كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
بين الأمس واليوم/ الجزء الثاني والسبعون
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساكم ورد وفل ورحمة من رب العالمين
جعلكم الله دوم من هل البر والقرب من رب العالمين
الله لا يخليني من تواصلكم وتفاعلكم اللي خجلني فوق ما تتخيلون..
.
.
يا بنات.. لما قلت إن مكالمات عبدالرحمن لعالية بسبب..
مو السبب إنه يكلمها وهو مقرر يتزوج وضحى..
لكن أقصد إنه (سبب قصصي) كان يلزم له مكالمات عشان يصير
يعني لو حد بلغ عالية إن عبدالرحمن بيتزوج ماكان له نفس التأثير ولا نفس التوابع اللي بتصير
وهو ماكان يكلمها وفكرة الزواج من وضحى في باله أبد..
خلونا نشوف في البارت... صايرة هذارة.. بأسوي كنترول :)
.
.
تدرون بنات أنا بالعادة بالنسبة للتوقعات لما يكون التوقع مؤثر في الأحداث
أعطي الغالية النجمة بعد ما ينتهي البارت
بس عاد ماهقيت إنكم قريتوا توقع ابتسامة طفل مع إنه كان توقع بارع..
بس لأنه كان تعليقها تقريبا سطر واحد.. وانا حبيت أشجعها..
فحطيته أول البارت.. ماشاء الله طلعتوا قارين كل شيء :)
خلاص مرة ثانية بأحط النجمة في بداية الجزء الجديد حتى مو في نهاية الجزء عشان ما أخرب عليكم :) آسفة.. يانبضات قلبي
.
.
ترا ماني بغاوية نكد إن سالفة كاسرة وكساب طولت
أو حتى سميرة وتميم.. بس لها مبرر قصصي بس
لأني محتاجة لسالفة زعلهم عشان ترابط أحداث ثانية
.
.
ويا الله الجزء 72
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
بين الأمس واليوم/ الجزء الثاني والسبعون
عبدالرحمن شد له نفسا عميقا.. وهو يشعر أن ما يريد قوله يقف في حلقه كالأشواك التي تمزق حلقه وهي تعبر مجرى الكلمات:
عالية حبيبتي تكفين افهميني.. ولا تستعجلين في الحكم ياقلبي طالبش..
خليني أشرح لش مبرراتي أول وافهميها..
عالية حينها انفجرت في البكاء وهي تسد فمها بقوة حتى لا يسمع شهقاتها وتمنعه من إكمال مايريد قوله..
شعرت أن هناك مصيبة هائلة قائمة..
ربما لن يستطيع مطلقا أن يمشي.. أو أصبح عاجزا جنسيا.. أو لا ينجب..
وكل ذلك لا يهمها.. لا يهمها.. المهم ألا يفكر بتركها..
تريد أن تبقى جواره حتى آخر يوم في عمرها مهما كانت حاله هو..
كانت تسد فمها بكل قوتها وهي تكتم شهقاتها بداخلها حتى كادت تنفجر
وكل ذلك حتى يستطيع أن يقول مايريد قوله..
لم تعلم أنه كان يريد نحرها بدم بارد رغم أنه هتف بوجع حقيقي عميق وهو يكمل ما بدأه بصعوبة بالغة:
عالية.. أنا أبي أتزوج وضحى بنت خالي !!
حينها ذابت الشهقات في صدرها كالسم المتعفن المر وهي تهمس بتبلد: نعم؟؟ وش قلت؟؟
عبدالرحمن بصعوبة: أبي أتزوج وضحى بنت خالي..
عالية بذات التبلد: تتزوجها؟؟ ليش أنت عزابي يعني؟؟ أنا ويش؟؟ كيس شعير؟؟
عبدالرحمن بذات الصعوبة: أنتي قلبي وحبيبتي ومرتي.. بس لازم أتزوج وضحى بعد..
لا أنا أول ولا آخر واحد يصير عنده مرتين..
عالية بذات التبلد وكأنها فقدت الإحساس تماما:
مرتين؟؟.. ياعيني..لا والله يا شهريار زمانك؟؟.. وأنا اللي كنت بأموت عشانك أحسب فيك شيء..
أثر الأخ يبي يتزوج مرة ثانية.. وهو حتى مابعد تزوج مرة أولى..
براحتك عبدالرحمن.. تزوج.. على قلبك بالعافية..
عبدالرحمن بصدمة حقيقية وهو يشعر بضيق فعلي وألم أكثر قوة أن الموضوع لم يهمها:
يعني ما عندش مانع أبد؟؟
عالية بذات التبلد الغريب الذي أحاطت به مشاعرها:
وليش يصير عندي مانع.. طلقني.. وتزوج أربع يا ولد فاضل..
عبدالرحمن بصدمة أشد: أطلقش ؟؟ مستحيل.. مستحيل..
حينها انفجرت تماما.. انفجرت.. انفجرت.. بل الانفجار لا يعبر مطلقا عن حالة الثورة الغاضبة التي مزقتها تماما:
نعم؟؟ مستحيل يا قلب أمك...؟؟ تقول مستحيل؟؟ المستحيل أنك تفكر إني أنا بأوافق تجيب ضرة على رأسي وأنا على ذمتك..
يا الخاين.. يا النذل.. يا الحقير.. أنت كل قاموس الشتايم ما يكفيك..
أشلون هان عليك تطعنني كذا.. يا أخي كان طلقتني وعقبه ذلفت في أي داهية تعرس..
لكن أنا قاعدة أتغزل فيك ليلة من جدي.. وأنت تكذب علي.. وتخطط مخططات أكبر..
عليك بالعافية بنت خالك.. غطها على قلبك..
بس طلقني.. طلقني.. يا الخاين..
خاين.. خاين.. خاين.. ونذل وحقير..
كانت تريد أن تبكي دما بدل الدموع.. ولكنها يستحيل أن تشمته فيها..
شعرت أن كل مرارات العالم وقسوته وحشيته لا تساوي ما يحدث لها الآن
وعلى يد من؟؟
على يد عبدالرحمن!! عبدالرحمن!!
عبدالرحمن الذي كان لها بلسم الروح.. ونسمة الحياة!!
عبدالرحمن هتف بتهدئة حانية: هدي حبيبتي هدي.. والله العظيم مقدر زعلش..
بس اسمعي مبرراتي أول..
عالية بغضب عارم: أي مبررات؟؟ أي مبررات؟؟ بنت خالك كانت قدامك ذا السنين كلها.. ليش تخطبني وأنت تبيها؟؟
ليش تعلقني فيك وأنت قلبك لغيري.. ليش؟؟ ليش؟؟
عبدالرحمن بذات نبرة التهدئة المثقلة بالوجع: تكفين عالية افهميني.. وضحى أخت امهاب..
مستحيل أخليها عقب ما تزوجت أمها وخلتها..
أشلون أزور قبر امهاب وأنا مخلي أخته.. لو أنا اللي صار لي شيء مستحيل كان يخلي امهاب هلي..
عالية بذات الغضب المتفجر: وانت توك تكتشف إن امهاب مات.. وما تبي تخلي أخته..؟؟
إلا قول يا النذل الخسيس إنك كنت تبي تتأكد إني ما أقدر أستغنى عنك
وإني ممكن أرضى بأي شيء عشان أكون جنبك.. والحين يوم تاكدت.. قويت قلبك وقلت أصير شهريار زماني..
لا لا لا.. اصح يا بابا..أنا عالية بنت خالد.. وإذا تظن إن قلبي بيذلني لك.. فأنت ما عرفتني..
أدوس قلبي بروحي وأفعصه تحت رجلي.. قدام حد يدوسه..
عبدالرحمن يقدر غضبها ومازال يحاول تهدئتها: والله العظيم وربي اللي خلقني
إن فكرة الزواج من وضحى ما صارت برأسي إلا عقب ما تزوجت أمها..
قبل كذا أنا كنت حاسس إني عايش أحلى غيبوبة معش.. صرت ما أفكر في شيء غيرش..
وأنا مشغول فيش ومعش عن كل شيء في الكون.. حاس حياتي كلها متعلقة على طرف شفايفش..
والله العظيم ولا خطر في بالي إني أجرحش كذا لين تزوجت أم امهاب.. حسيت كن حط عطاني كف على وجهي..
خالتي مزنة مرة قوية.. وما كنت خايف على وضحى وهي معها.. بس الحين وضحى مثل الأمانة في رقبتي..
وضحى هذي أخت امهاب.. امهاب اللي قطعة من روحي راحت وخلتني..
أخلي الحين قطعة من روحه بدون سند حقيقي!!
وضحى شخصيتها لينة واجد.. ومحتاجة لها سند.. وامهاب كان دايما يحاتيها..
ما أقدر أخليها.. افهميني عالية الله يرحم والديش..
أنتي صرتي أكثر وحدة فاهمة أشلون كانت علاقتي بامهاب الله يرحمه!!
والله العظيم السالفة عليّ أصعب منها عليش.. لأني فعلا ما أبي وضحى..
وأشلون أتزوج وحدة وأنا عارف إنه مالها في قلبي مكان..
بس غصبا عني غصبا عني.. افهميني..
عالية بغضب متفجر مدمر: وتبيني أصدق ذا الكلام يا الكذاب... وضحى عادها صغيرة وبيجيها نصيبها..
وماشاء الله هذا تميم عندها.. رجّال كداد وماعليه قاصر..
لا تدور عذر لعينك الزايغة..
يعني أنت الحين يا المكسح شايف نفسك أحسن من تميم.. ؟؟
وش زودك عليه...؟؟
الله يأخذ قلبي اللي ذلني لواحد مثلك!!
رغم قسوة تجريحها.. ولكنه لا يهمه شيء غيرها لذا هتف بيأس عاشق حقيقي:
تكفين عالية لا تصيرين كذا.. والله العظيم أنا أتعذب..
و وضحى مسكينة عمرها ماتقدم لها حد غيري.. وأنا تقدمت لها عشان أناسب امهاب بس.. عشان ما تزعلين بعد..
يعني لو فيه نصيب لها كان قد جاها ..
عالية تكاد تنفجر غضبا ويأسا وحزنا: باقي عندك شيء ما جرحتني فيه يا النذل؟؟
وبعد خاطبها قبلي.. وتبي ترجع تخطبها بعد..؟؟
روح اخطبها.. روح لحبيبة القلب.. عليك بالعافية..
عبدالرحمن بذات اليأس الهائل: عالية.. أنا ماراح أتزوجها الحين.. بس أنا مقرر أسويها عقب ما نتزوج..
وما أدري حتى لو وضحى هي بتوافق علي.. بس أنا مقرر ذا المرة إني مستحيل أخليها..
وماحبيت أني أخدعش.. لأني لو خدعتش كني أخدع نفسي.. بغيتش تكونين على بينة حبيبتي..
عالية انفجرت باكية ماعادت تحتمل.. انهرت دموعها وشهقاتها ويأسها:
لا تقول حبيبتي.. لا تقول حبيبتي..
حبتك قرادة يا الخاين..
طلقني.. طلقني.. ما أبيك.. ما أبيك.. ما أبيك يا الخاين..
ثم أغلقت هاتفها في وجهه.. رن هاتفها عشرات المرات ربما.. بينما هي منكبة على سريرها تنتحب وترتعش كالمذبوحة..
مذبوحة فعلا.. مـــذبـــــوحـــة !!
بينما هو منذ سمع صوت بكاءها وهو كالمجنون يأسا وحزنا وقهرا..
ولم يكل عن الاتصال بها حتى أذن الفجر.. وأرسل عشرات الرسائل يرجوها أن تطمئنه عنها..
ولكن دون أي رد..
يعلم أن مافعله جارح ومؤلم لأبعد حد.. لكنه كان يعتمد على قوة عالية التي يعلمها..
لم يعلم أن المرأة التي تحب فعلا يستحيل أن ترضى بأنصاف الحلول..
وحين تُجرح قد تصبح نمرة مفترسة!!
كان مجروحا بجرح أعظم زاده إحساسه بالعجز..
يعلم أنها الآن.. تبكي.. منهارة.. مثقلة بالجرح..!!
هي التي أصبحت نبض روحه.. ودفء أنفاسه عاجز عن مواساتها.. او حتى الاعتذار لها..
والأشد قسوة أنه عاجز حتى عن الاطمئنان عليها..
لتغضب منه كيف شاءت ولكن ليتها تطمئنه عنها.. فقط تطمئنه!!
آلمته يده لكثرة ماحمل هاتفه وأتصل وأرسل.. دون رد.. دون رد!!
*****************************************
أصبح تميم الآن يفهم جيدا المثل الشعبي الذي يقول: (من تغلى تخلى) ..
والليلة يشعر بهذا أكثر من كل ليلة..فهي "تغلت" عليه إلى حد القرف..
كل ليلة من الليالي القليلة الماضية على هذا الحال من التمثيل السمج المقرف..
تتزين.. وتتقرب.. ثم تبتعد عنه كأفعى لسعته بجلدها المصقول اللامع..
دون أن تفهم صراخه اليومي أنه لا يريد منها أن تتصرف معه بهذه الطريقة..
ماعاد يريدها ولا يريد أي شيء منها..
الليلة بالذات لن يحتمل هذا العبث منها..
لن يحتمل!!
لن يـــحتمل !!
هــــي.. تعلم أن تميما صبر عليها كثيرا.. كل ليلة تتزين له.. وهي تقرر أنها لابد أن ترضيه الليلة..
فكيف يستطيعان أن يتمازجا روحيا فعلا.. وهي مازالت تضع بينهما هذا الحاجز ؟؟
ولكنها في كل ليلة كانت تجبن.. لتثير خيبة تميم وهو يرجوها ألا تكرر هذا التصرف..
ولكنها تكرره لأنها ترجو أنها اليوم ستتشجع.. ألم عميق يتجمع في روحها.. لأنها تعلم مقدار الألم الذي تسببه له.. ليلة بعد ليلة!!
لذا الليلة قررت أنها لن تتراجع.. حتى لو لم تتقبل الأمر نفسيا ستجبر نفسها من أجله.. ومن أجل حقه عليها..
ربما حين تكسر هذا الحاجز حتى لو عنوة.. ستجد أن الحواجز بينهما تكسرت فعلا..
وتميم يستحق منها أن تفعل ذلك من أجله.. فرجل آخر لن يحتمل كل هذا الجفاء من زوجته!!
لذا كان استعدادها لهذه الليلة مختلفا فعلا.. بأناقتها واستعدادها..
وخصوصا أنها تعلم أنه محتاج فعلا لصدر يطرح عليه همومه التي بلغت ذروتها الليلة..
حين رأته دخل.. وقفت لاستقباله بابتسامة حانية..
بينما هو حين دخل.. لم يشر لها بالسلام حتى..
بل دخل بشكل مباشر.. وأخذ له غيارا .. واستعد للخروج..
حينها أوقفته سميرة وهي تشير له باختناق حقيقي موجوع: تبي تهرب مني مرة ثانية للمجلس..؟؟
تأخر بصرامة وهو يقطب جبينه بحزم موجوع بالغ:
لا ذا المرة ماني بهربان من حسنش اللي ماقدرت أقاومه..
ذا المرة أنا بأخذ لي غرفة ثانية لي وبأنقل أغراضي كلها لها.. وخل هلي يدرون.. لأني خلاص انقرفت منش ومن تغليش..
على ويش ذا التغلي..؟؟ شفتي روحش غالية قلتي أذله بغلاي؟؟
أو قلتي أنا خسارة في ذا اللي ما يسمع ولا يتكلم؟؟
يا بنت الناس لو أنتي عفتي شوي.. تراني عايف واجد..!! طلعتي روحي!!
بغيتي تقعدين حياش الله مثلش مثل وضحى.. وش تفرق؟؟ كلنا أخوان !!
مابغيتي.. وتبين تروحين لهلش.. حقوقش بتوصلش كاملة وزيادة دبل..
وخلصنا من ذا الموال اللي ماله معنى!!
******************************************
مازالا على ذات الجلسة بعد أن صليا قيامهما..
لتهمس له مزنة بتهذيب عذب:
" ماعليه أبو كساب ممكن تسمح لي بسؤال لو سمحت..
ولو مابغيت تجاوب براحتك"
زايد ينظر لها بتعجب لا يخلو من مرارة غريبة فعلا.. !!
رقيقة.. رفيعة التهذيب.. واثقة دون تبجح.... و..... مختلفة.. مختلفة تماما..
لا يتخيل أن مزنة السابقة قد تستأذن بكل هذا التهذيب الرفيع لمجرد أن تسأل..
مزنة كانت لتسأل بكل تبجح.. وآخر ما يهمها رغبة الآخر بالرد من عدمه..!!
هتف لها بثقة رجولية لا تخلو أيضا من لباقته الرفيعة.. فليست مزنة فقط من تغيرت يا زايد !! ..:
أم امهاب.. هذا أنا إحنا في بداية حياتنا سوا..إذا بغيتي تسألين عن شيء..
إسالي ولا تهتمين.. وبدون استئذان.. مافيه داعي تحطين حاجز بيننا..
إن كان شعر بالمرارة غير المفسرة لتغيرها الإيجابي.. فهي ابتسمت باستغراب وإعجاب لتغيره الإيجابي..
فزايد الشاب ربما لو قالت له سأسألك سؤالا.. لربما قال لها (وتستأذنين أنتي وجهش ياقوية الوجه؟!!)
وإن كانت على كل حال تعلم أن من هو في مكانته ردوده دائما محسوبة ولبقة..
همست باحترام:
مرة ثانية خلني أقول اسمح لي بالسؤال لأنه يمكن أنت ماتبي تجاوبه..
أبو كساب.. وش السبب اللي خلاك ترجع تخطبني عقب ذا السنين كلها..؟؟
عشان كساب؟؟
ابتسم زايد بفخامة: وأنتي وش اللي خلاش توافقين علي عقب ذا السنين وعقب مارديتيني مرتين..؟؟
عشان كاسرة؟؟
ابتسمت بعذوبة: مع إنه مايصح تجاوب السؤال بسؤال بس قدرك ما يسمح لي ألف وأدور معك..
أبو كساب أنت أكيد مانسيت أنت وش كنت مسوي فيني وحن صغار..
اتسعت ابتسامتها أكثر: أنت تدري إني كنت قبل أطلع رأسي من الباب.. أطل مع فتحة الباب أشوف أنت قاعد في دكتكم وإلا لا..
لو لقيتك قاعد ماطلعت.. والمشكلة إنك قاعد 24 ساعة.. ما أدري وش تسوي ذا كله؟؟
وإذا في الأخير اضطريت وطلعت.. نطيت في حلقي.. وش مطلعش؟؟ وارجعي وأنا بأجيب لش اللي تبين؟؟
وأنت تذكرني بعد.. الحمدلله والشكر على نعمة العقل.. كنت مرجوجة ولساني طويل..
ولو قلت لي كلمة.. قلت لك عشر..
وبصراحة عقب ماضربتني استوجعت منك واجد.. كانت أول وآخر مرة انضرب في حياتي..
كان مستحيل أوافق وأنا حاسة إنك بس تبي تاخذني عشان تضربني وتكسر شوكتي..
ولو افقت عليك وقتها.. صدقني ماراح نتوالم.. وما أسرع ما بنتطلق!!
حينها بشعور أو بدون شعور.. مد كفه اليمنى ليمسح على خدها اليسار.. وهمس كأنه يكلم نفسه: أجعتش واجد وقتها..؟؟
همست بحرج وهي تتأخر قليلا: ياه يا أبو كساب.. راحت.. وراح وجعها..
" ولكنها في داخلي لم تذهب لم تذهب.. ولم يذهب وجعها
ليتك تعلمين أني حين خرجت من بيتكم ضللت ألكم الجدار حتى أدمت يدي
وكأنمي أريد أن أعاقب اليد التي جرؤت على إيلامك
مع أنني آلمت روحي قبل أن آلمك..
أو الأصح قبل أن أؤلمها هي.. مزنة.. تلك البعيدة الغائبة
يا الله يا مزنة.. لماذا أشعر بكل هذه التعقيدات؟؟
أين ذهبتِ أنتِ؟؟ "
زايد ماعاد يعلم أي مشاعر غريبة تجتاحه بغرابته.. ينظر لمن أمامه ويبحث في ثناياها عن أنثى أخرى اختفت ولن تعود أبدا..
زايد اقترب منها أكثر.. أرادت في داخلها أن تتأخر.. ولكنها منعت نفسها من التحرك..
فهي متدينة.. حافظة للقرآن ويستحيل أن تمنع زوجها حقا إن أراده..
ومن ناحية أخرى تعلم أن الإحساس البالغ بالتوتر والجفول حتى ولو كانت تشعر به فعلا.. لا يتناسب مع وضعها ولا وضع زايد..
لكنها لا تستطيع منع نفسها من الشعور بالاختناق فعلا ..
وأناملها ترتعش حين رأته يميل على خدها اليمين حيث كانت كفه تسكن قبل ثوان..
لتسكن شفتيه مكان كفه على خدها في قبلة دافئة مختلفة.. ويـطـيـل.. لدرجة زادت في اختناقها أكثر..وأكثر..
كان يتنفس عطرها من قرب.. يتنفس بعمق.. مازال يبحث عن مزنة الأخرى.. ربما كانت تختبئ تحت جلدها.. يريد أن يشعر بها بأي طريقة..
ربما لو تنفس واستنشق بصورة أعمق سيجدها..
يستحيل أن تكون اختفت هكذا.. حتى رائحتها اختفت!!
كل ماكان يشمه.. رائحة أنثوية دافئة عطرة مثيرة.. وناضجة لأبعد حد..
ولكنها ليست رائحة مزنة.. ليست رائحة مزنة التي كان يشعر بها تعبق في الأجواء دون أن يقترب منها حتى..
وهاهو يتنفس عبق هذه الأخرى من أقرب مكان..ملتصق بها.. ويجد رائحة مختلفة.. مختلفة تماما..
حينها همست مزنة بحرج بالغ: أبو كساب لو سمحت خلاص.. أحرجتني الله يخليك..
أخرجته من دوامته الغريبة التي كان فيها.. وربما لو لم تخرجه لا يعلم حتى متى سيستمر ملتصقا بها..
تأخر قليلا وهتف بثقة راقية: آسف ماكان قصدي أحرجش.. بس من يشوف ذا الزين قدامه ويمسك روحه؟؟
وجد أن هذا التبرير قد يكون مرضيا لامرأة مثلها.. حتى وإن كان لا يقصده تماما.. فهو على جانب كبير من الصحة..
مزنة صمتت.. في داخلها غير مرتاحة لهذا الاندفاع ولكن هل بيدها حيلة..
همست بذات التساؤل الذي لم يجب عليه.. علها تعيده لعالم الحوار: تراك ماجاوبتني على سؤالي..
ما تبي تجاوب.. قل لي.. عشان ما أكرره..
ابتسم وهو يقف ويهتف بثقة: تعالي باسولف لش اللي تبينه بس وانا منسدح..
لأني طول اليوم صالب روحي ما تمددت ولا حتى شوي..
مزنة توترت أكثر وهي تقف وتتبعه.. حتى دخل إلى غرفة نومه..
خلع ملابسه ودخل ليغتسل.. وحين خرج كانت تجلس على مقعد التسريحة دون أن تستبدل جلابيتها..
أغلق الإضاءة التي على السرير.. وترك لها بقية أضواء الغرفة..
توجه لسريره..وتمدد على يمينه ثم أغلق عينيه.. صــمــت لدقيقة..
ومزنة مستغربة منه.. ردات فعله غير متوقعة..
حــــيــنــــهـــا
همس بنبرة مختلفة.. مختلفة.. تذيب القلب تماما كما لو كان ينادي من عمق عمق روحه: مـــزنــــــة..!!
إن كان غاويا للنكد.. واستكثر على نفسه قربها.. وهو ربما يبحث عن أسباب تقف بينهما حائلا..
فهو الآن على الأقل يستطيع أن يغذي جوع روحه المتطاول بمناداة اسمها الذي سكن روحه... وسماع همسها الذي لم يتغير..
مزنة وقفت وهي تقترب وتهمس برقة: لبيه..
همس لها بذات النبرة المختلفة.. النبرة التي كانت لتكون لمزنة وليس لسواها وهو مازال مغلق العينين:
مزنة اقعدي جنبي ..
مزنة جلست على طرف السرير وأقدامها على الأرض.. لم تجرؤ حتى أن ترفع قدميها أو تمدد جواره..
همس لها بعمق: عطيني يدش.. وعقبه إسأليني اللي تبينه..
وقولي لي يازايد.. خلني أسمع اسمي لا غردتيه بصوتش..
مزنة رغما عنها اختنقت خجلا.. لم تتخيل هكذا غزلا رقيقا عذبا.. !!
لكنها كانت مجبرة على تنفيذ طلبه!!..
لا تريد أن تعصيه وفي ذات الوقت لا تريد أن تبدو بمظهر توتر وارتباك تشعر أنه لا يناسب ثقتها بنفسها..
مزنة حينها كانت مجبرة أن ترفع ساقيها على السرير حتى تستطيع الاقتراب منه.. فطوت ساقيها تحتها وهي مازالت جالسة..
ثم مدت يدها له وهو مازال مغلق العينين ووضعتها في كفه المفتوحة الممدودة لها..
صدمها بعنف أنه تناول كفها ليقبلها بعمق مذهل ودفء متجذر.. لدرجة أنها شعرت أن كفها ستشتعل لحرارة أنفاسه وتوترها المتزايد..
ثم تناول كفها ووضعها تحت خده وهمس بعمق غريب.. غريب ومختلف عن أي عمق كوني: إسأليني يا مزنة..
ولا تسأليني ليه خطبتني يازايد.. إسأليني ليه ما نسيتني يازايد؟؟
مزنة همست بعمق خافت: وانت صدق مانسيتني يا زايد؟؟
كان هذا ما ينتظره لينثال.. وينثال.. وينثال..
كفها تلامس خده.. وهي تهمس له من قرب بصوتها الذي سكن روحه منذ دهور..
وعيناه مغلقتان.. فهو لا يرى شبح المرأة الغريبة التي تقف بينه وبين مزنة..
همس بعمق متجذر.. متــجــذر.. عمق كعمق تاريخ أزلي ضرب بجذوره إلى العمق:
نسيتش؟؟
مزنة.. حد ينسى يتنفس الهوا؟؟ حد ينسى دقات قلبه أو يقدر يوقفها؟؟
حد يقدر ينسى الدم اللي يجري في عروقه..؟؟
هذا أنتي يا مزنة.. هواي اللي أتنفسه.. ودقات قلبي.. ودمي اللي يمشي بعروقي..
مزنة مصدومة فعلا ( هذا كذاب وإلا متعود يبالغ؟؟) شعر بارتعاش كفها تحت خده وهي تهمس بارتباك لم يظهر في نبرتها الهادئة برقي:
مهوب كنك تبالغ شوي؟!!
تناول كفها من تحت خده مرة أخرى ليغمرها بقبلاته بينما كفها تتزايد ارتعاشاتها..
ثم وضع كفها هذه المرة قريبا من قلبه وهتف بذات نبرته العميقة:
أبالغ؟؟ المشكلة مهما حاولت أوصف الحكي بيكون قاصر..
شوفي أشلون يدش ترتعش من قربي.. وأنا طول عمري قلبي يرتعش مثل مذبوح عشانه ماطال قربش..
مزنة تشعر بالصداع والتوتر يتزايدان لديها (هذا مهوب طبيعي!!)
لم تتخيل أنها قد تسمع هذا الكلام من رجل.. وبعد مرور هذه السنوات كلها!!
أكمل انثياله المدفون في صدره منذ قرون وقرون:
هان عليش يا مزنة تكونين لرجّال غيري.. هان عليش تعطين حقي لغيري..
هان عليش تذبحيني بدل المرة مرتين..
مستحيل واحد منهم كان يحبش أو حبش واحد على مليون من حبي لش..
مزنة ماعادت تستطيع منع صوتها أن يخرج بكامل توتره وارتباكه وكلامه غير المعقول يمزق عقلها المطارق:
زايد الله يهداك.. لا تبالغ.. وقتها كنا بزارين.. وكلن راح في طريقه..
زايد على ذات النبرة العميقة المتجذرة: أنتي كنتي بزر وما اهتميتي.. يمكن..
بس أنا قلبي احترق.. احترق..
كل ليلة عرستي فيها.. مسكت لي لي جمرة في كفي.. أقول يمكن حر الجمرة يلهيني عن حر قلبي..
وعن التفكير إنش تنامين الليلة في حضن رجّال غيري..
أول عرس حرقت كفي اليمين.. وثاني عرس حرقت كفي اليسار..
الله يسامحني على الجهل وطيش الشباب ياكثر ماندمت إني سويتها عشان ربي.. وإلا لو علي لو قدرت أحرق قلبي صدق حرقته..
بس وش أسوي.. بغيت استخف.. بغيت استخف..
وعمر ماحد درا بسبب حرق كفوفي غير خليفة الله يرحمه..
مزنة كانت تظنه يتكلم عن حرق معنوي.. حتى أفلت كفها ليريها كفه اليمين..
ورغم ضعف الإنارة ولكن أثر حرق قديم باهت جدا بدا واضحا في المنطقة بين السبابة والإبهام..
هو مابقي من الحرق.. لأن الكفوف تلتئم بسرعة..
مزنة انتفضت بجزع حقيقي.. وهي تنكمش وتبتعد عنه..
ودقات قلبها تتصاعد بعنف مرعب.. حتى كاد قلبها يخرج من بين ضلوعها..
عاود الهمس بعمق: مزنة وين رحتي؟؟
مزنة همست باختناق: جنبك.. جنبك..
صــــمــــت.. فما قاله يكفيه عن دهور..
شعر أنه مستنزف من البوح..كما لو كان بركانا هائلا تمور حممه داخله لقرون ثم أطلقها دفعة واحدة!!
وفي ذات الوقت كان يشعر أنه خفيف.. خفيف..
بعد أن تخلص من ثقل الاعتراف بمشاعره الثقيلة..
كما لو كان يحمل أثقال جبال فوق كتفيه حتى كاد ينهار من التعب ثم ألقاها أخيرا عن جسده ليستطيع أن يرتاح!!
بينما مزنة تشعر كما لو كان أحدهم ألقاها من فوق هذه الجبال العالية..
وتشعر بجسدها مفتت من أثر الاصطدام..
" هذا أكيد يبالغ...يبالغ..
مستحيل يكون يتكلم من جده!!
بس.. بس.. رجّال مثله وفي مركزه.. مستحيل يتكلم ذا الكلام حتى لو مبالغة..
ياربي رأسي يوجعني.. وعظامي حاستها مكسرة..
عمري ما توقعت إني ممكن أسمع كلام مثل هذا.. حتى ولا في أحلام المراهقة الخبلة"
بعد مرور أكثر من ربع ساعة وكلاهما معتصم بمكانه.. سمعت صوت انتظام تنفسه دلالة على نومه..
فهو فعلا لم ينم منذ 3 أيام.. والجهد الذي بذله في مجرد البوح كان جهدا قاتلا فعلا..
كتمان 30 عاما نزفه في دقائق معدودة !!
وهــي.. نهضت.. لتشد حقيبتها..
استخرجت فوطتها وروبها وقررت أن تستحم.. عل برودة الماء في هذا الوقت المتأخر تخفف بعضا من حرارة جسدها..
ربما طوال الأيام الماضية أحاطت مشاعرها بنوع من التبلد حتى لا تفكر.. لكن ماحدث لم يخطر لها ببال.. بتفكير أو بدونه..
خرجت ملتفة بروبها وهي تمشي بحذر رغم أن الجناح واسع جدا ويستحيل أن يصحو زايد على صوت خطواتها..
بعادتها التي لا تتغير كانت تحب تعطير شعرها وهو مازال رطبا..
لكنها الليلة قررت أن تغير استراتيجيتها حتى ترى كيف ستمر بها هذه الليلة العاصفة..
ارتدت بيجامة حريرية باللون الفستقي بأطراف من التور المطرز.. وأرتدت فوقها روبها المصمم على طريقة الكومينو الياباني..
بأكمام واسعة بأطراف من التور المطرز أيضا.. وبحزام حريري مطرز عريض جدا يُربط من الخلف..
شعرت أن هذا اللباس محايد وأنيق وفي ذات الوقت يعبر عن ذوقها الرفيع وفخامته حتى لا تبدو أمامه كما لو كانت غير مهتمة بمظهرها أمامه..
ثم ارتدت جلالها وقررت أن تراجع حفظها.. فهي تعلم أنها لن تنام في هكذا مكان غريب..
وتلاوة القرآن ستخفف كثيرا من توترها حتى وقت صلاة الفجر التي بقي عليها أكثر من ساعتين ونصف..
جلست في زاوية قريبا من زايد وأشعلت لها إضاءة قريبة منها حتى لا تزعجه وفي ذات الوقت إن صحا لا يظنها تركته وذهبت لمكان آخر..
ولكن قطع مخططاتها أنها بعد حوالي نصف ساعة سمعت همسا أشبه بالأنين..
كان صادرا من ناحية زايد.. وضعت مصحفها وخلعت جلالها وتوجهت له..
أرهفت السمع.. كان يناديها.. ويئن.. اقتربت أكثر بجزع..
همست وهي تقترب منه باحترام وقلق: ابو كساب فيك شيء؟؟ تبي شيء؟؟
كان مستمر في مناداتها وعلى ذات الوتيرة من الأنين الصادر من عمق روحه كما لو كان يتألم فعلا: مزنة.. مزنة..
رأت أنه من غير اللائق أن يناديها "مزنة".. وتقول له (أبو كساب)
كما لو أنها تريد وضع حاجز بينهما.. لذا همست من قرب أشد وهي تنحني عليه:
زايد أنا هنا.. تبي شيء؟؟
ولكنه لم يفتح عينيه وهو مازال يئن باسمها أنينا يمزق القلب.. اقتربت أكثر حتى جلست على الأرض على ركبتيها..
وهي تهمس له ووجهها قريب جدا منه وتهز كتفه برفق:
زايد وش فيك؟؟ مستوجع؟؟ تبي شيء؟؟
حينها فتح عينيه..
الإضاءة ضعيفة جدا.. بالكاد يلمح وجهها.. وشعرها المتناثر على كتفيها..
همس بوجع خافت كما لو كان يكلم نفسه: مزنة.. أنتي جيتي؟؟
مزنة تشعر باستغراب (يا الله عدي ذا الليلة على خير.. الرجال شكله مهوب صاحي) ومع ذلك همست باحترام:
أنا هنا يا زايد.. جيت..
همس بوجع أعمق بكثير: أبطيتي.. أبطيتي واجد..
لا تعلم لِـمَ شعرت رغما عنها بالألم يجاوب ألمه... فلا يمكن أن تكون معدومة المشاعر مع هكذا نبرة تذيب القلب:
زايد هذا أنا جيت.. حتى لو ابطيت..
حينها سألها بذات النبرة العميقة التي يبدو فيها كما لو كان يكلم نفسه:
مزنة تحبيني مثل أحبش؟؟
مزنة حينها تراجعت قليلا بجزع حقيقي وهي تهمس بارتباك جزع: نعم؟؟
همس لها بذات الوجع الداخلي العميق بنبرة تبدو مختلطة بالنعاس: قولي إنش تحبيني..
بأموت يامزنة.. بأموت ما ابتلت عروق قلبي..
مزنة لم تستطع أن تقول شيئا حتى( والله العظيم ذا الرجال مهوب طبيعي!!)
ريقها جاف تماما وأناملها ترتعش بعنف..
مد يده ليمسح ظلال خدها غير الواضحة وهو يهمس بذات الوجع المتضخم:
مزنة.. تحبيني؟؟
مزنة وجدت نفسها مجبرة على إسكاته بما يريد.. فيبدو أنه يهذي ولا يعلم حتى ماذا يقول..
وجدت نفسها مجبرة ومنذ ليلتها الأولى معه أن تقول له كلمة لم تقلها لأحد زوجيها السابقين..
فهذا الذي يحدث لها لم يحدث مطلقا من قبل!!
همست له باختناق وباستعجال وهي تشعر بالكلمة كالأمواس على لسانها:
أحبك يازايد..
همس حينها كمن تلقى طعنة قاتلة يعاني شدة ألمها وانهمار نزيفها:
مرة ثانية يامزنة.. قوليها مرة ثانية..
شعرت بها أصعب من المرة الأولى بكثير لذا خرجت بطيئة مبعثرة: أحبك يازايد.. أحبك.. تبي شيء ثاني؟؟
لم يرد عليها ولكنه شدها من عضدها إلى جواره وهو يزيح ليوسع لها مكانا..
مزنة شعرت بقلبها يقفز في منتصف حنجرتها وهو يحتضنها بكل قوته..
ويهذي في عمق أذنها بكثير من الغزل العميق الموجع..
مصطلحات لم تسمعها في حياتها كلها.. والغريب أنه كان يهذي فعلا بنبرة عميقة دافئة شفافة مثقلة بوجع لا مثيل له..
وهي تشعر باختناق عميق وتأثر متعاظم.. لا تعلم هل هو من أجله أو من أجل نفسها..!!
.
.
حينما صحا من نومه على صوت منبه هاتفه المؤقت على قبل صلاة الفجر بقليل..
مد يده ليشعل الإنارة أولا..
ثم ضغط على جانبي رأسه بقوة و هو يرى ظهرها ناحيته..
كان يحاول أن يتذكر بشكل واضح ماحدث.. ليجد نفسه عاجزا عن تذكر الأمور بتفاصيلها..
فهل تستطيع أن تتذكر الأحلام بحذافيرها؟؟
كان في حلم طويل.. عذب.. مليء بالهذيان..
كان يفتح عينيه ويغلقهما دون انتباه أن من كانت جواره كانت كتفاها ترتعشان بخفة..
وهي تحاول التوقف عن البكاء منذ رأته أشعل الأضاءة.. فهي لم تنم مطلقا وهي غارقة في بكاء خافت مثقل بألم شفاف لا تعرف له معنى!!
لا تعلم لِـمَ كانت تبكي حتى؟؟ هـي تبكي؟؟ مزنة تبكي؟!!
مزنة.. من دموعها كانت عندها أغلى من أن تنحدر لأي سبب كان.. ولم ينزلها إلا أسوأ النكبات وفي خفية عن الأعين..
كما تفعل الآن في خفية وهي تمسح وجهها.. وتأخذ لها نفسا عميقا..
لتستدير حتى تجيب على نداء زايد لها بصوت خافت: مزنة.. مزنة..
همست باحترام وهي تعتدل جالسة وتحاول ألا تنظر له بشكل مباشر:
لبيه.. هذا أنا قايمة..
حينها انتفض بجزع وهو ينظر لها بذات الجزع كمن يصحو من نوم عميق..
ألـــم !! ألـــم !! ألــم !!..
ألم عميق.. عميق غاص في روحه حتى أقصاها.. ألم يجتاحه بعنف مرّ !!
أهذه هي المرأة التي قضت الليل في حضنه؟؟
أ هذه هي المرأة التي هذى لها بكلمات حب أسطوري لم يهذي بها لسواها؟؟
أ هذه هي المرأة التي منحها في لحظات مشاعر وأحاسيس عجز عن منحها لأحد طيلة ثلاثين عاما؟؟
أ خان ذكرى مزنة من أجل شبح مزنة؟؟
والأسوأ من كل ذلك.. شعور ندم مر قارص المرارة تخلل كل شرايينه وأوردته وخلاياه..
أ عجز عن حب وسمية كما تستحق من أجل امرأة ماعادت موجودة؟؟
لو أنه علم فقط قبل أن تذهب وسمية كان ليمنحها حبا كانت تستحقه ووقفت مزنة بينهما فيه..
بينما مزنة كانت أساسا اختفت.. اختفت..
كما لو كنت نذرت حياتك ومشاعرك وكيانك لشيء لا جود له..
لا وجـــــود لـــــه أبدا!!
***************************************
لم ينم مطلقا.. ولكنه بقي معتصما بغرفة التدريبات منذ صلى قيامه وأنهى ورده
يتدرب حتى قبل أذان الفجر..
كان يريد شيئا يلهيه عن التفكير بمن يعلم أنها تجلس خارجا..
وكل ما يريده لو أنه يجلس أمامها حتى لو لم يتكلما.. يشبع عينيه من رؤيتها بعد أن أضناه الشوق لها حتى عمق العظام..
لم يتخيل أن كاسرة قد تقدر على الاستيلاء على مشاعره هكذا وفي غضون أشهر قليلة!!
وهنا الفرق بينه وبين والده تماما... هنا الفرق الذي صنع الاختلاف!!
قد يكون كساب غزت روحه كاسرة الطفلة.. وبقيت شيئا ثمينا نادرا في روحه..
هو الأساس العميق الذي صنع من إحساسه بها شيئا مختلفا عميقا..
ولكن كساب عشق كاسرة الأنثى لا كاسرة الطفلة..
كاسرة الأنثى التي أيقظت كل الحواس والجنون فيه..
جمالها وشخصيتها وعنفوانها وروحها.. كل ذلك.. أيقظ فيه رجولته وكبريائه وعنفوانه واندفاع روحه..
معها شعر أن روحه الميتة تصحو من جديد..
ولم يبحث في ثناياها عن ملامح طفولتها.. بل كانت ملامح طفولتها مرحلة انتقالية ليبهره نضج كل مافيها لدرجة الوجع..
هذا النضج الذي أذاب قلبه كانصهار الحديد..
وهكذا كان قلبه.. الحديد الذي انصهر!!
كانت هذه أفكاره التي أرهقته روحه وهو يرهق نفسه في التدريب وافكاره كلها معها!!!
ختاما.. ماعاد فيه صبر.. سيمر ليرى ما فعلت قبل أن ينزل.. على أن يتوضأ في المسجد وينتظر هناك حتى يأذن الآذان..
حين خرج لها.. وجدها مازالت تجلس بعباءتها وشيلتها.. وعلى وجهها معالم إرهاق مرير..
وكانت بالفعل مرهقة ومجروحة إلى أقصى مساحات الوجع..
فما فعله كساب فيها وهو يجرها إلى غرفته كالذبيحة دون احترام لإنسانيتها أو كونها زوجته أو احترام لأي شيء..
نسف كل ما بينهما نسفا.. وهي تشعر بامتهانه لمشاعرها لأبعد حد..
حتى حقها في الغضب والاعتراض والحزن يريد سلبه منها!!
كساب حين رأها انقبض قلبه.. يبدو أنها لم تستسلم بعد..
لم يكلمها حتى.. قرر أن يؤجل المواجهة حتى يعود من الصلاة..
ولكنها على عكسه كانت تنتظر المواجهة..
كانت هادئة تماما حتى رأته فتح الباب...
حينها قفزت وهي تحاول الخروج ليمسك بها كساب الذي كان يفتح الباب بحذر وهي تصرخ باستنجاد: عمي زايد.. عمي زايد الحقني..
كساب أغلق الباب بغضب بيد وهو يسد فمها باليد الأخرى.. ويهمس من بين أسنانه بغضب: بس يالخبلة تبين تفضحينا..
شدها هذه المرة حتى أوصلها لغرفة النوم.. آخر غرفة في الجناح..
كانت تقاوم بشدة فعلا.. ولكن مقاومتها العاتية لم تؤدي سوى لإجهادها هي ولم تؤثر إطلاقا فيه..
كساب لم يتوقع أن يأسها منه وأن رغبتها في تركه.. قد يدفعها أن تفضح نفسها هكذا..
بينما كاسرة فكرت في اتجاه آخر..
ستبقى بعباءتها وشيلتها حتى موعد الفجر حينها ستنتجد بعمها زايد الذي تعلم أنه لابد سيعبر نازلا لصلاة الفجر..
لا يهمها إن علمت والدتها وعمها زايد.. فهم حين يرونها بعباءتها سيعلمون أنه لم يحدث شيئا بينهما وانها قضت الليل مجبرة هنا..
لا يهمها حينها لو علم الباقون أنها باتت في بيت زايد قريبا من أمها.. المهم ألا يعلم أحد سواهما أنها باتت في غرفة كساب..
لا يمكن أن تسمح لكساب أن يفرض عليها نفسه ورغباته بهذه الطريقة وهو يسلبها إنسانيتها وحقها في اختيار حياتها حتى!!
صرخت كاسرة بصوت عال فعلا وبغضب متفجر: ماراح أسمح لك تفرض نفسك علي..
أنا.. أنا.. أنا ما أبيك.. ما أبيك.. غصيبة هي..
كانت تريد أن تقول له " أنا أكرهك" ولكن حتى لسانها لم يطاوعها..وهي مستمرة في الصراخ..
كساب بغضب عارم: اسكتي قبل أسكتش غصب.. أنتي عارفة البيت كله عوازل صوت.. من اللي بيسمعش.. وكل واحد في غرفته.. وش بعدها..
كاسرة ما زالت تصرخ: كيفي بأصيح.. بأصيح لين أنفجر.. عندك مانع..
طلعني من هنا.. طلعني.. ما أبيك..
حينها وللمرة الثالثة يفعلها بها.. حين رأته اقترب علمت ما الذي سيفعله.. صرخت بيأس: لا لا.. حرام عليك حرام عليك.. مهوب كل شيء في الدنيا على كيفك..
ولكنها كانت بعد ثوان كانت تسقط فاقدة الوعي بين يديه..
حينها احتضنها بيأس وهو يجلس على السرير وهي في حضنه..
شد شيلتها عن رأسها.. ثم احتضنها بكل قوته وهو يدفن وجهه في عنقها ويهمس في أذنها بوجع عميق:
أنتي ما تبين تنهدين شوي؟؟.. تعبتيني وتعبتي نفسش..
والله أني أحبش يا الخبلة.. أحبش.. عمياء أنتي ما تشوفين.. وإلا ماعندش قلب يحس..
خلاص حسي.. حسي.. لأني مستحيل أقولها..
الله عطاش رجال معقد.. الله خلقني كذا..
لازم تكسريني عشان تنبسطين يعني؟؟..
ياربي ياكاسرة.. أنا وأنا جنبش أحس إني من زود حبي لش أخاف أحرقش.. وأنتي ولا حاسة بشيء..
وش ذا البرود اللي أنتي فيه.. ؟؟
ثم قبّل أذنها قبلة وحيدة طويلة مثقلة بالأنين وكأنه يتمنى لو أوصل أنينه بعضا من ثقل مشاعره ووطأتها.. عبر إذنها لشرايين قلبها..
ثم حملها بخفة ليضعها على السرير.. مسح زينتها بسرعة بمناديلها التي مازالت على التسريحة.. ثم خلع عباءتها.. و خلع ملابسها..ثم غطاها..
ثم خبأ ملابسها وعباءتها في دولابه المغلق.. وكان هدفه من ذلك أنها لو صحت وهو في المسجد.. فهي لن تستطيع التصرف..
لأنها إن لبست ملابس أخرى وحاولت أن تستنجد.. سيعلمون أنها خلعت ملابسها.. وقضت الليل بعد أن مسحت زينتها..
وهذه أمور تحدث برضا الشخص لا رغما عنه.. !!
لذا فهي لن تجرؤ على فعل ذلك ولن تستنجد !!
حين عاد من الصلاة.. كان مستعدا لجولة جديدة من العراك..
ولكن ما أصابه بالجنون.. أنه وجدها مازالت على ذات الوضعية التي تركها فيها.
حينها ركض لها بكل جنونه وقلقه ورعبه..
أ يعقل أنه أثقل عليها العيار وهو يضغط على العرق وأنها سقطت في غيبوبة؟؟
سيجن لو حدث لها شيء.. سيجن!!
حينها انحنى عليها وهو يهزها بعنف ويصرخ بجزع: كاسرة.. كاسرة..
لتفتح عيناها بجزع وهي تعتدل جالسة: نعم.. نعم..
حينها انتبهت أين هي.. وأنها بملابسها الداخلية فقط..
صرخت بغضب وهي تشد الغطاء عليها: أنت وش سويت فيني يا الحيوان؟؟
وقف مبتعدا عنها وهو لا يعلم أ يحتضنها لسعادته أنها بخير..؟؟
أو يصفعها لأنها أخافته عليه لدرجة الموت..؟؟
أو يمزق شعرها لأنها تشتمه بهكذا شتيمة..؟؟
هتف ببرود قارص: وش سويت فيش يعني؟؟ شلت ملابسش بس..
وأنا ماني بحيوان.. رجالش يامدام ياذربة.. ولو بغيت شيء خذته منش وأنتي واعية..
تمنت حينها أن تدفن وجهها بين ركبتيها وتنتحب.. وتنتحب وتنتحب..
" يا الله هل لهذا الوجع نهاية ؟!! "
هتف بحزم وهو يخلع ملابسه ويستدير لينام جوارها: قومي توضي وصلي..
وتبين تصيحين الحين.. صيحي على كيفش..
وإلا ليش تتعبين حبالش الصوتية؟؟... ترا مفتاح الجناح في الباب..
وتلفونش بتلقينه على الطاولة اللي برا..
ثم أردف بابتسامة خبيثة: يعني لا تقولين إني جبرتش تقعدين؟؟
وترا أبي يسلم عليش.. واجهته في المسجد.. وعلمته إنش شرفتي بيتش..
*************************************
قبل ذلك..
" علي أنا تعبتك واجد وأنا أسهرك كذا..
ماعاد باقي على صلاة الفجر شيء!!"
علي ابتسم بإرهاق: هذي ليلة تاريخية لازم نخلدها بالسهر..
مزون بحنان: عقبال مانخلد ليلتك التاريخية أنت عقب أسبوعين..
ثم أردفت بخبث: وأنا اللي بأسهر معك بعد.. وبأقعد فوق رووسكم..
ابتسم علي بحنان: حياش الله..
ضحكت مزون: يا النصاب.. ما تبي إلا شعاع بس..
علي بشجن: يعني أنا أعرفها عشان أبيها.. خل نعرفها أول..
مزون باستغراب: تدري إني مستغربة منك.. نهائي ما سألتني عن شكلها أو طبايعها..
حتى كساب اللي حاط روحه أبو الهول سأل خالتي عن مرته قبل عرسهم..
علي ببساطة: كلها أسبوعين وأشوفها بروحي.. ليش أستعجل شيء صاير صاير..
تقدرين تقولين أحب أسوي صورتي عن مرتي بنفسي.. ما أبي صورة مسبقة..
مزون بمودة: زين وش صار على بشتك.. اشتريته أو بعد..؟؟
علي ابتسم بمودة: أبو الهول على قولتش.. تخيلي قبل أمس راح الحسا وشرا لي بشت ورجع على طول
وعقبه جاب لي (الخبان) من سوق واقف لين المستشفى
وخذ قياسي عشان يخبنه.. (الخبان والخبانة= خاصة بالبشوت والعبي)
مع إني كنت أقول له.. الدولاب عندي مليان بشوت..
مزون بمودة: جعلك ماتذوق حزنه ولا يذوق حزنك.. ما أدري كساب أشلون قادر يركز في كل شيء كذا!!
ثم أردفت: تدري أدق له أبيه ينزل يسهر معنا مايرد..
ابتسم علي بمرح: وماراح يرد.. لأن الأخ العزيز الليلة عريس مثل أبيه..
المدام رجعت الليلة.. وإلا مادريتي.. هو قال لي إنهم متفقين ترجع الليلة..
حينها شعرت مزون كما لو كانت ضُربت على رأسها.. في رأسها تخيل مرعب لما حدث تحاول انكاره..
وما يجرحها لأبعد حد مشاركتها في هذه المؤامرة وهو يستغلها فعلا لتنفيذ مخططه وهي تنفذ دون تفكير..
وهو يستغل محبتها اللا محدودة له لخداع زوجته وجلبها لمكانه رغما عنها..
******************************************
حين عاد من صلاة الفجر..
وجدها مازالت تصلي..
استغرب من طول هذه الصلاة.. حين انتهت.. كان يتناول مصحفه ليقرأ ورده..
هتف بابتسامة فخمة: ماشاء الله هذي كلها صلاة؟!!
ابتسمت مزنة وهي تطوي سجادتها: السنة إنك تقرأ السور الطوال في ركعتين الفجر.. وأنا أراجع حفظي فيها..
ابتسم وهو يجلس: ماشاء الله إبي جابر قال لي إنش حفظتي القرآن كامل.. الله يكتب لنا نفس الخير..
شعرت بخجل ما أنه يتتبع أخبارها لهذه الدرجة.. وشعرت بخجل ذكرى أعظم جعل أطرافها ترتعش كما لو مر عبرها ماسا كهربائيا..
وهي تراه أمامها وتنزل عيناها بخجل وهي تتذكر دفء واختلاف همساته ولمساته قبل ساعات ... شيء كانت تظنه مجرد حلم..
فلا يوجد رجل بهكذا رقي وحنان وعمق ودفء مشاعر واختلاف!!!
حاولت الخروج من أسر أفكارها التي بعثت ألما شفافا في روحها ووجهها يحمر لمجرد التذكر..
استأذنته برقة: زين .. ممكن أقرأ وردي؟
أجابها زايد باستغراب: تستأذنين عشان تقرين وردش؟؟
فأجابته بذا الرقة: هذي نافلة مهيب فرض.. وحقك علي دامك موجود أستأذنك لو ترخص لي..
لا يعلم لِـمَ شعر بألم متزايد بغرابة عميقة..
أتستأذنه في عبادة؟؟ يعلم أن زوجة كهذه يشكر أي رجل نفسه عليها؟؟
أي نعمة ستكون هذه المرأة التي تعرف حقوق زوجها وتحترمها لهذه الدرجة!!
ولكنه شعر بحزن عميق لأنه أيقن أن مزنة قد أختفت تماما.. اختفت..
فمزنة كان يستحيل أن تفعل هذا!! يستحيل!!
يعلم أن التدين ومرور السنوات وتزايد الخبرة كلها أمور تغير الآنسان..
ولكن مزنة بقت في خياله تمثال أسطوري كما هي بشخصيتها وشكلها..
أسطورة زاد في قوتها وسموها خيالات سنوات متطاولة جسدتها وعمقتها..
ويصعب عليه أن يتقبل اختفاء أسطورته..هكذا..!!
يشعر أن حزنا عميقا يستقر في روحه.. وحاجز غريب غير مفهوم يرتفع بينه وبين هذه المرأة التي أصبحت زوجته!!
بينما هي.. قد لا تكون متشجعة على تأدية دور الزوجة المطيعة.. ولكن شدة تدينها تجبرها على ذلك..
وخصوصا أن زايد بشكل عفوي يستجلب احترام من أمامه بطريقة سحرية لينفذ له كل مايريد...
حين انتهيا كلاهما من قراءة وردهما.. همست مزنة بهدوء:
ماعليه زايد أنا كل يوم أبي أروح لأبي بدري..؟؟
وضع مصحفه جواره وهتف بثقة: براحتش.. خذي المفتاح من كاسرة وخلي الباب مفتوح لا عاد تسكرينه.. عشان بناتش لو بغوا يجونش بعد..
مزنة بهدوء: كاسرة ماجابت المفتاح معها.. اطلبه من كساب..
ابتسم زايد: اطلبيه من كاسرة.. لأنها رجعت لمكانها ورجالها.. توني شفت كساب في الصلاة وقال لي..
ماقالت لش..؟؟
مزنة قطبت حاجبيها بغضب.. أتسخر منها هذه الفتاة أو تعبث بها؟؟
أ ترجع لزوجها وتكون آخر من تعلم؟؟
أي عبث هذا؟؟
أ تأتي معها لكي تعود له ؟؟
أي امتهان لنفسها ترتكبه في حق نفسها؟؟
إن كانت تريد العودة له.. فلماذا لا تعود كما تعود بنات الأصول؟؟
لماذا هذه الطريقة المحرجة المهينة؟؟
************************************
" وين رايحة؟؟"
كانت هذه إشارة تميم الغاضبة لوضحى وهو يراها بعباءتها وتستعد للخروج هي والخادمة..
أشارت بعفوية: فيه أوراق مهمة لشغلي أبي أصورها.. وعقبه باشتري فواله وأروح لأمي..
تميم أشار لها بحزم بوجهه المرهق: لا.. ما تطلعين من البيت بروحش..
انتظري لين أوديش أو روحي مع كاسرة أو سميرة..
وضحى باستغراب: تميم أنت تروح دوامك صبح وعصر.. متى بتوديني؟
وكاسرة مالقيتها في غرفتها.. وماترد على تلفونها.. يمكن راحت لأمي..
وسميرة اتصلت فيها ماردت علي.. يمكن تبي تنام شوي.. اليوم سبت..
بأروح محل قريب وبأرجع بسرعة..
يعني مهيب أول مرة أروح مع الخدامة.. خصوصا عقب ما اشتغلت..
تميم بحزم: هذاك أول.. الحين منتي بكفو ثقة.. وما تنتخلين تروحين بروحش
وضحى بصدمة: أنا يا تميم أنا؟؟ أنا ماني بكفو ثقة ؟؟.. ليه ما تعرف من أنا؟؟
تميم بألم شاسع: كنت أظن نفسي أعرفش.. لكن الحين ماعاد أعرف حد..
حتى نفسي ما أعرفها..
وضحى بغضب هادر: تميم عيب عليك.. أنا وضحى على آخر عمري بتشك فيني!!
تميم بحزم صارم: انتهينا.. طلعة بروحش مافيه.. تبين تروحين لأمش روحي..
غيرها ما تطلعين شبر من البيت.. لا اليوم ولا غير اليوم..
كل شيء هقيته من أي حد.. إلا أنتي يا وضحى.. إلا أنتي...
ثم غادر...
لتنهار وضحى جالسة وهي تخلع نقابها وتلقي حقيبتها جوارها
وتدفن وجهها بين كفيها وذكرياتها تعود بها لأكثر من ستة أعوام...
للذكرى المريرة التي أحدثت قلبا مرا في شخصيتها!!
#أنفاس_قطر#
.
.
.
|