لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (6) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-01-10, 07:13 PM   المشاركة رقم: 321
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي



البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 146515
المشاركات: 1,576
الجنس أنثى
معدل التقييم: غموض الورد عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 71

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غموض الورد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غموض الورد المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة remas2007 مشاهدة المشاركة
   شكراااا غموووضه على الباااارت الرووووعه .....اهم شي ان طلال مااا فكر بحنينووووه ابدااااااا.....بس ليش هو بااارد بهذااا الشكل ....عووورني قلبي على النوووري :(.....ولا حركته لما كلم صاااحبه احس انه قاااهرني ....عاااد شوووف الا النوري لا تقرب جنبهااا ترى والله اقلب عليك ......حنينوووه ...انشاء الله تزوجين ولد عمك ونفتك منك ...كل عاااده ابداااع ونستنى البااارت الجااااي

الشكر لك ياقلبي على هالتواجد الاروع
لاعدمت هالطلة المميزة غلاتي
لا خلا ولا عدم

•غٌـمـوضٌ ـآٍْاْلٍْــورد•

 
 

 

عرض البوم صور غموض الورد   رد مع اقتباس
قديم 31-01-10, 07:40 PM   المشاركة رقم: 322
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 152110
المشاركات: 2,010
الجنس أنثى
معدل التقييم: اموره المزيونه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اموره المزيونه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غموض الورد المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 




مساء الخير غموضه

ناطره بارت اليوم على احر من الجمر


في انتظار الاحداث الي شكلها اليوم قويه وخطيره






 
 

 

عرض البوم صور اموره المزيونه   رد مع اقتباس
قديم 31-01-10, 07:48 PM   المشاركة رقم: 323
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 50230
المشاركات: 55
الجنس ذكر
معدل التقييم: سعد السعوديه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سعد السعوديه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غموض الورد المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

الاخت غموض

يعطيك الف عافيه ,,,

قصه ممتعه جدا ..
بانتضار القادم

::

سعد

 
 

 

عرض البوم صور سعد السعوديه   رد مع اقتباس
قديم 31-01-10, 08:21 PM   المشاركة رقم: 324
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي



البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 146515
المشاركات: 1,576
الجنس أنثى
معدل التقييم: غموض الورد عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 71

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غموض الورد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غموض الورد المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

هذا البارت لعيونكم وانا راح
اكمل تعقيب على الردود


الجزء السابع
[
الفصل الأول ]‎‎‎‎



/
\
/
\



دقيقه بس من وقتك!؟

قبل لا تغيب أبي منك
ترجّع عمري وسنيني ،،
تهّد اللي إنبنى فيني

أبي تفهم بأني مت ..
وأنا بفهم بأني هنت ..!


حقيقه ودي تسمعها ..
وقبل هجرك تراجعها !
( كانت دنيتي قلبك
وكانت دنيتك غيري )

هانت دنيتي وقلبي ..
وزانت لك دنيا من غيري !


تحسْب إني أنا براحة ؟
في بعدك وين هالراحة !؟

يا ليت الوقت يسعفني ،،
أوصل لك بقايا نزف ..
بقايا إحساسي المكسور ..
بقايا دمع أبد ما جف !

دقيقه بس من وقتك!؟

قبل لا تطعنه ظهري ،،
أبي طعناتك بوجهي ..!
عشان أقوي أنا قهري ..


عشان عيوني تشوفك
لأنها تكذب همومي ،،
وترفض هجرك وصدّك !
ولا تقدر معي تعوفك

دقيقه بس من وقتك!؟

أنا أدري بأنه كان ،،
وجودي والعدم " واحد "
يا سيدي طيب إعدمني ،،
وقول إن الخطا وارد ..!


دقيقه بس من وقتك !

دقيقه..
بس..


كانت طول الليلة سهرانة تكمل خياطة الملابس اللي ابتدو خياطتها مع نورة .. تبي
تشغل نفسها عن اي تفكير ممكن يعيدها للماضي .. او تفكير في نورة اللي فقدتها
كثير .. ورغم انها نامت بعد صلاة الفجر بس قومتها الصباح مبكر .. ماكانت مدة
كافية انها تشبع نوم ورجعت نامت بعد صلاة الظهر .. فتحت عيونها وهي تسمع
اصوات بالخارج .. ماكانت تدري كم الوقت بالضبط .. مدت يدها وسحبت الساعة
الحديدية اللي على التجوري شافتها تجاوزت الـ 4 ونص .. قامت رتبت شعرها
وتوضت وصلت العصر اللي فاتها بوقته .. قعدت مكانها تردد اذكار بعد الصلاة ..
وسمعت اسمها يتردد بالجلسة اللي بالخارج .. قامت من مكانها وقربت من الباب
المردود شوي وسمعت صوت ابوها وخالها .. ركزت سمعها اكثر ووصلها صوت
امها وهي تتكلم بهدوء : والله ياسعد ماظنتي ترضى انها تاخذك بعد مارحت وخذيت
الحضرية
كان الكلام كالصاعقة اللي نزلت على راسها .. بدا نبض قلبها في التسارع وركزت
اكثر بالكلام .. سمعت صوته يطلب الطلب اللي زمان كانت تتمناه : وهي لها غيري
ياعمتي الله يصلحتس ؟ ومرتي ماعليتس فيها رضت ولا تروح لا هلها ماصبرني
عليها الا هالولدين اللي الله رزقني بهم ..
ضحكت بسخرية بداخلها .. الحين بس جاي يدورها لانه مو مبسوط بحياته معاها ..
جاي يصلح غلطته اللي ادمى قلبها فيها .. لو سمعت اول انه يبي يتزوجها كان راح
تعتبر هالطلب نابع من حب .. لكن هالمرة اعتبرته استحقار لها وتقليل من قيمتها ..
مهما حبته ومهما عانت في بعده مستحيل ترضى تكون مصححة لاخطاء غيرها ..
قد تكون حسرتها عليه لانه كان الفرصة الوحيدة لها .. لكن هي الحين تعودت على
هالشي .. تعودت انها تمشي خطواتها في طريق العنوسة .. او يجيها نصيبها اللي
يعوضها عن غلطته في حقها .. اللي قهرها كانت صيغة الثقة اللي يتكلم فيها وكأن
هالانسانة ماراح يكون لها زوج الا هو واذا مارضت فيه معناها ماراح تتزوج ابد
بداخلها تدري ان هالكلام ممكن يكون صحيح .. لكن مستحيل تقبل انها ترجع له
بهالطريقة .. نزلت دموعها على خدودها وهي تسمع كلام ابوها اللي ماكان مقتنع
ابد باللي يسمعه : يا سعد انت رحت من الاول لنصيبك .. وماعاد لك نصيب في
بناتي .. وهي بيجيها نصيبها ان الله احيانا ..
قاطعه برجاء : ياعمي الله يهداك لا تسدها بوجهي .. والله اني جايك ندمان واللي
تبيه والله لاسويه .. انت انشدها عن رايها واكيد انها مابتردني ..
كانت تتمنى اي وحدة من خواتها معاها بهذيك اللحظة بس للاسف مافي في البيت
احد .. ولا حتى نورة اللي بهالوقت تقوي قلبها حتى لو لان .. استجمعت شجاعتها
وتنحنحت شوي قبل ماتتكلم من ورا الباب : يبه ..
حست انها بتطيح من طولها من الموقف اللي هي فيه .. عمرها ماكانت قوية ولا
عمرها قدرت تتحكم بمشاعرها .. اول ماسمعت رده اللي ريحها : سمي يابنيتي ..
غمضت عيونها بقوة وهي تضغط على قلبها ومشاعرها .. : يبه قول له تراه ولد
خالي وعلى عيني وراسي .. اما العرس لا يطريه ابد .. ماهوب انا اللي يرخصني
واغليه .. واذا هو باعني مرة باتسر يدور الزمن ويبيعني ..
سكتت يوم حست انها ماعاد تقدر تقول اكثر .. كانت تبي تبين قوتها حتى لو انها
بقمة ضعفها .. ماعاد سمعت اصوات ثانية الا صوت قلبها اللي يئن بهاللحظة ..
اما هو ماكان يخطر على باله ولو واحد في المية انها ترفضه .. كان واثق انها ما
راح تصدق انه رجع لها وبترضى فيه على طول .. لكنها خالفت جميع توقعاته ..
استأذنهم وقام بسرعة .. هالمرة راح يعتبر رفضها رد اعتبار لكن ماراح يوقفه
هالرفض .. راح يرجع يكلم عمته تقنعها يمكن تقتنع مع الايام ..
اما هي دخلت للغرفة وقعدت على الارض كانت تحس ببرد وجسمها كله يرتجف
لمت نفسها وهي تقاوم رجفتها .. وعيونها مركزة على الشباك المفتوح .. ماتدري
كم قعدت على هالوضع .. ماحست الا باصوات خواتها داخلين .. وحصة تكلمها
وهي مو مننتبهة لشكلها : شيخة وراتس ماجيتي العصرية اليوم عند صيتة ؟
موضي اللي من فصخت عباتها انسدحت على طول .. : ياشين التعب من اصبح
الصبح وانا ادوج .. ماخليت احد الا سيرت عليه تسني اودعهم .. " في هاللحظة
انتبهت لشيخة اللي ترتجف من البرد قامت لها على طول " بسم الله عليتس وش
فيتس ؟
نزلت دمعتها اللي عاندتها من اول على خدودها وبدت ترتجف بشكل اكبر لفت
على حصة : حصة جيبي البطانية اللي عندتس شيخة وش فيتس " وحطت يدها
على جبينها حست حرارتها شوي مرتفعة " مصخنة الظاهر ..
خذت البطانية تغطيها وهي تسمع شيخة تتمتم عليهم بكلمات مافهمتها .. قربت
اذنها منها : وشو ..
شدت البطانية حولها اكثر وتكلمت بكل وضوح : كان يبيني ورديته .. قلت له
مابيك .. عقب هالسنين كلها رديته ..
موضي على طول فهمت ان قصدها سعد .. من فرحتها صارت تغطرف : يا
بعد عمري يالشيخة والله انتس بنت ابوتس كسرتي راسه انا دارية انه ماهوب
مستانس مع هالشيفة اللي خذاها .. " وتكلمت بحماس " علميني متى ؟ وشلون
ابتسمت بصعوبة على حماس موضي .. وحطت راسها بحجرها وتغطت زين
وغمضت عيونها : بعدين اقول لتس ..
حطت يدها على راسها .. وخلتها ترتاح شوي .. اكيد ماكان قرار سهل عليها
ولا هو بالسهولة ترده وهي ماكان لها غيره وبدت تقرا عليها شوي تبي تحس
انها ارتاحت ..



/
\
/
\




اليوم كان وضعهم افضل من اليومين اللي راحو دار بينهم حوار ولو كان بسيط
الا انه افضل من الصمت اللي صاحبهم بالاول .. مع انه انسان مايسولف ولا
يتكلم كثير الا مع الناس اللي يرتاح لهم .. بس هي زوجته واكيد لازم يعرفها و
تعرفه .. خصوصا وهو يحسها انسانة فيها الكثير من الغموض وهالشي مكسب
حياته معاها اثارة غريبة .. كان توه مخلص صلاة العشا وقاعد على البحر ..
الجو كان بارد والهوا عند البحر يزيده برودة بس هو يحب البرد ويعشق البحر
وجلسته .. التفت وراه وشافها واقفة تناظره او تناظر البحر من خلف الزجاج
اشر لها بيده تجيه .. كان يدري انها جدا خجولة وهالخجل مخلي بينهم حاجز
كبير .. لف وجهه عنها لانه لو قعد يطالعها ماجات ابد .. وبداخله كان يتمنى
انها تجي تجلس معاه .. انتظر شوي واستانس انه سمع صوت خطواتها الهادية
تقترب منه جلست بعيد عنه وهي تطالع البحر وبصوت اقرب للهمس : صليت؟
رفع حاجبه وناظرها كان يبين الخجل عليها مهما حاولت تخفيه حمرة خدودها
ورفة رموشها .. وحركة يدينها المتوترة .. : ايه ..
حست بنظراته لها وماقدرت ترفع عيونها تشوفه .. نظراته تحرجها كثير وهو
ابد مايراعيها .. ومع هذا كلامه قليل جدا .. رغم انه يحاول يسولف معاها لكن
ماحست انه الانسان اللي ممكن يقول كل شي لها .. حست انه كتوم ومحد يدري
اللي بقلبه وهذا شي واضح عليه وبنفس الوقت غامض وهالغموض مخليها تحس
انه غريب عليها .. ماقدرت تحس للحين انه نصفها الثاني .. واللي راح يشاركها
العمر كله .. قعد يسولف لها عن اهله وشغله وعن خواته .. وعن لمياء اللي هي
تعرفها واللي جمعتهم مع بعض ..
ماينكر انه بلحظة عرف برفضها حس بقهر كبير منها ومن هالرفض اللي ماتوقعه
بس فيها شي مايخليه يقسى عليها .. ملامح تصور حزن فظيع مهما اخفته خلف
خجلها وابتسامتها .. مايدري هل حزنها على فقد اهلها او انه في حياتها اشياء
مسببة لها الحزن اكثر .. هو يتذكر كلمة لمياء يوم تقول له انها عانت بحياتها و
ماتبيه هو يزيد الهموم عليها .. بس مايبي يفتح عليها الجروح ولا يبيها تتكلم عن
اي شي محزن بهالفترة .. صحيح انه ماحبها ومستحيل يحبها في 3 ايام بس ..
لكن يحن عليها بشكل كبير وحاس بوحدتها وغربتها حتى ولو كانت في بلدها ..
شافها تلعب في الرمل بيدها بتوتر : نورة
رفعت عينها بسرعة والتفتت له : سم ؟
ماقدر يقول شي وهو يشوف عيونها اللي جات بعيونه .. كانت نادرا ماتكلمه وهي
تطالعه .. شعرها الطويل المتناثر واللي يطير الهوا بعض خصلاته اكسبتها انوثة
اكثر .. مايدري وش كان يبي يقول لها او بالاصح ضاع كل الحكي منه : قربي
ابتسمت بخجل : وين ؟
شاف حمرة وجهها اللي زادت وابتسم بخاطره عليها : قربي مني ليش جالسة بعيد
قربت شوي منه وهي تقاوم خجلها .. بس اشر لها بيده : قربي بعد اكثر .. تعالي
هنا جنبي .. " واشر لها على مكان جنبه بالضبط "
تسارع نبضها وهي تقترب منه .. قعدت قريب وحس انه ميت ضحك عليها بداخله
لو قال لها تقرب اكثر يمكن تذبحه كثر ماهو محرجها بهاللحظة : بس هذا اللي الله
قدرك عليه ؟
كانت بتصيح مكانها من الاحراج رفعت عينها وناظرته : هذاني جيت ..
قام من مكانه وجلس جنبه .. لف يده على خصرها ولمها له .. ونزل عينه يناظرها
يبي يكسر هالخجل اللي فيها : وين تبين تتعشين .. هنا ولا نروح لنا مطعم ؟
بلعت ريقها من هالموقف اللي هي فيه وطلع صوتها هامس : اللي تبيه ..
مسك يدها اللي تلعب فيها بالرمل وبدا ينفض الرمل عنها : وانا ابيك انتي تختارين
اي شي تبينه قوليه .. وماراح اسوي شي الا اذا تكلمتي ..
حس انه يدينها ترتجف كان ميت ضحك عليها وعلى حركاتها .. بدت ترف عيونها
اكثر وعرف انها بقمة توترها : خلاص نتعشى هنا ..
قرب وجهه منها وهمس في اذنها : بردانة ؟
هزت راسها بايه .. وهي تحس هالموقف زاد باحساس البرد اللي تحسه لمها اقوى
ومسك دقنها رفع راسها يناظرها .. حست بحرارة انفاسه على وجهها .. وبثواني
لثم فمها .. زاد احساس الخجل بداخلها اكثر .. مسك خشمها باصبعه وهو يضحك
على شكلها بهاللحظة : وش رايك نخلي العشى بعدين ؟
كان يدري انها مستحيل تجاوب عليه وهي بقمة احراجها ..وماكان يهمه اصلا اي
رد بوقتها .. ورغم انه مايحس بمشاعر حب جارفة تجاهها الا انه مايبي يقصر
ابد بحقوقها .. مايبيها ابد تحتاج لاحد بوجوده .. ورغم هذا كله مايبي يضعف لها
مع الايام ..



/
\
/
\




فتحت عيونها ببطء وهي تسمع صوت تلاطم امواج البحر في الخارج .. ناظرت
حولها وعلى طول غطت نفسها .. ماشافته جنبها وهالشي خلاها تحس بارتياح
كبير .. قامت بكل هدوء وهي تتلفت حولها .. دخلت تتسبح كانت الساعة بحدود
الـ 7 الصباح .. هذي ثاني مرة تفوتها صلاة الفجر بوقتها استغفرت ربها وصلت
وطلعت تشوفه بس ماكان موجود .. " والله مدري هالآدمي وين يروح " قعدت
بالصالة وقربت من التلفزيون .. قعدت تحوس فيه لحد ما اشتغل .. فزعت من
الصوت العالي ورجعت على ورى شوي .. اول شي جا في بالها تدوره لا يكون
شافها .. على طول رجعت تحوس بالازرار تبي تقصر الصوت .. طلعت لها
قائمة الشاشة والالوان .. ويوم حست انها بتجيب العيد سكرته وقعدت مكانها ..
ماعرفت وش تسوي هالوقت كله مو قادرة ترجع تنام ولا عندها شي تتسلى فيه
وماحولها احد .. تنهدت وهي تفكر بخواتها وبنات عمها وش يسوون الحين اكيد
جالسين مع بعض وهي قاعدة هنا لحالها .. ماحست بنفسها الا وهي تغط في نوم
عميق مكانها ..
اما هو من صحى وصلى الفجر كان حاس بملل فظيع .. ماكان يبي يصحيها ولا
يبي يزعجها .. طلع للبحر وبدا يمارس هوايته اللي انقطع عنها من زمان .. ورغم
ان البحر كان بارد الا انه استمر في السباحة .. ماكان عارف انها صحت او حتى
قعدت تدوره رجع للشاليه وهو يرتجف من البرد شافها نايمة في الصالة وابتسم
اكيد قامت وماشافته رجعت كملت نومها .. تسبح وبدل وطلع يجيب فطور بعد
حول الربع ساعة رجع وشافها على نفس وضعها شكلها مستغرقة كثير في النوم
ومو حاسة ابد باللي حولها ... حط الكيس على الطاولة وقرب منها .. يدري انها
خجولة جدا والحين لو صحاها اكيد بتموت مكانها من الخجل .. بصوت اقرب
للهمس : نورة ..
ماتحركت ابد او ابدت اي استجابة لندائه .. قرب منها اكثر وناداها .. فزت على
طول من سمعت صوته .. وبدون شعور تكلمت : وين رحت ؟
قام واقف على طول : صباح الخير بالاول .. تعالي افطري
جلس ينتظرها تجيه .. قامت رتبت شعرها .. ويوم تذكرت انها مكحلة عيونها
شهقت .. خافت ان الكحل سال من عينها وشاف شكلها وقفت على طول وراحت
للغرفة .. يوم شافها تروح فتح عيونه على آخرها استغرب انها طنشته " لايكون
بتكمل نومها بعد ؟ " ما اطال التفكير الا وهي جاية تمشي وهي مبتسمة .. قعدت
في الكرسي اللي مقابله وهي تناظر بيدينه اللي ماسكة الكيس ويوم شافته ماتحرك
رفعت عينها وشافته مبتسم : كل هذا نوم ؟ كل ماجيتك حصلتك نايمة ..
توردت خدودها خجل : وش اسوي يعني اقعد بلحالي بالطفش .. انت مدري وين
تروح وانا ماعندي شي يسليني .. وماعندي من يسولف معي ..
شبك يدينه تحت دقنه وركز نظره فيها : هالشي اعرفيه عني من الحين عشان لا
تنصدمين بعدين .. انا انسان ما اسولف كثير .. واذا رجعنا ان شاء الله وجلستي
مع خواتي بتعرفين هالشي منهم ..
ناظرته مستغربة : اجل وش اسوي انا اذا انت ماتبي تسولف معاي ..
هز كتوفه وهو يحط الفطور قدامها : مشكلتك هذي مو مشكلتي ..
كشرت على طول وبخاطرها رددت " مغرووور وربي مغرور " .. اول ما انتبه
لها لاحظ عليها التوتر .. هو ماكان يقصد اللي قاله بمعناه .. كان يبيها تفهم ان
هالشي فيه ومايقدر يغيره ولازم تتأقلم مع هالوضع .. لكنه قالها باسلوب ابد ما
كان مناسب .. ابتسم وهو يشوفها تهز رجلينها بتوتر : اليوم بعد المغرب بوديك
السوق .. منها نغير جو .. وبعد تشترين اللي خاطرك فيه ..
هزت راسها له بدون ماترد بشي .. تحس انها مشتاقة لاهلها كثير ودها بس لو
تلقى فرصة وتشوفهم لو شوي .. تحس ان هالثلاث ايام بالنسبة لها عمر .. على
الاقل لو تشوف راكان اهم شي تشوف احد من اهلها .. رفعت راسها وهي تشوفه
يقوم .. كانت خايفة انه يطلع او يروح مكان ويخليها لحالها .. حتى لو كان ساكت
او ما يتكلم بس على الاقل تحس بوجود احد معاها بنفس المكان .. : وين بتروح؟
لف من ورا الطاولة وقرب منها : بروح انام شوي قايم من صلاة الفجر .. وانتي
مابتجين تنامين ؟
حست بلهجته فيها نوع من الاستهزاء : انا وهذا نومي ماعجبك .. تبيني انوم اكثر
وتمسكها علي ..
اطلق ضحكة عالية على كلامها .. هو حاس من اول انه وترها باسها على خدها
وراح للغرفة بدون مايلتفت لها .. تاركها وراه غارقة في خجلها من حركته اللي
فاجأتها .. تمدد على السرير وكل تفكيره ياخذه لها فرق كبير بين برائتها وجنون
حنين .. انسانة طبيعية ماتعرف التصنع حس بشخصيتها القوة من اهتمامها انها
تعرف كل شي بنفسها كل هاللي تعيشه الحين جديد عليها بس ماعمرها سألته عن
شي .. ومن هالشي ادرك قوتها .. اعجبه خجلها وحياها اللي اوقات يطفشه ويتمنى
يكسر هالحاجز وتاخذ عليه اكثر الا انه يمنحها انوثة تجذبه .. توقع انه راح ينفر
منها .. ماراح يتقبل وجودها وراح يحس انها فرضت عليه .. لكن مايدري ليش
اذا صار معاها يحس انها خلقت له .. يكفيه احساسه بانه راح يكون لها كل شي
بدنيتها وماراح تلجأ لاحد وهو موجود ..




/
\
/
\





دخل المجلس وشافه قاعد ينتظره .. دايم هالانسان يجي له على كثر المشاكل
اللي سببها لاخته .. ماكان يحبه لكن للأسف كان قدرها تكون له .. : السلام
عليكم ..
طنش يده اللي مادها وقعد بمكانه المعتاد بصدر المجلس .. : من الآخر قول
وش تبي ؟
تنامى احساس الغضب بداخله وهو يشوف نظرات الاستحقار اللي بعيونه ..
رتب كلامه وتكلم : ابي ارجع زوجتي وعيالي
قاطعه على طول : توك تجي تسأل عنهم .. ؟ بعد شهر ونص جاين ترجعهم ؟
اغديك ترجع مع دربك اللي جيتنا منوه .. ومن هاليوم وطالع ما نعرفك ولا نبي
نشوفك بعد اليوم ..
قام واقف وهو يصارخ عليه : باخذهم غصب مو بكيفك .. والحين بيرجعون
معي وقدام عيونك بعد ..
ناظره وهو واقف : اختي بتقعد عندي في البيت معززة مكرمة ولا تبي الرجعة
معك ..
هالمرة حس انه واثق من قرار زوجته وهالشي خلاه يقعد للتفاهم معاه : وينها ؟
خلها تجي وانا اتفاهم معاها ..
حس بداخله احتقار عظيم له وهو متأكد من رضاها عليه مثل كل مرة : وش تبي
به ؟ تبي تغسل مخه مثل كل مرة وتحلف له انك تركت خرابيطك .. ؟ وهالمرة
التوبة ..
شافه ساكت وكأنه قاعد يفكر انتظره يتكلم لكنه اطال الصمت كمل كلامه : وش
فيك ساكت علمن ؟ .. وش اللي جاين تبيه اليوم ؟ مرتك ماهيب راجعة معك ابد
وبتقعد عندي هي وعياله وحتى لو كلمته واستسمحت منه ماهيب راضيتن عليك
لو تحب السما ..
لمح الثقة بكلامه.. و فك ازرار ثوبه العلوية : اذا ماتبي ترجع بكيفها بس
بناتي وولدي باخذهم غصب .. والحين يمشون معاي للرياض ..
ابتسم على كلامه وتكلم بصرامة : محدن يبيك ولا يبي الرجعة معك هذي اختي
وبناته بناتي ولهن مثل ما لبناتي عندي الخير واجد والله ماهوب مخلينا انا بربيهن
وبدرسهن وبزوجهن بعد .. وانت الله لا يشكر فضلك مانبي منك لاخير ولا شر ..
ضحك بصوت عالي وبانت اسنانه الصفراء القذرة : بناتي وتحت حكمي ومحد
يقدر يزوجهم الا انا .. واذا تبي تخليهم عندك انا باخذهم بالقوة والمحاكم بيننا ..
قام واقف وهو يأشر له على الباب : اطلع برا ولا اشوفك فهالبيت .. بناتك مالك
دخل فيهن .. دانا بزوجه ليزيد قريب وبتشوف انت بنفسك ..
ارتفع ضغطه من كلامه وفرضه قراراته على عياله وزوجته : بنتي ماتتزوج
الا اللي انا ارضى عليه .. وولدك مابيه ولابي نسبكم اللي ماشفت منه الخير ..
تعالت اصوات صراخهم للخارج .. كان يهدد ويتوعد انه ينتقم منهم اشر انتقام
وانه راح يحبط كل محاولاتهم اللي راح ينفذونها من وراه .. رفع صوته وهو
يهدد في زوجته وهو متوقع انها في البيت وتسمعه .. مايدري انها معاه وبنفس
المدينة بعد ..
بنفس الوقت على وقت صلاة العصر جات لها امها تصحيها : دانا يمه قومي
صلي بنروح لم بيتنا تاخذين كتبتس واللي تبين منوه .. ابوتس رايحن للقصيم عند
خالتس ..
فتحت عينها وهي تغطي بيدينها على عيونها .. من النور القوي اللي يدخل مع
الشباك : همممم
جلست جنبها ومسكت يدها تقومها : يالله وانا امتس لا تبطين اخاف يرجع قبل
لا نروح البيت ..
قامت وهي تمسح على وجهها : اي بيت اللي نروح له ؟
حست انها ماسمعت شي من اللي قالت لها : ابوتس رايحن لخالتس بالقصيم توه
يزيد معلمن .. قومي صلي هالحين نبي نروح نجيب كتبتس من البيت ..
اول ما استوعبت الموضوع فزت على طول .. قلبها عورها كثير .. تحس انها
ماتقدر تروح للبيت وتشوف كل الماضي الأليم هناك .. : يمه تكفين مابي اروح
روحي انتي وخوذي نجود او رغد .. اي وحدة فيهم بس انا لا تكفين ..
لاحظت توترها من الموضوع ورحمتها وحبت تتركها براحتها : ابشري هالحين
اروح لنجود اكلمه .. وقامت من عندها رايحة للصالة ..
ارتاحت كثير لتجاوب امها وتفهمها لوضعها .. ماكانت مستعدة ابد تروح للمكان
اللي ازهق برائتها وتركها انسانة تصارع الى الآن لاستعادة ذاتها اللي فقدتها في
لحظات طيش ابوها ورغم انها تتصنع القوة الا ان داخلها مازال يئن وواقع تحت
وطأة الماضي بكل صوره .. تحتاج لاحد يقويها احد يفهمها ان اللي صار انتهى
ولا يمكن يصير ابد .. وان حياتها الحين افضل من قبل مازالت الى هاليوم تعاني
من اللي صار لها من طفولتها وكل الصور اللي تكررت قدامها .. قامت تتوضا
وتصلي وهي تشوف نجود جاية تاخذ عباتها وشنطتها : جودي ..
التفتت عليها وهي تلبس العباية : هلا ..
قعدت تفرك يدينها بتوتر : جيبي لي كل الكتب والملازم والدفاتر اللي كاتبة فيهم
محاضراتي .. " نزلت راسها شوي وقالت بصوت موجوع " وجيبي لي ميكي
ماوس بعد ..
ماكان ودها تصارخ عليها او تقول شي .. اسلوبها كان كافي انه يوضح مقدار
المها : لين متى يادنو ؟ وربي مايستاهل حبك ابد .. كل هاللي يصير لنا والعذاب
اللي نعيشه بسبته .. ليش للحين تبكين عليه ..
حطت يدها على فمها ماتبي تصيح .. وسمعت صوت امها تصوت على نجود
تستعجلها .. قربت منها نجود وباستها على جبينها : عشان خاطر امي انسيه ..
شوفي وش كثر تحملت عشان تسعدنا ..
مسكت يدها قبل تطلع : جودي تكفين ابيه تعرفيني ما انام الا لا صار بحضني
فلتت يدها وطلعت من الغرفة رايحة مع امها .. وراحت هي تتوضا وتصلي ..
ماتدري ليش رغم ان الماضي مؤلم لها الا انها تحن له .. تحن للحظات كانت
فيه مثلها مثل اي بنت تعيش حياة مستقرة .. وهالهدية اللي جاتها من ابوها في
طفولتها مازالت تحتفظ فيها كأغلى هدية ملكتها ..



/
\
/
\





شافها وهي تصلي المغرب في الغرفة وقعد على السرير ينتظرها اول ماسلمت
انتبهت لرجلينه قريب منها .. حست بحرارة بوجهها من قربه وبعد تردد التفتت
له مبتسمة .. شافته لابس ثوبه وشماغه جنبه مد يده لها ومسكتها باحراج قربها
منه وقعد يناظرها ويوم شافها منزلة راسها مستحية تكلم : لو سألتك وش اكثر
شي تتمنينه الحين .. وش بيكون ؟
رفعت راسها تناظره وحست انه قريب منها حيل حست بتوتر من الموقف بس
ابتسامته شجعتها تتكلم : اشوف اهلي واسولف معهم ..
ميل شفته وهو يحس بلهفتها بكلامها : تشوفينهم ان شاء الله بعدين .. بس اذا
ودك تسولفين بخليك تكلمين واحد منهم الحين ..
على طول قاطعته فرحانة : راكان ؟
هز راسه بإيه ووقفت بكل حماس تبي تكلمه : تكفى ابي اكلمه الحين ..
ماكان وده يعاندها ويخرب عليها فرحتها .. مسك جواله ودق على رقم الثابت
في الشقة اللي يسكن فيها راكان .. سمعته يسلم ويطلب راكان باسمه .. : هلا
والله .. اي هذا هي جنبي .. اوكي خذها ..
مد لها الجوال وعلى طول اخذته منه .. : راكان ..
رد عليها بلهفة : يا هلا والله يالنوري هلا بعروسنا .. حي هالحس اللي فقدته ..
حست ان دمعتها على وشك النزول لكن قاومتها وجاوبته بلهفة اكبر من لهفته
وفرحة اعظم : هلا بك ياخوي .. وربي انا اللي فقدتكم وفقدت لمة اهلي ..
اخذ شماغه وطلع من الغرفة يبيها تاخذ راحتها بالمكالمة .. سولفت معاه وخذت
علومه وهي مستانسة حيل انها سمعت صوته .. : راكان اذا جيت تبي تروح
الديرة لا تنسى تمر علي .. ارسل معك غريضات لاهلي ..
ابتسم على طول من كلامها .. هالانسانة ماتنسى اهلها حتى لو بعدت : ابشري
اللي تبينه انا حاضر فيه .. الحين قفلي وروحي لرجلتس عيب تخلينه بلحاله ..
ضحكت بقلبها وهي تتذكر كلامه معاها : زين بروح .. " وتلفتت حولها وهي
تضحك " راكان شلون اقفله ؟
سمعت صوت ضحكته العالية وابتسمت : وراك تضحك علي والله اني سبيكة
بهالسوالف وما اعرف لها .. اخلص علي لا تفشلني عند رجلي ..
تكلم وهو مازال يضحك : والله اني ما اضحك عليتس انا مثلتس اول ما اعرف
لشي .. اجل اسمعي شوفي الزر الاحمر .. شفتيه ؟
بعدت الجوال وشافته ورجعت الجوال عند اذنها : ايه اضغطه هو ؟
رد على طول : ايه .. وماخلص كلمته الا الخط منقطع بينه وبينها مات ضحك
على حركتها وهو يدعي لها ربي يسعدها ..
اما هي حطت الجوال جنبها .. وقعدت على السرير مبتسمة .. حمدت ربها انها
سمعت صوت احد من اهلها هالشي خلاها تحس براحة كبيرة رن الجوال جنبها
وفزعت منه طلعت من الغرفة وشافته جالس بالصالة وهو كاشخ اشرت له بالجوال
وقام على طول اخذه منها .. ورد على المتصل : هلا والله وغلا ..
وقفت مكانها تناظره حست بفرحته من رده .. ماتدري من هاللي يكلمه .. التفت
عليها وأشر لها على ساعته .. فهمت انه يستعجلها يطلعون رجعت لفت طرحتها
اللي توها تصلي فيها .. وخذت شنطتها وراحت وراه .. وقفت عند الباب وهي
تشوفه يقفله .. واول مامشى مشت معاه .. " الحين من هاللي مايطلع الحتسي الا
معه .. ويقول ما اسولف " قالتها بقهر في داخلها .. ومشت معاه للسيارة ركب
السيارة وشغلها وركبت معاه .. شافها تهز رجلينها وابتسم في خاطره هذي ثاني
مرة ينتبه لهالحركة فيها واكيد انها الحين متوترة او متنرفزة منه .. : يالله اجل
سو كل اللي قلت لك مابي ارجع الا وكل شي خالص .. واي شي ناقصك دق
علي على طول تراني معتمد عليك بعد الله ..
جاه صوته المستهزيء : اقول ضف وجهك وقابل مرتك ابرك لك .. حتى وانت
توك متزوج ماتركتني بحالي .. قلت لك مليون مرة شغلي واعرفه وكل الاوراق
المطلوبة وقعتها يعني وجودك الحين مثل عدمه .. بس سكر وانقلع واللي يرحم
والديك ..
ضحك بصوت عالي على اسلوبه وهو يصارخ عليه : يالله فمان الله ..
وعلى طول مشى رايحين لمجمع الظهران .. هو مو بالعادة ينزل اسواق ابد بس
الاجواء هالايام برد وماعندهم مكان يروحون له الا المجمعات والمطاعم وهالمرة
كالعادة بهالطريق جمعتهم سوالف بسيطة .. بعد مابركن السيارة دخلو للمجمع ..
ناظر ساعته : وين تبين تروحين ؟
قعدت تناظر بالمحلات حولها ماتدري وين تبي تروح بالضبط : مدري ..
مسك يدها ودخلو اول محل صادفهم .. كان يبيها تاخذ اي شي لها بس عيونها
ماكانت على اللي بالمحل كانت مقهورة من اشكال البنات اللي تشوفهم .. طلعو
بعدها وراحو لمحل عطور .. راح لقسم العطور الرجالية يبي يختار له عطر ..
شافت قريب منه 3 بنات كانو يناظرونه راحت له ومسكت يده : طلال
على طول التفت لها هذي اول مرة تناديه باسمه : هلا ..
رفعت نفسها شوي تبي تقرب من اذنه : خلنا نرجع ..
التفت لها : ليش ؟
ماحبت تبين له اللي هي مقهورة منه : زهقت ..
حس بيدها تضغط على يده بقوة : طيب تعالي نروح لمحل ثاني ..
قاطعته على طول : لا .. لا ابي ارجع هالحين ..
توقع انها متضايقة من المحل او ماعجبها وقبل مايطلع من المحل انتبه للثلاث
بنات واقفين يناظرونه .. شعور غريب بداخله حس فيه وقتها على طول شال
عينه عنهم وطلع .. لفو بالمجمع شوي بس حس انها متضايقة وصوت اذان
العشا خلاه يستسلم اخيرا لرغبتها اول ماركب السيارة زفرت براحة .. كان
حاس انها متوترة .. ماكان عارف ليش بالضبط هل لانها اول مرة تدخله او
لانها تضايقت من البنات اللي في السوق رجح التوقع الثاني وهالشي ارضى
غروره بداخله .. ومشو راجعين للشالية يقضون ثالث يوم لهم من زواجهم ..




/
\
/
\




صار لها كم يوم تفكر باشياء كثيرة وماعرفت وش اللي تقرره او اي قرار
تتخذه .. فضلت تستشير اهم اثنين بحياتها تحتاج لنصيحتهم في اي مشروع
قبل تبدا فيه .. راحت له المكتب وطقت الباب ووقفت عند الباب تناظره ..
كان منغمس باشغاله مابين جهاز اللاب واوراقه اللي يناظرها .. رفع راسه
وشافها واقفة تناظره : هلا حبيبتي ..
دخلت وقعدت على الكرسي اللي مقابل له : مشغول ؟
حط الاوراق على جنب وابتسم لها .. : حتى لو مشغول افضي نفسي عشانك
انتي آمريني بس ..
قعدت تشوف كومة الاوراق المتناثرة على مكتبه : لا اذا مشغول اتكلم معاك
بوقت ثاني .. خلص بالاول وبعدها اجلس معاك واقول لك كل شي ..
قام من مكانه وراح جلس قبالها .. : لازم الرسميات بكل مرة نتناقش فيها ؟
انا عارف انه عندك شي تبين تستشيريني فيه تكلمي ياقلبي وش اللي بخاطرك
حست بامتنان كبير لتفهمه هي كانت مندفعة بهاللحظة وتبي تقول له كل شي
بخاطرها : شفت القرية اللي رحنا لها يوم زواج طلال ؟
تكلم على طول : ايه وش فيها ؟
حست باندفاع انها تقول له كل شي فكرت فيه وبدت تتكلم بكل شي : من يوم
جيت وانا في بالي افكار كثيرة ولا ادري وش انفذ فيها .. تمنيت اقدر اسوي
مشاريع هناك بس للأسف عرفت ان الأراضي لهم ومايبيعونها لاحد وادري
انه مثل مافي هالقرية اكيد فيه غيرها .. ابي اشوف اذا يرضون اني ابني لهم
مبنى صغير يعتبرونه دار لتحفيظ القرآن .. يكون وقف لأمي الله يرحمها ..
اشرقت ابتسامته وهو يشوفها تسولف عن المشروع وحماسها له : ما اتوقع
ابد يرفضون .. وانتي مو مسوية شي لك هذا لهم هم وانتي تبين الأجر لامك
منه ..
ارتاحت كثير لكلامه تدري وش كثر هالانسان كان اكبر سند لها بحياتها بعد
ابوها : وفي شي ثاني بعد .. ودي اكمل اللي بدته لمياء معاهم بس ابي الكل
يشتغل .. يعني انا اوفر لهم الخامات والمكاين وهم عليهم الخياطة ونحاول
نبيعها لهم .. تعرف هذا اللبس الشعبي يستخدمونه باحتفالات المدارس واليوم
الوطني وهالامور ..
هز راسه لها باقتناع : عاد هالامور انتي ادرى فيها .. بس اذا انتي دارسة
نجاحه ليش لا .. خلي الامر بالاول كمية بسيطة واذا حسيتي انه في طلب عليها
زيدي الكمية ..
ابتسمت له وكملت : وهذا اللي انا مفكرة فيه .. وفي شي ثاني بس مادري الى
هالحين اذا احد بيقتنع فيه او لا .. بشوف لي اي وحدة فيهم ترضى تجي تشتغل
عندنا بفرع الشركة .. يعني تكون مراسلة مسئوليتها تنقل الملفات والاوراق بين
المكاتب وتجهيز القهوة ومن هالامور ..
قاطعها على طول : مستحيل .. صدقيني مستحيل احد يرضى يعني شلون وحدة
بتترك اهلها وتجي تعيش هنا .. و وين تعيش اصلا ؟
سكتت شوي تفكر بعدها تكلمت بهدوء : ليش مستحيل الحاجة بتخليهم يرضون
يجون .. وانا ماقلت ابيها شغالة تنظف هي لها شغلة تكسب منها اللي يفيدها ويفيد
اهلها .. وبالنسبة للسكن بالملحق فوق .. انت شايف مافيه احد ..
قاطعها : ميساء انتي من جدك ؟ من هاللي يرضون بنتهم تعيش عند ناس مالهم
اي صلة قرابة فيهم ولا يعرفونهم ..
كملت بابتسامة : ومن قال لك اني مافكرت بهالشي .. عشان كذا حطيت ببالي
احتمالين .. اخت زوجة طلال او بنت عمها وبكذا احنا نكون اهلهم وما اتوقع
يرفضون ابد .. وكل الثنتين تقول لي لمياء انهم فوق الـ 25 ومو متزوجات ولا
حتى انخطبو هذا معناه انه ماعندهم اي ارتباط ممكن يمنعهم من هالاقتراح ..
حك راسه يفكر بكلامها .. مبين انها دارسة كل اقتراحاتها وسادة كل الثغرات
فيها : توكلي على الله مادام عندك هالحماس كله .. الله يجزاك الف خير على
هاللي تسوينه لهم .. واي شي تحتاجينه تعرفين اني ماراح اقصر معاك ابد
انتي بس اطلبي وابشري بعيوني لو تبينهم ..
قربت منه ومسكت يدينه وناظرت بعيونه : الله لا يحرمني منك يارب ..
ابتسم لها وباسها بين عيونها : آمين ويخليك لي يا ام بناتي ..
قام على طول وقامت هي معاه : يالله اجل اخليك تكمل اشغالك وانا بروح انام
الحين " باسته على خده وكملت " تصبح على خير حبيبي ..
مسك يدها قبل تطلع : اخذيني معاك قبل تروحين ..
طفت الانوار وطلعو من غرفة المكتب متوجهين لجناحهم كانت تحس بالرضى
بعد مالمست هالتشجيع من زوجها .. وكل اللي تبيه الحين انها تكلم لمياء على
كل هالقرارات عشان تمهد لها كل الطرق ..



/
\
/
\




كانت متطمنة ان ابوها مسافر وامها نايمة بغرفتها وطارق نايم اكيد بشقته ومعاذ
من اول الليل وهو نايم .. ومثل هالفرصة تستغلها عشان تكسب وقت تشوف فيه
حبيبها صلاح .. صار له ساعتين قاعد معاها وبكل مرة يحاول انه يتقرب منها
تتمنع عنه .. وماتسمح له بأكثر من تقبيلها .. : حبيبي قلت لك اكثر من مرة اذا
تبيني اخطبني ولا تزوجنا اصير انا كلي ملكك .. تسوي فيني اللي تبي ..
كانت تتكلم معاه بكل دلع وهو يشوف لبسها وحركاتها اللي تتعمد فيهم انها تفتنه
ومع هذا كله ترفض انه يتمادى معاها .. : وش اقول لاهلي ؟ و وش تقولين انتي
لاهلك ..
حست بفرحة كبيرة بداخلها لانه لاول مرة يتجاوب معاها في موضوع الزواج
وهذا معناه انه جد يحبها : عادي قول صديقة اختي .. وانت تفاهم مع اختك اكيد
بتساعدنا ..
مسك يدها وباسها : يسلم لي هالعقل الخطير ياعمري .. بس انتي اصبري علي
كم يوم ادبر كل اموري واضبط لك الموضوع واخطبك ..
قربت منه فرحانة : والله حبيبي ؟
ابتسم لها : ايه والله .. " ناظر ساعته " يالله حبيبتي بروح الحين قبل يأذن الفجر
ويقومون جيرانكم ..
مسكت يده وهو يقوم : حبيبي الوقت عدى بسرعة مابعد استانست ..
لبس جاكيته وسكره وهو يناظرها : الايام جاية ياقلبي ان شاء الله بعوضك ..
قرب منها وودعها مثل كل مرة وداع حميم الى ابعد درجة .. ابتعد عنها وطلع
مع الباب رايح لسيارته اللي موقفها ورا البيت ..
طارق اللي كان توه راجع للبيت لمح من بعيد شخص طالع من بيتهم بس ماشاف
وجهه قرب من البيت و نزل من السيارة وصوت له : معاذ ؟
واول ماشافه يركض رايح لورا البيت ركض وراه يبي يلحقه .. بس كان اسرع
منه ومالحقه .. رجع للبيت مثل المجنون يبي يعرف من هاللي طلع من بيتهم ..
منال يوم سمعت صوت طارق وهو يصوت على معاذ وصوت الركض بالخارج
رقت لجناحها قفلت عليها ودخلت الحمام ( تكرمون ) تبي تتسبح ..
اما هو راح لجناح معاذ فتحه وشافه نايم بغرفته ومستغرق بنومه .. طلع وهو
يحس الدم يغلي بداخله .. وشاف جناح ديما مولع .. فتح الباب بس ما انفتح معاه
طق عليها بجنون : ديموووووووووه افتحي بسرعة ..
ارتاعت من صوت صراخه وتزايدت نبضات قلبها وهي تسمعه يطق الباب اقوى
من قبل وهو ينادي عليها .. راحت تركض للباب : هلا
زاد طقه على الباب وهو يصارخ عليها : ديموووه افتحي الباب لا اذبحك اليوم ..
" يارب استر " رددتها بداخلها وهي تقرب من الباب وتفتحه بخوف .. ماحست
الا باعصار داخل عليها مسكها من شعرها وهو يتنفس بسرعة : من هاللي كان
عندك الحين ؟ " وبصراخ " تكلمي
حست انه يقتلع شعرها من قوة شدته : محد كان عندي والله انا جالسة لحالي من
اول ..
شدها بقوة من شعرها وطق راسها بالجدار اكثر من مرة وهي تصارخ .. قامت
امه ومروى على صوت صراخهم .. وقربت منه : طارق وش اللي صاير ؟
كان مايشوف اللي قدامه من الغضب : الواطية الحقيرة جايبة لي واحد مدري
من هو للبيت .. والله لاربيها .. انا اللي بعلمها السنع .. كان يتكلم وهو يضربها
بكل مكان بجسدها وهي تصارخ وتحلف انها ماسوت شي .. لحد مابدت تدوخ
من ضربه لراسها اكثر من مرة وماعاد صارت تستوعب الاصوات اللي حولها
كثير ..
ضحكت بأعلى صوتها وهي تقول بخبث : ماهي غريبة عليها سوتها امها قبلها
جاتهم منال وهي لافة الفوطة على شعرها : وش هالصراخ كله ؟ وش مسوية
بعد ؟ " قالت هالكلمة تبي تثبت التهمة عليها وكأنها ماسكة عليها اشياء "
قربت مروى منه تمسكه : طارق خلااااص طقيتها .. البنت وجهها وراسها كله
دم ..
دفها بعيد عنه وكمل ضرب وسب فيها الى ان اختفى صوت صياحها .. وقف
معاذ معاهم وهو يشوف جريمة اخوه البشعة .. وامه ومنال اللي يزيدون النار
حطب بكلامهم المسموم رماها على الارض وطلع من البيت وهو يحس بنار
تحرق قلبه .. مر عليه شريط حياته بهاللحظة كل شي سواه مع البنات شاف
واحد يسوي باخته نفس اللي يسويه .. رجع لشقته مقهور من اللي شافه وهو
مقرر يرجع لها من بكرة ويكمل اللي بداه اليوم .. حس انه لو قعد شوي كان
ممكن انه يذبحها مكانها ..
اما عند ديما اللي كان وجهها وراسها كلها دم ناظرتها مروى مفزوعة والتفتت
عليهم : ليش تناظرونها احد يشوف البنت ماتت ولا بعدها حية ؟
قعدو يناظرونها بخوف شكلها مايوحي ابد انها ممكن تعيش بعد اللي سواه فيها
طارق .. قرب منها معاذ ومسك يدها بيدين ترتجف : منال تعالي شوفيها ..
ضحكت امهم بسخرية وهي تناظرها : وش بيكون فيها بعد مثل كل مرة تنطق
وترجع لنفس طريقها ..
قربت منها منال ومسكت يدها حست فيها نبض خفيف : لا ما ماتت .. معاذ
ودها للمستشفى اخاف تموت البنت ولا يصير فيها شي ؟
رفع يدينه محتج : لا والله مالي شغل يروحون يلبسوني التهمة ويحطونها علي
وابوي مسافر من اللي يطلعني لا سجنوني ..
دفته عنها وهي تحركها : ديماااا .. قعدت تضربها على خدودها تبيها تصحى
بس كانت في هاللحظة جثة هامدة ماتتحرك .. التفتت على معاذ وهي تصارخ
عليه : معاذووه ودها المستشفى حرام عليك البنت بتموت ..
كل واحد فيهم كان خايف من خبر موتها بأي لحظة ومعاذ كان يناظرها بخوف
اكبر : كلمي عمي فيصل ..
شافتهم واقفين عندها وراحت لجناحها بدون لا تنطق بأي كلمة وركضت مروى
للتليفون تدق على عمها .. مارد اول مرة .. واعادت الاتصال مرة ثانية وردت
عليها ميساء من سمعت صوتها تكلمت وهي تصيح : خلي عمي يجي ياخذ ديما
للمستشفى ..
كانات توها صاحية على صوت رنة الجوال ومن شافت رقم بيت اخوه استغربت
الاتصال في هالوقت وردت : وش فيها ديما ؟
كانت يدها كلها دم وترتجف : مادري تكفين بسرعة .. اخاف تموت ..
سكرت منها على طول وصحت فيصل .. اللي قام بسرعة وراح لهم مجرد
ماشاف شكلها طايحة على الارض ووجهها كله دم حس بدوخة من هالمنظر اللي
يشوفه .. على طول شالها و نزل بسرعة ووداها على اقرب مستشفى ..




/
\
/
\





اول ماوصل للمستشفى فتحو باب الطواريء ودخلوها على طول .. ماكان يدري
شلون شالها وجابها للمستشفى الوقت بين طلعته من بيته الى وصوله للمستشفى
كان جدا سريع وهو للحين ما استوعب شي .. ولا يدري حتى وش سبب اللي هي
فيه الحين .. مر الوقت بطيء وهو ينتظر انه يسمع اي شي يطمنه عليها .. بس
للحين محد طلع وقال له اي شي .. كان يشوف المصابين اللي يجيبونهم للمستشفى
شاف من بعيد اثنين يصيحون ومبين عليهم ان اللي جايبينه للمستشفى توفى عوره
قلبه وهو يتخيل نفسه بهالمكان .. تعوذ من الشيطان وتجاهل كل التوقعات اللي
بداخله .. وهو يدعي ربي يطمنه عليها ماكان يسليه بهالوقت الا اتصالات ميساء
كل شوي تتطمن عليها .. شاف الدكتور جاي له حس في ملامحه شي مافهمه وهو
يردد بداخله " يارب احفظها "
اقترب منه وناظره بكل غضب : من اللي معتدي بالضرب على البنت ؟
قاطعه على طول : انت علمني الحين شلونها ؟
كمل بنفس عصبيته : الى الآن مغمى عليها وننتظر تفوق في اي لحظة ونقرر وش
هي حالتها بالضبط الحمدلله ماتعرضت لارتجاج في المخ لكن في رضوض بالراس
وهذا دليل انها تعرضت لضرب مباشر على الراس .. و احمد ربك انك جبتها في
هالوقت الحرج يمكن لو تعرضت لضرب اكثر يسبب لها نزيف داخلي في المخ ..
وغيبوبة قد تؤدي للوفاة ..
كان يسمع كل شي وبداخله غضب على اللي سوى فيها هالسواة .. : يعني شلون
الحين حالتها مستقرة ؟
ناظر الاوراق اللي في يده : الى الحين ما تطمنا عليها لازم نعاود الفحوصات بكرة
ونشوف وش اللي يطلع معانا .. بس الحين انا مضطر ابلغ الشرطة عن حالتها وهم
يتصرفون بمثل هالحالة ..
هالمرة ما اعترض ابد .. قد يكون بهالقرار ينقذها من هالوحوش اللي تعيش معاهم
رد على اتصال ميساء وقال لها كل شي قاله الدكتور بعدها رد على اتصال مروى
اللي كانت للحين تصيح : عمي تكفى وش صار عليها ؟
صر على اسنانه وتكلم بغضب : من الحقير اللي طقها ؟
سكتت شوي وتكلمت بعدها بخوف : طارق بس مدري ليش .. عمي تكفى شلونها
طنش سؤالها وقال بقهر : لا تسوين ان امرها يهمك وكل هاللي يصير فيها من ورا
راس امك .. وسكر منها بدون حتى مايقول لها وش اللي صار معاها ..
ماجا الصباح الا المكان كله انقلب لساحة تحقيق وسؤال وجواب .. هالمرة ماراح
يطاوعها مثل كل مرة ويسكت عن حقها .. تكلم وقال لهم عن طارق واستأذنو منه
يرجعون اذا رجع لها الوعي ..
راح للدكتور يتطمن عليها سأل عن مكتبه ودلوه عليه طق الباب واستأذن بالدخول
وسلم عليه : شلونها الحين يادكتور ؟
اشر له يجلس وبدا في الكلام : ما اقدر احكم على حالتها الا اذا فاقت واستجابت لنا
بس ان شاء الله يكون كل شي فيها سليم .. اللي عرفته من الممرضات انه جسمها
فيه آثار حروق هذا معناه انه مو اول مرة تتعرض للضرب صح ؟
نزل راسه بأسف وهو يسمع كلام الدكتور اللي كمل : يعني عارف من زمان عن
هالشي وساكت .. ؟ للأسف انت مشترك مع عائلة كاملة في هذي الجريمة البشعة
و اللي خلاك اليوم تتحرك وتتكلم يوم شفتها على مشارف الموت ؟ انا مضطر
اطلع الحين بتنتهي مناوبتي وراح يشرف على حالتها زميلي في العمل وانت بعد
روح لبيتك وجودك الحين ماراح يغير شي .. حط رقمك هنا وهم راح يتصلون
عليك اذا جد شي بحالتها ..
قام يبي يستأذنه لانه شافه مستعجل يبي يطلع : ان شاء الله يادكتور مشكور وما
قصرت .. انا بمشي الحين وان شاء الله راح ارجع قبل الظهر ..
استوقفه قبل يطلع مع الباب : هالمرة ان شاء الله تعدي على خير .. انتبه لايصير
لها مرة ثانية مثل اللي صار اليوم .. صدقني تجينا حالات كثيرة تعرضت للضرب
والاعتداء الجسدي تسببت لهم بعاهات مستديمة والبعض يتوفون اثر هالتعذيب ..
حس بتأنيب ضمير فظيع من كلامه .. آخر مرة هي استنجدت فيه لكنه خذلها و
رجعها لهم يسوون فيها اللي يبون .. مايدري اذا هذي اول مرة يطقونها فيها ولا
هالمرة لانها كانت الأقوى اضطرو يستعينون فيه .. اكثر شي اتعبه يوم عرف عن
آثار الحروق اللي بجسدها .. ماكان يدري انه تعذيبهم وصل لحد الحرق وهالشي
جدا صدمه واثر عليه .. مشى راجع للبيت وهو يعيش بصراعات مختلفة خوف
وتوعد واصرار انه يتخذ موقف هالمرة .. اول ماوصل شافته كان منهار وهالشي
واضح على ملامحه المتعبة .. : تعباااان .. وابي انام لي ساعة او ساعتين وبروح
لها المستشفى ..
ماحبت انها تزعجه باسألتها .. اكيد لو عنده شي غير اللي قاله لها بالاول بيتكلم
الحين .. طلعت معاه لغرفتهم واول ماحست انه بخير طفت الانوار وقبل تطلع من
الغرفة ناداها : تعالي جنبي ابيك ..
قربت منه ولمته في حضنها .. وقال لها على كل شي صار فيها .. كانت تسمعه
وهي تتذكر وعدها لها اللي انشغلت بالدنيا ونسته .. بس بعد اللي سمعته اليوم راح
تحاول بكل جهدها تعرف اي شي عنها .. يمكن لو عرفت كل شي عن امها ترتاح
حتى لو كانت هالأم مو موجودة بالدنيا ..




/
\
/
\




من رجعت من مدرستها مانامت فرحانة لانه اليوم طلال ونورة راجعين للرياض
وهذا معناه انها خلاص بتستقر معاهم في البيت .. شافت الشغالات ينظفون لهم
الجناح .. وراحت للمطبخ شافت الحلى اللي مجهزينه والقهوة .. ورجعت تقعد
بالصالة تنتظرهم .. كانت لابسة فستان احمر قصير باكمام كت تزينه شريطة
ساتان من تحت الصدر .. والميك اب مجرد لمسات خفيفة لانها صغيرة وماتحب
تكبر عمرها .. شافت امها طالعة من المجلس وبيدها المبخرة : احلى يا ام طلول
وش هالكشخة كلها ..
ضحكت عليها وهي تقرب منها : انا دايم كاشخة شوفي نفسك اليوم تقول رايحة
لمناسبة ..
دارت على نفسها وهي مبتسمة : بالعكس ستايل ناعم جدا .. اصبري على ريسو
لا نزلت الحين وربي تسوي بنفسها حفلة .. ماتنسى شي ابد لا اكسسوارات حتى
تسريحة شعرها لازم تغيرها بكل طلة .. الله يعين اللي بياخذها 24 ساعة مقابلة
مرايتها ..
مدت لها المبخرة : خليها تسوي اللي نفسها فيه ومحد يتكلم عليها .. اجل تكشخ له
ومايعجبه بعد .. روحي لجناح اخوك فوق بخريه وبشويش عن الطفاقة لا يطيح
الجمر يحرق لهم الجناح ..
خذت المبخرة وطلعت للجناح بهدوء .. كلمت الشغالة تنزل خلاص بعد ماتأكدت
انهم منظفين كل شي وسكرت الجناح ونزلت تقعد مع امها .. بعد نص ساعة دخلو
عليهم نورة وطلال سلمو عليهم وقعدو .. شوي وجابت لهم الشغالة القهوة والحلى
وهي تناظر بنورة متشققة من الوناسة .. حتى الشغالة كاشخة معاهم اليوم ..
شاف امه بتقوم تصب القهوة : ارتاحي يمه خلي سما تصبها ..
لاول مرة تقوم وما تعارض كلامه .. صبت لهم القهوة وقعدت جنب نورة : ايه
ماقلتي لي كيف الشرقية ؟ عساك استانستي
ابتسمت على طول لها .. هي من الاول مرتاحة لها كثير : الحمدلله " واستغربت
انها ماشافت رسيل معاهم " وين اختس ؟
رفعت لها صحن الحلى تقربه لها : الحين بتنزل ليش ماتاكلين ؟ والله حلو انا اللي
مسويته " قالتها وهي تضحك "
التفت عليها طلال وهو مبتسم : ايه هين .. انتي لو اقول لك شلون شكل السكر
ما عرفتي له .. " بعدها طالع في نورة وهو يكلم امه " من عرفتها وهي كل اكلها
لقمتين وقامت .. توصي فيها خليها تاكل ..
ناظرتها وابتسمت لها : ان شاء الله بتاكل .. هي بالاول تكون مستحية حتى الاكل
ماتتهنا فيه .. بس احنا اهلها وان شاء الله بتاخذ علينا .. كلي يانورة لا تستحين ..
هالمرة حست انه ابتسامتها من القلب دعت ربها انها تكون بالفعل معاها بهالطيبة
وما تصطنعها قدام طلال .. بدت تفك شوي من حياها وتسولف معاهم .. جاتهم
بعدها رسيل وهي لابسة تنورة فوشيه لنص الساق مع توب ابيض بسيور وعلى
الجانب مرسوم قلب صغير بكريستالات فوشي .. مع الحلق الفوشي والصندل
الابيض .. وشعرها اللي مخليته كيرلي ورافعته على فوق وتاركة خصلات منه
نازلة على وجهها و كتوفها .. : السلام عليكم ..
انبهرت من شكلها كثير رغم ان رسيل مو خارقة الجمال الا ان اناقتها تكسبها
شكل ملفت وجذاب ردو عليها السلام وجات تسلم على طلال وزوجته .. وقعدت
جنب امها .. نورة للحين ماحفظت اسمها كل مرة تسمعه وتنساه مو مثل اسم سما
اللي حسته سهل وبسرعة ينحفظ ..
كشرت وهي تشوفها لابسة تنورة جينز كحلي طويلة مع توب وردي باكمام طويلة
بدون اي اكسسوارات .. حتى شعرها مخليته على طبيعته ومو قاصته او مسوية
فيه شي ..
ناظر فيها طلال واشر لها تنزل عيونها عنها .. وقال بصوت هامس مايبي نورة
تسمعه : خفي على البنت لا تاكلينها بعيونك ..
كان جالس معاهم وعينه كل شوي تروح لها بدت تاخذ راحتها وتسولف ولو انها
حتى مع اهله خجولة .. لكنه شكر من قلب سما اللي مخليتها تضحك وهي تسولف
عليها .. قام يتوضا بيروح لصلاة العشا .. وهو طالع مع الباب صادف سامي اللي
توه بيدخل وقفه مكانه : ماتحس انه صار لك اسبوع مو شايفني ؟
ابتسم باحراج وسلم عليه : هلا والله توني انتبه لك ..
حط يده على كتفه : يالله امش معاي للصلاة ..
وقبل مايكمل تكلم هو : بروح اتوضا والحقك .. اسبقني انت ..
سحبه من يده يوقفه : وين مدرعم انت ..؟ يعني ماعرفت للحين اني صرت متزوج
وزوجتي داخل ومو على كيفك تجي وتروح بدون ماتشوف الطريق اذا احد قدامك
او لا ..
" ول عليه هذا وهو اول يوم سمعني هالموشح " : ان شاء الله .. وتنحنح عند الباب
وهو ينادي امه ..
مات ضحك على شكله الى هالحين وهالانسان مازال فيه طفولة رغم انه مو آخر
العنقود .. لكنه مدلل بشكل كبير وهالدلال مأثر عليه حتى شكله مافيه اي رجولة ..
قامت نورة تصلي وراحت معاها سما توريها جناحها : معليش الجناح صغير بس
على مايجيكم عيال ويكبرون نكون انا وريسو تزوجنا ويصير لكم هالدور كله وسام
يدبر عمره ولا ينام بجناح الضيوف تحت ..
ضحكت على كلامها وهي تشوف جناحهم المكون من غرفتين ( غرفة نوم وغرفة
مكتب لطلال ) وصالة ومطبخ تحضيري " كاونتر " وحمام واسع ( تكرمون )
كان هالجناح كله اكبر من بيتهم اللي يعيشون فيه هي واهلها كلهم .. حمدت ربها
على نعمه والتفتت على سما : وين القبلة ؟
تلفتت حولها وهي تحاول تتذكر وين القبلة فيه بهالغرفة وابتسمت ببراءة : تصدقين
مادري .. بس تعالي صلي بغرفتي الين يجي طلال وهو يعلمك بعدين ..
راحت مع سما لغرفتها توضت وصلت العشا وقعدو يسولفون .. رغم ان سما اصغر
منها بكثير ويمكن تعتبر بنص عمرها الا انها ارتاحت لوجود احد ياخذ ويعطي معاها
خصوصا انها تحب تسولف وتتكلم كثير .. عكس اخوها اللي ماتطلع منه السالفة الا
بصعوبة ..
بعد مارجع من الصلاة كان قاعد بالصالة مع امه ورسيل .. وكل شوي عينه تروح
للدرج متوقع انها بتنزل هي وسما .. دخل عليهم ابوه قام على طول سلم عليه وحب
راسه .. وبعد ماسولف مع ابوه التفت على رسيل : رسيل روحي نادي نورة تجي
تسلم على ابوي ..
قامت تروح تناديها ومن وصلت للدور الثاني وهي تسمع صوت ضحكها مع سما ..
تحمدت ربها وراحت لهم : نورة ابوي تحت تعال سلمي عليه ..
وطلعت بدون ماتتكلم غير اللي قالته .. اما نورة حست بارتباك فظيع هذي اول مرة
من تزوجت تشوفه : سما عطيني شيلة من عندتس ..
ناظرتها مستغربة : نعم ؟ تراه ابو زوجك ..
هزت راسها بالنفي : شلون اسلم عليه تسذا وانا ماعمري شفته ..
ابتسمت لها بخبث : هذاك تجلسين مع طلال وتلبسين له و انتي اول مرة تشوفينه ..
طقتها على يدها : ومن قال لتس ما استحي منه .. ماتشوفيني ما اعرف احتسي لا
قعدت معه ..
سحبتها من يدها نازلين : امشي بس بكرة تتعودين على وضعنا ترى ابوي حبوب
وينحب على طول ..
اول ماشافها ماشية ورا سما اللي ساحبتها من يدها عرف انها مستحية .. ابتسم
على اشكالهم .. وهو يشوف حمرة وجهها اللي تميزها لا استحت .. قربت تسلم
عليه .. وقام لها ابو طلال وهو يهلي ويرحب فيها .. مسك يدها وجلسها جنبه ..
وقعد يسولف معاها ويسألها عن اخبارها كانت تحس باحراج فظيع من هالموقف
وعينها راحت له تبيه ينقذها من هالموقف اللي انحطت فيه : يبه خف على البنت
شوي وتقطع عمرها من الحيا ..
التفتت له بقهر حست انها متعمد يزيد احراجها .. ناظرها بابتسامة خفيفة حست
وقتها ودها تروح له وتذبحه .. اما ابو طلال حط يده على كتفها وهو يكلمها : من
اليوم ورايح انتي بنتي الثالثة .. لك كل الحب والدلال اللي لهم .. واي احد يزعلك
علميني وانا اتفاهم معاه ..
ضحكت برقة يوم فهمت قصده .. : ان شاء الله ..
من اول ماجلست معاه حست بارتياح كبير له .. شخص مريح الى ابعد الحدود
حست انه يحمل بقلبه حنان كبير واضح في نظراته لبناته .. وكل اللي فكرت فيه
وقتها طلال اللي ما اخذ هالصفة من ابوه .. بالعكس تحس انه انسان جامد رغم
انه اوقات يسولف معاها اوقات لكن ماحست منه اي مشاعر او بالاصح غموضه
مو مخليها تعرف وش المشاعر اللي لها او لغيرها في قلبه ..




/
\
/
\




قاعدة بالصالة تناظر منال اللي جالسة بآخر الصالة وجوالها بإذنها تسولف
وهي كل شوي تناظر ساعتها تنتظر العشى اللي طالبينه من ساعة وللحين
ماوصل .. : منووووو وجع سكري وتعالي اقعدي معاي .. اذا رجعتي البيت
كلمي براحتك ..
بدلع قالت له : حبيبي بروح اقعد مع خالتي وبعد العشى برجع البيت واكلمك
.. خلاص حبيبي لا تزعل .. يالله باي ..
وجاتها تصارخ : وانتي ماتخليني آخذ راحتي كل ماشفتيني اكلمه ازعجتيني
سكري سكري ..
قعدتها جنبها : اقول اقعدي بس لاحقة تكلمنيه الين تشبعين .. تعالي علميني
ماقالت لكم ميساء شي عنها ؟
ناظرتها مستغربة : من هي ؟
زمت شفايفها بقهر من غبائها : من هي يعني .. زوجة سعيد الحظ طلال ..
كشت على وجهها : مالت بس وانتي للحين تفكرين فيه .. مو قلتي خلاص
بتاخذين ولد عمك وتفكيني من هالسيرة اللي امرضتيني فيها من زمان ..
زفرت بقهر من كلامها : اووووف منو وبعدين معاك .. تكلمي لا تلعبين
باعصابي ..
قاطعتها بعصبية : لا ما قالت شي ولا سألتها اصلا .. يعني وحدة قروية
تبينها تجي متعجبة .. اكيد مو قد المقام بس عاد هذا نصيبه ..
ابتسمت بفرح على كلام منال : يعني صام وافطر على بصلة .. احسسسن
والله ليندم على اليوم اللي راح لغيري فيه ..
ناظرت ساعتها بملل : ياختي وين عشاكم ؟ بعدين هذا طلال خلاص شيليه
من راسك .. انسيه الرجال راح لنصيبه وانتي ان شاء الله تتزوجين عزام
وافتك من سالفتك اللي تغث ..
كشرت من تذكرت عزام على طول : ووع ياكرهي له هالعزام الله يصبرني
على ما بلاني ..
ضحكت بأعلى صوتها : وش اللي بلاك انتي الثانية .. تراك انتي لزقتي فيه
وتبين تتزوجينه بالطيب بالغصب ..
انسدحت على الصوفا وغمضت عيونها : ابي اقهر طلالوه .. ابيه يندم علي
ولا هالخايس اكرهه وما اطيق حتى شوفته .. وووع مغرور وشايف نفسه
قامت وهي تشوف الشغالة تجيب لهم العشى اللي طلبوه : وليش زعلانة ياقلبي
كلكم نفس النمونة .. يعني وافق شن طبقة ..
رمت عليها الكوشية وهي تضحك : بس عاد انتي اللي الطيبة والتواضع
مقطعينك .. الا تعالي وش صار على اختك ؟
تكلمت بلا مبالاة : مافيها الا العافية بس منومينها الظاهر انها صارت مجنونة
يعني ماتدري عن شي .. والله مدري وش سالفتها راحت لها مروى امس تقول
ماتتكلم مع احد ولا هي دارية عن احد حتى عمي فيصل ماتتكلم معاه وطارق
ماعاد شفناه من يوم جونا من مركز الشرطة يبون ياخذونه وابوي بيجي بكرة
عاد نشوف وش اللي راح يصير معاها .. يابنت الناس هالبنت تغثني وسيرتها
تجيب لي الغلقة وضيقة الصدر خلينا نتعشى تراني ميتة جوع ..
بدو يتعشون ثنتينهم وهم يسولفون وكل وحدة فيهم همها اسعاد نفسها وبس ..
بدون ماتفكر باللي حولها وش اللي يصير عليهم .. منال اللي اتفقت مع صلاح
يجي يتقدم لها بعد شهر بعد ما تأكدت ان طارق ماشاف وجهه وتعيش هالايام
اسعد ايام حياتها اللي بتجمعها مع الانسان اللي تحبه من 3 سنوات .. اما حنين
كل همها تعرف كيف زوجة طلال وكل تفكيرها عن مشاعره واذا حب زوجته
ولا للحين يحبها هي .. وهل هي احلى منها .. وكل هالامور اللي تثير غيرتها ..
وبولد عمها اللي عرفت انهم ماخطبو له للحين ولو انهم مرشحين له كذا وحدة
بس ماتقدمو رسمي .. واذا جوهم من بكرة راح تقول لهم امها على موافقتها ..
وانها استخارت وفكرت وحست نفسها مرتاحة له .. كانو يشتركون في نفس
الاحلام التافهة .. ويفكرون يبنون حياتهم على اساس من هوا .. فارغ ماراح
يكون له اي قيمة ..




/
\
/
\




كانت نايمة في فراشها تصيح .. صار لها كم يوم من عرفت من سلمان
انه ماعاد يجي للمدرسة وهالشي أكد لها مخاوفها من انه ماراح يرجع لها
وهي اللي من حست انه طول ماجا لهم عورها قلبها كثير وتوقعت ان
زواجها منه ماراح يتم ابد .. شكت انه اهله رفضو رغم انها ماتدري وش
هي اسباب رفضهم لكن هروبه واختفائه معناها انهم رفضو والدليل انه
ما رجع لهم مع اهله مثل ماوعدهم انه بآخر الاسبوع راح يجيبهم والحين
صار لهم حول الشهرين ومابعد جو .. على طول تطري في بالها شيخة
اللي راح عنها سعد وتزوج غيرها .. والحين هي تواجه نفس مصير اختها
اللي الى هاليوم ماجفت دمعتها .. رغم رجعته لها وطلبه الزواج منها الا ان
هالطلب كان كفيل بأنه يفتح كل جروح الماضي ويستنفر كل مشاعرها اللي
كبتتها من زمان ..
حست بيد تمسح على شعرها ورفعت عينها شافت سارة تناظرها : وشوله
هالصياح كله .. اللي بيروح بكيفه عسى الله لا يرده .. واذا هو شاريتس
ويبيتس صدقيني بيرجع لتس .. بس لايضيق صدرتس وتنكدين على عمرتس
هذا هي شيخة زعلت عمرها كله ويوم جاها ردته .. تكفين ياموضي والله
ما استانس الا لا شفتس مستانسة ..
غمضت عيونها وهي تسمع كلام سارة .. حست انها تواسيها وكأنه فعلا
راح وماعاد راح يرجع لها .. ماكان احد يدري وش اللي بقلبها له .. يمكن
كانت متعلقة فيه بالأول .. لكن بعد ماتقدم لها وصار الكل يردد اسمه عندها
حبته وتعلقت فيه اكثر من قبل .. : خليني بلحالي ياسارة .. شوي واجيكم
سحبتها تقومها : لا مانيب مخليتس .. وبتقومين معي الحين رجلتس على
رجلي .. ترى الصياح مايرد احد لو صحتي من اليوم الين باتسر لو بيرجع
احد تسان رجع ابوي اللي الى هالحين واحنا نصيح عليه موضي عن الهبال
واقعدي معنا واذا الله كاتبه من نصيبتس بيرجع لتس ولو عقب سنين ..
مسحت دموعها وهي تناظر سارة : بس هو اختفى وماندري وينه .. وش
اللي يدريني الحين اذا هو يبيني ولا هون ؟
قعدت ترتب لها شعرها : انتظري عليه شوي .. لو انها شهرين واذا ماجا
عنه خبر بقلعته الله اللي جابه بيجيب غيره وبيجيتس نصيبتس انتي توتس
صغيرة وشباب الديرة واجد اللي بياخذون من عمرتس مو مثلي انا وشيخة
اللي كل اللي كبرنا واكبر منا اعرسو من زمان ..
كلامها كان فعلا صحيح كل شي تقوله عين العقل وهذا الواقع ماتنكره ابد
بس اللي ماتعرفه سارة انها تحبه وتموت عليه .. وان هالحب هو اللي مزود
عذابها الحين ومخليها ترهق نفسها بهالتفكير .. وكل اللي يدور في بالها ليش
راح بدون سبب على الاقل لو جا وتكلم وقال ان اهله رافضين كانت بتنصدم
لكن بيظل حبه في قلبها .. مهما انجرحت الا انه راح يبقى له صورة حلوة
بداخلها ..
لكن هروبه من الواقع واختفائه معناها انه ماقدر يواجههم بشي ولا برر لهم
سبب تأخره .. قامت مع سارة وهي تخفي مشاعرها بقلبها ابتسمت ابتسامة
بسيطة : عسى الله يرزقتس بالرجل الصالح اللي يسعدتس خلينا نطلع نقعد
معهم .. ولا لو قعدت بلحالي انهبلت ..
طلعت وقعدت مع اهلها بمكانهم المعتاد كل يوم .. ومن شافت امها عيونها
من ورا البرقع .. عرفت على طول انها كانت تصيح .. حست بجرح كبير
بداخلها حياتها كلها هموم وماعرفت للسعادة طعم .. كل ما اهدت لها الدنيا
افراح جاتها هموم اكبر واثقل .. بناتها اللي كل ماتمنت تفرح فيهم كانت
الظروف اقسى منهم .. حتى فرحتهم بنورة ما اكتملت وهم ينتظرون نايف
اللي خطب موضي قبل يجيهم طلال يخطب نورة .. والى هالحين ماعاد
جاهم منه خبر .. وهالشي كان موجع لهم الى حد كبير .. توجهت بقلبها
لله تدعيه يوفق بناتها وعيالها وييسر امورهم " يا الله انك تفرحني فيهم قبل
لا تاخذ عمري يارب العالمين "




/
\
/
\




جلس في مكتبه يقلب ملفها الطبي بغضب .. : يعني هي متعرضة للتعذيب
الجسدي من زمان .. وانت تقول آثار الحروق من فترة طويلة يعني ممكن
تكون من كذا سنة صح ؟
تكلم الدكتور وهو يشوف نتائج الفحوصات اللي اجروها عليها : هذا اللي
انا اتوقعه .. بس للأسف مالقينا منها اي تجاوب ابد .. وما هي راضية
تتكلم معانا او تجاوب على اي اسألة حتى عمها اللي جلس معاها لحاله
وحاول ياخذ منها اي كلمة عشان التحقيق .. بس للاسف للحين ماتكلمت ..
ناظر ساعته وهو يشيل ملفها ويقوم : اكيد انها تتعرض لمشاكل عائلية في
البيت .. ممكن يكون الضرب لهالدرجة اسبابه اخلاقيه .. بس بما ان آثار
التعذيب بجدسها من زمان معناها انها تعاني من تعذيب جسدي من فترة
طويلة وهذي مشكلة لازم تنحل قبل لا ترجع للبيت . طيب ما سألت عمها
وش اسباب الضرب .. او كيف هي تعيش حياتها ؟
هز راسه بالنفي : لا .. وانا انصحك تجلس مع عمها وتعرف عنها كل شي
قبل تروح لها .. لا نها مو متقبلة احد اصلا ..
حس انه كلام الدكتور منطقي : وينه عمها موجود ؟
قام وهو شايل الاشعة والتقارير بيده : ايه توني شفته من شوي .. انا بروح
وبرسله لك وانت شوف شغلك ..
دقائق وجا عنده فيصل اول ماطق الباب رحب فيه : هلا والله اخوي تفضل
مد له يده وصافحه .. جلس على الكرسي المقابل لمكتبه : آمرني ..
تكلم بكل شي يخصها سأله عن حياتها ومعيشتها .. كل تفاصيل حياتها اللي
عاشتها عند ابوها من يوم جات من عند امها كان متأكد ان هالانسانة واقعة
تحت رحمة مجموعة وحوش .. واكد له هالكلام فيصل اللي اثبت له انه هذي
مو اول مرة تدخل المستشفى بسبب ضربهم لها . بس كل مرة كانت تروح
مستشفيات خاصة وترفض انهم يبلغون عن اخوانها وابوها اللي طقوها ..
كان يسجل كل شي في الاوراق اللي قدامه .. يبي يدرس حالتها الاجتماعية
من كل النواحي .. : اوكي اخوي ....؟
بادره على طول : فيصل ..
ابتسم له : حياك الله اخوي فيصل .. واتمنى هالمرة انك ماتتخلى عن بنت
اخوك وانت السند الوحيد لها بما اني عرفت ان ابوها واخوانها كلهم مشتركين
في الاعتداء الجسدي عليها هذي مسئوليتك انك تمنعهم يوصلون لها .. هالمرة
كانت حالتها جدا خطيرة والحمدلله عدت على خير . بس انت تعرف مو كل
مرة تسلم الجرة ..
ناظر باسمه البارز على سطح مكتبه .. الدكتور متعب الـ ..... ,, اخصائي
اجتماعي .. : ان شاء الله .. مشكور اخوي متعب ماقصرت ..
قام وهو رايح لغرفة ديما مع عمها .. كان يفكر بهالانسانة اللي صار لها كم
يوم بالمستشفى ومازارها الا عمها وثنتين بس .. ماشاف ابوها او اخوانها
او اي احد من اقاربها تسائل بداخله اي قلوب يمتلكون هالبشر .. كيف بكل
سهولة يتلذذون في تعذيب انسانة بريئة بدون ادنى محاسبة للنفس او الضمير
لانه لو حاسبو انفسهم كان ممكن يراودهم شعور الندم بعد اول مرة .. لكن
تكراراهم لهالطريقة الهمجية في التعامل معناها انهم بلا قلوب .. والمجتمع
للأسف فيه كثير من القلوب اللي تجرد اصحابها من كل معاني الانسانية و
تفننو في تعذيب الابرياء .. انتظر عمها اللي دخل قبله عندها .. بعدها سمح
له يدخل معاه لغرفة ديما ..




/
\
/
\




انتهى الفصل الأول
كل الود لقلوبكم

•غٌـمـوضٌ ـآٍْاْلٍْــورد•

 
 

 

عرض البوم صور غموض الورد   رد مع اقتباس
قديم 31-01-10, 09:46 PM   المشاركة رقم: 325
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 84629
المشاركات: 38
الجنس أنثى
معدل التقييم: سافانا11 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سافانا11 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غموض الورد المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

الله يعطيك العافيه ,,,

ان شاءالله يرجع نايف يارب ,,,

وناسه طلول ونوره ’’

 
 

 

عرض البوم صور سافانا11   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مبدعـــــــــــــــــــــــة قليلة عليك, مبروووووووووووووووووووووووووووووووووووووووك التثبيت والتميز, سجينات خلف قضبان القصور
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t132101.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 18-09-14 08:18 PM
ظ„ظˆظ†ظ‡ط§ ط§ظ„ظ„ظٹظ„ظ‡ ط±ظ…ط§ط¯ظٹ ظ…ظˆط¶ظٹ This thread Refback 10-08-14 12:27 PM
ط³ط¬ظٹظ†ط§طھ ط®ظ„ظپ ظ‚ط¶ط¨ط§ظ† ط§ظ„ظ‚طµظˆط± ط§ظ„ظ‚طµطµ This thread Refback 09-08-14 11:47 AM
Untitled document This thread Refback 13-07-14 11:29 PM
Untitled document This thread Refback 12-04-10 01:38 AM
hafooda (wwwliilas) on Twitter This thread Refback 28-03-10 08:43 PM


الساعة الآن 01:42 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية