يكبر قدرك.. تكفى طمنا على أم حسن..



صالح التفت لعبدالله الذي كان وجهه مخطوف اللون وهو يهمس كأنه يكلم نفسه: لذا الدرجة تعبانة..؟؟



صالح يتنهد: منهارة شوي.. لا تلومها.. وعبدالرحمن راح يدور دكتور يضربها إبرة مهدئة..


وعلى الطاري ترا عبدالرحمن يتحمد لك السلامة... والله أنه ذوق ذا الرجال.. حتى روعته ما نسته..


وربك يحبك إن أبو عبدالرحمن مسافر توه الليلة.. وإلا يمكن كان سود عيشتك على ترويعك لبنته..تعرفه إذا عصب ما يتفاهم..



عبدالله تنهد وهو يدعك جانبي رأسه.. هذا الوضع الذي يعيشه لا يمكن أن يكون طبيعيا..


مازال يحاول أن يجد له مجرد أرض صلبة يقف عليها.. فإذا بكل الأرضيات هلامية.. رخوة..


والصدمات تتوالى عليه من كل جهة دون هوادة أو رحمة..







************************************







كان قد وصل إلى باب غرفته مع إحساس يقيني متزايد أنه لم يجدها


فتح الباب بحذر لتستقبله أولا الرائحة العذبة الكثيفة .. فتح الباب بحذر أكبر ليجد المفاجأة الصادمة في انتظاره..




هي هكذا..لا تعرف كيف يكون التلون أو كيف تتلون..


حين عادت للبيت كانت تخطر ببالها عشرات الأفكار لإصابة منصور بالجنون..ومعاتبته على خداعه لها بكذبة عدم قدرته على الإنجاب.. حتى تقلب الطاولة عليه قبل أن يغضب من حملها


ولكنها مع مرور اللحظات كانت كل الأفكار والخطط تتسرب أمام حقيقة واحدة..


سعادتها بحملها الذي حتى لا تستطيع تمثيل أنها غاضبة منه.. وان منصور لم يعد زوجها فقط ولكن والد طفلها..


حنان غامر شعرت به ناحية الاثنين: منصور وابنه.. وحتى غضبها منه يتبخر


ستتصرف كما تمليء عليها سريرتها النقية.. بما أنها سعيدة ستشعره بهذه السعادة وستشركه بها.. وإن كان فعلا يحبها كما يقول دائما فهو سيسعد حملها


وكما يقول شروط على البر غير عنها حينما تدخل البحر..


أما لو غضب من حملها فمعنى ذلك أنه يرفضها وحينها يستحيل أن تبقى معه..


أرادت أن يكون كل شيء واضحا أمامهما منذ البداية..


فهذا الملاك القادم لن يكون أبدا لعبة بينهما.. فهو يستحق الأفضل.. وإن كان والده لا يريده.. فهي تريده


ولن تكون هذه المرة الأولى التي تربي طفلا لوحدها... رغم أنها كانت في داخلها ترتجف من هذا الاحتمال وترفضه بكل أمنيات قلبها السعيد..


فهي تتمنى أن تتشارك مع منصور -الذي بدأ يستولي على روحها- في تربية هذا الصغير



كانت هذه هي أفكارها التي ملئت روحها وهي تستعد لاستقبال منصور استقبالا حافلا بحجم الخبر السعيد..


كانت تشعل الشمعة العطرية الأخيرة حين انفتح الباب.. ودخل منصور بخطواته الواثقة المعتادة..


وقف للحظات وهو ينظر للزاوية حيث الجلسة الصغيرة التي غرقت في أضواء الشموع المعطرة وروائحها.. وفي وسطها تقف الشمعة التي أنارت حياته المعتمة


كانت غاية في التألق والتأنق في فستان مشجر بتدرجات الأزرق وكأنها تستعد للذهاب إلى حفل كبير ما


ابتسم بشفافية وهو يلقي السلام ويتقدم ناحيتها.. يشبع عينيه نظرا لفتنتها فلا يرتوي..


رغم تفاجئه من كل هذا إلا أنه لم يرهق ذهنه بالتساؤل عن الأسباب.. فهو أصبح يعرف أن هذه المخلوقة العذبة قلبها لا يعرف أن يحمل أصرا أو غضبا.. ويكفيه هذا ليهتنئ به


ومن ناحية أخرى اطمئن أن خبر زيارته لجميلة لم يصلها بعد وإلا ماكانت لتستقبله هذا الاستقبال.. فهو يريد أن يكون من يخبرها بنفسه



عفراء استقبلته لتطوق عنقه بذراعيها وتهمس له برقة: نزل رأسك شوي زين



منصور انحنى قليلا لتلصق خدها بخده وتهمس في أذنه بدفء: اشتقت لك..



حينها غمر بشغف عميق وجهها بقبلاته.. ثم همس في أذنها بخفوت: وأنا اشتقت لش أكثر..



شدته عفراء من يده لتجلسه وهي تهمس برقة: اقعد تعشى وبعدين تأكل من كيكة السربرايز.. عندنا اليوم حدث سبيشل..



منصور يجلس وهو يطوق كتفيها بذراعه ويهمس بشجن: كل يوم معش هو عندي يوم سبيشل..


شأخبارش اليوم ياقلبي؟؟ وش سويتي في غيبتي؟؟



عفراء تسكب له كوبا من العصير: أبد اليوم كله مع مزون.. ثم أردفت بنبرة ذات مغزى: ثم ختمناه بمشوار ختامها مسك



منصور حينها قطب جبينه: إلا مزون ماردت على خطبة فهد..



عفراء تبتسم: تكفى منصور ما تزعل.. بس مزون ماوافقت عليه..



منصور حينها همس بغضب عاتب: أكيد وافقت على غانم عشان كساب.. وأنا مالي قدر عندها



عفراء قبلت يده التي ترتاح كتفها وهمست بابتسامة: حرام عليك.. ومارضت في غانم بعد.. ماحبت تزعل حد منكم..


كساب يوم بلغته يقول إنها مارضت بغانم عشانه من طرفه.. خفوا على البنية..



منصور يتنهد: والله أني أبي لها الزين.. فهد والله رجّال مثايله نادرين.. يُعتمد عليه صدق..


كان فيه عذروب السواقة والتسرع.. وإن شاء الله إنه انصلح وبينصلح حاله..



عفراء أسندت رأسها لكتفه واحتضت خصره بيد وهي تشد يده الحرة وتضعها على بطنها بيدها الأخرى..


تشعر بجيشان مشاعر عميق تود أن توصل له بعضا منه فقط..


تتمنى في هذه اللحظة لو استطاعت حتى أن تنفذ من بين أضلاعه لتختبئ بين جنبيه وتستكين بفرحتها الغامرة


همست له بنبرة مقصودة مثقلة بالعذوبة: تبي تكلم مزون بنفسك كلمها.. وبعدين الليلة حقي أنا وإياك بروحنا.. مانبي نتكلم في مشاكل غيرنا..


قل لي أنت وش أخبارك؟؟ وأشلون النفسية اليوم عشان أتشجع؟؟



قالتها وهي تشدد احتضان كفه على بطنها.. منصور تنهد وهو يجيبها بصراحته المعتادة وانشغاله بموضوع جميلة يعميه عن ملاحظة تلميحاتها البريئة:


أخباري إني توني راجع من أنسي.. من عند جميلة..



يعلم يقينا أنه استعجل في إخبارها الخبر وخصوصا أنه بإخبارها سيفسد هذا الجو الرائق بينهما الذي هو أكثر اشتياقا منها له..


لكنه على الناحية الأخرى يعلم أنها لو علمت حتى غدا صباحا ستعاتبه مرتين على ذهابه وعلى تأجيله إخبارها الخبر.. أو لو علمت من سواه..


كيف ستكون ردة فعلها... لذا قرر أن يكون هو من يخبرها وفورا حتى يتحكم في ردة الفعل من أولها..



تصلب جسدها بعنف.. وهي تبعد يده عن بطنها.. ثم تبتعد هي كليا عنه.. وتقف لتهمس بصوت مبحوح: وليه سويت كذا يا منصور؟؟



منصور بحزم: لأني حبيت أكون أنا اللي ابلغ جميلة عشان إذا رحت أنا وأياش تكون امتصت الصدمة وما تنفجر فيش..


وقبل ما تسيئين الظن فيني..ترا مقصدي اني بغيتها تكون في وجهي ولا في وجهش..



ارتعشت شفتا عفراء واختلجت أنفاسها: وأكيد جميلة عصبت.. واتهمتني أني رجعت هنا عشان أتزوج واخليها.. صح وإلا أنا غلطانة؟؟



منصور بحزم: هذا أنتي عارفة بنتش زين..


بتخلين دلعها وأنانيتها حاجز بيننا؟؟..



عفراء غرقت روحها في حزن شفاف شدها من قمة الجبل الذي كنت فيه إلى الحضيض:


يعني شفت دلعها وأنانيتها.. وماشفت أنانيتك أنت..؟؟


شفت دلعها وأنانيتها وماشفت مرضها..؟؟


يا ترا استمتعت بقهرها وبكاها ووجيعتها؟؟


عسى بس حسيت برجولتك وأنت رايح تقول لها ترا أمش خلتش وتزوجتني؟؟


يا عسى بس انبسطت بتضحيتك وأنت تضحي إن الخبر يكون في وجهك عشان تحميني من بنتي؟؟



عفراء صمتت لثوان ثم همست بجمود : تصبح على خير يا منصور.. والحمدلله على السلامة..



قالتها وهي تطفئ الشمعة الأولى بباطن كفها ثم تنتقل للشمعة الثانية قبل أن يمسك بها منصور الذي كان يقف مصدوما مذهولا من هجومها الناعم المدمر عليه ثم انتفض قبل تطفئ الثانية


أمسك بكفها وهو ينفخ في باطنها المحمر ويصرخ بغضب: أنتي صاحية وإلا مجنونة؟؟



عفراء جاوبته بذات الجمود: مجنونة من يوم وافقت أتزوج وأنا خلاص المفروض أقول كفاية علي أربي أحفادي



رغم وجيعته من كلماتها ولكنه شدها من يدها حتى أوقفها أمام التسريحة ثم فتح الجارور الأول ليستخرج مرهم الحرائق ثم أخذ بعضا منه ليمده في باطن يدها..


ولم يستطع حينها إلا أن يرفع يدها إلى شفتيه ليقبلها بحنين وحنان عميقين ويهمس لها: عفرا لا تخلين زعلش علي يعميش عن غلاش عندي



لم تمنعه ..لم تجيبه.. ولم تتجاوب معه..


حينما أفلتها.. اتجهت بصمت لغرفة التبديل



وفي الوقت الذي جلس هو على أقرب مقعد وشد له نفسا عميقا وهو يحاول أن يصفي تفكيره


كانت هي تنهار على أرضية غرفة التبديل وهي تضم ركبتيها لصدرها ودموعها تنساب بقهر وألم


وخيالها يصور لها عشرات الصور المؤلمة لاستقبال جميلة الخبر بينما هي لم تكن جوارها في هذه الصور.



من قال له أنها تريده أن يتلقى غضب جميلة بدلا عنها.. كيف يقرر هو نيابة عنها


بأي حق هو من يقرر حتى في ابنتها؟؟


كانت تريد أن تكون هي من تتلقى غضبها..إن كان تنفيسها عن غضبها فيها سيريحها..


كانت تريد أن تكون موجودة حتى تعلم كيف سيكون تلقي جميلة للخبر


لم تكن تريد أن تعاني جميلة بسببها وتكون هي غير موجودة


وقبل ذلك كله أرادت أن تراها قبل أن تعلم..



بكت بغزارة أكثر ووجيعتها تنهمر:


" كنت أبي أشوف الشوق في عيونها.. قبل ما تدري..


كنت أبي أستمتع بضمتها لصدري بدون زعل


كنت أبي أشبع من ريحتها قبل ماياخذها زعلها مني..


حتى ذا الأمنية سلبها مني!!


أشلون الحين لاشفتها وهي تشح بنظرة عينها علي؟؟


أشلون أجي اضمها لصدري وتصد عني؟؟


يعني عقب ماقلاني الشوق أجيها الاقيها زعلانة


وليتها على الزعل بس.. الله يستر على بنتي ما يتاثر علاجها..


ليه يا منصور؟؟ ليه تسوي فيني كذا؟؟"




بعد نصف ساعة مازالت معتصمة فيها بجلستها في غرفة الملابس.. قررت ختاما أن تنهض حتى تستحم..


ذهنها مشوش وعاجزة عن التفكير في شيء غير غضبها من منصور


سمعت طرقات منصور على الباب تلاها صوت منصور الحازم:


عفرا أنا طالع للمعسكر جايني استدعاء..


ردي علي عشان أتطمن عليش وأروح



عفراء لم تستطع أن ترد عليه مع اختناقها بعبراتها.. ارتفع صوته بجزم أكبر:


عفرا بتردين وإلا كسرت الباب..



حينها همست عفراء باختناق: خلاص.. سمعتك..



تنهد منصور وهو يشد قامته ويكف يده حتى لا يكسر الباب فعلا..وغضب كثيف على كل شيء يتصاعد في روحه


لا يعلم لماذا تعقد كل شيء هكذا؟؟


لماذا لا يستطيع اقتحام هذا الباب الهزيل الفاصل بينهما ليشدها ويدفنها بين حناياه حيث يجب أن تكون


وحيث يجب أن يكون مكانها الوحيد.. جواره.. وفي داخله.. وحوله







********************************








" ممكن أعرف ليه رفضتي غانم؟؟ عشانه من طرفي رفضتيه؟؟"



مزون انتفضت بجزع.. بلهفة.. لأول مرة منذ سنوات يوجه لها خطابا مباشرا بهذه الصورة..


دائما كان كل مابينهما سلاما باردا يلقيه صاعدا أو نازلا وكأنه يلقيه عليها تأففا وتفضلا



منذ أبلغته خالته منذ أكثر من ساعتين برفضها لغانم.. وعشرات الأفكار تمور في رأسه.. أولا قرر ألا يكلمها مطلقا أو حتى يلمح لها بالموضوع


فالأمر ختاما شأنها ولا يهمه.. ولكنه لم يستطع أن يقف على الحياد وهو يراها تضيع رجلا كغانم من يدها وبسببه.. لأنها تهمه مهما أخفى ذلك عن العالم كله.. ومصلحتها لديه في المقام الأول..



مزون أجابته بهمس وهي تنظر لكفيها: لو كنت بأوافق عليه.. كان وافقت عليه عشانه من طرفك وعشان أرضيك بس..



حينها هتف لها كساب بحزم صارم: وأنا ما أبيش توافقين عشاني.. أبيش توافقين عشان نفسش


أنا ما أدري لين متى قراراتش بتكون كلها تخبط في تخبط؟؟.. تدرين مزون مثل ماقررتي قرار غلط قبل 4 سنين وندمتي عليه ولا فادش الندم


رفضش لغانم قرار غلط وبتندمين عليه وقت مايفيدش الندم فيه..



حينها رفعت مزون نظرها إليه وهتفت بحزم: تدري يا كساب.. أنا ماراح أطلع منذ ذا البيت لين أنت ترضى علي..


أشلون أبدأ حياتي كزوجة وأم.. وأنا لحد الحين فاشلة أكون أخت..


خطوة تترتب على فشل بتكون خطوة فاشلة..



كساب حينها لم يجبها وهو يتجاوزها.. ويصعد للأعلى وغضبه من نفسه يتصاعد ويتصاعد



(حتى متى وأنا قلبي الأسود لا يعرف كيف يسامح أويغفر؟؟


يا الله كم اشتقت لطفولتها العذبة.. ابنتي التي لطالما هدهدتها بين ذراعي حتى تنام!!


يا الله تعبت من كل هذا!!


حتى أنا أتمنى أن أسامحها!! أتمنى ذلك أكثر منها بكثير!!


ولكن ماذا أفعل بهذا العقل الذي لا يتزحزح عن أفكاره وعناده الصوان؟؟


وماذا أفعل هذا القلب الذي جمع كل متناقضات العالم بين رغبة عارمة في التسامح وبين قسوة عجزت أجد لها حلا)




وصل لغرفته وغضبه من نفسه يتصاعد.. صلى قيامه وقرأ ورده.. هدأت روحه قليلا.. ولكنه ما أن تمدد لينام حتى عادت أفكاره تنهشه


كم آلمه ربطها لحياتها القادمة برضاه!!


(وإن كنت أنا عاجزا عن السماح


هل تدفنين حياتك في انتظار رضا قلبي الأسود؟؟


يا الله أفرجها من عندك!!)



كان سيقوم ليُجري بعض التمارين الرياضية علها تشغله عن التفكير وترهقه حتى ينام..


حينما وصلته رسالة من مشكلته الأخرى:



" لو سمحت ممكن تجاوب على سؤال محدد إجابة محددة



كم يوم بتكون رحلتنا عشان أعرف وش كثر أخذ معي ملابس؟؟ "



حينها عاود التمدد وهو يجد له شي يشغله عن الألم ليأخذه إلى عوالم الترقب المسلية..وهو يرسل لها رسالة:


" كلميني


وأقول لش "



وصله الرد:


" أنت عندك خلل في رأسك يخلي رأسك مايعرف يمشي سيده


خلاص شكرا ما أبي أعرف الجواب


بأخذ معي شناط وش كثر تغطي وتزيد


وأنت عاد الله يعينك على ثمن الشحن


أدري ما يهمك.. خلاص ادفع"



ابتسم وهو يهمس في داخله (خبلة ذا البنت) ثم أرسل لها:



" أنا قلت لش كلميني


شكلش في راسش نفس المشكلة اللي راسي


طلبت طلب محدد تنفيذنه تنفيذ محدد


ك ل م ي ن ي


فهمتي وإلا لا؟؟"



كاسرة على الطرف الآخر كانت هي أيضا تسترخي على سريرها وتهمس في داخلها بتهكم


(صدق إنك سخيف وشايف حالك على الفاضي!!


ليتني ما سألته.. ماصدق سواها سالفة يلزق بها)



أرسلت له :



" ومن قال أني أبي أسمع صوتك عشان أكلمك


يعني عشان أنت مافيك صبر خمس أيام بس ماصدقت تلقى سالفة تلزق فيها؟؟"




كساب حينما تلقى ردها ضحك (ياحليلها.. تحسب إنها أحرجتني وأني بأموت من الحرج الحين


قلت لها قبل إنها ما تعرف تتكلم على قدها)


كساب ابتسم بخبث وهو يرسل لها :



" ومن قال لش فيني أصبر خمس ساعات


عشان أصبر خمس أيام؟؟


كلميني!!"



حينما وصلت الرسالة لكاسرة اعتدلت جالسة ووجهها يتفجر احمرارا رغما عنها


(النذل يبي يسكتني للمرة الثانية!!


لا والله إنها ما تصير)


أرسلت له وهي لا تكاد ترى الشاشة لشدة خجلها لكن لا يمكن أن تسمح له أن يمسك بيدها التي تؤلمها.. حينها سيتمادى أكثر:


" مافيك صبر؟؟


أنت كلمني!!"



حين وصل ردها لكساب انفجر ضاحكا (والله أنش خطيرة... ملعوبة يا بنت


بس أنتي تلعبين مع كسّاب مهوب مع اي حد!!)


تناول هاتفه ليرسل لها رسالته الأخيرة:



" تدرين؟؟ أجلي المكالمة بعدين


نعسان وأبي أنام


إيه.. وقبل أنسى


سفرتنا مدتها أسبوعين بالضبط..


شنطة وحدة زيادة أنتي اللي بتدفعين شحنها!!"



كاسرة ألقت هاتفها جوارها بعنف وغيظها منه يتصاعد


(نذل ووقح...زين يا كساب إن ماطلعت ذا كله من عينك ما أكون بنت ناصر


زين كلها مردودة)







*************************************





" أنت وش مقعدك عندي.. قوم روح لشقتك"



خليفة ينظر لجميلة بنصف عين : والله أنتي اللي حاكمة علي كل ليلة أبات عندج اش معنى الليلة أروح لشقتي؟؟



جميلة بغيظ: ما أبيك تبات عندي لا الليلة ولا كل ليلة عقبها.. لأني خلاص الحين زينة.. ومانيب في حاجة حد..



خليفة لم يرد عليها وهو ينظر لوجهها الذي تورم لكثرة ما بكت اليوم


فهي منذ مغادرة منصور لم تتوقف عن البكاء الصامت حينا.. والنحيبي حينا آخر


وبين كل فترة وأخرى تطلق عتابها القارص حينها له وأحيانا أكثر لوالدتها


وهي تصور نفسها ضحية لجريمة نكراء اتفق الاثنان على ارتكابها فيها


ومنذ أكثر من ساعتين صمتت عن البكاء وهي تغرق في صمت غريب ختمه طلبها منه أن يغادر..



كم تثير هذه الفتاة حيرته.. بقدر ماهي مدللة وهشة وبكاءة إلا أنه يشعر أن بداخلها قوة عجز عن تفسيرها



خليفة وقف.. حينها همست هي بغيظ أشد: ما صدقت أقول لك عشان تخلص مني... كلكم ما تبوني.. ماحد يبيني..



خليفة يريد أن يضحك فعلا.. لكنه يعلم أنه إن ضحك فأنها ستغضب غضبا عارما هتف لها بنبرة حاول ان تكون طبيعية:


يا الدلوعة ما راح أروح مكان.. راد أنام عندج.. بس أبي أودي هدية عمج لأمانات المصحة.. أخاف أنام تنسرق..



جميلة بغيظ: خلها تنسرق..من زينه هو وهديته.. ولا تقول عمي..



خليفة يبتسم: الريال متخسر وايد في هديتج وأنتي بصراحة ما تستاهلين..


حتى قولت عمي ما تبين تقولينها له.. لو ياي يده فاضية وايد أبرك له.. ليش الخساير



جميلة بغيظ: أنا ما أستاهل خليفة.. أنا؟؟


روح فارق.. ود هديته الخايسة مثله


قطها في الزبالة...ولا ترجع ما أبي أشوف وجهك الليلة.. ولا حتى بكرة..



خليفة ضحك: تدرين أحسن شيء أدور لي ممرضة حلوة أعطيها الهدية.. خلها تحلل الساعة في يدها الحلوة



جميلة بدأت تصرخ بغيظ متزايد: أقول لك فارق.. فارق..



خليفة ماعاد يأثر فيه جنونه وثوراتها.. ابتسم: يا الله رايح شوي وراجع.. بأدور كاترين هي اللي تستاهلها..



بينما صرخاتها ترتفع خلفه: دب.. وما أحبك.. وخلك عند كاترين لا أشوف وجهك توطوط عندي



خليفة غادر بينما عادت هي لبكاء خافت محترق وعميق..



(لماذا هم عاجزين عن فهمي هكذا؟؟


مدللة.. عنيدة.. وأنانية


كلمات تقال أمامي ومن وراء ظهري


كلمات يلقون بها ذنوبهم على كاهلي ليتخلصوا من عبئها وأتحملها أنا


والآن يريدني غيورة.. يريد أن يشعر برجولته مع شبح أنثى وفي هذه الليلة التعيسة بالذات


أحاول أن أتماسك.. بينما روحي تذوب ألما


الليلة أنا موجوعة أكثر حتى مما أستطيع أن أحتمل


أعلم أنه من حقها أن تتزوج.. لست طفلة


ولكنني طفلتها هي.. وأحتاجها.. ألم تستطع أن تنتظر لأشهر فقط حتى أتحسن


أعلم أني من رفضت بداية أن تكون جواري.. أخطئت.. كل البشر يخطئون


فهل تعاقبني على خطيئتي بهذه الطريقة؟؟


العقاب على قدر الخطيئة وليس أضعافا مضاعفة هكذا


أعلم أنني أخطئت وأخطئ وسأخطئ..


ولكن أ في كل مرة لم ولن تكن هي جواري لتوجهني؟؟


حزينة أنا ولا أجد صدرا أنثر عليه بعض دموع حزني..


أعلم أنه يحاول.. ولكني مازلت أشعر أنني لا أنتمي إليه وبكائي على صدره لن يكون راحتي!!)







***********************************







صباح جديد


مختلف عن كل صباح..


قلوب أنضجها الوجد.. وقلوب أنضجها الرعب


آمال تتجدد.. وذكريات ترفض الانزياح


.


.


.



" صبحش الله بالخير..


وين أمي؟؟"



عالية ترفع بصرها لفهد الذي يغلق الزر الأخير في بدلته العسكرية حول عنقه وتهمس بابتسامة: ماني بتارسة عينك..


هذا أنا قايمة من صباح الله خير أمسك موقع امي الاستراتيجي



فهد يجلس بينما هي تصب له فنجانا من القهوة ويهمس بقلق: لا بس مهوب عوايد أمي.. لا تكون تعبانة..



عالية بمودة: بسم الله عليها... بس بنت جيراننا ولدت البارحة.. وأمك لزمت إنها تودي لهم ريوق في المستشفى من بدري..



فهد ينظر لساعته ويبتسم: الساعة ست ونص الصبح.. مغثة ذا مهوب ريوق..



عالية ترقص حاجبيها: لو دارية أنها مغثة كان أنا اللي وديته..



بعد تبادل سريع للتعليق والحكايات وفهد يتناول إفطاره.. هتف بنبرة مقصودة:


تدرين عالية.. البارحة طول الليل أتحلم بعبدالله..



عالية ردت عليه بشجن: جعل قبره برايد عليه أبو حسن.. لازم تطلع صدقة له..



فهد بذات النبرة المقصودة: إن شاء الله.. تدرين في الحلم أشوفه راجع لنا.. وكني في الحلم أقول له أنت ما متت ياعبدالله..


يقول لي لا.. أنتو شفتو لي جثة عشان تقولون أني متت..



عالية رغما عنها انتفضت وهمست بضيق: وش ذا الحلم الغريب..


تكفى فهد أنتظر دقيقة أنا بأقوم أجيب فلوس من عندي.. أبيك تطلع له صدقة عني بعد.. أبو حسن خيره سابق دايما..




.


.


بعد ثلاث ساعات.. هزاع ينزل.. يجد عالية أيضا تجلس مكان والدتها التي عادت ولكنها في غرفتها صلت ضحاها..ثم قررت أن تتمدد



هزاع ينحني عليها ويسلم مقبلا رأسها: حيا الله أختي العجوز..



عالية تبتسم: عجزوا عدوينك قول آمين..حاط أخواني شيبان... وأنا عجوز يا النونو..


لا تكون مرة تقول أختي العجوز عند عبدالرحمن سويتك شاورما



هزاع يرقص حاجبيه: لا عند عبدالرحمن أقول أختي الخبلة عقلها باقي له ربع برج ويطير..



عالية تهدده أن ترشه بالماء وهي تهمس بتهديد مرح: أفطر ثم قم وانت ساكت لا أسبحك وأخرب كشختك.. تقول رايح تخطب..


الا تعال على وين إن شاء الله؟؟



هزاع يدعي الجدية: أبي أقدم على فيزا أبي أروح لأمريكا.. بس لا تقولين لأحد..



حينها همست عالية بقلق: من جدك؟؟ وش فيكم على أمريكا؟؟ صالح توه راجع البارحة وأنت تبي تروح اليوم.. وش السالفة؟؟



هزاع بنبرة سرية: أبي أشوف قبر عبدالله بعيني.. ما أدري ليه تطري لي طواري عقب سالفة صارت لخويي..



عالية تصاعد توترها: أي سالفة؟؟



هزاع بنبرة خافتة: خويي ولد عمه متوفي قد له عشر سنين في ديرة ثانية.. وقالوا انه اندفن هناك.. وتخيلي ولد عمه رجع لهم قبل كم يوم مافيه الا العافية



حينها كانت عالية تمد لهزاع كوبا من الكرك.. انتفضت حينها يدها وانسكب على يدها السائل الساخن..


وضعت يدها في ماء الفناجين أمامها وهي تشهق برعب: من جدك؟؟



هزاع مستمر في تمثيليته: إيه من جدي.. وولد عمه زعلان على هله.. يقول أنتو شفتو جثتي والا قبري.. والا حد منكم راح يدور لي..


ماصدقتوا جاكم خبر اني ميت عشان تصدقون وتنسوني...



عالية حينها شعرت بقشعريرة باردة مرت عبر كل فقرات ظهرها: معقولة ياربي..


بس من جدك أنت تفكر أنه ممكن عبدالله...........



لم تستطع حتى إكمال عبارتها التي اختنقت بها.. حينها بالفعل تناولت كوبا مملوءا بالماء ورشته على هزاع بغضب..


هزاع شهق بعنف وهو ينظر لملابسه ووجهه الغارقين بالماء.. صرخ بغضب عارم وهو يعتصر كفيه:


والله لو أنش منتي بالكبيرة يا الدبش.. إن قد أكوفنش اليوم ولا يفكش من يدي حد..



حينها صرخت عالية بغضب أشد: أجل هذا كلام تقوله لي.. إياني وإياك تقول ذا التفكير الغبي عند أمي.. تبي تخبل فينا يا الخبل..



رغم غضب هزاع الشديد منها إلا أنه قرر أن يضبط أعصابه وهو يتناول كمية كبيرة من علبة المناديل أمامه ويمسح وجهه وعنقه بها ويهتف من بين أسنانه:


الشرهة عي اللي حبيت أشركش في أفكاري يا المتخلفة..


والله لو فيه أمل واحد في المليون إن عبدالله حي إني ما أفوته من يدي


والله إذا أنتي تبينه ميت.. هذا شيء راجع لش.. لكن واحد ماشفنا جثته ولا حتى ندري وين قبره بالضبط ولا عمر حد منا راح يشوف القبر


وشيدريش إنه ميت صدق.. شيدرينا مايكون شيء لده هناك .. وينتظر حد منا يساعده مهوب نقول مات الله يرحمه..



كانت دقات قلب عالية ترتفع.. بدا لها الأمر مستحيلا لأبعد حد.. ومع ذلك هذا هو طبع الإنسان.. يبحث عن الامل مهما كان بعيدا ومستحيل التحقق


يقولون لإنسان على شفير الموت هناك أمل في شفائك فيركض خلفه إلى أخر العالم حتى وهو يشعر بنزعات الموت..



عالية قفزت ووجهها يحتقن: والله لا تكون عطيتني ذا الأمل مهما كان سخيف مثلك.. ثم تطلع كلها خرابيط في مخك أني ما أسامحك عمري كله


وهذا أنا حلفت.. والحين بأقوم معك .. بأقدم على الفيزا معك..



هزاع بغضب: مافيه تروحين معي.. انطقي هنا وتجيش العلوم.. والحين باروح أبدل ثيابي..



عالية بغضب مشابه: مهوب على كيفك.. رجلي على رجلك.. وترا العلم جاك..





انتهت مهمة هزاع.. وصعد للأعلى.. لتبدأ مهمة صالح الذي عاد لتوه من المحكمة مع عبدالله.. وتلقى كل ما قاله فهد وهزاع..



صالح دخل وسلم.. سأل عن أمه.. وأجابته عالية وهي تنظر له بنظرة سابرة وكأنها تريد اختراق عقله: أمي دخلت تصلي ضحاها ثم قالت إنها بتنسدح شوي لين صلاة الظهر..



حينها سألها بحذر أخفاه خلف حزم صوته: ووين نجلاء والعيال؟؟



عالية مازالت تنظر وهي تصر عينيها: نجلاء كانت هنا قبل شوي.. وطلعت تلبس عيالها.. تقول تبي تستاذنك توديهم جنغل زون..


ثم أردفت بنبرة مقصودة: المساكين كانوا موعودين بديزني لاند.. وما أدري وش ذا الشيء الكايد اللي خلي ابيهم ينط يوم سفرهم لأمريكا بدون تفكير..



صالح ابتسم في داخله.. لأنه عرف أن جيشا من الفئران بدا يلعب في خيالاتها.. أجابها بذات نبرتها المقصودة:


ما ودى ابيهم إلا موضوع أخطر من كل شيء وأهم من كل شيء


وإن شاء الله أنهم معوضين..



صالح وقف ليتجه للأعلى بينما عالية همست بحزم: لا تروح ماخلصت كلامي



صالح عاد ليجلس وهو ينظر لها بتأنيب قارص: لا تأمرين يا الشيخة.. تراني أخيش الكبير كنش ناسية..



عالية بتصميم: والله أخواني اليوم كبارهم وصغارهم ماخلو فيني عقل يفكر..


تراني بعد أبي أروح أمريكا الشيء اللي وداك وبيودي هزاع.. بيوديني بعد..



حينها ضحك صالح ثم هتف بنبرة مقصودة وصوت خافت وهو يميل عليها: ما تدرين يمكن الشيء اللي في أمريكا أقرب مما تتوقعين..



حينها انتفضت بشدة وهي تتراجع للخلف وكأنها تحتمي من شيء مجهول.. كانت تريد أن تتكلم فشرقت ثم كحت.. صالح ضرب ظهرها بخفة..


بينما كانت دموعها تسيل من احتقان وجهها وهي تهتف بغضب: تبون تقتلوني عشان ترتاحون..


ترا ماعندكم أخت غيري خافوا الله في ابيكم وأمكم تيتمونهم عقبي..




حينها وقف صالح وهتف بحزم مختلط بابتسامته: ذا المرة ياويلش تقولين اقعد بأروح أشوف مرتي وعيالي نشبتي في حلقي..


ولا تقولين مافهمت وإلا اقعد اشرح لش.. أعرفش فطينة وتلقطينها وهي طايرة.. وعقب ذا التلميحات كلها لو مافهمتي ماعاد فيش رجا



عالية لم تستطع أن ترد وعيناها تغيمان.. منذ هزاع والفكرة تمزق عقلها لدرجة الأمل المضني.. ولكن صالح أكدها لها لدرجة الحقيقة الفاجعة


لم تستطع حتى أن تتكلم أو تصرخ كما تريد.. بينما صالح استعد للصعود وهو يهتف لها بتصميم: ترا التمهيد لأمش مسؤوليتش أنتي.. وتراني معتمد عليش.. تجيبنها لها بأخف طريقة..



عالية قفزت لأقرب حمام لها.. حمام مجلس الحريم.. شعرت أنها لو صعدت لغرفتها فستنهار على الدرج..


انحنت على المغسلة وهي تغسل وجهها بكثافة.. تحاول أن تمنع نفسها من البكاء فلا تستطيع ودموعها تختلط بالماء الذي أغرق وجهها


مازالت عاجزة عن التخيل.. ومجرد التخيل بعث ألما قارصا في كل خلية في قلبها


(حي.. حي.. حي.. حي .. حي!!)



كانت هذه هي الكلمة التي تهرس مخها وتتردد على لسانها.. لم تجرؤ حتى أن تقول (عبدالله حي) بدا لها الربط بين الاسم والحقيقة مؤلما لقلبها الذي أجهدته الصدمة المفرحة


(أقرب مما أتوقع..


يعني موجود هنا في الدوحة؟؟


معقولة ياربي؟؟ معقولة؟؟


حي؟؟ حي؟؟)



حينها بدأت تقهقه بسعادة طفولية شفافة غامرة دون أن تشعر ودموعها وأنفها يسيلان.. حينها سمعت طرقات على الباب ثم صوت هزاع:


يالخبلة حد يضحك في الحمام.. اطلعي لا يدخلون سكون زيادة فيش.. كفاية سكونش اللي فيش







**************************************







في الأعلى


صالح يصل لباب غرفته.. يشد له نفسا عميقا قبل أن يدخل.. يفتح لها فلا يجدها..


فيتوجه لغرفة ابناءه ليجدها بالفعل تلبس أولادها.. صالح غاضب بالفعل أنها بدأت تلبس الأولاد دون أن تستأذنه حتى في ذهابهم



صالح دخل وسلم.. والصغيران حينما رأيا والدهما.. ركضا ناحيته وكل واحد يقبله من ناحية..


صالح جلس على طرف السرير وهو يُجلس عبدالعزيز الذي أنهى اللبس على فخذه بينما نجلاء كانت تلبس خالد


صالح هتف بنبرة عتب حازمة: وش ذا الروحة اللي مادريت عنها؟؟



نجلاء بهدوء: توني كنت ألبس العيال.. وأبي أوديهم جنغل زون وكنت بأكلمك الحين



صالح حينها هتف بغضب خافت من بين أسنانه: قصدش تعطيني خبر.. ترا المعنى يختلف..



نجلا بجزع: لا والله مهوب القصد يابو خالد.. بس أدري ماعندك مانع.. ولو عندك خلاص مالها لازم..



صالح مازال يحاول كتم غضبه الشفاف: وهذي بعد ترا اسمها لوي ذراع.. العيال صاروا لابسين.. وأنتي منيتيهم خلاص..


أحزنهم وأقول مافيه روحة يعني..



نجلاء بضيق: آسفة صالح.. ولا يهمك آخر مرة..



حينها أنزل صالح عبدالعزيز وهتف بحزم: أتمنى صدق أنها أخر مرة.. لأنه عيب عليش فعلا اللي سويتيه..


العيال أنا بأوديهم خلاص.. وأنتي ارتاحي



نجلاء كانت تلتقط ملابس أولادها من الأرض وتهمس دون أن تنظر ناحيته:


الله لا يخليهم منهم.. حط بالك على عزوز تدري به أحيان يتفلت..




صالح نزل بأولاده للأسفل ليجد عالية تجلس وعلى وجهها تبدو علائم البكاء والسعادة والشجن وكل المتناقضات..


ابتسمت حين رأتهم وهمست للصغيرين: يا الله بوسة لعميمة صاحبة الفكرة..



صالح يعدل غترته امام المرآة ويهتف بهدوء: أي فكرة يأم الأفكار؟؟



عالية أهلكت الصغيرين بقبلاتها الكثيرة فهي اليوم سعيدة.. سعيدة:


فكرة روحتهم اليوم لجنغل زون.. خليتهم يأكلون كبد نجلا.. وإلا هي كانت تبي تمشي على النظام


وتأخذ أذن أول وتنتظر الرضا السامي.. بس أنا قلت لبسيهم الحين وكلمي صالح عقب..


أحب أسوي قلب أدوار شوي...



رغم تفاهة الموضوع وبساطته إلا انه بعث حزنا شفافا في روحه.. لو كانت الأمور بينهما على مايرام لم يكن ليهتم.. ولكن الآن كل تصرف بسيط يُفسر بتفسيرات ضخمة..


وأكثر ما ضايقه الآن أنها اعتذرت دون أن تبرر أو تحاول توضيح ماحدث


هل لأن غضبه أو رضاه لا يهمانها لذا لم تتعب نفسها بالتبريرات؟؟


أو لأنها لم ترد أن تذكر اسم عالية في الموضوع ؟؟


أيهما السبب؟؟


أيهما السبب؟؟







******************************************







" زين.. الحمدلله ماهقيت إنه بنخلص كذا على طول ونشتري..


يا الله عشان نرخص للطيور بكرة ونرجع بعد بكرة إن شاء الله"



كان أبو عبدالرحمن يشير لتميم بإشارات أكثرها غير دقيق.. ولكن تميم أصبح يتعرف على هذه الإشارات التي يشترك في فهمه لها قراءته لحركة الشفاه



هز تميم رأسه : إن شاء الله



كان الاثنان يجلسان في غرفتهما في الفندق بعد أن انتهيا من شراء الطيور


حينها أشار له تميم بتساؤل: اب الرجّال اللي حن نشتري منه الطيور وش فيه؟؟


من زمان أبي أسألك بس كل مرة أنسى



أبو عبدالرحمن لم يفهم ما يعنيه تميم تماما.. فأعاد له تميم السؤال بإشارات أكثر تبسيطا..



حينها تنهد أبو عبدالرحمن تنهيدة عميقة جدا: عبدالجبار.. الله يحسن خاتمته بس..


أنا أشهد يأبيك إنهم يوم يعدون الرياجيل إن عبدالجبار ذا رأسهم


رجّال نادر.. أعرفه من 35 سنة ..عاد ولده عبدالمنان ذا أبو خمس سنين..


تدري إني وش كُثر كنت أخذ منه طيور بالدين وأحيانا بالميتين ألف.. عمره ما قال لي وين فلوسي؟؟


وإذا قلت له وأنا أضحك ماتخاف ياعبدالجبار أني أروح بفلوسك ولا عاد أرجع


كان يقول لي الفلوس تفدا الرياجيل اللي مثلك.. الرياجيل هم اللي يجيبون الفلوس.. مهيب الفلوس اللي تجيب الرياجيل



تميم استطاع أن يلتقط ويفهم ما يقصده أبو عبدالرحمن لذا أشار بمرح: أنا أشهد إن عبدالمنان مهوب مثله



أجابه أبو عبدالرحمن بشجن: عبدالمنان تاجر.. وإلا عبدالجبار لولا نيته صافية وربه عطاه على قدها وإلا فعايله فعايل شيخ مهوب تاجر..


أخر مرة جيت أبي أعطيه دينه قبل 15 سنة.. انصدمت يوم شفته.. الرجّال اللي كنه جبل مايهزه ريح.. ماعاد فيه شيء يتحرك إلا عين(ن) شاغرة..


أقول له وأنا أبي أضحك له ولا أقدر: جبت لك فلوسك يا بو عبدالمنان..يا الله قوم


ما أنسى نظرته


كنه يقول لي وش فود الفلوس عقبها!!


ما يكسر ظهور الرجال كون النسا


تدري يأبيك أني شليتها على يدي مولودة.. وقعدتها في حضني تمشي


كانت تزوغ بقلب أبيها.. كان مقعادها دايمن جنبه.. وربعه وجماعته يلومونه


كان يقول ربي عطاها المحبة من عنده.. فلا تلوموني في عطا ربي


كل ماجيت من الدوحة جبت لها معي هدية.. يستانس بهديتها أكثر من وناسته حتى بفلوسه..


ثم أردف وهو يخفض رأسه: سبحان رب(ن) خلقها مزيونة وهادية من هداوتها ما تحس بها.. كن زولها لا تذكرته زول شعاع..



تميم يشعر كما لو أن تواصله من القصة ينقطع وإشارات أبو عبدالرحمن تتباطأ وحركة شفتيه تتحول لتمتمة.. لذا أشار له تميم: وبنته وش صار لها؟؟



أبو عبدالرحمن أسود وجهه: ما حد يدري.. أصبحوا ما لقوها.. وأغراضها كلها في البيت ما تحرك منها شيء.. عمرها ثَم أم 15 سنة..


ماحد يدري هي طقت من البيت.. هي خطفت.. اختفت كنها ملح(ن) ذاب..


ابيها بغى يستخف.. أسبوع كامل يدورها بروحه في كل مكان حتى الليل ما يمسيه.. وعقب الأسبوع طاح ذا الطيحة اللي أنت شايف


سبحان الله كن روحه معلقة بها.. ويوم توكد إنها صدق اختفت.. اختفت روحه معها..


الله يستر على بناتنا وبنات المسلمين.. وجعلك يأبيك ماتذوق خلفة البنات وهمهم..



حينها ابتسم تميم: لا والله ياعمي.. أنا أبي لي بنات.. الرسول صلى الله عليه وسلم وصانا في تربية البنات وإن اللي يحسن تربيتهم من هل الجنة


ما قال تربية العيال..


لا تكون ياعمي ما تحب بناتك؟؟



حينها ابتسم أبو عبدالرحمن بشفافية: هو أنا موجعني غير أني أحب بناتي.. بس البنت عُور في وجه أبيها.. أدنى شيء يجيها في وجهه


عشان كذا الواحد لازم يشد عليهم.. ولازم يخافون من كل شيء عشان مايوزهم تفكيرهم..



تمنيت لي يأبيك عيال واجد.. بس الله ما كتب لي.. ولولا غلا عبدالرحمن كان عرست.. كنت أبي لبناتي أخوان سنايد لهم..


بس الحمدلله على كل حال.. عبدالرحمن عندي بعشر عيال جعل عمره طويل لأمه وخواته من عقبي







*****************************************







" شأخبارها الحين؟؟"



عبدالرحمن يشد شعاع خارجا حتى لا تسمعه جوزاء التي كانت مستغرقة في النوم.. وشعاع ملازمة لها



شعاع أجابته بإرهاق: ماصحت لحد الحين..



عبدالرحمن بإرهاق مشابه: وحسون وينه؟؟



أجابته شعاع وهي تشعر بعبرة تقف في حلقها: راقد عند أمي.. ياقلبي البارحة كله يقول أبي بابا وحنا متروعين نحسب الصبي استخف


ثم أردفت بتساؤل حذر: إلا أنت تأكدت صدق إن عبدالله حي؟؟



عبدالرحمن تنهد: طبعا تأكدت.. اتصلت في صالح ولقيتهم في المحكمة ورحت لهم هناك..


وأنا بعد اللي شهدت معهم إنه فعلا عبدالله عشان يثبتونه في الأوراق الرسمية



شعاع حينها همست بقلق عميق: زين جوزا وش وضعها الحين قانونيا؟؟



عبدالرحمن شد له نفسا عميقا: وضعها سليم.. لأن عبدالله أساسا طلقها عقب ماسافر أمريكا.. صالح بنفسه قال لي..



شعاع شهقت بصدمة كاسحة وكلماتها تتبعثر: يا قلبي ياجوزا.. وليش يطلقها اللي ماله ذمة ذا؟؟


لا والمسكينة حادت عليه وضاعت عليها فرصة إنها تكمل دراستها وهي مطلقة


وأشلون ماوصلنا خبر الطلاق..؟؟ أشلون ؟؟ سالفة مثل ذي ما تتنخبى



عبدالرحمن يكمل لها: عقد الطلاق موجود في الخارجية من 4 سنين.. وأنا بنفسي تأكدت من ذا الشيء


أشلون ما وصلنا الخبر ما أدري..


أنا من يوم دريت وأنا مثل اللي انضرب على وجهه كف.. ما أدري أيش اللي بيصير الحين..



شعاع بتحذير موجوع: أهم شيء ما يفكر ياخذ حسن إذا تزوجت جوزا.. والله لا يفكر يقرب من حسن إن جوزا تستخف



عبدالرحمن يضغط رأسه بإرهاق: حسن الحين صغير وفي حضانة جوزا..


بس إذا تزوجت حقها في الحضانة يسقط وتصير الحضانة لأبيه دامه موجود


كذا الشرع والقانون يقولون..


بس ممكن نرفع قضية ونطلب الحضانة لأمي أنا


بس إن شاء الله ما توصل السالفة للمحاكم..



حينها تفاجأ عبدالرحمن بالصوت الحازم الذي قاطعهما رغم الإرهاق العميق والوجع الأكثر عمقا المتبدي في ثناياه:


وأنا مستحيل أعرض ولدي لذا المشاكل كلها


أنا ما أبي أعرس خلاص.. كفاية علي أربي ولدي.. وما أبي عبدالله يلقى طريقة يقدر يأخذ فيها ولدي


تكفى عبدالرحمن قول لامهاب يطلقني.. تكفى








******************************************







" وش فيك يأمك؟؟ مهوب عوايدك ترجع ذا الحزة البيت"



نبهه صوتها الحنون من أفكاره.. اعتدل جالسا من تمدده على سريره وهتف لها بهدوء: مافيني شيء جعلني فداش..



مزنة جلست جواره وهي تضع كفها على فخذه وتهمس بحنان: علي يأمك؟؟



وضع كفه فوق كفها وهتف بذات هدوءه: متضايق شوي يمه



مزنة بجزع حان: أفا.. وش اللي مضايقك؟؟



مهاب تنهد: عبدالله آل ليث طلع حي.. ورجع الدوحة البارحة..



مزنة بصدمة: الصبي اللي صار له أربع سنين ميت.. يطلع حي.. يا سبحان الله.. ووين كان ذا ووش سبته؟؟


ثم أردفت بصدمة أشد: امهاب.. ومرتك وش وضعها الحين؟؟



مهاب يهتف بذات الهدوء الذي يخفي قلقا وتوجسا عميقين: طلقها أصلا من أربع سنين


بس اللي أحاتيه الحين يمه حسن.. تدرين لا تزوجنا حضانته تصير لأبيه إلا لو هو خلاه من خاطره


وأنا ما ظنتي يخليه.. مافيه رجال يرضى أن رجال غريب يربي ولده وهو موجود


وأنا خايف إن ذا الشيء يأثر على جوزا.. أو حتى يأثر على زواجنا..



مزنة بقلق مشابه: وش ذا المصيبة اللي ماكانت على الخاطر.. عرسك عقب حوالي شهر ونص..



حينها شد مهاب له نفسا عميقا.. لم ينسَ أبدا لتذكره!!


سأل والدته بحذر: يمه لو حطيتي نفسش مكان جوزا.. وش القرار اللي بتقررينه؟؟



مزنة حينها وقفت وهي تهمس بحزم أخفت خلفه تعاظم حزنها الشفاف على مايحدث لابنها: يأمك لكل وحدة تفكيرها.. وأنا ما أقدر أفكر عن غيري



مهاب أمسك بمعصمها وهتف بحزم: أفا يأم امهاب.. أعرفش ما تهربين من شيء


أنا ما أقول لش فكري بعقل غيرش... أقول لش فكري بعقل أم!!



حينها التفتت له مزنة وهتفت بحزم يذوب حنانا: يأمك مهوب جاهلني قصدك من أوله.. بس بعض الشيء تركه أحسن..



حينها وقف مهاب وقبل رأسها وهتف بثقة: وأنتي بعد منتي بجاهلتني.. فجاوبيني تكفين..



مزنة بحزمها الطبيعي رغم شعورها أنها ستختنق بالكلمة: لو أنا مكانها ....... بأطلب الطلاق منك !!!!







**************************************







باله مشغول تماما بها.. منذ غادرها البارحة وهي من تلتهم أفكاره كلها


وهاهو يعود الآن وهو لا يعلم ما الذي سيواجهه أو حتى كيف استقرت حالتها الآن بعد الكلام المؤلم الذي صفعته به البارحة



رن هاتفه .. نظر للاسم وتنهد.. (بنت حلال.. كنت أبي أكلمها بنفسي عشان سالفة فهد) رد عليها بحميمته الفخمة: هلا بالغالية..



مزون انهمرت بسعادة شفافة: هلا بك زود.. هالمرة أقدر أقول مبروك وأنا مالية يدي


فحص الحمل كان قدام عيوني.. مافيه تزلحقني


ألف ألف مبروك ياعمي.. ما تتخيل وش كثر فرحانة.. ما أتخيلك وأنت أب وشايل ولدك في يدك


ياربي.. حاسة إن هالولد غلاه بيغطي على خلق الله..


وإيه قبل أنسى تراه محجوز حق بنت عمه وبنت خالته مافيه كاني ماني..



كانت مزون تنهمر وتنهمر بسعادتها الطفولية العذبة.. في الوقت الذي كان منصور ينهمر صداعا مؤلما طرق كل خلايا دماغه


كان بداية عاجزا عن الفهم ثم مصدوما ثم مذهولا


وهو يتمتم بجمود: الله يبارك فيش يأبيش.. الله يبارك فيش





#أنفاس_قطر#


.


.


.



يالله خليتكم تقرون البارت على راحتكم


أنا مسافرة يا نبضات القلب << جد محتاجة السفر << أبي لي نقاهة من قلب


موعدنا بعد أسبوعين أو ثلاثة حسب تياسير رب العباد وبعد رجعتي على خير


إن شاء الله وبإذن الله


في حفظ الكريم


وأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه


.


.


.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مـــ كاسره ــزنه زايــ كسـاب ــد", آه يا قلبي ،أحلى رواية رومانسية ، رواية تجنن ،رواية خطيرة موت, أنفاس ليلاس العطرة في رائعتها الثالثة, أنفاس قطر+بين الأمس واليوم, الجزء الحادي و العشرون صـ 256, الجزء السبعون ص 1181, الجزئان 24، 25 في ص293, احبج في الله انفاس قطر :), اشتقنا لطلتك الحلوة أنفاس, انفاس قطر, اكرهك يا عبد الحمن ~> لا تلمونها يذكرها بواحد .! :(, بين الأمس واليوم/ الجزء الثالث والعشرون ص279, بين الامس واليوم, بين الامس واليوم احلى رواية, جميله " إنكسار (w) ", خليفة يطلب من جميلة بالتلفون تنساه وتحب فهد, جونااان ..حور, رابط قصة بين الامس واليوم بدون ردود""http://www.liilas.com/vb3/t158045.html"", روايات, روايات أنفاس قطر, رواياة بين الأمس واليوم, رواية # أنفاس_قطر #, رواية أنفاس قطر الثالثة بين الأمس واليوم, رواية أنفاس قطر الجديدة, رواية الكاتبه القطريه انفاس قطر, رواية انفاس قطر, رواية رائعة, سمانآ, فهد وجميلة بيصيروا أحلى عشاق ~فديت نفوسة أناا
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t137476.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹظ‡ ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط§ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… , ظ„ظ„ظƒط§طھط¨ظ‡ ط§ظ„ظ…طھط§ظ„ظ‚ظ‡ ط§ظ†ظپط§ط³ ظ‚ط·ط± This thread Refback 06-12-17 05:41 PM
Untitled document This thread Refback 06-07-17 04:02 AM
ظ…ظˆط¶ظˆط¹ ظٹط¹طھظ…ط¯ ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„ظ…ظ‚ط§ط±ظ†ط© ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط§ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… - Rocket Tab This thread Refback 12-03-16 10:18 AM
ظ‚طµطµ ط­ط¨ ط§ظ„ط³ظˆط¨ط± ط¬ظˆظ†ظٹط± ظ„ط¨ظ†ط§طھ ط§ظ„ط³ظˆط¬ظˆ ظپظ‚ط· ♥♥♥♥♥♥♥♥♥3 - ط£ظ„ظˆظپظ† This thread Refback 07-02-15 12:56 AM
ظ…ط¯ظˆظ†طھظٹ ط§ظ„ط¨ط­ط± ط§ظ„ط¹ظ…ظٹظ‚ ط§ظ„ط£ط±ط´ظٹظپ ظ…ظ†طھط¯ظٹط§طھ ط¹ط±ط§ظ‚ ط§ظ„ظ†ط¨ظ„ط§ This thread Refback 16-08-14 11:50 PM
ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط£ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… liilas This thread Refback 05-08-14 01:26 PM
ظ…ظˆط¶ظˆط¹ ط­طµط±ظٹ ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط£ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… This thread Refback 04-08-14 11:08 AM
ط±ظˆط§ظٹظ‡ ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط§ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… , ظ„ظ„ظƒط§طھط¨ظ‡ ط§ظ„ظ…طھط§ظ„ظ‚ظ‡ ط§ظ†ظپط§ط³ ظ‚ط·ط± This thread Refback 24-07-14 01:24 AM
Untitled document This thread Refback 14-07-14 01:11 AM
Untitled document This thread Refback 01-02-11 08:15 PM
ط±ظˆط§ظٹظ‡ ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط§ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… , ظ„ظ„ظƒط§طھط¨ظ‡ ط§ظ„ظ…طھط§ظ„ظ‚ظ‡ ط§ظ†ظپط§ط³ ظ‚ط·ط± This thread Refback 29-12-10 06:27 PM
ل¹‚ؤڈل»™ر•ؤ§ (mdaaaa) | Formspring This thread Refback 08-12-10 02:31 AM
Untitled document This thread Refback 03-12-10 10:54 AM
Untitled document This thread Refback 26-11-10 10:19 PM
Untitled document This thread Refback 26-11-10 07:35 AM
Untitled document This thread Refback 24-11-10 12:35 PM
Untitled document This thread Refback 20-11-10 10:36 PM
Untitled document This thread Refback 07-11-10 12:28 PM
joOOOojoOO (joOOOojoOO) | Formspring This thread Refback 05-11-10 05:40 AM
Untitled document This thread Refback 30-10-10 08:52 PM
ط±ظˆط§ظٹظ‡ ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط§ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… , ظ„ظ„ظƒط§طھط¨ظ‡ ط§ظ„ظ…طھط§ظ„ظ‚ظ‡ ط§ظ†ظپط§ط³ ظ‚ط·ط± This thread Refback 12-10-10 10:20 AM
Untitled document This thread Refback 12-07-10 04:32 AM
Untitled document This thread Refback 23-05-10 08:08 PM
Untitled document This thread Refback 19-05-10 03:17 AM
Twitter Trackbacks for ط¨ظٹظ† ط§ظ„ط£ظ…ط³ ظˆط§ظ„ظٹظˆظ… [liilas.com] on Topsy.com This thread Pingback 16-05-10 02:19 AM
Untitled document This thread Refback 14-05-10 11:05 PM
Untitled document This thread Refback 03-05-10 09:55 PM
Untitled document This thread Refback 27-04-10 07:35 PM
Untitled document This thread Refback 15-04-10 02:31 PM
Untitled document This thread Refback 13-04-10 12:34 PM
Untitled document This thread Refback 12-04-10 10:07 PM
Untitled document This thread Refback 11-04-10 08:46 AM
nono (nooral2mal) on Twitter This thread Refback 28-03-10 01:46 PM


الساعة الآن 06:40 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية