كاتب الموضوع :
غموض الورد
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجزء الرابع عشر
[ الفصل الثاني ]
/
\
/
\
آه ..كـم فيـني لـمــا قــبــل تـكـويني حنيــن
صرت أنا اللي عاش ماقبل تكــوينه حيـــــاه
عشقي أكبـــر من حــدود التأمل في اليقيـن
عشق سمعي ( للغطاريف ) من ذيـــك الشفــاه
يوم كـانت هيبــة الساحة من لــــوز ٍ وتيــــن
يــوم كــانت ترســم النـــار أصابعنــــا دفـــاه
الأمل : بيتٍ من أحجار.. وأخشابٍ .. وطين
والفــرح : في حضرة الجار بأحضــانه عشـــاه
يوم تــاخذ ( خبـزة البيت ) شكـل الجالسيــن
بيـنـنـا الجيـران حتى " الشقيق " أبـدى غـلاه
نــــــادراً مــايعطي الـــجوع فرصــة لاعبـيــن
وان لـعبنــا نلعب ( الطِّيش ) بـــاقــدام ٍ حفـــاه
في ضجيج البيت ( مهراس ) نسمع لـه رنيــن
واستمدّت ( ركــوة ) الطفــل هــزّه مــن بكــاه
المحبة : جلجلة عقــد صـــدر امي ( لجيــــن )
واحتدم في نظرة الشيبـــة تلويحـــة عصــــاه
كان يحمل جـانب البيــت ( قــدر وطاستين )
كان يمسك ركن ذا البيت ( مسحـاة ) انتـبـاه
( الخصف ) يسهــر يشخبط خــدود النايمـيــن
( والســـراج ) المشتعــل يـنـتـظر لوحـــة مســـاه
( الحَجَلْ ) يطرب صبــاحات نــاس ٍ سارحيــن
كـــل صبــح ٍ في وجــوه البشــر تلقى رضـــاه
قــريـتي مــاحــلّ وقــت ( الصــرام ) إلا يـبــيـن
كل شخصٍ ( والركايب ) غــدت تسمـع غنــــاه
يوم حنّت أوديــتــنــا لــ( قربــــة ) من يــديـــن
اختلـط هـــرج الصبــايـــا بتــرحيـب الميــــاه
صـــادقـــة تشبــــه أذان الفجـــر ( الله يعيــن )
كانت أغزر من هطول المطر ذيك الجبــاه
يــوم كـان العيـــد يشبــه كفـــوف الراحليـــن
يوم كان العيـــد يشبـــه لـ محمد في صبـــاه
رغم آلام جسدها اللي مافارقتها من اول يوم فاقت فيه من الغيبوبة الى هاليوم
الا انها تعيش احساس مختلف .. فرح غير عن اي فرح عاشته قبل .. وشوق
للبيوت اللي حضنتها من الصغر .. وضمة امها وغفوتها على صدرها والمطر
وريحة المطر بأرضهم .. وصوت طقطقته على السقف الخشب .. والسيل اللي
يجري بين بيوت الطين .. وخبز خالتها ودعوات عمها .. كل شي في هالديرة
اشتاقت له وفقدته .. وبلحظات طيش ظنت ان هالمكان سجن لطموحاتها لقت
ان ديرتها وقلوب اهلها ماتساوى بكنوز هالدنيا .. وان القصر اللي كانت فيه
رغم كل المتاع اللي كان بين يدينها .. ماكان الا سجن .. استنزف كل طهرها
وبرائتها ..
لفت تناظر محمد اللي قاعد قدام ومبتسم جنب العم مساعد اللي يتحمل اكثر
من يوم في الاسبوع رايح وجاي على هالطريق ..
نزلت الشباك شوي واستنشقت ريحة ديرتها اللي قربت منها .. المزارع اللي
فيها والنخل اللي بدت تلمحه .. لمعت عيونها بدمعة وهي تعاتب نفسها على
كل يوم اختارت انها تعيش فيه بعيد عنها .. اختارت الحياة والمال وخسرت
نفسها وصحتها .. ومازالت الاسياخ في فخذها الى حين التئام هالكسور ..
نزلت دموعها غصب وهي تشوف بيوت الطين تظهر لها جات اكثر من مرة
لديرتها بعد ماسافرت بس هالمرة غير .. هالمرة رجعت بشكل نهائي وتركت
كل متاع كانت تطمح له ورا ظهرها .. تركت جرحها .. اللي نزف باسبابه
وصدمتها في هالزمن اللي كان اقسى من طيبتها وسذاجتها .. وأول ماوصلو
بيتهم نزل محمد يفك لها الباب .. شافت امها واقفة بعباتها وبرقعها كان ودها
تطير بحضنها .. تبي بس تقول لها انها مستحيل تفارقها ابد .. وان هالفراق
اللي اختارته بلحظة طيش .. تندمت عليه اشد الندم فتح لها محمد الباب و مد
لها العكازين واسندها يوقفها .. وقفت ومشت بصعوبة الين وصلت عند امها
اللي من شافتها على هالحالة وهي تصيح ..
ضمتها بقوة لصدره .. واطلقت سارة .. العنان لدموعها تذرف بلا توقف ..
ماتدري شلون ابدلت هالحضن اللي تموت فيه بملذات دنيا زائلة .. سمعتها
وهي تصيح وتلوم نفسها وزاد صياحها .. : والله ماعاد اخليتس تروحين عني
انا الغلطانة اللي من الأول ما منعتتس .. ولا انتي تعرفين شي بهذيتس الديرة
يابعد عمري يابنيتي ..
حبت يد امها وتكلمت : يمه انا الغلطانة .. انا اللي حنيت على راستس وراس
عمي الين وافقتو .. والحين اقول لتس توبة .. ماعاد ابي اروح مكان .. ابي
اقعد بديرتي .. ابي يمه لا تضايقت .. افضفض لتس اللي بخاطري و احتسي
لتس ..
كانت هيا واقفة ورا امها وهي تسمعهم .. الكلام اللي بين هالاثنين اوجعها بس
فرحتها برجعة اختها تنسيها هالوجع كله رغم ان منظرها وهي تعرج والعكاز
بيدها كان مؤلم ..
دخلت بعدها للبيت وتعاقبو للسلام عليها هيا ومشعل .. وكان اللقاء مؤثر الى
ابعد الحدود .. لفت على امها تناظرها وهي مبتسمة ومازال مبين على وجهها
آثار الصياح : يمه ودي اركض بكل مكان .. ودي اروح المزرعة .. واسير
على كل بيوت الديرة ودي لا جا المطر نطلع انا وبنات الديرة للسيل ونركض
فيه .. ولا شفنا احد من عيال الديرة توزينا ورا هالبيوت .. " نزلت دموعها
وهي تشوف امها حاطة يدها على خدها وتناظرها وبعيونها دموعها " ودي
نروح لأم عبيد وتعطينا من قرص الخميرة اللي كل يوم تسويه ودي اتحارش
انا وموضي على الثياب اللي ناخذهن .. وكل وحدة فينا تسابق الثانية من اللي
تقوسهن بالأول ..
قربت منها هي وضمتها وهي تهمس لها : كل شي تبينه بيصير لا تحتسين
تسذا .. لا تخليني احس انتس بتودعين ..
وقبل ماتقول شي ماحست الا باللي تطق الباب من برا بكل حماس : هيوونة
افتحي الباب مشتاقة للسوري .. وخلي محمد ومشعل يروحون الغرفة .. ولا
يطلعون برا .. اي مكان المهم يدبرون عمارهم ..
هيا وهي تفتح الباب : ول عليتس بالعة رادو انتي ..
موضي وهي تدفها : وخري زين .. " وهي تصارخ على مشعل " نزل عينك
ولا تناظرني .. وجلست جنب سارة تضمها " السوري حبيبة قلبي .. ياعلني
ماخلا من هالخشة اللي تفتح باب الرزق .. وياعلني ماخلا من هالزول اللي
احبه ..
هيا وهي تضحك : حشى رجلتس ماهيب بنت عمتس ..
رفعت برقعها بعد ماطلعو العيال وهي تبوس سارة وفرحانة فيها : مابي ارد
عليتس لانتس خربتي وعلومتس ماعاد هي مثل أول خليني الحين مع السوري
ياحبي لها ..
سارة وهي تضحك على كلامها .. هالانسانة هي الوحيدة من بين هالعالم اللي
تهدي لها ضحكة من بين الدموع .. : يابعد عمري ياموضي .. وربي توني
في طاريتس وانشديهن .. ياحبي لتس والله ان الطيب عند ذكره ..
ضحكت موضي بفرح .. وسولفو احلى سوالف بهاليوم .. ضحك .. ووناسة
وماخلت هالجلسة من الدموع اللي رافقتهم من البداية ..
/
\
/
\
غير هالسنة تبقى له سنة بس ويتخرج .. وبعدها يبدا حياته الفعلية .. ويعيش
مثل ما يتمنى .. ويتزوج الانسانة اللي حبها وبادلته هي الحب .. ومن اشتغل
في شركة طلال من فترة وهو يحس بارتياح كبير ان الله عوضه عن صبر
السنين اللي مضت براحة و واقع احلى من احلامه طلع من الشركة بعد صلاة
العشا و وقف له اول سيارة اجرة رايح لشقتهم .. اللي نقلو لها من بعد ماطلع
هو وعبدالله من السجن .. اصغر من الشقة اللي قبل .. تكفيهم ثلاثتهم .. بعد
وفاة منصور .. وزواج الوليد اللي خلفو فراغ كبير بعدهم ..
ومن وصل سلم عليهم واستأذنهم بيريح شوي الين يحطون العشا غسل وبدل
ملابسه .. وتمدد على فراشه .. غمض عيونه واستسلم لأفكاره .. رغم مرارة
الفقد اللي اوجعته الى حد كبير .. الا ان بداخله ايمان اكبر ومصاعب هالزمن
خلقت منه انسان صبور .. تعلم ان كل مؤمن مبتلى .. وما احب الله عبدا الا
ابتلاه ..
حاول بالفترة الأخيرة انه يتأقلم بصعوبة مع حقيقة انه قتل صاحبه .. ومتأكد
ان الأيام بتكون كفيلة انها تنسيه هالألم .. او جزء منه .. بس اللي مانساه ابد
انه يوصل ابو منصور في كل وقت يسمح له .. وبين كل فترة وفترة يروح
يسلم عليه رغم انه يدري اوقات ان شوفته ربما تفتح جروح بيحتاجون وقت
طويل حتى تبرى وتطيب ..
فتح عيونه .. على صوت مشاري يصوت له .. وقام لهم على طول .. راح
يغسل يدينه ويقعد معاهم على سفرة العشا .. سوالفهم الشبابية .. وضحكاتهم
ومزحهم .. وكل شي حلو بيوم جمعهم .. او بيجمعهم بالأيام الجاية .. اجمل
مايحمل لهم هالعمر .. بكرة مع الأيام بيفترقون وكل واحد له حياته .. وتبقى
لهم كل لحظة اجمل ذكرى .. بعد ماتعشو شال هو الصحون وقام يغسلها ..
بعدها استئذنهم رايح ينام .. وقبل مايسكر الباب رجع يهددهم : ياااويلك انت
وياه لو اسمع صراخكم .. تبون تلعبون العبو على الصامت ولا تقلعو للمجلس
وخلوني انوم .. بكرة وراي مشوار مهم الصباح ..
مشاري يمازحه : لا تعال طقني تكفى ..؟
راكان وهو يضحك : والله ودي بس مافيني .. مكسر وحالتي حالة .. يارب
متى اتخرج ويصير دوامي صباحي وارتاح ..
عبدالله وهو يتمدد مكانه .. : سنة ونص وتمر بلمح البصر عسى الله يعديها
بخير وسهالة ..
ردد بقلبه " آمين " وهو يسكر الباب .. " تمدد على فراشه ومن حط راسه
ما احتاج وقت طويل الا وهو في سابع نومة ..
من الصباح بدري قام وبداخله نشاط عجيب .. يدري انه انسان احواله على
قده ويصرف على اهله بعد .. بس يشوف ان لصديقه عليه حق يمكن يكفر
من الخطا اللي ارتكبه في حقه .. سحب مبلغ مالي بسيط من حسابه .. باللي
يقدر عليه .. وتوجه لاحدى الجمعيات الخيرية .. كان ينوي بها صدقة عن
صديقه .. صدقه جارية لا يبتغي فيها الا وجه الله تعالي .. تعود على هالشي
بأول يوم من نزول الراتب .. عسى الله ان يغفر له ذنبه .. ويغفر لصديقه ..
وجميع موتى المسلمين ..
حس بارتياح كبير وهو يرسم البسمة على شفاه تحتاجها .. مثل ماكانو هم
بأمس الحاجة لمثل هالصدقة بيوم من الأيام .. وماخيب الله رجائهم وسخر
لهم اهل الخير .. اللي ينفقون اموالهم خالصة لوجهه تعالى ..
رجع بعدها للشقة .. يبي يكتب محاضراته .. الى وقت بداية اول محاضرة
وبيروح مع مشاري للجامعة .. وبداخله حماس انه بعد يومين بيروح للديرة
لأهله واحبابه .. ولحبيبته ..
ومن دخل الشقة ضحك على شكل عبدالله اللي نايم بالصالة واللاب توب
عنده .. " هالولد مدمن نت .. الله يعينه " دخل للغرفة اللي ينامون فيها
وسحب ملزمته واقلامه ودفتر محاضراته وطلع للصالة .. ناظر في عبدالله
وحس انه راح يزعجه .. خصوصا ان اليوم ماعنده محاضرة الا بعد الظهر
بدون ما يطيل التفكير راح للمجلس على طول وقعد هناك يكتب محاضرات
الأسبوع ..
/
\
/
\
عليك الله و أمانه مايمرّك جرح .. يـ المحبوب
إلين تمرّ .. " زفرات الممات "
بـ قلب .. محبوبك ..!
وإذا ماتت على حدّ الغياب السرمدي | قلوب
ترى ماكلّ . . غيبة ناس ، تشبه عندي غروبك ..
مادام أن الزمن ~ مايل ,
و مَشي الناس بـ [ المقلوب ]
أنا حتى المشي مقلوب ياخذ خطوتي - صوبك
بطريق رجعته لبيته مافارقت خياله دقيقة .. بكل لحظة يفكر فيها .. حبها
اللي بقلبه فاق كل حد .. واشتياقه لها تعجز حروفه عن التعبير عنه ممكن
مايكون رومانسي جدا .. وكلامه لها مو طول الوقت غزل وحب .. ولكنه
احتواها .. واللي بقلبه لها اكبر من اي تصوير .. ويحس نفسه مقصر .. ولو
سرد عليها كل عبارات الحب .. اللي بينه وبينها اكبر من كل الحروف ..
روحين الله جمعها على الحب .. والتضحية بقلبه لها واحساسه الصادق من
اول يوم اختارها فيه باقتناع .. وهالانسانة ملكت كل شي بقلبه يمكن اوقات
ينشغل عنها بعمله ومرضاه واوقات يحكي لها عن معاناتهم لأنه يبي يحسسها
ان اللي هي عاشته .. يمكن اهون بكثير من اللي عاشوه غيرها .. ومن شاف
مصايب الناس هانت عليه مصيبته ..
كان كل اللي يفكر فيه الحين شي ابد يمكن هي ماتخيلته .. او توقعته ويحس
بلهفة كبيرة انه يوصل للبيت ويزف لها الاخبار الحلوة .. كان وده يطير من
وناسته .. وده يروح لها بظرف ثواني ومايضطر يوقف بزحمة السيارات ..
و آهـ من هالزحمة يالرياض .. وصل اخيرا للبيت ومن بركن سيارت طلع
لشقتهم ركض .. طق الباب و تأخرت مافتحت له .. على طول فتح الباب
ودخل يصوت عليها .. طلت عليه من المطبخ وهي قاعدة تنظف فيه : هلا
توك جاي ؟
يزيد بابتسامة : ايه .. هالحين خلي اللي بيدتس وتعالي ابيتس ..
حطت المنظف على جنب .. وغسلت يدينها ونشفتها بالمناديل وطلعت له
ضحكت قبل مايتكلم .. : شكلي حوسة .. مادريت انك بتجي الحين .. انت
قايل لي اليوم بتطول ..
مسك يدها وجلسها جنبه : ولا يهمتس يعني لازم اشوفتس كل يوم متكشخة
دنو اسمعيني للآخر ولتس القرار الأول والأخير .. عمتي متصلة علي من
شوي وتبيك تجين .. ابوتس طلع من السجن وجاي يبيتس ..
اختفت ابتسامتها من سمعت طاري ابوها .. نزلت راسها وهي تبلع غصتها
وتشتت نظرها بأي شي الا فيه .. ماتبي تصيح ابد .. هي وعدته انها تكون
قوية وماراح تخذله في أول تجربه .. تكلمت بعد تردد : وش يبي ؟
هز كتوفه بمعنى انه مايدري : اذا ودتس الحين اوصلتس لهم وانتي شوفيه
واذا ماجاز لتس حتسيه نرجع البيت ..
ناظرت بعيونها وهو اللي ماتركها ابد في اصعب ظروفها : اخاف اتعب اذا
شفته .. اخاف الأمل اللي بداخلي يتحطم وربي اخاف يسمعني كلام يجرحني
وانا اللي من يوم غاب لليوم وانا انتظر رجعته ..
حبها بين عيونها وهو مبتسم لها : وخوفتس بيقعد بقلبتس العمر كله ..واجهيه
واجهي هالخوف وعيشي هالتجربة .. ومن كل تجربة بحياتتس تعلمي تكونين
اقوى .. كوده هالمرة تعدل .. قوه ياقلبي لا تأخرينن عندي موعد عقب ساعة
ابي اوصلتس واروح ..
ابتسمت له وهي تقوم : توكلت على الله ..
دخلت الحمام ( تكرمون ) وغسلت وجهها ويدينها .. بدلت ملابسها ولبست
عباتها وطلعت .. كانت معاه بالسيارة تسولف .. هالشي عرفه فيها اوقات
تسولف تضيع الخوف .. خصوصا اذا كان هالخوف مسبب لها هاجس كبير
ومثل شوفة ابوها بعد هالانتظار كله .. تستاهل هالخوف والقلق من مستقبل
ربما يكون معتم اكثر من الماضي ..
وصلت للبيت وهي ترتجي انه هاليوم بس من بين كل الأيام اللي مضت يكون
صادق معاها .. انه يكون لهم مثل ما طلبته آخر مرة .. ودعت زوجها عند
الباب .. بعد ما أكدت له انها راح تدخل .. وتعرف كل شي عنده وماجات
هالمشوار الا لأنها تبي تعرف وش هو جوابه الأخير ..
دخلت للصالة وشافت خواتها وامها قاعدين ومن قبل ماتسلم عليهم : وينه ؟
اشرت لها امها تجي عندها وسلمت عليها كانت يدينها ترتجف غصب عنها
ومن خوفها صايرة كأنها قالب ثلج .. ناظرت امها وابتسمت : وينه يمه ؟
بهمس : في المجلس ..
ناظرتهم كلهم وكأنها تبي تستمد منهم قوة هي تحتاجها .. ودخلت عليه من
اول مافتحت الباب سلمت على طول .. قبل حتى ما تناظره .. ومن شافت
شكله غمضت عيونها .. تبي تصدق اذا هو نفسه أو لا .. شي فيه رجع
للصورة الأولى اللي حفظتها بقلبها .. صورته اللي خزنتها من أيام الطفولة
العذبة .. ما كانت تبي تفتح ابواب الأمل على مصراعيها وتصطدم بجيوش
الألم اللي بتكسرها .. وقفت مكانها .. رغم رغبتها الكبيرة انها ترتمي في
حضنه .. تبيه يسمعها كل الحروف اللي تحتاجها وتبيها .. تبي تسمع كل
كلمة تمنتها بيوم .. وحلمها اللي حلمت .. انها تعيشه .. بنت مثل اي بنت
بهالوجود .. ابوها بالنسبة لها مصدر آمان .. كان حاس بصراعاتها وكل
عذاب هي تعيشه .. تكلم قبل ماتقول اي شي .. لأنه متأكد ما لهالصمت
آخر : دانا .. انا رجعت لكم مثل ماتبين .. جيت لك لأنك طلبتيني .. دانا
سكتت تناظره .. تبيه يكمل كلامه .. تبي تسمع صدقه من بين هالحروف
ماتبي هاللي تعيشه الحين يكون وهم ..
آلمه منظرها وهي واقفة عند الباب و كأنها تنتظر اي فرصة تهرب فيها
من وجوده .. وابد ماراح يلومها لو اختارت الهروب .. ابد ما اعطاها اي
لحظة امان ارتجتها .. وكل اللي شافته منه خوف .. وراه خوف و ألم ..
تكلم بصدق افتقده اغلب سنوات عمره : لاتوقفين مكانك وتناظريني كأني
وحش .. ورب البيت انا تغيرت .. واللي شفتيه آخر مرة انتهى ومات ..
وش اللي كسبته من ضياعي الا ضياعكم .. وانا بهالعمر كنت طايش مثل
المراهقين .. ماشفع لي كبر سني اني اكون انسان سوي .. والشلة الفاسدة
وصحبة السوء جروني للحرام .. وكل ماجيت اطلع منه ردوني له .. بس
وربي الذي لا اله الا هو .. محد بالدنيا عندي يسوى دمعة من عيونك ..
كلامه أثر فيها بشكل كبير ونزلت دموعها غصب .. صرخت بداخلها فرح
" ماخذلني .. جا في موعده .. والله جا في موعده "
وقفت مكانها مترددة .. تبيه يزيد بكلامه بعد ويكبر مساحة هالأمل بداخلها
وكل ماجات تنطق بكلمة .. سجنت كل الحروف بقلبها .. فتح يدينه و كأنه
حس بكل الصراعات اللي تجتاح قلبها .. : تعالي وانا اوعدك مايجي يوم
تبكي عيونك فيها ..
بدون شعور منها راحت له وارتمت بحضنه .. مهما غلط او قسى عليها او
حتى ظلمها .. هذا ابوها .. اللي ولدت من صلبه .. ماقدرت تنتزع حبه من
قلبها ابد حتى ولو حاولت .. والطفلة اللي في داخلها ماتبي تكبر تبي تبقى
طول عمرها طفلته .. كل شعور بقلبها .. غنى فرح .. اليوم كتب لها ربي
لحظة من اجمل لحظات العمر .. وعسى الله لا يغير عليها ..
/
\
/
\
كل يوم بحياتها معاه تحمد ربها مليون مرة .. اللي عوضها عن الشخص اللي
تركها وهي في عز احتياجها له .. معاه عرفت ان الحب الحقيقي يكون بعد
الزواج .. حب بعد العشرة .. ومبني على اساس سليم .. وما خابت ابد .. من
بعد صبر السنين ودعوات القلب الموعود بالفرح .. نست كل شي مرتبط فيه
وضحكت على كل شعور بيوم انتظره .. و كأنه المنقذ الوحيد لها .. ما كانت
تدري بأن اللي خلق البشر .. قسم لهم اقدارهم .. وقدرها ماكان معاه ابد واللي
يستاهل كل مشاعرها هو " الوليد " انسان بسيط بكل شي بمشاعره وبتعابيره
وبسير حياته .. صادق بكل شي معاها .. يمكن يعيبه انه كتوم .. وضيقته بقلبه
محد يدري عنها .. وهالشي احترمته من الأول تاركة له المجال بيوم .. اكيد
راح يفك الحصار عن مكنونات قلبه .. ويفضفض لها عن كل أمر أهمه وضايقه
توها راجعة من عند اختها .. فصخت عباتها .. وقعدت معاه تسولف له عن
حور وحركاتها ..
وهو يضحك ويسولف معاها .. راحت للغرفة تبدل ملابسها .. ورجعت له
ومن قعدت بدت طلباتها : ترى ماعندنا شي اليوم اسويه على العشا ..
شال عينه من اللاب توب وناظرها : وتوك تقولين ؟ ويوم كنا بالسيارة ليش
ماتكلمتي ؟
حست انه ممكن يعصب عليها .. باين من اسئلته .. انه مقهور من حركتها ..
ميلت شفتها وتكلمت ببطء : نسييييت ..
الوليد بقل صبر : يعني شلون ؟ تبيي اروح اجيب لك الحين ؟ مو لازم عشا
مكسل ومافيني اتحرك .. يكفي اني طاق هالمشوار كله عشان اوديك لأختك
وانا من يوم جيت من الدوام ما ريحت ابد ..
كمحاولة اخيرة لانقاذ الموقف ابتسمت : زين نطلب لنا عشا ..
حط يده على خده وهو يناظرها .. آخر الشهر يعني مطفر ماعندي ولا ريال
كل اللي في حسابي 50 ريال وعساها تمشينا هالثلاث ايام .. قلت لك مانبي
عشا .. ابي انام خفيف اليوم .. زايد وزني من فترة ..
كتمت ضحكتها تخاف يعصب عليها .. صفة اكتشفتها بعد فيه غير انه كتوم
انسان كسول جدا .. وممكن يضحي بأي شي بس يكون مرتاح .. وطلعات
الليل مايحب يطلع واجد ..
وهي تعودت على هالروتين لانها من قبل عاشت على البساطة .. وطلعاتها
من بيت في الديرة لبيت ثاني .. ومن يأذن المغرب كلن يرجع لبيته .. راحت
للمطبخ تحوس بالأغراض يمكن تلاقي من بين هالأشياء اي شي تقدر تسوي
فيه أكلة خفيفة تسد جوعهم هالليلة ..
صوت لها من الصالة وهو طالع : بروح اجيب لنا حبة مع الرز من المطعم
البخاري اللي قريب ..
ركضت للصالة توقفه : لا تكفى وش حبة مع الرز الحين .. تراك منتب مثل
اول .. لاحدكم الجوع خذيتوها .. جيب اي شي خفيف على الأقل ..
الوليد وهو يلبس شماغه وياخذ سويتش السيارة : يعني غلطانة وبعد تتشرطين
يالله ماعليه هالمرة بعديها لك بس مرة ثانية بعاقبك واجيب لك ذبيحة واخليك
تطبخينها في البيت ..
ضحكت بأعلى صوتها على كلامه .. حتى وهو معصب اوقات يضحكها طلع
قبل مايضحك .. لانه اوقات يكون بقمة عصبيته ومن يشوفها تضحك ينسى
كل شي ويضحك على ضحكها .. حتى لو ماعرف سببه .. وهذي اهم ميزة
فيه ..
هو كان يحب فيها روحها الشفافة .. وصدقها في التعبير .. مفرداتها بسيطة
وماتعرف التكلف ابد .. تغمره بكل شعور يجتاحها .. وتعبر له عن كل شي
بقلبها .. ومثله هي بعد كتومة .. بقلبها احزان استشفها منها لكن هالأحزان
ترفض الفضفضة .. جاب لها العشا وتعشو تجمعهم بساطتهم وروحهم الحلوة
وبيت واحد يتقاسمون فيه الأفراح والأحلام .. ورغم الخلاف البسيط اللي كان
بينهم .. الا ان يومهم مر مثل كل يوم .. وبلحظة حب غامر لمها في حضنه
وبقلب عاشق اقترب منها وهمس لها بحب : احبك ..
ناظرت بعيونه وكل عرق بقلبها يصرخ عشق .. بادلته نفس الكلمة .. لثم
فمها وهو يردد على مسامعها عبارات من قلب يعشقها .. وبلل بالحب قلبها
الظامي لوجوده ..
/
\
/
\
عَبَثْ .. وَ اللّيلْ يَنسِجّ مِن تِباريحّ السّهَرْ : تَعبِيرّ !
وَ أنا ..... مَاكِنيّ إلاّ سَطرْ فَاضِيّ , وَ إنتَه القِرطاسّ !
خَذانيّ طِيفِكْ البَارِحّ /... على ( حِلمٍ بلاَ تَفسِيرّ ) !
ِبقَت بعضّ السّوالِف وَ الِعيونُ بِحضنَهآإ : جِلاّس !
[ أحبّك ] ~ تعنيّ إنت اللّي مِبروزنِيّ بَلاَ : تَصِويرّ !
أحبّك .. تعنيّ إنّ الحُب شوكّ , وَ صَدّك الغِرّاس !
تِجيّ نِلبَسّ غُيومّ وَ نِفترِشّ أحلاَمِنآإ .. وَ نِطيرّ !
نِطشّ إفراقِنا خَلفّ الشّفِقْ , وَ نِداعِبْ النّسناسً !
لِك الله .. ( مِن رَحَلت ) وَ كِلّ شَيٍ فينيّ : صَحَى بَكّيـرّ !
دِخيلِكّ .. طَفّ بُعدكّ , " وَجه شُوقيّ " : مَالِفاهُ إنعاسّ !
[ وحيدّة ! ] .. إتهِزنيّ ريح إنتظآريّ , وَ إنثنَى التّفكير !
قَبِل لاَ ينكسِرّ غِصنّ المَشاعِرْ , .. إنكِسَر بيّ : نًاسّ !
تِرَفرِفّ عَاليّ إمتُونِيّ مَلامَه ُ, .. وَ الضّلوُعْ : إتْحِيرّ !
يوَسوِسّ لِيّ عَن أيّامِيّ بِدونِك باِلحَشآ : خنّاس !
يبللّ ذابِلْ أطرافِي سِكوُن وَ حِيرَه , .. وَ تأثِيرّ !
وَ أدوّر فيّ شِفاهِيّ عَن شِفاهُ إليا حَكَتْ : ( نِبرآسّ ) !
وَ أنا كَمّ قِلتّ لِك .. صَدريّ حَديقَهُ وَ إختِلاجيّ / .. بيرّ !
نِويتْ أزرَعّ بِها حِلميّ .. وَ لَكِنّ شِفّ ( نِبَتْ ليّ فاسّ ) !
َصحيحّ إنّي أجوُعِكّ , .. بَسّ طَبعيّ ( أكْـرَه التّبذيـرّ ) !
َتعالّ /.. وَ هاتّ لِيّ كَاسَة حَنينّ , .. وَ كِسرتينّ أنفاسّ !
عَشانيّ .. أُوقِدْ شِموعّ التّلاقيّ , وَ إخمدْ : التّأخيـرّ !
حَزينَه سَاعِتيّ .. نَامَتّ على كُوعْ الرّجا وَ اليآسّ !
جميل كيف هالأيام تبث لهم حروف السعادة يوم بعد يوم .. وكيف ترسل لهم
مع كل اشراقة شمس خبر يزيد الفرح بقلوبهم .. نطقت اخيرا ام طارق وقالت
كل التفاصيل اللي بقت في طي الكتمان سنين الظلم .. والمكيدة اللي دبرتها
بتخطيطها سردت كل تفاصيلها بحذافيرها .. ونشوة الانتصار اخيرا ذاقتها
سلمى بعد ما توجهت لربها بخالص الدعاء .. يهدي لها يوم تنتهي فيه احزانها
حبوب منومة في العصير خلتها تنام لساعات طويلة .. بدون اي ادراك لأي
مؤثرات خارجية .. والشاب اللي اقحمته بغرفتها ماهو الا اخو صديقتها مخطط
بشع والوسيلة شغالة دفعت لها مبالغ تجعل منها غنية في بلدها ونفذت هالمخطط
بدون خوف من الخالق .. بعدها باسبوع بس قالت ان زوجها متوفي ولازم ترجع
لبلدها .. ومعاها سافر السر .. او مثل ما ظنت .. ما كانت تدري انها بيوم بترجع
وتحكي تفاصيل هالماضي بلسان مازال ثقيل .. وتتكلم بصعوبة .. خصوصا في
مخارج بعض الحروف ..
وثمن هالاعتراف انها ذاقت من نفس الكاس اللي اسقته لسلمى تطلقت على طول
من زوجها اللي يقبع في السجن بعد ماحكم عليه بعقوبة تمتد لسنوات طويلة ..
ومن عرفت هالخبر ولسانها مافتر شكر وحمد لله على نعمه وفضله والحق الذي
اظهره ولو بعد حين ..
اما هي فرحت اخيرا لأمها .. بعد ماشافت دموع الفرح بعيونها .. تعبيرها اللي
اطلقته بلحظة الانتصار .. كل شي كان مثل الخيال .. و أجمل بعد ومع هالفرح
مازالت تكابد شعور الانتظار .. ودها تستصرخ كل شعور فيه وتستفزه .. ودها
تقول اللي بخاطرها كله .. تحبه وتعبت من الانتظار .. كل الثواني مملة وكئيبة
وهي تظن بكل يوم انه هاليوم الموعود للقاء المرتقب ..
وهو ماكان يقل عنها شعور يحب كل تفاصيلها ولو انكرها بداخله يعشق هالطفلة
اللي انقتلت بداخله ورجعت أجمل و أعذب .. واحتفظ بكل مشاعره بقلبه .. حبه
اللي تجاوز حدوده وفاض فيه .. كله خوف من خيبة امل .. يهمه يسمع اخبارها
حتى لو بالغلط .. ويحب كل طاري يجيب اسمها .. وبلحظه ماقدر يحتفظ بهالحب
اكثر بقلبه ومع بوادر الانفراج باسقاط الولاية عن ابوها ... رجع له الأمل انها
بيوم ممكن تكون له .. رغم ان ولي امرها الحين اخوها الكبير .. لكن هو متوسم
فيه خير .. بعد تغيره في حياته وبعد اللي سواه فيها .. يمكن يهدي لها الفرح ..
كتعويض عن كل حزن سقاها اياه بيوم من الأيام .. اقترب من امه وهو يستنجد
بكل مفرداته تسعفه بهاللحظة .. سلم عليها وسولف معاها .. استجمع بعدها كل
قوته وتكلم : يمه ابي اتزوج .. وابي العروس على ذوقك .. انا من اول قايل
لك .. مابي يختار لي الا انتي ..
ابتسمت بفرح وهي تسمع كلامه اللي اسعدها : هذي الساعة المباركة وانا امك
وانا في هذاك اليوم اللي اشوفك عريس وعروسك جنبك ..
ناظرها مبتسم يقاوم كل مطالبات قلبه لها .. " قولي ديما تكفين " .. سكت ينتظرها
تكمل كلامها .. يبيها تقول له من هي اللي تبيها له ..
واخيرا نطقت الاسم اللي تمناه : ديما .. جوري حالفة علي لو تختار من بنات
هالدنيا كلها ما اختار لك الا ديما ..
قاطعها بلا تردد .. : على بركة الله .. اكيد والنعم فيها .. كلميهم انتي وشوفي
وش يردون لك ..
و كأنها كانت تنتظر هالفرصة من زمان ماطولت في التفكير اكثر من يوم
من بكرة راحت للتليفون ودقت على ام خالد .. وشع الفرح من الجانبين كل
وحدة فيهم فرحت بهالخبر ..
ابتسمت ام خالد وهي تناظر ديما اللي قلبها صار يضرب بقوة من حست باللي
كانت تنتظره من زمان .. تبي تسمع كلامها و تتأكد من اللي بتقوله لهم .. هي
محتاجة لهالخبر يعمق افراحها ويغرسها بقلبها اكثر ..
ومن اول ماقالت لها الخبر اللي كانت تعرف جوابه قبل منها لمحت على وجهها
ملامح الخجل .. قربت منها ولفت يدها حول خصرها ولمتها لها .. : هاااه وش
قلتي ؟
ديما بخجل : يمه انتي تعرفين ..
ام خالد باستهبال : لا ما اعرف انتي قولي لي .. يالله ابي اكلم طارق الحين اذا
موافقة ؟
هزت راسها بإيه : طيب ..
تكلمت بقل صبر : طيب .. شنو ؟
حطت يدينها على وجهها تغطيه : موافقة ..
ضمتها بقوة وهي تبوسها على خدودها : مبروووووك .. الف مبروك ياعمري
حست انها ودها تطير فرح .. ودها تقول له وش كثر هي تحبه .. ودها تعبر
عن اللي بقلبها كله ..
ارهفت سمعها لمكالمة امها وطارق هالمكالمة المصيرية بحياتها .. رغم الأمل
اللي انولد بقلبها .. طارق بصرامة : خلو الملكة الاسبوع الجاي هالاسبوع ماقدر
اجي ابد لكم .. هذا أول شي .. الملكة وبعدها الزواج على طول .. وشوفة غير
يوم الملكة مافي الا بيوم زواجها .. غير هالكلام ماعندي ..
ام خالد برضى : الله يسهل كل امورها يارب .. واكيد راح تجي انت و تتفق
معاهم على كل شي ..
سكرت منه بعد ما تفاهمت معاه ولفت على ديما وهي تضحك .. برد لهم بعد
يومين .. بقول لأم متعب تبي تفكر شوي .. هزت راسها برضى تاركة امها
تتصرف باللي تشوفه مناسب لها .. مادام الفرح يطرق الأبواب .. والسعادة
بدت معاها مواعيدها ..
/
\
/
\
- بعد سنتين -
الديرة اليوم غير .. الفرح له طعم ثاني .. والسعادة ترفرف على كل القلوب ..
والمشاعر اللي بقلوب هالناس الطيبين .. اليوم تجتمع فرح لعيونهم .. عريسين
بعز شبابهم .. هالفرح اليوم لهم .. بداية حياة جديدة .. وشباك الآمال مشرع لهم
وعروستين .. قلوبهم غضة ونقية .. هو حبها من الصغر وهي كافئت هالحب
بحب اكبر .. يغلفه خجلها ..
وهي بعد عاشت قصة خذلان من نوع آخر لكن عاشت ورددت على مسامعهم
" طارت الطيور بأرزاقها .. واللي خلقني ماهوب مخليني .. بيجيني نصيبي اذا
الله احيانا .. ولا اعرست برقص بعرسي والفح بشعري " وهو من عيال هالديرة
درس وكافح وكون نفسه بصمت .. وبدون اي مقدمات اختارها له .. وارتضت
فيه هي لأنه شخص بكل بساطة ماينرفض ..
كانت عكس هيا بهدوئها .. حركاتها ازعجت الكوافيرة .. وكل شوي تطلب منها تهدا
تبي تضبط لها التسريحة .. تكلمت بصوت عالي : لاااا ترفعينه لي .. خليه نازل
شوي .. انا حالفة اني بألفح بشعري .. " لفت على هيا تترجاها " هيونه تكفييين
شوفي شلون تزينه لي ..
طنشتها الكوافيرة وسوت لها تسريحة بسيطة وتركت بعض من خصلات شعرها
نازلة لانها شافتها كل شوي مادة يدها لورى .. بتتأكد اذا بترفع لها شعرها كله
خلصت وقعدت تنتظر هيا تنتهي من تسريحتها وهي مكانها تهز رقبتها مع الطق
اللي تسمعه وهي في بيتهم : ياويل قلبتس ياموضي راح عليتس الطق وسعة الصدر
هالحين هم يرقصن وانا قاعدة ادربي دميجتي واناظر بخشتس ..
ابتسمت هيا على كلامها وتجاهلت تعابيرها البريئة .. هي كذا دايم وماعمرها
تغيرت تعبر عن الفرح مثل الأطفال تقول كل شي بخاطرها بدون تردد .. بعد
مانتهو منهم قامو ثنتينهم يلبسون فساتينهم .. كانت بسيطة جدا الا انها مناسبة
لهم .. هم اعتادو بكل حياتهم هالبساطة .. وراحت هي أول للقسم المخصص
للعروس بزاوية الخيمة .. وأول ماشافت خواتها وسارة .. قعدت ترقص مع
الطق قربت من نورة وهي تاخذ يدها : يمممممه .. وربي بصيح من الخوف
ماغير ارقص .. يارب سترك بس ..
نورة وهي ماسكتها من كتوفها بتشوف شكلها .. : موضي وجع .. اركدي عن
المصاخة وقلة الحيا تراتس عروس ولا من شافوتس عجز الديرة بينقدن عليتس
جلست وهي تحاول تكون هادية وناظرتهم مبتسمة : اقسم بالله احس نفسي خبلة
على هالابتسامة .. النوري تهقين لا شاف رجتي بيهون .. ؟
ضحكت سارة وهي ترتب في شعرها .. : ايه بيهون مير اركدي ياملا الصلاح
كشت موضي عليها : جايتني عجيز البدو .. وخري لا تخربين كشختي ..
سارة وهي مبتسمة .. : حسرة علي عرسي مثل يجيب الغم .. طقطقتهم تضيق
الخلق .. والعريس فاك خشته ..
شيخة تقرب من سارة وتلف يدينها حول كتوفها : تذكرين يوم تقولين لصيتة
ام المشق .. وتعايرتس بعليان .. دار الزمن وماخذتي الا هو ..
بعدتها سارة عنها وهي رايحة عند الحريم : وخري عني انتي وكرشتس هذي
وطلعت تركض وهي تعرج .. بعد ماسبب تهشم الركبة عندها عرج خفيف برجلها
اليمين ..
جلست موضي مكانها فرحانة .. وبنفس الوقت خايفة ومترقبة لهالشخص اللي
بتكون هي وياه لحالهم .. ومن دخل عليها مشاري نزلت راسها خجل ونست كل
خبال ورجة فيها وماقدرت حتى ترد عليه من الخجل .. حست بقلبها يرقص فرح
واليوم فرحها اكبر من ماضي اليم عاشته لفترة من عمرها .. والعمر يمشي وما
يتوقف على احد .. وهي مضى عمرها وكتب لها ربي الحياة مع شخص ثاني
الكل يمدحه ..
طلع بعدها ودخلو سلمو عليها حريم الديرة سلمت على اهلها وخواتها وودعتهم
وراحت معاه للرياض اللي يداوم فيها مشاري .. وراح تستقر فيها ..
العروس الثانية كانت مثل الملاك .. طفلة وكبرت بنفس ملامح طفولتها .. اخيرا
بعد صبر هالسنين شافها .. وجهها اللي مايذكره الا من طفولتها الحين يقدر يشوفه
بكل وقت .. هي له وقدر الله تكون له .. اقترب منها وهو يهمس بحب : مبروك ..
رفعت عينها والتقت عيونهم لثواني .. هي بعد كانت تبي تشوفه .. تبي تحس انه
اقرب لها من روحها .. وبالفعل كان .. ضغط على يدها .. وهو يقرب من اذنها
ويهمس لها : ماني بمصدق وربي .. هيونة تكفين انا بحلم ولا بعلم ..
ضحكت ونزلت راسها بخجل .. لف يناظر امه وخواته وخالته .. وسارة اللي
توها بشهرها الثالث .. وشيخة اللي بشهرها السادس .. كلهم مجتمعين حولهم ..
وكل ماتحركت من جنبه سحب يدها ومسكها بقوة وكأنه خايف انه يفقدها ومن
اختفى الكل من عندهم ولبست عباتها بتروح معاه .. تنهد وقال لها من اعماق
قلبه : هيوووونه وربي احبتس ..
/
\
/
\
- النهاية -
يتبع للمرة الأخيرة *_*
•غٌـمـوضٌ ـآٍْاْلٍْــورد•
|