.
الجزء الثاني عشر :
" ضجيج القلوب "
سكون يحيطنا إلا أنه يختلف عن ما يخالج أنفسنا من ضجيج لا يهدأ !!
يوم السبت ,, نهى
تدرون مع إني رحت اليوم للمدرسه إلا أني ما قدرت أشاور صديقاتي ,, أنا بصف ثاني ثانوي و أبي أحد أكبر منّ أقدر آخذ برأيه و يكون عنده خبره بالحياة ,, يمكن لأني حاسه إن خواتي أولى إني أشاورهن أو يمكن إحساسي إن الموضوع خاص هو اللي خلان أشاور خواتي ,,
جهزت ملابسي و استعديت لزيارة رونق ,, كنت أرتب الحكي اللي بقوله له و أحاول أصيغ الجمل ..
على أنه أختي اللي المفروض ما يكون بيننا حواجز ,, إلا أني كنت مرتبكة من الموضوع و من الكلام فيه ,, خايفه من الزواج نفسه و خايفه من الشخص اللي أسرفوا بمدحه !!
: يا ميمتي وينتس ..
صوت أمي قطع علي أفكاري ,, و فزيت من مكاني ,, اتجهت لمصدر الصوت ,, كان الصوت جاي من غرفته ,, دخلت عليَه لقيته منسدحه على سجادته و حاطه ايده على رأسه ,,
طحت عنده بالأرض و ناديته بخوف و ايدي تتحسس ايده : يمه وش بتس بسم الله عليتس ؟!!
استشعرت خوفي عليه و ردت مطمئنه : ما بي شي يمه بس رويسي موجعن شوي .
أنا : عسى ميب الضغط ؟!!
أمي : ميب أول مره يرتفع ,, روحي صلحي لي غجر خله ينزل الضغط شوي .
مررت ايدي على ذراعه و أنا أرد بخوف : ان شاء الله الحين أسويه .
قمت بسرعه و اتجهت للمطبخ ,, غليت الماء ,, و حطيت عليه الغجر ,, بعد ما خلصت حطيته بكاس و حطيته بالثلاجه عشان يبرد ,, كنت أتحرك بسرعه رهيبه ,, و الخوف ياكل قلبي ,, رحت أشوف أمي ,, لكنه هالمره كانت قاعده و رابطه راسه بشيلته .. رجعت للمطبخ و أخذت الكأس و وديته لأمي ..
بعد ما شربته لزمت عليه تنام له شوي و بالموت طاعت ,,
لما جيت أطلع نادتن أمي : نهى يا عمري لا تقعدين روحي لرونق .
التفت له و رديت : لا يمه ما نيب رايحه .
أمي : تراي طيبه الحمد لله لا تقعدين عشاني ..
أنا : إذا ما قعدت عشانتس أقعد عشان من ؟؟ و بعدين ودي أروح لرونق و أنا مرتاحه و متطمنه عليتس ,, خليه لبكرى أحسن ..
أمي : بهواتس أجل ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
يوم الأحد العصر ,, رونق
كنت قاعده أقرأ بكتاب عايض القرني لا تحزن ,, كتاب كلمة رائع قليله بوصفه ,, الكتاب هذا أهدتن أياوه هند أمس ,, لأنه عارفه إني أحب القراءه ,, و من أمس ما فارق ايديني ,, حاسه إنه أغلى من الذهب ,, لا لا أغلى حتى من التحف الأثريه الثمينه ,, تدرون ليه ؟!! لأنه بإختصار صار المتنفس الوحيد لي !!
كنت منسجمه بالقراءة لحد ما سمعت أصوات و ازعاج ,, أرهفت سمعي أحاول أفهم سبب الضجه لكن ما عرفت ,, نغزن قلبي بس كذبت إحساسي السخيف !!
مشيت بخطوات بطيئه للصاله ,, و الصوت كل ماله يعلا ويوضح ,, كان صوت هند تصيح ,, وقفت بمكاني و أنا أحاول أكذب أذاني ,, بس هذا صوت هند أكيد ,, استغربت صياحه ,, يمكن متهاوشه هي و عبدالرحمن ,, لا لا ما أعتقد ,, طيب ليه ,, يا ربي هالصوت ما يذكرن الا بأيام الــكــرْبـــــــه !!
علا الصوت أكثر و اخترقت اذاني صوت شهقاته و كلماته الناريه : أسماء حرام تروح لا لااا !!
كان الكلام أشبه بالرصاص اللي اخترق اذاني و أصاب جسمي بالشلل ,, جمدت بمكاني للحظات أحاول أستوعب ,, لكن الجمله واضحه و ما تحتاج أحد يفك طلاسمه ,, رن صوت براسي " أسماااااااااااااااااء "
مسكت راسي بين ايديني و طحت على الأرض أصرخ ,, يا ربي وشي دنياي بليّا أسماء ,, كلهم راحوا و تركون بس أسماء لااااا لاااااااااااااااا ,, زاد صياحي و أنيني و اختلط مع شهقاتي ,, حسيت بشي حار انكب على وجهي ,, غمضت عيوني و عضيت على شفايفي ,, سمعت صوت عبدالرحمن و فتحت عيوني ,, كان يصرخ بكلام استصعبت فهمه إلا إن جمله وحده تحدت كل الاستيعاب البطيء اللي أعيشه بهاللحظه ,,
" أسماء بخير "
شهقت و طاحت دموعي ,, أسماء بخير يعني ما ماتت ,, أسماء أخيتي ما ماتت ,, تحسست وجهي و لمست دموعي يعني صدق ما ماتت ,, حسيت بحرارة وجهي و لمست خدي ,, بهاللحظه استوعبت إن الحراراه اللي بوجهي ناتجه من كف عبدالرحمن !!
عبدالرحمن : رونق قسم بالله إن أسماء طيبه تكلمي وش بتس ؟!!
ناظرته للحظات و همست : هـ..ـنـ..ـد تصـ..ـيح إهئ إهئ !!
نزل راسه و ارتبك : هاه لااا بس... يمكن إنّه تعبانه !!
رديت باستغراب : تعباآآآآآآآآآآنه !!!
بهاللحظه دخلت هند وتكلمت بسرعه : ادعيله يا رونق و الله انه محتاجه لدعوااااااا .............. و ضاع الكلام مع شهقته و صياحه,, اختلطت الحروف بدموعه ,, ركزت نظري عليه للحظات أحاول أستوعب اللي تقوله ,, ادعيله يا رونق ,, طيب منهي ,, و وش دخّل أسماء ,, يآآآآآآآ ربي ارحمن راسي بينفجر و قلبي تنسمع دقاته على بعد ميل ....
التفت لعبدالرحمن و همست بصوت متقطع : حلفــ....ـتك بالله انـ...ـك تقول لي من هو اللي تعبـ........ـان ..
مسك كتفي و صوب نظره لي و تكلم : الله هو اللي خلقنا و هو اللي بيشفيَه و بعدين تطور الطب و فيه علاجــ.......
قاطعته و الخوف بيقتل قلبي و دموعي ملت وجهي : تكلم بسررررعه ...
عبدالرحمن : أسماء عنده سرطـ...ـان بالرحم !!!!!!!!!!!!!!!
أربع كلمات سهلة الفهم لأي انسان بالدنيا إلا لـــــــي ,, كانت رموز لأشياء موب مفهومه أشياء من نسج الخيال ,, لا سمعت عنه و لا شي !!!!!
حسيت باهتزاز جسمي تحت ايدين عبدالرحمن و همست بتكذيب لخرافات قربت من مدى استيعابي ...
أنا : من هي اللي عنده ســـ....ـــر..طـــ....
و اختنقت حروفي قبل لا تطلع من افمي ,, صعب احساس الفقد صعب حيل و مرّ ,, أمرّ من المراره نفسه !!
عبدالرحمن : أسماء ....... بس ادعيلـ.....
ما وعيت الا بارتطام ايدي على افم عبدالرحمن ,, و الله ما حركت ايدي ,, هي اللي تحركت تحاول تمنع بقايا حروف ممكن تأكد الاسم اللي سمعته ,,
صرخت بصوت مخنوق و أنا حاطه ايديني على أذاني : كذآآآآآآآآآآب أسماء بخير ... إهئ حتى أنت قلت تو انه بخير إهئ إهئ .. أنت ما تفهم أسماء طيبه ....
كانت ايدينه تسحبن لكني قاومته بأكبر قوّه أقدر عليه ,, صرخت و سبيته ,, صحت و دفيته و بالأخير لما حسيت اني تعبت و قربت أفقد قوتي جمعت القوه الباقيه بي و تفلت بوجهه !!!
ما احتاج تعب كثير حتى تنهار كل قواي و أستسلم لإيدينه اللي سحبتن و ما تركتن حتى بعد ما ارتطمت بصدره ,,
كانت ايدينه تحاوطن ,, و تمتماته بآيات القرآن تلامس مسامعي ,, حسيت بالهواء اللي ينفثه علي بين الفتره و الثانية ,,
قلبي دمَع مع هالخبر موب عيني ,, حسيت بعيوني تجرحت من البكاء و قلبي بيطلع من صدري ,, كانت شهقاتي و وناتي هي العازف الوحيد بالمكان ,, صحت أسماء اللي صارت لي أمي و أبوي و أختي و أخوي و كل ما لي بهالدنيا ..
مر وقت موب قصير ,, كانت الفكره المسيطره عليّ هي فقد أسماء ,, قطع عليّ تفكيري ضغط عبدالرحمن لايدي ,, اعتدلت بجلستي و رفعت نظري له و تكلم باطمئنان و ايديني بين ايدينه : اذكري ربتس ,, الحمد لله و الشكر المؤمن مبتلى و أسماء ما شاء الله عليه صابره و محتسبه بس أنتي !! ..
أنا : قسـ....ــم بالله إنـ...ـه غصب علي هذي أسـ....أسمـ.......ـاء ..
قاطعن عبدالرحمن : كلنا غالية علينا و هذاه بتدخل العشاء للمستشفى ..
أنا : إلى الحين ما دخلت تتعالج !!
نزل راسه و رفعه : قلت لتس اليوم بتدخل بس تراه تبي بناته يجلسن عندتس إذا تقدرين ؟!!
أنا : بناته !!! و ليش أنا بالذات ؟!!
عبدالرحمن : لا تكثرين الأسئلة و قومي صلي لتس ركعتين و لا أشوفتس صايحه عند بناته ,, لا تخوفينهن !!
استشعرت المسؤولية ,, ثلاث بنات بيكونون برقبتي لحد ما الله يكتب لنا اللي به خير لنا أجمعين ,, سحبت نفسي المثقلة بالهموم و اتجهت لغرفتي...
أما عبدالرحمن سحب نفسه و راح لروح ثانيه تتألم لمرض غالي عليَه ,, راح لــهــنــد !!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
بنفس اليوم ,, نهى
دخلت غرفتي و سكرت الباب علي بسرعه و تسندت عليه بتعب ,, غمضت عيوني و عضيت على شفايفي أحاول أمنع أي عبره تطلع,, كنت كل الدقايق القليله اللي قبل شوي أطمن أمي و أواسيه ,, كنت قويه عشان كذا أبي أبقى قويه دام أمي منهاره ,, ما استمريت لحظات بحالة السكون هذي لأن صورة أسماء جت بوجهي ,, دموعي نزلت و العبره اللي ساده حلقي طلعت ,, طحت على الأرض و أنا أنتحب ,, كان جسمي يرجف و قناع القوه اللي لبسته للحظات عند أمي طاح و انكشف الضعف اللي يبطنه ..
انشل تفكيري وأنا أتخيله ,, كان ما يدور براسي إلا هي ,, معقوله أسماء مريضه ,, يآآآآ الله وجع عظيم اللي أحس به ,, أعظم من الألم الجسدي ,, صحيح إني مالي فترة من تعرفت عليَه لكنّه أختي ,, من لحمي و دمي ,, و الألم اللي تحس به أختي يصيب قلبي قبل لا يصيبه !!
انتبهت على صوت أبوي ينادي : نهى وينتس يا عين أبوتس !!
رديت بصوتي المبحوح من الصياح : سم يبه هذاي أجي ..
مسحت دموعي بأطراف أصابعي و حاولت أرمم قناع القوه اللي انهار عشان لا يحس و يتضايق أبوي لهمي !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
العشاء ,, أسماء
: أسماء وصلنا !!
انتبهت من تفكيري على صوت سلطان ,, التفت له بنظرات حايره ,, للحين موب مقتنعه باللي أسويه ,, لكن كله عشان خاطر سلطان ,,
حسيت بايده الدافيه تلامس ايدي ,,
رفعت راسي له و ناديت بإسمه : سلـ...ـطان .
رد بصوت أقرب للهمس : لبيه !!
ما كنت عارفه وش بقوله لكن اللي عندي كثييييييييير و موب فاهمه منه شي , خوف و حزن و و و ما أدري و الله ما أدري .
سلطان : و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم .
رديت : أنا ما كرهت بـ...ـس بنااااتـ...ـي .
طاحت دموعي و بديت أنشج ,, تذكرت بناتي اللي في الحقيقه ما راحن عن بالي ,, ضميت ايديني لصدري و أنا أنشج ,, كنت أسمع صوته يذكر الله ,, لا ما أبي أغثه و الله بس وش أسوي ,, سحبت نفس طويل يمكن أهدأ بعده ,, لكن مع هالنفس دخلت ريحة رغد بنيتي , و انفجرت أصيح أشد من قبل ,, قبل لا أطلع تعلقت بعباتي و صاحت تبي تروح معي ,, زادت شهقاتي و ضميت عباتي بأقوى ما عندي أحاول أشم ما بقى لي من ريحة بناتي ,, ماكانت الا ثواني أو أقل حتى حسيت بنفسي بين ايدينه ,, سمعت دقات قلبه و حسيت بنفثه عليّ ,, غمضت عيوني و أرخيت جسمي ,, كنت أسمع الأيات بقراءته العذبه ,, و تخللت ريحة دهن العود اللي يعطر به لحيته لأنفي ,, انخرطت بأفكاري ,, و الله ما همن بهالدنيا الا بناتي و سلطان ,, سلطان !! وقفت عند هالاسم و أنا أفكر فيه ,, يا كثر ما صبرت عليّ يا سلطان ,, جبت لك بنات و حرمتك من الولد اللي تمنيته و مع ذلك حمدت الله و شكرته ,, و المصيبه اللي صارت لأهلي ,, وقفت معي مع إنك موب عارف شي من الحقيقه و لا خطر على بالك تسأل ,, و الحين مريضه و مرضي علاجه شبه مستحيل و مع ذلك صابر ومطمئن و فوق كل هذا متحمل قسوة أمك ,, يآآآآآآهـ يا كبر قلبك يا سلطان !!
رفعت راسي له ,, كأني لمحت دمعه لكنه انمسحت مع أطراف أصابعه و همس بصوت مطمئن : وش اللي يريحتس الحين ؟!!
ركزت نظري له و تعلقت عيوني بعيونه و أنا عارفه اللي يتمناه همست بداخلي " و الله لأسوي اللي تبي " همست بصوت مبحوح : نتوكل على الله و ننـ...ــزل .
شقت البسمه وجهه و تكلم : و ربي موب مخيبتس ..
ما كانت إلا لحظات حتى حسيت بالباب ينفتح و إيده تمتد لي ,, تمسكت به و نزلت معه من السياره متجهين لداخل مستشفى التخصصي ,, دخلنا و توجه هو للإستقبال أما أنا تركته و وقفت بطرف بعيد عن الرجال ,, كنت أراقبه من بعيد ,, شفت موظف الاستقبال و هو يفز يسلم عليه ,, الأكيد إنه ما يعرفه لكن هيئة سلطان تجبر الناس على احترامه ,, لحيته الكثه و ثوبه اللي ما يعرف للإسبال طريق و بشاشة وجهه !!
تقدم الشاب السعودي اللي في الاستقبال و لحقناه ,, وصلنا للغرفه المطلوبه و دخلنا ,, كانت الغرفه تضم 6 سراير , اتجهت للمكان اللي أشار عليه سلطان فتحت الستاره و دخلت ,, كنت أسمع صوته و هو يشكر الموظف على حسن تعامله ....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
العشاء ,, رونق
خلصت صلاة العشاء و جلست بسجادتي و بين ايديني المصحف ,, كنت أقرأ الآيات بخشوع و دموعي تنزل ,, ما حسيت بالوقت لحد ما سمعت صوت عبدالرحمن ينادين ,, مسحت دموعي بأطراف أصابعي و سكرت المصحف و حطيته على الطاوله ,, تركت سجادتي مبعثره و اتجهت للحمام و أنا أرد على عبدالرحمن : جايه جايه !!
دخلت للحمام و أخذت الماء بين ايديني و كبيته على وجهي ,, عدته كم مره لحد ما شفت إن انتفاخ وجهي من الصياح خف ..
طلعت للصاله و شفت فطوم قدامي ,, ركضت و ضمتن ,, ضميته و أنا عاضه على شفايفي خايفه أصيح قدامه ,, لكن دموعي نزلن غصب و أنا أسمع كلامه ..
فطوم : خاله رونق شفتي ماما راحت تجيب دواء من الدكتور و تجي ..
ضميته بقوه و أنا موب قادر أتكلم إلا على دخلة عبد الرحمن ..
عبدالرحمن : فطوم روحي شوفي عزيز و ربا يلعبون بالحوش ..
ارخيت ايديني و تركته ,, و هي طلعت تركض للحوش ,, مسحت دموعي و رديت و أنا أشوف نظرات عبدالرحمن المعاتبه : و الله ما قدرت أمسك نفسي .
عبدالرحمن : قلت لتس اذا ما تقدرين عليهن..........
قاطعته بسرعه : لا أقدر و الله أقدر .
نزل راسه و رفعه و تكلم : نشوف !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
يوم الأثنين .. رونق
انتبهت من النوم ,, رفعت ايدي و شفت الساعه تسع الا ربع ,, مع اني ما نمت زين إلا إني قايمة مبكره ,, كل شوي أصحى و أشوف البنات و أغطيهم ..
البارح لما جينا ننام فرشت لهن بالأرض و نمت أنا وياهن ,, كانت رغوده على يميني و ربا على يساري ,, و فطوم نامت على سريري ,, شفت الباب ينفتح ,, كانت هند غريبه وش عنده ,, قمت من فراشي و طلعت له ,,
هند : يا خزياه منتس أزعجتس .
أنا : لا أصلا صاحيه .
هند : عسى ما شر .
أنا : لا بس أحس.....أحس أني قلقانه على أسماء وو ... إلا أنتي تبين شي .
ابتسمت هند : لا و الله بس أبي أتطمن على البنات .
أنا : وش مقومتس هالوقت .
هند : و أنا أصلا نمت !!
أنا : ليه ؟؟
هند : نفستس القلق ذبحن !!
و كملت : الا تعالي خلينا نتقهوى ..
أنا : يله ...
رحنا للمطبخ و سوت هند قهوه ,, تقهوينا و كل وحده منا غارقه بأفكاره و مخاوفه ,, كل وحده منا خايفه تصرح للثانيه باللي يدور بباله ,, كل وحده تبي تصير هي القويه اللي توقف جنب أسماء ,, لكن هيهات قلوبنا مليانه و تنتظر أي شي عشان يتفجر هالحزن المكبوت ..
لما صار الظهر قالنا عبدالرحمن نجهز البنات عشان أبوهن يبي يمرهن ,, و بعد ما راحوا البنات عرفت إن عبدالرحمن و هند يبي يروحون يزورون أسماء ,, دخلت المطبخ و لقيت هند تشرب ماء و معه عباته....
أنا : هند ..
هند : نعم .
أنا : صح تبي تروحون لأسماء .
عضت هند على شفته و تكلمت بسرعه : و الله العظيم إني قلت لعبدالرحمن أنتس لازم تجين معنا بس هو عيّا .
مع إنه باين الصدق بعيونه و ما أشك إنه تكذب ,, إلا أنه كان عندي أمل !!
تركته و طلعت أدور عبد الرحمن ,, كان ينزل من الدرج و يسكر أزارير ثوبه ,,
اتجهت له و تكلمت برجاء : عبدالرحمن ودي أروح أشوف أسماء .
عبدالرحمن : لا .
أنا : الله يخليك .
عبدالرحمن : لاااا .
أنا بعصبيه : موب على كيفك أبشوف أسماء .
اتجه لي عبدالرحمن و العصبيه باينه بعيونه و دفن بإيده ..
و تكلم بصوته العالي : هييييه أنتي !!
, لا تتخيلين إننا بنسى اللي سويتيه ,, و إلا وش على بالتس أخذتس للمستشفى تصيعين هناك ,, اقعدي بالبيت أستر لتس !!
كافي يا خوي كافي ,, لا تصير عليّ أنت و الدنيا !!!!
و طلع ,, هدم اللي بقى منّ و طلع ,, شلت نفسي من الأرض و سحبت رجليني و رحت لغرفتي ,, طحت على سريري و أنا أجهش ببكاء مووووووووووووووجع .........
مر علينا الوقت كئيب ,, نسيت أو بالأحرى تناسيت كلام عبدالرحمن اليوم و لهيت نفسي بوعد هند إنه تكلمه للمره المليون علّ و عسى يسمح لي بكرى أو بعده أروح أزور أسماء ,, كان يومنا ساكن من تعابير وجيهنا لكنه كان مليان بضجيج قلوبنا ,, كان يومنا كئيب ما يتخلله إلا دموعنا و قلقنا الدائم على أسماء و حيرتنا بأسئلة بناته اللامنتهيه !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
بعد صلاة العصر ,, عزام
طلعت من المسجد بعد ما صلينا العصر ,, يمكن تستغربون إني صليت بالمسجد ,, لكن أنا عزمت أمري على شي ,, تبون تعرفون هالشي ,, الصراحه إني خفت من كلام صديقي طلال يوم قال ان رونق يمكن تدعي علي ,, و غير اني بأتزوج يعني أبستقر ,, عشان كذا قررت اني ما أتعرض لا لرونق و لا لغيره ,, ايه غيره !! أنا راعي مكالمات لكن يشهد علي ربي اني عمري ما طلعت مع وحده منهن أو فضحته إلا رونق ,, لكني الحين يوم قررت أتوب ما قدرت أتكلم و أبرئ رونق ,, أدري اني غلطان لكن ما أملك الشجاعه اللي تخلين أعترف بهالشي لعيال عمي و أخوي تركي ,, غير إن رونق بعد غلطانه ,, من قاله تكلم رجل ,, بس و الله إني أرحمه ,,و حلمي ما راح يتحقق اذا تكلمت ,, نهى بترفضن و أنا أتمناه لي !!
غمضت عيوني و أنا أجلس بمقعد سيارتي و همست : يا ربي تعينن على هالدنيا يآآآآآآآآآآ رب .
اتجهت لبيت عمتي منيره و يوم وصلت شفت ابو فهد جاي من المسجد و معه رجل بعمره تقريبا ..
نزلت من سيارتي و سلمت على ابو فهد ,, سحبت كرسيه و دخلت معه للبيت ..
بعد ما تقهوينا و سألنا عن الحال و الأحوال فاتحته باللي أنا جاي عشانه ,,
أنا : ابو فهد أنا جاي اليوم و ودي أطلبك طلب .
نزل راسه ابو فهد و ابتسم و كأنه عارف اللي أقوله و تكلم : تباطيت الرد يا ولدي ؟؟؟!!
ابتسمت بإحراج و رديت : أخاف يرفضونن ياعـم !!
ابو فهد : أنت تنشرى يا عزام و لا تخاف ان شاء الله انهم موب مبطين بالرد ..
تنفست بارتياح و أنا أسمع كلام عمي ابوفهد و شقت البسمه وجهي و أنا أرد : تسلم يا عمي !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
المغرب ,, ندى
صليت المغرب و لبست ملابسي ,, كان لبسي عادي جدا بما أني بروح لرونق ,, لبست تنوره بيج مع بلوزه سوداء و رفعت شعري كله و ما لبست عدساتي الطبيه زي ما أسوي كل ما جيت أبروح لأي مكان بالعكس اكتفيت بالنظاره و تركت وجهي بدون أي لمسات ...
خلصت و أخذت عبايتي و طلعت من غرفتي ,, نزلت تحت و شفت أبوي جالس ينتظرن بالصاله ,, لبست عبايتي بسرعه و اتجهت مع أبوي للباب ,, لكني سمعت صوت أمي تنادين ..
تركت أبوي يطلع و رجعت بسرعه للصاله أدور أمي ,, شفته تطلع من المطبخ بخطوات متسارعه و معه كيس ,,
أنا : وشو يمه تبين شي ؟؟
أمي ( هدى ) : خوذي هالبيتزا توي مسويته ..
ابتسمت و أنا آخذه : تسلم ايدينتس يمه . و ركضت متجهه للباب .
أمي : ندى خلي رونق تاكل أكيد قلبه آكله على أسماء .
أنا : ان شاء الله يمه .
طلعت أركض و ما وقفت الا بعد ما صدمت باب السياره ,, فتحت الباب لكنه ما انفتح ,, رفعت راسي و طاحت عيني على أبوي يسلم على واحد من الجيران ,, انكمشت داخل عباتي بحياء و أنا أتخيل انه شافن و أنا أطامر ,, وش يبي يقول أكيد بيقول مسيكينه ,, الله يرحم حالي بس !!
جاء ابوي و فتح السياره و ركبنا و اتجهنا لبيت خالي عبد الرحمن ,, وصلنا و دخلت ,, سلمت على هدى و اتجهت لمعتكف رونق " غرفته " هالبنت ما أدري متى بترتاح و تعيش مثل الناس و تترك هالغرفه ..
دخلت عليه و سلمت لكنه قابلت سلامي ببرود ,, أدري انه متضايقه عشان أسماء ,, بس ربي هو الشافي ,, و حنا ندعيه و بإذن الله ان ربي موب مخيــبنا ..
حاولت قد ما أقدر إني أغير من جو رونق ,, لكنه متضايقه و ما أدري وش اللي مضيق صدره غير هم أسماء ,, كلم عليه فيصل ولد خالي محمد و سولف عليه شوي لكنه ما زالت كاتمه شي كبييييييير بقلبه ,, لزمت عليه تاكل قطعة بيتزا ,, و ما فاتتن ابتسامته لما قلت له ان أمي مسويته عشانه ,, علمته إن أمي بتدخل بكرى ترافق مع خالتي أسماء و ارتاحت لهالخبر كثييييييير ,, طلعت من عنده الساعه عشر و ما طلعت الا بعد ما غطيته بفراشه هي و بنات خالتي أسماء و وصيته تنام و ما تفكر بشي لأن ربي قادر على أن يحيي العظام و هي رميم ....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
الثلاثاء ,, هند .
بعد ما تغدينا و شفت عبد الرحمن رآآآآآآيق ,, فاتحته بموضوع زيارة رونق لأسماء ,, ذكرته بالكم اللي تحمله رونق من آيات القرآن بصدره و بدار القرآن اللي كانت تدرس به ,, ذكرته إن ربي يقبل توبة العبد ,, إن ربي غفور رحيم ,, حبيت راسه و ايديه ,, نزلن دموعي و أنا أترجاوه و بعد الموت طاع ,, أخيراً وافق ,, يآآآآ الله يا فرحة رونق بهالخبر ,,
تذكرت جرحه لـَه أمس و كلامه المسموم ,, ترجيته يبلغه بنفسه ,, أبيَه تحس بجيتـُه لغرفته و طلبـُه منه أنه تزور أسماء ,, أبيَه تتخيله اعتذار مع انه ابعد ما يكون عن الاعتذار ,, من يدري يمكن يقدر عبدالرحمن يضمد لو جزء من جرحـُه له أمس !!
.
.
.
عبدالرحمن
اتجهت لغرفة رونق و راسي يدور من الأفكار اللي تواردت عليه ,, يا ربي أنا ليه وعدت هند إني آخذه معي ,, أخاف تـ ... أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ,, أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ,, نفضت راسي أطرد هالأفكار الخبيثه منه و كملت طريقي لغرفته !!!
.
.
.
.
رونق
دخت من التفكير موب لاقيه طريقه أقدر به إني أزور أسماء ,, كنت ألبّس ربا ملابسه و أفكر ,, لكني ما لقيت إلا إني أترجى فيصل يأخذن بدون لا يعرف عبد الرحمن ,, خلصت من ربى و أمرته تطلع من الغرفه ,, استغليت الفرصه و أخذت جوالي من تحت وسادتي و بحثت بالأسماء اللي ماكان فيه الا ثلاث أرقام أمجاد و فيصل و ندى ,,
طاح الجوال من ايدي و انسحب اللون من وجهي و أنا أشوف اللي دخل ,, تعلقت عيوني بعيونه المحمره ,, و نزلت نظري لايده المقبوضه ,, سحبت ايدي اللي به الجوال و ضميته لصدري أحاول أخفي شي أوضح من الشمس ,, تقدم و الشياطين راكبه راسه أخذ الجوال من ايدي و سحبن مع شعري بإيده الثانية ,, حسيت بجذور شعري تتقطع ,,
سحبن من شعري لحد ما وقفن ,, تكلم و هو صاك سنونه بعصبيه مجنونه و أنفاسه الحاره تحرق رقبتي : من وين لتس يالكلبه !!
من الخوف راح كل الكلام و تبخّر ,, نسيت حتى أبجديات الكلام ,, و مر جزء من الثانية ..
زاد من شده لشعري و بدأ يحرك ايده يمين و شمال و هو يصرخ عليّ : من وين تبيننا نثق بتس و أنتي تخونيننا هاه ... أنتي ما تخافين ربتس ,, وين القرآن اللي بصدرتس و الا وشوله تحفظينه ,, ما أدري أنا شفت هند و البزران يصيحون و يسحبونه و إلا أنا أتخيّل ,,
دفن بكل قوته على الأرض بدا يرفس بطني برجلينه ,, حاولت أحمي بطني بايدي لكن ايدين فطوم سبقتن ,, كنت أسمع ضجيجهم و صياحهم ,, حتى أني سمعت و شفت الكف اللي ارتطم بخد هند ,, ابتعد عنا و أخذ الجوال و فتحه و قرأ اسم فيصل بصوت عالي ,, و هدد و توعد فيه انه يأدبه ,, قرب لي و تكلم بصراخ : مسجله بس ثلاث ارقام تحسبينن غبي ,, الله لا يوفقتس يا حقيييييره !!
و ركلن برجله آخر ركله و تفل علي و طلع و هو يتوعد و يزبد !!!!
لملمنا اللي بقى منّا أنا و هند و قمنا نحاول نبين للبزران إننا بخير و حنا أبعد ما نكون عن الخــــــيــــــــر !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
المغرب ,, هند ..
تعبت و أنا أحاول أبث الطمأنينه بقلوب البزران بعد الخوف اللي ملأ قلوبهم ,, سلطان ما جاء يأخذ بناته اليوم لأن أسماء بدت تتعالج اليوم بالكيماوي و أكيد حالته صعبه ,, و الحمد لله إنه ما أخذهن ما أبيه يشوفهن متأثرات ,, خلهن بكرى لين ينسن اللي صار !!
من طلع عبدالرحمن الظهر ما رجع ,, خايفه من اللي يبي يصير لأني عارفه ان عبدالرحمن ما راح يسكت أبدا ..
سحبت نفسي من غرفة عزيز و ليان بعد ما نومت أخر واحد من البزران كانت فطوم بنت أسماء اللي انهد حيله من الصياح لحد ما نامت ..
اتجهت لغرفة رونق ,, قبل لا أدخل سمعت صوت نشيجه ,, وقفت بمكاني و لفيت و رجعت من مكان ما جيت ,, ما بيدي شي و ما أقدر أشوفه بهالحاله ,, رحت لغرفتي و أطلقت العنان لنفسي ,, تركت دموعي تنزل و علا صوت نشيجي بالغرفة !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
العشاء ,, رونق .
كنت منسدحه على سجادتي ,, مرات أصيح و مرات أهدأ شوي لكن ما تطول فترة الهدوء الا و تقتحمه موجة دموع جديده ..
خايفه من عبد الرحمن و موب متخيله وش يبي يسوي ,,
سمعت نحنحته و شفت زوله يقرب من الغرفه ,, سحبت رجليني و لصقتهن ببطني أحاول أمنع أي ضرب ممكن أتعرض له ببطني ,,
دخل و هو يمشي بتعب ,, كان باين انه يمشي جسم بلا روح ,, ثوبه مصفر و شماغه على كتفه ,, وجه نظراته الغاضبه لي و تكلم بصوت مبحوح هدّه التعب : أقسم بالله لو أنا موب خايف من ربي لا أذبحتس و أرتاح منتس ...
تنهد بتعب و كمل : لكن خلاص أبرتاح منتس بعد بكرى ان شاء الله ,, ضفي خلاقينتس لأن أمتس الشامية بتجي تاخذتس ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نهاية الجزء الثاني عشر ..
بفارغ الصبر أترقب حروفا ستخط هنا ...
.
13-02-10, 01:33 AM
جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
العرض العادي
