صغيرة ترفل في ثياب الأمنيات ,,
يغرقها والديها حبا و حنانا فهي وحيدتهم التي لم ينجبوها ,
أحبوها كما لو أنها وهبتهم الحياة ,
وهي بدورها بادلتهم الحب و أتقنت دور البنت البارة ,
عاشت حياتها سعيدة لا ينغصها إلا زيارات ذلك الكهل ,,
أحبته بدافع دمها و دمه اللذان يجريان بهما ,
لكن وعوده لها منذ أن كانت صغيره هي من سبب لها الألم ,,
فمسلسل طول الأنتظار أصابها بالملل ,,
لا تريد شيء من هذه الدنيا إلا أنها تطمح للقيا من حرمت منهم
بلا ذنب ,
لتكتمل روعة حياتها بوالدين حنونين وإخوة لم يسمح لها
الزمن بعد بلقياهم ,
لا تزال كلمات ذلك الرجل صاحب القلب القاسي المتلبس بالحنان
و المسمى بـ " والدها " تطرق ذاكرتها ...
: يبه متى بشوفهم ؟
: لا تخافين يا أميمتي بتشوفينهم ان شاء الله بس موب
الحين .
: طيب متى ؟
: لا كتب الله يا بنيتي .
دائما هذي كلمته , دايما يوعدن إن هاليوم بيجي , لكن
متى ؟ ما ندري !! على قولته متى ما الله كتب , كان
عزاي بهالدنيا إنه بيجي يوم و أشوفهم , عشت عمري
كله و أنا أعد الساعات و الدقايق , لين مرت الأيام و
السنين و أنا أنتظر , ما عدت ذيك الطفله الصغيره اللي
كل ما شافت أبوها بزيارته الخاطفه تسأله بالحااااااااح
" يبه متى بتودين عندهم " !!
كبرت و زادت حاجتي لهم ,, زادت رغبتي بشوفتهم , دفنت
رغبتي بصدري لأني شفت تهربه بعيونه و كلُّه ,
قلت زياراته مع الحاحي , فاضطريت إني أكتم حتى أمنياتي
عنه , عسى يرجع يزورنا مثل أول , لكن كأنه استعذب البعد
و ارتاح من هالهم ,
تعود يرمي حموله على أخته و يبعد , بحجة كسب الرزق
لين راح و ترك كل شي , كللللللللل شييييييييييييييييييييي حتى
أغلى ما عنده بهــالدنيا " المزرعه " !!!
ياليتك معي هالحين يا يبه يا ليت !!!!
: نهى يا نهى يا يمه تعالي .
دخلت للإستراحه و أنا أشوفهم قدامي ,, أهلي اللي عشت
عمري كله و أنا أتخيلهم , كنت راسمه لكل واحد منهم صوره
ببالي ,
هدى أختي الكبيره أو المره الحديديه زي ما قال محمد تمنيت
أشوف جرأته اللي يفتخر به أبوي و خفة دمه اللي قالتلي
عنه أمي منيره ,
تمنيت أشوف أسماء الحيويه اللي ما ينسمع له صوت على
و مي اللي أسرف أبوي بمدحه " سنعه و مرة بيت و ..و ..ووو " ,
رونق اللي على كثر ما اختفى ذكره من لسان أبوي على كثر ما
تردد اسمه على لسان عبد الرحمن و محمد اللي باين إنه يكن له
معزه خااااااااااصه ,
كنت أسلم عليهم و أنا خايفه من ردة فعلهم أنا غريبه عليهم
تذكرت وعد أبوي متى ما الله كتب , و تمتمت بصدري كتب الله
كان المكان غريب علي و الناس أغرب ,,
ما قدرت أوقف رجفة ايديني لما بدت أمي منيرة تقول قصة حياتي
اللي ماكان لي ذنب به ,, لكن يد أمي و لمسته لي بين فتره و
الثانية تريحن شوي ,
حاولت أتخيل موقفهم إذا عرفوا الحقيقه ,, كنت أتابع نظراتهم
أبي أحفظ كل شي بهم و أعرف ردات فعلهم إذا حسيت إنهم
منشغلين عنّ , لكن بمجرد انتباههم لي أشتت نظراتي لبعيد
و كأني ارتكبت جريمه ,,
ردة فعلهم شييييييييي ما أقدر أوصفه شي بعييييييييد عن توقعاتي
لأني كنت راسمه لهم بخيالي صوره غير , عمري ما توقعت إن
أهلي بهالطيبه .
كانت أسئلتهم لي شي لذيييييييذ ,, عشت عمري كله و أنا أتمناه ,,
شعور إنتس تسولفين أنتي و خواتس شي ألذ من أي شي بالدنيا ,
شعور إنتس طلعتي لحياة مليانه ناس ام و ابو و اخوان و خوات ,
هذي هي الدنيا , اليوم بس انولدت من جديد , تمتمت و أنا أسعد
من أي انسان بالدنيا : يارب تديم هالسعاده يـــــــــا رب .
مر الوقت سريييييييييييييييع , كنت منتبهه لكل شي يسوونه ,
تدرون لو أقولكم كم مره رمشت عيون هدى أو كم مره ابتسمت
أسماء أو أو أو..,
, أخاف يجي يوم و أفقد هاللمه ,
شفت لمسة حزن على وجيههم كلهم , شكل جرح فقد أمهم و
أبوي للحين ما برى ,
لكن مي و رونق حزنهن غيييييييييير , يا عمري هن , يمكن
عشانهن عايشات معهم في نفس البيت يعني موب مثلي ,
لأني ما كنت عايشه مع أبوي , تمنيت أجلس معهن
زي أي خوات بالدنيا أواسيهن و يواسننّ , لكن علاقتنا للحين
ما تسمح بهالشي ..
أكثر شي شدن ّ و حيرن هي رونق اللي مبين الحزن على
بالبدايه كنت أشوف رونق شبه طبيعيه , لكن بعد صلاة العشاء
راحت للمراجيح هي و وحده من البنات ,
حسيت بفضول كبير أبي اشوف المكان اللي تجتمع به العائلة
كل خميس , قمت و تمشيت بالإستراحه بينما هم كلهم مشغولين
بالصلاة , شفت بنت صغيره تمشي رايحه لباب الشارع لحقته ..
أنا : وش اسمتس يا حلوه .
ابتسمت البنت و نزلت راسه مستحيه : أنا فطوم .
أنا : أنتي بنت محمد أو هدى .
لفت راسه بمعنى لا و ردت : لا أنا ماما أسماء .
ابتسمت له بحب يا طعم البرائه يا ناس : طيب وين رايحه ؟
فطوم تأشر على الباب : بروح ألعب بالمراجيح .
ابتسمت ببلاهه وأنا أتذكر إن هذا موب باب الشارع هذا باب
يطلع على حوش المراجيح بعدين يجي بعده باب الشارع .
التفت أدور فطوم ما لقيته شكله راحت و أنا أهوجس , خل
فتحت الباب أبدخل لكني تفاجأت بندى بنت هدى داخله تركض ,
شكله ما شافتن , ومعه جواله تكلم .
دخلت للحوش شفت بنتين صغار يلعبن , فطوم ووحده ثانيه ,
سرحت بخيالي , أكيد مر من هنا و جلس هناك , أكيد كل شبر
من هالمكان مر عليه ,, يآآآآآآآآآهـ يا ليتك معنا يا ابـــ.......
" الدور على مين الحين يالفاجره "
تلفتت أدور مصدر الصوت , الصوت جاي من يساري أكيد من
المسبح , قربت لـ باب المسبح و أنا أمحي أدنى فكرة أنه ممكن
يكون فيه أحد بالمسبح بسبب الظلام اللي يعم المكان ..
طليت من الباب عشان أتأكد من فكرة أن المسبح فاضي ,
كان مظلم إلا من الضوء البسيط الداخل من فتحت باب الرجال ,
شفت شي غريييييييييب رونق و قباله رجل ,, قرب له و تفل
بوجهه من دون أي ردة فعل من رونق ,, تحرك الرجل و طلع و
رونق حطت ايدينه على وجهه و أجهشت ببكاء موجع ..
الموقف غريب و مستحيل يتفسر على أنه موقف غرامي لكن
الشي الوحيد اللي أقدر أعرفه إن أختي تتألم ..
تحاملت على نفسه و قامت متجهه للباب ,, تنحيت عن الباب بسرعه
لا تشوفن , لأني تجسست على شي أعتبره خصوصيات ,, جلست
جنب الدرج ..
طلعت رونق و جلست بوسط الحوش الرملي و بدت تصييييييييح بشكل
أخذت له فتره على هالحال ,, كنت أسمع نحيبه و أنا بمكاني ,
سمعت صوت عيال بالمسبح وشكل رونق بعد سمعت الصوت
لأنه مسحت دموعه و دخلت بسرعه لحوش الثيل ..
تبعت خطواته , أبي أتطمن عليه ..
التفت مرتاعه لمريم مرت أخوي محمد و رديت بتوتر: هاه
, و درت بنظري أحاول أدور جواب ثم كملت : لا بس رحت
أتمشى .
مريم : طيب حبيبتي ترا حطينا العشاء .
ابتسمت بحب لهالإنسانه صاحبة القلب الطيب و رديت : طيب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
: رونق بتس شي ؟
التفت لأمجاد وناظرته شوي بعدين نزلت راسي و رديت : لا
أمجاد : منتب طبيعيه أبد !!
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه لو تدرين وش بي يا أمجاد ,,
رديت : مابي شي وراتس أنتي ..
أمجاد بملل من حالتي : طيب تعشي .
ناظرت الأكل و كبدي تقلب و تنهدت ثم رديت : هذاي أتعشى .
حطيت الملعقه بالصحن اللي قدامي و بديت أقلب بالأكل وشريط
الأحداث اللي صارت بالمسبح ينعاد علي , و كلمة تركي ترن بأذني
" الدور على مين الحين يالفاجره "
" الدور على مين الحين يالفاجره "
" الدور على مين الحين يالفاجره "
مررت ايدي على كتفي و أنا أتحسس مكان مسكة عزام لي ,,
تمنيت لو أقدر أشيل الجلد اللي تلوث بمسكته , , مررت ايدي
على كتفي و أنا مكشره , لأني للحين أحس بلمسته ,, أحس
بأنفاسه الكريهه تحرق وجهي ,
تدرون دايما الانسان ما يتحسس إلا الشي الغالي عليه ,
لكن أنا غير تحسسته بأظافري لأنه صار شي مقرف بالنسبه
لي الحين !!
انتبهت لنفسي , كنت مركزه عيوني على نهى اللي يقولون
وهي كانت مبتسمة لي , نزلت راسي بإحراج , وش تبي تقول
: الحمد لله أكرمكم الله .
رفعت راسي لعمتي و أنا أسمع أصواتهم تتردد : " حياتس الله "
, " صحه و عافيه "
رجعت أصواتهم تختلط مره ثانيه كانوا كلهم يسولفون بحيث إن
نهى كانت محور الحديث , شكلهم يستجوبونه درت نظري بينهم
و أنا أفكر بموقفي السخيف مع عزاموه الكلب !!
أنا لازم أقول لأحد , بس لمن أقول ؟
لمحمد , بس محمد مستحيل يشوفن الحين و ما فيه حل إلا إني
وعبد الرحمن ما يبين أفتح الموضوع معه أبد , و مجرد ما أقول
أي كلمة تخص هالموضوع يشتمن أنا و اللي جابن لأنه ما يدري
وش يقول وهو معصب .
و تركي بعد وشلون أوصل له عشان أفهمه السالفه يعني
لا أقدر , و الله أقدر , تمتمت بهالكلمات و عيوني مركزة على
شي يمكن يكون هو وسيلة الوصل بيني و بين تركي .
: وش تقدرين عليه ومن تتكلمين معه أنتي .
التفت لـ أمجاد ورديت بعجل : مالتس دخل .
أمجاد : يا بثرتس يا شيخه .
قمت و غسلت ايديني , جلست مع عمتي شوي وبالي
بعيد عنه , كنت أفكركيف أبنفذ خطتي و أفهّم تركي ,
قمت و أنا معزمه أمري , إن صابت صابت و إن خابت
خابت , منيب خسرانه أكثر من اللي خسرته !!!
دخلت المقلط , كانوا كلهم لا هين يشيلون السفره , درت
بنظري أدور على شنطة هند لمحته بطرف المقلط , توجهت
له و مديت أيدي آخذه بينما عيوني تراقب الوضع ..
طلعت الحوش واتجهت لدورات المياه , ما فيه مكان أتأكد إنه
ما أحد بيدخل علي فيه مثل الحمام .
طلعت جوال هند من جيبي و دخلت على رساله جديده و
كتبت " و الله العظيم إني ما سويت شي حتى هو اللي صوته
بالشريط و الله حتى أنت تأكد "
و ضغطت على اضافة مستلم و بحثت في الأسماء لحد ما
لقيته ( ن : تركي ) , حطيت ارسال و رجعت للرساله ,,
قريته مره ثانيه ,, يا الله نسيت أكتب اسمي ...
: اللي يلقاوه له دعوه ..
ندى : طيب الدعوه شي معنوي وش لي إذا لقيته أبي شي مادي .
هند : يالطماعه منين لي أنا ؟ ما لي راتب و لا شي . و الجوال
من أغلى ما أملك .
أمجاد : يا عمري رحمتس خلاص أبدوره و أعتبره صدقه ..
هند : اعتبريه اللي تبين أهم شي تلقينه !!!
حسيت بالخوف يتخلل نفسي هند تدور جواله , طيب لو يرن
الجوال و هند برى عند المغاسل وش بسوي ؟ تمتمت و أنا ناسيه
المكان اللي أنا فيه : سترك يااااااااا رب !!!
اختفت الأصوات , فتحت الباب و شفت أمجاد تغسل لكن
ما فيه غيره , طلعت و انتبهت لي و للون وجهي المخطوف ,
أمجاد : رونق أنتي سامعة شي .
طلعت من دورات المياه و أنا مطنشته , بالي مشغول
كيف أرجع الجوال , صوت ليان اخترق إذني و نزلت
لمستواه : طحتي يا عمري , بسم الله عليتس .
خطرت ببالي فكره يا الله وكأنه القدر معي هالمره ,, طلعت
الجوال بخفه من جيبي و حطيته بيد ليونه اللي ابتسمت و
نست آلام الطيحه .. وكملت طريقه و كأنه هي المتهم .
أمجاد و هي موب مصدقه عيونه : رونق ليش آخذته !!!!
أنا : اسكتي يا شيخه ما تدرين وش صار لي .
أمجاد : وش صار تكلمي ؟
: أنا أقول وينهن أثركن تسولفن هنا .
أمجاد : نديوه وش جابتس كانت بتقولي السالفه .
ندى : أي سالفه ؟
رونق : السالفه راحت المهم إني أرسلت لتركي أعلمه
بالحقيقه ونسيت أكتب اسمي ؟ وش أسوي !!
أمجاد : الله ياخذ هالتركي اللي ما جابلنا خير !!
ندى : وشي الحقيقه اللي تعلمينه به .
أمجاد بعصبيه : بلا حقيقه بلا زفت و انسي الحقير تركي .
استغربت من عصبيتهن وعصبت على أمجاد لأنه تصرخ
بوجهي : وش دخلتس أبرسل له , تركي لازم يعرف الحقيقه .
ندى : و الله تركي ما يستاهل تبررين له شي .
أمجاد : أنتي غبيه ما تفهمين تركي حقيييييييييييييييييير انسيه .
خلاص وصلت معي من كلام أمجاد , أجل أنا غبيه ,توجهت
للحوش طالعة من دورات المياه و أنا أتكلم بقهر : ما لكن دخل
و بحاول أبرر لتركي لو آخر يوم بعمري .
أمجاد : ملكة تركي يوم الخميس .
توقفت الدنيا كله مع هالكلمه , و الأكسجين انسحب من المكان
و لساني انشل و عقلي ما قدر يستوعب اللي انقال , شحذت
همتي وتحرك لساني بثقل و أنا أردد الكلام : ملكة تـ....ـركي
يوم الـ... الـــ.....ــخميس .
قربت ندى وضغطت على كتفي و تكلمت بقهر : خليهم يا رونق
الله بلاه بُه و بلاوه بَه !!
أنا : منـ....ـــهي ..
تناظروا أمجاد و ندى و سكتوا ..
تكلمت و فكره مجنونه نطت ببالي : نهى صح !!
رفعت أمجاد رأسه بسرعه و ردت : لاااااااااا .. مــ........ــي ..
مي مي مي مي مي ....
جلست بثقلي على الأرض و المصيبه تضاعفت أضعاااااااااااف
شي أكبر من قدرتي على الاستيعاب , شي أكبر من الهم
و أعظم من المصيبه !!
وتكلمت بحشرجه : بس مي أختي , كيف مي تسوي كذا كيف ؟!!
أمجاد : قلعته الكلبه , هي كانت رافضه بس أبوي غصبه .
ندى : الله ياخذهم كلهم , و الله انهم ما يستاهلون تضيقين
صدرتس عشانهم .
لااااااا ,, ما أقدر أتخيل اللي يصير , و الله هذا فوق طاقتي ..
كنت جالسه على الأرض و عيوني متسمره , حتى الدمعه
موب راضيه تطلع ,, حاسه روحي فارغه , و قلبي يحترق
, أختي يا ناس و الله أختي ..
ما أدري كم مر علي و أنا جالسه بمكاني ,, اختلطت
علي أصوات ندى و أمجاد , ما كنت قادره أميز كلامهم ,,
لحد ما حسيت بيد أمجاد تمسك ايديني كانوا يوجهونن على
ما يبون و أنا موب عارفه وين بيودونن ,,
حسيت بلمسته على ايدي ,,
: باخذتس معي .
ناظرته و أنا ما أقدر أعبر عن شي , أصلا ما أقدر حتى
أفكر ,إلا إني حاسه بضغطه يشتد على ايدي بين الفتره و
الثانيه , و الله اللي يصير فوق طاقتي ,,
و الـــــــــــــــلــــــــــــــه ......
طلع جواله و ضغط الأرقام بحركه سريعه و تكلم شوي
بعدين سكر,,
حاولت أفهم شي من كلامه ما قدرت , فكري مشوش
وما أشوف قدامي إلا أختي و ..........لاااااا ,, أصلا هو
أكرهه ,, خل يروح يتزوج اللي يبي لكن أختي لااااااا ,,,
: فيصل تبي شي , رونق بتس شي ؟
تقدم فيصل و حب راس عبد الرحمن باحترام : طالبك يا عم
لا تردنّ .
عبد الرحمن : تكلم وش عندك .
فيصل : أباخذ رونق معي شوي .
تجهم وجه عبد الرحمن و التفت ناظرن بعدين رجع يناظر
فيصل و رد : بنمشي الحين للبيت , تعال بكرى للبيت اذا تبي
تشوفه .
فيصل بترجي : و الله بس نص ساعه و أجيبه للبيت .
عبد الرحمن لف و رجع لقسم الرجال و تكلم وهو ينهي
الحديث : قلت لك هالحين بنمشي .
فيصل رد بزعل : ليش شايفن بزر والا خايفن عليه منّ تراه
عمتي .
وقف عبد الرحمن بعد ما سمع لهجة فيصل الغاضبه
ورد بدون ما يلتفت : نص ساعه موب أكثر .
وكمل طريقه و طلع لقسم الرجال ,
جت أمجاد ومعه عباتي و همست لفيصل : تكفى يا فيصل كلمه .
أخذ فيصل العباة من أمجاد و لبسن إياه هو و أمجاد حسيت
بوشوشة امجاد وحسيت أخيرا بيد دافيه سحبتن ,
استقريت بالمرتبه بسيارة فيصل , انطلق لوجهه ما أعرفه ,
كان السكون يعم السياره , لا أنا تكلمت و لا هو , كنت
ما أشوف قدامي إلا سواد الليل اللي يشابه سواد حياتي و
سواد قلب أقرب الناس لي " أختي "
وقفت السيارة و نزل فيصل , فتح الباب و سحب ايدي لين
نزلت معه .. كنت فاقده القدره على التركيز بحيث إنه يوجهن
زي ما يبي , كان المكان مظلم و يخوووف , شكلنا والله
أعلم بـ "بر"
وقف قدامي فيصل وضغط على ايديني ثم تكلم : وش أخبارتس
ما قدرت أحرك لساني حاسه العبره سادة حلقي , بلعت ريقي
و حاولت أتكلم لكن ما قدرت لساني ثقيييييييييل , بلعت ريقي
مرة ثانية و ثالثه و نفس الحالة ...
لاحظ فيصل حالتي و ارتباكي ورجع يتكلم بنبره خايفه : رونق
ناظرته للحظات و للمره الثانيه يخذلن لساني عن الكلام و قبله
عقلي اللي موب مخلين أركز بشي أو أفهم ...
و رفعت كتوفي ونزلتهن كعلامه لــ" مدري "
حسيت بإيدينه تسحبن ودفن راسي بصدره ,, و كأني
لقيت نفسي و عرفت كل شي ,, الحين بس تأكدت إن كل
شي حقيقه موب خيال , تشبثت ايديني أكثر به و أجهشت
ببكااااااء موووووووجع ,,
كنت أصيح امي أصيح أبوي أصيح تركي , أصيح مي . ...
حاسه بيدينه تشدن أكثر ومع زيادة شده لي أفرغ قدر أكبر
من الحزن المتراكم بصدري ..
نفسي أموت الحين و لا يصير اللي قالوه ,, مي و تركي ,
ترددت الـ لااااااااااااا بين ضلوعي و طلع صداه برى , أعتقد
إنه لامس مسامع فيصل لأنه ضمن له أكثر و بدأ يقرأ
و ينفث علي ّ .
كان لصوته الهادي بترتيل آيات القرآن أثر كبير بتهدئتي ..
مر وقت طويل لحد ما قدرت أتمالك نفسي و خف صوت نحيبي
و علت شهقاتي معلنه نهاية موجة بكاء ,,
كانت وحده من يدين فيصل تحيط بظهري و الثانية تمسح
على راسي و تكلم : ليه تسوين بنفستس كذا ؟!
وكمل لما ما سمع منّ جواب غير تنفسي اللي تتخلله
شهقات : و الله إنهم ما يستاهلون اللي تسوينه , بعدين
تدرين إني فرحت بهالخبر .
رفعت راسي و ناظرته و تكلمت باستغراب : فـ.......ـرحت !!
كمل فيصل : كنت ناوي أعاقبه على اللي سوته لكن زواجه
من تركي هو أكبر عقاب له .
أنا : بس هي أختي وشلون تسوي بـــ....
و قطع علينا صوت جوال فيصل .
سكر و رفع راسه لي : هذا عمي عبد الرحمن معصب
ابتسمت و أنا أتخيل شكل عبد الرحمن لا عصب : أحسن
ابتسم لي و مشى معي للسياره و ايده على كتفي : ايه
و الله خله ينقهر دام قهره بيظحكتس ,, الله يديم هالبسمه
يا رب !!
______________نهاية الجزء السابع
بردودكم سأواصل طريقي ,, لا تحرموني منها ..