كاتب الموضوع :
غموض الورد
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الجزء الحادي عشر
[ الفصل الأول ]
/
\
/
\
الى حضرة سمو الحزن : أبسأل بس وشـ باقي؟
وش اللي طالبه منّي لـ أجل تهديني | عنوانك؟
ابسأل حضرتك يا حزن عن اللي كان بأعماقي
قبل لا يمرّني طيفك ... وتدندن جرحي الحانك
علامك جيت لي كلّك ؟ ولا فكّيت لي وثاقي ..
وأنا ما يوم ناديتك ... ولا دقيت بيبانك ..!
حضنت أيّامي بقسوة وأحسّك همت بـ عناقي
وصوّرت العمر بيدك وعلّقته بـ جدرانك ..
ياليتك تبعد وتنسى ياليتك تعلن فراقي ،
أنا ماعاد فيني شي يصبّرني : على شانك
كتبتك يا حزن عمري وفَرَح غيري من أوراقي
أنا لو تحسب جروحي : خطا في عدّها لسانك ..
دخيلك لا تشبّ النار وش إللي يفيد بـ إحراقي
تمهّل يا حزن وإصبر ، قبل تنهيني نيرانك
ترفّق يا حزن .. مابي تشمّت فيني رفاقي !
علامك تحسب طعوني زياده بدفتر إحسانك،
سقاني هـ الزمن مرّه وصنت المر والساقي ..
تقهويت التَعَب منّك .. ولا هزّيت فنجانك،
أمانة عوفها دنياي و رجّع كل أشواقي ..
أنا عندي كثير أحزان ولاني بحاجة أحزانك !
لاحت ساعات الصباح الأولى تحمل معاها قلوب اتعبها هالمصاب العظيم .. الكل
يدري انه مات بوقتها لكن تمسكو بآخر خيط امل انه ممكن يكون على قيد الحياة ..
ومع اعلان وفاته رسميا بدت المأساة وبدت معاها التحقيقات .. بالغرفة الصغيرة
تجمع عدد من المحققين مع الشباب الثلاثة .. كان صوت مشاري هو اللي واضح
وقتها .. لا راكان قادر يتجاوز الحادثة و يتكلم .. ولا حتى عبدالله اللي يلوم نفسه
و يعتبر انه هو السبب في اللي صار كانت اشكالهم تعبر عن المأساة بكل صورها
تكلم الضابط اللي يحقق معاهم : خذوهم التوقيف الحين وضعهم مايسمح نحقق معاهم
ومن بكرة ان شاء الله راح نعرف تفاصيل الحادثة كلها ..
خذو الشباب الثلاثة للتوقيف ومن دخلو تجمعو بزاوية الغرفة شباب صغار والحادثة
اكبر من تحملهم مهما واجهو في الحياة ماعندهم المقدرة التامة انهم يواسون بعضهم
كانت عيونه محمرة ومازالث آثار الدم على ثيابه .. ناظرهم وتكلم بصوت كسير : انا
ذبحت منصور .. انا اللي ذبحته وهو توه ماتخرج .. " التفت لمشاري بعيون مليانة
دموع " كان يبي العرس يامشاري ودايم يطريه .. ذبحته وهو بعده ماشاف دنيا .. بدا
ينتحب بشكل يقطع القلب و بجنبه عبدالله اللي دافن وجهه بين رجلينه ومبين عليه انه
يصيح من اهتزاز كتوفه ..
مشاري اللي حاول يتكلم وماقدر كل الحروف ضاعت منه بوقتها .. كان يبكي بصمت
مايدري اي مصيبة اهون عليه .. وفاة منصور ولا التهم اللي راح تلصق باخوياه ..
حط راكان يده على راسه وهو يناظر مشاري : ياليتني استسمحت منه قبل لا يموت ..
والله اني مانيب قاصد ولا اعرف له .. ياااارب سامحني انت اللي عالم بنيتي ..
رفع عبدالله راسه والتفت له : لا تلوم نفسك انت مالك ذنب والله ماذبحه الا انا ..
" وبصوت مرتجف " يارب لا تعاقبني ..
اقترب منهم شخص في الأربعينات من عمره .. كان الوحيد الصاحي هالوقت معاهم
وبنفس " غرفة التوقيف " شخصين من جنسيات اجنبية .. : السموحة يالأخوان انا
سامعكم من اول ما دخلتو ولا ادري وش السالفة بالضبط .. بس لا تلومون انفسكم كل
شي يصير لنا قضاء و قدر والواحد فينا يطلع من بيته ويقول كم ساعة وراجع يمكن
ماعاد يرجع ابد .. انا راجع لبيتي من الاستراحة ولا شفت اللي طلع بوجهي وموقفيني
الحين بقضية دهس .. والله يستر من اهل المتوفي كان طلبو دية ما اقدر عليها ..
لف عليه راكان وهو كاره وجوده .. حس انهم بوضع مايسمح لهم يتكلمون وهذا جاي
يسولف : ياخوي واللي يرحم والديك اللي فينا كافينا .. محد رايق لك ..
سكت الرجال احتراما لنفسيتهم .. هو الثاني كان مهموم و محتاج يفضفض .. يمكن
بمواساتهم لبعض يخف الألم شوي ..
من التعب نامو كلهم الا راكان اللي ماغمض له جفن طول الوقت يفكر بكل اللي صار
انتبه للنور اللي ظهر له اول ما انفتح الباب وقام أول ماسمع اسمه .. كان جالس
يجاوب على كل تساؤلاتهم وهو يستجمع قوته .. اللي صار له اكبر من احتماله : والله
العظيم وأقولها لك للمرة المليون ماكنت ادري انه فيه رصاص .. ولا عمري شلته
بحياتي ولا اعرف له ..
تكلم الضابط بهالوقت : اوكي .. خلك شوي برا ..
طلع راكان والتفت الضابط لمساعده : كل الثلاثة اقوالهم متطابقة .. مادري اذا هم
متفقين على نفس القصة أو هذا فعلا اللي صار ..
تكلم مساعده : اذا هم يكذبون راح نضغط عليهم واكيد بنحصل ثغرة توصلنا للحقيقة ..
أشر الضابط للشرطي اللي واقف عند الباب يدخل الشباب الـ 3 وأول ماوقفو قدامه
تكلم بصرامة : راكان انت راح تنتقل للسجن بتهمة قتل منصور محمد الـ ...... وبتستمر
معاك التحقيقات .. اما انت يا اخ عبدالله راح تسجن بتهمة حيازة السلاح واستخدامه
بدون تصريح من الجهات المختصة .. " و لف على مشاري يناظره " وانت تقدر تروح
الحين ..
طلعو كلهم و وقف راكان مع مشاري : انتبه لا يدري الوليد باللي صار ابد " هز له
مشاري راسه برضا " واتصل على طلال رجل اختي خله يجيني رقمه بالنوتة اللي جنب
التليفون ..
لاحظ عليه رجفة شفايفه وهو يتكلم ونظرات عيونه اللي تحكي كل معاني الصدمة : ابشر
بكل اللي تبي .. الحين بروح معاهم نبلغ اهل منصور والله يجعل كل امورنا خير يارب ..
ودعهم اثنينهم وطلع من القسم رايح للشقة ومن بعدها يتجه لديرة اهل منصور .. كانت
قريتهم تبعد حول الـ 260 كيلو عن الرياض .. بعيونه تلاشت صعوبة هالطريق مع
صعوبة موقفه ..
جلس مستمع وتارك لرجال الشرطة كامل الحرية انهم يشرحون لابو منصور كل تفاصيل
الحادثة ..
ردد ابو منصور بصوت عالي : لا حول ولا قوة الا بالله .. انا لله وانا اليه لراجعون ..
اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها " مسح بيدينه على وجهه وكمل " والله
ما اسكت عن حق ولدي واخذه الين آخر يوم بعمري ..
و رغم كل محاولات مشاري المستميتة لتوضيح الصورة الا ان تهديدات ابو منصور
استمرت .. واللي زاد الأمر صعوبة عليه اكثر صوت صياح الحريم في البيت .. رجع
بعدها للرياض محمل بهموم اكثر من قبل كانت الساعة تجاوزت الـ 11 بالليل .. تسبح
و بدل و جلس بالصالة يستجمع كل اللي صار بهاليوم كله .. بمثل هاليوم قبل اسبوع
كانت هالشقة كلها ازعاج وحركة .. واليوم صمت فظيع منصور و توفى و بكرة راح
يصلى عليه بعد الظهر .. الوليد و تزوج و راكان و عبدالله بالسجن و التهم متفاوتة ..
ذكر ربه وهو يحاول انه يتصبر .. ومن بكرة راح يتصل على طلال مثل ماطلب منه
راكان ..
/
\
/
\
كان جالس بمكتبه ومغمض عيونه وغارق بوسط تفكيره .. طلعه من هالدوامة صوت
رنة جواله .. سحب الجوال وناظر بالرقم لثواني و بعد ماتذكره تركه الين يقفل ويرجع
هو يتصل عليه .. أول ما قفل سجل الرقم باسم راكان قبل ينسى واتصل عليه .. ما
انتظر كثير قبل يجيه صوت مشاري المرتبك .. الجمته الصدمة عن الكلام وهو يسمع
كل تفاصيل الحادث .. كل شي انقال مزعج الى ابعد الحدود .. شباب بهالعمر وانحطو
بهالموقف اللي محد يقدر يتحمله .. ومن وقت اللي سكر من مشاري اتصل على محاميه
و قام رايح له .. اول شي جا في باله انه يطلع راكان من هالمشكلة كلها لانه يشوف ان
عمره ما يتحمل صدمات بهالكبر .. و " هي " شلون لا درت باللي صار لأخوها وهو
يدري وش كثر هي متعلقة في اهلها .. وصل لقسم الشرطة وطلب انه يقابله .. دقايق
ودخل عليه راكان .. شكله هالمرة نقيض اللي يعرفه كان يبان بعيونه رغم الحزن لمعة
الأمل .. واللي قدامه انسان اشبه للميت فاقد للحياة بكل ألوانها .. ومن سلم عليه شاف
التأثر الواضح عليه : راكان اذكر ربك .. هذا شي مقدره رب العالمين وانت مالك يد
فيه .. و بحول اللي ماتنام عينه بتطلع منها ..
رفع راسه وناظره مستفهم : وشلون اسامح نفسي وشلون اعيش باقي عمري وانا ذابح
خويي ..؟
بكل هدوء تكلم : قدر الله وماشاء فعل ..
قطع عليهم نقاشهم الحزين دخول المحامي اللي من شافه طلال قام يسلم عليه .. تركهم
لدقايق اطلع فيها على القضية وبعدها تكلم : راكان ..
التفت له بدون مايرد وكمل المحامي كلامه : ان شاء الله تكون قضيتك سهلة وما تحتاج
للكثير من الاجراءات .. اذا ثبت وقوع الخطا فكل اللي عليك دفع الدية والكفارة اللي هي
صيام شهرين متتالين مثل مايقول الله عز وجل " وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطأ
ومن قتل مؤمنا خطأً فتحرير رقبة مؤمنة وديةٌ مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن كان
من قومٍ عدوٍ لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قومٍ بينكم وبينهم ميثاق
فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من
الله وكان الله عليماً حكيماً" .. والحق العام يحدده القاضي وممكن يكون مدة السجن قصيرة
واذا تم العفو واسقطت الدية مايكون عليك الا الكفارة و الحق العام ..
طلال مستفسر : طيب شلون تثبت انه قتل خطا ؟
تكلم وهو مركز نظره على راكان اللي غارق بعالم ثاني بهالوقت : مع التحقيقات والتحريات
.. على العموم تطمن ان شاء الله انها قضية سهلة ..
جمع كل المعلومات اللي يحتاجها واستأذن رايح لشغله وعند الباب استوقفه طلال وبصوت
هامس : واذا ماقدرنا نثبت انه بالخطا ..
رد عليه وهو يسحبه لخارج الغرفة ويسكر الباب : اذا ما عفو عنه اهل القتيل .. بهالحالة
يكون الحكم " القصاص " ..
غمض عيونه وهو يردد : لا حول ولا قوة الا بالله .. الله يعين ان شاء الله ..
رجع لراكان بعد ما ودع المحامي اللي وعده بكل خير .. ومن شافه يجلس تكلم : مشكور
و ماقصرت على اللي سويته كله .. انا مناديك اليوم ابي منك خدمة ..
طلال وهو منصت له تماما : آمر ..
بلع غصته وهو يتكلم : ابيك تروح لم اهلي و تعلمهم باللي صار كله .. ابيك تقول لابوي
هالمرة ابتليت في ولدك .. و تكفى يا طلال مهد له الموضوع شوي .. شوي اخاف يصير
فيه شي والسبة انا ..
بدت تلمع دمعته بعينه الى هالحين وهو مو قادر يصدق اللي صار معاه ومهما سمع من
كلمات تهدية او مواساة بالنسبة له كل هذا كلام واسهل شي بالدنيا الكلام .. قرب منه
طلال وحاول انه يهديه وهو يشوف رجفة جسده : الله يسهلها وانا اخوك ..
وقبل ما يكمل كلامه انفتح الباب و تكلم الشرطي : العذر اخوي .. انت اخذت اكثر من
وقتك وانا مضطر اخذه الحين للسجن ..
قام راكان بدون ادنى مقاومة ومشى معاه كانت خطواته كسيرة و موجوعة .. هو اللي
ماعمره غلط على احد بيوم وليله اصبح قاتل .. وما قتل الا انسان شاركه يومه طيلة 3
سنوات و نص اللي جمعتهم فيها شقة وحدة تقاسمو كل شي بينهم حتى الهموم ..
ومشى هو طالع وراجع للبيت .. بيروح اليوم للديرة بما ان الظهر توه يأذن .. و بداخله
هم كبير من هالحمل اللي اثقل فيه .. " يارب يسر لي امري " ...
/
\
/
\
بصالة انتظار النساء الصغيرة واللي تبعد عن غرفة الدكتورة خطوات قليلة فقط ..
قعدت هي وموضي بانتظار دورها وهم يسولفون .. : هذي متى تخلص زهقنا وهم
ماقضو من هالتحاليل ..
لفت عليها نورة اللي مزاجها اصلا ما كان رايق : وش اللي حادتس تجين معي الا اللقافة
رفعت موضي برقعها وهي مبتسمة : والله من اعرستي و ثاقلن دمتس دام هذي علومتس
لا ابعدتي عنه .. فكينا منتس ولا تجينا خلتس مع رجلتس ابرتس ..
ضحكت على كلامها وهي تحسب في يدها : بقى له ٣ ايام و يجي ياخذني .. ياموضي
والله مدري وش فيني لا صرت عنده يذبحني الشوق لكم .. واذا جيت الديرة احس اني
مابي افارقه .. الله يخليه لي " سكتت يوم شافت الممرضة جايتها مبتسمة و بيدها ورقة "
يارب اجعله خير ..
مدت لها الممرضة الفلبينية الورقة واتسعت ابتسامتها : مبروك مدام هامل " حامل "
لفو على بعضهم ثنتينهم وكل وحدة فيهم مستانسة بهالخبر .. ضمتها موضي وهي
تبارك لها : مبروك يالنوري الله يتمم لتس يارب .. ويرزقتس بالذرية الصالحة ..
مسحت دموعها اللي نزلت من فرحتها وهي تنزل برقعها على وجهها : الله يبارك
بعمرتس .. عقبال ما اشوف عيالتس وعيال عيالتس ..
رفعت يدينها للسماء وهي تضحك : آمين .. الحمدلله ماهنا احد من الديرة ولا خبرتس
وصل لهم قبل لا نوصل بيتنا ..
مشو ثنتينهم ورا الممرضة اللي صرفت لها ادويتها وطلعو راجعين للبيت .. كانت
نورة تحس باحاسيس غريبة .. تختبر مشاعر لاول مرة بحياتها تجربها .. حلمها اللي
راودها من الصغر تحقق اخيرا وبتصير ام مثل ما كانت تتمنى .. اول شي طرى في
بالها كان زوجها تبيه يجي وتزف له هالخبر اللي اكيد راح يسعده .. ودها بس تشوف
علامات الفرحة على وجهه وهي تقول له هالخبر الحلو احساس عظيم يغمرها الحين
ربي جمعهم على خير و حب .. وتعلقت فيه لدرجة صارت تحس انه يقاسمها روحها
ويمكن اكثر بعد .. وهو بعد اللي كانت تحس بحبه قبل مايقول لها اللي بقلبه .. خالتها
اللي كانت دايم تقول لها انها تبي تشوف عيال طلال وتفاصيل كثيرة جميلة بانتظارها
تحس بحماس كبير لهاليوم اللي بينتشر فيه خبر حملها والكل يعرف فيه راح تفكيرها
لسما ورسيل وابو طلال بعد .. ودها تستعجل الايام وتزف لهم هالخبر الحلو وتعيش
اجمل ايام عمرها بانتظار اول مولود لها .. هالمولود اللي تعتبره ثمرة حبها له .. كل
شوي كانت تشوف موضي اللي بتسبقها لاهلها وتزف لهم الخبر وصلو للبيت وركضت
موضي قبل نورة ودخلت تبشرهم ومن اول مادخلت نورة استقبلوها بالتهاني توردت
خدودها خجل من هالاحساس اللي تعيشه الحين سلمت على امها وابوها ودخلت للغرفة
سحبت مخدة وانسدحت لها شوي تبي تريح .. ومع التفكير بهالحلم الجميل اللي تحقق
لها .. خذت لها غفوة ماتدري كم مدتها .. ماقامت الا على اصوات خواتها اللي جايين
لها للغرفة .. ومنيرة اللي واقفة عند راسها : النوري قومي رجلتس جا ..
فزت على طول من سمعت طاريه .. : تقولين الصدز يامنيرة ؟
قعدت قبالها وهي تحلف لها : والله انه جاي تو ابوي يوم يقعد في فرشتنا الا ويشوف
موتره وقال لي ادخلي البيت هذا رجل اختس جاي ..
رتبت خصلات شعرها المتناثرة .. وفكت ضفيرها اللي تعودت دايم بالديرة تسويها
وقفت عند المراية تناظر نفسها وابتسمت .. حطت يدها على قلبها : موضي علميني
الصدز طلال جا ؟ " وقبل ماترد موضي سمعت صوته وهو يسلم على ابوها .. " اي
والله هذا هو جا .. اروح له ولا انتظر لين يصوت لي ؟
سحبتها موضي من يدها تبي تجلسها : اقعدي انتي الحين شوي .. وعقب روحي اقعدي
معهم ..
جلسو هم بالداخل بالوقت اللي كان طلال جالس فيه مع ابو راكان وزوجته بعد السلام
والسؤال عن الاحوال .. تردد الف مرة قبل يقول لهم الموضوع كان يحس بتوتر كبير
لكن هو حمل امانة ولازم يبلغهم هالأمانة : والله مدري من وين ابدا كلامي .. لكن انا
جايك اليوم بخبر مو زين وان شاء الله ..
وقبل يكمل كلمته شهقت ام راكان وحطت يدها على قلبها : راكان ولدي صاير له شي
تكفى ياطلال علمني ؟
اشر لها بيده يهديها : لا يا خالتي مافيه الا العافية .. " رجع ناظر في ابو راكان اللي
بان الخوف على ملامح وجهه .. " يا خالي هو ارسلني اقول لك انك ابتليت في نفسك
وجسدك واهلك ومالك وصبرت .. واليوم ربي ابتلاك في ولدك ومايبي منك الا الصبر
حط يده على عيونه وكأنه مايبي يشوف او يسمع خبر شين عن ولده : وش اللي صاير
وقفت قلبي ..
رحم حالتهم المترقبة وتكلم على طول .. : صوب خويه بالغلط والولد توفى من وقته
والحين موقفينه ..
تعالت صوت شهقة ام راكان وصياحها مع صوت ابو راكان وهو يردد : لا حول ولا
قوة الا بالله .. لا حول ولا قوة الا بالله .. يارب لطفك وسترك " بدا يمسح على لحيته
اللي كساها الشيب وهو يشوف زوجته اللي قلبتها مناحة " قولي الحمدلله على كل حال
هذا قدر رب العالمين .. الحمدلله اللي سلمه لنا .. والله اللي خلقه ماهوب مضيعه يالله
يارب تلطف بولدي ..
بالداخل البنات يسمعون الاصوات ولا هم دارين وش الموضوع سحبت نورة جلالها
و قبل تطلع دخلت لهم امهم وهي تصيح .. مسكتها من يدها وهي مرتاعة : يمه وش
اللي صاير ؟ تكفين لا تقولين راكان صار له شي ؟
رفعت برقعها وقعدت على الارض وهي تصيح وتمسح دموعها بشيلتها .. : ياحسرتي
عليك ياولدي .. راكان بالحبس يانورة مصوبن خويه ..
وقفو الكل مذهولين من كلامها اللي قعدت تعيده عليهم و تصيح .. تسلل الخوف لقلوبهم
طلعت لابوها وطلال برا ودموعها بعيونها ومن انتبهت لشكل ابوها عرفت ان السالفة
جد .. قعدت ومسكت يد طلال : طلال احلفك بالله راكان وش اللي صاير عليه ؟
كانت تتكلم وهي ترتجف وعيونها غرقانة دموع ماكان ابد يحب يشوف الحزن بعيونها
لكن غصب عنه هو اللي جا يقول لهم هالخبر الشين : اذكري الله يانورة راكان مافيه
الا العافية وان شاء الله قضيته سهلة .. بس انتو ادعو له وان شاء الله محد بيخليه ..
ناظرت ابوها وهي تصيح : يبه علمني راكان وش بيصير عليه ؟
كان منزل راسه ومبين عليه التأثر حتى انه مو قادر يقول اي كلمة ولا هو قادر يرفع
راسه ويناظرهم .. رجعت التفتت على طلال تترجاه : طلال ؟
كانت عيونه معلقة بعيونها .. وده انه يضمها لصدره ويسكن رجفتها .. الموقف كله
موتره واللي زاد توتره اكثر صوت صياح خالته بالداخل وبناتها معاها .. : قولي ان
شاء الله خير .. انا كلمت المحامي يشوف قضيته .. وامرها بإذن الله سهل بياخذون
شهادة اخوياه وادلة الطب الجنائي واذا ثبت القتل الخطا .. نروح نتفاهم مع اهل الولد
وان شاء الله الدية امرها سهل ..
التفت لها ابوها وهو يشوف واحد من بعيد جاي لهم .. : قومي وانا ابوتس ادخلي مع
امتس وخواتتس .. وقصرن حسكن لا يطلع الرياجيل هالحين اكيد بيجوني ..
قامت على طول ودخلت للبيت وقعدت مع امها وخواتها .. ماكانت تدري وش تقول
لهم بالضبط لكن كانت تبي تهديهم كعادتها دايم بهالازمات .. : يمه طلال يقول ان شاء
الله امره سهل .. تكفين يمه ادعي له ربي يفرج كربته ويسهل له امره ولدك وتعرفينه
مايخطي على احد ابد وهذي حكمة رب العالمين .. الله اللي كاتب له هاليوم من يوم
خلقه .. ادعي له يمه دعا الوالدين مستجاب ان شاء الله انها توافق ساعة اجابة وربي
يكتب له الفرج ..
رفعت يدينها للسما وهي تردد : يالله يارب ولدي لا تخليه .. يارب انك تفرج كربته
وتفكه من السجن يارب العالمين ..
كان وضعهم جدا حزين الا انهم اشغلو وقتهم بالدعاء له .. حتى في بيت خالتهم اللي
من سمعت الاصوات بالخارج وهي حاسة انه بيت اختها فيه شي وقفت على الشباك
ماتبي تسمع وش اللي صاير .. وبنفس الوقت ودها تعرف وترتاح .. : والله انه فيهم
شي .. هالرياجيل اللي متجمعين عند عمتس وراهم علم ..
قربت هيا تناظر مع امها بخوف : يمه هذا ماهوب رجل نورة ؟
ركزت نظرها فيه وشهقت اول ما تأكدت منه : يارب تستر على بنتي لا يكون فيها
شي ؟ ولا محمد ؟ لا لا ان شاء الله مافيهم الا العافية ..
حطت يدها على فمها وهي تبي تعرف اللي فيهم وترتاح : يمه تكفين روحي شوفي
وش اللي صاير ..
قعدت مكانها محتارة ماتدري وش تسوي .. : وانا وشلون اروح لهن وهالرياجيل
برا .. جماعتي ماعلي فيهم .. بس رجل نورة شلون اطلع وهو يشوفني .. " وبعد
تفكير " هاا اسمعي وانا امتس .. البسي عباتتس واطلعي من البيت روحي يسار ..
الباب مانقدر ندخل منه والرياجيل قاعدين بس روحي لم دريشة البنات وانشديهن
وش اللي صاير .. روحي وانا امتس والله ان رجليني ما يشيلني ..
كان احساسها يقول ان الامر متعلق براكان لكن كانت تكذب احساسها .. طلعت من
البيت وهي مستعجلة ماتبي احد ينتبه لها .. وجات لبيت عمها من الخلف .. وقفت
عند الشباك وطقته عليهم .. : موضي ..
موضي اللي كانت قاعدة بالصالة فزت لها على طول .. ماعرفت تخبي دموعها
وشكلها اصلا مبين عليها آثار الصياح .. وقبل تتكلم بادرتها هيا : ياويل قلبي وش
اللي صاير ياموضي ؟
جات خالتها من وراها وهي متغطية ببرقعها ماتبي هيا تنتبه لصوتها .. : ماهوب
صاير الا كل خير .. مير مانبي نورة تروح عنا ..
هزت راسها بالنفي من لمحت نظرات موضي لامها : لا .. خالتي واللي يسلمتس
علميني وش فيه .. من اللي ميت ؟
قاطعتها موضي : اعوذ بالله من هالطاري .. محد ميت بس " والتفتت على امها "
راكان صارت له مشكلة وان شاء الله بيحلونها ..
وقفو كلهم بالغرفة يناظرون هيا اللي تسمعهم وكل وحدة فيهم تهون عليها وعلى
نفسها وهم مايدرون للحين وش هي خطورة الموضوع بجد طلال من اول يهونه
لهم بس جيته هي اللي مخوفتهم .. رجعت للبيت ودموعها على خدودها .. تنفست
بصعوبة تحاول تاخذ اكبر قدر من الهوا قبل تتكلم .. واول ماوصلت شافت امها
تصيح ومشعل عندها .. عرفت انه واصلها كل شي من مشعل ودخلت هي الغرفة
تبي تقعد لحالها وماتفكر بشي غيره .. كانت صدمتها كبيرة من اللي سمعته شي
واحد كانت تتمناه بهاللحظة ودها بس تشوفه وتقول له انها راح تنتظره العمر كله
بس يرجع لها .. ماتبي الا هو ولا عمرها حلمت الا فيه .. وراح تتحمل كل ظرف
ممكن يمر عليهم .. وتكمل معاه باقي حياتها .. لاول مرة بحياتها تظهر مشاعرها
المدفونة له قدام اهلها دايم مخبية كل شعور حب بداخلها لانها تستحي تقول اللي
بقلبها بس اليوم غصب عنها فاض فيها الحزن .. اول ماشافت امها جاية جنبها ..
حطت راسها على حجرها ودفنت نفسها بحضنها واستسلمت لدموعها : يمه راكان
بيرجع لي .. ماهوب مخليني ولاني بمخليته ..
مسحت على شعرها وهي تهديها وكل اللي تتمناه انه ربي يسهل كل اموره وتعدي
هالمشكلة على خير ..
طلال قبل مايروح كلم سلمان يقول لاهله يدخلون يبي يكلم نورة ..وبعد شوي جا
له سلمان يقول له يدخل دخل وشافها واقفة في الصالة كان خشمها احمر وعيونها
متورمة من كثر الصياح .. : انا ماشي الحين .. تبين تروحين معاي ولا بتقعدين
عند اهلك ..
هزت راسها بالنفي : لا ابي اقعد معهم .. " مسكت يده تترجاه .. " تكفى يا طلال
اخوي لا تخليه طلبتك ..
ضغط على يدها يواسيها : ابشري .. ان شاء الله مانيب مخليه .. بخليك اسبوع
بعد وبجي آخذك يوم الاربعاء الجاي ان شاء الله انتبهي لنفسك ولابوك بعد تراه
يكتم بنفسه وما يتكلم .. ولا تشيلون هم راكان الله بييسر اموره ..
بعدت يدها عنه وهي تسمع صوت امها تدعي له .. ومن شافها جاية حب راسها
قبل لا يطلع : والله لو ما ارسلني لكم راكان ماجيتكم بهالاخبار الشينة .. بس ان
شاء الله ما اجيكم الاسبوع الجاي الا بالاخبار اللي تسركم .. "التفت لنورة وكأنه
يسرق صورتها للمرة الأخيرة قبل يروح .. " يالله فمان الله ..
ودعته بدموع خليط من حزن على اخوها واهلها وعلى فراق زوجها : الله يحفظك
ومشى راجع للرياض ..
/
\
/
\
في اطهر بقعة على وجه الارض وفي بيت الله الحرام وقفت لاول مرة بهالمكان
الطاهر اللي تزوره لاول مرة بحياتها .. كانت تناظر بكل شي حولها بانبهار من
المآذن الطويلة الى ساحات الحرم الواسعة .. واول مادخلو لساحة الطواف وشافت
الكعبة من بعيد دمعت عيونها .. وماقدرت تسيطر على مشاعرها قرب منها ومسك
يدها اول مادخلو في الزحمة .. وابتدو بسم الله الشوط الاول من طوافهم .. رفع يده
يأشر على جهة الحجر السود وهو يردد : بسم الله .. الله اكبر ..
رهبة حستها بقلبها وهي تشوف الناس اللي حولها والاهم من هذا انها في بيت الله
الحرام .. المكان اللي تمنت لو تشوفه مرة بس قبل موتها .. ماتذكر انه بقى احد
من اهلها واللي تعرفهم مادعت لهم كل من جا في بالها توجهت لله بخالص الدعاء
ودعت من قلب لهم .. واهم دعاء كررته برجاء انه ربي يبعد عنها شبح الماضي
بكل آلامه واحزانه ويسخر لها قلب زوجها ويسخرها له ..
اول ماوصلو للركن اليماني دنق وقرب من اذنها يبيها تسمعه : رددي هالدعاء بين
الركن اليماني والحجر الاسود .. { رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا
عَذَابَ النَّارِ} ..
رددت الدعاء في كل شوط بين هذين الركنين .. واستشعرت بقوة روحانية المكان
ابتسمت وهي تشوفه يضغط على يدها يبعدون شوي عن الزحمة بما انهم في الشوط
الاخير يبون يكونون على الاطراف عشان يسهل لهم الخروج من الزحمة ..
قرب من اذنها : صلي ركعتين الطواف مع هالحريم ولا تتحركين من مكانك ابد انا
بصلي واجي اوقف لك هنا زين ؟
شيخة بتجاوب : ان شاء الله ..
وراحت في اول مكان فاضي حصلته .. كبرت وصلت ركعتين الطواف .. وقعدت
تسبح مكانها لحد ما لاح لها زول الوليد وهو يدورها بين الحريم .. قامت على طول
وراحت له .. واول ماشافها ابتسم : يالله هاتي يدك نروح نسعى ..
مسكت يده وهي مو قادرة تقاوم هالفرحة اللي فيها : بسم الله ..
واول ما بدو السعي من الصفا قرأ بصوت مسموع لها (إن الصفا والمروة من شعائر
الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله
شاكر عليم ) .. واستقبلو القبلة قبل ما يبدأون اول اشواط السعي " لا إله إلا الله والله
اكبر .. لا إله إلا الله وحده لا شريك لهُ ، لهُ الملك ولهُ الحمد وهو على كل شيءٍ قدير
لا إله إلا الله وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده "
اتمو جميع اشواط السعي .. وقصرو شعورهم وحلو احرامهم .. قرب منها وهو يأشر
لها على مكان تصلي فيه : صلي مع هالحريم .. ومثل ماوصيتك قبل لا تتحركين الا
اذا شفتيني ..
كان ودها تصفقه على هالاوامر اللي كل شوي يقولها لها .. هي مو صغيرة او جاهلة
ماتفهم ومن قالها لها اول مرة استوعبتها .. واكيد هي بقناعتها ماراح تتحرك ابد وهي
ماتعرف وين تروح اصلا .. قعدت مع الحريم وهي تنتظر صلاة المغرب .. صوت
الآذان اللي صدح اسرى قشعريرة بجسدها تمنت كل اهلها يعيشون معاها نفس هالشعور
اللي هي تعيشه الحين .. كل احساس عظيم تختبره تمنت لهم نصيب فيه ..
بعد صلاة العشا شافته جاي يدورها وقامت له على طول .. واول مامشو طالعين من
الحرم للفندق اللي مستأجرين غرفتهم فيه .. قعدت تناظر بكل المحلات حولها بفرحة
وهي كل شوي تأشر له على شي : ابي اخذ منهن لخواتي وخواتك ولأمي وخالتي بعد
راحو لمحل اكسسورات .. وفي زاوية المحل الصغير كان جالس شايب يكتب اسماء
على بعض هالاكسسوارات .. اختارت على عددهم وقربت منه تبيه يكتب لها : ابيه
يكتب اسم نورة وموضي وحصة ومنيرة وهيا وسارة .. وخواتك امل " وبخجل "
من هي الثانية ؟
ابتسم وهو ياخذها ويحطها عند الشايب : فرح ..
ابتسمت بخاطرها وشلون نست هالاسم وهو يعني الفرح رجعت تختار اشياء تناسب
امها وخالتها .. وخالتها ام الوليد بعد .. وخذت لها مجموعة مسابيح لابوها وراكان
وسلمان وابو الوليد بعد ..
قرب منها يسألها : تعالي شوفي من ناقص ..
ناظرت بالاسماء تعدهم .. وتكلمت بصوت بالكاد ينسمع : موضي وهيا مابعد كتبهم
ناظرها الشايب مستفسر : ارفعي صوتك يابنتي ماني سامعك ايش قلتي ؟
رجعت تكرر له نفس الاسماء : موضي وهيا ..
كتب لها اسمائهم ومدها لها .. : كدا تمام ؟
اشرت له براسها مستانسة وهي تناظر بالوليد فرحانة .. : خلاص ناخذهن ؟
جمع الولد الصغير اللي مع الشايب هداياهم المتواضعة وحطها لهم بكيسين وحاسبهم
الوليد ومشو راجعين للفندق .. دخلت على طول تتسبح وقعد هو ينتظرها بالغرفة ..
لبست وجففت شعرها وطلعت له .. باسها على خدها دخل هو الثاني يتسبح بعدها ..
جلست على السرير تتذكر كل اللي صار لها اليوم .. وهي تحس بفرحة بعمرها ما
جربتها بحياتها وشكرت ربها اللي عوضها خير بهالانسان اللي دعت من قلب ربي
يسخره لها .. وهذا اهم شي هي تفكر فيه الحين ..
/
\
/
\
صار له يومين يترجاها يجيها البيت وهي رافضة كثرة هالمقابلات اللي تحس
انها بتخليه مايستعجل على زواجهم لكن مع اصراره والحاحه هالمرة رضت
انه يجي عندها ..
وكعادتها كل مرة كشخت له وتعطرت وانتظرته يجي من حظها اليوم اربعاء
والعائلة هاليوم محد يقعد في البيت وابوها من طاح عليهم مريض للحين وهو
كل يوم نايم بعد صلاة العشا .. استقبلته في الصالة استقبال حميمي كعادتهم
من سنوات مضت .. ولبسها هالمرة مايقل خلاعة عن كل مرة تشوفه فيها ..
ومن جلس معاها وهو طول الوقت مقربها منه ويبوس فيها وهي تتدلع عليه ..
مدت له الحلى وهي تبي توكله بيدينها : حبيبي ذوق هاللقمة من يدي ..
كان يناظرها مبتسم ابتسامة كلها رغبة اكل اللقمة من يدها وهو يتأملها : يا
عمري انتي .. الله لا يحرمني من هاليدين الحلوة .. ولا من صاحبتها الاحلى
ضحكت وبعدت عنه وهي تشوف نظراته لها ..
مسك يدها يقربها منه : حبيبتي ..
ناظرها بهيام وجاوبته بدلع : عيونها ..
عض شفته وتكلم وهو مازال مبتسم : الحين محد في البيت صح ؟ " هزت
رساها بالنفي وكمل كلامه " زين تعالي وريني غرفتك .. " وقبل ماتعترض
على كلامه قام " ولا كلمة انتي من زمان واعدتني .. لا تقولين شي الحين ..
يالله عاد حبيبتي ابي اشوف ذوقك عشان اختار لك شي يعجبك ابي اثاث بيتنا
نفس اللي انتي تعيشين فيه ..
قامت معاه وهي حاطة يدها على خصرها : ايه ايه .. اضحك علي بهالكلام
الحلو .. تعال بس تشوفها وتطلع وبعدها نروح نقعد بالمجلس زي دايم ..
لف يده حول خصرها ومشى معاها : ابشري من عيوني .. انتي تامرين امر
ياقلبي ..
حست بفرحة كبيرة وهي تحس بحجم الحب الكبير اللي مغرقها فيه .. ورقت
معاه لغرفتها .. وقف عند الباب يتأمل اثاثها الفاخر جدا وهو مدرك بداخله
انه مايقدر .. لو حاول يجيب ولو نص قيمته .. شوي دخل يشوف ادراجها
واغراضها اللي على التسريحة .. حتى ملابسها .. : والله انك بنت نعمة من
جد ..
طقته على كتفه بدلع : حبيييييبي .. وش هالكلام ..
التفت لها وضمها له : ياعيون حبيبك انتي .. " حاولت تبعد عنه لكنه تمسك
فيها اكثر وهو يلثم وجهها " حبيبتي لا تزودينها وتصيرين معقدة انتي الحين
زوجتي والكل يعرف ..
حطت يدها على صدره تحاول انها تبعده وهو متمسك فيها اكثر من قبل ..
وماحست بنفسها الا وهو راميها على السرير مر وقت طويل قبل تستوعب
اللي صار لها هالوقت كله .. ناظرته بخوف : صلااااح .. وش سويت انت ؟
اشر لها تهدا وتسترخي : ماسويت شي ياقلبي انتي .. منال .. اليوم ولا بعد
5 اشهر انتي زوجتي .. ليش خايفة ؟ " قرب منها وباس خدها
.." يسعد لي ربي زوجتي الغالية تصدقين من اليوم راح احبك اكثر ..
بعدته عنها وهي مصدومة من وضعها معاه : ليش سويت اللي سويته ؟ انا
من الاول قلت لك بعد الزواج راح اكون لك .. " وبدت تصيح " ليش حرام
عليك ..
قعد وهو يناظرها : منال ؟ وش فيك انتي .. تراك حلالي واسوي اللي ابي
بعدين الحين ولا بعد 5 اشهر وش يفرق .. انا انسان احبك وابي اعيش معاك
عمري كله .. امسحي دموعك الحين ولا تقفلين بجوي رجاءً ..
عصبت عليه وهي تشوف بروده معاها : انا اقفل بجوك .. صلاح انا ماعندي
استعداد اعيش هالايام بقلق وتوتر نفسي .. من بكرة تجي تقول لابوي الزواج
بعد شهر ..
قام وهو يلبس ملابسه ويناظرها بقهر : الظاهر انك مريضة انتي .. وشو شهر
ومن وين لي مصاريف زواج وشقة ومقدم عقد وتأثيث انتي تحسبيني مثلك ..
العب في الفلوس ومادري وين اوديها ؟ خلاص انا وعدتك بعد 5 اشهر على
ما يجيني قرض تيسير الزواج .. ووقتها تنحل كل مشاكلنا ..
وطلع من عندها تاركها وراه وهي تصيح منهارة .. هي كانت طول عمرها
معاه تتمنع وماعمرها مكنته من نفسه .. ماتدري ليش هالمرة ضعفت له ..
ليش هالمرة استسلمت له ولمعسول كلامه ووعوده اللي ما تنتهي .. حاولت
تهدي نفسها بالاخير وتقنعها .. هي واثقة من حبه وواثقة انه اختارها هي انها
تكون زوجته .. واكيد راح ينتظر الفترة هذي تمر بسرعة ويعيشون مع بعض
مثل اي اثنين متزوجين قامت تتسبح وهي تعيد نفس الكلام على نفسها تحاول
انها تخفف من احساس الخوف اللي تملكها ..
/
\
/
\
نزلو من السيارة رايحين لبيت خالهم .. ناظرت حولها واستغربت كل شي تشوفه
البيت تغير وصار مكانه فيلا متوسطة لكن اكبر من بيته المتواضع اللي قبل وبيت
جيرانهم مازال هو نفسه نفس الفيلا القديمة اللي كانت تشوفها حلوة بوقتها وفخمة
الحين تشوفها اقل من عادية .. اما الحديقة اللي كانت تجمعهم ايام طفولتهم تغيرت
كثير وصارت احلى من قبل .. ماعادت هي الحديقة اللي حملت على ارضها احلى
الذكريات .. انتبهت لامها تناديها ومشت معاها ماكانت ابد حاسة بالوقت اللي راح
وهي منشغلة باستعادة ذكرياتها .. دخلت بيت خالها واستقبلتهم زوجة خالها اللي
كانت تكره تحكمها فيهم وفرض اوامرها عليها وعلى امها .. تذكرت هالوجه الحين
رغم انه بنظرها صار ابشع واقبح من قبل .. واصوات عيال خالها اللي مسببين
ازعاج كبير .. تذكرت انها بوقتها كان عندها 5 عيال .. 3 بنات وولدين .. والحين
اكيد العدد صار اكبر بما انها تسمع صوت اطفال ..
استنكرتها في البداية وماعرفتها .. وام خالد طول الوقت كانت تبتسم ابتسامة غريبة
وكأنها بهاللحظة جاية تنتقم من كل اللي سببو عذابها هالسنين كلها .. دخلت ودخلت
معاها ديما .. وجلسو بالصالة شافت بنات خالها الكبيرة ومتزوجة وعندها عيال يوم
كانت هي في بيت خالها كانت هالبنت بالثانوي .. والثانية بعد كانت بالمتوسط يعني
اكيد هالاطفال عيالهم .. كانت ساكتة وهي تتأمل كل شي وكل خطوة تمشيها كأنها
خالد او ريان ماتدري وين تروح او وش تقول بالضبط ..
جلست ام خالد وهي مازالت محافظة على نفس ابتسامتها .. تدري ان زوجة اخوها
ماتحبها هي اللي كرهتها بحياتها واجبرتها تتزوج وتطلع من البيت بعد ماكثر تشكيها
اكثر من مرة .. اما البنات فكانو يحبون عمتهم ويكنون لها كل تقدير لانهم ماعمرهم
شافو الزلة منها ..
تكلمت ام عبدالعزيز وهي ترحب فيهم : يا هلا والله بأم خالد وينك ماعاد تجينا ولا
نشوفك " والتفتت لديما وهي مبتسمة " ماقلتي لنا انك بتجيبين ضيوف معك ولا كان
ضيفناها اللي تستاهله ..
ناظرت ام خالد في بنتها ورجعت تناظر ام عبدالعزيز بابتسامة : من قال انها ضيفة
هذا بيت خالها وهي جاية تسلم على بنات خالها ..
ذهول الجم الكل عن الكلام ولا وحدة فيهم قدرت تعبر او تقول شي قعدو يناظرونها
مستغربين كلامها .. كملت وهي تمسك يد ديما : هذي بنتي ديما .. ماتذكرونها ؟
صدمة خلت الكل يناظرها مستغرب .. لا زوجة اخوها قادرة تتكلم ولا حتى البنات
مصدقين اللي يشوفونه قدامهم هي فعلا تشبه لام خالد والحين بس اللي انتبهو لهالشي
تكلمت رغد بنت خالها الكبيرة : ديما ؟؟؟ عمتي .. ديما اللي توفت ؟
ابتسمت وهي تداري جروحها اللي سببوها لها : ايه هذي هي تشوفين يا رغد ؟ هذا
بنتي ما ماتت ليش ما قال لكم ابوك وانا معلمته اني دريت انها للحين عايشة ؟ اكيد
انه هو لاعبها معاهم .. ولا كان فرح لي اقول له بنتي للحين عايشة يضيع السالفة
ويسكر الخط ..
وقفت ام عبدالعزيز معصبة : حدك عاد الا رجلي ما اسمح لك تغلطين عليه وش
اللي لاعبها من وراك ؟ وش يستفيد اصلا من هاللعبة اللي تقولينها ..
ناظرت بالصالة الواسعة حولها وتكملت ببرود .. : يستفيد هالفيلا الحلوة بدل بيته
الخرابة اللي كان ساكنه قبل .. يستفيد سيارته اللي شراها وهو اللي ماكان عنده الا
كابريس ومكسر بعد " حطت يدها على جبينها وكأنها تتذكر " وش بعد انتي قولي
لي هالمرة وش بعد استفاد من بيعة بنتي ؟
كانت تسمع كلامها مذهولة .. وماعرفت وش ترد عليها .. حتى بنات اخوها اللي
يناظرون عمتهم باستغراب .. ابد ماتوقعو بيوم انهم راح يسمعون هالكلام اللي ما
يخطر على بال احد ..
انتفض كل جسدها وهي تصارخ عليها : جاية في بيتي وتغلط على زوجي وتقولين
على اخوك انه حرامي ..
وقفت بكل برود تكلمها : لا حاشاه اخوي منو قال انه حرامي ؟ قولي خاين .. قولي
نذل .. قولي انسان ماعنده ضمير .. اي شي يخطر في بالك الا حرامي ..
سمعت صوته بالخارج وهو جاي لهم يصارخ .. دخل عليهم معصب .. : قصرو
اصواتكم الله لا يبارك فيكم .. وش هالصراخ كله .. " واول ما انتبه لديما تراجع
للخلف " من اللي عندكم ؟
صوتت له ام خالد وهي واقفة : تعالي ياخوي " قالت هالكلمة وهي تشدد على كل
حرف فيها " مافي احد غريب .. هذي بنت اختك ديما .. اللي قلت لي انها ماتت ..
اللي الله ردها لي وكشف لي كذبكم ..
دخل يناظر ديما باستغراب .. وهو للحين مو مصدق شلون رجعت لامها .. ومن
شافت نظراته مسكت في يد امها بيدينها الثنتين .. وعيونها على امها ماتبي تناظر
بأي شي ثاني بالذات خالها اللي حست بنظراته الحين شي يذكرها بنظرات ابوها
اذا عصب عليها ..
رجع التفت على اخته وهو يصارخ : ومن اللي قال لك اني لاعب عليك ولا ادري
وينها فيه .. هم مكلميني وقايلين لي انها ماتت بحادث .. يوم راحت مع ابوها في
طريق الدمام ..
ضحكت بأعلى صوتها وهي تسمع تردده في الكلام : بتكذب علي بعد ؟ والله وانا
حلفت بالله اني لادفعكم ثمن هالعذاب اللي عشته انا وبنتي .. واسأل الله اللي ردها
لي سالمة بعد هالسنين كلها انه يكشف لي كل الاعيبكم وينصرني عليكم ..
مسكها مع يدها بقوة .. وهو يسحبها .. : تتبلين علي الحين .. بعد ماضفيتك طول
هالسنين وعزيتك وكرمتك جاية تقولين هالكلام ..؟
حاولت تبعد عنه وهي ترد عليه : عزيتني وكرمتني ؟ انت تكذب على منو .. وين
العز اللي شفته عندك وانا من جيت هالبيت وانت ذالني ومسود عيشتي وعلى كل
طالعة ونازلة قلت لي مصاريفك ومصاريف بنتك ..
وقف مكانه وهو مازال يسحبها .. : برااااا .. برا بيتي ولا عاد اشوفك تعتبينه بعد
اليوم ابد .. خذي عيالك وانقلعي لا اشوفك جايتني ..
شالت ديم ومدتها لديما اللي كانت يدينها ترتجف .. ودنقت تشيل ريان اللي كان
يصيح من الخوف .. ومشت طالعة هي وعيالها .. : ماكنت ابي اجي لك ولا ابي
قربك .. جيت بس ابي اعلمك اني بارفع دعاوى على كل اللي حرموني من بنتي
وان شاء الله اشوف يوم فيكم وابرد حرتي اللي للحين مابردت ..
طلعت بعدها على طول رايحة لبيت ام متعب اللي عازمتهم اليوم للعشا .. التفتت
على ديما اللي من وصلت عند الباب قعدت على طول على الدرج .. : يمه ماقدر
اتحرك .. خذي ديم لا تطيح مني ..
نزلت ريان وقعدت جنب ديما تاخذ بنتها الصغيرة منها .. : لا يضيق خلقك .. ولا
تفكرين بشي صار ابد .. يا ما بنشوف ايام سودا بس مابي اسكت عن حقي اكثر
من اللي سكتته .. وان شاء الله ربي يظهر الحق ويريح قلوبنا ..
خذت نفس عميق تحاول ترتاح وزفرته بهدوء .. وبعد ماحست انها ارتاحت قامت
تمشي مع امها رايحين لبيت ام متعب اللي مجاور لبيت خالها ..
/
\
/
\
اول ماوصلو لهم استقبلوهم بفرحة كبيرة .. لاحظت الاضاءات والورود .. اللي
موزعينها بكل مكان .. حست بفرحة كبيرة وهي تشوف احتفالهم البسيط فيها ..
ارتاحت كثير ان امها اجلت روحتهم لبيت خالهم لليوم على الاقل بعد صدمتها
اللي عاشتها هناك .. تجرب هنا شعور مختلف .. افنان ماتغيرت كثير مازالت
للآن بنفس الشكل الا مع علامات النضج اللي فرقت .. جوري بالنسبة لها مو
هي اللي تعرفها بس توقعت من شكلها انها جوري لان مدى ابد ماعمرها شافتها
واصلا هي الصغيرة بينهم .. سلمت عليهم وهي تشوف استقبالهم الحافل لها ..
ماعرفت وش هي بالضبط مشاعرهم دموعهم اللي استقبلوها فيها .. حبهم اللي
غمروها فيه .. كلمات الحب والترحيب اللي رددوها على مسامعها شي ابد ما
قدرت انها تتحمله .. ونزلت دموعها غصب عنها حتى مدى اللي ماعرفتها ابد
و وافي اخوهم الصغير اللي توه بصف خامس ابتدائي ناظرهم بحزن وطلع على
طول طالع من مجلس الحريم .. كان لقائهم موجع ومحمل بعبق الماضي كله ..
جلست معاهم .. كانت تسمع سوالفهم وهي تحس بشعور غريب مو هم نفسهم
اللي كانت تقعد معاهم ساعات اطول من اللي تقعدها في بيت خالها او بالاصح
هي مو نفسها اللي ودعتهم على امل انها ترجع لهم بعد ساعات .. هي وحدة
ثانية غير اللي كانت رغم صغر سنها قائدتهم واللي الكل يسمع كلامها تغيرت
كثير وحياتها خلت منها انسانة ثانية الى الآن ماعرفت طعم السعادة الحقيقي ..
مازالت تعيش بخوف وتردد كبير ..
فاجأتها افنان وهي شايلة كيكة كبيرة مستطيلة وحطتها على الطاولة اللي قدامها
وهي تمد لها السكين : يالله قطعي كيكتك ديوم .. والحمدلله على السلامة ..
مازالت يدينها ترتجف للحين .. مدتها وخذت السكين وهي تبادلها الابتسامة ..
ناظرت امها ورجعت ناظرت الكيكة : الله يسلمك ..
" الحمدلله على سلامة رجوعك يا احلى ديوم .. " اول ماقرت هالعبارة دمعت
عيونها وهي تنقل بصرها بينهم وقطعت الكيكة بيدها اليمين وهي تمسح دموعها
بيدها الثانية .. لمتها امها في حضنها وصاحت غصب عنها ووقفو كلهم متأثرين
ضحكت جوري تبي تلطف لهم الجو شوي .. : خلاص عاد ماصارت من تقابلنا
واحنا ضيافتنا هالدموع .." ابتسمت وهي تمسحها " خلونا نستانس اليوم ديوم
معانا ..
وزعت مدى عليهم العصير وبدت ديما شوي تسولف معاهم .. كانو حاسين فيها
وفي انعزالها شوي ومع هذا ماخلوها بدون مايحاولون يجرأونها اكثر .. كانت
كل شوي تلتفت لامها اللي من تنتبه لنظراتها تبتسم لها ومع الوقت والعشا بدت
تفك شوي وتتجرأ عليهم ..
قومتها جوري ومسكتها من يدها : تعالي بوريك خبالنا يوم كنا صغار ..
مشت معاها وهي مستغربة وين بتوديها : وشو ؟ وين بنروح ؟
قامت وراهم افنان ومدى .. لغرفة جوري بالدور الثاني .. كانت تشوف بيتهم ما
تغير كثير عن قبل .. الا من الاثاث اللي تجدد .. وضعهم المادي جيد واحوالهم
مثل الاغلبية معتمدين على راتب ابوهم في تدبير معيشتهم وراتبه حلو ومعيشهم
عيشة مناسبة .. دخلت غرفة جوري اللي سحبت من تحت السرير شنطة كبيرة ..
فتحتها وديما تناظر فيها مستغربة .. ضحكت وهي تفتحها : هذي فيها كل شي
كنت اسويه قبل .. رسايلي انا وانتي يوم نتزاعل .. ورسايلي انا وصديقاتي بعد
ورسوماتنا وكل شي .. كنت ابي اوريه لعيالي .. بس جيتي انتي اليوم ابي اذكرك
شوي بخبالنا قبل ..
بدت تطلع الاشياء اللي بالشنطة وتشوف اللي له علاقة بديما وجلسو كلهم حولها
مدت لها رسمة كانت ديما راسمتها للحديقة ومهديتها لجوري .. ابتسمت اول ما
شافتها : ما اذكرها والله ..
وضحكت جوري وهي تمد لها رسالة بورقة صغيرة .. : اقريها هذي انتي اللي
ارسلتيها لي يوم زعلت عليك .. يوم تروحين انتي ومتعب للبقالة .. وماتاخذوني
معاكم ..
ضحكت من قلب وهي تشوف الرسالة ومن كثر ماكانت تضحك نزلت دموعها
قربت منها افنان تضحك : تكفيييييين هاتي بقراها ..
بعدتها عنها وهي للحين تضحك : لا مابي .. تفشل وربي انا اكتب هالكلام ؟ ..
مسكت يدها تترجاها : تكفين ديوم كلنا كنا صغار بس خليني اقراها ..
مدتها لها وهي تمسك خدودها من الاحراج .. وافنان تقراها وتضحك ناظرتهم
مدى مستفسرة : وشو ؟ ابي اعرف وش كاتبة ..
انسدحت افنان على ظهرها من كثر الضحك .. : يمه بموت ضحك على التعبير
اجل انتي احسن صديقة في العالم ؟
ضحكت ديما وهي تمسح دموعها : لا ومادري ليش كاتبة اني احبكي ولا استطيع
الابتعاد عنكي .. وربي هذا تأثير المغامرات علينا ..
كانو يضحكون وهم يشوفون رسايل ديما الكثيرة لها ... على كثر زعلاتها منها
ورسوماتهم اللي اكثرها شخابيط غير مفهومة .. لحظات رجعت فيها لكل سنواتها
اللي عاشتها قبل .. رجعت طفة معاهم رجعت لليوم اللي تغيرت منه حياتها ..
وماحست الا بصوت ام متعب تقول لهم ان امها تبي تروح الحين زوجها جايها
بالطريق .. جمعو كل الاغراض ورجعوها في الشنطة .. ونزلت عند امها وام
متعب .. لبست عباتها وجلست جنب جوري اللي قربت من اذنها وهمست لها
ماتبي احد يسمع : ديوم تعالي شوفي متعب بعد ما كبر ..
التفتت لها مستغربة كلامها وابتسمت : مو في الرياض ؟
هزت راسها لها : الا بس جاي هالاسبوع .. تعالي والله مايشوفك بنروح نطل
عليه من دريشة الملحق ..
فكرت بكلامها شوي وبعدها تراجعت : لا من جدك انتي وش اروح اشوفه ..؟
مسكتها من يدها تقومها : مو هذا اللي كنتي طول الوقت معاه وماتفارقينه عاد
لا تنصبين علي وتقولين ماعندك فضول تشوفين كيف صار شكله ..
وقفت مكانها وهي تشوف نظراتهم لهم وهم مايدرون وين رايحين : لا جوري
وش يوديني فكينا اخاف احد يشوفنا ..
التفتت عليهم مبتسمة : ابيها بسالفة وبنطلع نتمشى شوي في الحوش الين يجي
ابو غانم " زوج ام خالد " ..
ومشت معاها ديما تتبعها كانت مترددة بس ماتنكر انها بداخلها جاية تبي تشوف
الكل كيف صارت اشكالهم بعد غياب هالسنين كلها ..
شافت جوري الشباك مفتوح شوي ... ووقفت بعيد تناظره مدت يدها وسحبت
ديما لها : تعاااالي شوفيه ..
وقفت جنبها ديما وهي منحرجة من موقفها وقعدت تناظر باللي جالس بالملحق
ويناظر التلفزيون .. واول ماشافت الشكل التفتت لجوري متفاجأة ..
/
\
/
\
يتبع الصباح ان شاء الله
تبقى للفصل الاول بقية لكن مضطرة اطلع الحين
كونو بالقرب
•غٌـمـوضٌ ـآٍْاْلٍْــورد•
|