صورة
الأب ...
وفي لحظات .... رفع اليكزاندر الشال الصوفي ليظهر مكان القطعة خالياً منها ... فغر الأ طفال فاههم بينما أبتعد اليكسس وهو يبتسم بخبث وكأنه لم يقتنع بها أو ربما .... يعرف السر ...!!
قام سيزار وأخذ يقبل ابوه حيث وصل طوله إلى ساقه وهو يضحك قائلاً بسعادة :
_ بابا أقوى رجل ..... بابا أخفاها ...ولم تنكسر ....
ثم وقف على رؤوس أصابعه وأخذ يتحسس مكان التحفة ويصيح بسعادة وعيناه تلتمعان :
_ لا يوجد تحفة.... هيه بابا رائع وساحر ....
انحنى عليه الكزاندر وقال وهو يقبل شفتي صغيره الحلوة :
_ بل بابا رجل أخفائي .....!!
_ ماذا يعني .. أفخائي ...؟؟
_ أخـ... فا...ئي .. يعني أستطيع أن أخفي الأشياء .... بسرعة..!!
أشار سيزار على شايون وقال بغضب طفولي :
_ إذن ... اخفي شايون الشريرة....!!
نظر بمكر نحو الشابة الصغيرةوالتي لم تنبس ببنت شفة....
عانقت السحب القمر دون خجلاً في وسط السماء لتخفي قمره الفضي والذي كان يقبل شعرها الأشقر الدافئ والمتناثر على وسادتها .... مال الشعاع حتى تركها بعد أن قبّل عينيها ... صوت وقع الأقدام..... يبدو متواتراً ...خطواته ثابته ... عيناه الزرقاوتان تلتمعان بوهج شديد وهي تصتدم مع الشعاع ، انخفض مستوى السرير قليلاً وبدأ الجسم يزحف شيئاً فشيئاً .... مال فوقها والتمعت يده بشيء يحمله يعكس النور ... فتحت عيناه بقوة وهي تحاول الصياح لولا أنه وضع يده على فمها ولامس بسكينه عنقها ...
في تلك الأثناء كان سيزار يقفز على صدر أبيه الذي ابتسم بسعادة لصغيره القابع فوق صدره العريض ، بدأ سيزار يتحسس صدر ألكزاندر وهو يتمتم بسعادة :
_ لديك عضلات ....!!
هز برأسه ثم مسح عن وجه صغيره المدلل خصلات الشعر السوداء المتناثرة ... اشع بريق حلو من عينيه الصغيرتان والملونتان بلون البحر الهادئ في يوم جميل :
_ هذا لأنني أتدرب وأعمل كثيراً ...
وضع سيزار راسه عل صدر أبيه وبدا متألماً وهو يقول بتحسر :
_ أريد ماما ....خذني لها .. لا احد يحبني هنا بابا ..... حتى أليكسس ينظر لي بنظرة مخيفة ... انا لا احبه ... هذا الولد مخيف
تعدل الكزاندر بجلسته ثم احكم بذراعيه القويتين على سيزار و ردد بهدوءكهدوء الريح في تلك الليلة الباردة :
_ أمك ماتت سيزار و لو انها ما زالت حية.... لأخذتك لها يا قيصري الصغير ... لكن تريد أن تتركني مرة ثانية ...بعد سنة من حياتنا معاً يا سيزار ... تترك بابا وحده ينام ليلاً .... من سينام على صدري ... وينتزع شعره أيها الماكر القصير ... ويغني لي ويداعب وجهي بأنفه الصغير الشبيه بأنف ريكس ....؟؟
شعر بدمعة حارة تنسل بهدوء على صدره البارد .... تباً لهذه الحياة التي تجعل قيصري يبكي ...
((.. طوال السنوات التي قضتها تلك الشابة تحت جناحي لم تتجرأ وتفكر بالهروب بعد تلك الليلة ....حيث سبقت السماء الأرض وجادت بدموعها الثلجية ... وقفت بخوف ترتجف أوصالها ... عيناه محمرتان و الدم يغلي بعروقه المتثلجة ...
_ كي تجروئين على الهرب ....؟؟
انكست راسها وهي تغطي بطنها بيديها وكأنها خائفة على مافي داخلها .... تابع وهو يمد ذراعه ويجرها من شعرها ليرميها على السرير وينقض عليها غاضباً :
_ انا أيتها المعتوهه شرفتكِ بولدي .... تخونني ايتها المجنونة بهروبكِ هذا .... كيف .. الم تبيعيني نفسك ...؟؟ألم تقولي لي بأنني سيدك وانكِ طوع أمري .... هذه المرة الأخيرة التي تحاولين فيها الهرب ... المرة الثانية تأكدي أنني سأحرمكِ الأغلى من روحكِ نفسها ..... بكت بخوف وهي تفتح عيناها ببطء ، أشعرتني بكم هي متألمة ... كل ماحدث بيننا وتهرب..؟؟ لقد آويتها وجعلتها خليلتي ولم أعذبها يوماً هي أو طفلتها الصغيرة ... لقد حميتها وجعلتها سيدة في بيتي ... وتهرب بعد ذلك ... ماهو الأغلى من روحها ... طفلها ..!! ماتحمله في داخلها تضيع عمرها لأجله .. كم هي أمرأة ترخص حياتها مقابل حياة أطفالها ... لكن في الحقيقة لقد غضبت عليها يومها بشكل شديد حتى أنني جعلتها تقضي طول فترة حملها بأليكسس في القبو ...شهور مضت وهي تعيش فيه عيشاً سعيداً ... لا ينقصها شيء لكنني كنت أكره خيانتها للوعد ... وعدتني بأن تبق لي في تلك الليلة الدافئة حيث شعرت بخصلاتها السمراء تتحرك عل صدري وتحيط وجههي بعذوبة شفتيها العسلية المذاق ...كم هي مثيرة نظرة عينيها وكم كانت كلماتها عذبة وهي تقول لي بسعادة خجول :
_ انا لك كيفما شئت ياسيدي ... !!
إذا كانت لي كيفما شئت فكيف تهرب مني ... لكنني أمرتهم بأن يحرموها أياه حين ولادتها ... لتذوق العذاب الذي صرت أراه في عيني أليكسس أيعقل أنه شعر لحظتها بأنني أعذبها ... ألم يكفيها عذاباً أن بكت على قدمي وهي تلف بطنها بقطعة من ثيابها ترجوني أن ترضعه بعد أن .... أمرتهم بأن يحضروه لي حين ولادته ... لكن بكاؤها الحاد ... يجعلني أسامحهاولو قليلاً ، أشتاق لجسدها المغري ورائحتها التي أبعدتني عن من سواها من النسوة ، بقيت تحبني وتخلص لي وتربيه بشوق بالرغم من معرفتها أنه ملك لغيرها ... لكن هذا كان لمصلحتها فلولا أنني قلت بأنني قتلتها لقتلوها أخوالها بعد ان راح ذلك الكلب ديمتري وجلبهم بتهمة زوجته الفتيه ، عيونهم كانت تنبض بقسوة اليونان وعظمة أصنامها الحجرية .. ولولاي لماتت وهي تعرف هذا ولم تنكره يوماً ، وتعرف أكثر بأن من يخونني يلق مصير ديمتري مقتولاً ومصلوباً عل شجرة عظيمة ليبقى عبرة .عبرة لكل من يخون ثقتي ولا يتحمل خطاوه هو أخطأ حين سلمنيها وانا أخطأت حين سمحت لشهوة أوقدتها منذ ثلاثين عاماً لأحرق بها أمرأة عشقتها وعشقت أنوثتها البرية وعذابها الغجري ... وهي أخطأت حين عادت تطلب مني أن أتلذذ بخطيئتي معها دون ان تدري مالذي جنته على نفسها فانا رجل لا يندم أبداً ...!!))...
حدق بالسقف قليلاً ثم تابع أفكاره المتسلسلة وهو يرتب على ظهر حبيبه النائم ..((... لا أنسى كيف شعرت حين أنجبت رستم وارسلان ...عزوتي الجديدة صبيان يحملان الصحة في بدنيهما والجمال في ذلك الوجه المدور والعيون الصغيرة ... كم تعذبت حينها لكن عذابها جعلها تتغير للأجمل ... وجعلني ارغبها أكثر وأكثر فهي لم تنجب لي سوى الذكور الأصحاء ... وأعطتني الحب رغم اظهارها الكره لكن هذا جعل الأمر أكثر لذة وشوقا ... أذكر كم أغدقت عليها من السعادة والثياب والمال مايعجز عن وصفه اللسان لكنها ... !!...))
تعدل الأكزاندر في جلسته ثم أخذ بيد الصغير ووضعها بين شفتيه ليقبلها بعمق وكأنه محترق عليه ومجنون بحبه ...تابعت نفسه الحديث وعيناه تصبحان أكثر لؤماً ..((..خانتني وهربت بسيزار دون أن أراه حتى ...كانت حينها حبلى وتركت الدنيا العذبة التي كانت تعيش بها لتهرب إلى الشقاء فقط ... لتحتفظ به حتى لا آخذه رغماً عنها ... في كل مرة تعرف بأنني سآخذه تبكي ..!! هي تعلم بأنه يجب ان يعيشوا بهناء بعيداً عن العلاقة التي تجمعنا فلا يمكن لي أن أقدمهم على أنهم أولاد أمرأة ميتة .....!!؟
مادليناس ماتت للجميع حتى تعيش تحت جناحي .. ماتت كي لا تموت كما الغادرة تُقتل بخنجر أهلها لتظل عبرة ... ماتت حتى لا تعيش امام الناس ويعيرونها بالفضيحة التي آثر ديمتري على أن يقصها كيفما يرى دون ان يذكر بأنه من باعنيها ... أعترف بأنها لحظة نزوة راودت عقلي المخمور ، وان جسدها تلك الليلة لم يكن ليقاوم ولو كنت ملاكاً قديساً ..!! وشعرها الذي ألتصق بصدرها المكشوف كان ملكي وهواي في تلك اللحظة ... لكنها هربت مرة ثانية على الرغم من معرفتها بمن اكون وكيف أنتقم ..!! خبأته عني ثلاث سنوات لأستعيده بأهانتها .. كم هي مجنونة... تعرف كيف ترضيني .. تسعدني ... شعورها بالخطيئة يجعلني ارغبها أكثر ... المشكلة أنني لم ألمس أمرأة سواها .... ليس لضعف أو نقص برجولتي .. أنما ماعرفته عن هذا العالم جعلني أفكر ألف مرة قبل أن أجازف .. نعم عالم النساء مظلم بقدر عالمنا نحن الرجال .. لا أنسى وانى لي النسيان كيف كان يتلذذون بالنسوة ثم يحرقوهن كما الأوراق القديمة ...عرفت حينها أنهن مخلوقات بلا قيمة .. وان كل ما تجيده النساء هو كيف تكون مصدر متعة و تنجب لك أولاداً يحملون كل ماتشتهيه .... هذا صحيح ... كل ما أردته هو في عيونهم البريئة ... وقوة أبدانهم وصحتها ... لقدزرعت في أرضها الخصبة بذوري القوية لتنمو وتعطي أطفالاً يفخر بها أي أب ..........))
اغمض عينيه بعد ان أجتهد في نسيان الباقي خوفاً من أن تعود مشاعره الثوران ، لكن صوت صراخ عنيف نبهه ...!! قفز سيزار خائفاً وهو يرتجف بين أحضان ألكزاندر الذي وضع طفله جانباً وركض نحو مصدر الصوت .