.
ساره بعد اسبوعين ..
دخلت المطبخ و أنا أسمع صوت امي ,, حطيت اللي بين ايديني و ركضت ناحية المجلس ,, شفته بجسمه الضئيل قاعده تزيد الحطب على الضوء ,, تقدمت و أنا أردد : سمي سمي يمه ..
تراجعت أمي على ورى و أخذت الدله و ثبته بين الجمر ,, ثم تراجعت و جلست ,, أشرت لي بالمكان اللي جنبه ,, تقدمت و جلست و بادرته بالسؤال : عساتس ما تانسين شي يمه ..
ابتسمت و ردت : اللي عنده بنيّ قرمات مثلكن يا يمه منين يونس الوجع ..
رديت : الله يخليتس لنا يمه ..
ردت أمي بسرعه : الاقط جمعتيه ؟!
رديت بسرعه : قدني جامعته ..
رجعت أمي سألت : لا يصير به رطابه ؟!
رديت بسرعه : لا توكدت انه ناشف .
تنهدت أمي و رجعت ردت : الله يوفقتس يا يمه ... اسمعي يا ساره أنتي الحين قدتس كبيره تميتي الست طعش و ما بينتس انتي و مها الا حول .
و كملت امي : و البنت زينتها ببيت رجالها ..
بلعت ريقي بعد ما فهمت قصد أمي و نزلت راسي بحياء أنتظرها تكمل !!
و كملت أمي : ابو مشعل طلبتس على سنة الله و رسوله لولده مشعل و أبوتس قالــ .................
من ذكرت امي اسم مشعل انعصر قلبي ,, شهقت ثم سحبت نفس ثقيييييييييييييل و أنا أضم ايديني لصدري ,, حسيت ان الحجره مابه هواء ؟!
انعاد الاسم براسي مرات و مرات و انا احاول استوعب اللي اسمعه !!
زادت ضربات قلبي و ارتجف جسمي ,, مازلت غير مستوعبه لكني حركت لساني ببطء أنطق الاسم : مـ....ـــشـ ........
و اسودت الدنيا بعيني ...............
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وضحى ,, العصر
كنت قاعده أراقبه و هو يلبس شرابه ,, سطام غريب بكل شي أحسه يعني كلامه و لبسه غير عن اخواني و عن كل رجال صبره هم اذا تكلموا مثل ابوي و غيره من الرياجيل يعني ثقافتهم على قدهم لكن سطام غير يعرف الشعّار الأولين و يعرف قصيدهم و حتى لبسه غير!!
ههههههههه يمكن تستغربون من ان لبسه غير لكن تراه موب لذيك الدرجه لكنه يعني شخصيته غير و يهتم ببياض ثوبه و الشراب شي ضروري عنده ..
شفته يقوم واقف و شكله لاحظ شرودي و من يوم ما ركز نظره علي انتبهت و صرفت نظري عنه ,, ما كان حياء لااااا بس خفت من اللي ناويه أقوله ...
شفته قرّب و هو مبتسم ,, بادلته الابتسامه بارتباك و تكلمت : تبي أبخرك .
و تحركت أبروح أجيب المبخره من المجلس لكنه مد ايده معترض طريقي و تكلم : موب قبل لا تقولين لي وش بخاطرتس ..
عضيت على شفتي و التفت له و أنا منيب عارفة من وين أبدأ ,, كانت تدور ببالي صورة سارة و هي رافضه فكرة الزواج كله لأنها تكره مشعل و هالكره اللي ما احد يعرفه غيري ,, ما تقدر تقول لهم ما أبيه كل اللي بيدها ترفض العرس كله لحد ما يعرس مشعل ثم تشوف طريقها بهالدنيا ..
سمعت سطام تكلم بسرعه و قطع هوجاسي : قولي وش بتس ؟
بلعت ريقي و رجعت أتكلم و أنا أناظره بترجّي : سطام .. أأ .. أنت تشوف حال وخيتك ساره ,, صار لها اسبوع من يوم خطبها ابو مشعل لولده و هي لا حيه و لا ميته ,, ساره ماتبي العرس يا سطام .
شفته التفت بهدوء و اتجه للباب بدون لا يرد علي و كأنه يقول هالأمر منتهي لكني ما سمحت لنفسي أتركه يروح بهالبرود و ساره تتقلب على جمر الخوف ..
لحقته بسرعه و مسكته من عضده ورديت و أنا اترجاوه : تكفى يا سطام كلـّـم الشايب عشان سـا....
قطع كلامي يوم التفت و تكلم بعصبيه : ساره اليوم و الا باتسر بتروح لبيت رجّـالها و مشعل رجال من ظهر رجال ..
تراجعت على ورى و تكلمت باندفاع : بس ساره ما تبيه ..
عقد حواجبه و رد : نعم ؟ وش اللي ما تبيه ؟؟
رديت بسرعه أبرر و العرق غسل وجهي : هي ما تبيه لا هو و لا غيره توها بالست طعش صبركم عليها .
تنهد سطام و رد : وضحى انتي علامتس ناسية سلومنا و الا وش بلاتس ,, دام البنيه ميب مخطوبه و الرجل يستاهل علامنا نرده و الا تبين الرياجيل يقولون فيحان بن سطام يرد الشور لبناته .
بلعت ريقي و أنا أفقد كل أمل بصرف نظر سطام عن رايه ,, و ناظرته بضعف وسط هيجانه ,, تمنيت للحظات إني ما تكلمت أصلا لأني بس زعلت سطام ..
سمعت صفقة الباب و عرفت انه طلع ,, جلست بمكاني و تسندت على الجدار و أنا أراقب الباب صار لي اسبوعين متزوجه ...
يمكن عطيت نفسي أحلام أكبر من الواقع ,, يمكن نسيت أو حتى تناسيت ان سطام واحد من عيال صبره و ان هالعادات صارت فريضه عليه مثل كل عيال صبره و كأن ثقافته ما كانت و لا صارت ..
بلعت ريقي و أنا أتذكر ساره يا ربي وش بقولها ,, توقعت ان سطام بيقنع ابوه لكن حتى سطام ما اقتنع ,, يا ليتي ما أملتها ,, يا ليتي ما وعدتها بالفرج ..
آآآآآآآهـ عليتس يا ساره و على حظتس يا بنت خالي ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رونق
أخذت الدله الصغيره و حطيته بصينيه غلب عليه الصدأ ,, و مدت لي نوره فنجالين من طاسة الماء و حطت أحد صحون التمر ....
قمت من مكاني بعد ما عدلت جلالي لأن نايف موجود ,, بهالجلسه ..
نزلت وأخذت الصينيه لكني ما أن اعتدلت واقفه حتى سمعت صوت خالتي يستوقفن ..
فهمت انه تبين أصبر و راقبته و أنا واقفه ..
طلعت خالتي صرة من مخباه و فكته و طلعت من كسره و حطته بفنجال و مدته لي ,, نزلت الصينيه لمستواه لحد ما حطته و ردت خالتي : عطيه رجلتس كوده يطيب .
ابتسمت من تحت برقعي و أنا أشوف حنانه اللي طالما مثلت انه تخفيه لكنه ما تقدر و خوفه على ولده انفضح ..
لاحظت نظرات الشايب الغير راضيه عن فعل أم مطلق لكني التفت بسرعه و أنا أحتفظ بصورة ام مطلق الخايفه على ولده ..
تمنيت أوصل بسرعة البرق لغرفتي عشان أشوف مطلق وش صار عليه ..
فتحت الباب و دخلت و أنا أشوفه حاط ايده على عيونه ,, حسيت انه نايم فحطيت الصينيه بهدوء ,, فسخت برقعي و حطيته بجنبي و نزلت جلالي على الأرض ,, بانت جلابيتي الحمراء اللي يغلب عليه التطريز الأسود ..
مديت ايدي و تحسست ايد مطلق ,, شفته يتحرك شكله انتبه علي ..
شفته يشيل ايده و يتنهد بصوت مسموع ,, و تكلمت : سلامتك .
رد بعد ما التفت علي و ابتسامه متعبه مرسومه على وجهه : الله يسلمتس .
صبيت له قهوه على الفنجال اللي عطتن اياوه عمتي و فاحت ريحة المره و تكلمت : هذا الفنجال مخصوص من عمتي تقول عطيه رجلتس كوده يطيب ..
ابتسم و رجع ضحك و هو يقول : أجل رجلتس هاه .
ضحكت و رجعت تكلمت : ههههههه لا تتطنز أويلاااه .
نفخت بالفنجال و هزيته يمين و شمال أبيه يبرد لحد ما حسيت انه برد شوي مديته لمطلق ,, شفته يجلس ثم أخذه ..
قربت له و حطيت ايدي على جبهته أشوف حرارته ,, حسيت ان حرارته أهون من العصر ,, حتى انه يقدر يجلس بعكس العصر ماكان يقدر يتحرك من التعب و الدوخه ..
حسيت بتعرجات جبهته و شلت ايدي و أنا أشوفه مكشر من الطعم اللي يشربه ,, ضحكت و تكلمت : لا تصير بزر كمله ..
حطه على الصحن و قال : عطين تميره تروح المراره من حلقي .
مديت له صحن التمر و أخذ تمره و أكله ,, و تكلم و هو يمضغه : صبيلي فنجال عدل مهوب ذا العلقم ..
ضحكت و رديت و أنا أصب له فنجال : ترى اللي بالقهوه مره موب شي .
أخذ الفنجال و حطه قدامه ثم أخذ تمره و مده لي و تكلم : كولي شوفي وجهتس أصفر .
ابتسمت بارتباك و كلام الجازي بنت الشيخ مساعد يدور ببالي ,, أخذت التمره و مضغته ببطء و فكري بعيييد ,, الجازي قالت لي وشلون أعد ,, مديت ايدي و صرت أعد و أنا ساهيه ..
: واحد و خمسين يوم ؟؟!!
التفت لمطلق اللي يسمعن و أنا أعد بصوت مسموع ,, اقتلب وجهي و شتت نظري بالغرفه و أنا اقول : لا لا موب شي ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
سطام
حطيت راسي و عيوني هلكانه من التعب ,, اليوم وسمنا نياق و حملنا الشعير من سيارة الشيخ مساعد لحوش الأرزاق و ....
حسيت بوضحى تدخل الغرفه ...
وضحى : السلام عليكم ..
رديت : وعليكم السلام .
شفتها كتمت ابتسامتها و كأنها فرحت اني رديت عليها بعد تطنيشي لها اليوم كله ..
أدري تطنيشي له عقاب كلامها اللي تناست به سلومنا لكني ما عاقبتها على الشي الثاني اللي اقهرن أكثر ..
التفت و أنا أشوفها تحط جلالها و متجهه للفراش و رديت قبل تاصل : عطين الفكس ..
شفت الدهشه على عيونها ثم تراجعت خطوتين و فتحت الدرج الأول و أخذت الفكس و تقدمت لي ..
كانت بعيونها أسئله كثيره أدري نفسه تعرف ليه ابيه و أدري ان الخوف علي أكل قلبها !!
بمجرد قعدتها عند راسي فسرت كمي حتى بانت البقع الزرقاء الصغيره على عضدي !!
ما تكلمت و لا قلت له شي ,, حتى عيوني كانت موجهه لفوق أنتظرها تكمل شغلها ..
مرت ثواني و هي ساكنه التفت عليها أبيها تستعجل و أنا منقهر منها لأنها ما فهمت شي لكن بمجرد ما طلحت عيني عليه حتى تأكدت انها فهمت من نظرة الصدمه بعيونها ..
كانت فاتحه عيونها الواسعه و الكحيله و الدموع ماليتهن و تكلمت بهمس : أنـ.......ـــا اللـ..ـي حطيـ..ـت هالـ .......
و راح صوتها و مع صوتها اللي راح طاحت على ايدي و بدت تلثمها ,,
كانت تصيييح بشكل موجع ,, كنت أحس بأنفاسها الحاره و دموعها على ايدي ..
كانت تتمتم بحروف متقطعه : اللــ...ـه يـ..ـهلـ..ـكن ..
مجرد ما استوعبت انها تدعي على نفسها نزعت قناع الجمود و شديت راسها لصدري ,, سمعت شهقاتها و رديت : بس يا وضحى بس ..
تكلمت وضحى بصوت متقطع : و الله اني ما دريـ..ـت قسم بــ...ـالله العـ..ـلي العظيـ...
قاطعتها و أنا أشد عليها : أدري و الله ..
مرت لحظات لحد ما حسيت بها تهدى ,, سمعت تنفسها انتظم و الشهقات خفت ..
تكلمت و بهمس : وضحى و اللي خلقتس ان لتس غلا بقلبي ,,, بس... بس هذا موب معناته أني أضيع الشيمه و أنسى سلومنا ..
سمعته ترد : و الله ما أعيده و الله ..
دخلت أصابعي بين خصلات شعرها و أنا أكمل : و هذا اللي أنا أبيه ,, ابي اللي صار هالمره درس لتس تعلمينه بناتس ..
سمعت تمتمتها بخفوت : تآآآمر ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
ساره
مر اسبوع من يوم انخطبت و أنا كل يوم أخاف أكثر من اللي قبله ,, لحد ما جاء اليوم ,, مدري وشلون مر بسرعه من دون ما أحس يمكن لأني ودي أوقف الوقت أو يمكن مدري مدري بس الأكيد اني كارهه اليوم بكل تفاصيله ...
تذكرت اني ببيت الناس و ان ايد ابوي هي اللي جابتن لهالمكان ,, بالعاده المعرس هو اللي ياخذ حرمته من بيت أهله بس شكل ابوي خاف اسوي شي لأنه شاف خوفي اللي موب قادر يفسره الا كخوف عروس !!
تلفتت أشوف الغرفه اللي أنا قاعدة به ,, مسندتين بطرف الغرفه الضيقه و بالطرف الثاني دوشق اسفنج ,, يمكن ولا وحده بخواتي أو ببنات صبره تحلم انه تنام على هالفراش اللين لكن أنا بس اللي تحقق لي مع اني كارهه هالشي أو بالأحرى خآآآآآيفه ..
غرقت بأفكاري و ما حسيت باللي دخل الا يوم وقف قبالي ,, حسيت ان قلبي انشلع من الخوف و شهقت بصوت مسموع ,, شفت اقبح ابتسامه على وجه الأرض و تراجعت على ورى ..
ما كنت فاهمه الصدمه اللي ارتسمت على وجهه لكني تراجعت على ورى بسرعه ,, شفته يتقدم ناحيتي ,, حطيت ايديني أغطي وجهي و أجهشت ببكاااااء موووجع ,, كنت أصيح و أشاهق و أنطق من بين دموعي : ابعد ابعد ......
بهاللحظه حسيت بإيدينه انغرست بيديني و سمعته يقول : علامتس يا بنت ؟!!
كان قلبي يضرب و أطرافي ترجف من الخوف ,, لكن هو طلب تبرير ,, ما كنت قادره ابرر و أنا بهالصوره لكن مرت على بالي صورته و البزر يصرخ بين ايدينه ,, زاد صياحي و زاد ضغطه على ايديني ,, حسيت ان كل خوف هالدنيا تجمع بي ,, رديت بضعف و كلامي متقطع : البـ..ـزر أنت ذبحـ..ـته أنت.... الا و اللـ..ـه أنت أنت أغـ..ـرقـ..ـته بالسـ..ـيل .
مع كل كلمه أقوله كنت أحس بارتخاء ايدينه لحد ما افتك ايدينه و تراجع على ورى ,, ركز نظره علي للحظات وسط شهقاتي اللي أحاول أكتمه بلا جدوى ..
شفته راح ناحية الباب و فسخ بشته و علقه بالمسمار اللي ورى الباب ,, و الحقه بشماغه ,, اتجه بعدها للفراش و انسدح عليه معطين ظهره ..
مجرد التفاتته و غياب وجهه الكريه عن عيوني حسّسن بمقدار من الأمان ..
قعدت بمكاني متسنده على الجدار و أنا أراقبه ,, و مر الليل و أنا على حالتي لحد ما غلب التعب علي و نمت قاعده ..
.
.
.
.
.
فتحت عيوني على صوت الشيخ ابو مساعد يأذن ,, هذا أنا نومي خفيف و أي صوت يقومن ,, درت نظري بالغرفه و شفت الكريه نايم للحين قمت و تسللت بخفه لخارج الغرفه ,, أحسن شي ببيتهم أنه فيه ثلاث حمامات واحد منهن يتبع الغرفه موب مثل بيتنا حمام واحد للدنيا كله ..
.
.
طلعت من الحمام و لبست عباتي شفت سجاده مفروشه على الأرض اتجهت له و كبرت لصلاة الفجر ..
.
.
.
مرت لحظات و أنا على سجادتي لحد ما سمعت طلعت الشمس ,, سمعت أصوات برى ,, رقــّـت لهاتي على الطلعه ابي أبعد عنه بس أخاف يهاوشن ,, بلعت ريقي و ادعيت اللامبالاة و أنا متجهه لشنطتي ,, فتحته بخفه و أنا كل شوي التفت عليه ,, أخذت الجلابيه اللي قالت لي أمي ألبسه و تسللت بخفه للحمام .
رجعت و أخذت جلالي و برقعي من الشنطه و طلعت و عيوني تراقب الوضع ,, بمجرد ما طلعت شفت شنطه كبيره بالحوش ,, رجعت دخلت و تركت فتحه صغيره حتى أراقب ,, دخلت بنت متبرقعه شكله صيته ..
شفته شالت الشنطه و صوّتت : فااهد ..
شفت ولد بعمر الثمان سنين جاء يركض و طلع ,, ثم طلعت صيته و سكرت الباب وراه ..
طلعت من الغرفه و أنا أناظر الباب ,, شوي و سمعت صوت السياره تتحرك ..
: علامتس ما قومتين أصلي الفجر ؟!
التفت بسرعه للصوت و انا مرعوبه ,, شفته يتوجه للحمام بدون لا ياخذ من جواب ,, تنفست براحه يوم راح و اتجهت للمطبخ ,, شفت المطبخ فاضي غريبه ,, طلعت للحوش المتوزعه على أطرافه الغرف ,, حاولت اتسمع لكن السكون يعم البيت ,, حسيت ببطني يوجعن ,, مررت ايدي عليه و تذكرت اني من متى ما اكلت !!
رحت للمطبخ و بمجرد ما دخلت سمعت صوت وراي : الفطور بالمجلس تعالي ..
جمدت بمكاني و أنا أشوفه يتقدم و يسحب ايدي ,, زادت ضربات قلبي و سحبت ايدي بخوف منه و ضميته ..
بانت الخيبه على وجهه و و تكلم و هو راص على سنونه : اذا ما مشيتي قدامي للمجلس أبشيلتس لأن أهلي مشوا للعمره و البيت فاضي ما هنا الا أنا و انتي ..
تحركت بسرعه و دخلت للمجلس و سط خطواتي الخايفه و خطواته الواثقه ..
بمجرد ما دخل رقع بالباب و رقع معه قلبي ,, مدري وش يبي يسوي هالمهبول أخاف بيذبحن ؟!!
شفت تسند على الباب ثم تكلم : شوفي يا بنت الناس ,, الوكاد انتس ظلمتين يوم انتس تقولين اني ذبحت البزر ..
قاطعته و أنا اصرخ عليه : أنا شايفتك بعيوني هذولي ..
شفته يقرب ,, غمضت عيوني و أنا أحسه يمسكن من عضدي ,, سمعت كلامه : البزر اللي شفتيه هو أخوي فاهد و هذاه حي ما مات ..
بمجرد ما سمعت اسمه تذكرت الولد اللي شفته تو مع صيته و رديت : البزر ما مات ؟!!
و كملت لما استوعبت انه حي : و بعدين وشلون سمحت نفسك تغرق أخوك ؟!
رد و هو يهزن و راص على كل حرف يقوله : فاهد أخوي من ابوي و مرة ابوي اللي هي ام فاهد ياما و ياما ذبحتن يوم أنا صغير و كنت متحمل و ساكت بس يوم انها بدت تمد يدها على خواتي ما قدرت أتحمل ...
بلع ريقه و رجع كمل : مرة ابوي تبيع الدنيا كلها ولا يجي فاهد مخش ,, عرفت بغلاته عندها قمت أخذته ,, أخذت أخوي فاهد و أغرقته ,, أدري انه ما مات بذيك الساعه لكني يوم رجعته و ثيابه غرقانه ماء عرفت ام فاهد ان الله حق و فهمت ان أي شي ياصل خواتي بيصير لفاهد ..
رديت و دموعي أخذت طريقه على وجهي : بس هذا اخوك !!
رد و هو يتنهد : و هذولي خواتي ..
ترك ايديني ورفع ثوبه لحد كتفه التفت و بانت أثار على ظهره و رد : يوم انها تعلـّم على ظهري ما قلت شي ..
و نزل ثوبه و التفت و كمل : بس خواتي لااااا ...
تنهد و التفت شاف صحن الفطور بالمجلس ,, ابتسم و التفت و رد : هه من ذاك اليوم و هي تهابني أكثر من ابوي حتى !!
و كمل و هو يتجه ناحية الفطور : و الا من يصدق انها بتسوي لي فطور صباحية عرسي ..
مديت ايديني و مسحت دموعي ,, حسيت بالحلم اللي شفته سنين يتبخر ,, معقوله كل هذا صار و أنا ظلمته ,, مدري مدري ..
تذكرت وجه ام فاهد كانت طيبه مره بتعامله مع صيته و شمه بس هن ما يبنه و يكرهنه ,, دايم استغرب من هالشي بس عمري ما دورت له تفسير .
سمعته يرد و هو يعلك : تعالي افطري .
حسيت بأصوات بطني و تقدمت ببطء ناحية الفطور و أنا حاسه براحه جزئيه لأنه الى الحين قاهرن إنه أخذ حقه بالبزر اللي ماله ذنب !!
جلست و أخذت الخبزه اللي مده لي و بفعل الجوع أكلت و نسيت الدنيا كلها ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نفله
مثل كل ليله ما ينام نايف الا على صدره ,, شفته قبل شوي يلعبه و الحين لقيتهم نايمين ثنينهم ,, قربت و أخذت نايف بخفه و حطيته بجنبي , ثم رجعت و غطيت ملفي ..
كنت قاعده أراقب ملفي و أتذكر التغيرات اللي صارت عليه من العرس ..
ما أبالغ و أقول سويت و سويت لأن عقله هو عقله ما يتغير يعني على خفه لكني قدرت أخليه يتطبع ببعض الأطباع مثل صب القهوه و استقبال الضيوف و القعده مع الرجال بكل وقت ,, كان دايما يتذمر لكن أوّل ما أقوله ان نايف لازم يتعلم المرجله منك لا كبر على طول يلين و ينفـّـذ ..
حتى عمي لاحظ تغير ملفي و خصوصا بحنـّـته لا بغى شي ,, ابتسمت يوم تذكرت كلمة عمي " ملفي من عقب عرسه كبر عشر سنين "
حتى عمتي رجعت علاقته الطيبه بي مثل يوم كان ساري حي ,, ما أدري هي تحسفت و الا وش سالفته ,, بس عاد أنا ما سألته اللي راح راح و الجروح ما ينسأل عنه !!
التفت لنايف ولدي و مررت ايدي على وجهه ,, ارتسمت قدامي صورة أبوه !!
آآآآهـ يا ساري يمكن عيب أو حتى حرام أتذكرك و أنا على ذمة غيرك بس وش أسوي و أنت تارك حبك و وليدك عندي ..
تنهدت و همست بإذن نايف عشان ما يسمعنا ملفي : بالجنه ان شاء الله ابوك !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ساره
مر اسبوعين على العرس ,, يمكن بعد اعتراف مشعل صرت طبيعيه و عشت مثل أي عروس بهالدنيا لكن بقى بعض الحذر بتصرفاتي مدري اسأل ام فاهد و الا وحده من البنات لا جو من العمره عشان ارتاح راحه كامله أو أسكت و مصير الزمن يعودن ..
: وش مسويتلنا بنت فيحان غداء ؟!!
التفت و ابتسمت و أنا أشوف مشعل داخل للمطبخ و رديت : أنت جيت ؟!
ضحك و رد : لا قدني عند النفد .
ضحكت و التفت له : مسوية كل خير ..
وقف قدامي و رد : ما يجي من هالوجه الا كل خير .
عضيت على شفتي أكتم ابتسامتي و التفت بسرعه للقدر اللي على النار و أنا أحاول أكتم حياي ثم رديت : شكلك جيعان الحين أحط الغداء ..
حسيت بايدينه تحاوطن و سمعت همسه : و مييير تهج بنت فيحان !!
ضحكت بصوت عالي ,, هذا اسلوبه دايما يضحكن ,, سمعت همسه مره ثانيه : ودي أحط اخوتس سطام على راسي لولا عرسه كان ما خذيتس ..
افتكيت نفسي منه و التفت عليه : صدق عاد وشلون شفتن بذيك الظلماء .
ضحك و رد : مثل ما شفت الحيه تحتس ..
ضحكت و رديت : ماشاء الله عليك الله لا يضرك .
رد و هو مبتسم بخبث : ترى ما عندي مشكله أقعد هنيا ما اقوم أبد دامتس تتغزلين بي .
فتحت عيوني على وسعهن ثم كشرت لكني ما اقدرت أكتم الضحكه أكثر و ضحكت ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رونق
دخلت للغرفه و أنا مستغربه من الموضوع اللي يبي يقوله مطلق ,, شفته قاعد و حاط ايده على خده و من حس بدخلتي رفع راسه ,, ابتسم لي و بادلته الابتسامه ..
أشّر على مكان على يساره و رد : هنيا ..
تقدمت و جلست بالمكان اللي أشر عليه ,, و أنا أنتظره يبدأ بالكلام ..
حسيت بإيده اليسرى حاوطت ظهري و قربتن أكثر له ,, و ايده اليمنى مسكت ايدي ,, ابتسمت و رفعت راسي و رديت : وش فيه يا مطلق ؟!
ابتسم و رد : أنتي اللي قولي لي وش بتس ؟!!
ضرب قلبي و خفت من كلامه ,, حسيت انه شاك بس تباعدت هالشي و سألت : وش تقول ؟ ووو بعدين أنت اللي قلت لي تبين ؟
نزل راسه و رد : يعني ما هنا شي تبين تقولينه لي ؟
رديت بارتباك : لاااا شي مثل وشو ...
رفع عيونه و ركز على عيوني بينما أنا شتـّـت نظري و ضربات قلبي تزيد حسيت بإيده تمتد و تلامس بطني و رد : شي مثل هذا !!
.
.
.
فتحت عيوني على وسعهن و أنا موب مصدقه انه عرف و تكلمت بسرعه أبرر : و الله اني خفت يصير موب صدق و الله ..
حسيت بإيد مطلق اليسار تشد علي أكثر و سمعته يقول بعتب : و الى متى ناويه تغبين عن ّ .
هالمره أنا اللي ركزت نظري عليه و قلت له بصدق : قسم بالله العظيم أني ما أدري للحين يعني .. قصدي ما تأكدت ..
كملت و أنا أشوفه ينتظرن أكمل : و الله اني خفت أصير مثل أسماء أختي هي مرّه تحسبه حامل و يوم كشفت قالوا له لا ..
رد و هو يناظرن : و أسماء قالت لرجالها ؟؟
رفعت ايدي و حطيته على كتفه : أوّل شي قالت لأمي ........
و سكت عند هالكلمه " أمـــــي " قوّّه مفتقدته ابي شوره و أبي نصايحه ,, عضيت على شفتي و كملت : بس أمي رآآآآحت ..
حسيت بإيده الثانيه تسحبن لصدره ,, مجرد ما لامس راسي صدره رديت : مطلق لاااااا .
سحبت نفسي منه و كملت و أنا أمسح طرف دمعه : أخاف أصيح و أنا ما ودي ..
شفته ابتسم و رد : لا تكتمين .
ضحكت و رجعت أقول : موب كذا بس أحس اني قوه فرحه .
و كملت : لا يا ربي ما ودي أفرح قوه أخاف مثل أسماء .
ضحك مطلق و رد : تميتي شهرين و تقولين مثل اسماء لا أنتي حامل .
مسك وجهي بين ايدينه و لثم خشمي و رجع رد : تدرين اني داري من زمان لأنه ماهنا رجال يجهل بعلوم مريته ..
تلون وجهي و شتت نظري ....
و كمل مطلق : يااااا أم ساري .
فتحت عيوني الصغار بقوه و رديت : ساااااااري ؟!!
ـــــــــــــ نهاية الجزء الثالث و العشرين