لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-10-09, 06:23 AM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

ارتدت كارولين البنطلون والقميص الأسودين اللذين ارتدتهما فى أول ليلة لها فى هذا البيت , ومعهما قميص من الدانتيل عاجي اللون . كان هذا الطقم بسيطا جميلا ولكنها تعرف انه عليها ان تكون الليلة واثقة من نفسها .

كان الثلاثة فى انتظارها فى غرفة المكتبة . بدت لورا مهتمة برأى كاورلين بمظهرها ,كانت ترتدي تنورة مزركشة طويلة فضفاضة وتعقد شعرها فوق أذنيها فبدت ناضجة نحيفة طويلة القامة .

هتفت الفتاة ضاحكة : " هل أبدو أكبر سنا ؟ إنه حذائى , انظري "

اغتصبت كارولين ابتسامة لها ولديبوراه , بينما سارع جايمس إليها يسألها بادب عما تريد ان تشرب .

فقالت بسرعة متجنبة عينيه : " آه , أي شئ بارد . لا بأس بعصير الليمون "

لم يناقشها جايمس , وتابعته هي بنظراتها وهو يجتاز الغرفة . لم يكن يرتدي بذلة العشاء هذا المساء , ولكن بذلته البرونزية كانت رائعة الأناقة مبرزة عرض كتفيه وعضلات ساقيه القوية .

عندما شعرت بأن ديبوراه تراقبها , أسرعت تقول :

- كان اليوم جميلا, أليس كذلك ؟

فقالت لورا : " أمضيت الوقت انا وتريفور فى البحيرة "

- أخبرتنى أمك انك كنت وابيك تمتعان نفسيكما .

وقطبت لورا حاجبيها :

- لم يكن أبى معنا

قالت ديبوراه ببرودة : " لابد أنك أسأت الفهم يا آنسة دوغلاس "

وإذ رأت كارولين نظرات جايمس الرزينة لها , لم تشأ ان تكذبها .قدم جايمس لها العصير , فشكرته بلهجة آلية وهي تتساءل عما يجعل ديبوراه تبتهج بمضايقة الاخرين .

شعرت بالراحة عندما جاءت جيني تخبرهم بأن العشاء جاهز , إذ سيكون بإمكانهم الانشغال بتناول الطعام . ولكن أثناء تناولهم الروستو , قررت ديبوراه تبديد هذا الهدوء الهش فقالت بعفوية :

- أخبرتنى الانسة دوغلاس بأنها تريد ان ترحل آخر الأسبوع .
هتفت لورا منزعجة : " ماذا ؟ " التفتت الفتاة إليها بعدم تصديق :

- أمي تمزح , أليس كذلك ؟ أنت لا تريدين حقا ان تتركينا , أليس كذلك ؟

- أنا ...

وقبل أن تتمكن كارولين من قول أى شئ , عادت ديبوراه تقول : " أنا لا أمزح يا لورا , فقد اخبرتنى الانسة دوغلاس هذا بنفسها بعد الظهر

ادركت كارولين انها اصبحت فى مأزق , وكانت تأمل ان تخبر لورا بالامر بنفسها وليس بهذه القسوة . قالت : " حسنا , نعم , ولكن .. "

عادت لورا تقول : " لماذا ؟ كنت أظنك مسرورة هنا . ظننت اننا منسجمتان معا واننا صديقتان ؟ "

- ونحن كذلك يا لورا .

قالت ديبوراه بقسوة : " لا اظن كارولين صديقة لك يا لورا , كما انها ليست صديقة لي"

ونظرت الى كارولين بتحد ثم تابعت تقول : " اتخذناها مربية ومرافقة لك ... لكي تساعدك فى نسيان افتنانك بذلك الرجل موني . وبدلا من ذلك , شجعت الانسة دوغلاس الرجل على القدوم الى هنا وتحدثت معه تليفونيا , والاكثر من ذلك خرجت معه بنفسها "
تجاهلت ملامح لورا الذاهلة وتابعت تقول : "لقد سألت نفسى كيف يمكنها أن تنشئ مثل هذه العلاقة معه فى مثل هذه الفترة القصيرة . وكان الجواب واضحا .. فقد عرفته قبل مجيئها الى هنا "

قالت كارولين بذعر : " لا ! هذا غير صحيح "

نظرت الى جايمس بعجز وطمأنتها النظرة التى بدت فى عينيه وهو يقول بهدوء : "ليس لديك برهان على ذلك يا ديبوراه "

قالت لورا : " لم تتحدث الانسة دوغلاس الى جون إلا لأننى انا طلبت منها ذلك , وهي لم تخرج معه "

وضعت ديبوراه الشوكة والسكين ثم انحنت لتلتقط حقيبة يدها من الارض ثم اخرجت منها رسالة لم ترها كارولين قط من قبل وعرضتها وقد بان على وجهها الانتصار .

قالت : " احقأ ؟ إذن فهل هناك من يخبرني لماذا يراسلها ؟ "

شهقت كارولين : " ولكنه لم يفعل ... "

قاطعتها ديبوراه وهي تمد يدها لابنتها بالرسالة :

- هل هذا خط موني ام لا يا لورا ؟

طرفت لورا بعينيها وهي تنظر الى اسم كارولين مكتوبا بخط واضح مستعجل . ثم ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تقول متلعثمة : "يبدو مثل خطه "
قال جايمس وهو يختطف الرسالة من يد زوجته :

- دعينى أراها .

وأخذ يقرأ ما كتب على الغلاف , نظرت إليه زوجته وشبه ابتسامة تتلاعب على شفتيها ثم قالت برقة : " لماذا لا تقرأها يا جايمس ؟ فقد قرأتها أنا "

تقبضت يدا كارولين على حافة المائدة وهي تنظر الى وجه جايمس المتجهم , وقالت :

- نعم , اقرأها . لماذا لا تقرأها لنا جميعا لاننى لم ارها قط .

- أحقا لم تريها ؟

سألتها لورا هذا بحزن .

قالت ديبوراه بقسوة : " اسألى الانسة دوغلاس الى اين ذهبت مساء الجمعة "

نظرت لورا الى امها بمرارة قبل ان تعود فتنظر الى كارولين التى هتفت وهي تشعر بالضياع بسبب ما ارتسم على وجه لورا عندما سمعت هذه الكلمات .

هتفت تقول : "آه , يا لورا . خرجت مع جون موني ليلة الجمعة حقا , انما ليس للسبب الذى تريد أن تظهره أمك . كان غرضي بريئا .. "

سأل جايمس بصوت خشن : " من أين حصلت على هذه الرسالة يا ديبوراه ؟ هل كنت تفتشين فى امتعة كارولين ؟

رأت كارولين كيف اتسعت عينا لورا وهي تسمع أباها يقول اسمها الاول بعفوية , وكانت ستقول شيئا لو لم تختر ديبوراه هذه اللحظة لكي تنفجر قنبلتها الاخيرة .

قالت بتحد : " ولم لا ؟ آه , مسكينة لورا ومسكين جايمس . أخشى ان تكونا أنتما الاثنين مخدوعين "
بدا العذاب فى عيني لورا :

- نحن الاثنان ؟ ما الذى تقولينه الأن يا أمي ؟

- لورا , حان الوقت لكي تعلمي الحقيقة , ان الانسة دوغلاس أو كارولين كما يقول أبوك , كانت عشيقة أبوك منذ سنوات ...

صرخت لورا بصوت مثير للشفقة : " لا "

- .... ولاشك انه يتألم لأجلها كما تتألمين أنت بسبب موني .

دفعت كارولين كرسيها الى الخلف وهبت واقفة وهي تحدق بيأس اليهم جميعا .


قالت : " هذا غير صحيح . لم أكن عشيقته قط , ومهما كانت محتويات الرسالة فلا شأن لي بها .. لم أر قط هذه الرسالة وانت تعلمين ذلك "

عادت ديبوراه تقول لزوجها : " لماذا لا تقرأها , يا جايمس ؟ "

فى هذا الوقت كانت كارولين تعتصر يديها , ثم صرخت وهي ترى المرأة تجلس فى كرسيها بهدوء مستمتعة بما أحدثته من فوضي وبلبلة , صرخت تقول : "يا لك من شريرة .. شريرة , فأنت تعلمين انك لا تقولين الحقيقة "

- أبى .. هل كنتما انت والانسة دوغلاس عشيقين ؟

تضمن سؤال لورا المذهول اليأس والتضرع ولكن مزاج جايمس لم يكن يسمح له بلومها فتمتم يقول بعنف وهو يقلب الغلاف فى يده : " وماذا لو كنا ؟ وما هو نوع الحياة التى تظنيننى أعيشها هنا ؟"

- آه يا أبى .

هبت لورا واقفة ثم اندفعت هاربة من الغرفة . ولكن عندما تحركت كارولين وكأنها تريد اللحاق بها , أمسكت اصابع ديبوراه النحيلة بمعصمها وامرتها ببرودة : " دعيها وحدها . ألا تظنين انك سببت ما فيه الكفاية من الدمار هنا ؟ لم نعد بحاجة الى خدماتك ويمكنك ان تحزمي امتعتك وتغادي هذا المنزل بأسرع ما يمكنك , وكلما كان ذلك أسرع , كان أفضل "


سحبت كارولين معمصها من قبضة ديبوراه وهي تشعر بالغثيان , وكان جايمس ما يزال فى كرسيه يقلب الرسالة بمرارة ولكنه لم يحاول النظر اليها وهذا ما جعلها تتكهن بأن ديبوراه نجحت فى خطتها , فقد أقنعت موني بشكل ما أن يكتب تلك الرسالة , واستطاعت مخيلة كارولين ان تتكهن الكلمات والجمل اللعينة التى احتوتها , وجايمس سيقرأها لأن ديبوراه ستصر عليها بهذا . وبعد ذلك ... لا شك ان كل شئ سيستمر كما كان من قبل , ستشعر بالرضا وهي تعلم انها قتلت عصفورين بحجر واحد , فقد خاب أمل لورا بجون موني , وستجد التعزية دون شك مع تريفور فروبيشر , هذا بينما جايمس .. جايمس لن يحن بعد الان الى امرأة يحتقرها .

شهقت شهقة ملؤها الاختناق وارتدت على عقبيها ثم أخذت تصعد الدرج ركضا وكأن الشيطان يلاحقها . ولم يستغرق منها حزم امتعتها وقتا طويلا , لانها اخذت تكوم حاجيتها فى الحقائب كيفما اتفق. بل لم تزعج نفسها بتغيير ملابسها , وبعد نظرة أخيرة الى ما حولها عادت فنزلت الى الطابق الاسفل .

دهشت وهي ترى غروم بإنتظارها فى الردهة . قال لها : "طلب مني السيد بوث أن أقلك الى المكان الذى تريدينه "

أرادت كارولين ان ترفض , ولكن فكرة السير وحقيبتان فى يديها هزمتها . فتبعت غروم الى السيارة ثم طلبت منه ان يقلها الى محطة ريدنغ .

* * *

بعد ذلك بثلاثة أيام , قرأت كارولين فى الصحيفة أن ديبوراه أصيبت بانهيار ادخلت على أثره المستشفى .كانت فقرة صغيرة جدا وكان يمكن ألا تلحظها على الاطلاق لو لم تكن تمشط الصحيفة بحثا عن عمل .

منذ تركت منزل ميتلاندس مساء الاحد , رفض عقلها التفكير , فقد كانت تشعر بالخدر وهي تتوجه الى شقة تيم وكانها حيوان مصاب بقصد مكانا يلعق فيه جراحه , وكان تيم رائعا , فقد رحب بها دون أن يسألها كم سيطول مكوثها عنده , فقد فهم حالتها العقلية من مظهرها المحزن .

كان خبر انهيار ديبوراه مفزعا , اعاد الى ذهنها التفكير المؤلم بمستقبلها غير المؤكد . ما الذى عجل هذا الحدث ولماذا حدث ؟ وزاد هذا فى حدة وتألم مشاعرها على جايمس . وعندما عاد تيم إلى بيته ذلك المساء وجدها تبكى . دخل الشقة وهو يصفر ولكن ما ان رأى شهقاتها على الأريكة حتى جاء اليها يحملها بين ذراعيه ويهدهدها كأنها طفلة .

كم شعرت بالراحة وهي تخبره أخيرا بصوت صادق متلعثم كل شئ , منذ تطور حبها لجايمس وصولا الى اتهامات ديبوراه القاسية فطردها , ولم تحاول ان تختلق لنفسها المعاذير .

وعندما سكتت , سألها بهدوء : " ولكنك ما زلت تحبينه , اليس كذلك؟"
انتصبت كارولين فى جلستها واشاحت بوجهها عنه وهي تمسح دموعها بمنديل ناولها إياه , ثم سألته بصوت يكشف تظاهرها الكاذب برباطة الجأش : " لا فائدة , أليس كذلك؟ "

- ولكنك تحبينه .

- آه , نعم , نعم . أظننى سأحبه على الدوام .

- حتى ولو كان يصدق ديبوراه , مع انه يعرف ما هي عليه من سوء ؟

سحبت كارولين نفسا مرتجفا : " لدي ديبوراه قوة إقناع كبيرة , هذا إلى ان هناك ... الرسالة "

نهض تيم عن الاريكة وهو يقول : " آه , نعم , الرسالة . يبدو انها دفعت له مبلغا سخيا "

- جون موني ؟

- ومن غيره ؟

اومأ قائلا : " حسنا , انا مسرور لأنك اخبرتنى . تعلمين اننى اقوم بكل ما استطيعه لكي .. حسنا , لاجعلك سعيدة "

اومأت كارولين برأسها : " نسيت .. فى الصحيفة خبر عن تعرض ديبوراه لانهيار عصبي ادخلت على اثره الى المستشفى "

اخذ تيم الصحيفة التى ناولته اياها : " ماذا ؟ وماذا يعنى هذا ؟"

هزت كارولين كتفيها : " لا ادرى , ولكنها لم تكن بصحة جيدة . لديها مشكلات فى العمود الفقري "

- وهذا طبعا بسبب الحادث , فالعمود الفقري حساس كثيرا .. كنت أفكر .. اتظنين انها رتبت كل تلك الامور ؟ ذهابك الى منزلهم وما تبعه .. قلت بنفسك انك لم تتوقعى الفوز بالوظيفة لانك رايت هناك اخريات أكثر منك خبرة

رفعت كارولين بصرها اليه فاغرة الفم :

- هذا صحيح .. آه يا تيم , اتراها نظمت كل شئ ؟

- حسنا , ليس جوني حتما .

- ولم لا ؟ بإمكانها ذلك , ولكن ... ان تستغل لورا بهذا الشكل ؟ وهل يمكنها ان تقوم بعمل على هذه الدرجة من السفالة ؟

هز تيم رأسه : "يبدو انها عديمة الضمير كليا "

- ولكن إلى أى حد ؟ لكي تثير حولي الشكوك ؟

- هذا من جهة ثم لتعذب زوجها .

هبت كارولين واقفة : " آه , رباه .. لا استطيع تصديق هذا "

- ولماذا لا ؟

- ولكنها لا تحبه ؟

- لا ... ولكن من الواضح انها امرأة تحب التملك وثمة أناس يقتلون لأقل من هذا .

- آه , يا تيم , إذا كان هذا صحيحا .

- كانت خطة مدروسة , يبدو انها عرفت بامر عودتك الى الوطن فحركت مشروعها .

- هذا ... هذا مروع .

سار تيم الى المطبخ ثم أخذ يملأ ابريق الشاي بالماء : " عزيزتى , لو كنت مكانك لحاولت أن أنسى كل ذلك , لانك لن تحققى شيئا غير إطالة عذابك "


- بإمكانى ان اخبر جايمس بالحقيقة ...

- وهل سيصدقك ؟ ولماذا يصدقك ؟ وافرضي أنه صدقك هذه المرة , فسيبدأ عاجلا أم آجلا بالتساؤل عن ذلك .

- آه , يا تيم ... هذا ظلم .

قال تيم متفلسفا : " الحياة كذلك غالبا , انظرى إلى , فأنا اخلص لأمرأة لا تكاد تشعر حتي بوجودي "

فى الأسبوع التالى , قامت كارولين بثلاث مقابلات لوظائف جديدة , اثنتان منها فى مدرسة ثانوية فى منطقة لندن , والثالثة كانت العمل مربية لتوأمين فى الثالثة عشرة من عمرها كان والديهما سيمضيان عاما فى أفريقيا . اعجبها العمل الاخير لأنه سيبعدها عن انكلترا .. وعن جايمس , ولكن تيم لم يكن متحمسا له .

قال لها بهدوء : "لايمكنك الهروب يا كارولين بل عليك أن تصلي إلى قناعة مع نفسك "

فهتفت كارولين : " أعلم هذا ولهذا أسافر "

قال لها بثبات : " لا , فانت سترحلين لانك خائفة من رؤيته مرة أخرى . اعترفى بذلك يا كارولين وابقى فى انكلترا , واجهي الأمر وتزوجيني فانا أحبك وإن منحتني الفرصة فقد أسعدك "

هزت كارولين رأسها , علمت انها تؤلمه ولكنها لم تستطع منع ذلك : " تيم , لا فائدة من ذلك , أعلم ان ما تقوله صحيح ولكنني جبانة . لا استطيع ان احتمل فكرة .. عدم رؤيته مرة أخرى أبدا , ألا تفهم هذا؟"

اومأ تيم الذى احنى كتفه : " لا بأس يا كارولين فلن أقول شيئا اخر . ليست السنة زمنا طويلا وقد تغيرين رأيك "

ابتسمت كارولين بحزن , لم يكن ثمة أمل فى ذلك بعد كل تلك السنوات .

وكان الأسبوع التالى مفعما بالنشاط , التسوق لأجواء حارة والتلقيح وترتيبات السفر مع مخدومها الجديد . وكانت كارولين مسرورة لأن لديها عمل يشغلها عن التفكير فى جايمس , وعصر ذات يوم عادت من السوق فوجدت تيم فى الشقة مضطربا وعندما سألته عما هناك أنكر ان ثمة شيئا ما .

كان موعد الطائرة المسافرة إلى نيروبي فى الساعة الثامنة من صباح يوم الجمعة . بعد ظهر الخميس , وجدت كارولين نفسها فى محطة " إمبانكمنت " التى كانت تبعد يارادت قليلة عن مبنى شركة بوث . ولكن دافعا جنونيا احضرها الى هنا فرغم كل ما قالته لتيم , تلهفت لرؤية جايمس ولو من بعيد .

وما إن أقتربت من المبني , حتى برزت سيارة ليموزين سوداء من شارع جانبي ووقفت أمام المبنى ثم خرج منها رجلان يرتديان الأسود كذلك . أدركت كارولين وهي ترتجف أن واحدا منهما هو جايمس . صعد الرجلان درجات المبنى أما السيارة فابتعدت .

وقف بعد قليل جايمس فى الخلف ليسمح للرجل الاخر بالدخول فى الباب الدوار أولا , واثناء انتظاره , نظر حوله وعبر ساحة المحطة تقابلت عيناه بعيني كارولين .

مضت لحظة تسمرت فيها فى مكانها وراحت تحدق إليه ثم أشاحت بوجهها وهي تشهق وحثت الخطي فى الطريق الذى أقبلت منه .سمعته يناديها باسمها , فتجاهلته وهي تركض , ولكن كانت لديه ساقان أطول كما رأت , لانه وصل إليها بسهولة وأمسك بذراعها يوقفها . حدق إليها وكأنه لا يصدق عينيه وإذ بادلته النظرات رأت مبلغ ما هو عليه من شحوب وإنهاك .

تمتم وهو يلهث : " كارولين , يا إلهى , اخبرنى انك فى كينيا "

حركت كارولين شفتيها بصمت : " من هو ؟ "

- فرانكلاند , صديقك تيم فرانكلاند , يا إلهى , سأقتله .

حركت كارولين رأسها باضطراب , ولم تكد تشعر بالألم الذى يسببه ضغط اصابعه على ذراعها , ثم سألته متلعثمة : " ت .. تيم ؟ هل رأيت تيم ؟ "

حملق جايمس فيها ثم هز رأسه بعدم تصديق :

- ألم يخبرك ؟ آه , لا يمكننا التحدث هنا .

عادت إليها احاسيسها جزيئا : " ليس هناك ما نتحدث عنه "

- تبا لك , أليس بيننا شئ ؟ .. حسنا , أما أنا فأقول العكس , تعالى معي .

اجتاز الشارع بخطوات واسعة وكان يجرها خلفة :

- جايمس , دعنى أذهب

- لا .. بل ستأتين معي , علينا ان نصل الى حل نهائى لكل أمورنا.

- ولكن ... ديبوراه .

وقف فجأة وهو يحملق فيها : " ديبوراه ؟ اتعنين انك لا تعلمين ؟"

- لا اعلم ماذا ؟

- ماتت ديبوراه يا كارولين , وقد دفنت أمس .

هتفت وهي تشعر بدوار مفاجئ : " ما .. ماذا ؟ أنا لم أعلم .."

عاد جايمس يحدق إليها عدة لحظات أخرى وكأنه لا يستطيع ان يبعد نظراته عنها , ثم عاد يتابع سيره جارا إياها معه .

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 28-10-09, 06:24 AM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

فقالت باحتجاج : " إلى .. إلى أين نحن ذاهبان ؟ "

- إلى مكتبى حيث سنكون وحدنا .

- جايمس , لا فرق فى ذلك كما تعلم .

توقف مرة اخرى : " ماذا تعنين ؟ طبعا هنالك فرق "

رفعت كارولين نظرها الى المبنى الشاهق بجانبهما ثم هزت رأسها ببطء من جانب الى اخر وقالت : " انت .. انت لم تصدقنى "

اطلق شتيمة عنيفة أجفل تشارلس الحارس لسماعها وكان يقف عند الباب ينظر إليهما بفضول ..ثم تمتم هازا رأسها : " ما هذا الذى تتحدثين عنه ؟ اسمعى , دعينا ندخل , لا نريد ان نعرض نفسينا فى مشهد هنا يستمتع برؤيته كل شخص

تسمرت مكانها قائلة : " لا فائدة يا جايمس , فأنا مسافرة الى نيروبي صباحا "

رد عليها بغضب : " فلتذهب نيروبي الى جهنم " ثم حملها بين ذراعيه مارا بالحارس المذهول .

اتسعت عينا موظفة الاستقبال فى الردهة وهي تري رئيسها يحمل امراة غريبة ويدخلها الى المصعد ,.ثم يغلق الباب ويصعدان بمفردهما .

نظر اليها وهي تقوم بين ذراعيه , وبد تعبير غريب على وجهه فوضعها على قدميها ثم مال متكئا على جدار المصعد ينتظر الوصول الى الطابق الاعلى . قالت وهي تسوي ثيابها:

- ليس لك الحق فى إحضاري إلى هنا , ما الذى سيظنه مستخدموك ؟

تجاهل جايمس كلامها ولكن شفتيه توترتا فى وجهه الشاحب , وما لبث المصعد ان وصل الى الطابق الاعلى فى لحظات .

امسك جايمس بذراعها واسرع بها مجتازا الممر نحو مكتبه . ارتجفت كارولين وهي تتذكر أخر مرة جاءت فيها الى هذا المبني .

ولكن عليها عدم التفكير فى ذلك وان تتذكر ذلك المساء الاخير الهائل فى منزله عندما كان جايمس يحمل رسالة جوني بين يديه .

عندما دخلا الى غرفة السكرتيرة . رفعت هذه بصرها اليهما بدهشة ولكنه لم يكد يلحظ وجودها . قالت : " إن أباك يريد ان يراك يا سيد جايمس "

فقال باقتضاب : " اتصلي به واخبريه بأننى مشغول ثم لا اريد ازعاجا مهما كان الامر . هل فهمت ؟ "

- نعم يا سيد جايمس ؟

رفعت المرأة حاجبيها فشعرت كارولين بالخوف , ماذا سيظن بها هؤلاء الناس .. بهما معا ؟ ونظرت الى جايمس ساخطة , ولكنه كان يفتح باب مكتبه فلم يبادلها النظر .وعلى كل حال , عندما أصبحا فى الداخل جذبت كارولين ذراعها من يده وأسرعت نحو النافذة لتضع فاصلا بينهما فعليها ان تقف أمامه بحزم مهما كان قوله ولن تتراخى أمام سيطرة جاذبيته عليها .
منتديات ليلاس
أغلق جايمس الباب ثم استند عليه . وبدا عليه الرضا عدة لحظات وهو ينظر اليها مع ان ملامحه عابسة , إلا أن مشاعر مختلفة كانت تطل من عينيه .

نظر إليها بإمعان فضاقت عيناه , ثم تنقلت نظراته بين وجهها المتوتر وصدرها الذى كان يعلو ويهبط تحت قميصها , الى تنورتها البسيطة الطراز ثم ساقيها وقدميها فى حذائهما الخفيف , ثم صعدت نظراته مرة اخرى لتستقرا على شفتيها المرتجفتين .

أخيرا سألها بصوت متوتر : "ما هذا الكلام عن نيروبي ؟ "

- أنا .. لقد حصلت على وظيفة , و .. سأسافر الى هناك للعمل .

ابتعد جايمس عن الباب وهو يقول لاويا شفتيه :

- إذن لم يكن فرانكلاند كاذبا كليا .. موعد السفر فقط هو الذى اخطأ فيه . أم لعلك طلبت منه ان يكذب علي ؟

عقدت كارولين شفتيها : " تيم ؟ لا , لا بالتأكيد "

- ثم ألم يخبرك بأننى ذهبته الى الشقة ؟

- لا .

ولكنها تذكرت فجأة عندما عادت الى الشقة بعد ظهر أحد الايام فوجدت تيم فى حالة غير عادية من الاضطراب , فعات تقول : " اظنه افترض اننى لا اريد رؤيتك "

قال جايمس ساخرا ببرودة : " يا للحنان الأبوي "

- ولكن لماذا جئت الى الشقة ؟

- لأن ديبوراه كانت قد ماتت للتو .. شعرت بحاجة إليك يا كارولين .هل هذا شئ بعيد عن التصديق ؟ كان المفروض ان احضر إليك قبل ذلك , ولكن ..

حبست انفاسها : " تحضر إلى ؟ "
- نعم , أحضر إليك . لماذا ذهلت بهذا الشكل ؟ هل كان كل ما قلته لي هنا فى هذه الغرفة كذبا بكذب ؟ عندما قلت لى إنك تحبيننى ؟ وإنك ستهربين معي إذا طلبت منك ذلك ؟
حدقت كارولين إليه فدمرت النظرة فى عينيه كل التحصينات التى كانت تحاول إقامتها ضده , وقالت تعترف بضعف : " أنا .. آه , تعلم أن ذلك لم يكن كذبا "
- كارولين .


تقدم نحوها متأوها وضمها بين ذراعيه معانقا إياها عناقا عميقا جعلها تدرك أنها كانت مجنونة لأنها تصورت ان بإمكانها ان تتركه نهائيا . فمهما فعل فهو يرغب فيها الان .

همست تقول : "جايمس .. "

قال وهو يرتجف : " أحبك .. احبك . ماذا يمكننى ان اقول اكثر من ذلك ؟ وماذا أفعل لأبرهن لك ؟ "

وجدت كارولين من الصعب عليها التحدث بشكل مترابط , فصرخت : " ولكن .. ولكن الرسالة .."

فقطب جبيته : " رسالة جون ؟ ما شأنها ؟ "

عضت شفتها : " أنا .. هل .. هل قرأتها ؟"

- نعم , قرأتها , ولم لا ؟ إنها لم تكن تعني لك شيئا , أليس كذلك ؟

- جايمس , لم أعلم قط أن هناك رسالة .

- أعلم هذا , ولهذا قرأتها . اردت ان ارى الى اى مدي كانت ديبوراه تريد ان تصل .

فحدقت كارولين إليه : " ديبوراه ؟ هل تعني .. هل تعني انك لم تصدقها ؟ "


اظلمت عيناه : " وهل ظننت اننى صدقتها ؟"

شعرت كارولين بشهقة باكية تكاد تخنقها : " نعم , آه , نعم , وماذا غير ذلك كنت سأصدق ؟ فانت تركتنى أذهب .. "

اخذ يمر بيده على شعرها برقة وهو يسألها بذهن غائب : " وهل كنت تريدين ان تبقى ؟ كارولين , فلنوضح أولا الامر .. تظنين اننى صدقت كل ما قالته ديبوراه عن معرفتك بموني قبل حضورك الى بيتنا , أليس كذلك ؟ "

- أنا ... نعم .

- ولكنك قبل ذلك اخبرتنى ان هذا ليس صحيحا ؟

اغرورقت عينا كارولين بالدموع : " اعرف ذلك ولكنك ... جلست هناك والرسالة فى يدك "
- كنت مذهولا , نعم , كنت مذهولا لأن ديبوراه وصلت فى مؤامراتها الى هذا الحد .. حينذاك ,لم يكن لدي فكرة عن المدي الذى ذهبت إليه , ولسوء حظها , ثبت ان مهارتها هذه كانت ضد مصلحتها .

- ماذا تعنى وكيف ؟

أمسك جايمس بوجهها بين راحتيه : " هل تحبينى ؟ "

- آه , تعلم أننى احبك .

اجتذب نفسا عميقا وقال بصوت اجش :

- علينا ان نتحدث , فهمت انك لم تعرفى شيئا عن مرض ديبوراه.

قالت له بهدوء : "قرأت انها اصيبت بانهيار عصبي واخذت الى المستشفى "

- ولكنك لم تفكري فى الاتصال بي تليفونيا لتعرفي ماذا جري ؟

- وكيف أفعل ذلك ؟ تعرف ما كنت اظنه .

اومأ جايمس قائلا : "هذا صحيح . بعد خروجك , ولكن أنا مسرور جدا لهذا , لاننى لم اكن اريدك فى ذلك المنزل بعدما كشفت ديبوراه عن مدي ما يمكن ان تصل اليه من عدم اتزان ...بعد خروجك هربت لورا من البيت "

انتفضت كارولين : " آه , لا وهل هي بخير ؟

أجاب بهدوء : " انها بخير الان , فى تلك الليلة أصابنى الذعر لاجل سلامتها . ولكن بدرجة أقل مما شعرت به لأجلك , لماذا لم تدعى غروم يقلك الى مقصدك ؟ تلقي منى اوامر بأن يعود ليخبرني , ولكن كل ما استطاع قوله هو انه وضعك فى محطة القطار بناء على طلبك"
هزت كارولين رأسها : "ليتني كنت أعلم .. "

- حسنا , على كل حال , شغل بالي اختفاء لورا . ثم بعد ذلك انهيار ديبوراه . لقد كان لديها ورم سرطاني فى عمودها الفقري . وكانت تعاني من الآلام منذ أسابيع كما قال الاطباء , ولكنها رفضت السماح لهم بان يخبروني .

- آه يا جايمس .


- نعم , اظن ذلك ما ادار عقلها . اظنها علمت بأمرنا من السيدة فروبيشر التى تحب الاقاويل اكثر من اى شئ اخر انما لا اظنها كونت خطتها الا بعدما علمت بانها على وشك الموت .

نظرت كارولين اليه بعجز : " آه .. ما أشد أسفى "

هز جايمس كتفيه : " وانا ايضا , ولكن لم يكن هناك ما استطيع القيام به . ولامر ما , قررت ان تجعلنى أتالم وكنت أنت كبش الضحية "
- هل تعلم أنت ما كانت تعرفه ؟
- آه , نعم , فقد استنجت ذلك أثناء وجودها فى المستشفى , ولكن بعد وفاتها ذهبت لرؤية موني وسمعت منه الحقيقة باجمعها . كان الامر كله عبارة عن خطة موضوعة لكي أقتنع باخراج لورا من المدرسة ,وبهذا يمكنها إحضارك الى البيت .
- ولكن لورا أصيبت بالتهاب رئوي .

- كان ذلك مجرد صدفة .. نوعا من الحظ صادف لورا الى النهاية , كدت اخنق جوني وهو يقف هناك يخبرني انه قام بكل ذلك فى سبيل المال , ولكنني ادركت ان الوعد بمبلغ كبير هو إغراء كبير لرجل مثله . وعلى كل حال , لم تكن لديه فكرة حقيقية عما ستسببه من آلام . اظن فعلا انه يكن مودة للورا ولم يكن يريد ان يضرها بشئ , ولكن ما إن ابتدأ طريقه .. حتى أرغمته ديبوراه على الاستمرار .

- و ... وأنا ؟

- حسنا , تعلم انك فتاة جميلة فقد اخبرتها آيرين فروبيشر بذلك . وتكهنت بان جوني لن يجد صعوبة فى نقل اهتمامه من تلميذة غير ناضجة الى شابة جميلة . ولو لمسك لقتلته . بعد رحيلك تلك الليلة , دار بيننا شجار مريع . ادركت اننى لم اصدق اكاذبيها , وبعد ذلك جاء اختفاء لورا .. فكان ذلك أكثر مما تستطيع احتماله . فانهارت فى الصباح التالي عندما أخبروها بأنهم عثروا على لورا .

- إذن .. تحب ابنتها ؟

- ربما , إنما بمفهومها الخاص . ولكنها كانت على استعداد تام لاستغلالها الى نهاية خططها , وعندما تعلم لورا هذا فسيصعب عليها كثيرا ان تغفر لها ذلك .

سألته : " الى أين ذهبت لورا ؟ "

- لم تذهب بعيدا , لقد عثر عليها رجال الشرطة على بعد خمسة أميال نائمة فى احد الحقول , كانت تعانى من الارهاق ومن التعرض لبرودة الجو , وعدا ذلك فهي سالمة لم يصبها ضرر .

- الحمد لله لذلك .

- وكذلك حمدته أنا , صدقينى . ولكن ديبوراه أصيبت بالانهيار فأسرعنا بها الى المستشفى , وبقيت اياما بجانبها لم اكد اتركها .

- آه يا جايمس .

- بدت عند ذاك بحاجة إلى . لقد بقيت سنوات لاتحتاج الى أحد , ولكننى اظنها ندمت على ما فعلته . وعلى كل حال , فقد ماتت بهدوء تام وكنت أنا بجانبها .

ازدردت كارولين ريقها ثم قالت : " هل حدث ذلك عندما جئت تبحث عني ؟ "

- نعم , هل يبدو لك ذلك امرا كريها ؟ لا ينبغى لك هذا , فشفقتي علي ديبوراه لم تغير قط من حبي لك .

- لا أدري ماذا أقول لك يا جايمس .

- قولي إنك لم تستلمي تلك الوظيفة فى نيروبي , قولي إنك ستبقين معي , وبعد مرور فترة معقولة تصبحين زوجتي .
فضمت شفتيها بشدة :

- آه يا جايمس ! أريد ان اتزوجك , اريد ذلك اكثر من اى شئ اخر فى العالم .

امسك وجهها بين راحتيه : " حسنا , لماذا أنت قلقة إذن ؟ "

- انا ... لورا , أين هي لورا ؟

- تعيش مع جديها حاليا , والمنزل معروض للبيع . اريد ان اشترى منزلا اخر حوله اراض ملحقة به . هل يعجبك ذلك ؟
فتنهدت : " آه , نعم , نعم . ولكن يا جايمس . ماذا بشأن لورا ؟"

- ستعيش معنا بالتأكيد هذا إن لم يكن لديك اعتراض .

ابدت كارولين إشارة تنم عن العجز : "يا حبيبى , ليس لدي اعتراض ولكن هل لدي لورا أي اعتراض ؟ "

فقال وهو يلامس شفتيها بإبهامة : " آه , فهمت ! تخافين ألا تقبل بك لورا "

- لقد أثارها ما عرفته عني وعنك .
- أعلم هذا .. ولكن لورا فتاة تكاد تكون امرأة , وهي تدرك ان الرجل بحاجة الى زوجة ... زوجة حقيقية .

ترددت كارولين : " جايمس . لماذا لا أستلم هذه الوظيفة ؟ انتظر .. استمع إلى . مرت لورا بتجربة عاصفة ,. أفلا تري انها ستكون فكرة جيدة لو انكما , انت وهي , قمتما بعطلة .. معا ؟ أنتما الاثنان فقط . أنا أنا فاعمل بهذه الوظيفة عدة أشهر , وفى الوقت نفسه لا أخذل آل بارستو "
- كارولين ! هل تعرفين ما تطلبينه مني ؟

- اعرف ما اطلبه من نفسى يا جايمس . حبيبي , لا تظن اننى سأتركك وانت تعلم هذا . ولكن سيكون أمامنا الكثير .. ألا ترى ؟ فلو أمضيت هذا الوقت مع لورا وحدك فستكون نقطة تحول فى حياتنا جميعا .
حدق جايمس اليها وقد نضحت عيناه بالمشاعر العنيفة : " كل ما اريده هو ان تدرك لورا قيمة زوجة الأب التى التى ستحصل عليها . كارولين . لشد ما أحبك ! وإذا كان هذا ما تريدينه ... فسأفعله . ولكن فيما بعد .. سنعوض عن ذلك بالزمن الطويل الذى سنمضيه معا .. "

* * *


بعد ذلك بعام , دخلت فارسة شابة الى اسطبلات منزل فخم , فترجلت عن ظهر الحصان وألقت باللجام الى غلام الاسطبل الضاحك الوجه . ثم سارت نحو المنزل باعتداد , فنادت السيدة إيفانز مدبرة المنزل وهي تدخل الى الردهة .

برزت هذه السيدة من المطبخ وهي تجفف يدها بمئزرها . انها امرأة صغيرة الجحم وردية الوجنتين لم تفلح بدانتها فى إخفاء طبعها الودود الأنيس .

قالت الفتاة بابتهاج : " لقد وصلا سيدة إيفانز "

أشرق وجه مدبرة المنزل وهتفت : " آه , يا آنسة لورا . أين رأيتهما؟"

- ذهبت على الحصان فرأيت السيارة تدخل بوابة الحديقة الكبري . آه , يا سيدة إيفانز , هل يبدو مظهري حسنا ؟

نظرت المراة الى الفتاة بحنان :" فليباركك الله , فأنت الان صورة للعافية , كما ان وزنك ازداد قليلا ايضا . انتظرى حتى يراك أبوك لأنه سيكون راضـيا للغاية "

سارت لورا الى النافذة الواسعة بقلق , وفتحتها على مصراعيها : "يا سيدة إيفانز , هل هي السيارة "
ابتسمت مدبرة المنزل : " هيا اذهبي وافتحي الباب , فهما لا يريدان أن يرياني أنا .. ليس الان على كل حال "

فتحت لورا الباب فى الوقت الذى كان غروم يوقف فيه السيارة فى الخارج , ورأت اباها وكارولين فى المقعد الخلفى , ثم رأت أباها يفتح الباب ويخرج قادما نحوها وهو يبتسم .

- آه يا أبى !

ألقت لورا نفسها بين ذراعيه وهي سعيدة لما رأت على وجهه من عافية . لقد اعتادت رؤية خطوط الإرهاق فى وجهه ولكنه الان يبدو أصغر من سنه بسنوات , وقد صبغت شمس " برمودا " بشرته , كما بدا بوضوح ان زواجه بكارولين يلائمه كثيرا . شعرت بوخزة مؤقتة من الحسد اغتفرتها لنفسها .
ارتد خطوة ينظر إليها وهو يقول : "كيف حالك يا حبيبتى ؟ هل رعتك السيدة إيفانز جيدا "
مسحت لورا دموعا تدفقت من عينيها :

- انا بأحسن حال يا أبى .

ثم , بشوق لا إرادى , تحولت ترحب بزوجة أبيها التى ترجلت من السيارة بشئ من الخجل ..بدت كارولين بصحة جيدة أيضا وبصرف النظر عن بعض التوتر بدت سعيدة للغاية .

سارت لورا نحوها وهي تقول :


- مرحبا بك فى بيتك .. كارولين .

أدركت كارولين أن الفتاة كانت تماثلها توترا فقالت لها : " ما أجمل العودة إلى البيت يا لورا "

ثم عانقتها كما عانقها أبوها من قبل .

تأثرت بردة فعل الفتاة الفوري , لأن الفتاة عانقتها أيضا بنفس اللهفة التى عانقت بها أبوها , وإذا بكارولين تجد نفسها تبكي . ومن فوق رأس لورا رأت ابتسامة جايمس فعلمت أن كل شئ سيكون على ما يرام .



* * *


تمت بحمد الله

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 29-10-09, 09:53 AM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 98342
المشاركات: 71
الجنس أنثى
معدل التقييم: awaw عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
awaw غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

الله مرره حلوه
شكرا على الروايه

 
 

 

عرض البوم صور awaw   رد مع اقتباس
قديم 30-10-09, 12:04 AM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 130422
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: وفاء حسين سلطان عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 25

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وفاء حسين سلطان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

تسلم الايادى

 
 

 

عرض البوم صور وفاء حسين سلطان   رد مع اقتباس
قديم 05-11-09, 03:52 AM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 33834
المشاركات: 1,230
الجنس أنثى
معدل التقييم: تمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عاليتمارااا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 815

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
تمارااا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

باين عليها رواية حلوووووووووووووووووة عشان من اختيارك
تسلم الأيادي حياتي

 
 

 

عرض البوم صور تمارااا   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, أرجوك لا تعتذر, آن ميثر, دار الفراشة, روايات, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t121603.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 04-05-16 05:31 PM
Untitled document This thread Refback 04-05-16 02:57 PM


الساعة الآن 10:14 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية