كاتب الموضوع :
غموض الورد
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجزء التاسع
[ الفصل الأول ]
/
\
/
\
ياهم / تكفى لاتفكر تجيني ...
" قلبي " مع الأيام يكفيه ماجاه
دامك تشوف الدمع باطراف عيني
وتشوف كيف الوقت قلبي تبلاه
ابعد وخل الجرح بينك وبيني
على الأقل تحس لاقلت لك آآآهـ ..!
تسارعت انفاسها بشكل جنوني .. حطت يدها على صدرها وهي تقاوم احساس
الرعب اللي تعيشه بهاللحظة وهي تشوف هالوجه المخيف .. غمضت عيونها بقوة
" كااابوس .. لا مو صحيح هاللي يصير معاي " فتحتها ببطء وصعقت وهي تشوف
نفس الوجه اللي اثار في قلبها الرعب قبل اشهر قليلة .. هزت راسها وكأنها تبي
تستوعب اللي يصير معاها .. " ابوي مستحيل يبيعني " ضحكت على غبائها ماتدري
ليه بعد كل اللي صار لها ويصير لها بسببه للحين ماقدرت تكرهه .. سكرت اذونها
بيدينها وضغطت عليهم بقوة وهي تسمعه يقذفها بأشنع الالفاظ كلامه سوقي وبذيء
هي اطهر من انها تسمعه ..
اول ما لاحظ سكوتها المفاجيء التفت لها .. تقززت من منظره واقشعر جسدها ..
ابتسامته الخبيثة واسنانة الصفراء وشعره الاشعث كل شي فيه كان مقزز ومؤذي
للعين .. بدت تنتحب وهي تشوف نظراته لها للحين ماقدرت تفكر ولا تدري وش
اللي يصير لها .. هل ابوها هو اللي ارسله ولا هو اللي جاي بنفسه وخاطفها شعور
مفزع اللي تعيشه الحين هي مابين نارين احلاهما مر ..
بصوت متهالك ومتعب : ابـ ـوي ويـ ـ ـنـ .. وارتجفت شفايفها قبل ماتكمل جملتها
اصدر ضحكة مزعجة قبل مايتكلم بأسلوب تهكمي : خايفة يا روح ابوك .. ؟
ضمت يدينها على بعضها وهي تكبت رجفتها اللي تفتك بجسدها كمل بنفس الاسلوب
التهكمي .. : لا تخافين ابوك موصيني ما المسك ولا اسوي لك شي .. " عض شفته
وهو يتأملها " الله يسامحه بس ..
ترائى لها من بعيد قصرهم الباذخ .. غطت وجهها بيدينها وهي تصيح .. رغم كل
محاولاتها لفتح الباب او حتى الاستنجاد بأي احد الا انها كلها بائت بالفشل .. الباب
كان مقفل من الخارج .. وتظليل السيارة والطرقات المختصرة اللي سلكها انهت كل
امل لها انها تستنجد في احد اول ماحست ان السيارة توقفت بعدت يدينها عن وجهها
وشافته .. هالوجه اللي تحبه وتكرهه بنفس الوقت ولد بداخلها شعور خوف اكبر ..
انفتح الباب وامتدت نفس اليد اللي قبل ومسكتها حست ان رجلينها مو قادرة تشيلها
ابد " اللهم اكفنيهم بما شئت .. اللهم اكفنيهم بما شئت " رددت بداخلها وهي تصارع
خوفها اللي يتزايد بمجرد سماع اصواتهم كل شي تمر فيه كان اشبه بكابوس مزعج
يؤرق نومها تمنت بلحظة تغمض عينها وتفتحها وتلاقي نفسها بغرفتها اللي تجمعها
مع خواتها .. وقبل تصرخ حست بيد ابوها على فمها .. كتمتها ريحة الدخان اللي
بيدينه .. مشت معاه بدون اي اعتراض وكأن اختطاف ابوها لها اهون من غيره ..
دخلت للبيت اللي اشتاقت له كثير .. لكن دخولها له كان بخطوات ذليلة .. رماها
على الصوفا اللي بالصالة بقوة وقبل مايتكلم نزلت دموعها وهي تتوسله : يبه لا
تسوي فيني شي واللي يخليك .. رمت نفسها عند رجلينه ومسكتهم وهي تصيح
كان قلبه اقسى من انه يرحمها بهاللحظة ..
شد شعرها بقوة يبيها توقف .. كانت تتنافض مكانها وكل احساس بداخلها يصرخ
رجاء لله انه ينقذها من هالموقف اللي هي فيه .. الحين هي وابوها لحالهم والشرر
يتطاير من عيونه .. تحس ان غضب السنين اللي راحت كلها بيصبه عليها الحين
شد شعرها بيدها اليمين وبيده الثانية ماسك زقارته : الحين توك عرفتي اني ابوك؟
وينك يوم طلعتو من البيت ماقلتي بقعد عند ابوي ؟
مدت يدها ومسكت يده اللي تشد شعرها .. تحاول بكل جهدها تخفف من شده اللي
تحسه يقتلع شعرها .. : والله ما قلت لاحد اني بطلع من البيت انا كنت راضية بكل
اللي يصير لي " ارتجف صوتها قبل تكمل كلامها " تكفى لا تسوي فيني شي ..
سحبها بقوة وهو يرقى فيها الدرج للدور الثاني .. كان مبين عليه الغضب بملامحه
وصوته وكلماته : مليون مرة قلت لها لا تطلعين من هالبيت .. وقتها ماراح يدفع
الثمن الا عيالك بس طول عمرها انانية وماتفكر الا بنفسها ..
" سحب نفس طويل من زقارته ونفثه وهو يكمل كلامه " والله لاحرق قلبها مثل
ماقهرتني وتحدتني ..
سحبت يده وقعدت تحبها وهي تترجاه ينقذها من هالانتقام الجائر .. دايم تكون
هي ضحية مشاكلهم وصراعاتهم .. دايم تكون هي القربان اللي يقدم في معمعة
حروبهم اللي ماتنتهي ..
وصلها لجناحها ورماها على الأرض وانهال عليها بالضرب .. ما امهلها حتى
انها تستجمع قوتها عشان تقدر تتكلم كان ينتقم من امها فيها .. هي ما اختارت
الهروب ابد .. هم اللي اختاروه ونفذوه وهي الحين اللي تدفع ثمن تخطيطهم ..
يا الله وش كثر ظالم هالأبو وش كثر طغى عليهم وتجبر وكان لها هي نصيب
الأسد في جبروته وطغيانه ..
مر وقت طويل مابين ضربه لها .. وتوسلاتها المبتورة بصفعات متتالية على
وجهها وصوت تهديده ووعيده لأمها اللي حطتهم بهالمكان .. ومابين كل كلمة
والثانية يدنس اذنها بكلماته القذرة اللي اعتادت تسمعها منه .. سحب نفسه وهو
يمسح يده اللي كانت تبوسها وهي تترجاه .. قفل عليها باب الغرفة وطلع ..
كانت تئن من الوجع بمكانها آلام جسدها منهكة وآلام قلبها اكثر وجع .. مدت
يدها المرتعشة ومسكت شفايفها اللي تلقت الكثير من الضربات واول ماشافت
آثار الدم على يدها حاولت تقوم عشان تشوف نفسها .. ماقدرت تقوم بوقتها
كانت كل خلية بجسدها تصرخ ألم .. زحفت لحد ماوصلت التسريحة سندت
نفسها على الكرسي ورفعت نفسها شوي وشافت نفسها كان فمها منتفخ والدم
يسيل على رقبتها وصدرها ومدنس قميصها الابيض حطت يدها على صدرها
وجلست مكانها وهي تحاول تسكر القميص اللي تقطعت ازراره ..
غطت وجهها بيدينها وبدت تصيح بصوت عالي افكارها مشوشة وكل الصور
المفزعة مرت قدام عيونها .. زواج او قتل او اغتصاب بنظرها ممكن تكون
ضحية وحدة من هالجرائم وهي بهالمكان حاولت توصل لسريرها على الأقل
ترتاح شوي من هالأوجاع اللي اتعبتها .. كانت وحيدة بهالمكان حتى شنطتها
اللي فيها كتبها وجوالها اخذها منها عزلها عن العالم الخارجي واوصد الأبواب
عليها بهالسجن الانفرادي ..
/
\
/
\
كان مرتبك ومبين الخوف عليه ومو عارف شلون يجمع كلامه .. انتظر شوي
قبل يسمحون له يدخل على مكتب الضابط تكلم الشرطي اللي قابله في الشارع
اول ما أشر له الضابط انه يتكلم .. : هذا الأخو جاي يبلغ عن حالة اختطاف
صارت من نص ساعة تقريبا ..
ناظر الضابط بالسواق المصري والجرح اللي براسه والدم يسيل منه : وليش
ماوديتوه المستشفى أول ؟
تكلم رمضان قبل مايقول الشرطي اي شي : لا يابيه انا كويس دلوئتي .. بس
البنت اللي اتخطفت لازم تلاقوها ..
بعد ماتطمن لحالته بدا تحقيق معاه .. : شلون يعني ماشفت السيارة ولا حتى
وجه الرجال ؟
هز راسه بإيه وتكلم بخوف : والله العظيم ماشفتش وشه .. كل حاجة حصلت
بسرعة مش فاكر غير لما فتح باب العربية وخبطني باللي في إيده على راسي ..
وأول مافتحت عينيه مالقيتش حد ..
فكر بكلام اكثر يقوله وكمل : بعدين قمت ادور على البنت مالقيتهاش ..
ركبت العربية ومشيت وأول ماشفت الدورية رحت مبلغهم على طول ..
ناظر بالشرطي اللي جنبه ويكتب معاه كل شي ينقال رجع التفت له يسأله : وش
اسمها ؟
جاوب على طول : دانا ..
انتظره يكمل الاسم ويوم شافه مطول ساكت : دانا وشو ؟ وش اسم ابوها ولقبها ؟
تكلم بارتباك : مش عارف .. ماعرفش غير ان اسمها دانا ..
مسك الورقة ومدها له : اكتب رقم اهلها نكلمهم ..
ناظر في الورقة وبعدها ناظر في الضابط : النمرة في موبايلي .. والموبايل اخدوه ..
تأفف من هاللي يصير قدامه ماقدر يستنتج من هالبلاغ كله الا انه في بنت اسمها دانا
انخطفت .. غير هالشي مايعرف لا اسمها الكامل ولا ارقام اهلها ولا حتى اي شي
ممكن يوصل للخاطف اخذ كل المعلومات عن السواق وأذن له بعدها يروح للمستشفى
يشوف الجرح اللي براسه ..
اعاد قراءة كل ماورد في التحقيق من البداية .. بعدها اجرى اتصالاته على اكثر من
شخص يبلغهم فيه انه ينتظر اي بلاغ او شكوى تتقدم عن اختفاء بنت اسمها دانا من
الجامعة ..
ابتسم وهو طالع من مكتبه و واقف مع احد زملائه : والله هالزمن يخوف كل يوم
والثاني نسمع عن بنت مخطوفة ..
ناظره قبل يروح مكتبه وتكلم : انا من شوي جايني بلاغ عن اختطاف طفلين .. عادي
اول كانت تجينا هالبلاغات بالأسابيع والحين شبه يومي ..
يمكن ماكان هالشي جديد عليهم شي اعتادو سماعه اغلب الأيام .. والنفوس الضعيفة
اللي ماتخاف ربها بطشت و تجبرت .. ناسين ان الناس اجمعين راح يحاسبون على
كل صغيرة و كبيرة .. واذا قدرو يفلتون من قبضة العدالة في الدنيا .. راح يكون
حسابهم عسير عند المطلع على صحائف اعمالهم سبحانه وتعالى .. بعد ماناظر اللي
حوله رجع لمكتبه ينتظر اي اتصال يجي له يرتبط بحادثة اختفاء دانا ..
/
\
/
\
صار لها حول الساعة وهي كل شوي تتصل عليها وتناظر ساعتها والى الآن مالقت
جواب يريحها .. " يارب طمن قلبي عليه " التفتت تشوف رغد اللي توها صاحية
من نومها .. حاولت تبتسم لها بس ماقدرت الخوف مالي قلبها .. قربت منها رغد
وحطت راسها على حجرها وانسدحت : يمه وين دانا ؟
مسحت على راسها وهي تتكلم بخوف : والله مدري وانا امتس من اول اتصل عليه
وجواله مسكر ..
رفعت يدها اللي كانت حاطتها على عيونها تقاوم النور اللي ازعجها : يمكن راحت
عند رسيل ..
زفرت بخوف وهي تكرر اتصالها : عمره ماراحت مكان وهي ما علمتن .. قومي
كلمي رسيل شوفي اختس وينه ..
قامت على طول لغرفتهم تبي تتصل على رسيل .. شافت نجود تتقلب على فراشها
قربت منها تصحيها : جووودي قومي ..
ناظرت جوالها اللي ظهرت على شاشته رسالة " لم يتم الرد " وهي تسمع تمتمات
نجود غير المفهومة قربت منها اكثر وجلست جنبها وصارت تهزها : جودي قومي ..
دانا للحين ماجات وامي خايفة عليها ..
فزت على طول وهي تفرك عيونها : هاه ؟ من اللي ماجات ؟
رغد تناظر جوالها اللي للمرة الثالثة تطلع لها نفس الرسالة : دانا المفروض تكون
جات من اول .. بس مدري وينها تأخرت ..
قامت على طول وطلعت للصالة ورغد تلحقها : صلي العصر أول قبل يأذن المغرب ..
طنشتها وهي تشوف امها رايحة وجاية بالصالة وملامح الخوف بادية على وجهها ..
قربت منها ومسكت يدها : يمه وش صاير ؟
جلست وهي تهز رجلينها بخوف : قلبي ماكلن عليه اكيد صاير له شي .. " نزلت
دموعها والتفتت على رغد " وش قالت لتس ؟
اول ماشافت دموع امها حست بخوف كبير .. اكيد السالفة خطيرة : ماردت علي ..
قامت نجود ركض للغرفة .. خذت جوالها واتصلت على رسيل " اوووف هذا وقتك
اكيد حاطته سايلنت " وبعد اكثر من محاولة اتصلت على سما اللي ردت عليها من
ثاني رنة : هلاااا والله بالقاطعة ..
ماكان عندها وقت تسولف ابد وتعاتب : وين رسيل ؟
استغربت نبرتها اللي مبين فيها الخوف .. : نايمة .. ليش ؟
تكلمت بقل صبر : روحي صحيها ابيها ضروري ..
" قبل تتسائل او تعلق سمعت نبرة الرجاء اللي خلتها تنصاع لها " تكفييين سموي الحين ..
ركضت للدور الثاني رايحة لغرفة رسيل تكلمت وهي تلهث : طيب انا بخليها تدق عليك ..
سكرت وجلست مكانها تفكر وين راحت اختها .. تذكرت انها للحين ماصلت وقامت
على طول .. وقفت عند باب الغرفة : رغد ..
اول ماجات لها رغد مدت لها الجوال : اكيد الحين رسيل بتتصل .. ردي عليها انا
بصلي العصر ..
مسكت الجوال وهي تنتظر اتصالها .. وبعد طول انتظار اتصلت : الو ..
جاها صوتها اللي كله نوم : هلا نجود وش بغيتي ؟
كانت مرتبكة وزاد خوفها وارتباكها استعجال نجود في صلاتها : مانيب نجود انا رغد ..
وين دانا ؟
ماهمها الجزء الأول من الكلام بقدر ما اثار تساؤلها استغرابها : شلون ؟
نطت نجود اللي توها سلمت وخذت الجوال : دانا وينها من راحت الصباح للحين ماجت ..
حست بخوف من كلامهم .. سحبت ساعتها اللي حاطتها على الكومدينة .. وناظرت الوقت
تفاجأت وين راحت هالوقت كله : طلعت معاي من ساعة ونص او اكثر ..
هالكلام كان كفيل انه يزرع الخوف بقلوب الكل حتى نادر اللي قام من نومه على صوت
صراخهم .. رجعو للصالة عند امهم اللي كانت تتصل على يزيد بعد ما كلمت عادل وقالت
له على كل اللي صار ..
لحظات ترقب وانتظار مفزعة .. كانو ينتظرون اي شي يطمنهم عليها بأي طريقة ..
وكل اتصال يزيد هالخوف اللي بقلوبهم اكثر خصوصا ان الجواب في كل الحالات نفسه ..
محد يعرف وين راحت .. حتى السواق المصري جواله مغلق ..
/
\
/
\
بعد ماودع آخر مريض جلس في مكتبه بإحدى غرف مستشفى الصحة النفسية ..
مسك ملف المريض وهو يقرا تفاصيل حالته النفسية والمرضية .. تذكر اتصال
عمته قبل اكثر من ساعة واللي اضطر وقتها انه يتجاهل اتصالها .. و يحطه على
السايلنت حتى يكون متفرغ تماما للمريض سحب جواله وصعق من عدد الاتصالات
الهائل .. " ٦٢ مكالمة لم يرد عليها " غمض عيونه قبل يشوف تفاصيل المكالمات ..
وأول ماشاف ٤٧ مكالمة من عمته و ١٥ من عادل دب الخوف بقلبه وتردد كثير
قبل يتصل عليهم .. ما أطال التفكير قبل يجيه اتصال عادل اللي خلاه يرد على
طول : هلا عادل ..
باغته بصوت صراخه : ويييينك من اول ماترد ؟
لمس الخوف من نبرة صوته وردد بداخله " يارب استر .. ان شاء الله خير .. ان
شاء الله خير" : كان عندي مـ ..
قاطعه بنفس الصراخ قبل يكمل كلامه : روح للبيت الحين وخلك مع امي .. انا اذا
مالقيت حجز بمسك خط واجيكم ..
ما استوعب شي من اللي قاله عادل بس الأكيد ان السالفة كايدة ولا وش اللي يخلي
عادل يجي للرياض .. كان خايف من السؤال لكن مابيده شي الا انه يسأل عشان
يرتاح .. : ليش وش اللي صاير ؟
عادل بصوت اهدا من قبل : دانا .. " سمعه بعدها يكلم احد عنده " زين شوف لي
اذا في رحلة من جدة للرياض احجز لي على جدة ..
اول ماسمع اسمها حس بخوف كبير عليها مايدري وش اللي صار لها كل اللي
سمعه كلمات متقاطعة وعجز يعرف حلها " ماتت ؟ " نفض الأفكار من راسه
وتكلم بخوف : وش صاير على دانا ؟
سمع كلام كثير بعدها ما استوعب شي منه الا ان دانا اختفت وللحين محد يدري
وينها فيه ..
سكر منه وقام بسرعة رايح لبيت عمته .. الطريق له كان مرهق فكريا اتعب نفسه
باحتمالات بلا نهاية صوت صياح عمته وبناتها حولها ازعجه بإذنه .. شعور مفزع
الى حد كبير .. وصل لهم وزادت مخاوفه وهو يشوف كل دقيقة تمر تزيد من وقت
اختفائها حاول يتماسك بكل الطرق الممكنة يبي يبين قدامهم انه الشخص اللي يعتمد
عليه في اصعب الظروف .. مسك يد عمته يهدي رجفتها ورجفة يدينه الأكبر حتى
لو حاول انه يخفيها : عمتي الله يخليتس اقعدي وانا بروح الحين اقدم بلاغ وان شاء
الله بنحصله وترجع للبيت ..
مسحت دمعتها بيدها و ناظرته برجاء : اذا دريت انه توفت تكفى لا تعلمن ..
قطب حواجبه مستنكر كلامها : وش هالحتسي الله يهداتس ان شاء الله مابه الا العافية ..
قاطعته وهي تصيح : اجل وراه جواله مقفل وجوال السواق بعد ؟ اكيد صايرن عليهم
حادث ..
قام وحب راسها : لا تشيلين هم ولا تصيحين هالحين بروح اسأل عن كل شي ..
وطلع قبل يسمع كلام اكثر يوجع قلبه .. قبل كم شهر ما كانت له هالبنت اكثر من بنت
عمته .. بس الحين تغير كل شي هي خطيبته حتى لو وقف النصيب مؤقتا بينهم وهي
الانسانة اللي صار يحاول يخليها محور اهتمامه من فترة .. " اذا دريت انه توفت ..
تكفى لا تعلمن " نفض راسه وهو يتجاهل التفكير في كلام عمته اللي زرع الخوف بقلبه
بعد ٣ ساعات تقريبا واتصالات بين مراكز الشرطة عرف انه رمضان السواق المصري
قدم بلاغ عن اختطافها من السيارة ..
ورغم ان الخبر مفزع الا انه تطمن انها مازالت على قيد الحياة ..
رجع بعدها لبيت عمته وشافها على وضع اسوأ من قبل من اول ماجلس معاها وهو
يفهمها تفاصيل كل شي قاله لها بالجوال .. شاف بنات عمته وعيونهم متنفخة من كثر
الصياح .. كان يحس جلسته معاهم تزيد عذابه اكثر سلم عليهم واستأذن راجع لشقته
ماكان يبي يفكر في احتمالات سيئة كل اللي بقلبه دعوة صادقة لربي انه يحفظها ..
/
\
/
\
هالأيام الأوضاع جديدة في القرية تغييرات كثيرة صارت بفترة قصيرة بحياتهم
زواج نورة وسفرها .. وبعده سفر سارة للرياض وهالأيام خطبة شيخة اللي اكيد
خلال هاليومين بيجون اهل الوليد ويتقدمون لهم رسمي .. وبيت ابو مقرن القديم
اللي تم الاتفاق على ترميمه واستخدام غرفته الكبيرة كدار لتحفيظ القرآن للبنات
والحريم اللي بالقرية .. وسوره اللي راح يبنون له سقف ويصير مكان يجتمعون
فيه من الصباح للظهر للخياطة .. اشياء بسيطة رغم اهميتها الا انها كفيلة بتغيير
حياتهم الى الافضل مثل مايطمحون ..
توها داخلة على خواتها بعد ماراحت تنشر غسيلهم : اعوذ بالله من هالزهق اللي
فيني والله اني عجزت القى شي يسليني من راحت سارة وانا ادور احد احارشه
ضحكت شيخة على كلامها وهي تشوفها تجلس بكل قوتها : ترفقي على عمرتس
ان شاء الله بيجيتس اللي يسليتس .. الله يجزاهن خير هالمدرسات اللي بيطلعونا
من هالفراغ اللي نعيشه ..
التفتت لها بابتسامة واسعة : تتسذبين على عمرتس ولا علينا ؟ انتي كلها كم شهر
وبتروحين .. " لا حظت ان هيا مو جالسة معاهم " شيوووخ كم مرة قايلة لتس
هيونة لا تخلونها بلحالها .. وانتي شايفة وشلون صايرة عقب روحة سارة توها
مالها الا يومين والبنت ماوقفت صياح ..
قبل تتكلم شيخة تكلمت حصة : انا رحت لها وقالت شوي بجيكم ما غير حابسة
نفسها بهالبيت وماتبي تطلع ..
موضي وهي تضبط شعرها : ماهوب بكيفها منيرة روحي لها خليها تجي غصبن
عليها .. ولا ترى بروح لها و اتلها مع شوشتها ..
قامت منيرة وهي تتحلطم .. لبست جلالها وراحت لبيت عمها .. دقايق وجاتهم
معاها هيا اللي كانت اغلب وقتها ساكتة وماتتكلم رغم محاولات موضي لتلطيف
الجو ..
تكلمت هيا وهي تحاول انها تحبس دموعها : اول كنا نبي ناكل ونبي الدراهم نبي
نستانس ونعيش مثل غيرنا .. وهالحين يوم تيسرت امورنا كل شي تغير .. كلن
بيروح ومن بيقعد بهالديرة ..
قربت منها شيخة وهي مبتسمة : اذكري الله وش هالكلام ياهيا ؟ تعترضين على
حكمة ربتس ؟ الحمدلله هذانا عايشين ومستانسين وسارة محد طقها على يدها هي
اللي راحت برضاها .. وان شاء الله تتيسر امورها .. باتسر الله يهونها وننشغل
بهالخياطة ونحفظ القرآن ومانحس بهالضيقة وانتي تذكرين شلون يوم تروح نورة
كلن صاح عليها بالديرة ماهوب بس حنا .. والحمدلله راكان يقول انها مستانسة
وهذا اهم شي .. عقبها كلن ربي يسهله ..
ناظرتها بعيون مليانة دموع : هذا حتسيك لانتس لاحقتهن كلها كم شهر وبتروحين
للرياض .. وبقعد انا وموضي وحصة ..
طقتها موضي على كتفها بقوة : اشوف اني مانيب مالية عينتس ..
بعدت شيخة يد موضي عن هيا : ومن قال لتس اني ابي افارق هالديرة .. بس هذا
النصيب ولا لو بيدي ماتركت اهلي وديرتي ..كلنا بنروح مثل اغلب بنات الديرة
لا اعرسن يروحن للرياض .. الا اللي حظهن زين وقعدن بالديرة .. وانتي بعد كلها
سنة وشوي ان شاء الله وتعرسين على راكان وتنسين الضيقة وسبايبها ..
شتت نظراتها بكل مكان وهي تخفي ابتسامتها من سمعت اسمه .. مسكتها موضي
مع كتوفها وهي تضحك : ايه الحين شقيتي البسمة من جا طاري الحبيب .. هين
والله لاعلم راكان عليتس .. خليه يفرح هالمسكين اللي يدور الخبر الزين عندتس
ماعمره لقاه ..
قبصتها في فخذها وهي تهددها : ياويلتس لو قلتي له شي .. اصلا انا ارتحت من
حتسي شيخة الحمدلله ..
اطلقت ضحكة بصوت عالي وهي تشوف ارتباكها : اييييه عن التسذب بس عز الله
انتس ماصدقتي .. ادري فيتس تحبينه وتموتين على تراب رجلينه مير خلي عنتس
التغلي بتذبحين اخوي وهو توه ماشاف دنيا ..
سحبتها شيخة تبعدها عن هيا وهي تضحك : الله يقطع سوالفتس ياموضي بس لا
تموت علينا البنت الحين من الحيا شوفي وجهها وشلون قلب طماط ..
استانست موضي انها سمعت ضحكة هيا .. وناظرت شيخة باستفهام : الا صدز
وش اسم اللي خطبتس ..
اختفت ضحكة شيخة وهي تصطنع عدم المبالاة : مدري عنه ..
قربت منها وحطت يدها على خدها .. حست بالحرارة تتصاعد منه : اجل انتي
بعد من جبنا الطاري تغير الحال .. " وبعد تفكير " تهقين عرستس متى ؟
قامت وهي تبعد يدها عنها : قلت لتس مدري وش السالفة .. لا تقعدين تغثيني
كل شوي تنشدين عنهم وعن العرس ..
سحبت طرف جلالها قبل تطلع : زيييييين تعالي مانيب ناشدتس عن شي تعالي
اقعدي بس .. " وبابتسامة خبث " الحين ماتبين الطاري وباتسر تدورين علومه
واذكرتس ان الله احيانا ..
سحبت الجلال وطلعت من الغرفة : ماهوب شغلتس اقول اللي ابي خليني بروح
اقعد مع امي وخالتي ابرتس لي من سوالفتس الماصلة ..
ضحكو كلهم وهم يشوفون موضي قايمة وراها تلحقها وشيخة رايحة ركض تبي
تطلع من البيت ..
/
\
/
\
من اول ماوصلت هذي اول مرة تدخل لداخل القصر .. فتحت عيونها على اتساعها
متفاجأة وهي تتأمل فخامة هالقصر وسقفه العالي .. والثريا الكريستالية الكبيرة اللي
تتوسط سقفه .. كل شي حولها كان غريب ومختلف عن اللي تشوفه دايم .. هي كانت
تشوف الملحق شي اكبر من خيالها بس هالقصر شي ثاني .. شي ابد ماخطر حتى
في بالها .. " هذا كله لها هي ورجلها والبنتين اللي عندها ؟ وحنا بيتنا كبر الغرفة
اللي قعدوني فيها .. هذول اللي لهم الخير كله ومعيشينا على الفقر .. " صحت من
دوامة تفكيرها على صوت ميساء اللي ترحب فيها ..
لاحظت عليها من اول مادخلت انبهارها .. نظرات التعجب اللي ماقدرت تخفيها
عيونها المتفاجأة وفمها اللي فاتحته بذهول تأملت هيئتها البسيطة او بالأصح الغريبة
عليها شوي .. كانت لابسة تنورة طويلة واسعة بلون عنابي .. مع قميص باكمام
طويلة باللون الأخضر استغربت اي ذوق هذا اللي يمزج هاللونين مع بعض بالنسبة
لها هذا الستايل جدا غريب ومن انسانة بنظرها ماتعرف حتى اللبس شلون .. رغم
انها بقمة كشختها الا ان ذوقها كان جدا سيء .. عكس نورة اللي لمست فيها ذوق
عالي في تنسيق الألوان ومزج اللي تلائم بعضها .. : تفضلي ياسارة ليش واقفة ؟
قعدت بالصوفا اللي جنبها وهي تتلفت حولها وتناظر بطقم الكنب والطاولات حتى
الاكسسوارات اللي موزعة بكل مكان ..
ما استنكرت حركاتها انسانة عاشت طول عمرها تشوف نفس الصور شي طبيعي
انها تتأمل كل الصور الجديدة اللي بحياتها ماشافتها .. ماكانت تبي تحرجها بنظراتها
رغم انها حست من تصرفاتها انها ماعندها اي مشكلة لو كانت انطباعاتها واضحة
والكل يشوفها التفتت لها سارة على طول وهي مبتسمة : الحين كل البيوت بالرياض
تسذا ؟
ماقدرت تكتم ضحكتها اللي طلعت عفوية .. : انتي اقعدي بالأول واشربي عصيرك
وانا بقول لك كل شي تبين تعرفينه ..
خذت كاس العصير اللي صار للشغالة وقت وهي واقفة عندها تنتظرها تاخذه شربته
كله مرة وحدة ورجعت الكاس .. : ما شاء الله بيتس حلو ..
ابتسمت وهي تشوف نظرات الشغالة المتفاجأة لها : عيونك الحلوة حبيبتي .. هاه وش
تبيني اقول لك ؟
تكلمت بحماس : كل البيوت بالرياض نفس بيتس يعني ؟
كملت بنفس الابتسامة الهادية : لا اكيد كل انسان وحسب اللي الله عطاه .. فيه ناس
مقتدرة وتقدر تسكن بيت مثل هالبيت وفي ناس كثير يعيشون بشقق وعلى الايجار ..
بعد تفكير طويل .. : ونورة ؟ تسكن بمثل هالبيت ؟
فهمت كل اللي بتفكيرها وعرفت ان لهفتها ورغبتها من الاول كانت انها تبي شي
مثل بنت عمها .. تبي تعيش نفس اللي عاشته : لا البيت اللي فيه نورة اكبر واحلى
كانت تتكلم وهي متوقعة ردة فعلها ومن شافت نظرات التعجب عرفت ان بداخلها
نوع من الغيرة من نصيب بنت عمها ..
" يا الله يارب يكون عند رجلها اخو .. ولا عند رجل نورة .. والله ما اخليه يروح
لغيري اجل اشوف هالنعيم كله وارجع للديرة .. معصي والله ما اروح لها .. "
ابتسمت لها وهي تاخذ فنجان القهوة : ومتى اروح للشغل ؟
بادلتها الابتسامة وهي تأشر لشغالتها تروح .. : ان شاء الله من بكرة .. بس قلت
ابي اجلس معاك اول ونسولف واخذ علومك ..
وعلى طول حست بحماس كبير وهي تسولف معاها ما كانت ميساء محتاجة لذكاء
كبير حتى تعرف اللي بقلب سارة كله .. لانها انسانة شفافة ماتقدر تخفي مشاعرها
ابد .. كل شي كان واضح بانفعلاتها واجاباتها بداخلها رغبة ملحة انها تعيش نفس
اللي هم يعيشونه .. راح تحاول بكل الطرق الممكنة .. ولو انها تحس اخلاقها ممكن
تمنعها من الوقوع في الغلط .. او ممكن بلحظة تهور تتمرد على كل شي اذا كان هذا
هو السبيل الوحيد لنيل مبتغاها .. هالجلسة زرعت بداخلها حرص اكبر انها تنتبه لها
وتحذر منها لان حماسها اللي تشوفه ابد ماله حدود ..
قبل مايجي فيصل قامت سارة راجعة للملحق واول مادخلت شافت محمد قاعد عند
التلفزيون ويقلب بالقنوات بلا توقف .. جلست جنبه وتكلمت بنفس الحماس : فاتك
نص عمرك ماشفت النعيم اللي يعيشون فيها ياويل قلبتس يالسوري عز الله ماعشنا
قبل ولا عرفنا طعم للسعادة ..
علا محمد الصوت وهو يتجاهل كلامها .. قامت وسكرته : هيييه انت احاتسيك انا
مانيب طوفة تسفهني ..
التفت لها وهو متنرفز منها : وش تبيني اسوي والله لو احفر الأرض تحتي ماجبت
مثلهم الله اللي قسم الارزاق .. خليني اخلص دراستي بالأول وعقب نفكر بالشغل ..
" واول ماتذكر يومه الدراسي " اي صدز يالسوري والله اني بغيت اصيح اليوم
بالمدرسة .. الظاهر ان عيال الرياض كلهم بمدرستنا .. تصدقين ان عيال فصلنا
كثر عيال المدرسة بالديرة ..
ناظرته متفاجأة : احلف ؟
تربع على الارض وقعد يسولف لها عن يومه الدراسي الاول .. كانت تسمع له
وهي مستمتعة بحياتها الجديدة وكل تفكيرها ببكرة اللي راح تداوم فيه .. وبتروح
لنورة وتشوف القصر اللي تعيش فيه وشلون عايشة ..
/
\
/
\
كان متنرفز وواصل حده من برودهم الى الآن والتحقيقات مجهولة ومحد يعرف
وين اختفت فيه او مع مين طلعت تكلم مع المدير بعصبية : قلت لك كل التحقيقات
مع اهلها تقول انها مستحيل تطلع لحالها .. البنت ماتعرف احد ولا تعرف حتى
الشوارع يعني فيه احد مطلعها اكيد ..
كان مستغرب عصبيته في هالموضوع بالذات : يعني مين اللي راح يطلعها من
المستشفى وكل كاميرات المراقبة على مخارج المستشفى ماكان فيها اي حركة تثير
الشبهة ..
قاطعه على طول : الممرضات اللي اشرفو على حالتها بهذيك الليلة نجوى وآمال
و كاتي .. ولو اني استعبد الممرضة الفلبينية لانها ماراح تعرف تتفاهم معاها هذا
اول احتمال .. والاحتمال الثاني اهل المريضة اللي معاها بنفس الغرفة .. يمكن
تكلمت لاحد فيهم وساعدها على الهروب ..
هز راسه بالنفي : هذا كله مو بيدنا احنا الحين خاضعين للتحقيق مثل الكل ..
ضرب على المكتب بعصبية : مو بيدك؟ مو انت مدير هالمستشفى ولا اذا صارات
مصيبة كل واحد يخلي مسئوليته ويرميها على الثاني ..
وقف وهو معصب : لو سمحت احترم نفسك ولا ترفع صوتك علي .. انا مديرك
ولازم تحترمني ..
قبض يده بقوة وهو يحاول يمسك اعصابه : اجل وش اسوي كل مارحت سألت
احد قال مادري وشوف غيري .. حتى الممرضات كل وحدة ترميها على الثانية
تحرك من مكانه ووقف قباله : وانت ليش مهتم لهالدرجة اهل المريضة ومبلغين
عن اختفائها .. والتحقيق للحين مستمر ..
اكتفى بالصمت وهو يفكر بكل الاحتمالات اللي ممكن توصلهم لها وكمل المدير
تساؤله : البنت يعني تعرفها ؟ ولا تعرفت عليها بالمستشفى ؟
حس بوقاحة سؤاله وابتسم بكل هدوء : ايه البنت تهمني بس مو مثل ما تظن انت
" وباستهزاء " كلاً يرى الناس بعين طبعه ..
قام طالع من مكتبه وهو يحاول يضبط اعصابه مثل هالامور يسمعها كثير من
خلال شغله وابد مايهتم بهالامور همه كله انه يلاقيها ويوصلها لامها .. من اليوم
اللي سمع فيه معاناتها .. وهو بداخله اصرار انه يوصلهم لبعض .. حتى لو كانت
هالمهمة شبه مستحيلة ..
كان مستغرب الوضع اللي يعيشه هو وصاحبه .. كان يسمع عن حالات الاختفاء
بس كان يحس في الأمر مبالغة وفبركة جرايد لكن ديما ودانا اثبتت له ان الواقع
فيه صور ربما اكثر قسوة حتى لو كنا نجهلها ..
راح لمكتبه واخذ كل الاغراض اللي يحتاج لها وطلع راجع للشقة توقع انه ماراح
يلقاه واكيد انه طالع لبيت عمته او اي مكان ممكن يلاقيها فيه .. بس تفاجأ يوم
شافه قاعد بالشقة ومبين عليه الضيقة وكأن هموم الدنيا كلها على راسه : السلام
عليكم ..
انتبه من سرحانة ورد عليه السلام .. وقام يبي يطلع من الشقة بس متعب مسكه
من يده قبل يطلع : وين رايح ؟
وقف مكانه يناظره : والله مادري وين اروح .. لا رحت عند عمتي وبناته يضيق
صدري من صياحهن .. ولا رحت اسأل وش اللي صاير يقولون التحقيقات جارية
حاول متعب انه يخليه يقعد معاه بالشقة ومايطلع الحين : زين اقعد الحين ..
كان واقف مكانه وهو يناظر متعب .. : والله مدري من الغلطان .. انا قايل لعمتي انا
اوديهن واجيبهن بس هي مارضت الله يصلحه تقول نكلف عليك وش كلافته هاللي
آخرته البنت انخطفت ..
جلس أشر له يجلس معاه : واخوها وش مسوي ؟
زم شفايفه بتعب : اخو واخته انخطفت وش تبيه يسوي بعد ؟ ضايقة الدنيا فيه والله
اني عجزت اهون الامور عليه .. البلا لهالحين ماندري من اللي له مصلحة يخطفه ..
اسند راسه للخلف بتعب .. طال الصمت بينهم وغرقو الاثنين ببحر افكارهم .. قطع
هالصمت تساؤل متعب : من اللي له مصلحة ؟
فتح عينه وطالعه ينتظره يكمل كلامه .. وكمل متعب بدون تردد : اكيد ابوها مايبيها
تتزوجك .. ويبيهم يرجعون للبيت ..
قام على طول من سمع هالكلام : وانا وييييييين ماجت هالفكرة ببالي ؟ اكيد هو والله
محد غيره بياخذه ..
وطلع على طول قبل مايكمل متعب نقاشه معاه .. ابتسم في خاطره وهو متوقع انه
اكيد بيروح بيت عمته " الله يطمن قلبهم عليها ويطمن قلب خالتي على ديما يارب "
مسح بيده على وجهه وقام يتوضى ويصلي العشا في المسجد ..
/
\
/
\
صوت صراخة كان عالي وهو يهدد ويتوعد انه بياخذ بحق بنته من اللي خطفها
مثل عليهم تفاجأه من الأمر وحمل كل المسئولية على امها اللي طلعت من البيت
تاركة بناتها عرضة لمخاطر الحياة ابتسم بخاطرة وهو يشوف فرقة البحت تطلع
من القصر خالية الوفاض .. : مالقينا احد بالبيت ..
التفت الضابط لأبو عادل وهو يمد يده يسلم عليه : آسفين على الازعاج جينا اليوم
تلبية للبلاغ اللي جانا ..
ناظره بغرور وتكلم : هالمرة بس سمحت لكم تدخلون بيتي لاني ابي اثبت لكم ان
امها هي السبب في ضياعها باهمالها .. وعشان تثبتون للمحكمة انها مو كفؤ تربي
بناتي وولدي الصغير عندها .. " وكمل بخبث " انا الحين اللي برفع دعوى ترجع
لي عيالي للبيت مادام الأم ماقدرت تحميهم ..
الكل كان ملتزم الصمت .. يزيد كان متأكد انه هو اللي خطفها بس وين وداها كان
واضح عليه التمثيل والكذب حتى عادل اللي عمره ماحس باهتمام ابوه لا بسمعتهم
ولا حتى فيهم ما اقنعه هالغضب المفاجيء اللي يكسي ملامحه ..
وقبل مايتحرك راجع للبيت استوقفه ابوه وهو يهدده : روح قول لامك والله لادفعها
الثمن غالي .. مليون مرة قلت لها لا تترك البيت وتروح بس هي ماتسمع الكلام ..
خواتك ونادر راح يجون عندي بأمر المحكمة انا اللي بحميهم من انهم يضيعون
بهالشوارع ..
ضحك يزيد بأعلى صوته وهو يصفق له : ماشاء الله تبارك الله ممثل بارع تصدق
انا كنت خايف عليه بس الحين تأكدت انه عندك .. ولعبت لعبتك صح .. اجل مسوي
خايف عليه ؟ وقلبك متقطع ؟
قرب منه وسحبه من ثوبه : مو علي هالحركات يا شاطر مسوين هالمشاكل كلها
تبون تلبسوني التهمة وتتزوجها .. بس تخسي ما تاخذها ..
دفه يبعده عنها وهو ينفض ثيابه بتقزز : مايخسي الا انت ودانا باخذه غصبن عليك
انا ابيه وهي تبيني ..
سحبه عادل ودخله في السيارة قبل تكبر المشكلة .. وتجاهل كلام ابوه اللي يسمعه
مهما كان اللي بقلبه مايقدر يقول لابوه شي .. راح ينتظر الأيام تبين لهم الخافي
كله ..
رجعو اثنينهم لبيت ام عادل بخفي حنين ونظرات الأمل اللي بعيونهم اختفت بمجرد
ماشافو لمحة خيبة الأمل اللي ظاهرة عليهم .. كان عادل يحس بقهر كبير كيف
انه هو اختار يتحمل مسئوليتهم وفشل من اول تجربة .. رغم انه كان متأكد من
كل شي انقال انه ابوه اللي اخذها واكيد مخبيها بمكان بعيد عشان يبعد الشبهة عنه
اللي ماعرفوه ان ابو عادل من اول ما جا له اتصال انهم مقدمين شكوى عليه على
طول ارسلها مع صديقه الى شقته وقدر بكل سهولة انه يمثل عليهم تمثيليته العظيمة
عشان يوصل لاهدافه اللي هو يطمح لها بالأخير ..
ام عادل اللي من راحت بنتها ودمعتها ماوقفت .. بحياتها لحظات السعادة معدودة
عاشت مع هالظالم سنوات طويلة اجبرتها تتحمل كل ويلاته عشان عيالها ويوم
قررت تتحرر من سجنه وقيوده وتعيش حياتها مستقلة عنه .. حاصرتها مصاعب
اكبر من قبل . وطلعت لها مشاكل اعظم من اللي كانت تواجهها الحين هي مهددة
انها تفقدهم كلهم لو كسب ابوهم الدعوى اللي بيرفعها .. هذا معناه مالها اي حق
انها تطالب فيهم او تعيش معاهم الا اذا رضت ترجع تعيش معاه رغم كل العيوب
اللي فيه واللي ادمت قلبها ..
قامت تصلي لربها القيام اللي اعتادت من فترة تصليه .. رغبة منها في التقرب
لخالقها تبي تحس بالطمأنينة والراحة اللي فقدتها في دنيتها ..
/
\
/
\
كانو ثنتينهم طايرين من الفرح بهاليوم اللي جمعهم .. كل اللي بالبيت لاحظو
شخصيتها النقيض جدا لشخصية نورة كان واضح انها مندفعة ومنطلقة للحياة
جريئة وتفرض وجودها بالقوة ..
نورة ماكان يهمها شي كثر انها تشوف بنت عمها وتحس احد من مجتمعها اللي
عاشت بوسطه سنوات طويلة معاها الحين كانت فرحتها فيها تتجاوز اي فرحة
واحساس السعادة اللي يغمرها منسيها اي تفكير ثاني ..
رسيل اللي تعبت نفسيتها من يوم اختفاء دانا ماكانت ناقصة احد من هالديرة اللي
ماتحبها يجي ويضيق خلقها اكثر ..
وام طلال بعد ماسلمت عليها وضيفتها .. قامت هي وميساء وسما يبونها تاخذ
راحتها مع بنت عمها ..
سارة من اول ماشافتهم طلعو نطت وقعدت جنب نورة : وش هالزين كله يالنوري
لعنبو ابليستس متغيرة بغيرتس ..
ضحكت وحطت يدها على فمها : وش اللي متغير فيني يالنصابة ما غير شعري
اللي قصيته ولا انا اللي على خبرتس ما تغير شي ..
مسكت شعر نورة وبدت تناثر خصلاته بتعجب : مو بس شعرتس حتى وجهتس
ووزنتس زايد .. " وناظرتها بتمعن " الا والله سمنتي .. بانت فيتس النعمة وربي ..
التفتت وراها وقامت بسرعة تسكر الباب : اسكتي لا تفضحينا .. هالحين بيقولون
ماشافو خير ..
ضحكت وهي تاكل الحلى بشراهة : ايه والله ماشفنا خير .. " وغصت بلقمتها
وصارت تكح "
قربت لها نورة كاس الموية وهي تضحك : الحمدلله اللي ربي جابتس للرياض
قبل تعرسين ولا لو ماخذتن واحدن منهم بتفضحينا اجل هذي سواة يابنت عمي
شوي شوي على عمرتس ماهوب طاير الأكل ..
سحبت صحن نورة تبي تاكله .. : يازينه يانورة والله بحياتي ماذقت مثله .. كل
يوم تاكلونه ؟
سحبت منها الصحن وهي تبعدها بيدها : مرجوجة انتي ؟ اركدي خليني اقعد معتس
زين واخذ علومتس .. عيب تخلصين هالصحون كلها هم ماياكلون الا شوي
قعدت تضرب على خدها وهي تزم شفايفها : متعودين يشوفونه كل يوم الين تبطرو
على النعمة مو مثلنا حنا الضعوف اللي ندور اللقمة مانلقاها ..
انقهرت من كلامها وقالت بزعل : سويرة من اول ماقعدتي وهذي سوالفتس وانا
اللي ولهت عليتس وفرحانة ببنت عمي اللي بتونسني وتوسع خاطري ومن اصبحت
وانا غاثتهم بضيفتي اللي بتجيني ..
مسحت فمها بيدها وبلعت لقمتها : خلاص لا تزعلين والله اني مشتاقة لتس وابي
اسولف لتس واعرف اخبارتس بس هالرجة لا بد منها بالأول .. يالله قولي وش
عندتس ؟ ...
وقبل تتكلم نورة تذكرت سارة : اييييه صح رجلتس كم عنده اخو ؟
ضحكت نورة وحطت يدينها على وجهها : يااااارب صبرني .. تطمني ماعنده
الا واحد وكبر محمد او اكبر بسنة يعني لا تفكيرن بالعرس من هالبيت ..
غمزت بعينها تمازحها : اجل مالي الا رجلتس ..
قطبت على طول وتكلمت بعصبية : بعيد عنتس رجلي .. عويذ الله منتس ياسويرة
والله لا ذبحتس لو قربتي لرجلي ..
ضحكت بأعلى صوتها ورجعت على ورى وهي تمسك بطنها من كثر الضحك
على شكل نورة : يمه بطني .. هذي اللي ماتبي العرس اول .. اجل طحتي ومحد
سمى عليتس والله ..
توردت خدودها من كلام سارة .. وحاولت تخفي خجلها خلف عصبيتها المصطنعة
وهي تقول : وش دخلتس وش اللي بيني وبين رجلي .. هذا شي فيني من الله اللي
لي مابي احد يقرب منه ..
كملت جلستها معاها اللي ماخلت من استفزازات سارة اللي تمتصها نورة بكل هدوء
وعقلانية ممكنة .. بعد ماتعشت معاها ودعتها وطلعت نورة لجناحها كانت مستانسة
بشوفتها لكن بقلبها خوف كبير عليها من حماسها لهالحياة .. استغربت من هالفرحة
اللي تشوفها بعيون سارة .. الى هالحين تحس كل سعادة في الدنيا ماتساوي لحظاتها
اللي عاشتها وسط اهلها .. ومن جا طاريهم نزلت دمعتها على طول .. كثر ماتحاول
تشغل تفكيرها اوقات حنينها يتجاوز حدود احتمالها .. وهالشي مو بيدها محد بالدنيا
بيعوضها عن اهلها ..
ريحة عطره ولمسة يده على كتفها خلتها ترفع راسها وتشوفه لمحت ابتسامته اللي
اختفت اول ماشاف دمعتها رفع يده ومسح دمعتها وهو يناظرها : من اللي مزعلك؟
ابتسمت له وهي تستجمع قوتها محاولة انها تخفي حنينها اللي يفتك فيها : اشتقت
لأهلي .. ودي اشوفهم ..
كان مركز نظره بعيونها شاف الدموع رجعت تتجمع فيها من طرت اهلها .. : وش
بعد ؟
نزلت راسها تحبس دموعها لا تنزل : ودي اكون معهم يوم يجون اهل المعرس اللي
جاي لشيخة ..
رفع راسها وهو مازال يتأملها : متى بيروحون لهم ؟
تقوست شفايفها ونزلت دمعتها على خدها وهي تشوف نظراته لها .. : يوم الاربعاء
بعد باتسر يعني ..
ابتسم لها ومسك يدينها : خلاص اجل بتستقلبينهم مع اهلك ..
هالمرة نزلت دموعها بلا توقف سحبت يدها وحطتها على فمها وهي مو مصدقة
للحين اللي قاله لها : احلف بالله انك بتوديني لهم ..
شي بقلبه حسه بوقتها وهو يشوف انفعالاتها كل شي يظهر على وجهها بكل وضوح
حزنها ولهفتها اللي من شوي وفرحتها اللي طغت على ملامحها الحين : ان شاء الله
باخذك لهم من الصباح بعد بكرة .. بس من الحين اعلمك بترجعين معاي .. مو اذا
صرنا هناك قلتي روح انت وانا بقعد عندهم ..
فرحتها بهالوقت ماخلتها تعترض على كلامه هي تبي شوفتهم حتى لو كانت هالشوفة
لساعات معدودة يكفيها بس انها تكون معاهم رمت نفسها بحضنه وهي تحس بامتنان
كبير له انه زرع هالفرحة بقلبها .. لف يدينه حولها وحضنها بقوة وهو يحس برضى
كبير عن نفسه انه قدر ينتشلها من حزنها للفرح بثواني ..
/
\
/
\
جالسة عنده وتهتم فيه من اول ماطاح عليهم .. رغم انه اكثر من مرة يقول لهم
انه طيب وارتفاع الضغط ما اثر عليه ابد .. كانت طول الوقت تردد على مسامعه
انها المظلومة اللي قذفوها في عرضها وان اختها ديما تبلتها ببلاويها واللي ساعدها
وقفة امها معاها .. واللي زادت السم اكثر بكلامها اللي صارت تردده معاه بعد ما
قدرت منال تقنعها ان كل الكلام اللي انقال في حقها كذب ..
مثل كل مرة تطلع نفسها من كل مشكلة بأسلوبها الخبيث وخبرتها في هالطريق
وهالحين بعد ما جا صلاح وتكلمو اهله مستحيل تخلي ديما او فيصل يخربون عليها
هالحياة اللي تمنتها من زمان ..
صار لها فترة وهي تعد الأيام تبي ابوها يقوم بالسلامة وتتم خطبتها وملكتها مثل
ما تتمنى .. ناظرته وهو يتحرك ويحاول انه يقوم .. وبعد اكثر من محاولة رفع
نفسه ..
قبل يقوم مسكت فيه : يبه الله يهداك وين بتروح وانت بهالحالة ؟ " وبخبث " الله
لا يوفقها اللي رمت علينا بلاويها ومدري وين طست .. عسى الله ياخذ عمرها
ويفكنا منها ومن فضايحها ..
طنش كلامها اللي يسمعه وقام على طول كان كل شي يسمعه يزيد الألم اللي بداخله
اكثر من قبل .. هالبنت وامها كانو سبب كل المصايب والمشاكل اللي تصير له ..
مسك راسه بيدينه وقعد بعد مافقد توازنه : اسكتي انتي ولا كلمة .. لا تزيدين اللي
بقلبي .. عساه يجيني خبرها اليوم قبل بكرة ..
مسكته من يده وخلته يتمدد على سريره .. : ارتاح يبه ولا تتعب نفسك .. ان شاء
الله كلنا بنرتاح منها ..
يوم شافته مستسلم لها قامت له وغطته .. وطلعت بعدها للصالة تقعد مع امها وهي
متضايقة : يمه ابوي رجع له مرضه اللي كل سنة يجيه لونه مصفر ويعرق كثير
تكلمت بلا مبالاة : ماعليك فيه كلها فترة ويرجع مافيه الا العافية .. قومي نروح
السوق نتقضى ملكة حنين قربت وانا ناقصني كذا حاجة .. عقبالك ان شاء الله افرح
فيك قريب ..
فزت فرحانة من مكانها .. وتكلمت وهي تقوم : زين بروح الحين .. وين مروى ؟
قامت هي الثانية تلبس عباتها : اكيد بتقول نفس الكلام اللي دايم تقوله انتو فاضين
وابوي مريض وديما ضايعة .. عسى الله لا يردها خلينا نخلص مقاضينا ابي افرح
في حنين واقهر لطيفة الله لا يوفقها ..
طلعت غيرت ملابسها ولبست وتكحلت .. ومثل كل مرة تعطرت ولبست عباتها
ونزلت بتروح السوق هي وامها وخالتها ..
كان هذا حالهم دايم كل واحد فيهم عايش حياته بلا مبالاة حتى طارق اللي اختفى
رجع لهم بعد ما اقنع ابوه انه طقها دفاع عن الشرف واسقطت التهمة اللي عليه
بكل سهولة ..
كل واحد فيهم غارق في ملذاته مهما اختلفت يمكن اقلهم فجور معاذ .. اما مروى
فكانت تابعة للكل في مشاعرها وانفعالاتها تحب مع من يحب وتكره مع اللي يكره
حتى في الفرح والحزن تابعة لهم ..
مرو حنين ونزلو للسوق كانت اشكالهم كلها فتنة للنظر حتى امهم اللي ماكانت
تهتم بأمر الستر رغم كبر سنها ..
وما خلا هاليوم من عاداتهم بكل مرة يروحون فيها للسوق .. معاكسات والتمتع
بكلمات الاعجاب اللي تتردد على مسامعهم .. وحنين اللي ماتقصر وتاخذ رقم كل
واحد يعجبها ..
مشو ثنتينهم رايحين لأم طارق اللي قعدت تنتظرهم وهم رايحين يكملون مقاضيهم
ومعاكساتهم اللي ادمنو عليها .. بعد ما سكرت اغلب المحلات ابوابها طلعو محملين
بأكياس كثيرة وذنوب اكثر ..
/
\
/
\
الطريق بالنسبة لها شوق ولهفة فرحة ماقدرت توصفها .. لاحظ عليها انطلاقها في
السوالف كانت طريقتها في الكلام وحركاتها توحي له انها تعيش بقمة فرحتها كل
شوي كان يلتفت لها وهي تسولف كان يضحك بخاطره عليها ماسولفت طول الفترة
اللي عاشوها مع بعض كثر هالسوالف اللي قالتهم بالطريق .. مد يده ومسك يدها ..
ارتبكت على طول وناظرته .. كانت مندفعة بالسوالف ومو حاسة بنفسها ابد قالت
وهي تحس بخجل فظيع : ازعجتك ؟
ابتسم لها وناظر الطريق : لا بالعكس عرفت عنك اللي ماعرفته بالأيام اللي راحت
كلها ..
تأملت شكله وهو لابس النظارة الشمسية ومو قادرة تعرف وين يطالع بالضبط رغم
انه اوقات كان يلتفت لها بس ماتدري ليش كانت تحس انه يسترق النظرات لها بين
اللحظة والثانية : وش اللي عرفته ؟
لأول مرة يتكلم معاها بهالوضوح وبدون غموضه اللي اعتادته تكلم بكل اللي بقلبه
وكل اللي كان يشوفه فيها قبل وتأكد منه هاللحظة : عرفت انك اطيب قلب بهالدينا
وانك حلوة وجميلة بس اللي بداخلك اجمل من اني اقدر اوصفه .. وعيونك تفضح
مشاعرك حتى لو كتمتيها بقلبك وماتكلمتي ..
نزلت راسها وهي تسمع كلامه ماكانت تدري اذا هو فهم عليها بهذيك الليلة او لا بس
من كلامه حست انه ممكن يكون عرف اللي بخاطرها .. كمل بدون مايناظرها رغم
انه حس بانفعالاتها بحركة يدينها اللي تمسك الباب كل شوي : ماتعرفين تجاملين ابد
بمشاعرك .. واهم صفة انك قوية .. وخجولة بعد ..
التفتت له وسألته : وش اللي تشوفه بعيوني ؟
هدا سرعته شوي وناظرها .. ابتسم وهو مركز نظره على عيونها : تحبين ..
رفت رموشها توتر من كلمته وناظرت على يمينها وهي تتجاهل كلامه اللي سمعته
ماكانت تدري ابد ان مشاعرها تفضحها .. وهالحب اللي انولد بقلبها شافه بعيونها ..
ابتسم على توترها .. وكان يبي يزيد هالتوتر اكثر : صح علي ؟
ضغطت على شنطتها بقوة ونزلت راسها : وشو اللي صح ؟
كتم ضحكته وهو يسمع نبرة صوتها المرتجفة : تحبين ؟
حست بهاللحظة انه يبي يزيد احراجها .. تعرفه لا تعمد يحرجها يقول كلامه ويضغط
على الحروف يبيها تنتبه لكل حرف يقوله ..
حست بالحرارة بوجهها وهي تقاوم نظراته اللي يركزها بين فترة والثانية عليها لفت
عليه وهي تحاول تكون قوية بهاللحظة : طلال انتبه للطريق ولا حقين على السوالف
بعدين ..
سحب يدها وباسها وهو يضحك : هالمرة بس بعديها لك مابي اخرب فرحتك باهلك
بس مرة ثانية اذا سألتك تجاوبيني ..
هزت راسها بإيه وهي تحس بامتنان انه انقذها من هالموقف اللي حطها فيه .. اول
ماقربو من ديرتهم التفت لها وهي يشوف عيونها تلمع بالدموع اول ماظهرت لهم
بيوت الديرة .. كان السكوت بهاللحظة ابلغ من اي كلام .. يبي يشوف كل شي يصير
بنفسه كل مشاعرها البريئة اللي يستمتع في متابعتها ..
من قربو على بيتهم شاف العيال اللي طالعين من مدارسهم وهم رايحين يركضون
لبيت ابو راكان ..
ضحكت وهي تمسح دموعها وكل واحد من هالعيال تعرفه وتعرف اسمه من فرحتها
فيهم كانت تحس انها ودها تنزل لهم وتحضنهم كلهم .. شافت امها وخواتها اللي وقفو
عند باب البيت يناظرونها حست انها ودها تطير من مكانها لهم اول ماوقف السيارة
نزلت على طول ورمت نفسها بحضن امها تصيح .. شاف خواتها وكل وحدة فيهم
تبي تضمها .. حرك السيارة شوي عن الباب يبيهم ياخذون راحتهم وقعد مكانه يتأمل
الديرة بناسها ..
كانت ضامتهم وهي تصيح ومن سمعت صوت ابوها اللي يناديها ركضت له على
طول .. مسكت يده وحبتها وحبت راسها .. وبلحظة فاض فيها الشوق وصاحت
بحضنه لف يدينه عليها وهو ضامها وتجمعو حولها وهم فرحانين فيها .. دقايق
وجاهم سلمان يركض ووراه خالتهم وهيا اللي من سمعو انها جات جو لهم على طول
وقفت بعدين وهي تمسح دموعها : يمه خلينا نروح ببيت خالتي ابي طلال يجي عند
ابوي يسلم عليه ويقعد معه .. بنمشي بعد المغرب ..
قامو كلهم رايحين لبيت خالتهم ورجعت هي لبست برقعها وطلعت له .. فتحت باب
السيارة وشالت كل الاكياس اللي جابتها لاهلها ونزل هو ينزل لهم كل الاغراض
اللي جابها لهم ..
ناظرته نورة متفاجأة ماكانت تدري باللي مجهزة وجايبة لاهلها كانت اشياء بسيطة
الا انها تلبي احتياجاتهم والأهم من هذا كله انه كبر بعينها دخل سلم على ابو راكان
وقعد معاه ..
وراحت هي لبيت خالتها بيطبخون كبسة من اللحم اللي جابه طلال لهم .. كانت
فرحانة فيهم وهم فرحانين فيها .. بعد الغدى قعدو يستعدون لاستقبال ضيوفهم
اللي بيجون بعد العصر اكيد .. شالت واحد من الأكياس ومدته لشيخة : قومي البسيه
هذا اللي جبته لتس ..
خذت الكيس فرحانة وهي تشوف الطقم اللي اختارته لها نورة وسما يوم يروحون
السوق .. بعدها مدت لكل وحدة من خواتها طقمها الجديد لهاليوم .. قامو بعدها
كل وحدة فيهم تتسبح وتلبس .. رتبو البيت ونظفوه وطلعت من شنطتها كسرة
عود وراحت تبخر فيها ابوها وطلال .. مسكت المبخرة القديمة بيدها ولبست
جلالها رايحة لبيتهم .. كان متمدد بعد الغدى وماخذ له غفوة وسمع صوتها وهي
تكلم ابوها بهمس فتح عيونه وناظرها قام على طول وهو يناظر ساعته : اذن
العصر ؟
قبل ماتتكلم تكلم ابوها : ايه توه مذن .. الحق الصلاة في المسجد ياولدي ..
حطت المبخرة على جنب وهي تقرب الموية من ابوها تبيه يتوضى .. وقام هو
يبي يتوضى اشرت له على الحمام ( تكرمون )
اول ماطلع مشت معاه للباب : هذا هو المسجد ..
طقها على يدها طقة خفيفة وهو يصطنع الصرامة : ادخلي لاحد يشوفك ..
ضحكت وهي راجعة لابوها اللي شافته يصلي .. انتظرته لحد ماخلص صلاته
وقربت منه لبسته بشته وبدت تبخره وهي تذكر الله وقبل تطلع مع الباب صادفها
وهو داخل : وانا يعني مالي نصيب ..
طاح جلالها اللي لافته على شعرها ونزلت خصلات شعرها القصيرة على وجهها
وهي مبتسمة له : تستاهل الخير كله بعد بس تكفى لا تحرجني قدام ابوي طلبتك
كان وده يضحك على طلبها كان يبين احراجها من وجودها معاه بنفس المكان عند
ابوها ..
وخر عنها وشافها وهي ترفع جلالها وتتغطى فيه رايحة لبيت عمها .. ما اطالو
الانتظار قبل ماتجيهم البشائر بوصول راكان وضيوفه معاه .. كالعادة استقبلهم
ابو راكان في المكان اللي يجلس فيه بعد كل صلاة عصر .. ودخلو الحريم لبيت
ام محمد تمت الخطبة الرسمية كل شي صار بسهولة بعد ما اعلنت شيخة موافقتها
النهائية .. وتم تحديد الزواج بعد شهرين بالضبط ..
شيخة اللي كانت متخوفة من هالموقف من شافت امه وخواته ارتاحت لهم كثير
ناس يرتاح لهم القلب من اول نظرة .. حتى سوالفهم وكلامهم تدخل القلب هالشي
خلاها تتطمن على مستقبلها معاه وهي تتمنى انه مثل هالناس اللي سحروها بطيبتهم
حتى هي جلست تسولف معاهم وخذت راحتها .. كانت تشوف بعيون كل البنات
فرحتهم فيها ..
ام راكان هالمرة فرحتها فيها غير .. لان شيخة بنظرها تعذبت كثير وتستحق بعد
هالتعب انها تعيش بسعادة وجلستها اليوم مع اهل الوليد زرع بداخلها تفاؤل كبير
بعد مامشو كلهم الا راكان وبعد ماودعتهم نورة بدموعها اللي استقبلوها فيها نام
الكل بفرحة كبيرة ..
/
\
/
\
قام وهو معصب من كلامه اكثر من مرة يردد على مسامعه نفس الكلام بس
للحين هو مصر على موقفه اللي مايبي يغيره : قلت لك بنات عمي مابي اخذ
منهم .. ومابي اتزوج الا اللي انا اخترتها ..
ورغم ان هالنقاش يتكرر اكثر من مرة الا انه مستحيل بقناعة نفسه يتنازل عن
كلمته اللي قالها اكثر من مرة : بدو ما ازوجك منهم لو تحب السما .. شوف بنات
عمانك ولا خوالك لك اللي تبي .. غيره هالكلام ماعندي ..
وقف عند الباب وهو طالع من المجلس : ومن قال لك اني ابي اتزوج .. خلاص
انا عفت الزواج وطاريه .. وسكر الباب بكل قوته وهو طالع .. شاف امه قاعدة
بالصالة وماسكة السماعة ومن شافته طالع معصب سكرت السماعة ولحقته تبي
تكلمه : نايف تعال يمه وين رايح وانت بهالحالة ؟
لف عليها وتكلم بنفس العصبية : الحين هو ليش مايقدر موقفي ليش مايتنازل عن
هالعادات اللي ضرتنا مانفعتنا .. انا والله كنت اقول انه زواج اتزوجها هي ولا
اتزوج غيرها اللي ربي كاتب لي نصيب معاها انا راضي فيه بس انه يبيني اخذ
من بنات عماني غصب لا والله ما اخذ ولا وحدة فيهم انا ارضيته بالأولى ما اقدر
ارضيه بهذي النفس وماتهوى .. وانا من الله ما اواطنهم ..
قربت منه تحاول تهديه : زين وانا امك اقعد شوي وخلني افهمك كل شي ابوك
وتعرفه عنيد وراسه يابس واللي براسه يسويه .. ولا تخاف بنات عمك اذا ماتبي
تاخذ وحدة فيهم محد جابرك عليهم حتى لو تكلم وهو معصب بالاخير ماهوب
غاصبك ياولدي .. ومن اللي ينغصب بهالزمن .. البنت ماعاد احد يغصبها شلون
الرجال .. هو يقول لك هالكلام يبي يضغط عليك بس ..
جلس وهو يشوف بعيونها خوفها عليه .. : اجل كلميه حاولي تغيرين رايه يمه
تراه تعبني وهو مايسمع لي ..
ترددت قبل تتكلم .. : البنت اللي انت تبيها رافضها .. ومايبي حتى اي كلام في
الموضوع .. انت لين راسك شوي وخلني ادور لك وحدة تناسبك ..
قام يبي يطلع من البيت : يمه واللي يسلمك قفلو على سالفة الزواج كلها مابي
اتزوج الحين ولا ابي احد يجيب طاري الزواج عندي مثل ماجيتكم بنفسي وقلت
ابي اتزوج .. الحين اقول لك خليني براحتي الين يجي ببالي ..
وطلع من عندها بكل هدوء .. قعدت مكانها وهي تدعي بأعلي صوتها تبيه يسمع
دعوتها : يالله يارب انك تهديه وتصلحه ..
وتمتمت بداخلها " الأبو وولده كل واحد فيهم راسه ايبس من الثاني الله بس يعينني
عليهم "
اما هو كان يعيش بصراعات مختلفة من صار اللي صار وطريق القرية اصبح
بالنسبة له سكين يمشي على اسنانها يوميا الى ان يحين موعد ذبحه ماكان متمسك
فيها لدرجة كبيرة لكن بعد مافقدها حس انه يبيها اكثر من قبل مايدري ليه يراوده
احساس انه حتى لو رجع لها بيوم ماراح ترضى فيه لانه خذلها ..
نفسه بس تكون عنده فرصة يفهمها كل اللي بقلبه ويشرح لها كل ظروفه يمكن
تعذره .. يمكن تلقى من بين اعذاره الكثيرة شي واحد يشفع له تحفظ له بقلبها
صورة حلوة ..
كل المشاعر اللي بقلبه ولو حاول يخفيها متعبة حب غريب هاللي يعيشه .. حب
انسانة مجهولة بالنسبة له .. ويوم قرب منها وكان قاب قوسين او ادنى تحكمت
عادات بالية في مصيرهم وفرقتهم ..
اشتاق لها .. اشتاق يشوفها اشتاق يشوف حركاتها .. ومشيتها المستعجلة نظرات
عيونها اللي تدوره واذا شافته تدور بأي مكان بس ماتشوفه .. احساس غريب
حتى هو يجهله ولا عرف يفسره .. ليش الحين يوم عرف انه مستحيل يوصل
لها تمسك فيها اكثر .. غريب طبع الانسان يدور دايم على اللي مو بيده .. واللي
قدامه مايشوفه حتى لو كان اجمل ..
تعوذ من الشيطان وهو يصارع افكاره صار له فترة طالب انتداب في قرية
ثانية وينتظر واسطة خاله في الطلب ماعاد يبي يقعد في القرية اكثر يكفي انه
فاقد مكانها اللي كانت توقف فيه .. وسلمان اللي كل ماشافه زاد احساس تأنيب
الضمير بداخله اكبر ..
رجع للبيت بعد ما حس انه نفس عن غضبه كله هو بطبعه انسان عصبي وما
يمسك اعصابه بس مايبي يرفع صوته على ابوه او يغلط عليه .. ولو انه اوقات
مايقدر يتحكم في انفعالاته اللي تصير غصب عليه الا انه يطلع من البيت اول
ما يحتد النقاش بينه وبين ابوه ..
دخل للبيت وسلم عليهم حب راس ابوه وامه وراح لغرفته بدون مايتكلم رغم
كل احساس بداخله مايقدر يزعل عليه وهو ابوه .. اقل شي يقدر يسويه انه
يكتم غيظه ومايفكر بشي ..
/
\
/
\
رغم احساس الخسارة اللي تعيشه الا انها قوية بداخلها قدرت انها تتخطى
مرحلة الرفض بصعوبة لكنها اقوى من انها تبكي على الأطلال .. اليوم
قررت قرار بنظرها كان بقمة الصعوبة لكن كانت محتاجة انها تقاوم اي
احساس ضعف يغتالها ..
خذت نفس عميق وهي تدعي ربي يقويها .. لبست عباتها وبرقعها وهي
تردد بداخلها " شيخة عاشت بدون سعد وبانت الفرحة بعيونها .. انا بعد
اقدر اعيش وافرح مثلي مثل غيري .. واللي باعني مابي افكر فيه ابد
بيجيني نصيبي اللي ينسيني حزني كله " سكرت عباتها عليها وهي واقفة
عند الباب تنتظرهم .. ماحست الا بيد سلمان تضغط على يدها : موضي
يالله تأخرنا ..
مسكته من يده وبايدها الثانية كتبه اللي لافهم بالسجادة ومشت هي وياه
ومنيرة ... كانت تتمنى انها تشوفه تبي تتأكد انها تجاوزت حزنها او انها
مازالت سجينة مشاعرها البريئة له .. خطواتها كانت مرتبكة موجعة الى
اقصى الحدود بدت تحس بكل قوتها تتكسر مع كل خطوة تقربها من المدرسة
" ماهوب الحين مابيها تنزل الحين .. " حست انها قطعت يد سلمان من كثر
ماتضغط عليها واول ماشافته يسحبها من يدها عرفت انها اكيد عورته ..
لأول مرة من بعد ما كتب لها القصيدة تروح للمدرسة فرق بين آخر مرة شافته
فيها وهالمرة ..
لمحته اول ماقربو من المدرسة وهو واقف مع مجموعة من الطلاب كانت
توهم نفسها انه مو هو .. اي شخص ثاني الا انه يكون هو سمعت صوت
سلمان وهو يفتح جروحها اكثر : موضي شوفي هذا استاذ نايف اللي كان يبي
يعرس عليتس .. ثمن هون ..
طفل بريء مايعرف من المفردات الا اللي ينطقها .. ومايحسب حساب كلمة
يقولها ممكن تكون هالكلمة اقوى مصدر للألم .. تجاهلت نظراتهم لها وهي
تمشي بكل ثبات وكأن الأمر ابد مايعنيها وهاللي يتكلمون عنه انسان ثاني مو
هو نفسه اللي خذلها من فترة بسيطة بس ..
هالقوة اللي غلفت نفسها فيها بدت تتهشم تدريجيا وفاض فيها الحنين بشوفته
ماكانت تظن ابد انها اذا شافته بتحن له .. هي اقنعت نفسها انها صارت تكرهه
تكره كل شي يذكرها فيه .. لامت نفسها على خطوتها المتسرعة .. استعجلت
انها تداوي جروحها .. ماكانت تدري انها بهاللحظة بشوفته ذرت الملح فوق
جروحها .. وقبل تتوقف عن هالخطوة الغبية وترجع من نفس طريقها لمحت
نظرته لها .. نزلت نفسها لسلمان ومدت له كتبه : خلاص ما اقدر اقرب اكثر
هذا هم العيال متجمعين .. روح انت تعرف دربك ..
سحبت يد منيرة ومشت بدون ماتطالع وراها مشت بدون ماتلتفت لكل الجروح
الموجعة اللي خلفتها وراها ..
حطت يدها على فمها وهي تقاوم شهقتها لا تطلع ناظرت في منيرة وضحكت
تخفي جروحها : الظاهر اني كبرت على هالمشاوير رجليني تعورني الله يعين
بس مدري شلون برجع للبيت ..
ضحكت وهي تسولف معاها ومجرد ماودعتها سقطت كل الاقنعة اللي غلفتها
من دقائق .. نزلت دموعها بغزارة وحطت يدها على فمها خوف احد يسمع
صوت شهقاتها اللي عجزت تكبتها .. دخلت بين البيوت وجلست على الارض
غطت وجهها بين يدينها ..وتركت المجال لنفسها انها تفرغ كل اللي بقلبها من
حزن تجدد بشوفته ..
قبلها بوقت يوم كان واقف مع العيال يبيهم يدخلون لفصولهم سمع واحد منهم
وهو يقول : سلمان جا ..
رفع عينه يشوفه ولمحها .. ماكان متأكد بأول لمحة بس عرفها .. هي اللي ابد
مايقدر ينسى كل تفاصيلها اللي عشقها .. نسى كل اللي حوله وناظرها ماقدر
انه ينزل عينه عنها وهو يشوفها جاية اليوم " نستني .. ؟ ولا جاية تشوفني ؟
يارب ابي بس اعرف وش اللي بخاطرها عني .. "
كان وده يصيح .. الدموع اللي مانزلت بحياته تمنى بهاللحظة انها تنزل يمكن
تقدر تغسل ذنبه انه كسرها وهي اللي كانت تعيش حياتها بانطلاق .. حتى يوم
اقفت رايحة عنه تبعها بنظرته .. مايدري ليش جات اليوم وزادت هموم القلب
اكثر .. يا الله وش كثر هالشوق متعب الى اقسى الحدود ..
/
\
/
\
انتهى الفصل الأول
اعتذر عن التأخير والله اني ما تأخرت الا
لظروف خارجة عن ارادتي
اتمنى يكون هالبارت مرضي لكم
تقبلووووو ودي
•غٌـمـوضٌ ـآٍْاْلٍْــورد•
|