كاتب الموضوع :
غموض الورد
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
اعتذر عن التأخير حبايبي
بس ابي منكم طلب قبل ابدأ الجزء ..
ياليت تدعون الله يشفي والدة النصف الآخر وبنت اخوها
ويقومهم بالسلامة ..
( اللهم رب الناس اذهب الباس واشفي انت الشافي
لا شفاء الا شفاءك .. شفاء لا يغادر سقما )
الجزء السادس
[ الفصل الأول ]
/
\
/
\
وتتْعَثَّر سمَاوَاتِي ../ وَ أنَادِي خَطْوتِي : زِمّي
و ينْفِينِي السَّهَر لآخر مسَافَات العَنَا وأرْتاَب
عَلى شبَّاكِي المَهْجُور أدثَّرنِي بصُوت [ أمّي ]
أَرتّل آيَة أَوجَاعِي ويخْشَع من حدَاي البَاب
دَرَاوِيش الحزِنْ مَدَّوا يدِيْهُم قَصْدُهُم غَمِّي
وأنَا تغْرَق مَنَادِيْلي جفَا ../ و مْرَايتِي غِيَّاب
جمَعْت اللي تفَرَّق مِن حَكَايَاهُم عَلَى كُمِّي
يُوَاسِي دَمعتِينٍ فِي المَحَاجِر جَرحَهَا مَاطَاب
تسِيْل بطِيشَهَا وتزْرَع سَنَابِلهَا عَلَى فَمِّي
تَعرِّي بالحَكِي هَمِّي ../ ويلْبَسْهَا الحَنِيْن ثيَاب
مسحت دمعة نزلت على خدها وبدت توزع الباودر على وجهها كرهت احساسها
المتعلق بالماضي الى حد كبير .. لاهي قادرة تعيش حاضرها .. ولا قادرة تبني
احلام لمستقبلها من صغرها تعودت تكون هالشخصية الانهزامية رغم انها بأوقات
تحاول تصنع قوتها الا ان الزمن اقسى منها .. اليوم ثاني ايام العيد والجمعة ببيتهم
هذا معناه ان ضيوفهم كثار وهالشي يريحها الى حد كبير ترتاح من الحرب النفسية
اللي تواجهها كل يوم من مرة ابوها ومنال .. ناظرت بشكلها بالمراية ماكانت جميلة
جدا .. بنت مملوحة وتميزها نعومتها .. ويمكن نظرة الحزن بعيونها تكسبها جاذبية
التفتت للباب وشافت اللي واقفة تناظرها .. على طول راحت لها وحضنتها : ياهلا
والله عمتو ..وربي توني اقول وش فيها تأخرت ..
ضحكت لها وسلمت عليها : جاية من اول بس انتي الله يهداك للحين ماخلصتي ترى
كلهم جو الظاهر مابقى احد ..
وقفت مكانها مرتبكة .. وهذي عادتها لاصار فيه جمعة كبيرة .. شخصيتها تعودت
على عدم الاختلاط بالناس كثير .. وهالشي مسبب لها فوبيا من هالمناسبات الكبيرة
حست بضربات قلبها تتزايد : اوووف وانا ليش مانزلت من اول .. وربي ما اعرف
ادخل عليهم الحين ..
مسكتها من يدها تبيها تنزل معاها : وانا يعني الحين ليش جايتك تعالي وادخلي معاي
في حريم جايين من اول ماسلمت عليهم ..
سحبت جوالها وركضت ورا عمتها وهي تقفل الباب : عمتو اصبري تكفين ..
وبعد ماقفلت الباب مشت مع عمتها .. شافت بنات عماتها بالصالة وبنات اهل مرة
ابوها .. طنشتهم وراحت للمجلس مع عمتها .. اول مادخلت تسارع نبض قلبها وعلى
طول حست انها بدت تعرق تقدمت بسرعة ومسكت يدها وكأنها طفلتها الصغيرة
بدت تسلم على الحريم اللي تعرفهم واللي ماعمرها شافتهم " اوف من هاللي مجمعينهم
الظاهر اهل الرياض كلهم عازمتهم فوزو " بدا يخف خوفها شوي وهي تسمع كلامهم
وتشوف ابتساماتهم .. دنقت تحب راس عمة ابوها الكبيرة اللي جالسة بنص المجلس
ومن الكبر ماتقدر تقوم .. وتناهى لمسامعها صوت حرمتين يتهامسون ووقفت تبي
تسمعهم .. كانت ماسكة يد عمتها وتسولف معاها .. بس اذنها وعقلها مكان ثاني ..
" ايه والله انك صادقة سبحان الخالق كن الزمن رجع 15 سنة وهذي سلمى قدامي "
صرخت بداخلها رجاء " كملو .. تكفون ابي اسمع شي عنها حتى لو مو زين بس
تكلمو "
غمضت عيونها تبي تسمعهم تبي تركز بس ماعاد سمعت شي ابد .. فجأة سمعت
صوت عمتها اللي صحاها من دوامة الماضي اللي رجعت لها ابتسمت وفكت يد عمة
ابوها ومشت تسلم على باقي الحريم .. في شي بداخلها يشدها لهم ودها ترجع وتسأل
يمكن احد يجاوبها وترتاح .. طلعت للصالة لاول مرة تتمرد على نفسها دايم وهي
مع عمتها مثل الطفلة اللي ماتمشي الا ويدها بيد امها سلمت على البنات اللي نصهم
ماقامو لها مو جديد هالشي عليهم تعودت نص هالعايلة يعادونها .. مسكت روان من
يدها : تعالي انتي يادوبا واحشتني ..
باستها على خدودها وقعدت تسولف معاها .. كانت متجاهلة كل النظرات المسلطة
عليها تدري فيهم محد يحبها لا بنات عماتها ولا خواتها ولا بنات خوالهم وخالاتهم
بالطرف الآخر من الجلسة كانو جالسات حنين ومنال .. : حنينو تشوفين ديموووه
الجوال بيدها ..
التفتت على ديما وشافتها توري روان شي بجوالها : طيب واذا جوالها بيدها
وش اللي يصير ؟
مسكتها مع وجهها وركزت نظرها بعيونها : يعني راضي عليها ..
هزت راسها متنرفزة من كلامها : ياختي انتي مريضة نفسيا ولا شلون ؟ ترى عمرها
ماشافت يوم حلو بهالبيت حتى لو رضى عليها .. خفي على البنت شوي خافي ربك
احس انها عدوتك مو اختك ..
فتحت عيونها على آخرها متفاجأة : لااااا ياعمري لاتمثلين الطيبة ماتليق لك ابد ..
قاطعتها وقالت بنرفزة : الدعوة مو طيبة .. بس انتو ماترحمون .. خلي ابوها يرضى
عليها يمكن تستانس ولا تفرح وهي من عرفتها دايم بكى ودموع ..
مسكت كاس العصير : هيييه انتي تبين اكب هذا كله عليك .. وش هالحنية اللي اليوم
ممسكة معاك .. ولا مسوية فيها تبين تكونين اسم على مسمى ..
طنشتها وماردت عليها .. وهالشي خلا منال تكمل بقهر : تدرين عاد صلاح الدب من
شافها وهو كل شوي اختك حلوة .. واختك نعومة ..
اطلقت ضحكة عالية خلت كل اللي بالصالة يلتفتون لها : اجل الدعوة غيرة ؟ سبحان
الله هذا اللي بغيتيه انتي .. بس تستاهلين طبخن طبختيه يالرفلا كوليه .. اجل انتي
ذايبة فيه حب وغرام وهو طايح تغزل باختك .. بعدين بيني وبينك البنت مملوحة ..
طقتها على فخذها : الحين انتي خالتي ولا خالتها ؟ يعني انا اشكي لك وتدافعين لي
عنها ..
بعدت يدها عنها : وججججججع عساها الكسر ان شاء الله وش قايلة انا الحين من
عرفتك وانتي حاقدة عليها يعني مو جديد هالكلام .. وهذا كله عشان امها ؟ يابنت
الناس خليك شوي حقانية ترى نفس طريق امها انتي تمشينه الحين ..
قاطعتها بدفاع عن نفسها : لااا حبيبتي وين نفس الطريق .. وش جاب الثرى للثريا
على الاقل انا مو متزوجة ولا خنت رجلي وجبت حبيبي ببيته .. هذا هو صلاح
بيموت علي بس انا قلت له ماراح ياخذ شي مني الا لاتزوجني .. يعني لا تقارنيني
فيها ..
سحبت جوالها من شنطتها تبي تشوف من المتصل : طيب طيب لاتغثيني بس بعد
البنت ماسوت شي وهي محبوسة الليل والنهار .. يعني كرهك ماله مبرر .. ياربي
هذا ماجد الغثيث .. خذي ردي عليه قولي تزوجت .. ماتت اي شي بس فكيني منه
من عطاني هالـ 3000 وهو يمن علي الا يبي يشوفني ..
خذت منها الجوال ونعمت صوتها وردت عليه بكل دلع ... ناظرتها حنين بتعجب
" هذي اللي لسانها تو هالطول صار هذا صوتها .. والله انكم يالشباب ماخذين اكبر
مقلب فيها " كتمت ضحكتها والتفتت عليها منال ورمت الجوال عليها : وووع وش
تبين فيه هذا لا صوت ولا اسلوب ..
رجعت جوالها للشنطة وتكلمت وهي ماتناظرها : حدني الزمن عليه يوم زواج منى
كنت ابي فستان فخم وماعندي الا هو لهفت منه هالكم الف ودبرت عمري فيهم ..
ضحكة على خبث خالتها .. وقعدت تناظر ديما وهي شايلة سلة الحلاو ورايحة فيها
للمجلس .. : احس انها متمردة اليوم ؟ والله لاكسر خشمها ..
قامت على طول من عندها : تدرين عاد انك جبتي لي المرض بدخل اقعد مع الحريم
ابرك لي .. ولو اني ما اطيق اشوف ميساء بس بعد ارحم من سوالفك ..
وراحت وتركتها قاعدة مكانها .. كانت طول الليل تحس بقلبها محروق من ديما ..
واللي زاد القهر كلام صلاح عنها .. بعد ماراحو اغلب المعازيم شافت ديما طالعة
للدور الثاني وعلى طول لحقتها : تعااالي انتي وين رايحة ؟ ولا خلاص الحين فضى
لك الجو تكلمين الحبايب ؟
مالتفتت لها كانت تحس بخوف بس حاولت تتمرد على خوفها : كلا يرى الناس بعين
طبعه .. بعدين انا تعبانة وابي انام مو فاضية لصراخك ..
لحقتها بسرعة ووقفت قدامها : والله وصار لك لسان وتعرفين تردين " مدت الجوال
قدامها ولوحت به " نسيتي الصور ياروح امك ؟
دفتها عن طريقها ومشت رايحة لجناحها كانت تحس بكل جسدها يرتجف خوف لكنها
قاومت احساس الخوف فيها ولأول مرة بحياتها : لا مانسيتهم ويعني وش اللي راح
يصير يطقوني ؟ يحرقوني ؟ ترى تعودت حتى لو ذبحوني مافرقت معاي مافي شي
اتحسف عليه ..
دخلت جناحها وسكرت الباب بقوة .. قفلت الباب وجلست على الارض ترتجف وعلى
طول اجهشت بالبكاء ماعرفت وش الاحساس اللي بداخلها بالضبط هل هو تمرد او
حنين او حتى استسلام لسجنها الفاخر ..
/
\
/
\
ثالث ايام العيد بمزرعتهم الكبيرة على طريق الخرج .. كان واقف عند بعض النخيل
المزروع مع عمال المزارع .. كانت الساعة حول الـ 9 ونص صباحا والجو بارد
وتزيد برودته بالمزارع .. تفكيره مابين نقيضين حياته اللي قبل .. وحياته اللي راح
تتغير بعد كم يوم او اللي بدأت في التغير .. ماينكر انها احتلت جزء كبير من تفكيره
مو لشي الا لانه يبي يعرف شلون فكرت ترفضه .. يعني هو توقع انه اي بنت في
سنها لو تقدم لها اي شاب بمواصفاته راح توافق بدون اي تردد .. ومو بس هي اي
بنت راح توافق عليه .. انسان وسيم وناجح وغني وهذي مواصفات اي بنت تتمناها
بنظره .. لكن هي رغم ظروفها رفضته ولو ما اعطاهم ابوها كلمة كان انكتب في
حياته انه تقدم لبنت ورفضته وهذا بنظره شي كبير .. هالرفض خلق بداخله نوع من
التحدي انه يكسبها بأي طريقة ويثبت لها ان مجرد تفكيرها بالرفض اكبر خسارة ..
شاف سامي توه داخل للمزرعة وعلى طول اتصل عليه : تعال لي عند غرف العمال
واول ماسمع رده سكر منه على طول وقف مكانه ينتظره يجيه واول ماوصل عنده
تكلم من شباك السيارة بدون نفس : هلا .. بغيت شي ؟
اشر له بيده ينزل له .. وبدون مايجادله نزل يعرفه لو حاول يعترض بيخليه ينزل
بالقوة .. شافه وهو جاي يمشي له وبادره بالهجوم : ماشاء الله تارك ابوك وضيوفه
من امس ومشيناها تو تخلص سهرتك وجاي الصباح " وقبل مايتكلم سامي او يقول
شي كمل محاضرته " وهاللبس اللي مليون مرة قلت لك لاتلبسه عند الرجال ماتفهم
انت ؟ ولا تبيني اعلمك شلون تتسنع وتصير علومك علوم رجال ..
كان فيه نوم وعيونه صايرة حمرا من كثر السهر ومع البرد اللي مو قادر يتحمله
كل هالاشياء اجتمعت عليه وتنرفز من كلامه : وانا سهران مع اخوياي ماقعدت مع
المعقدين ..
قرب منه ومسكه مع طرف التي شيرت : لا تنافخ لا اكسر لك راسك .. ياخي انت
ماتعلمت الاحترام الكبير ولا الصغير كلهم نفس المعاملة .. والله مابي الومك .. اللوم
على امي اللي مدلعتك ومخليتك على كيفك ولا انا لو اني ذاكر وربي مايذبح ذبيحة
العيد الا انت ..
فتح عيونه مصدوم من كلامه : مستحييييييييييييييييل .. من جدك انت ؟
وصل حده من اسلوب اخوه الدلوع واللي ينافس فيه دلع خواته : روح من قدامي
قبل لا اذبحك .. والله ودي اطقك بس اخاف انك تصيح مثل خواتك ..
التفت له يبي يرد عليه وقبل يقول شي كمل كلامه : وياويلك لو عتبت باب المزرعة
الليلة .. ابيك جنبي ولو اقوم خطوة تقوم معاي .. وهالخلاقين اللي تلبسها لو شفتها
عليك مسطتك بالعقال على ظهرك قدام الله وخلقه ..
كان وده يصرخ عليه ماصار له اكثر من دقيقتين واقف معاه وقال له فوق الالف
تهديد .. هز راسه مايبي يعلق لانه عارف انه بيفتح لنفسه سيل جديد من التهديدات
تركه يروح ورجع يتمشى شوي قبل مايروح يفطر مع الشياب .. يحس انه رايق
شاف سلطان واقف عند بيت الشعر اللي باحدى زوايا المزرعة واشر له بيده يجيه
وبالفعل على طول جا له سلطان اللي كان توه صاحي من النوم سلم عليه ووقف
يسولف معاه : ياخي وش اللي حادك على البرد .. ياليتك بس تشوف خشمك شلون
صاير احمر..
مسك خشمه وحس انه صاير قالب جليد ومد يده ولفها حول كتف سلطان .. كان
طلال اطول منه رغم انهم بنفس العمر : والله ودي اغير جو واوسع صدري ..
ابتسم بدون مايلتفت له : اجل مشغول بالك بالعروس ..
ماينكر انه كان يفكر فيها كثير .. رغم ان حنين كانت مثل كل مرة تظهر له بوسط
تفكيره ويبدأ معاها سلسلة المقارنة عن مشاعره بذيك الفترة ومشاعره الحين .. بس
تفكيره خذاه لرفضها وليش انها رفضته وهو يشوف انه انسان ماينرفض : لا ابد
مابي اشغل نفسي بأي تفكير وهالموضوع بالذات انا من الاول مافكرت فيه يعني
مثل ماتعرف ابي ارضي امي وابوي ..
وقف مكانه والتفت له : ياخي انت نصاب .. يعني الحين تبي تقنعني انك مافكرت
فيها ابد ولا جات في بالك ؟
ضحك على كلامه دايم يكشفه : وانت وش دخلك ؟ سبحان الله ناس حاشرة نفسها
بكل شي ..
جلسو على درج الفيلا الخارجي يكملون سوالفهم وبادره سلطان بكلامه : تدري عاد
اني ماراح اقول لك تكلم ولا ابيك اصلا تقول لي شي لاني داري والله لو افحط ما
تكلمت ولا قلت .. بس نفسي اعرف شلون رياض يخليك تتكلم ..
ابتسم على طاري رياض : لاتسألني الله اللي عطاه غلا غير عن الناس كلها .. من
غير ما اقول شي يقول هو كل اللي بخاطري .. يعني باختصر مايحتاج اتكلم له هو
عارف اللي بالخاطر كله ..
سحب العصى الصغيرة اللي كانت طايحة جنبه وقعد يحركها على الارض : والله اني
اتمنى يكون عندي صديق نفس رياض .. يعني اوقات تحتاج تشكي اللي بقلبك بس
مو اي احد تشكي له ..
تكلم وهو يوخر بيده العصى عنه : لا من هالناحية بقول لك مستحيل رياض هذا مافي
مثله ابد .. " وسكت وهو يناظر سيارتين مع البوابة الكبيرة للمزرعة وحدة فيهم كانت
سيارة ابو طارق والثانية سيارة طارق " قوم عن الباب خلنا نروح لقسم الرجال ...
تسارعت نبضات قلبه وغمض عيونه يبي يروح بسرعة .. اكيد جاية معاهم هالشي
مايبي له كلام مادام خالة امه جاية اكيد بتجي معاها .. مايبي يشوفها ولا يبي حتى
يلمحها .. طلع الجوال وبدون تفكير اتصل على لمياء .. اللي طولت وبعدها ردت
وهي تلهث ومبين على صوتها انها كانت تركض : هلا طلول ..
سكت شوي وبعدها تكلم : سالفة خطبتي لاتقولونها لاحد فاهمة ؟ حذري على امي
وخواتي ..
فهمت من كلامه انه مايبي هالشي يوصل لحنين وهالشي خلاها تتضايق من تفكيره
اللي للحين يروح لها : عشانها يعني ؟ ترى مردها تعرف اذا مو اليوم بتعرف بعدين ..
سوا نفسه مو فاهم كلامها : من هي ؟ " وكمل كلامه لانه مايبيها تقول اسمها " انا
مابي ينتشر الكلام يمكن البنت ترفض وبيقعدون العالم يتكلمون وانتي عارفة ..
سمعت اصوات بيت ابو طارق وتأكدت شكوكها وعرفت انه الحين قاعد يخبي عليها
مشاعره " يارب ما اكون ظلمت نورة يوم اخترتها له " : انت عارف ان الموضوع
خالص من وقتها .. بس ياطلال اذا بتظلم بنت الناس معاك اتركها من الاول ارحم
لها ولك تراها عاشت طول عمرها محرومة ومن عذاب في عذاب مو ناقصة تجي
انت وتزود همومها ..
هالكلام هزه من داخله .. هالانسانة ماعرف وش المشاعر اللي يحسها اذا تذكرها
مابين احساس شفقة واحساس تحدي وعلى حسب مزاجيته كل شوي يطغى احساس
على الآخر .. سكر منها وكلامها مازال يعاد ويتكرر في باله ..
/
\
/
\
شايلة شنطتها اللي فيها اشيائها الخاصة واغراضها المهمة وهي تسلم على خالاتها
وبناتهم .. ومشت لخارج الفيلا المتوسطة متوجهة لسيارته .. كان واقف عند باب
السيارة يكلم صديقه بهالوقت اللي كان ينتظرهم فيه .. ومن شافها جاية عرفها هي
الوحيدة من خواتها اللي جسمها متوسط .. اما نجود ورغد دبدوبات شوي .. حس
فيها هالمرة حياة اكثر من يوم اخذهم من الرياض .. يمكن تكون فرحانة برجعتها
للرياض اللي ولدت وعاشت فيها اول ماشافته واقف استحت تركب وامها وخواتها
مابعد جو .. ووقفت عند باب السيارة من الجهة الثانية .. ماكانت تدري عن اتفاقية
خوالها ولا عن الكلام اللي صار مع امها .. ولا تدري وش اللي يدور في بال يزيد
الحين .. كل اللي تعرفه انه ولد خالها اللي ساكن بالرياض والحين راجع بعد العيد
وماخذهم لشقتهم الجديدة اللي استأجرها لهم عادل من فترة .. كانت تحس بارتباك
كبير وماكان هو يقل ارتباك عنها .. ثواني وشافت رغد جاية تركض وهي متغطية
تبي تسابق رائد وتضمن لها مكان معاهم لان السيارة صغيرة وهو متحلف انه بيقعد
مع خواته ورا ويخليها تجلس متقدمة عنهم شوي .. ضحك يزيد بصوت عالي وهو
يشوف شكلها وهي بعباتها وتركض ورائد يركض وراها .. فتحت الباب وركبت
على طول وهي تصارخ بفرحة : سبقتك ..
لاول مرة من فترة تطلع منها ضحكة من القلب .. ركبت على طول وهي تسمع
تذمر اخوها من جلسته الغير مريحة طول الطريق .. : ريود حبيبي تعال عندي ..
قرب منها ولمته في حضنها : هاه كذا مرتاح ؟
شق الضحكة على طول وهز راسه بفرح : ايه ..
ماخلص كلمته الا على جية نجود اللي تصارخ عليهم وهي قافلة اخلاقها : وخرو
عني الحين الباب شلون يتسكر ..؟ والتفتت عليهم : رائد تقدم شوي تراك مضايقنا
تكلم وهو شوي ويصيح : وين اروح يالدوبا كله منك انتي ورغد كل شوي تاكلون..
كان واقف برا وسامع كل نقاشاتهم وهو ميت ضحك عليهم .. نجود وعصبيتها
ورغد ورجتها ورائد وصراخه .. الا هي كانت ساكتة وماقالت الا جملتين ماعرف
شخصيتها ابد .. ولايعرف عنها شي رغم انها بنت عمته .. يمكن لانها كانت اقرب
وحدة لابوها وعمها اللي توفى ولعادل اخوها واحتكاكها بخوالها مو ذاك الزود ..
شوي وجات عمته تركب السيارة وركب هو بعد .. وحرك السيارة راجعين للرياض
هالمرة المشوار بالنسبة لها غير .. غير عن كل مرة يرجعون وغير عن يوم يجون
للقصيم .. هذيك المرة كانت مغيبة مؤقتا عن العالم الخارجي كانت مازالت تصارع
احاسيس غريبة بداخلها .. احساس التحرش الجسدي .. واحساس فقد الامان من
اللي المفروض يكون مصدر الامان لها .. واحساس الرحيل المؤلم عن الماضي بكل
مافيه من افراح وآلام وذكريات موجعة .. هالمرة بعد غير عن كل مرة يرجعون
كانت ترجع بفرحة لانه ابوهم جاي يصالح امهم .. راجعين لبيتهم لذكرياتهم لحياة
تعودوها من فتحو عيونهم على هالدينا .. بس الحين راجعين لمصير مجهول وحياة
جديدة وبيت جديد صحت من ذكرياتها وهي تشوف عين رائد اللي يطالعها مسكت
خشمه وقربت من اذنه : وش فيك تطالعني ؟
همس لها : مابيك تصيحين ..
لمته في حضنها اكثر : لا تخاف ماراح اصيح .. والله مستانسة انا راجعين الرياض
التفت على يزيد ورجع طالعها بعدها : طيب ليش ماتسولفين مع يزيد مثل رغود و
جودي؟
همست له : استحي منه ..
ضحك عليها وعلى كلمتها وهو فرحان انها قاعدة تسولف معاه : يعني هم مايستحون
هالكلمة خلتها تضحك من قلب عليه وخلت الكل يلتفت لها .. الا يزيد اللي عرف انها
ضحكتها حطت يدها على فمها وقربت من اذنه ماتبيهم يسمعون : لا بس هم متعودين
يسولفون معاه وانا ماتعودت ..
التفتت عليهم رغد : مدري وش الاسرار اللي عندك انت وياها .. عسى بس ماتحشون
فينا ..
لف عليها وقال لها وهو يضحك : والله اللي على راسه بطحا يحسس عليها ..
هالكلمة بس خلت كل اللي بالسيارة يضحكون عليه .. قالت له نجود على طول : ما
شاء الله ماتتعلم من الكلام الا طولة اللسان ولا دروسك ماتفلح فيها ولو نبيك تحفظ
شي ماحفظته ..حست نفسيتها تغيرت كثير من بعد هالسوالف هي دائما كانت اقوى
من كل الظروف تعرضت لاقسى ضرب وتحملت تعرضت للسباب والشتائم باقذر
الالفاظ وبعد تحملت .. كانت مبتسمة تتحمل كل شي بس مايجي لخواتها ورائد شي
بس هالمرة انهكت .. كان الموقف اقسى من تحملها وانكسرت .. هالهالة من القوة
اللي كانت تحيطها تهشمت وبانت من وراها بنت ضعيفة جدا محتاجة من يقويها و
يطبطب عليها .. وصلو للرياض وهالمكان بس كان كفيل انه يزرع بقلوبهم الفرحة
اللي يتمنونها .. مشى يزيد للشقة ووقف ينزل لهم الاغراض كانت شقة متواضعة
من 4 غرف وحمامين ( تكرمون ) ومطبخ وصالة مساحة هالشقة يمكن ماتساوي
مساحة جناحين من الدور الثاني بقصرهم .. لكن ايجارها مناسب لامكانيات عادل
اللي يدفع بعد ايجار شقته بتبوك .. غير مصاريفه على نفسه وعلى اهله ..
رغم خيبة الامل اللي اعترتهم اول مادخلوها .. الا انه كان بداخلهم تحدي لتغيير
مجرى حياتهم للأفضل مثل مايتمنون ..
/
\
/
\
اول يوم بعد عودة المدارس هذا معناه لمياء اليوم جاية وراح يتحدد مصيرها ماتبي
هاليوم يجي ابد تتمنى كل اللي فات كان حلم وانتهى قعدت مع خواتها وبنات عمها
تحت اشجار وحدة من مزارع الديرة وهالجلسة كالعادة تكون من احلى الجلسات
وناسة وسعة صدر .. موضي وسارة كعادتهم كل مرة يجلسون فيها مع بعض لابد
من الطقاق .. وحصة وشيخة وهيا والسوالف .. الا هي كانت سرحانة ومشغول بالها
طول الوقت تفكر مو مرتاحة ابد لمصيرها وحياتها .. ويوم صارت الساعة حول
الـ 10 مشو راجعين لبيوتهم .. ومابين هالطرقات الصغيرة كان احساس الوداع
بداخلها .. تمشي وهي تحس نفسها تودع كل شي بهالديرة اللي راح تتركها في فترة
قريبة .. شافو حريم من الديرة قاعدين مع خالتهم وراحو قعدو معاها .. كان ودها
تهرب من كلامهم " الحين الديرة ماعندهم الا انا يسولفون فيني " تعليقاتهم وتخطيطهم
ليوم عرسها كل هالكلام ماكان مفرح لها ابد .. قربت موضي منها : وراه محد يحتسي
عني وانا عروس مثلتس ؟
بعدت عنها وهي تضحك : لانتس مطيورة لاجابو طاري العرس قمتي ترقصين ..
طقتها على يدها وضحكو ثنتينهم ..
عدى عليهم الوقت قضوه بين بيتهم وبيت خالتهم .. الى قبل صلاة العصر قامو يرتبون
بيتهم ويجهزون القهوة ينتظرون لمياء تجيهم .. موعدها كان معاهم من الاول على هاليوم
وفي المدرسة أكدت هالكلام لمنيرة .. نورة صلت العصر ونادت شيخة اللي جاتها وهي
توها مخلصة صلاتها : شيخة انا بدخل بالغرفة الثانية .. اذا سألت عني الأبلة قولي لها
اني راقدة ..
ماعجبها تهرب نورة من الموضوع من بعد كلامها مع ابوها وهي ترفض احد يكلمها
في موضوع الخطبة : نوير الله يهداتس الحين هي جايتن عشانتس وتبي تكلمتس وشوله
تحشرين عمرتس بالغرفة وماتطلعين لها ؟
سكتت شوي قبل تتكلم : انتي تدرين ان هالخطبة كلها ماهيب عاجبتني بس عاد شسوي
حيل الله اقوى .. واذا نشدتكم عن رايي قولي لها اللي قاله ابوي .. وماعقب كلمة ابوي
شي .. ياشيخة تكفين والله اني مابي اشوفها ..
رفعت يدينها : انا ماعلي بروح اعلم امي وتفاهمي معها ..
وقبل تمسكها ركضت شيخة للصالة : هين يالنذلة والله لاوريتس بيحدتس الزمن علي
وقولي نوير ماقالت ..
دقايق وجاتها امها .. شافتها جالسة وغارقة بتفكيرها .. جلست جنبها ومن انتبهت لها
نورة ابتسمت لها .. مسكت يدها وتكلمت بكل حنان : يابنيتي لاتكسرين بخاطري ولا
تنزلين راس ابوتس .. انا ادري انتس ماتبين هالعرس مير عشاني ياميمتس اقعدي معنا
ولا تحتسين اذا ما ودتس انا بقول انتس مستحية .. فرحي قليبي عسى الله يفرحتس دنيا
وآخرة ..
نزلت راسها وحاولت كتمان حزنها .. تبي ترضي امها : ابشري يمه الله يهونها علي بس
عسى ربي يكتب لي السعادة لاسعيت لرضاكم .. يمه طلبتس بنتس لاتخلينها من دعاتس
كل ماجابني لتس طاري ارفعي يدينتس للسما .. وقولي يا الله انك توفدزها وتسخر لها
رجلها ...
وقبل ماتكمل كلامها نزلت دموعها .. مسحت على شعرها وهي تحاول تهديها : والله
يانورة انتس رضية والدين .. واذا الله كتب لتس سعادة من رضاتس فيني انا وابوتس ..
قومي يابنيتي واقعدي معنا وان شاء الله ربي بيسهل لتس امورتس ..
مسكت يد امها وحبتها .. وقربت منها حبت راسها : ابشري .. هذاني بلبس وبجيكن ..
وقامت ومدت يدها تقوم امها .. مسحت دمعتها اللي على خدها ورسمت ابتسامة رقيقة
تخفي حزنها على فراقهم .. وقامت تلبس قبل تجيهم لمياء ..
جلست بالغرفة تدعي ربها يهدي قلبها .. ومن سمعت صوتهم يرحبون فيها قامت تبي
تروح لهم .. قربت منها تسلم عليها : ياهلا والله .. يالله انك تحيها ..
ارتسمت ابتسامة على وجهها وهي تجلس معاهم .. هي كذا دايم مبتسمة رغم كل آلامها
وجروحها .. تكلمت امها بفرحة عجزت تخفيها .. موافقتهم واستعداداتهم وكل شي ..
كانت تناظرهم وهي تخفي كل احاسيسها لكن شعور واحد هالحين يراودها .. يالله وش
كثر تحمل لهم حب بقلبها .. هالفرحة اللي لها بقلوبهم تشوفها بلمعة عيونهم حتى شيخة
اللي تداريها وتخاف تقول طاري العرس عندها كانت متحمسة لها ..
حصة تصب لهم القهوة وكلهم قاعدين ومستانسين .. التفتت ام راكان للمياء : يابنيتي
يالمياء .. انتي تعرفين ماحولنا اسواق ولا عمرنا طبيناها .. والمهر جهزو لها انتو اللي
ودكم فيه ..
تكلمت نورة بسرعة : لا يمه انا ابي نص المهر لي .. والباقي يسوون فيه اللي يبون وبعد
هاللي بيجهزون لي منهم .. ابيهن يفصلن لخواتي وبنات عمي منهن لعرسي .. ولتس انتي
وخالتي ..
محد اعترض على كلامها .. ماصدقو انها اقتنعت اخيرا ورضت .. وهذا شي من ابسط
حقوقها .. وبدت الفرحة على وجيه البنات انها حتى بهالعرس مانستهم ..
كبرت نورة كثير بعين لمياء وماندمت انها بيوم اختارتها لاخوها .. تشوف انها تستحق
تهدى لها السعادة والراحة مثل ماتحاول هي تسعد قلوب كل اللي حولها .. : طلال بيجي
بعد بكرة ان شاء الله ويتفق مع العم ابو راكان على كل شي .. وانا جيت لكم اشوف وش
اللي تحتاجونه لا رجعت الرياض .. ومادام تبوني انا اللي اختار لكم .. ابد ابشرو باللي
يرضيكم ..
ارتسمت الفرحة على وجوههم .. وبدت تتوزع الابتسامات .. كانو يحتاجون هالفرح من
زمان والله ماخيب رجاهم .. جتهم التباشير ورا بعضها .. بعد ماطلعت لمياء من عندهم
وراحت معاها موضي توصلها .. قعدت نورة مكانها وهي تسمع تخطيطاتهم للعرس وش
يبون يسوون ومن هالسوالف .. احساس رضى سرى بداخلها على شوفة هالفرحة بقلوبهم
كانت كفيلة انها تنسيها شوي من همها اللي متعبها لابعدت عنهم ..
/
\
/
\
على الواجهة البحرية في الدمام .. جلسو بعد صلاة العصر .. الجو هالأيام بالنهار يكون
حلو .. هي وزوجها وعيالها وبينهم قهوتهم والحلى اللي شارينه من محل الحلويات ...
صار لها من تزوجت الحين 9 سنوات .. تأملت عيالها اللي يلعبون حولها .. ولدين بعمر
الزهور خالد اللي عمره 7 سنوات .. وريان اللي عمره 3 سنوات .. وهالطفلة الصغيرة
اللي ماكملت شهرها الثالث " ديم " تشوف فيها نفس ملامح بنتها اللي فقدتها .... تحمل
نفس البراءة والرقة .. رجعت بالزمن 15 سنة وتذكرت ذاك اليوم المشئوم اللي حمل
لها خبر رجعة ابوها لهم بعد غيابه .. كانت نايمة ويوم صحت قالو لها انه ابوها اخذها
مشوار وبيرجعها ..
طال انتظارها وتعالى رجائها انهم يرجعون بنتها .. انتظرت اكثر وجاها بوجه عابس
ارتابت كثير اول ماشافته قرب منها وتكلم بصوت الى الآن تسمع رنته بإذنها : قولي
لا اله الا الله ..
هزت راسها باستنكار ومسكت يده تترجاه : تكفى لاتقول بنتي صار فيها شي طلبتك ..
قال لها كلام مازال صداه يتردد الى هاليوم في قلبها .. : صار عليهم حادث بالطريق
والبنت من وصلت المستشفى توفت .. وابوها في العناية المركزة ..
ابد مارحموها ولا رحمو ضعفها .. اثقلوها بهالهموم بلا ذنب يذكر .. حتى عزا بنتها
منعوها تحضره .. شلون تروح لناس هي بنظرهم بلا اخلاق او شرف .. ترجتهم بس
تشوفها وتودعها ولكن محد سمعها .. تحملت قسوة العيش ببيت اخوها ومرته اللي
كانت تعايرها على الطالعة والنازلة .. وترمي عليها كلام مؤلم عن شرفها اللي ضيعته
واخوها اللي كل ماشافها شكى لها من ضيق حاله وانه مو قادر يتحمل مصاريفها رغم
انها كانت تتنازل عن الكثير قدرت بصعوبة تشتغل في احدى المشاغل النسائية عشان
تلبي كل احتياجاتها ومصاريفها وتريح نفسها من زن اخوها عليها .. اللي كل شوي
جايب لها عريس على كيفه وكل واحد فيهم من اصحاب الملايين .. وبعد رفضها لاكثر
من شخص هددها يطردها ويتركها تعيش باللي يجيها من المشغل .. متحجج انه البيت
صغير وجودها يسبب لهم زحمة بهالبيت .. اضطرت مع هالتهديد انها تستسلم وتتزوج
هالرجل الغني رغم انه متزوج بأخرى .. امرها تترك هالشغل وتتفرغ لبيتها وزوجها
والحين هي تعيش حياة مستقرة يكفيها وجود اطفالها حولها وهالشي كفيل انه يزرع الفرح
بقلبها .. حتى لو كان هالفرح ناقص بعد مافقدت بكرها .. صحت من زحمة افكارها على
صوت صياح ديم .. لمتها لحضنها وبدت تسكتها سحبت شنطتها وطلعت منها الرضاعة
وبدت ترضعها .. كان يسولف لها عن المال والاعمال عن كل شي بس مو هذا اهتمامها
هي ام وجبلت على حب اطفالها .. وهالشي عندها بكنوز الدنيا كلها ..
أذن المغرب وقامو لأقرب مسجد يصلون وبعدها يروحون لبيتهم .. كانت دائما ماتردد
في قلبها دعاء بأن يجمعها الله مع بنتها في الجنة .. بعد ماحرمت منها في الدنيا .. صلو
المغرب ورجعو لبيتهم .. شالت بنتها وطلعت لغرفتها كانت تسمع صراخ ريان وراها
طلعت من شنطتها حلاو مصاص ومدته له تبيه يسكت عنها حطت ديم بسريرها الصغير
فتحت درجها وناظرت صورتها اللي حفظتها من ضمن الصور اللي ماقدرو ياخذونها
منها .. " يارب اجمعني بها في جنات النعيم " رجعت الصورة مكانها وتركت ديم تنام
وطلعت تقعد مع عيالها وزوجها ..
/
\
/
\
البيت كله انقلب فرح هاليومين احساسهم برضى نورة ارضاهم كثير .. ونايف واتفاقهم
معاه .. وطلال اللي اليوم راح يجيهم وتتحدد كل الامور بزواجه من نورة .. رغم ان
حصة من الليل وهي مريضة .. الا انها كانت تناظرهم وهي منسدحة وتشارك خواتها
فرحتهم ..
اما هو كانت جيته هالمرة غير .. كان متأكد ان كلمة ابوها مستحيل تتغير بس رفضها
اللي وصل له قهره .. هالمرة جاي يبي ينهي كل شي بسرعة .. مايبي يفكر لان التفكير
بالنسبة له تراجع .. وصل لهم وكانت هالمرة القرية غير .. يعرفها ويعرف بيتهم ..
وهالبيوت اللي من شافها رجع باحساس ثاني .. احساس امتنان عظيم للخالق اللي اسبل
عليه بواسع نعمته .. ومنظر ابو راكان كان كفيل انه يعظم احساس الشكر للخالق على
نعمة الصحة .. هالمرة ماكان موجود الا هو وعيال اخوه ورجال كبير في السن اكيد
انه يقرب لهم .. سلم عليهم وجلس .. ورغم انه متعود على مخالطة الرجال والاجتماع
معاهم مهما كانت مراكزهم الا انه هالمرة تمنى ابوه يكون معاه .. حس انه ضايع ومو
عارف شلون يبدأ ويتكلم .. حددو الزواج بعد شهر ونص .. وتكلمو في كل امورها
ومن بين كل الكلام كان يوصيه على بنته .. كان يتكلم معاه وعيونه تناظر سلمان ..
هالولد مملوح وعيونه فيها شقاوة .. قرب من ابوه وتكلم بصوت حتى هو
سمعه : يبه امي تبي العرس بالديرة ..
ابتسم بخاطره وهو يشوف ابوه يسكته وقبل يتكلم ابو راكان بادره : ان شاء الله العرس
بالديرة .. واحنا لارجعنا الرياض الاهل بيسوون حفلة كبيرة ويعزمون معارفنا ..
علامة استفهام كبيرة اعتلته بذاك الوقت لو قبل شهر احد قال له انت بتتزوج وتخطط
للزواج بيحس ان اللي يكلمه مجنون والحين هو قاعد يتفق على كل مراسم زواجه ..
معقولة يكون تخطى مرحلة حنين .. او ان احساس التحدي بداخله معطيه حماس انه
يشوف هالبنت ويعرفها .. كان متأكد انه مو بسهولة هالموضوع ينسيه حبه الأول و
ايامه معاها ولو انه اغلبها كانت بالنسبة له خيبة امل ..
البنات كانو طول الوقت واقفات بشباك بيت ام محمد يناظرونه .. كان الشباك خشبي
ومن بين الفتحات اللي فيه كانو يناظرونه .. وهم يتهاوشون كل وحدة تبي تشوفه الا
نورة اللي ماكان هالانسان اللي قاعد برا يعني لها اكثر من رجل فرض عليها التفتت
موضي عليها : ياويل حالي يالنوري تعالي شوفي الزين ..
طنشتهم ماتبي تقوم ولا تبي تشوف شي : قلت لتس مانيب جاية ولا ابي شوفته ..
موضي وهي تطق سارة اللي تسحبها وبتوقف مكانها : سويرة انقلعي عني بشوف
رجل اختي .. وش ذا الحسد اوووف ..
زمت شفايفها وهي تناظره : وش هالحظ اللي جاكن كل وحدة جايها واحدن مريش
ودراهمة ماليتن جيوبه ..
صرخت فيها امها على طول : سويرة وش هالحتسي ؟ تبين تحسدين بنات عمتس
ادعي لهن ربي يسعدهن ويسخر لهن رياجيلهن ماهوب تحسدين حظهن ..
زفرت بضيق من كلام امها : وش اني قايلة الحين ؟ .. مابي الا الله يعطيني مثل
حظهن واعرس على واحد من الرياض ويعيشني بالعز اللي بيعيشونه ..
مسكت موضي طرف دراعتها من عند الصدر : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ
مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّـاثَـاتِ فِى الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ
إِذَا حَسَدَ ) ونفثت على صدرها .. عويذ الله منتس يالحسودة .. عز الله بتوقفين
رزقنا وما اعرسنا ..
طقتها بقوة خلتها تطيح على الارض : من زين رجلتس تراني شايفته ماهوب مثل
هالمزيون ولا عنده مثل دراهمه ..
مدت لها لسانها تبي تقهرها وقبل تتكلم او تقول شي مسكتها امها : اركدي يامال
الصلاح ماعليتس فيها خبيلة .. هدت الاجواء شوي الا من تفكير سارة اللي تتمنى
مثل حظ بنات عمها .. ومشاعر نورة اللي تحس بأنها تعيش آخر ايامها بهالديرة
ومع اهلها ..
اما هو مشى بعد صلاة المغرب راجع للرياض .. ثقل على قلبه كالجبال العرس
تحدد معناها كل شي راح ينتشر وكل معارفهم بيعرفون هالخبر .. وهذا معناه
انه راح يوصل لحنين وتعرف هو متأكد انها ماتستاهل حبه بس يحس انه خذلها
وهالاحساس بالنسبة له قاتل .. وصل للبيت وتجاهل الكلام مؤقتا مع اي احد ومن
بكرة راح يعلم اهله بكل القرارات والاتفاقيات اللي صارت .. ما اطال التفكير
بهالموضوع كل شي بالنسبة له كان مرهق بما فيه الكفاية وهو محتاج ينام
ويرتاح عشان يبدأ يوم جديد ..
/
\
/
\
هاليوم بالنسبة له اسعد ايام حياته .. طريقه للرياض يحمل له اكبر فرحة كان يتمناها
من سمع موافقتهم ورضى البنت وهو يتمنى يرجع بنفس اليوم بس اضطر يكمل الى
يوم الثلاثاء ويرجع يكلم اهله ويتقدمون لها رسمي عشان يحددون كل شي حسب
عادات اهل البنت وجماعتها .. وقع الصباح بالمدرسة ومشى راجع للرياض .. كان
يسابق الوقت حتى يكتب له يلتقي بمحبوبته .. اللي اختارها من بنات هالكون كله ..
وصل قبل الظهر ودخل بيتهم وهو يمني النفس بشوفتها في اقرب فرصة خصوصا
انه ماشافها من زمان وشوقه اللي فيه اكبر من احتماله .. شاف امه وابوه قاعدين
بالصالة على الارض ويناظرون التلفزيون .. دخل عليهم وسلم وقعد معاهم .. كان
ينتظر الفرصة تجي له ويفتح معاهم الموضوع .. حاول يخفي فرحته وبدا يتكلم مع
ابوه : يبه .. انا نويت اكمل نص ديني واتزوج ..
تهلل وجهه فرح .. وناظرته امه بسعادة ماتوصف : هذي الساعة المباركة يانايف ..
والله اني من زمان انتظر الله يهديك وتجيني تبي العرس ..
كمل ابوه على كلامها : اجل نعقد العزم نروح لبيت عمك نخطب لك من بناته ..
قاطعه قبل يكمل كلامه : لا يبه الله يهداك وش بنات عمي .. انا مختار وقاضي
من زمان .. بس ابيكم تروحون معاي ونكلم اهلها ..
مع انه كان يتمنى ولده ياخذ وحدة من بنات عمه لكن بالأخير احترم رغبته وماحب
انه يكدر خاطره : ابشر وانا ابوك .. اعين ياولدي واعاون من هي اللي تبيها وان
شاء الله نصلي العصر ونروح لابوها نخطبها لك ..
تردد شوي قبل يتكلم وهو يقاوم صورتها اللي بخياله : يبه بس البنت مو بالرياض ..
عدل جلسته وناظره باهتمام : اجل وينها فيه ؟
تنقلت نظراته بين امه وابوه يبي يشوف ردة فعلهم : من الديرة اللي انا ادرس فيها ..
قاطعته امه على عجل : بدو ؟
هز راسه بإيه .. وتكلم ابوه على طول : لا ياولدي ما اتفقنا على كذا انت تعرف
عاداتنا ماناخذ من البدو ولا نعطيهم ..
بطبعه عصبي ويتنرفز على طول ضبط اعصابه لانه مايبي يتنرفز على امه
وابوه : يبه وش عاداته هذي اللي انتهت من زمان .. والبدو وش فيهم ماهم
باوادم يوم ماتعطونهم ولا تاخذون منهم ..
هز راسه بالنفي ينهي النقاش : بنات عمانك وجماعتك عندك اختار فيهم اللي
تبي ومن نسلم من صلاة العصر رحت معك نخطبها .. اما البدو لاهم منا ولا
احنا منهم .. البنت يجيها نصيبها من ديرتها ولا بكيفها ..
مسك راسه يبي يستوعب كلام ابوه اللي يسمعه : يبه انا مكلمهم ومتفق معهم ..
وسألو عني وعنكم وعطوني الموافقة وخلصنا .. بس نروح لهم ونحدد كل شي ..
قاطعه بعصبية : ومن اللي قال لك تفتي من راسك .. ماتعرف عاداتنا من خلقنا
وهي معنا ؟ وش اللي يخليك تروح للناس وتكلمهم وانت ماشاورت اهلك ؟ ولا
رحت هناك وسرحت بهالديرة على كيفك وشفت بناتها وتبي تاخذ منهم ..
قام واقف وهو يحاول يضبط اعصابه لآخر لحظة : انا مارباني الا انت وتعرف
شلون ربيتني وبنات هالديرة ماشفت منهم الا الستر والسنع اللي ماشفته ببنات
عمي وهالبنت انا خاطبها وموافقين اهلها مقدر الحين اجيهم واقول لهم انتو بدو
ومانبيكم ..
كان يناظر امه يبيها تتكلم او تقول شي بس توقف بصفه لكنها اكتفت بالصمت
وهي تتابع نقاشهم الحاد .. قام ابوه وقبل يمشي تكلم بكل صرامة : يانايف انا
قلت كلمتي وحدة وما اثنيها ,, بنات الجماعة خذ منهم اللي تبي اما بدو انسى
اني ارضى ولدي ياخذ منهم ..
وطلع من البيت تارك نايف يصارع حيرته من كلام ابوه من عادات ظالمة توقع
انها انتهت من زمان .. التفت على امه بنظرة رجا : يمه يرضيك اللي سمعتيه؟
اخطب بنت الناس واكلم اهلها وش اسوي الحين ووش اقول لهم ؟ ابوي ركب
راسه ومايبيني اخذ منكم ؟
صفقت يدينها وهي تردد : لا حول ولا قوة الا بالله .. والله ياولدي مابيدي حيلة
تعرف ابوك لا قال الكلمة مايغيرها .. وانت الله يهداك وش اللي خلاك تروح لهم
وتخطب بنتهم وتعشمهم وانت تعرف ابوك ..
جلس جنبها ومسك يدها : يمه تكفين كلميه ترضينها لولدك ؟ يمه طلبتك لا ترديني
ناظرت فيه بحنان وهي تهز راسها : ان شاء الله بكلمه .. بس ما اوعدك ولا ابي
امنيك بشي ما اعرف تاليه ..
كل شي بالنسبة له تحول الفرح لحزن .. والامل تهشم وتحول لألم ولا هو قادر
يصدق اللي يصير معاه .. هالموضوع نساه او بالاصح ما جا على باله ماتوقع
ان ابوه يحمل هالتفكير المتخلف .. ماكان يدري وين يروح بعد هالصدمة اللي
تلقاها .. هالبيت بالنسبة له هدم حلمه وهو توه يبنيه .. يبي يبعد شوي وينفرد
بنفسه .. يبي يعيد حساباته يمكن يلقى حل لهالمشكلة اللي طاح فيها .. طلع من
غير مايسلم على امه وهو مايدري وين يروح بالضبط ..
/
\
/
\
واقفة تغسل المواعين وهي تتأفف ومو عارفة شلون تنظفها : يمممممممه خلي
رغيد تجي تساعدني والله تعبت ..
ماتت ضحك على اختها وهي واقفة حايسة بهالمواعين : الحين هالكم صحن
والكاسات تبين من يساعدك فيهم ؟ اجل وش اقول انا اليوم اللي تكسرت يديني
من مواعين الغدا ..
وقفت رغد من وراها وقالت بصوت عالي : وهي الصادقة واصلا اليوم الدور
عليك .. امي تقول كل يوم على وحدة والله مو شغلي انا قاعدة ارتب بالصالة
قبل ما انام .. مو ناقصة يقوموني عشان ارتبها ..
مسكت الصحن بيدها كأنها بترميه عليها : وش ترتبين اصلا ؟ صالة مافيها
الا زولية وتلفزيون والكنب توه مابعد طلع ..
حطت دانا يدينها على اذونها تسكرهم .. : بروح انام احسن لي من هالازعاج
خلاص لاتكبرونها كل يوم وانتو تتهاوشون .. كلنا مانعرف نشتغل ولا عمرنا
سوينا شي .. بس الحين حدنا الزمن ولازم نساعد امي اجل احنا نقعد ونرتاح
وهي تكرف .. يكفي ان الغسيل والكوي والطبخ عليها ..
سكتو ثنتينهم راضيات بهالكلام .. وطلعت رغد تكمل ترتيب الصالة من كل
الاشياء اللي مناثرينها .. وراحت دانا للغرفة اللي تجمعها مع خواتها تبي تنام
بالغرفة الثانية اللي تنام فيها ام عادل مع ولدها رائد كانت قاعدة تكلم عادل
وتفاتحه في موضوع دانا : وانا والله ياوليدي مادري اعلمه الحين ولا اخليك
انت تعلمه وتقول له الموضوع بطريقتك ..
تكلم على طول : لا يمه اصبري مو وقته الحين .. انا ماصدقت البنت صارت
تسولف وتجلس معكم تبون تجيبون لها طاري الزواج .. خليها ترتاح شوي
مع الوقت انا بمهد لها الموضوع وبعرف نفسيتها تكفين يمه خوالي لا يتدخلون
ومحد راح يجبر اختي ابد .. اذا ماوافقت يدور نصيبه مع وحدة غيرها ..
كانت تسمعه وهي تحس بارتياح لكلامه .. هي خسرت زوجها وماتبي تخسر
احد من عيالها وبهالزمن محتاجة اللي يكون سند لها .. بعد ماسكرت من عادل
بعدت رائد شوي من حجرها وغطته وجلست تفكر بسير حياتها .. مايهمها
شي كثر ماتتمنى لعيالها وبناتها تتسهل حياتهم ويتوفقون .. ويكون حظ بناتها
احسن من حظها بهالدنيا اللي رماها على هالزوج اللي مايخاف ربه .. هي من
قلبها تتمنى يزيد لدانا .. شاب مقتدر وولد خالها وهالشي يخليها متطمنة للي
تبي تزوجه بنتها وتدري وش كثر يزيد يحبها ويمكن اذا تزوج بنتها بيداريها
عشانها هي .. وهالشي يخليها ترتاح كثير ..تبي تتطمن عليهم وتلقى لهم اللي
يسترهم ويكون سندهم بدنيتهم ..
رفعت راسها وشافت دانا واقفة على الباب تناظرها .. ابتسمت لها واشرت
لها بيدها تجيها .. : تعالي يمه ..
قربت من امها وحبت راسها وجلست جنبها : كنت ابي انام بس حسيت انك
اليوم كله كنتي مشغولة وماقعدت معاك .. قلت اجي اجلس شوي قبل انام ..
ابتسمت لها بحنية : اجل قايمة الحروب بالمطبخ ؟
ضحكت على كلامها اكيد سامعة كل شي : ايه ماتعرفينهم هالثنتين على كل
شي يتهاوشون ..
رفعت يدينها تدعي لهم : الله يهديهم يارب .. وش فيتس يادانا ضايقن خلقتس ؟
ابتسمت وهزت راسها تبي تطمنها : لا والله .. بس مابعد تعودت على وضعنا
هالحين .. والبيت ما اكتمل تأثيثه مادري بس ما حسيت بالاستقرار ..
وقبل ماتتكلم شافت نجود واقفة على الباب ومتخوصرة : ياسلااااااام قاعدين
سوالف وفلة حجاج وانا اكرف بالمطبخ ..
اشرت لها تسكت ماتبيها تصحي رائد : اقصري حستس لايقوم هالحين علي
قامت دانا على طول : زين يمه انا بروح انوم الحين تصبحين على خير ..
تكلمت بصوت هامس : تلاقين خير وانا امتس ..
وطلعت دانا وراحت تمشي هي ونجود لغرفتهم شافو رغد نايمة ونص اللحاف
مو عليها : ماشاء الله هذا وهي توها نايمة عفست الدنيا ..
قعدت تحك راسها وهي تفرش فرشها اللي تنام عليه : وربي مادري شلون
هالحريم يسوون كل شي .. انا من بعد ماتعشينا وانا اغسل بهالمواعين ومابغت
تخلص .. شلون ينظفون ويطبخون ويغسلون ولا وتقعد مع رجلها بعد .. على
رفالتي هذي عز الله ما اعرست ..
انسدحت على جنبها وهي تضحك على كلام اختها : توك صغيرة على الزواج
لا خلصتي جامعة وتخرجتي ذاك الوقت تزوجي .. ومن الحين لوقتها قدامك
حول الـ 6 سنين يعني بتصيرين خبرة ان شاء الله .. وخلاص مابي اسمع
شي ابي انوم خلاص ..
سكتت نجود وحاولت هي تلغي كل شي كان مؤرق حياتها على الاقل هاللحظة
تبي تنام وهي مرتاحة وراضية عن نفسها ..
/
\
/
\
انواع النقاشات الحادة قاعدة تصير اليوم .. لمياء وحماسها لتجهيز كل شي
لنورة ورسيل واعتراضها على حضور الزواج في الديرة .. وسما واندفاعها
لهالزواج .. وام طلال ومحاولة تنسيق الرد المناسب في حال احد سألهم عن
سبب اختيارهم نورة .. قعدون يقلبون بكتالوجات الأزياء اللي قدامهم وكل
وحدة فيهم تختار لهم فستان .. : تدرين عاد انا بوديه لهم واخليهم يختارون
اللي يبونه والله احترت ماعرف وش اللي يعجبهم ..
ناظرتهم وهي مستغربة اهتمامهم بهالزواج اللي معارضته شكلا ومضمونا
من البداية : قراوى وش اللي يعرفهم اصلا وش اللبس اختاري لهم اي شي
اكيد يعجبهم ..
التفتت لها امها معصبة : رسيل وش هالكلام ؟ للحين ماخلصنا من كلامك
اللي مايسوى .. خلاص الله كتبها من نصيب اخوك اذا ما احترمتيها هي
احترمي اخوك .. وخليني اسمع منك هالكلمة مرة ثانية ..
سكتت وهي مقهورة منهم كل ماتكلمت سكتوها .. ام طلال قعدت تصارع
كل التناقضات اللي بداخلها هي خايفة من هالتجربة ورغم انها كانت دايم
تقابل المحتاجين بالجمعيات الخيرية اللي تروح لها .. بس هالمرة بتروح
لهم بديرتهم بتشوف شلون هم يعيشون .. شلون حياتهم اللي سمعتهم يتكلمون
عنها وماعمرها شافتها .. اتصلت على خالتها تبي تبلغها بخبر خطبة ولدها
كانت تبي الخبر يوصل لحنين بأسرع طريقة ..
استأذنتهم لمياء راجعة لبيتهم بعد ما اتفقت يروحون من بكرة للسوق يشترون
لنورة كل شي تحتاجه .. وقعدت رسيل مكانها طول الوقت تتأفف من حماس
سما اللي مطفشها ..
سما كانت تشرب عصير وهي تناظر امها : ريسو .. تتوقعين شلون عايشين
ببيوت طين ؟ يعني نفس اللي بالجنادرية ؟
التفتت عليها وناظرتها مستغربة : وهذا شي يخليك متحمسة انك تروحين لهم
روحي الجنادرية ولا الدرعية وريحي نفسك ولا تغثينا ..
قاطعتها بنفس الحماس : لااااا شلون ما احضر عرس اخوي .. صاحية انتي
بعدين غير الزواجات اللي دايم نحضرهم يعني بشوف اجواء غير ..
دخل عليهم ابوهم بوقت نقاشهم .. وسمع رسيل وهي تكلم سما : عني انا ما
راح اروح ابد .. لا جو الرياض وسوينا لهم حفلة ذاك الوقت اشوفها ..
شهقت سما على طول : من جدك ؟ ماتبين تحضرين عرس طلول؟
التفتو ثنتينهم على ابوهم وهو يقول بصرامة : كلكم بتروحون محد قاعد ..
قامت على طول تبي تعترض : لا والله ما اروح هذا اللي ناقص بعد ..
شافت امها تهددها بحركة يدها قعد ابو طلال واخذ الجريدة اللي على الطاولة
اللي جنبه : والله ماتحلفين علي .. زواج اخوك وكلكم بتروحون محد قاعد
ماقدرت تعترض على كلامه وطلعت لجناحها زعلانة ..
اما سما قربت جنب ابوها وقعدت تسولف معاه وتعيد عليه اسألتها اللي من
راحو وهي كل شوي تسأله عن الديرة وبيوتها واهلها وكل هالتفاصيل ..
/
\
/
\
بمكان ثاني وببيت ام سعود قامت الدنيا ولا قعدت بعد ماعرفت بخطبة طلال
للحين ماتدري من هي اللي خطبها كل اللي تعرفه انه زواجه بعد شهر واقل
من اسبوعين .. ومن سمعت هالكلام جن جنونها .. ركضت لغرفتها وخذت
الجوال وعلى طول اتصلت على منال .. ومن سمعت صوتها انفجرت فيها
تصيح : منوووو الحقي علي .. طلال بيتزوج
ما استوعبت اللي قالته لها : وشوووو ؟
مسحت دموعها بيدينها اللي ترتجف وعادت كلامها : طلال خاطب وبيتزوج
منو تكفين تعالي ابيك الحين .. وربي ماني قادرة اصدق اللي سمعته .. وربي
ضاقت فيني الدنيا ..
ناظرت ساعتها شافت الوقت بعده مبكر تروح لها : اوكي الحين جايتك ..
سكرت منها ورمت نفسها على سريرها تصيح .. بالفترة الاخيرة كانت متأملة
انه يرجعها .. سمعت كلام من امها كثير انه للحين يحبها ومانساها .. كانت
تبيه يجي لها يقول انه يبيها وترجع له .. بدون حتى اي شروط لانها تبي تستقر
وتعيش حياتها مثل كل اللي حولها .. والحين يوم عرفت انه بيتزوج تحطمت
كل آمالها هذا معناه انه نساها .. انه تجاوز مرحلة حبها وراح يدور غيرها ..
قعدت تصيح بصوت عالي وهي تتذكر كل شي صار معاه كلامه ,نظراته, حبه
اللي غرقها فيه .. وكانت تتجاهل وتطارد ورا ملذات حياتها والحفلات وجلسات
البنات .. وروحات المجمعات والزواجات اللي ماعمره حرمها منه ..
بحياتها ماحست انها متحسفة عليه كثر هاللحظة كانت متأكدة انه بيرجع الحب
اللي لها بقلبه كانت واثقة منه وعارفة انه مستحيل يعطي هالحب لغيرها ..
تذكرت قبل زواجها بـ 3 اسابيع يوم تعبت وتنومت في المستشفى يومين مستحيل
تنسى نظرة الخوف بعيونه .. واحساس الحب اللي غمرها .. هداياه اللي هاليوم
مازالت عندها .. صور ملكتهم وزواجهم كل هالتفاصيل اللي تحتفظ فيها للحين
مو قادرة تصدق انه هالانسان بيروح لغيرها ..
فتحت الدرج وطلعت البوم صور زواجها .. ماكانت تقدر تشوفهم زين من الدموع اللي
ملت عيونها .. " لاااا .. لاحد يقول طلال راح لغيري .. لااا مستحيل " كانت
تقاوم صرخاتها لا تطلع وتملى هالبيت .. تأملت الصور وش كثر كان فرحان
فيها .. لحظات مانستها ولا عمرها راح تنساها .. رغم انه من طلقها ماعاد سأل
عنها ولا عاد جاب طاريها .. حتى امه وخواته ماعاد صارو يحتكون فيها ..
اخذها الوقت ونست نفسها مابين هالصور ورجعت لها كل الذكريات الحلوة اللي
بيدها هدمتها .. النعمة اللي كانت بيدينها ورفستها .. جاتها منال وشافتها على
حالها قربت منها وضمتها : حنينو هونيها وتهون لا تكدرين خاطرك ولا تزعلين
مثل ماراح هو لنصيبه بيجيك انتي نصيبك ..
غمضت عيونها وهي رافضة تسمع هالكلام : بس انا مابي غيره .. والله مابي
غيره .. ليش مارجع لي ليش يروح لوحدة ثانية غيري .. ليش وهو اللي كان
يحلف لي عمره ماحب ولا راح يحب غيري ..
ربتت على ظهرها وهي تحاول تهديها : هذاك اول ياحنين خلاص 6 سنين
انهت هالحب من زمان ..
بعدت عنها وقالت بصراخ : بس هو مانساني كلهم يقولون للحين يحبني مايبي
العرس لانه للحين يحبني وماقدر ينساني ..
ناظرتها وهي منهارة وتكرر كلامها كل شوي : حنين اصحي لو يحبك كان
جا لك ماراح لغيرك .. هذاك اول يوم كان يحبك ويبيع الدنيا كلها عشانك بس
انتي تكبرتي عليه وقلتي له انك ماتبينه .. ليش تلومينه يوم راح لغيرك ..
سكرت اذونها وقعدت تصارخ بصوت عالي : بسسسسسس .. اسكتي مابي
اسمع منك شي .. انا ابيك تواسيني وجايتني تزيدين النار اللي بقلبي ..
قربت منها ومسكت يدها تهديها : انا ابيك تشيلينه من راسك .. طول عمرك
ماتبين احد يكلمك عنه .. ليش الحين اللي تبينه ..
رمت نفسها على مخدتها وبدت نحيبها : لاني احبه .. ومستحيل اخليه يروح
لوحدة غيري .. والله احبه افهميني يامنال ..
قربت منها وبدت تهديها من وصلت لها وهذا حالها تبكي وتردد نفس الكلام
وكل شوي تقول انها تحبه وان طلال لها .. وانتظرتها لحد مانامت .. ونامت
هالليلة عندها ..
/
\
/
\
جلست معاهم توريهم هالموديلات اللي اختارتهم ..وكل وحدة فيهم متحمسة
لفستانها اللي تبي تفصله .. ناظرت نورة بالموديل اللي اختارته لها لمياء
وهزت راسها بلا : لا يا ابلة مابيه تسذا .. شلون البسه عند جماعتنا والله
ما البس عاري ابد ..
ضحكت على كلامها : اولا مليون مرة اقول لك ناديني لمياء .. لعنبو ابلسيك
اخت زوجك وتناديني ابلة .. ثاني شي هالفستان مو عاري بس الكم من قماش
التل ..
حركت يدينها قدام وجهها معترضة : لا لا .. مابيه اذا هو تسذا هاتي لي غيره
بعد تفكير حاولت تقنعها : الفستان عاجبك ؟
هزت لها راسها بإيه وكملت كلامها .. : خلاص انا اخلي الخياطة تعدله لك
ويصير ساتر نفس اللي تبينه .. كذا زين ؟
ابتسمت لها على طول : ايه ..
ناظرت موضي وسارة اللي يتهاوشون على نفس الموديل .. وضحكت من
قلب : خلاص لاتطاقون ولا شي افصل لكم ثنتينكم نفس الموديل وتطقمون
بالعرس ..
كانت تضحك معاهم ومستانسة على بساطتهم .. اختياراتهم كل شي كان يتسم
بالبساطة .. كانت تبي تختار لهم فساتين مناسبة لمحيطهم وبنفس الوقت تكون
راقية وعلى الموضة .. بعد ما اتفقت معاهم على كل شي واخذت قياساتهم
خصوصا انهم كلهم تقريبا اجسامهم واطوالهم مشابهة لبعض .. كانو اضعف
منها .. لكن الطول مقارب لها .. سلمت عليهم واستأذنتهم بترجع الرياض من
بكرة ..
بهالموعد كان يصادف رجعة راكان اللي يبي يساعد اهله باحتياجات العرس
وطلباته في ديرتهم .. مدت له نورة مبلغ من اللي عندها بدون حتى ماتعده ..
وهي مبتسمة له : هذي خلها معك اشتر لك ولابوي ولسلمان وعيال عمي كل
اللي تبونه بالعرس .. واهم شي لا تنسى البشوت ابي اشوف ابوي وهو لابس
البشت ..
يا الله وش كثر هالبنت تحمل تضحية بقلبها .. هذا كان احساس الكل وهو
يناظرها .. مد يده واخذ المبلغ منها وابتسم لها التفتت عليهم وشافت نظراتهم
لها .. لمعت دمعة بعينها وحاولت ماتصيح : وربي مدري شلون اقدر اعيش
وانا ما اشوفكم .. ولا ادري وشلون احس اني مستانسة وانا بعيدة عنكم في
ديرة ما اعرف فيها احد .. ولا ادري هالعالم شلون عايشين ..
وقامت على طول لانها ماتبي تصيح قدامهم .. بالايام الاخيرة كانت تقاوم
كل مشاعرها .. تبي تظهر لهم انها هي نفسها القوية اللي تعودو يشوفونها
حتى في اصعب الظروف تتحمل وماتنزل دمعتها .. هالمرة عشانهم راح
تتحمل كل شي بس ماتطفي هالفرحة اللي بعيونهم ..
كانو خواتها حاسين باحساسها .. الفرحة اللي بقلوبهم لها .. لكن احساس
الحزن لفقدها اكبر مايقدرون ينكرون هالشي .. بس مايبون يزيدونها على
همها هم .. كانو يضحكون لها وهم يكتمون احساس الحزن بداخلهم ..قعدو
شيخة وموضي يرتبون في الاغراض اللي جابها لهم راكان من الرياض
سمعو صوت امهم وهي تكلم راكان : لا تنسى بيت خالك وانا امك .. تراه
ناذرن لا اعرست نورة انه يحضر عرسها ..
التفتت لها شيخة معصبة : لا يعزمه ولا يجينا يمه .. هذا هو صار له 10
سنين ما نشد عنا وش نبي فيه الحين ..
ناظرتها بحزم وسكتتها : هذا خالتس ولازم يحضر عرس اختس .. ومن
اللي قال لتس انه مانشد عنا .. الحمدلله دايم تجينا علومه وتاصله علومنا ..
نفضت الغبار اللي بيدينها وضحكت : وينه ماجاتس ولا نشد عنتس وماقال
عندي خوات ولازم اشوفهن .. وينه مايجي لخالتي هيله اللي مالها بعد الله
غيره ..
هالمرة سكتها ابوها منهي النقاش : شيخة اقصري حستس خالتس ونبي
نعزمه تسانه بيجي حياه الله ..
دخلت للغرفة عند نورة وبدت في نوبة صياح .. وش اللي يجيبه الحين ..
هذا معناه سعد بيجي وبتشوفه وبتتجدد كل احزانها اللي حاولت تنهيها ..
قربت منها نورة : شيخة اذكري ربتس .. تراه خالتس لا تاخذينه بحوبة
ولده .. وسعد هذا شيليه من راستس بيجيتس نصيبتس اللي احسن منه
بعد ..
رفعت راسها وناظرتها .. بلعت ريقها وتكلمت : انا ماعلي فيه هو ..بس
ليش نقدرهم ونذكرهم وهم من راحو ماعاد ذكرونا ..
سحبت المخدة وحطتها ورا ظهرها ومددت رجلينها : ماعليتس فيه ؟ و
رسايله اللي تقلبينها ودموعتس اللي حفرن خدودتس .. ووقفتس كل يوم
على الدريشة وش تسمينهن ؟ ياشيخة تراه راح ولا عاد هو براجع لتس
ارميه ورا ظهرتس وعيشي حياتس .. خليني اروح للرياض وانا متطمنة
عليتس ومرتاحة ..
هزت راسها باقتناع .. وكملت بابتسامتها النقية : اجل شقيهن الحين ..
تكفين طلبتس ياشيخة عشاني هالمرة ..
قربت منها وحبت خدها : وربي انتس اغلى من عيوني .. ولو تطلبينهن
مني مايغلن عليتس .. الا هالرسايل تكفين يانورة وربي حتى لو احرقتهن
اللي بقلبي هو نفسه ماتغير ..
سكتت وماجادلتها ماراح يغير حبه الا حب جديد يدخل قلبها .. " عسى
الله يرزقتس بابن الحلال اللي ينسيتس سعد وينسيتس امن جابته "
/
\
/
\
في هالليلة شخصين كانت بيوم من الأيام تجمعهم حياة وحدة واحلام وحدة
الليلة كل واحد فيهم يفكر بالثاني كنهاية .. شي مضى وانتهى .. هو كان
يفكر بزواجه اللي بقى له 3 ايام بس .. بعد ما اجرو كشف ماقبل الزواج
وطلعت نتائجهم ايجابية اما هي مازالت في دوامة حزنها اللي ابتدت من
سمعت خبر خطبته ..
كان بغرفته اللي تغير كل شي فيها .. كل شي بجناحهم تبدل باشياء جديدة
وغرفة الملابس اللي قفلتها لمياء ماتبيه يشوف اغراض نورة .. كان قاعد
يبدل ملابسه يبي ينام .. يناظر بهاللي حوله كله .. غير عن قبل كل شي
اختيار امه الراقي في الاثاث .. تمدد على سريره وسحب الجوال من علي
الكومدينه ناظر الساعة كانت 1:36 ص .. كتب مسج قصير وارسله ورجع
الجوال مكانه .. دقايق وسمع صوت رنته .. : هلا والله ..
جاه صوته الهادي : هلا بك طلال .. فيك شي ؟
رفع نفسه شوي وسند ظهره على المخدة : لا مافيني الا العافية بس بغيت
اسولف معاك شوي .. لاتقول المدام جنبك الحين ..
ضحك على سؤاله : ايه جنبي بس نايمة اليوم بدري .. والله مدري عنها
يمكن تمثل علي والحين تسمعني .. اصبر خلني اطلع من الغرفة ..
اتسعت ابتسامته : وربي احسها بتطلع من الجوال تذبحني ..
سكر باب الغرفة وطلع بالصالة : حلال فيك الذبح .. بس مردودة بإذن
الله كل لحظة ازعاج وقلق عيشتني فيها راح اعيشك نفس اللي حسيته
قبل .. لعنبو ابليسك احد يدق الساعة 2 الا ثلث ..
قاطعه على طول : انا مادقيت ارسلت لك كانك فاضي كلمني واذا بتقعد تمن
علي سكرت هالسماعة في وجهك ..
مثل عليه العصبية وقال بتهديد : اذا انت رجال سوها .. " واختفى صوته
بعدها " ناظر الجوال وشافه فعلا سكر .. مات ضحك على حركته ورجع
اتصل عليه : ياخسيس تسكر السماعة بوجهي ؟
اطلق ضحكة عالية : انت متحديني وتعرفني ابد العناد يجري بدمي .. لو
هو ابوي عاندته ومشيت اللي براسي ..
صرخ بأعلى صوته : يااامسكينة هاللي بتاخذك والله ان امها داعية عليها
ورب البيت بتذبحها بعنادك وشخصيتك اللي تمرض ..
كتم ضحكته على اسلوبه اللي تعوده منه : بس تحبني ولا تقدر تستغني عني
ابد ...
استمرت مكالمتهم وقت طويل يدري انه يحب يسهر وارسل له المسج مايبي
يزعجه اذا كان مع زوجته كان محتاج يتكلم معاه كل ما اقترب موعد زواجه
زادت الهموم بقلبه .. كان اوقات يحس انه وده ينسحب .. يترك كل شي وراه
ويرجع يعيد حساباته .. يخاف من الفشل يخاف انه يحبها ويتعلق فيها وتعامله
بنفس برود حنين اللي اتعبه .. مايبي يتأمل بهالزواج شي لانه مايبي ينصدم
يبي يترك كل شي للأيام تعرفه من هي وكيف شكلها وش هي صفاتها .. هو
متأكد من كلام لمياء عنها انها انسانة اخلاقها عالية وهذا اكثر شي هو يطمح
له .. حاول يريح نفسه من تفكيره اللي اتعبه هو وعد نفسه انه يبعد حنين من
تفكيره وحياته مادام هو بدا حياة جديدة مايبي يكون مع زوجته بمشاعر منهكة
ومستهلكة .. ذكر ربه وتغطى وهو يطمح بنوم هادي بعيد عن اي منغصات او
أرق ..
/
\
/
\
وصلو مطار الرياض من ساعة والحين راجعين للديرة هو وامه وزوجته
وخواته الثنتين وعياله .. احساسه جدا غريب مشاعر مربكة تجتاحه من
فترة .. الندم اللي بدا يحسه على قراره اللي اتخذه في لحظة طيش وتسرع
والحنين اللي ياخذه لها ولذكرياته معاها .. كانت بريئة تحبه بجنون وهو
يحبها اكثر .. ويوم سافرو لجدة وعدها يخلص دراسته ويجيها يتزوجها
مثل ماكانو يحلمون .. راح هناك وتعرف بعد فترة على سحر .. جذبته
جرأتها كلام الحب اللي كانت تغرقه فيه .. واندفع بكل جنون لها تحدى
اهله عشانها .. وبعد صراعات ومشاكل رضو يخطبونها له .. تزوجها
ومن اول ايامهم بدت المشاكل.. عجز انه يعيش بدون مايشك فيها .. كل
لحظة تمسك فيها التليفون كان يحس انها ممكن تخونه وتكلم غيره مثل
ماكانت بيوم تخون اهلها وتكلمه ..
وكل لحظة يطلع فيها من البيت تزرع شكوك بقلبه وش اللي ممكن تسويه
من وراه ..كبرت بينهم المشاكل وطلقها .. لكن اضطر انه يرجعها بعد
ماعرف انها حامل بطفله الاول .. هو يدري انها مستحيل تسامحه ابد
مافي شي يغفر له اللي سواه .. هو خانها وخان براءتها واحلامها .. وبكل
برود اهدى لها الوداع .. اشتاق للديرة ولاهلها ولعماته .. يدري ان كل من
في هالديرة يكرهه بس هو ندمان ووده يصرخ بأعلى صوته ويعلن ندمه
يتمنى بس يعرف اذا هي تحبه او مازالت تحمل له مشاعر بقلبها .. تجاهل
نظرات سحر اللي في السيت الخلفي ومسلطتها عليه .. من اول ماعرفت
بروحتهم للديرة بدت سيل الاعتراضات والاحتجاجات .. تدري انه لا راح
للديرة بيذكرها .. كان دايم لا تهاوشو تكلم عن شيخة لها .. يبي يقهرها
ويستفزها .. وهالشي زرع بداخلها غيرة من هالانسانة اللي تجهل من تكون
تبي تشوفها .. تبي تعرف وش اللي فيها زود عنها عشان يعايرها فيها ..
اصرت تجي معاهم رغم انها مستحقرة هالديرة باللي فيها بس مستحيل
تخليه يجي من دونها .. مستحيل تتركهم يسوون اللي يبون في غيابها ..
كانت تتصور الكل مثلها متفتح ومنفلت .. ماكانت تدري ان شيخة رغم
صغر سنها في ذاك الوقت الا انها كانت تستحي منه كثير وبصعوبة
تكلمه .. وصلو للديرة عند بيت ام محمد راح يقضون هاليومين في الديرة
في بيت اهل ام سعد .. كان الاستقبال حافل لقاء بعد قطيعة دامت 10
سنوات .. منظر بيتهم المتهدم نصه وبيوت هالديرة رجع مشاعر قديمة
كانت تسكن قلوبهم .. هالبساطة اللي افتقدوها وقلوب هالناس اللي رغم
كبر ذنبهم سامحوهم .. اللقاء كان مؤثر بين ابو سعد وخواته اختلطت
الدموع بالضحكات .. وهو كان واقف يناظرهم شاف بعيون ابو راكان
عتب كبير له .. كان يدري انه مايستحق تسامحهم هو اخطأ ولازم يتحمل
نتائج غلطته كانت هالليلة مختلفة عن غيرها مشاعر حزن عميق اختلطت
مع مشاعر الفرح وبعد بكرة راح يكون زواج نورة اللي كلن كان ينتظره
ويتمناه ..
/
\
/
\
من الصباح بدري جاتهم لمياء اللي قدرت تجيب لهم نقاشة من الرياض
كانت تدرك صعوبة هالشي خصوصا ان هالديرة بعيدة عن الرياض بس
زيادة المبلغ المالي كانت كفيلة انهم يجون قامو البنات من بدري واستعدو
لهاليوم .. تحنو وجابت لهم لمياء فساتينهم والاكسسوارات اللي يحتاجونها
بدا هالبيت خلية نحل كانت طول اليوم تصيح ودموعها مو راضية توقف
وهي تحسب انها ماراح تقعد بهالبيت اكثر من يوم ونص .. وبكرة في
الليل راح ياخذها زوجها للرياض .. حاولو يهدونها يقولون لها اي كلام
يشغلها عن التفكير بأهلها .. بس ماكانت تقدر تتجاوز هالتفكير ابد .. مر
هاليوم بسلام وجا يوم الزواج الموعود .. من الصباح بدا الازعاج في
البيت .. التجهيزات في الخارج واغلب اهل الديرة صاحين من بدري
وكل واحد فيهم يحس انها بنته ولازم يستقبلون ضيوف ابو راكان ..حطو
خيمة كبيرة للرجال بمدخل الديرة .. وخيمة اخرى للحريم قريب من بيت
ابو راكان في المساحة الفاضية اللي بين بيتهم والمزارع .. وجزء من
هالخيمة مغطى عشان تقعد فيه نورة وقت دخول طلال عليها .. ووقت
مايجون يسلمون عليها .. لانه في ديرتهم ماتنزف العروس .. جو كلهم
من بدري بيت ابو طلال وابو سلطان .. ورياض صديق طلال .. سما
من اول مامشو وهي تحس بحماس مو طبيعي حتى غلبها النعاس ونامت
بنص الطريق .. اما رسيل كانت مقهورة انهم اجبروها تجي هالمشوار
سيارة سلطان كان فيها ابوه وميساء وبناتها .. وسيارة احمد فيها لمياء
والكوافيرات اللي جابتهم معاها .. اما في سيارة طلال كان معاه رياض
وام طلال وبناتها وسامي مع ابوهم .. وصلو قبل صلاة العصر .. فتحت
رسيل عيونها على اتساعها وهي تناظر ديرتهم وعلى طول نزلت دمعتها
الناس وجمعتهم وفرحتهم بشوفة اهل طلال جايين مناظر بيوتهم الصغيرة
اذهلتها .. ماكانت متصورة ابد اللي كان ينقال لها كانت تتوقع الكلام فيه
نوع من المبالغة ولايمت للواقع بصلة .. لكن انها تكون بهالمكان صدمها
طقت سما على كتفها تصحيها : سموووي قومي شوفي قريتهم .. شي
يحزن وربي ..
فزت على طول من نومها وقامت تتلفت وهي متفاجأة مناظر ماتخيلت
وهي بنت العز والدلال انها بيوم تدخلها كل من في السيارة كانت وجيههم
تحمل ذات الملامح الدهشة والحزن والترقب .. اكثر واحد كان متضايق
هو سامي اما رسيل تحولت مشاعرها بهاللحظة لشفقة .. نزلو وهم مو
عارفين شلون هالناس اللي راح يستقبلونهم .. الترحاب الكبير وابتساماتهم
النقية اللي تجمل وجيههم ومشاعرهم اللي ماتعرف الكره ابد .. وبساطتهم
اللي تحبب الناس فيهم .. دخلو كلهم في القسم المخصص لنورة عشان
يجهزون وتجي نورة تقعد بعد مايخلصون كلهم عشان يبدأون فيها .. سما
كانت فرحانة عرفت خوات نورة وصارت لازقة فيهم وتسولف معاهم ..
واللي جات على جوها موضي .. اعجبها خبالها اللي يشابهها .. فيها نفس
الشقاوة والفضول .. رغم اختلاف طبقاتهم رسيل كانت مبتعدة عنهم بس
تتأملهم ومشاعرها مابين غرور وشفقة .. ام طلال تركت كل شي خلفها
وتعيش هاللحظة بكل تفاصيلها هالليلة اللي تمنتها من زمان اخيرا صارت
وماراح تتعب نفسها بتفاصيل ثانية .. ميساء كانت تطالعهم وبداخلها الف
فكرة وفكرة تتمنى تنفيذها .. بدو الاستعداد لهالليلة كل شي جابوه معاهم
اشياء حتى يمكن اهل القرية ماعمرهم شافوها او سمعو فيها ..
على صلاة المغرب جهزو كلهم .. وطلعو لهالخيمة الكبيرة اللي نصبوها
للعرس .. وجت نورة من بيتهم لهالقسم المخصص لها وبدأ مشروع تجميل
عروس هالليلة ... كانت ترتجف خوف وغصب عنها دموعها كانت تنزل
بغزارة بدو يهدونها شوي يبون يعرفون يحطون لها الميك اب بدت تهدى
وتسبح وتذكر ربها في هالوقت اللي يزينونها فيه .. انتهو منها وطلعو من
عندها .. لبست فستانها وساعدتها شيخة اللي كانت عندها..
شوي ودخلت عليها لمياء اللي تفاجأت من شكلها : ماشاء الله تبارك الله ..
لا اله الا الله عز الله بينهبل طلال اليوم ..
نزلت راسها بحيا وهي تمسك يد شيخة .. سمعو صوت راكان يناديهم من
برا وراحت شيخة تكلمه شوي وقالت لها انهم جايبين لها الدفتر اللي لازم
توقع فيه .. انسحبت لمياء وهي مبتسمة : خلي اخوك يدخل ..
دخل بعدها وجا عندها مد لها الدفتر يبيها توقع .. ارتجفت يدينها وطالعت
في شيخة برجاء : تكفين وقعي عني .. ماعرف شلون اوقع ..
على طول صرخ راكان : لااااااا تكفين الا شيخة هي وخطها اللي مدري
وش يبي ..
ضحكت على طول وخذت القلم : زين علمني شلون اوقع ؟
قعد يفكر شوي وبعدها قال لها : اكتبي اسمتس وحطي خط عليه يصير
توقيع ..
ناظرته باستفهام : راكان ؟
ضحك على طول عليها : والله مدري وشلون اللي يجي معتس ..
وقعت بالطريقة اللي حست انها اسهل شي ومدت له الدفتر .. حب راسها
وبارك لها : الف مبرووووك يالنوري عسى الله يكتب لتس السعادة يارب
ضحكت له ولشيخة اللي جات تسلم عليها وتبارك لها وقعدت كل شوي
تستقبل احد يجي يسلم عليها .. واصوات الطق والاهازيج من الفرقة اللي
حجزوها .. والحماس اللي تحسه من اصوات البنات .. دخلو عندها اهل
طلال ونزلت راسها اول ماشافتهم .. الكل انبهر من شكلها ابدا ماتوقعوها
بهالجمال وهالنعومة .. كانت بليلة عرسها حورية تبهر كل من شافها
سلمو عليها وباركو لها ووقفو يسولفون معاها .. كانت مستحية ومو قادرة
ترد عليهم ابد .. الوحيدة اللي تاخذ وتعطي معاها كانت لمياء .. رسيل و
سما كانو يتهامسون : وااااااااي ريسووو تجنن .. احلى من حنينوه ..
ناظرت فيها رسيل متعجبة : تبين الجد ؟ والله اني احسب لمو تبالغ بجد
ماتوقعتها بهالجمال .. رسيل اللي كانت متضايقة يوم شافت اهل الديرة
ارتاحت شوي بشوفة نورة .. على الاقل شكلها حلو وبيقولون خذو قروية
لانها حلوة .. دقايق وجاهم راكان يقول ان طلال بيدخل عندها هنا بس
وقف قلبها .. نادت امها ومسكت يدها بقوة : لا تروحين عني تكفين ..
ربتت على كتفها : بتغطى وانا امتس واجيتس ..
لبسو كلهم عباياتهم ودخلو عليهم راكان وطلال .. مشى معاه راكان لنورة
اللي جا ووقف جنبها سلم عليها .. وبعد ماوقف يناظر اهله التفت عليها
يبي يشوفها ..
/
\
/
\
انتهى الفصل الاول
انتظر ردودكم حبايبي
•غٌـمـوضٌ ـآٍْاْلٍْــورد•
|