كاتب الموضوع :
غموض الورد
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
مساء الورد لعيونكم
العذر والسموحة على التأخير
توني اجي البيت والله وعلى طول نزلت لكم الجزء
الجزء السابع
[ الفصل الثاني ]
/
\
/
\
{ ... يوماً ما ..
كنا على اعتاب الطفولة ..
نراقص الأحلام حيناً ..
ونشدو بأعذب الأمنيات حيناً آخر ..
يوماً ما ..
التقينا انا وانت .. على رصيف الذكريات ..
تبادلنا اطراف البراءة .. واسكنتك في داخلي ..
" هنا " ناحية الصدر شمالاً ..
واليوم ..
جمعتنا الأقدار سوية ..
فغيبت الآلام ملامحك قسرياً ..
وماعدت حتى اعرف من انت ..!
رغم كل محاولاته المضنية انها تتكلم او تقول له شي من اللي صار الا ان
الصمت كان الجواب الوحيد في كل الحالات استسلم بالأخير لرغبتها وطلع
من الغرفة مع عمها : تبي نصيحتي ؟ خل حالتها تتحسن بالأول واعرضوها
على طبيب نفسي .. بما انك تقول انها تعرضت للتعذيب هذا معناه ان حالتها
جدا صعبة واكيد ماتعتبر نفسها مثل الناس .. واذا تبيني اساعدك انا مستعد
اكلم صديقي يشرف على حالتها ..
مد له يده يصافحه : مشكور اخوي ماتقصر والله انا من فترة مفكر بهالشي
لكن ماقدرت اسوي شي مع وضع اهلها وابوها ..
ابتسم وهو يناظره .. : والله لو منت اخوه كان بردت قلبي .. وقلت كل اللي
بخاطري .. للأسف حالة بنت اخوك مو اول حالة تصادفنا الحالات كثيرة
واغلب المتضررين اطفال .. رغم ان اغلب حالات الاعتداء الجسدي تكون
من اشخاص يعانون من امراض نفسية .. او مدمنين " وبعد تفكير " تعال
معاي للمكتب نتفاهم على كل شي .. توجهو اثنينهم لمكتبه .. واول مادخلو
جلس على مكتبه وجلس فيصل في الكرسي المقابل له : ابي اسألك مجموعة
اسألة واتمنى انك تجاوبني بكل صراحة ..
اشر له بيده يتكلم : تفضل ..
فتح احد الادراج وطلع له مجموعة اوراق وبدا يسأله : اخوها اللي يطقها هل
يعاني من امراض نفسية ؟
فيصل : لا .. حسب معرفتي فيه ابد ..
ركز نظره بالاوراق اللي معاه وكمل اسألته : اوكي يعاني من اكتئاب وتقلب
مزاجه ؟ شهيته للأكل ضعيفة ؟ احمرار بعيونه
ابتسم على كلامه : والله انا ما اشوفه كثير اصلا عشان احكم على تصرفاته
بالنسبة للمزاجية تقريبا هو شخص مزاجي ودايم متضايق وطفشان ..
قاطعه : ونومه ؟ طبيعي
بعد تفكير طويل : اغلب الاوقات ما ينام بالبيت .. لكن من النوع اللي ممكن
يواصل لساعات طويلة ..
كان يستمع له وهو يدون كل اللي يقوله : ما اقدر احكم عليه الا من اشخاص
معايشينه تماما .. لان الضرب بهذي الوحشية مايكون الا من اشخاص مغيبين
الذهن اما مؤقتا بالحبوب والمخدرات .. او بشكل دائم بسبب امراض عقلية او
نفسية .. عموما هذا رقم صديقي طبيب في مستشفى الصحة النفسية .. ابي
منك وعد تاخذها له بمجرد خروجها من المستشفى حتى لو رفضت انها تروح
وانا راح اكلمه واشرح له اوضاعها كلها ..
ابتسم له وقام يشكره .. طلع من عنده وهو يضحك بداخله على اسألته اذا كان
الضرب في نظرهم لهالاسباب معناها كل العائلة مريضة نفسيا او عقليا لان
الكل يضربها بدون استثناء ..
رجع لها غرفتها وشاف ابوها عندها وهي نايمة سلم عليه وقعد جنبها : متى
وصلت ؟
كان يناظر وجهها المبقع بألوان مختلفة وراسها الملفوف بشاش مغطي اغلبه
وابرة المغذي المغروزة بيدها : توني من شوي .. وش مسوية هالمرة ؟
ناظره باستهزاء : وبتحطها على راسها المسكينة مثل كل مرة ؟ اسألك بالله
انت عمرك شفتها تسوي شي اصلا عشان تغلط ... راضية بحالها وساكتة
ولا عمرها اشتكت واذا صار الغلط وانطقت بعد حطيتو اللوم عليها .. ياخي
خاف ربك فيها تراها بنتك من لحمك ودمك ماجبتها من الشارع ..
انقهر من اسلوبه معاه وهو يجادله صر على اسنانه وقال له بغيض : ومن
انت عشان تعلمني شلون اتصرف معها .. وانا وش يدريني اصلا انها بنتي
يمكن تكون بنته هو ..
وقف يقاطعه : ومادامك ماتأكدت اذا هي بنتك او لا .. ليش ماخليتها تروح
عند امها اللي ولدتها على الاقل هي متأكدة انها بنتها .. ورحمتها منك ومن
مرتك وعيالك اللي ماريحوها ..
قرب منه ومسكه من رقبته : مالك شغل بحياتي .. اسوي اللي ابي وهالبنت
بربيها على كيفي واذا تظن انها بتتمرد علي وتمشي طريق امها بذبحها قبل
تفضحني بين الناس ..
كتمت انفاسها وهي تسمع نقاشهم الهامس " يمكن تكون بنته هو ! " ترددت
هالكلمة بداخلها .. طعنة جديدة اوجعتها .. انتظرت عمرها كله تبي تعرف
شي عن امها .. ويوم عرفت اليوم شي عنها لقت نفسها في دوامة جديدة ..
من هو ابوها .. وهاللي عاشت عمرها معاه ورباها من يكون بالنسبة لها ..
هنا جاوز الألم حدود احتمالها .. كان ودها تصرخ فيهم تبي تبعدهم عنها
تبي ترتاح من هالحياة اللي تعيشها حتى عمها اللي تحبه يمكن يكون شخص
غريب بالنسبة لها .. ومجرد ما اختفت اصواتهم وعرفت انهم طلعو من
الغرفة .. بدت تسترجع كل الكلام اللي سمعته .. ابوها ماكان الرجل الوحيد
بحياة امها .. او بالاصح هالرجل الغريب اللي ماتدري وش صلة القرابة
بينهم ..
دخلت عليها الممرضة مبتسمة وبيدها الابرة المسكنة شافتها تحرك يدينها
وكأنها بتقوم .. : ايه ..؟ عاوزة اية ؟
مسحت دموعها بيدها : ابي اموت .. تكفون خلوني اموت .. مابي اعيش
مسكت يدها ووقفت جنبها تتأملها كل من يشوفها يعرف في ملامحها حالة
الضياع اللي تعيشها .. واستها بكلمات كانت في نظرها مالها اي قيمة تذكر
الا انها تحصيل حاصل شي يقال ويتكرر وبالاخير راح ترجع لنفس العذاب
اللي تعيشه .. نفس الألم يتكرر باختلاف نوع العذاب بكل مرة .. ام مجهولة
وقذف في العرض والشرف .. تعذيب جسدي ونفسي واخيرا اب مجهول
الهوية هو الآخر .. غمضت عيونها وهي تحس بوخز الابرة الخفيف وفي
داخلها صراعات مؤلمة جدا ..
/
\
/
\
بعد غيابه اللي امتد لفترة مو قصيرة رجع هاليوم .. كان مرهق نفسيا ومحتاج
للراحة .. تغيب اسبوع واجبرته عملية الزايدة ان يتغيب اسبوع آخر .. ماكان
ابد يفضل الهروب .. لكن في حالته الهروب ارحم له بكثير من الصراحة القاتلة
صعب جدا انك تخذل شخص كيف اذا خذلت عائلة بأكملها هنا بالنسبة له تكمن
قمة الصعوبة .. يحس انه خذلها هي واهلها وابوها المقعد .. ماكان يملك خيار
ثاني ابد .. كان صادق في مشاعره ولكنه اخطأ بتسرعه .. وحبه الوليد دفن في
مهده بسبب عادات بالية اكل عليها الزمان وشرب ومادام خطى كل الخطوات
بنفسه بكل شجاعة .. هالخطوة لازم يستجمع كل شجاعته وينهيها .. كان شعور
مخجل بالنسبة له لكن افضل بكثير من الهروب .. : السلام عليكم ..
ابتسامة فرح اعتلت وجهه وهو يشوفه جاي بعد طول انتظار : وعليكم السلام
مد له يد يصافحه .. لكنه دنق عليه يحب راسه : شلونك ياعم عساك بخير ؟
مازالت ابتسامته النقية تزين وجهه البادية عليه علامات الكبر ومتاعب الدنيا
وهمومها : بخير وانا عمك .. يالله لك الحمد ..
كان يحس انه مجرم بهاللحظة ملامح الفرحة اللي بادية على وجهه متأكد انها
راح تختفي بعد دقائق بس .. ماكان يبي هالحلم ينتهي بهالمكان لكن لازم يكون
صارم بقراره ومع الأيام قد تغتفر غلطته : والله مادري وش اقول لك ياعم
بس ان شاء الله انك تقدر وضعي وتفهمني ..
شاف تغير ملامح وجهه وحس بتأنيب ضمير كبير .. تردد كثير قبل مايكمل
كلامه : انا كلمت الأهل على موضوع الخطبة .. لكن الوالد رافض اخذ من
برا العايلة .. ويبيني اخذ من بنات عمي وانا ما اقدر اكسر كلمته .. " ماكان
يبي يقول له سبب ابوه للرفض .. ماكان يبي يكبر المشاكل يكفي ان الرفض
بحد ذاته موجع " ادري انه مالي حق اجي اقول هالكلام الحين ويشهد علي
ربي اني ماجيت لكم ولا خطبت وتكلمت الا وانا شاري بنتكم بس الله ماكتب ..
وماجيت اليوم الا ابيك تعرف بكل اللي صار وابيك تعذرني .. ادري انه مالي
عذر ولا فيه شي يشفع لي ..
اشر له يسكت كان الكلام كافي انه يوضح له كل الموضوع شافه مرتبك ومو
عارف يرتب كلامه .. كان واضح عليه الاحراج مو عارف يجمع كلامه زين
او حتى ينسقه : الحمدلله على كل حال .. مسموح ياولدي روح الله يسهل لك
دربك .. وبنتي بيجيها نصيبها الله اللي خلقها قسم لها رزقها ومحد موقفه ابد..
نبرة الخذلان اللي لمسها بصوته كانت مؤلمة بالنسبة له كره نفسه كره كل شي
وقف بينه وبينها .. كان فعلا يبيها بس اللي يصير غصب عنه ومهما صار ما
يقدر يغضب ابوه لأي سبب من الاسباب .. ممكن مع الأيام ينساها ويروح كلن
لنصيبه .. فرك يدينه بتوتر ماكان يدري اذا يحق له بهالطلب او لا .. : والله
اني جاي اقول لك اليوم عشان لا تقول ماهو قد كلمته .. وماتتصور وش كثر
هالموقف صعب علي .. بس ابيك تعرف اني بحاول اقنع ابوي برغبتي واذا
الله كاتب لي نصيب معاها باخذها .. بس مابي اوقف في طريقها متى ماجاها
نصيبها الله يوفقها ..
كان هالكلام يطعن بقلبه قبل يتكلم فيه .. كان اصعب شعور له هو انه خذلها
مايدري الحين لو عرفت باللي صار وش يكون موقفها .. غمض عيونه مايبي
يفكر اكثر .. الجلسة اليوم مختلفة كثير عن اللي قبل .. فرق شاسع مابين بداية
حلم .. وبين قتله على الطريقة التقليدية .. اعجب بشجاعة الشخص اللي جالس
قدامه كيف انه تقبل الموضوع ومارفع صوته او كبر المشكلة .. ماكان يدري
انه تعرض في حياته لمتاعب اكبر علمته الصبر حتى في اصعب الظروف ..
تسائل بداخله اي قلب مثقل بالجراح يحمل هالانسان ومع ذلك يبتسم في وجه
اقسى الظروف حس انه اليوم مجرم قتل الفرحة في قلب يستحقها وبجدارة
مايدري وش الكلام اللي دار بعدها كان شعور القهر بداخله مسيطر عليه ومو
مخليه يركز باللي حوله ابد استأذنه راجع بخطوات مكسورة .. مايبي يلتفت
وراه ويشوف وش اللي خلفه قراره المتسرع ركب سيارته راجع لشقته اللي
تجمعه مع مجموعة المدرسين .. ورغم احساس الألم الكبير اللي بداخله الا انه
ارتاح من التفكير في هالموضوع اللي اتعبه من فترة .. ممكن تكون صراحته
موجعة .. لكنها اهون من الانتظار اللي ماينعرف وش تاليه ..
/
\
/
\
رغم انها طلعت مع خواتها وبنات عمها من بعد صلاة العصر لوحدة من بنات
الديرة يقضون وقت العصر عندها ويتقهوون الا انه فكرها كان مشغول باللي
جاي لابوها .. تعليقات البنات عليها كانت تزيد الفرحة بقلبها .. بداخلها كبر
شعور الفرح انه رجع لها وماخذل انتظارها ابد .. انتبهت من سرحانها على
صوت سارة اللي تقول بأسى : راحت نورة والحين انتي وانا متى يجيني حظي
واعرس واروح للرياض ..
كانت حاطة يدها على خدها وتناظرها : وراتس ماطريتي العرس الا عقب ما
جانا نصيبنا انا ونورة ... ولا قبل راضية بحالتس وماتكلمتي ..
تكملت بحماس : قبل ماكنت اظن احد بيخطبنا الا من الديرة .. بس دامه جاتس
نصيبتس وجا لنورة بعد وش اللي قاصرني مايجيني واحد من الرياض يخطبني ..
كانت اوقات تكره فيها مقارناتها الكثيرة واللي تحسسها انها تحسدهم على نصيبهم
اللي جاهم : النصيب الله اللي كاتبه .. لو سعيتي بيديتس ورجلينتس غير اللي الله
كاتبه مابيجيتس مير اركدي وعن الطفاقة والحسد ..
شهقت وضربت على صدرها : افااا يابنت عمي الحين انا احسدكن ؟ والله اني
مابي الا مثل حظن ..
قاطعتها وهي تضحك : هذاتس قلتيها الحين حاسدتنا على حظنا وكل ماقمتي و
قعدتي قلتي ليش يجيكن وانا مايجيني ..
قربت منها شيخة ومسكتها مع يدها .. وتكلمت بهمس : فضحتونا اسكتن يامال
الصلاح .. هرجكن الفاضي قولوه لا رجعنا هالحين كلن بيحتسي عنكن ..
بعدت يدها عنها وقالت بجدية : وشوله اسكت انا .. سكتيها هي اللي من جلسنا
وهي حظتس وحظتس .. وش حظه ياحسرة هاللي تحتسي عنه ..
عم الصمت المكان والكل انتبهو لهالنقاش الحاد .. كانت الجلسة فيها مجموعة
من بنات الديرة القريبات منهم واللي حتى علاقتهم فيهم مو ذاك الزود .. لكن
هالنقاش خلا الكل ينتبه لهم ويركز على كلامهم .. قامت موضي على طول
طالعة لانها تعرف سارة لسانها طويل ومستحيل تطلع من هالحرب خسرانة
بتقعد تراددها بالكلام وبتكبر السالفة .. لبست عباتها وتغطت وطلعت .. مشت
وراها هيا ومسكتها مع يدها .. صرخت فيها : هيونة وخري عني مالي خلق
احد لا تخليني احط حرتي فيتس ..
شدتها بقوة ووقفتها : ويهون عليتس تغلطين علي وانا مالي ذنب .. بعدين وين
تروحين له والرجال قاعد مع عمي عند بيتكم .. ياموضي سارة وتعرفينها من
زمان ماهوب اول مرة وهذا حتسيها .. تعوذي من ابليس وارجعي معي نقعد
معهن ونسولف الين يذن المغرب ..
ابتسمت بخاطرها على كلامها : برجع عشانتس انتي .. ولا اختس ذي يبي لها
من يقص لسانها ..
رجعو ثنتينهم وقعدو مع البنات .. كانت جالسة بين شيخة وهيا وماتناظر سارة
ابد .. ماكانت تبي تحتك فيها لانها ماتبي تزعل منها وتكبر بينهم المشاكل مع
الوقت بيروح كل اللي بخاطرها وبتسولف معاها وتضحك مثل كل مرة بعد
مشاحناتهم .. بعد ماغربت الشمس رجعو كل البنات لبيوتهم كانت تحس بلهفة
كبيرة تبي تعرف وش صار عليه اتفاق ابوها معاه .. وكل ماقربت من البيت
تزيد نبضات قلبها تسارع وقوة ماشافت ابوها بالخارج وسارعت خطواتها
تبي تسمع الاخبار منه .. دخلو البيت ودخلت تتوضا وهي تسمع اذان المغرب
كانت تشوف نظرات ابوها لها وهي تدري انه ماراح يتكلم الا بعد مايصلي ..
ورغم هذا كانت لهفتها اكبر من احتمالها كانت تتمنى لو بيدها تروح وتسأله
عن كل التفاصيل .. ومتى موعد العرس ومتى اهله بيجون .. لكن كبتت كل
هاللهفة تنتظره يكلمها بنفسه .. صلت المغرب بغرفتهم وقعدت تسبح مكانها
سمعت صوته بالصالة يناديها .. حست قلبها طاير فرح كان ودها انها تسابق
الوقت وتروح له بس هدت نفسها وطلعت له : سم يبه ..
اشر لها على مكان جنبه : تعالي وانا ابوتس ..
تذكرت نورة وموقفها يوم قال لها على خطبتها .. وتمنت وقتها تعرف اذا
هي مبسوطة او تعيش بحزن قعدت جنبه وهي منزلة راسها منتظرته يتكلم
ويقول لها كل التفاصيل .. ماطال انتظارها قبل ماتبدأ تسمع الطلقات اللي
قتلت حبها البريء : يابنيتي الظاهر مالتس نصيب مع الرجال .. ابوه يبيه
ياخذ وحدتن من بنات عمه .. والولد مايبي يكسر كلمه ابوه ..
رفعت راسها مصدومة تبي تستوعب اللي سمعته .. ماكانت تبي تصدق اللي
انقال يمكن لو ما جا من الاساس كان ارحم من انه يجي وتبني كل احلامها
عليه وبالآخر تضيع هالاحلام كلها .. ورغم كلام المواساة اللي تسمعه الا
انها تحس بجرح اكبر بداخلها من كل كلام ممكن ينقال الحين .. ابتسمت
وهي تخفي اوجاعها قامت وحبت راسه وقالت بكل هدوء : الحمدلله على
كل حال .. لا يضيق صدرك يبه ولا يتكدر خاطرك ولا انا ماعلي اصلا
انا مابي اروح عنكم بعدين شلون اعرس وشيخة مابعد اعرست وهي اكبر
مني ..
قاومت دمعتها لا تنزل وابتسمت لكل العيون اللي تناظرها وراحت للغرفة
على طول .. قعدت تلم الغسيل اللي تبي تغسله شافت شيخة تدخل الغرفة
وابتسمت لها .. : وين هدومتس اغسلهن معي ؟
مسكتها من يدها وجلستها : موضي لا تكتمين ضيقتس بقلبتس .. صيحي
وربي بترتاحين ..
بعدتها عنها وهي تقوم : ومن قال لتس اني بصيح وانا اعرفه ولا اعرف
من هو ولده عشان اصيح عليه ..
لاحظت رجفة صوتها .. كانت تدري باحساس الخذلان اللي تعيشه سبقتها
بهالتجربة قبل وتعرف بالضبط وش هو احساسها : تراه يبيتس قال لابوي
انه مايبي غيرتس ..
التفتت عليها بعصبية وقربت منها ماتبي احد يسمعها : لا تلعبين علي يا
شيخة .. باتسر يعرس على بنت عمه وينساني .. ومن اللي قال لتس انه
يبيني ابوي ماقال شي انا سمعت كل شي بأذوني يقول انه يبي بنت عمه
مسكتها من كتوفها وجلستها بالقوة شافتها ترتجف من عصبيتها : موضي
اسمعيني ولا تقهرين نفستس .. تراه راح وهو يبيتس ولو قدر يقنع ابوه
بيرجع لتس .. والله ان امي تقوله ..
هزت راسها بالنفي وهي تبلع ريقها : مابيه .. والله ماعاد ابيه ..
كانت عيونها مليانة دموع .. وهي مركزة نظرها على شيخة .. واول
ماغمضتها تساقطت بغزارة على خدودها .. كانت تبكي حبها اللي انتهى
بهاللحظة .. هي كانت حاسة انه غيابه لسبب كانت متأكدة ان اهله رفضو
دايم احساسها صادق وعمره ماكذب عليها .. وهالمرة رغم انها كرهت
هالاحساس الا انه كان صادق .. انتبهت لسارة اللي جالسة جنبها وهي
لابسة جلالها ودموعها بعيونها : موضي ورب البيت مانيب احسدتس
على حظتس والله اني ابي لتس السعادة .. وحتسيي اللي قلته بس تمنيت
حظي يزين انا بعد .. تكفين لا يجي بخاطرتس شي علي وربي من قالت
لي امي دموعي ماوقفن ..
مسحت دموعها وهي مبتسمة : علامكن يابنات الا تبون تصيحوني ..
" قامت وسحبت سارة من يدها " .. تعالي نغسل غسيلنا الليل توه بأوله ..
راحت معاها سارة تبي تضيع معاها الوقت .. تبي تشغلها بأي شي ولا
انها تفكر بحياتها واللي صار لها اما شيخة كانت تناظرها بألم ولو انها
حسدتها على قوتها .. رغم الموقف اللي انحطت فيه الا ان ابتسامتها ما
فارقتها وقدرت تطلع من الموضوع بدون ادنى نقاش .. تدري انها راح
تتألم فترة مو بسيطة .. لكن اللي واضح عليها انها تبي هالمشاعر بينها
وبين نفسها ..
اما موضي اللي كانت قاعدة عند طشت الغسيل وتغسل ملابسهم وطول
الوقت تسولف مع سارة وكأنه مافي شي صار ابد رغم انه داخلها كان
يصرخ ويتعذب الا انها قاومت كل احاسيسها .. ماتبي تزيد فوق هموم
امها وابوها هموم اكبر من احتمالهم .. بعد مانام الكل راحت لفراشها ..
انسدحت جنب منيرة اللي تنام جنبها بكل ليلة وعطتها ظهرها وبدت اولى
فصول بكائها المرير على حبها اللي انتهى .. حطت يدها على فمها تكتم
صوت شهقاتها .. واحساس الضيق بداخلها يكبر مع هالهدوء القاتل كانت
متأكدة ان اي صوت ممكن تصدره بيسمعه كل من في الغرفة ماقدرت
ابد تنام .. قامت بكل هدوء وتوضت كانت تحس الضيق اللي بصدرها
اكبر من حدود احتمالها .. فرشت سجادتها وبدت تصلي الليل ترتجي
رحمة ربها وغفرانه .. رفعت يدينها للسما ودعت ربي يخفف عليها اللي
تحسه بهاللحظة .. " اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها " ..
/
\
/
\
جالسة بجناحها طفشانة ماتبي تطلع وتضايقهم بطلعتها .. الحين صار لها
اسبوعين من تزوجت .. والحفلة راح تكون بعد نهاية الاختبارات .. مافي
جديد تغير بحياتها الا انها تعودت عليه اكثر وصارت تسولف معاه اكثر
من اول .. ولو انه مازال على صمته اغلب الاوقات .. سمعت صوت طق
خفيف على الباب .. حست بفرحة كبيرة وقامت تفتحه على طول ابتسمت
اول ماشافت لمياء واقفة تناظرها .. : السلام عليكم ..
سلمت عليها وهي فرحانة فيها : يالله ان تحيها والله اني زهقت بلحالي و
جابتس الله لي ..
ميلت راسها وهي تشوف فرحتها : ادخل ولا بتخليني واقفة عند الباب ؟
ابتسمت بخجل وهي تدخلها لداخل الجناح : اعذريني والله من الربكة مدري
وش اقول .. حياتس البيت بيتس ..
جلسو ثنتينهم بصالة الجناح وبادرتها لمياء بالكلام : جايبة لك سلام كثير
من اهلك وامك وخواتك ..
لمعت الفرحة بعيونها وهي تقول بلهفة : شلونهن وشلون الديرة ؟ وابوي
وش مسوي؟ واهل الديرة كلهم تكفين وش هي اخبارهم ؟
ماحبت تقول لها على سالفة موضي اللي عرفتها يوم جاتهم البيت ماتبي
تكدر خاطرها وهي توها عروس .. : بخير وعافية .. ويسلمون عليك
" فتحت شنطتها وطلعت مجموعة اوراق " وهذي رسايلهم ..
مدت يدها بكل لهفة وخدتهم .. بدت تفتح الاوراق وتقراهم تقوس فمها
وهي تقرا حروفهم وبدت الدموع تتجمع بعيونها .. كانت تبتسم وتقطب
حسب الكلام اللي تقراه .. لاول مرة تلاحظ هالشي عليها وجهها مراية
صافية تعكس اللي بداخلها بكل وضوح .. حطتهم جنبها ورفعت راسها
تناظرها : عسى الله مايحرمني منهم .. " ابتسمت لها وهي تقاوم رجفة
شفايفها " شلونتس انتي ؟ عساتس طيبة ؟
مدت يدها ومسكت يد نورة : انا بخير .. " وبعد تردد " نورة ..
نورة : سمي ..
تأملتها لثواني وقالت بعدها : الحين انتي تقابلين طلال كذا ؟
ناظرت نفسها وهي لابسة تنورة بيج مع توب باكمام طويلة لونه بني ..
وشعرها لامته كله على ورى .. : ايه
ضحكت ضحكة خفيفة : نورة تراه رجلك مو واحد غريب الله يهداك
انتي لازم تلبسين له .. يعني لبس دلع شوي ترى اذا مالقى هالشي عندك
بيدوره عند غيرك .. لاتخلينه يناظر احد وانتي موجودة ..
حست بكلامها يحرك كل احاسيسها اللي بداخلها وقالت بخجل : شلون
البس له يعني ؟ لمياء والله اني استحي منه ..
قامت ومسكت يدها تقومها : مع اني للحين ماجربت وضعك بس بعد
لازم تخلينه يموت عليك ومايناظر غيرك .. انتي قمر بس لازم يشوف
انك تتجملين له ..
وصلو لغرفة الملابس فتشت بين الملابس اللي شرتها لها هي والبنات
يوم يجهزون لها سحبت فستان تركواز مموج قصير وطلعته لها تبيها
تشوفه : شرايك ؟
فتحت عيونها متفاجأة : وشو ؟ " واول ما انتبهت لابتسامتها ركضت
طالعة من غرفة الملابس " لا والله ما البسه صاحية انتي والله لاموت
مكاني ولا لبسته ..
طلعت وراها وهي ميتة ضحك عليها : نورة تكفين تعالي .. يابنت الناس
خلينا نتفاهم بالأول وبعدها احلفي على كيفك ..
قعدت بكل قوتها : الظاهر انتس انهبلتي شلون امشي واتحرك وهذا علي
لا .. يالمياء دوري لي غيره ..
جاتهم سما تركض وهي تسمع اصواتهم : هلا والله لمو عندنا .. اعترفو
وش عندكم ..
وقبل تقعد مسكتها لمياء تقومها : قومي سلمي بالأول وبعدها ضفي وجهك
هذي السوالف للكبار .. يالله توكلي ..
مسكت نورة بيد سما : لا خليها تقعد وتفكني من شرتس والله انتس بتطلعين
الشيب براسي .. ياناس فكوني منها هذي تبيني افصخ الحيا ..
كانت لمياء ميتة ضحك على خجلها وحركاتها العفوية : يابنت الناس وش
تفصخين الحيا هذا رجلك لو مالبستي له انتي من يلبس له .. بعدين هذا مو
عاري مرة .. خليت العاري بعدين خلينا بالاول نفك العقدة شوي شوي ..
ضحكت سما بصوت عالي : اجل هذا سبب صراخكم .. عادي ياشيخة انا
البس اقصر من هذا عنده ..
طقتها لمياء على راسها : لانك فاصخة الحيا .. يالله عاد يانورة لاتصيرين
عنيدة ترى ماتعيشين معاه .. عاد هو والعناد توأم ..
هزت راسها بالنفي .. وراحت سما تفتح التلفزيون .. ناظرتها لمياء مقهورة
منها على برودها : سموي تعالي ساعديني اقنعها .. وربي هالبنت عنيدة ..
قعدت تقلب بالقنوات وطلع لها مسلسل خلت عليه ونادت على نورة تجي
تجلس جنبها .. وجاتهم لمياء متنرفزة من حركاتهم : نورة ؟ الحين هذي
بعمرك يوم تسمعين لها وتطنشيني ؟
ضحكت سما وهي تناظر نورة .. : تخيلي كل يوم طلول يناظر بهالممثلات
وكشختهم ..
فتحت عيونها تناظر التلفزيون والتفتت بعدها على سما : عن النصب عاد
ما اشوفه الا يحط على الاخبار ..
مسكتها لمياء من يدها تقومها : ايه بلاك ماتدرين وش يشوف من وراك ..
تعوذي من ابليس وتعالي اكشخك .. والله لاخليه اليوم ينهبل عليك ..
كانت كاتمة ضحكتها طول الوقت ووجهها صاير احمر من الاحراج مشت
وراها ودخلو غرفتها .. راحت لمياء للتسريحة وجلستها على الكرسي ..
وبدت تحط لها شوي ميك اب .. : نورة حبيبتي كل يوم بدل هالجلسة لحالك
شوفي سما ولا رسيل تعلمك تحطين مكياج " وعشان ماتحرجها : انا
للحين ما اعرف اسويه تمام .. بس رسيل ماشاء الله عليها محترفة وتضبطه
تمام .. هي اللي علمتني وانتي شوي شوي بتصيرين تعرفين تحطين لمسات
خفيفة تزينك ..
سما وهي تمسك شعر نورة الطويل : وشعرك لازم تقصينه بعد ..
التفتت على سما بسرعة : لا مانيب قاصته ..
مسكتها لمياء مع دقنها ولفتها عليها : مو تقصينه بس يعني تدرجينه ..يصير
فيه طبقات .. بيكون احلى وتغيرين لوك ..
كانت تسمع لهم وبعض الكلمات الانجليزية ماتفهمها بس فضلت تسكت ولا
تسأل وش معاني هالكلمات .. واستسلمت لرغبتهم انهم يغيرون من شكلها
شوي كانت عنيدة اوقات لكن اذ وصل الامر عند طلال تتنازل عن هالعناد
وترضخ لهم .. طلعو من عندها وقعدت بجناحها تناظر التلفزيون ..
/
\
/
\
وصل بعد صلاة العشا للبيت .. شاف امه وخواته ولمياء قاعدين بالصالة
مايدري ليش انقهر انه ماشاف نورة معاهم .. يمكن لانه يبيها تختلط باهله
وتعيش حياتها طبيعية مثل ماكانت مع اهلها .. : السلام عليكم ..
ردو عليه السلام وقرب من امه حب راسها وسلم بعدها على لمياء وجلس
جنب امه : شلونك يمه ؟
ابتسمت له وهي تعيش هالايام اسعد ايام حياتها .. شوفته مستقر وزوجته
معاهم بنفس البيت .. كانت احلى امنية ترددت في بالها السنوات الاخيرة ..
وتعبت الى ان حقق لها هالامنية : انا بخير انت شلونك ؟
سحب الريموت من يد سما وحط على قناة " العربية " قناته المفضلة على
طول التفتو سما ولمياء لبعضهم وابتسمو ... : الحمدلله بخير ..
كان وده يسأل عنها بس مايدري ليه مايبي يبين لاحد اهتمامه فيها .. تكلمت
امه : طلال الله يهداك وانت توك معرس ماتركت اشغالك ؟ المسكينة مخليها
لا تاخذها ولا توديها هذا وانتو بثاني اسبوع تراها ماعاشت قبل ولا شافت
دنيا .. وتوها ماتعودت علينا ولا على الناس لا تصير حتى انت بعيد عنها..
هز راسه بدون مايلتفت لها : ان شاء الله ..
تكلمت لمياء مقهورة من بروده : طيب روح اقعد معاها ونسها ليش مخليها
لحالها ؟
التفت لها ورفع حاجبه يناظرها : ليش مانزلت تقعد معاكم ..
ردت عليه سما : كنا عندها فوق تونا من شوي نزلنا .. الظاهر انها تنتظرك
رجع يطالع الاخبار وهو متجاهل تهامسهم وراه .. ماكان يبي يقوم لها على
طول بعد كلامهم .. وبنفس الوقت يبي يطلع قبل يجي ابوه ويضطر انه يقعد
معاه .. دقايق واستأذنهم طالع لجناحهم .. اول مادخل شافها جالسة تتابع لها
برنامج .. على طول من شافته حست باحراج فظيع .. كانت دايم تقوم له اذا
جا .. بس اليوم ماقدرت تقوم ... اول ماشافها ابتسم " اجل لاعبتها صح لمو
ياحبي لها هالبنت " قرب منها وباس خدها : مساء الورد ..
وقف يناظرها .. ينتظر منها اي رد عليه بس حس انها منحرجة من هاللبس
دخل الغرفة ومسكت خدودها تتحسس حرارتها من قربه منها وقف عند باب
الغرفة : نورة .. " رفعت نظرها له وابتسم لها " تعالي شوي ..
قامت وراحت له شافته فاصخ شماغه وواقف يفك ازرار ثوبه : هلا
مسكها من يدها وقربها منه .. نزلت راسها على طول رفع خصلات شعرها
اللي نزلت على وجهها : الى هالحين تستحين مني ؟
ماردت عليه رغم انها صارت تسولف معاه بالفترة الاخيرة بس لبسها اليوم
مخليها مستحية من وقفتها معاه .. ركز نظره فيها : طيب ناظريني شوي
بس .. ليش تنحرجين مني ؟
ناظرته بابتسامة : لانك تحب تحرجني ..
هز راسه بإيه : تصيرين احلى .. " ناظرها من فوق لتحت " وين مخبية عني
هالزين كله ؟
دفته عنها شوي : طلاااااال ..
ضحك وهو يشوفها : تعالي والله بقول لك شي قبل ..
" انتظرها تجي تقرب منه بس شافها للحين بمكانها " خلاص ماعاد امدحك ابد
انا اول مرة بحياتي اسمع انه فيه بنت ماتحب المدح .. ولا تقولين بعدين ليش
ماتسولف معاي وماتعطيني وجه .. انتي اللي ماتبيني اسولف معك ..
" مد يده لها وكمل كلامه " يالله ماعلينا تعالي اجلسي جنبي ..
جلست جنبه على السرير وهي تهمس : انت تبيها من الله ..
لاول مرة من تزوجو يشوف حنين مكانها .. ماكان اللي بقلبه شوق لها كثر
مايحس انه مجرد ذكراها تهدده انه مايتمادى مع نورة اكثر عشان لا تقابله
بنفس المعاملة .. مايبي يضعف قدامها وتستهين فيه وتتخلى عنه .. رغم انه
للحين مابعد عرف اطباعها واسلوبها بالحياة ولا حتى مبادئها واولياتها بس
مايبي يفشل بهالتجربة بنفس طريقة فشله في تجربته السابقة .. حست بيده
تضغط على يدها بقوة سحبتها من يده وانتبه من سرحانه على هالحركة : ان
شاء الله الاسبوع الجاي بيسوون حفلة كبيرة عندنا هنا بالبيت .. عازمين كل
معارفنا واقاربنا .. وهالحفلة لك انتي مابي اقول لك ابيك تكونين احلى وحدة
لان هالأمور انتي ابخص فيها وتعرفين شلون العالم يشوفونك ..
ابتسمت له بعذوبة رغم توترها تجاهل ابتسامتها وكمل كلامه : المعازيم راح
يكونون كثير يعني ضعف اللي كانو بالزواج ويمكن بعد اكثر ادري انه بيكون
صعب عليك بس امي وخواتي موجودات وانا داري انهم مو مخلينك .. اللي
ابيه منك تكونين قوية وتفرضين وجودك .. وتجاهلي اي همز ولمز ممكن
يدور حولك ..
ماتدري ليه كلامه خوفها من هالمجتمع اللي بتشوفه معقولة هالبيت هم صورة
حسنة عن اللي بالخارج ومساوئهم .. هل هم من نفس نمونة رسيل او اكثر
شراسة تمنت بهذيك اللحظة اهلها يكونون معاها بس ماتكون وحيدة في مواجهة
عالم جديد تجهله .. حس بالصراع اللي فيها وتكلم يطمنها : لا تخافين انا بس
ابي اهيئك قبل ماتتفاجأين فيهم .. ولا تراهم ناس مثل كل الناس ..
طالعت بعيونه اللي تناظرها : مدري ليش احس انه ورا هالحتسي شي .. بس
ان شاء الله ربي ييسر امري ..
سمعو صوت طرقات مستعجلة على الباب قومها وهي يقوم معاها : روحي
افتحي الباب وانا ببدل واجيك ..
قعدت مكانها على طول : لا مابي اروح .. روح انت شلون اطلع وهذا شكلي
طلع بدون مايرد عليها .. اول مافتح الباب طلعت بوجهه سما وهي شايلة صحن
العشا ومعاها الشغالة اللي شايلة باقي الاغراض بابتسامة واسعة : هذا عشاكم
شد شعرها بيده : وانتي عمرك جيتي لي ولا طقيتي بابي .. ولا كل هذا لقافة
تجري بدمك ..
بعدت عنه وهي تدافع عن نفسها : لا والله امي قالت لي ودي لهم العشى فوق ..
فتح لهم الباب يبيهم يدخلونه .. كانت عيونها تتلفت تدورها مع انها اول ماشافت
وجهه العابس حقدت عليه .. حطو العشى على الطاولة ورتبت الشغالة الصحون
والملاعق وطلعو .. صوت لها من الصالة : خلاص راحو .. تعالي تعشي ..
شافها وهي تمشي منحرجة وقعد يطالعها كان يدري انها بتنحرج منه اكثر بس
يبيها تتعود عليه اكثر جلست معاه وبدت هي تسولف : جاية تشوفني ؟ " كملت
وهي تشوف ابتسامته " كانت عندي هي وابلة لمياء قبل لا تجي ..
كان عارف هالشي من شاف تغير شكلها : اجل ليش مستحية تفتحين الباب ؟
وبعدين اسمها لمياء .. ليش الرسمية بزيادة ..
ماكانت تحب تاكل اذا صار يناظرها .. ومجرد ماتشوفه منشغل بالاكل تبدا
تاكل براحتها : خفت انها خالتي اللي جاية " وفجأة تذكرت وتكلمت بحماس "
جابت لي رسايل من خواتي وبنات عمي .. كلهن كاتبات لي وش يصير معهن
كل يوم ..
شاف بعيونها فرحة كبيرة وهي تسولف عنهم .. كانت تقول له كل وحدة وش
كتبت لها وتضحك ومن بين تعليقاتها كانت تسولف عن كل وحدة فيهم وش
تعني لها .. كان يسمع الكلام بس كان غارق في بحر عيونها .. بداخلها لمعة
براءة تجذبه بشكل كبير حتى لو تجاهلها ..
/
\
/
\
كانت معصبة ومتنرفزة من الكلام اللي تسمعه .. مو من طبعها انها تعصب
او تتكلم بصوت عالي دايم وهي الانسانة الهادية اللي تتحمل كل شي وتسكت
بس هالمرة ماراح تتحمل الظلم وترضى فيه .. : الحين انت من جدك تقول
لي هالكلام ؟ يعني شلون بيمنعني اتزوج اللي ابي .. على الاقل آخذ ولد خالي
ولا اتزوج واحد من ربعه واتعذب عمري كله ..
حاول انه يهديها ويفهمها كل شي بهدوء : يادانا افهميني هو ماقال شي ..بس
يوم تهاوش هو وخالي قال له انه مايبيك تاخذين يزيد .. وبناته ماراح يزوجهم
الا اللي يرضاهم يعني ماراح يجبرك على احد صدقيني ..
قاطعته بنرفزه : كلها نفس المعنى يعني يبي يزوجني من اللي يعرفهم ويزيد
مستحيل اتزوجه ..
يوم انتبه لسكوتها تكلم : انتي تبين يزيد ؟
ترددت بالاول بعدها قالت بهدوء : مو مهم من يكون يزيد او غيره .. بس
تكفى مابي اي احد يجيني من طرفه .. مابي اي احد هو يعرفه ..
قاطعها بسرعة : يعني موافقة على يزيد ؟
تكلمت قبل تتراجع بآخر لحظة : ايه
عادل : اجل نملك على يزيد بكرة .. واي وقت تبين الزواج حتى لو بعد سنة
براحتك بس اهم شي تكونين متملكة ومايقدر يجبرك على شي ..
ترددت كثير قبل ترد عليه انتظرها لدقيقة وبعدها تكلم : والله ماراح تلقين احسن
منه وانا اعرفه .. راح يفهمك وينسيك حياتك اللي قبل عشتيها ..
غمضت عيونها بقوة وهي تستجمع قوتها : زين .. بس العرس مابيه الين اكون
مقتنعة اني ارتحت لوضعنا بالاول ومابي احد يضغط علي ابد .. ومابي اشوفه
الحين .. ولا حتى ابي اكلمه .. بس ملكة .. " وتذكرت بآخر لحظة " ايه تعال
شلون نملك بدون فحص .. مايصير ..
ضحك على غبائه : اوف مادري شلون راحت من بالي .. اجل تروحون بكرة
تسوون التحاليل .. وان شاء الله كلها يومين وتطلع .. دنو تكفين ابي الموضوع
يخلص وارتاح وربي اني شايل هم يطلع لنا ابوي بالسالفة لا عرف ..
تنفست بعمق .. وزفرت كل الهموم اللي بداخلها : اوكي على خير ان شاء الله
عسى الله بس يسهل امورنا كلها ..
كان هالقرار بالنسبة لها صعب لكن تجاوزته بكل سهولة مجرد مانطقه لسانها
رغم انها تسمع صوت نبضات قلبها اللي تحس انه بيطلع من مكانه .. الا انها
بدت تخف تدريجيا بعد ما اعلنت موافقتها .. ماقالت شي لامها تمددت بفراشها
وتركت هالمهمة لعادل يوصل لها كل اللي صار ..
ماعرفت تنام مثل الاوادم وهي كل ساعة صاحية تتقلب .. كان النوم مرهق
لها اكثر من انه يكون راحة .. وكل مافتحت عينها رجعت لها ذكريات ابوها
وبيتهم واصدقائه .. وهالشي يخليها تتمسك في يزيد اكثر .. يمكن ارتباط اسمها
باسمه يمنحها الامان اللي تفتقده قامت الصباح على صوت امها تستعجلها تقوم
عشان يروحون للفحص .. غسلت وبدلت ولبست عباتها وطلعت .. مسكت في
عباية امها تبي تستمد منها القوة .. كانت خايفة كثير من هالموقف وزاد رهبته
انها رايحة معاه .. وبتركب معاه بنفس السيارة .. كتمت انفاسها غصب عنها
ماتدري ليه حست انه حتى انفاسها ممكن يسمعها كانت طول الوقت ضاغطة
على شنطتها بقوة .. ومفاصلها صارت بيضاء من قوة الضغط ..
اما هو ماكان اقل منها توتر كان يحس بتوترها اللي نقلته له .. كل ما التفت
لخالته شاف حركة يدها واهتزاز رجولها وعرف مقدار هالتوتر اللي تعيشه
بهاللحظة .. خصوصا انه طبيب نفسي .. وكل هالانفعالات يعرف تفسيرها ..
كان عارف انه توترها مو بس خجل منه جزء منه كان خوف ولو انه يجهل
اسباب هالخوف .. ورغم انه يقابل الكثير من المرضى الا انه يكون هادي
الاعصاب ويتجاوب مع كل انفعالاتهم بكل تمرس .. الا هي كانت انفعالاتها
مربكة له .. يمكن لانه هو سبب هالارتباك انتقل له هالشعور..
وصلو للمركز ونزلت مع امها رايحة لقسم النساء دقايق جلستها قبل ما
ينادون على اسمها ابتسمت للممرضة وهي تمد يدها بخوف ..
مسكت يدها وابتسمت لها : ريلاااكس .. خليك هادية وماراح تحسين فيها ..
غمضت عيونها وهم يسحبون عينة الدم منها .. بعد ما انتهت نادتها تمليهم
بياناتها .. اشرت لها على مكان التوقيع .. وبعدها مدت لها الحبر عشان
تبصم على الورقة .. : مبروك.. ان شاء الله ربي يجمع بينكم على خير ..
ابتسمت بتوتر : الله يبارك فيك .. خلاص نروح ؟
تكلمت الممرضة : ايه تقدرون تروحون .. والتحاليل يستلمها العريس ..
تغطت وحطت عباتها على راسها .. شالت شنطتها وطلعت مع امها ليزيد
اللي كان ينتظرهم في السيارة ..
/
\
/
\
بعد 3 ايام قامت بعد صلاة الظهر بعد ماعجزت تنام بشكل متواصل اشغلت
نفسها بأي شي الا التفكير باللي يصير اليوم .. التحاليل وطلعت نتيجتها متطابقة
واليوم تحدد موعد الملكة .. وهذا الشي كان مرهق جدا لتفكيرها .. قررت تروح
تطبخ الغدى مع امها .. واول ماشافتها دخلت اشرت لها تطلع : مابيتس تسوين
شي روحي وراتس اختبار خلصي مذاكرتس همن تعالي ..
تكلمت برجاء : خليني شوي بساعدك وبعدها بروح اذاكر ..
حركت يدينها معترضة : دراستس اهم .. روحي الله يرضى عليتس ..
قربت من امها ومسكت يدها حبتها : تكفين مو قادرة اذاكر الحين .. ولا في شي
يشغلني .. خليني اساعدك ونسولف نضيع وقت ..
استسلمت لها بعد ما حست رغبتها الشديدة للهروب من الواقع اللي راح يصير
اليوم ..
حاولت انها تسولف مع امها على كل شي بحياتها القادمة وملكتها اللي بتصير
اليوم رغم انها ماتحس بفرحة ابد وكأنها مو معنية بهالشي .. كان كل تفكيرها
محصور بملكتها وابوها تبي تملك وترتاح من تفكيرها اللي أرقها من وصل
لها تهديده لخالها .. وبالفعل قدرت انها تشتت تفكيرها بالبيت والغدى وامها
عن التفكير اللي اتعبها ..
تغدو وراحت تريح شوي لوقت صلاة العصر ومن سمعت الأذان قامت توضت
وصلت .. وانسدحت مكانها على السجادة .. ماحست الا وهي تسمع صوت امها
ترحب بخوالها " دانا الحين مافي اي مجال للتراجع كل شي بيصير وبكون ليزيد
من اليوم " ابتسمت لنفسها ترضيها بهالقرار .. بعد حول الربع ساعة جاتها امها
تبيها تطلع تسلم على خوالها .. قامت معاها وراحت للصالة شافت خالها ابو يزيد
وخالها اللي اصغر منه واقفين مبتسمين لها سلمت عليهم ووقفت جنب امها تكلم
خالها ابو يزيد : شلونتس دانا ؟
ناظرته وشافته مبتسم لها .. بادلته الابتسامة : الحمدلله ..
قرب منها وحط يدينه حول كتفها : يابنتي مابيتس تشيلين هم وانا موجود ..
قلته لامتس قبل هذا هي عندتس اسأليه .. كل شي تبونه لا يردكم الا لسانكم
وولدي بيكون لتس الرجل الصالح اللي يخاف عليتس ويرعاتس ..
تسارعت نبضات قلبها وتأكدت في هاللحظة ان كل شي قاعد يصير فعلا
هزت راسها له وسمعت كلامه وكلام امها وخالها الثاني .. تمنت بهاللحظة لو
انها تعيش مثل اي بنت وابوها اللي يجيها يكلمها عن الشخص المتقدم لها ..
بلعت غصتها وهي تحمد ربها على كل حال .. شافتهم رجعو للمجلس اول
ماوصل يزيد ومعاه الشيخ اللي راح يملك لهم .. وجلست هي وامها وخواتها
بالصالة ..
بدا السلام والقهوة والضيافة وكلن فرحان بهالمناسبة .. تكلم الشيخ لهم بالاول
عن الزواج والامور المتعلقة فيه .. وقبل يبدأ بكتابة العقد سأل خالها : وين
والد العروس ؟
ابتسم له ابو يزيد : انا خال العروس ..
هز راسه مستفهم : يعني الوالد متوفي ؟
ابو يزيد : لا والله مو متوفي .. بس اختي منفلصة عنه من مده بدون طلاق ..
رجع القلم بجيبه : ما اقدر اكتب العقد الا بوجود ولي امرها .. ابوها واذا كان
متوفي احد الجدين .. لكن بهالحالة لازم وجود الأب ..
حاول انه يفهمه الموضوع بهدوء : بس ابوه راعي خراب .. ومانشوفه الا
سكران يا الله الصلاح ..
بعد تفكير طويل تكلم : اذا هالأمور فعلا هو يتعاطاها ماعليكم الا تروحون
المحكمة وتقدمون لهم الأدلة لاسقاط الولاية .. وبعدها يكون عمها او خالها هو
ولي امرها .. غير هالشي المحكمة ماراح تقبل عقد الزواج ابد ..
كان الكلام محبط لهم كلهم .. السؤال كيف يثبتون هالامور عليه وهو مايشرب
الا بالليل وفي البيت .. وبالنهار يروح لشغله ويمارس حياته الطبيعية الا اذا
غاب عنهم بالأيام وقتها مايدرون وش اللي يسويه من وراهم ..
كمل كلامه يبي يفهمهم الموضوع كله : لازم يكون عندكم اثباتات قوية لان
اسقاط الولاية مو امر سهل ابد .. وممكن ياخذ منكم وقت طويل قبل ان يتم
تحويل ولاية البنت لاحد محارمها ..
كان الشعور بالداخل محبط .. وشعورها هي وامها اكثر احباط هالشي الوحيد
اللي مافكرو فيه ابد ولا حتى توقعو انه ممكن يصير فتحت عيونها مصدومة
وناظرت امها برجاء : يعني شلون ماراح اتزوج الا اللي يرضى عليه ويبيه ؟
قربت منها تهديها : الله بيسهل امورنا وخالتس مهوب مقصر معنا ..
راحت للغرفة تصيح كانت مصدومة ماكان يهمها اذا راح تتزوج يزيد او اي
شخص ثاني .. بس ابوها واللي يعرفهم لا .. ماتبي اي احد من طرفه لو تقعد
طول عمرها عانس بس مايجي هاليوم اللي تصارع فيه نفس مصير امها ..
تمددت بفراشها وتغطت وهي تنتحب بشدة .. جو خواتها حولها وكل وحدة
فيهم تبكي مصيرها المشابه لمصير اختها حتى امهم اللي كانت تحس بفرحة
الكون كلها بقلبها انقلب فرحها لحزن وهم ..
/
\
/
\
نزلت مع رسيل وسما للسوق يبون يتقضون اغراض للحفلة .. دخلو اكثر
من محل فساتين مميزة لنورة وكل ماشافت فستان وعجبهم اعترضت على
انه عاري ومستحيل تلبسه .. شافت رسيل فستان عجبها كثير لونه بنفسجي
باكمام من الدانتيل .. فخامته ولونه تناسبها كعروس .. واللون راح يطلع
حلو على لون بشرتها خصوصا بعد ماغيرت جلسة البيت ونوعية الأكل لون
بشرتها وصارت افتح من قبل .. راحت لها ومسكت يدها : تعالي شوفي
هالفستان ولا تقولين فيه شي .. وربي جنان وياخذ العقل وبعد باكمام يعني
ساتر ..
ناظرته بتمعن .. : بس شوفي فتحة الصدر شلون نازلة ..
طنشت احتجاجاتها : الحين جاوبيني عاجبك ؟ حلو لونه ؟
قعدت تفكر وهي تناظره .. تأففت رسيل منها ومن صعوبة اختيارها هي
تبي لها فستان مميز وعلى الموضة .. كل صديقاتها جايين وتبي تكون زوجة
اخوها كاشخة على الآخر وماتبي احد يتكلم عليها .. : يالله عاد وربي ماراح
تحصلين احلى وافخم منه .. يجنننننن ..
اقتنعت اخيرا بكلامها : زين .. بس ياويلتس لو طلع عاري والله ما البسه ..
سحبتها من يدها وهي تتمتم بينها وبين نفسها " والله لو دفعت طلال هالقيمة
كلها ليخليك تلبسينه غصب .. "
تفاهمو مع البايع على المقاس والسعر .. وبعد ماخذو الفستان طلعو يكملون
اكسسواراتها اللي راح تختارها مع الفستان ..
رسيل جاتهم مستعجلة وهي شايلة الاكياس اللي فيها اغراضها اللي اشترتهم
لها : يالله خلصتو ؟ نبي نروح المشغل الحين اخاف لا تأخر الوقت امي
ترجعنا ..
طلعت سما صندل ( تكرمون ) من الكيس : شرايك ؟
مشت وطنشتها : انتي فاضية يالله بدق على السواق والله ماعندنا وقت ..
ركبو السيارة وتوجهو للمشغل اللي راح يسوون لنورة فيه تنظيفات شاملة وقص
شعر .. وكل هالامور اللي تحتاجها .. كانت معترضة على قص شعرها
وطفشت الكوافيرة اللي كل ماجات تقص لها خصلة شوي وتصيح عليها
وتحذرها انها ماتقصرها واجد .. ورسيل من وراها تكلمهم يطنشون توسلاتها
ويقصون لها شعرها بدت تجفف لها شعرها وتسشوره .. وبعد ماخلصت لها
كل شي خللت اصابعها فيه وبدت تحركه تبي تعطي له شوي كثافة .. ابتسمت
لها وقالت لها تقوم تشوف شعرها اول ماشافت نفسها راودها شعورين .. الاول
انها تفاجأت بشكلها اللي حست انه تغير كثير مع قصة الشعر بتدرجاته المتقاربة
واللي اعطت له كثافة وحجم اكثر من قبل .. وزادت على ملامح وجهها انوثة
واحساس آخر بالحسرة على الشعر المتناثر على الارض ..
جاتها سما تركض من بعيد : واااااااو .. وش هاللوك الخطير .. نورة شكلك
روعة والتفتت على رسيل اللي قاعدة يسوون لها مونيكير : ريسووو لايفوتك
اول مارفعت عينها وشافتها ابتسمت لشكلها اللي تغير مع هالقصة .. واكيد
بكرة مع الميك اب والفستان بيكون شكلها حلو ومميز وهذا اهم شي هي تبيه
قدام معارفهم وصديقاتها .. : سموي تعالي ردي على الجوال ..
راحت لها ركض وردت من دون ماتشوف الرقم : الوووووو
فاجأها صوته المتملل : خلصتو ولا للحين ؟
بعدت الجوال وشافت الاسم وحركت شفايفها لرسيل " طلال ": ايه انت وينك؟
طلال : انا برا .. بسرعة لا تتأخرون مابي انلطع بالشارع لحالي ..
كشرت على طول " اوووف وانت دايم معصب " : زين زين الحين طالعين ..
" والتفتت على طول لرسيل " يالله بسرعة طلال برا ..
عصبت عليها رسيل : شايفتني خلصت عشان تقولين له تعال ؟ يعني شلون
اروح الحين ؟
خذت عباتها وشنطتها وهي تأشر لنورة تلبس عباتها : مو شغلي هو قال لي
انا برا تبين تاكلين التهزيء لحالك بكيفك انا بروح مع حرمه المصون يمكن
يستحي منها وارتاح من صراخه ..
قامت على طول وهي تبتسم للعاملة اللي بالمشغل : سوري قرقوش برا لو
تأخرت دقيقة تلقين اسمي بصفحة الوفيات بكرة .. باي ..
ضحكت عليهم وهي تشوف استعجالهم في خروجهم من المشغل .. طلعو
ثلاثتهم وكل وحدة فيهم بداخلها مشاعر خوف منه .. نورة خوف انها ماقالت
له انها بتقص شعرها .. وماقدرت تتوقع وش هي ردة فعله .. ورسيل وسما
كل خوفها انه يهاوشهم قدام نورة .. ركبت هي بالاول وسلمت بعدها ركبو
هم ورا التفت لنورة بيكلمها بس هالمرة نطت فيه سما اول : طلول اغراضنا
اللي بسيارة السواق احد نزلهم ..
طقها على راسها : مليون مرة اقول لك منتي ببزر تنطين لي كل شوي بعدين
وش يدريني انا جاي لكم من الشركة .. " ناظر نورة بعدها تكلم " هاه خلصتي
كل اغراضك ؟
نورة : ايه ..
ناظر بالمراية وهو يشوف نظرات خواته لنورة : اخذتي كل اللي خاطرك فيه؟
تكلمت بهمس : ايه الحمدلله ..
التفت سما لرسيل وهمست لها بإذنها : صاير حنون الأخ ..
ضحكت وهي تجاوبها بنفس الهمس : هذي مرته .. وعروس مو مثلنا من ولدنا
واحنا مقابلينه طول الوقت ..
قعدو ثنتينهم يعلقون بهمس بين بعضهم وهم يشوفونهم يسولفون مع بعض: ريسو
هذا طلال اللي مايسولف الا في الويك اند؟
اطلقت ضحكت عالية وهي تطقها : احسه بيذبحنا لا وصلنا البيت مسكين كتمنا
على نفسه وسكت .. تكفين خلينا نشغل انفسنا بأي شي ونترك له يعيش هاللحظة
التاريخية ..
كان متجاهل همسهم وهو يحس ان هالهمس كله عليه وصلو للبيت ونزلو البنات
للبيت ركض .. وانتظرت هي طلال ودخلت معاه للصالة سلمت على ابو طلال
وام طلال وقعدت معاهم شوي .. واول ماقام رايح لجناحهم قامت معاه .. ومن
شافتهم ام طلال راحت وراهم .. وقبل لا تلحق طلال نادتها : نورة ..
التفتت وراها وشافتها واقفة بكل هيبتها واناقتها مبتسمة لها : سمي ..
قربت منها ومسكتها من يدها : تعالي معاي ابيك شوي ..
حست بارتباك فظيع من هالموقف ومشت معاها ماتدري وش تبي بالضبط منها
قعدت على الصوفا الاثيرية بصالة جناحها ثواني وجاتها ام طلال وبيدها علبه
من المخمل .. جلست جنبها وفتحت العلبة اول ماشافت نورة اللي بداخلها فتحت
عيونها متفاجأة وقبل تنطق وتقول اي كلمة تكملت ام طلال : هذا الطقم هدية
زواجكم .. اعتبريه بدل الشبكة اللي ماجبناها لك .. ابي اشوفه عليك بكرة ان
شاء الله ..
ابتسمت برقة وهي تقاوم دموعها بهاللحظة .. ماكانت تدري طقم الالماس اللي
بين يدينها وش قيمته .. او كم المبلغ اللي دفع فيه لكن بالنسبة لها كان له قيمة
كبيرة عندها .. يكفي انها جاتها هدية من ام زوجها اللي تعتبرها مثل امها حتى
لو اختلفت الطبقات .. خذت العلبة وقامت حبت راسها : مشكورة ياخالتي ..
كانت يدينها اللي ماسكة العلبة ترتجف .. لاحظت رجفة يدينها وابتسمت لها ..
تهديها : الف مبروك عليك هالهدية ..
تمتمت بكلمات غير مفهومة وهي تستأذنها تطلع قعدت مكانها تعقد المقارنات ..
مابينها وبين زوجة ولدها الاولى .. اول شي لاحظته هو الفرق الشاسع
في التعامل بين نورة وحنين .. نورة رغم كبر سنها الا انها اكثر خجل من حنين
اللي كانت اكثر تمرد وصخب ..
رجعت لجناحهم وهي تحمل بيدها علبة الهدية .. دخلت عليه وشافته متمدد على
السرير ابتسمت له وهي تأشر بالعلبة اللي بيدها : هدية خالتي ..
فز جالس واشر لها تجيب له العلبة يشوفها .. فتحها وهو مستانس انه يشوف هدية
امه لها .. اما هي تذكرت بهاللحظة شعرها على طول شالت الطرحة وجلست جنبه
بكل هدوء : حلوة الهدية ..
رفع راسه يبي يجاوبها وانتبه لشعرها وابتسم : نعيما ..
راحة كبيرة سرت بجسدها بعد ماشافت ردة فعله .. ماتبي تسوي شي بدون رضاه
خصوصا انه اكثر من مرة بين له اعجابه بشعرها : حلو ؟
طبع قبلة بين عيونها وهو مبتسم : كلك على بعضك حلوة ..
توردت خدودها من كلامه وضمها وهو يضحك : قلت لك ماراح امدحك ابد ..
كل ماقلت شي نزلتي راسك وسكتي .. على الاقل جامليني .. قولي عيونك الحلوة ..
استغربت تعامله معاها اوقات يكون بقمة رومانسيته ويضحك ويسولف معاها ..
واوقات ثانية يعاملها بكل جفاف وبرود .. بالأخير هي راضية بحياتها للحين وما
تحس انه اي شي ينغص عليها هالحياة ..
/
\
/
\
من اسبوع وخلال فترة اقامتها بالمستشفى وهو يراجع في حالتها وظروف
معيشتها وطريقة هالحياة اللي تعيشها تردد عليها اكثر من مرة لكنها رفضت
تتكلم مع اي احد حتى اللي جو يحققون معاها ومحد عارف للحين هل صمتها
بسبب صدمتها النفسية او الضرب المباشر على الراس .. رغم انها ماتكلمت
الا مع وحدة من الممرضات .. بس طلبتها يكون هالشي سر بينها وبين الممرضة
والى هاليوم محد عرف هالشي عنها .. قعد في مكتبه وهو يقلب في اوراقها
الرسمية لأول مرة وشهادة ميلادها .. اسم الأب واسم الأم .. من اول يقراها وما
تغير شي ابد الا انه ينقل كل بياناتها ويدونها في الملف .. بلحظة صرخة بداخله
نبهته الى هالاسم " مستحييييييييييييييل .. تكون هي .. "
قعد يدقق في الاسماء يبي يتأكد من اللي يقراه وهو يهز راسه بعدم استيعاب
من اللي يشوفه قدامه " نفس اسم الام .. واسمها واسم ابوها .. بس شلووووون
البنت ماتت من زمان "
اخذ جواله واتصل على امه على طول .. اول ما جا له صوتها الرخيم ترد
السلام .. باغتها بالسؤال : يمه جيرانا قبل ننقل لهالبيت .. خالتي سلمى وش
اسمها الكامل ؟
استغربت سؤاله واستفسرت منه : ليش تسأل ؟
كان متوتر وهو يقلب بالاوراق اللي قدامه : بعدين اقول لك يمه تكفين علميني
الحين .. ابي اعرف وش اسمها .. واسم زوجها اللي قبل هذا ..
ماعاد صار يسمع شي اول ماقالت اسم الام بالكامل اما اسم الزوج ماذكرت
الا اسمه الاول .. ومن بين آلاف الاصوات اللي براسه تكلم : وبنتها متى توفت ؟
بعد تفكير قالت : والله ياولدي ما اذكر .. اذا تبيني اسأل ام خالد الحين ادق عليها
واسألها ..
قاطعها : لا لا لا خلاص يمه انا بعرف كل شي من نفسي .. يالله فمان الله
قبل يسكر سمعها تناديه .. : متعب ليش متصل تسأل الحين ؟
ماكان يبي يقول لها اللي اكتشفه بهاللحظة يخاف تطلع كلها مجرد تشابه اسماء
او تخيلات : لا بس كنت ابي اتذكر اسمها ويوم ماعرفته اتصلت اسأل .. يالله
يمه انا اكلمك بعدين .. مع السلامة ..
ما كان مصدق ابد اللي يشوفه قدامه .. هالبنت اللي كانت تعتبره اخوها الكبير
بكل شي تعتمد عليه وكان يدافع عنها بكل مكان .. اصغر منه بـ 4 سنوات لكن
كانت له مثل افنان وجوري خواته .. بكل خطوة تروح معاهم .. اي مكان يروحون
له كانت ترافقهم .. كانت معاهم حتى بجلستهم وماتبعد عنهم الا بوقت نومها
وبآخر يوم راحت كان بوقتها كبير بثاني متوسط .. بكت وهي تودعه وتقول
له انه هذا ابوها اللي قالت لها امها عنه .. كانت بعمر الـ 8 سنوات ونصف او
اكثر بشوي .. منظرها هذاك اليوم .. كان آخر مرة يشوفها فيها قبل مايجيهم خبر
وفاتها بالليل بحادث سيارة ..
نفض كل الافكار اللي براسه وهو للحين مو قادر يستوعب ان اللي معاه من
اكثر من اسبوع ونص هي نفسها اللي ودعتهم على عتبات ذاك الباب قبل
ترحل هالرحيل الأبدي ..
شال كل اوراقها وحطها بالملف وطلع بسرعة رايح لغرفتها كان نبضه يتسارع
بشكل جنوني .. شعور صعب انك تشوف انسان بعد رحلة موت ظنيت انه كان
فيها .. واول ماوصل غرفتها شاف زحمة الأطباء والممرضات اللي يركضون
للمرات .. كل هالاصوات اللي يسمعها الحين .. مع الاصوات اللي بداخله خلته
يعيش حالة توقف للإستيعاب لدقائق .. وماقدر يركز بأي كلمة من اللي تنقال
حوله ..
رجع من دوامة الافكار المتضاربة بداخله واستوقف وحدة من الممرضات : وش
فيه .. وش اللي صاير ؟
وقفت الممرضة السعودية : المريضة اللي كانت هنا مختفية من ساعة .. واحتمال
كبير انها هربت من المستشفى ..
ركز في كلامها وهو يهدي نفسه : اي مريضة ؟
ناظرت في الغرفة تبي تتذكر اسمها : ديما ..
/
\
/
\
اتمنى محد يقول لي ان البارت قصير
راح انزل لكم بارتين بعده خلال هالاسبوع
بارت يوم الاحد والبارت الثاني يوم الثلاثاء
بمشيئة الله ..
تقبلو اعذب الود
•غٌـمـوضٌ ـآٍْاْلٍْــورد•
|