لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (5) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-09-09, 08:37 AM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 86
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صباحات البهجة على قلوبكم الطاهرة

عاجزة عن احتمال وطأة روعة مشاعركم التي غلفتموني بها

لا حرمني الله منكم

.

.

استلموا

.

قراءة ممتعة مقدما

.

.

لا حول ولا قوة إلا بالله

.

.




أسى الهجران/ الجزء السادس والتسعون





بيت جابر بن حمد

غرفة حمد التي أعادت والدته وشقيقاته تجديدها وفرشها

الساعة 10 ونصف صباحا





نورة تدخل الغرفة بهدوء

تعلم أنه لم ينم إلا بعد صلاة الفجر

ولكنها مشتاقة له وماعاد بها صبر حتى ينهض من نومه

والساعات التي قضتها معه البارحة لم تروِ اشتياقها له

كانت ليلة البارحة ليلة فرح غامر لها ولزوجها ولبناتها

فحمد كان عائدا بشخصية جديدة مثقلة بالحنان والاشتياق والهدوء والثقة

شخصيته الجديدة والغريبة عليهم أثارت استغرابهم وفرحتهم

وهم يتمنون جميعا ألا تكون هذه الشخصية شخصية مؤقتة يعود من خلفها حمد القديم

.

.

.



تتذكر كيف دخل عليهم بالأمس بشكل مفاجئ

فهم لم يعرفوا بموعد وصوله المحدد

.



كانت الساعة العاشرة والنصف مساء

جابر جاء من عشاء عند نسيبه عبدالله بن مشعل وصعد للأعلى ليستبدل ملابسه

بينما نورة وبناتها كن جالسات في الصالة السفلية

يتعشين عشاءً خفيفا (فطائر وحليب كرك)

نورة تمنع بناتها من شرب الكرك مساء في أيام المدرسة حتى لا يسهرهن

ولكن بما أن غدا يوم إجازة فكان مسموح لهن بالسهرة



نورة تهتف لبناتها: يا بنات ترا مشاعل كلمتني وتسلم عليكم



معالي بحماس: ياحليلها ميشو مانست منا.. لو أنا منها والله ما أتذكر حد منكم

وش أبي فيكم.. أسبانيا ونويصر المزيون!!



نورة تضربها على موخرة رأسها: صدق شين وقوات عين.. أنتي ما تستحين يا بنت



معالي تتمسح في والدتها.. وتهمس باستجداء مرح: يمه فديتش اليوم عطلة وبكرة عطلة.. أنتي ما تأخذين عطلة؟!!



نورة تبعدها عنها.. وتهمس بغضب مصطنع: وخري مني.. وش ذا التلزاق يالقطوة؟!!



ولكن معالي تلتصق فيها أكثر وهي تموء: مياو.. ميااااااااو.. أحبش.. مياو..أحبش.. مياااااااو





"وش فيكم؟؟ مربين قطاوة داخل البيت؟!!"



صوت رجولي طال اشتياقهن له قاطع أجواءهن بجملته المرحة



النساء الأربع التفتن بحدة للباب

للجسد الطويل النحيل الواقف بقرب حقيبة ضخمة

كان شكله مختلفا في بنطلون الجينز (والتيشرت) السماوي.. وشعره الذي طال قليلا ليصل أسفل عنقه

ألجمتهن الصدمة للحظات.. الصدمة الكاسحة الرائعة الموجعة.. والجالبة للترقب!!



الأربع تراكضن للباب مع استيعابهن للاطلالة التي طال اشتياقهن لها

ولكن الفتيات الثلاث توقفن قبل أن يصلن له..وذات التفكير يدور في رؤوسهن

توقفن لسبيين

الأول شعورهن بالوجل من حمد نفسه..

والثاني أنهن أردن أن يفسحن المجال أولا لأمهن اللاتي يعلمن أن قلبها ذاب اشتياقا له



نورة وقفت على بعد خطوة منه تملأ عينيها منه

مهما كانت الأم ترى ابنها سيئا بالنظرة الموضوعية.. فحبها له بعيد عن قياسات المنطقية

فالأم لا تحب ابنها لأخلاقه ولكن تحبه لأنه ابنها.. قطعة منها..مزيج دمها وروحها

خلاصة سهر الليالي.. والحمل وهنا على وهن.. تعب التربية.. وعناء الشغف

هو ابنها وكفى!!

حب مصفى لا قياس له ولا حدود

الابن قد يقسو ويجفو.. ولكن الأم لا .. لا يمكن..

هكذا تكوينها!! وهكذا خُلقت!!



كان حمد من بادر وهو يشد والدته ويقبل رأسها ثم يحتضنها بكل قوته

اشتاق لها.. اشتاق لعبق رائحتها

اشتاق لدفء أحضانها.. اشتاق حتى لشدتها وحرصها

"اشتحنت لش فديت عينش.. اشتحنت لش"



نورة تهمس بألم وهي تملأ روحها من رائحة ابنها: اشتحنت لي وأنت مخليني ذا كله!!



حمد يبعدها قليلا ليحتضن وجهها ثم يقبل رأسها ويهمس بألم مشابه: والله العظيم غصبا عني



ثم التفت حمد للوجوه الغضة الثلاثة التي تقف خلف أمه.. ابتسم بحنان وهو يفتح ذراعيه على اتساعها : والقطاوة ما يبون يسلمون



تقدمن الثلاث بخطوات خجولة تتقدمهن معالي

ليشدهن حمد إليه ويحتضهن بحنو وهو يوزع قبلاته عليهن ويهمس بصدق موجع:

وحشتوني يا بنات.. والله العظيم وحشتوني فوق ما تتخيلون



حينها انخرطت الفتيات في البكاء وهن يشهقن: وحن بعد اشتقنا لك واجد



حمد بحنان: بسكم.. حد قايل لكم إني كنت مهاجر ورجعت.. كلها دورة كم شهر.. يعني مافرقت عن يوم كنت أدرس ماجستير



كانت نورة من أجابت: لا فرقت.. يوم رحت ماجستير.. تلفونك عندي وكل مابغيتك كلمتك..

لكن دورتك ذي يالله أسمع صوتك مرة كل كم أسبوع

حرام عليك يأمك.. ماعاد فيني حيل



حمد عاد لها ليحتضن كتفيها ويقبل رأسها ويهمس بود عميق: السموحة يالغالية جعلني أخذ شرش



نورة بهمس موجوع: إلا جعلني أخذ شرك أنت وخواتك



معالي تمسح دموعها وتبتسم: بنكتبها في التاريخ.. نورة بنت مشعل قالت لنا كلمة حلوة

ثم أردفت بمرح تزيل به بقايا تأثرها العميق: إلا حمد وش ذا النيولوك.. طالع واو



حمد يلتفت لها ويقرص خدها بحنان: وش نيولوكه أنتي بعد؟؟ هناك كنت أرتب لحيتي بنفسي بس الشعر ماقصيته

وبكرة بأروح أقصه..



معالي برقة مرحة: لا.. حرام حلو..



حمد يبتسم باستنكار: يازيني أقابل الرياجيل بجمتي ذي.. مالش لوا

خلكم من شكلي بكرة أضبطه.. أنتو أشلونكم كلكم؟؟



الجميع بحماس ودي: طيبين ناقصنا أنت وبس



نورة تشد ابنها ليجلس بينما همس هو باهتمام كبير: إبي وينه؟؟



نورة بمودة: فوق.. بينزل الحين



حمد يقف ويتجه للدرج: باطلع له



ومع اتجاهه للدرج كان جابر ينزل وهو يرفع أكمامه ويهمس بحزم: وشفيكم صوتكم واصلني



حينها رأى العائد الذي أطال الغياب

شعر أنه عاجز عن المضي وإكمال طريقه للأسفل

وقف في منتصف الدرج

وهو يمعن النظر في ابنه الذي أجبره على السفر قبل أكثر من خمسة أشهر

يعلم أنه يوم أبعده وقسى عليه كان يبعد روحه ويقسو على نفسه

يعلم أنه عندما أجبره على تطليق موضي جرحه وآذاه

ولكنه كان يريد حمايته من انتقام آل مشعل لابنتهم.. أراد أن يسبقهم ويبادر

وأراده أن يعلم أن هذا العقاب مهما كان قاسيا هو نهاية طريقه الذي سار فيه

وهكذا هو التزام الرجولة والقرابة المفروضين

أراده أن يغير حياته.. أن يكون كما أراد وتمنى

وهاهو يراه الآن..

يشعر أنه تغير.. كلاهما يشعر بتغيير الآخر

جابر يشعر بالترقب لأنه يرى ابنه بروح جديدة

وحمد يشعر بالألم لأنه شعر أن والده كبر.. كبر كثيرا

تزايدت كثافة شعره الأبيض.. تزايد وهنه

ما به؟!!

لا يعلم أن غيابه هز جابر كثيرا..

فهو يوغل في شيخوخته وبناته توغلن في الصبا ليزداد قلقه ووجله عليهن..

يخشى أن يتركهن بدون سند

أو مع شقيق قد يكون عدمه أفضل من وجوده..

فماذا فعلت بك الغربة ياحمد وفترة العلاج؟!!



جابر عجز عن إكمال دربه.. كما أن حمد لم يسمح له أن يكمل وهو يركض له صاعدا

ليتناول كفه وينكب عليها مقبلا

جابر ينتزع كفه ليرفع حمد ويحتضنه بحنو كبير

لقاء مختلف.. مختلف وموجع.. حنين وشوق مغلفان بالرجولة



نورة وبناتها تخنقهن العبرات وهن يرين التأثر البالغ البادي على رجلي حياتهن



جابر يهمس بحنان عميق: الحمدلله على سلامتك يأبيك الحمدلله على سلامتك



حمد يقبل كتف والده ويهمس باحترام وشوق: الله يسلمك.. بشرني منك؟؟



جابر بتأثر: الحين يوم شفتك.. أبشرك باحسن حال الحمدلله اللي قر عيني بشوفتك



حمد تناول كف والده لينزل به للأسفل



الفتيات همسن بحماس: بنروح نجيب لك عشاء.. وعقب بنودي شنطتك لغرفتك



حمد بحنان: اقعدوا.. كلت في الطيارة

والشنطة لكم أنتم طلعوها لغرفكم مهوب لغرفتي.. أنا مالي شيء فيها..أنا جاي بس باللبس اللي علي.. اشتقت للبس الثوب والغترة



نورة بحنان: ثيابك وغترك كلها في غرفتك مكوية ومبخرة



حمد يميل على كفها ليرفعها ويقبلها: الله لا يخليني منش

.

.



وهاهي نورة تفتح باب غرفته اليوم بهدوء

ومع دخولها الغرفة فوجئت أنه كان مستيقظا واستحم وهاهو يمشط شعره أمام المرآة

ابتسمت نورة: صباح الخير يأمك



ابتسم وهو يرتدي نظارته ويهمس باحترام حنون: صباحش أخير جعلني فداش



نورة بحنان: تعال فديتك.. خواتك ينتظرونك على الريوق كل وحدة منهم مسوية لك شيء

ثم أردفت بابتسامة: الله يستر عليك لا تسمم بس



حمد بحنان: جعلني ما أذوق حزنهم..

ثم أردف بمرح: حتى لو بأتسمم بأكله.. أكلة تاريخية ذي

بناتش كلهم داخلين المطبخ



كانت نورة على وشك المغادرة للأسفل انتظارا لحمد

وحمد كان واقفا أم المرآة يغلق أزرار جيب ثوبه .. همس بنبرة اجتهد حتى تكون غاية في الطبيعية: يمه أشلون جدتي وخوالي؟؟



نورة وقفت وردت بتلقائية: طيبين كلهم.. ولا تنسى لازم اليوم تروح تسلم على جدتك



حمد بذات النبرة الطبيعية غير الطبيعية: أكيد بدون شك.. وعمتي أم مشعل وعيالها أشلونهم؟؟



حينها انتبهت نورة لمغزى أسئلته وأحبت أن تختصر عليه المسافة وهي تهمس بحزم:

موضي طيبة وبخير ومبسوطة واشتغلت شغل زين في منصب زين......... وتزوجت



حمد كان يستمع بشبه ابتسامة حتى وصلت للكلمة الأخيرة.. حينها تقلصت أصابع يديه بشدة وهو يشعر كما لو أن قلبه قفز ليقف في بلعومه

ورأسه تضرب به آلاف المطارق الثقيلة الموجعة

وهو يهمس بجزع حقيقي: تزوجت.. مسرع!!



نورة بحزم: حمد.. موضي خلاص مالك شغل فيها.. جاها ماكفاها منك

وحتى لو كانت ما تزوجت أنت عارف إنها ماعاد تحل لك

خلها توفق وتروح في طريقها



حمد تنهد بعمق وسحب أنفاسه بدا صعبا عليه كما لو كان مع شهيقه يسحب أمواسا لتشّرح روحه.. ومع زفيره ينفث نارا محرقة

ولكنه يفكر أنه لابد أن يتجاوز كل هذا.. فهو لم يبتعد عن أهله طوال هذا الوقت ويعاني كل هذه المعاناة في العلاج ليعود وينسف كل هذا



همس بهدوء قدر ما يستطيع: الله يوفقها.. من تزوجت؟؟



همست نورة بهدوء وهي تخرج: ولد عمها راكان



نزل الاسم على رأس حمد كالصاعقة.. تمنى لو كانت تزوجت من رجل غير ابن خاله راكان.. شخص يكون بعيدا عن عينيه

ولا يذكره بخسارته الجسيمة لموضي كلما رآه



ثم أن يكون راكان.. راكان بالذات الذي ضربه من أجلها وجعله يغادر الدوحة غارقا في دمائه..

بدت له المصادفة موجعة.. مــوجــعـــة



ثم أن تتزوج شخصا هو بالمنطق الطبيعي وفي نظر الناس قــد يكون أفضل منه

بدت له المقارنة قاسية بل شديدة القسوة ومتوحشة



فراكان أصغر منه سنا وأكثر وسامة.. وفي منصب وظيفي أفضل ويتمتع بالشهرة وبطل رياضي ..هذه هي الشكليات التي قد لا تكون مهمة

لكن الأهم من كل هذا أنه عُرف بشخصيته الجذابة الواثقة الهادئة والمعطاءة

وناتج كل هذه المعطيات أن راكان قد يستطيع الاستيلاء على قلب موضي الذي يعلم حمد يقينا أنه بقي حصنا منيعا أمامه

وكان هذا من الأسباب التي تستثيره لضربها

وهو يعلم على الناحية الأخرى أنه كلما ضربها كلما استحال عليه الوصول لقلبها ليضربها أكثر وأكثر

في دائرة ألم لا تتوقف بين شد وجذب



يتذكر كل هذا ويتنهد بعمق.. ويحاول أن ينفض كل هذه الأفكار من رأسه

لينزل إلى أسرته التي قصّر في حقها كثيرا وهي من يجب أن تكون أولويته الآن

أمّا موضي فقد اكتفت منه ومن وجعه.. وأصبحت السعادة حقا طبيعيا لها







***************************







ذات الوقت

بيت عبدالله بن مشعل

الصالة السفلية



لطيفة وقفت لترتدي نقابها وتعدل عباءتها: خلاص بأروح بروحي ولو أنه مشعل ما يحب أطول في السوق وأنا ما معي إلا الخدامة



وهي تقف عند الباب همست لموضي بعفوية: إيه نسيت أقول لش

حمد ولد عمتي وصل من السفر البارحة في الليل متأخر

قولي لأمي عشان تهني خالي وعمتي بسلامته



وقتها كانت موضي تصب لنفسها كأسا آخر من الكرك وعائدة لمقعدها

ولطيفة قالت جملتها وخرجت

ليسقط الكأس من يد موضي على الرخام

ويتكسر بصوت مدوٍ

ويتناثر السائل الساخن على قدميها



موضي ارتاعت وهي تضغط جرس استدعاء الخادمات لينظفن المكان

وتتوجه لغرفتها بسرعة لتبدل ملابستها.. فجلابيتها الطويلة والخفين حميا ساقيها وقدميها من شظايا الزجاج وخطر الاحتراق



كانت ترتدي ملابسها على عجل وهي تهمس لنفسها:

طول عمرك موذي ياحمد



والغريب وأنه بعد تجاوزها لصدمتها بعودة حمد.. لا يشغل بالها الآن سوى راكان ومنافساته التي تريد أن تشهدها منذ البداية..

وحمد يختفي تماما من عقلها وينزاح أمام اهتمامها براكان في إحساس عميق أشبه بالسحر

فهي كانت أمام موقفين يستدعيان كلاهما أقصى الانفعالات

عودة حمد

ومنافسات راكان

فأيهما يجب أن يكون له أولوية اهتمامها؟!!



راكان وكل ما يخصه كان لهما كل الأولوية والاهتمام والتأثر

لذا عادت للنزول بسرعة بالغة وهي تتخشب أمام التلفاز ولكنها انتقلت للمجلس الداخلي حتى لا يزعجها أحد





لم تكن متفائلة كثيرا بحصول راكان على ذهبية وهي ترى قوة المنافسين

ولكنها أملت أن يحصل على فضية أو برونزية حتى لا يعود خالي الوفاض

وخصوصا أن هذه ستكون بطولته الأخيرة قبل الاعتزال



في الأيام الماضية كان أدائه أكثر من رائع وهو يركز مشاركته على البندقية الهوائية..

رغم أن راكان كان له مشاركات سابقة في المسدس .. ولكنه قرر أن يحصر تفكيره في هذه المسابقة في البندقية فقط

واجتاز مرحلة التصفيات التي كان تتركز على إطلاق 60 طلقة على بعد 10 أمتار.. ليصيب راكان 59 طلقة من الطلقات الستين

ولكن هذه النتيجة أحرزها لاعبون آخرون.. كما أن هناك لاعب صيني استطاع احراز 60 من 60 لذا كان أمل موضي متذبذبا في الذهبية..

رغم أن راكان في كل مكالمة لها كان يطمئنها أنه سيحرز الذهبية هذه المرة





حينما رأت ظهور راكان الأنيق المهيب على الشاشة بلباسه الكاكي المختلط بألوان العلم القطري

بدأت دقات قلبها بالتصاعد حتى شعرت أنها تكاد تصم أذنيها دقاتها المتعالية



راكان اجتاز المراحل جميعها بنجاح.. وصل مع ستة آخرين للنهائي

وشعرت موضي أنها تكاد تصاب بسكتة قلبية وهي تراه يقترب من الذهبية يخطى حثيثة

اجتاز المرحلة الأخيرة (مرحلة الخمسة والسبعون ثانية) بنجاح باهر وبقي فقط انتظار نتائج الآخرين

استرخت موضي على مقعدها قليلا رغم أعصابها المشدودة وهي تنظر له بشغف عميق وهو ينهي الإطلاق بنجاح على الصحن الأخير

كانت الكاميرا تتابعه وهو ينزع النظارة عن عينيه بمهابة

ثم يبتعد للحافة ويمد يده في جيبه ليستخرج هاتفه

استغربت موضي (من اللي هو بيتصل فيه ذا الوقت وفي ذاك المكان؟)

ولكن استغرابها لم يطل.. ليحل مكانه تأثر عميق متجذر اكتسح روحها.. وهاتفها يرن

التقطته بلهفة وشجن وهي تهمس بعمق موجع لراكان وتنظر له عبر شاشة التلفاز وهاتفه في أذنه: الناس كلهم بيسألونك الحين من كلمت؟؟



همس بعمق: ما يهمني حد غيرش.. والذهبية إن شاء الله جبناها

وتراها لش وعشانش



قالها وهو يلتفت للكاميرا ويلوح لها بكفه..

لـــهــا فقط..

ويكفيها أن تعلم أنها المقصودة!!

ليتزلزل قلبها بكل العنف الكوني!!









****************************







ذات الوقت

بيت محمد بن مشعل

المقلط الداخلي



أم مشعل بن محمد تصب القهوة على عمتها وعلى أم مشعل بن عبدالله



الجدة هيا همست بحزم: خلصنا من القهوة.. شكّرنا (شكّر= اكتفى من القهوة)

ثم التفتت لمريم وهي تهمس لها بحنان حازم: مريوم يأمش العنيّد مهيب مسلمة علي..

قد لها كم يوم ما جاتني.. وكل ماسألت عنها قلتوا لي لاهية في الجامعة

اليوم مافيه جامعة وانا جايتها بروحي



مريم تنهدت بعمق.. فهي تعلم أن العنود كانت تتقصد الاختباء من جدتها

فهي منذ انتشار خبر خصامها مع فارس وهي تتحاشى مقابلة جدتها

فهي تعلم محبة جدتها لفارس.. فكونه وُلد يتيما والشيء الوحيد الذي بقي لها من ابنها سعود جعل له معزة خاصة عند جدته

وليس معنى ذلك أن جدتها ستقف معه لو كان مخطئا.. فجدتها لا ترضى بالخطأ

ولكن بما أن العنود ترفض العودة له ولا تذكر لذلك سببا فذلك يجعلها هي في خانة الخطأ في وجهة نظر جدتها

وهي تعلم أن جدتها لابد أن تعاتبها بل قد تتجاوز العتاب للقسوة والتوبيخ

وهي لن تحتمل كلمات جدتها الحادة



ولكن بما أن جدتها جاءتها بنفسها للبيت فلابد أن تنزل لمقابلتها ولابد أن تحتمل ما سيأتيها منها

وهاهي مريم تتصل بها هاتفيا وتهمس لها: العنود انزلي.. جدتي ملزمة تبيش

يا بنت الحلال انزلي واخذي المقسوم قدام تصيدش في مجلس مليان نسوان وتحرجش

الحين مافيه حد غير خالتي أم مشعل



العنود تنهدت بوجل وهي تنزل بخطوات مترددة وتدعو الله أن يكون توبيخ جدتها لطيفا قدر المستطاع







*************************







ذات الوقت

ولكن بتوقيت آخر

الصباح بتوقيت أسبانيا





مدينة قرطبة الأندلسية قديما.. الأسبانية حديثا المعروفة باسم كوردبا Cordoba بالأسباني والانجليزي

والتي تقع على نهر الوادي الكبير في الجنوب الأسباني



وتحديدا في جامعها الكبير المعروف بجامع قرطبة (كوردبا موسكيتا)..والذي يقع قريبا من النهر وسط حارة أموية قديمة بزقاقها الضيقة

تحفة معمارية حقيقية تشهد على روعة المعمار الإسلامي القديم.. فهذا المسجد يرجع تاريخ بنائه لسنة 92 هـ منذ عهد الخليفة الأموي الأول في الأندلس عبدالرحمن الداخل

ومن أشهر معالمة الرائعة اليوم الصحن الذي يتوسط المسجد والذي عُرف بصحن النارنج محاط بسور مبهر في عمارته وينفذ منه سبعة أبواب لنواحي المسجد المختلفة..

والمؤلم والموجع أن هذا الجامع تحول إلى كنيسة مسيحية.. رغم محافظته على طابعه الإسلامي ووجود الآيات القرآنية والمحراب فيه..

ويحضى المحراب فيه بإقبال غير طبيعي من السياح الغربيين..





ناصر يحتضن خصر مشاعل وهما يمشيان في أروقة الجامع ويهمس لها بحنان:

بس ياقلبي.. بسش بكا.. أخاف يقولون إني خاطفش على البكاء ذا كله



مشاعل تمسح أنفها المحمر: يعني تبيني أشوف في كل زاوية في المسجد صليب لا وحاطين فيه كنيسة بعد وما أبكي..



ناصر بهدوء: الإنسان يشوف ويعتظ.. مسلمين الأندلس لما كانوا متمسكين بدينهم حكموا أسبانيا كلها..

ولما تخلوا عن دينهم ولهوا في الدنيا بدت مدنهم تطيح في يد الأسبان مدينة مدينة لين طاحت غرناطة آخر شيء



مشاعل بهمس مبحوح: وبكرة بنروح غرناطة بعد؟؟



ناصر بود: بنروح.. بس أخاف لا شفتي قصر الحمراء تقعدين تبكين بعد

وأقلب الآية وأقول لش مثل ما قالت أم عبدالله بن الأحمر له: إبك كالنساء ملكا لم تحافظ عليه كالرجال



مشاعل بألم حقيقي عميق كعمق التاريخ : بس والله شيء يقهر.. من يوم جيت ذا الديرة وانا مقهورة

كل ما شفت آثار المسلمين ومساجدهم اللي صارت بيد اللي مايرعى حرمتها انقهر



ناصر بجدية: حبيبتي إذا بغيتي نروح مكان ثاني رحنا؟؟ حن معنا تأشيرة للعبور عبر دول الاتحاد الأروربي كلها..

والحين أصلا شهر مارس مهوب شهر سياحة..بنغير حجزنا وين ما تبين؟؟



مشاعل برجاء لطيف: يعني منت بزعلان إني جبتك أسبانيا وعقبه كرهتها؟!!



ناصر بحنان وهما يتجهان خارج الجامع: أنا قلت لش تدللي والسفرة هذي على كيفش..



مشاعل بعذوبة: يعني نطلع باريس مثلا وإلا روما؟؟



ناصر يبتسم: نطلع موزمبيق لو تبين.. المهم نرجع قبل عرس مريم









*************************







قبل ذلك بساعات ولكن بتوقيت آخر

واشنطن

مساءً





باكينام كانت في زيارة لهيا في بيتها والاثنتان في غرفة هيا القديمة

ومشعل كان في غرفته يعمل على أطروحته

مشعل لا يعلم مطلقا بغضب باكينام من يوسف

فهيا لم تخبره لأنها خشيت أن يحتد عليها مرة أخرى ويظن أنهم هم سبب مشاكلها مع زوجها



ويوسف قابل مشعل عدة مرات الأيام الماضية في الجامعة

واكتشف من حديث مشعل أن مشعلا يظنه مايزال في بيته ومع زوجته

لذا فهو طبعا لم يغير تفكير مشعل حفاظا على مظهره عنده



باكينام لم ترَ يوسف منذ أيام

منذ زيارته الليلية الغريبة التي لم تستغرق سوى عشر دقائق خرج بعدها شبه مطرود من بيته



والليلة هي الليلة الأولى التي تتأخر فيها خارج البيت وتذهب في مشوار عدا الجامعة

هيا تصب كأسا من الشاي لباكينام ثم تهمس لها: باكي أنتي استأذنتي يوسف تسهرين عندي؟؟



باكينام تبتسم: حلوة النكتة دي؟؟



هيا بجدية: ومن قال نكتة أتكلم من جدي..



باكينام بغيظ: اسكتي بس واتلهي



هيا ابتسمت: صراحة مخش جزمة قديمة على قولتكم.. يعني أنتي بروحش قايلة لي إنه منبه عليش ما تطلعين مكان إلا قايلة له

ولو بتتأخرين هو يوديش ويجيبش.. يعني سوري باكينام.. بس أنتي كذا عصيتيه متعمدة.. وعصيانه عصيان لربش وأنتي عارفة



باكينام بضيق: خلاص هيا ما تحبكيهاش.. يوسف عارف إني بأزورك على طول

لو كنت رايحة مكان تاني كنت عصرت لمون على ئلبي واستأزنته



هيا بابتسامة: زين اسمعيني إذا رحت أوصلش أنا ومشعل دوري لمشعل أي عذر ليوسف عشانه ماجاء يأخذش

ترا مشعل ما يدري إنكم متزاعلين.. وأخاف يسوي لي سالفة إذا درا



باكينام باستغراب: وأنتو توصلوني أساسا ليه.. أنا وحدة لفيت الدنيا ولوحدي

هأخاف من مشوار ئريب كده



هيا بهدوء: لو ماجاء يوسف يأخذش مشعل مستحيل يخليش تروحين متاخر بروحش.. أنتي صرتي عارفته





على الجبهة الأخرى كان مشعل يخرب مخططاتهما وهو يتصل ليوسف:

شوف مايصير توصل باب البيت وترجع

يوم وصلت مرتك هنا ومادخلت.. عديتها لك

بس الحين إذا جيت تاخذها لازم تدخل وتتقهوى.. عيب عليك



يوسف شعر بالتشويش ولكنه استوعب أن باكينام عندهم.. ومشعل يظنه من أوصلها ومن سيأخذها.. لذا همس بثقة: خلاص ولا يهمك

لما اجي أخذ باكينام هأنزل عندك شوية



وأصبحت معضلة يوسف أنه لا يعرف مكان شقة مشعل

ويستحيل أن يسأله وهو يظنه من أوصل باكينام لذا وجد أن أهون الشرين أن يتصل بباكينام ويسألها

ولكن قبل أن يتصل بها كان مشعلا قد اتصل بهيا وطلب منها أن تعد القهوة والشاي والفوالة وتضعها في الصالة قبل أن يصل يوسف ليأخذ زوجته



هيا التفتت لباكينام وهي تهمس: يوسف جاي يأخذش ومشعل يقول لي أسوي شاي وقهوة

أنا رايحة شوي وبأرجع لش



باكينام فتحت عينيها بذهول: إيه حكاية يوسف جاي يأخدني دي؟؟



هيا تنهض متجهة للمطبخ وتهز كتفيها: وأنا وش دراني



استغراب باكينام لم يطل.. فمع خروج هيا اتصل يوسف فردت عليه بشكل مباشر: إيه حكاية إنك جاي تاخدني



يوسف بغضب: وأنتي إيه حكاية إنك طالعة من البيت لمكان غير الجامعة بدون ما تاخدني ازني مع أني منبه عليكي

لا وكمان سهرانة عندهم.. وعاوزة ترجعي متأخر لوحدك.. مش شايفة إنك زودتيها أوي؟!!



باكينام بحدة: مش هارجع وحدي هيا وجوزها هيرجعوني.. ماتجيش



يوسف بغضب حاد: باكينام ما تحرجنيش مع مشعل.. مشعل مش عارف إنه فيه بيننا حاجة.. فماتصغرنيش ئدام الراجل

ئولي لي فين بيته.. عشان هو فاكرني أنا اللي جبتك.. مش عارف إنك خارجة من ورايا



باكينام أعطته العنوان وهي تغلي من الغضب لاحتداده عليها في الكلام

(أي رجل بغيض هذا!!)







***********************************





مجلس آل مشعل

الساعة العاشرة إلا ربع صباحا



مشعل يجلس مع والده وعمه وينتظرون قدوم فارس

والجميع في حالة ترقب وهم ينتظرون انطلاق منافسات راكان



رن هاتف مشعل

نظر للاسم دون اهتمام.. وضعه على الوضع الصامت ثم ألقاه جواره

أضاء الهاتف عدة مرات قبل أن تتوقف الاتصالات



كان المتصل هو

أم علي



مشعل من بعد إجهاض لطيفة.. وهو يتجنب قدر ما يستطيع مقابلة فاتن أو مكالمتها

فهو تأثر كثيرا مما حدث.. ولا يريد أن تظن لطيفة إنه يحاول إثارة غيرتها أو الإساءة لها



هو وفاتن من أصحاب الأعمال الأذكياء

والعمل بينهما يسير كأفضل ما يمكن

ولا يمكن أن يفسدا مشاريعهما الضخمة بسبب ظروف شخصية يستطيع كلاهما تجاوزها

لذا أصبح التواصل بينهما غالبا عن طريق سكرتيريهما

مازالت فاتن من وقت لآخر تحاول الاتصال به

ولكنها أصبحت تتفهم أنه لا يريد أن يرد عليها

وربطت ذلك باتصالها بزوجته

لامت نفسها على تسرعها

ولكنها فكرت بطريقة عملية.. فبينهما مشاريع بالملايين

لا يمكن أن تفسدها بحساسية النساء

فهي سيدة أعمال قبل أن تكون امرأة حتى!!!

ووصلتها رسالة مشعل واضحة

أنه لا مكان لها في حياته

وأن مكانها هو في عمله فقط!!!







*************************





عودة لبيت محمد بن مشعل



العنود وصلت للجالسات

انحنت لتسلم على جدتها ثم على أم مشعل ثم جلست بجوار مريم



العنود كانت تود سؤال جدتها وأم مشعل عن أحوالهما كالمعتاد.. ولكنها فضلت الصمت وهي تتمنى لو ينسينها جميعهن وينشغلن بالحديث

لأنها حين دخلت كن منخرطات في الأحاديث

ولكنها كانت أمنية مستحيلة.. لأن الجدة هيا جاءت اليوم في مهمة خاصة ولن ترجع قبل تنفيذها



الجدة هيا حين أنهت الجدل حول القضية اللاتي كن يتناقشن بها.. هتفت للعنود بنبرة جهورية مقصودة: أشلونش يالعنيّد؟؟



العنود تكاد تختنق بكلماتها خوفا من جدتها: طيبة يمه جعلني الأولة.. بشريني منش؟؟



الجدة بنبرة مقصودة: أنا؟؟

والله لش علي.. ما الخاطر بسامح



العنود تبتلع ريقها: أفا.. ليه فديتش؟؟



الجدة تصل لمبتغاها وبأقصر طريق وأسرعه: والله انشدي روحش



العنود صمتت فهي ليست لا مقاما ولا قدرة على مستوى محاورة جدتها وفي موضوع كهذا بالذات



ولكن الجدة لم ترحم صمتها فسألتها بحزم: مريضة أنتي؟؟



العنود بضعف: لا



الجدة بذات الحزم: حامل؟؟



العنود بذات الضعف: لا



الجدة بهدوء حازم: زين وش مقعدش عند أمش؟؟ ماعندش بيت؟؟



الحوار مستمر بين الجدة والحفيدة.. والمستمعات الثلاث تحفزت مشاعرهن مع الحوار وخصوصا شعور الشفقة على العنود التي غار لون وجهها تماما



العنود تنهدت وهي تحاول التسلح بالقوة لن تسمح لأحد بإجبارها على العودة إلى فارس......

............. إلا كما تريد هي!!!!!........ وبالطريقة التي تريد!!!!!



همست العنود باحترام: البيت اللي راحتي فيه هو بيتي يمه



الجدة ببعض غضب: وش عندش في ذا الحكي يا بنت محمد؟؟



العنود بهدوء واحترام: اللي أنتي فهمتيه يأم محمد



الجدة بغضب: والله وغدا لش لسان



العنود بعتب: يعني يمه تبغينا ننقهر وحتى الرد ما نرد



الجدة بجزع رقيق: ماعاش من يقهرش

ثم تنهدت وهي تزيح مكانا جوارها: تعالي جنبي يأمش



العنود اقتربت وجلست جوار جدتها لتحتضنها جدتها بحنو

والعنود كانت أعصابها وصلت الحد الأقصى من الشد

وماكان ينقصها هو حركة كهذه لتنخرط في البكاء في حضن جدتها

جدتها بجزع حنون: أفا يذا العلم.. تبكين يأمش



العنود استمرت في البكاء في حضن جدتها

والوضع بات مشحونا في المكان وبين الجالسات

حينما هدأت العنود همست لها جدتها: فارس يأمش مزعلش؟؟



هزت العنود رأسها إيجابا



الجدة باستفسار: مزعلش في ويش؟؟



العنود بصوتها المبحوح: شي بيني وبينه



الجدة ابتسمت لأن العنود رفضت اخبارها.. شددت احتضانها لكتفها وهمست في أذنها: عفيه

ثم أردفت: زين إن خليت فارس يجي الحين ويراضيش.. تروحين معه عشان خاطر جدتش العجوز وحشيمة لجيتها عندش؟؟



العنود ردت بشكل مباشر ومفاجئ وصادم:



الحشيمة كلها لش..

إن جاء وراضاني هنا وقدامش أروح معه على طول وذا الحين







#أنفاس_قطر#

.

.


موعدنا سيكون غدا الساعة التاسعة والنصف صباحا إن شاء الله

لأن هذا البارت مازال له تكملة مرتبطة به غدا

عن كيف تقبلت موضي عودة حمد

إضافة للقفلتين في البارت

على باكينام والعنود نتعرف على ما سيحدث غدا إن شاء الله

وإلى الملتقى

.

.







 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 29-09-09, 08:14 AM   المشاركة رقم: 87
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

[COLOR="Green"]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الورد والفل والياسمين
سعيدة جدا بكل ردود أفعالكم وانطباعاتكم وحواراتكم الشيقة والثرية
وأحب أرحب بكل متابعي ما خلف الكواليس اللي شرفونا بالقفز إلى الصف الأول
حياكم الله ونورتوا أسى الهجران وجيتكم على الرأس والعين
.
.
اليوم نستكمل مشوارنا وتشوفون هل خابت توقعاتكم أو صابت
وموعدنا القادم إن شاء الله بيكون الخميس بعد بكرة الساعة 9 صباحا
ومازال فيه الكثير وكل ما أثار تساؤلاتكم بيكون عليه إجابة إن شاء الله


النص بالمرفقات



#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

الملفات المرفقة
نوع الملف: zip a.txt.zip‏ (15.0 كيلوبايت, المشاهدات 48)
عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 01-10-09, 07:59 AM   المشاركة رقم: 88
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

[COLOR="Green"]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباحات البهجة والاختلاف
أهلا بكل اللي عبروا خلال أسى الهجران
سواء عبروا عن مرورهم بكلمة أو اكتفوا بنثر عطرهم الصامت بين أروقة أسى الهجران
سعادتي لا حدود لها بردودكم وتعليقاتكم وانفعالاتكم وحتى خلافاتكم
الله لا يحرمني منكم يا نبضات قلبي
.


النص بالمرفقات

#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

الملفات المرفقة
نوع الملف: zip 3.txt.zip‏ (16.5 كيلوبايت, المشاهدات 31)
عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 03-10-09, 08:33 AM   المشاركة رقم: 89
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
Flowers

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباحات الأفراح والليالي الملاح
نستكمل الليلة مراسيم زفاف سعد ومريم التي انتظرتموها مطولا
وبدء حياتهما المختلفة فعليا معا
.
.
بارت اليوم نقدر نسمية بارت الانفعالات العميقة
بعض الأزواج في بارت اليوم سيعصف بهم انفعالات ثورية عميقة ستستمر حتى البارت القادم
بارت اليوم دسم وطويل وأتمنى يعجبكم
.
.
أعود قليلا للموضوع الأكثر إثارة للجدل في البارت اللي فات
سفر راكان عشان ما يقابل موضي
البعض استغرب واعتبره جبن ما يناسب شخصية راكان الشجاعة
وهذا كان قصدي تمام
شفتو أشلون راكان شجاع ومايهاب شيء ومع ذلك خاف يجرح موضي
ماخاف من الموقف لكن خاف عليها من الموقف
الشيء الثاني ترا قعدته مع رفيقه اللي انفجرت معه الزايدة ما كان هرب مثل ما البعض فهمه لكن هو فعلا اضطر له رغم شوقه للعودة
وهذا اللي بتعرفونه أكثر في بارت اليوم
.
.
نبضات قلبي أنا ولله الحمد والمنة وحدة عمري ما كابرت على الغلط
إذا كنت غلطانة أحب أعترف وأتعلم
وأسوأ أنواع البشر من يدعي معرفة كل شيء لأن فوق كل ذي علم عليم
خالص شكري للعذبتين الرقيقتين لمياء والزهرة المتألقة
الله لا يحرمني منهم وعلى تنبيههم اللطيف والراقي مثلهم للخطأ اللي وقعت فيه
لمياء وزهرة شكرا مرة ثانية يا قلبي.. جد ألف ألف شكر

أنا يا بنات ما أعرف أحد قريب مني أجهض إلا أمي وخالتي وثنتينهم سقطوا وهم فوق ثلاث شهور
والمعلومة الجديدة اللي تعرفت عليها:
إن الجنين لو سقط قبل مرحلة التخليق التي تكون بعد 80 يوما من الحمل
لا يعتبر الدم النازل مع المرأة دم نفاس ولكنه دم استحاضة لذا تصلي وتصوم
عشان كذا الله يعين لطيفة تصلي الأيام اللي عليها كلها
وأنا اعتذر عن الخطأ اللي وقعت فيه
اللهم أني استغفرك وأتوب إليك
.
.
موعدنا الجاي مع بارت خاص جدا وعاصف جدا بيكون يوم الاثنين مساء إن شاء الله والتغيير عشان رجاءات أهل الدوامات اللي بدت عند البعض اليوم
موعدنا الساعة 9 ونصف ليلا إن شاء الله
.
.
يالله استلموا
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.

أسى الهجران/ الجزء التاسع والتسعون



واشنطن
صباحا
بيت يوسف


كانت ليلة قاسية على باكينام.. لم تستطع النوم إلا بعد صلاة الفجر
كانت تعاني من أرق مزعج سبّب لها صداعا أشد إزعاجا
وتناولت الكثير من المسكنات وبشكل مبالغ فيه وبدون فائدة
حلمت بعشرات الأحلام وكان نومها متقطعا حينا وعميقا حينا آخر
هاهي تفتح عينيها وتغلقها و تشعر بالدوار المختلط بالهلوسات حتى وهي متمددة
عيناها تعاودان الانغلاق وهي تشعر بالنعاس مرة أخرى

كانت تحلم بيوسف
كم اشتاقت له.. باتت تحلم به كثيرا مؤخرا.. بل تكاد لا تحلم بشيء سواه
وهاهي تحلم أنه معها في الغرفة..
تحلم أنها تتمدد على السرير
وتراه يفتح الدواليب وكأنه يبحث عن شيء معين بهدوء خافت وكأنه لا يريد إزعاجها
تهمس له برقة دافئة: يوسف

فينتفض بخفة وهو يهمس لها: صحيتك؟؟

تمد يدها له وهي تهمس برقة مصفاة: لا.. أنا نايمة ماصحيتش

ابتسم لها: حلوة دي

عاودت مد يدها وهي تهمس بخفوت: تعالى حبيبي.. اديني ايدك

انتفض حينها بعنف شديد كما لو كان لسعه تيار كهربائي بالغ القوة وهو يهمس بصدمة موجعة كاسحة: حبيبي؟؟ (نطقها وهو يشدد على كل حرف بوجع)

ابتسمت باكينام بشفافية: آه حبيبي.. تعالى جنبي

يقترب بتوتر بالغ ويجلس جوارها ويعطيها يده.. تأخذ كفه وتضعها تحت خدها ثم تهمس بعذوبة: وحشتني حبيبي.. أهون عليك تسبيني كل ده

يوسف بصدمة حقيقية وعيناه تتسعان: باكينام أنا يوسف

باكينام تبتسم بذات الشفافية: حد يتوه عن ئلبه.. عارفة إنك يوسف.. دي الدنيا كلها مافيهاش رجالة غير يوسف جوزي وحبيبي

يوسف تزداد عيناه اتساعا: باكينام أنتي ماكله إيه؟؟

باكينام برقة: ماكلتش حاجة.. أنا باحلم بس.. باحلم بيك كل ليلة
بس النهاردة الحلم حلو آوي.. خليك جنبي شوية يائلبي
وحشتني خالص..

قالتها وهي تستخرج يده من تحت خدها وترفعها لشفتيها وهي تقبل كل إصبع من أصابعه بعمق واشتياق وهلوساتها تزداد غرابة
حينها بدأت يد يوسف بالارتعاش.. كان عاجزا عن التصديق ومشاعره بدأت تخونه

فباكينام العتيدة ذات الكبرياء العتيد المتأصل لم تكن تحلم.. وهذا الجالس إلى جوارها ليس طيف يوسف.. بل هو يوسف فعلا

يوسف كان في حاجة إلى طقم لباس رسمي يحضر به اجتماعا للجنة المناقشة
لذا حضر في وقت مبكر ليختار له طقما لأنه لم يأخذ معه سوى ملابس قليلة
دخل بحذر
وجد باكينام ماتزال نائمة تغلفها عذوبتها التي لطالما آسرته.. وهو يتذكر أنه كان يقضي معظم الليالي التي قضاها معها في تأملها وهي نائمة
دون أن يشعر بتحفزها أو عنادها.. ويراها سحرا خالصا يستغرق في نوم سماوي

وهاهو يمارس عادته التي اشتاق لها
قضى عدة دقائق وهو يتأملها وألم اشتياقه لها يعتصر شرايين قلبه بقوة

ولكنه انتزع نفسه من أفكاره وهو يحاول نفض تأثره العميق بها
ليبحث بين أطقمه عن طقم مناسب ليخرج بسرعة
ولكنه ما أن بدأ بالبحث حتى سمع صوتها الناعم يناديه بعذوبة

انتفض بخفة.. لم يكن يريد أن يوقظها ليبدآن نهارهما بمعركة هو في غنى عنها اليوم بالذات

بدت له آسرة وموجعة وهي تفتح عينيها بخفة وتنادي اسمه بأرق طريقة سمعها في حياته..
لم يتخيل أن اسمه بهذه الجمال حتى سمعه بنبرتها التي كانت موغلة في الدفء والعذوبة
ثم أصابته بصدمة أكثر وجعا وبعدا عن التصديق وهي تهمس له بـ "حبيبي"
اعتقد أنها تهلوس.. وتمنى بكل الألم ألا تكون..
كان لكلمة "حبيبي" من بين شفتيها سحرا لم يتخيله موجودا في كل هذا العالم
( أ حقا قالت لي: حبيبي؟!!
وحقا هل أكون يوما حبيبها؟!!
يا لروعة الكلمة من بين شفتيها
أتمنى سماعها بعد.. مرة أخرى بعد
حتى وإن كانت تهلوس
لا تحرمني يا آلهي استمتاعي بهلوساتها)

ولكنه لم يسمعها مرة أخرى فقط بل سمع ماهو أكثر عجبا.. غزلا دافئا رائقا
كلمات حب لم يتخيل أنها في قاموس هذه المغرورة المتكبرة

أما مالم يحتمله مطلقا فهو ملمس يديها ثم قبلاتها تعانق أنامله
بدأ يرتعش غصبا عنها
هو بكل قوته وجَلَده لم يحتمل رقة كلماتها ثم رقة شفتيها على خشونة يديه

حينها أمسك بيدها هو ورفعها لشفتيه ليغمرها بالكثير من قبلاته
وهو يهمس لها بين كل قبلة والأخرى "بحبك"

باكينام كانت تنظر له بشجن ووله عميق وهذا الحلم المشحون بالهلوسات بدا لها أكثر من رائع
ولكن يديه الدافئتين اللتين تحتضنان يدها ثم شفتيه المرتعشتين على بشرة يدها
ثم دفء همساته العميقة الموجعة
بدت أكثر دفئا وصدقا من أن تكون حلما

حينها ارتفع الادرنالين عند باكينام لحده الأقصى لتزول كل أشباح الهلوسات بشكل كامل وصادم لها بشكل مرعب
(أنا كنت بأهبب إيه؟!!)
انتفضت وهي تجلس وتنتزع يدها من بين يديه وتهمس بغضب وهي تريد قلب الطاولة عليه: انته بتعمل إيه؟؟

يوسف يرفع حاجبا وينزل حاجبا: أنا وإلا أنتي؟؟

باكينام بحرج وتوتر: أنا كنت نايمة ومش فاكرة حاجة

يوسف يبتسم نصف ابتسامة: والله؟؟ نايمة؟؟
طيب مش هأعطلك.. ارجعي نامي
أنا جاي أخد لي بدلة عشان اجتماع لجنة المنائشة.. وهامشي
نامي ياحبيبي نامي (قالها وهو يرص على كلمة حبيبي)

باكينام لم تستطع أن ترد عليه بكلمة وهي تبتلع لسانها حرجا موجعا
كانت تعبث بطرف المفرش وهي تتمنى لو تنشق الأرض لتبتلعها
وهي تراه ينتقي الطقم
ثم يلقي عليها التحية ويغادر
وابتسامة شاسعة.. شاسعة جدا ترتسم على وجهه
ابتسامة نصر حقيقي
(لم ترد!!
لم ترد!!
صمتت
أيعقل؟؟
أيعقل؟؟)



***************************





الدوحة
بيت محمد بن مشعل
مجلس الحريم
الساعة العاشرة مساء


البنات ارتدين عباءاتهن وتغطين عدا مشاعل لأنها أساسا شديدة الخجل فهي توجهت للبقاء مع المدعوات المتواجدات في الحديقة خلف البيت
بينما من بقي مع مريم هن لطيفة وموضي والعنود وأم مشعل بن محمد وأم فارس
وبعضا من قريباتهن اللاتي كن قادمات للسلام على مريم
وحين جاءت الزفة التففن بعباءاتهن وجلسن في الزواية

العنود كانت ملاصقة لمريم ودموعها بدأت بالانسكاب وهي تمسك بكف مريم
ومريم عرفت أنها تبكي من صوت النشيج الخافت وهي تحاول التماسك...
فهمست لها بحنو: أنا عارفة إنه المفروض أنا أبكي وأنتي تهديني مهوب العكس

العنود احتضنت كف مريم قريبا من قلبها وهي تهمس من بين شهقاتها: مايهون علي فراقش

مريم بحنان: بس يا الهبلة.. أنا بهاجر يعني.. لطيفة تقول لي بيت سعد ورا بيتنا بشارعين بس

مازالت العنود تحتضن كف مريم.. فسمعا صوت أعيرة نارية تُطلق في الهواء من مكان قريب يبدو كما لو كان من باحة البيت الأمامية
حينها تصلبت أصابع مريم على كف العنود.. فهمست العنود بابتسامة دامعة: لا خلاص فكيني..

مريم أفلتت يد العنود وهي تقرأ آيات من القرآن الكريم والكثير من الأذكار
العنود ابتعدت وجلست جوار موضي
بينما لطيفة اقتربت بسرعة من مريم وهي توقفها ثم تتأكد من شكلها وتهمس في أذنها و تعود بذات السرعة لتجلس بجوار موضي من الناحية الثانية

ليدخل في ذات الوقت سعد يتوسط محمد وعبدالله ومشعل وناصر
ويقتربون بخطوات ثابتة حتى وصلوا لمريم يحيط بهم جميعا ألق رجولي خاص

سعد حينما دخل كان يلفه توتر ما.. ليس شابا صغيرا.. وليست المرة الأولى التي يتزوج فيها ليشعر بكل هذا التوتر
ولكن الاختلاف كان في العروس.. كيف هي عروسه الضريرة؟!!
قِيل له أنه جميلة.. وهو فعلا لا يهمه الجمال مطلقا
ولكن يهمه روحها التي آسرته..أسرته حتى النخاع
الأسر الذي أثار تخوفه فيما بعد
هل تهور في خطبتها؟؟ هل استعجل؟؟ هل هي من تصلح له ولظروفه؟!!

هاهي عيناه تقتنصان البهاء الأبيض
ليتنهد بعمق وترتعش أعماقه.. وهو يتيقن أن أسره هو أسر أبدي سرمدي
تقدم ناحيتها وهي تقف بثبات خجول متوتر
عيناه تطوفان بها

(هل هذه مخلوقة حقيقية أم حورية سماوية؟!!
هل توجد امرأة بهذا الجمال الرقيق
تبدو كما لو كانت تشع.. تشع بكل معنى الكلمة
كما لو كانت محاطة بهالة من نور
تبدو كما لو كنت سأرى ماخلفها لشدة صفائها
وكأنها مخلوق زجاجي كرستالي شفاف موجع في شفافيته وروعته)

كانت مريم تحاول الوقوف بثقة وهي تشتم رائحة خليط من عطور رجالية عرفت أربعة منها.. وخامس مجهول
كانت تقف في فستانها الحريري الأبيض الناصع البياض كأنها حمامة بيضاء تستعد للطيران
كان الحرير مزموما عند صدرها برشات من الكريستال
ليتسع بنعومة في الأسفل
ويبدو على قامة مريم الطويلة شيئا خياليا في أناقته
الكمان مزمومان بطريقة مبتكرة مختلفة الأطوال ونقوش الحناء تزين الظاهر من يديها
لم ترتدِ طرحة ولكن شعرها المتوسط الطول في لفاته اللولبية كان مزينا بمشابك كرستالية موزعة بطريقة أنيقة

كان سعد يتمعن في كل تفاصيلها وهو يحاول جاهدا ألا يعاود النظر لوجهها
لأنه شعر أنه على وشك أن يسكر فعلا من ملامحها المسكرة في رقتها
استدارة وجهها.. عنقها الطويل
أنفها الناعم.. شفتاها الذائبتان فتنة أجبرته على الارتعاش
حتى عينيها الخاليتين من الحياة بدت له مشبعة بالسحر وهما تتسربلان بروح حياة مختلفة
امتدت اختلافها من روح مريم المختلفة التي أضفت على كل شيء ألقا مختلفا ومبهرا
شعر بروحها تناجي روحه فعلا وهو يقترب منها بخطوات هادئة
ليصلها ويطبع على جبينها قبلة دافئة
حينها انتفضت مريم بعنف وهي تتعرف على شفتين مختلفتين ورائحة مختلفة
همس لها بعمق: مبروك

لم تستطع الرد
حينها اقترب منها والدها واحتضنها بحنو وهمس لها بحنان مصفى: مبروك يأبيش

ثم التفت لسعد وهمس له بتأثر: ما أوصيك فيها يابوفيصل ترا مريم غالية غالية..

ابتسم سعد رد عليه بنخوة: في عيوني مايحتاج توصيني

مريم شعرت بالاختناق وهي تشعر بعبراتها تخنقها وهي تعاود الارتماء في حضن والدها.. أعاد والدها احتضانها وأطال
حتى همس لها عبدالله بابتسامة: وخر يامحمد خلني أسلم على بنتي

سلم عليها عمها بحنان شاسع.. وهو يعرف تماما شعورها وشعور محمد فهو زوج ثلاثا من بناته
ويعرف تماما قيمة مريم عند والدها وعندهم جميعا
همس لها عبدالله بحنان: مبروك يا بنتي.. وترا سعد رجّال مافيه مثله
وإن شاء الله إنش ما تضامين في بيته

كانت ترد عليهم بعبارات خجولة هادئة

جاء دور مشعل.. شقيقها الأقرب لها في السن والروح
احتضنها بخفة وحنان عميق ثم همس في أذنها: حسيتي بملمس المجند؟؟
اليوم لبست المجند (قالها وهو يتناول كفها ليجعلها تتحسس الحزام)
مثل ماقلت لش يوم كنا بزران.. إني ما ألبس المجند إلا في عرسش أنتي وبس

حينها أسندت رأسها لكتف مشعل وبكت بخفوت فتأثرها بلغ أقصاه
حينها شد ناصر مشعلا وهمس بمرح: لا تخربين المكياج ما بعد شافش سعد عدل
بيبكي علينا الحين
قالها وهو يقبل جبينها ثم همس لها: مبروك يا شيخة آل مشعل.. مبروك



موضي تهمس للطيفة في أذنها: وش عنده رجالش على المجند؟؟طالع شكله غيييييييير.. المجند الأسود مع بياض غترته وثوبه ورزته شيء خيال
ماتشوفين النسوان بياكلونه بعيونهم.. جعل عيونهم البط.. الله وأكبر عليهم

لطيفة بهدوء: من جدش شايفته غير؟؟

موضي باستغراب: ليه أنتي ماعندش عيون؟؟

لطيفة بذات الهدوء: عيوني تشوفه عادي

موضي تبتسم لها وتهمس: أنتي دايما تقولين إني أم عيون.. لا تخافين ماني بناظلته.. تبين توخرين العيون عنه تقولين عادي.. لا مهوب عادي.. موتي حرة
يجنن ويطير العقل بعد

لطيفة صمتت.. لا تريد أن تُشعر موضي بشيء
لأنها كانت ترى مشعلا بدون أي مشاعر خاصة
مثله مثل أي شخص آخر
بلا إحساس خاص
أو شعور خاص
أو أي شيء
إطـــــلاقــــا!!!

"أحقا يا لطيفة ترينه كما ترين الآخرين؟!!
أحقا؟!!"


أم فارس اقتربت من سعد وسلمت عليه بسعادة غامرة.. ولكن يشوبها شيء غامض من الحزن
سعيدة وهي ترى الفرحة في عيني سعد بعروسه الجميلة
نعم هي لم تخبر سعد بمقدار جمالها ولكنها أخبرته أنها جميلة بدون تفصيل لأنها لا تريده أن يتولع بها
لأنها كانت تتمنى في داخلها وحتى اللحظة الأخيرة أن سعد قد يتراجع عن فكرة الزواج
(فما فائدة الجمال لضريرة؟؟ هل سيقوم مقام عينيها؟!!)

وأم فارس مثلت شريحة من تفكير كثير ممكن كانوا يرون مريم.. وإذا كانت أم فارس لا تصرح بهذا الرأي
فغيرها صرّح ووصل رأيه لمريم حتى
(ماذا ستفعل هذه الضريرة بكل هذا الجمال؟؟
مادامت لا تراه
ويستحيل أن تتزوج
وإن تزوجت ستتزوج ضريرا مثلها
فما ستسفيد بهذا الجمال الضائع هباء؟؟ أ ليس غيرها أولى به؟؟)

لم يراعوا مطلقا مشاعرها.. وكأنهم استكثروا عليها أن يمن الله عليها بالجمال بعد أن اختبرها الله بأخذه نور العينين
رغم أن مريم وفقا لمقياس الجمال الموضوعي لم تكن بذلك الجمال المبهر..
ومع ذلك هناك من استكثر عليها جمالها الطبيعي..
استكثر عليها أن يعوضها الله بجمال لا تراه لأنها لا حاجة لها به من وجهة نظرهم..
وكأنهم كما يقول المثل الشعبي "يحسدون الفقير على موتة يوم الجمعة!!"
وكأن من ابتلاه ربنا بإعاقة لا بد أن يُحرم من كل شيء!!
ألا يعلمون أن الله أرحم بعباده منهم على أنفسهم.. وأنه ما أخذ من عبده شيئا إلا عوضه خيرا منه.. في الدنيا أو يدخرها له في الآخرة.

والصفة التي كانت تتميز بها مريم فعلا هو صفاء بشرتها وشفافيتها وكأن صفاء روحها انعكس على شكلها


سعد همس لأم فارس أن تلبس مريم عباءتها ليذهب بها لبيته
ولطيفة كانت قد جهزت لها كل شيء
لذا تناولت أم فارس العباءة وساعدت مريم على لبسها بدون أن تفسد شعرها أو مكياجها
وخصوصا أن المسافة قريبة جدا
السيارة تنتظر عند باب الصالة الرئيسية مباشرة ثم ستنزل في باحة بيت سعد

سعد تناول كف مريم.. شعر كما لو أن يدها ستذوب في يده من شدة نعومتها..
مازال يذكر المرة الوحيدة التي رآها فيها.. لم ير شيئا سوى يدها التي انبهر بصفائها ونعومتها من بعيد
فكيف وهي تسكن يده الآن.. ويده تحتوي نعومتها المصفاة
شعر بيدها ترتعش بعنف بين أنامله.. همس لها بحنان رجولي عميق: لا تخافين

همست مريم بوجع: تكفى لا تطيحني

شعر سعد بألم عميق.. أن تكون الجملة الأولى التي تقولها له خوفا من السقوط وهي تجسد مأساة عماها بوضوح أمامه


كان مشعل هو من سيأخذ سعد ومريم بسيارته
وأم فارس ستتبعهم مع سائقها الذي ينتظرها في الخارج لتتأكد من وضع مريم قبل أن تعود لبيت محمد بن مشعل مرة أخرى

خرج سعد وهو يقود مريم بحذر بينما توجه الآخرين للمجلس
والعنود حينها توجهت لأم فارس وهمست باحترام: يمه بتروحين مع مريم؟؟

أم فارس بمودة: إيه يأمش

العنود بحذر: من اللي بيوديش

أم فارس بعفوية: سواقي واقف برا

تنهدت العنود براحة: زين بأروح معش.. ممكن؟؟

أم فارس بود: أكيد يأمش.. يالله

الجميع خرجوا

سعد مازال لا يعرف كيف يقودها بالطريقة الصحيحة
كان يمشي بها ببطء حتى وصلا لسيارة مشعل وفتح لها الباب
دخلت للسيارة بصورة طبيعية
وحين تأكد سعد من جلوسها أغلق الباب وتوجه للباب الآخر وجلس جوارها

همس مشعل بمرح: أنت يأخ أنت تعال اقعد جنبي تراني ماني بسواقكم

سعد بمرح مشابه: مهوب حولي.. مكاني جنب المدام.. ماتبي تسوق فينا؟؟
حول وخل سواق بيت فارس يودينا.. هذا هو واقف عقب ماطرده فارس من السيارة

مشعل يبتسم: خلاص بأعديها لك عشان خاطر مريم.. أنا سواق مريم.. لكن أنت تخسى

أم فارس توجهت لسيارتها بشكل مباشر والعنود تتبعها
أم فارس تلبس نقابها لذا ترى بوضوح.. ولكن العنود كانت تغطي وجهها بطبقتين من الشيلة حتى لا تفسد مكياجها وشعرها
لذا كانت لا ترى سوى خيالات وهي تتبع أم فارس

ركبتا كلتاهما
فور ركوبها سمعت آخر صوت تتمنى سماعه وأكثر صوت تتمنى سماعه
كان يستعد للتحرك وهو يهمس بحزم بصوته الخشن العميق: يمه أشلون تبين تروحين مع السواق بروحش مامعش حد من الخدامات
أنا كنت جاي مع خالي سعد باوصله للباب وبارجع
ويوم شفت السواق ينتظرش وهو مامعه حد... قلت له ينزل

أم فارس صُدمت وهي ترى فارس من يقود السيارة.. لم تعرف ماذا تقول
ولكن غيرها تجاوز الصدمة للتصرف
العنود فتحت الباب رغم أن السيارة كانت على وشك التحرك
حينها انتبه فارس للمخلوق الآخر الجالس جوار أمه وخلفه مباشره.. وعرفه... تصاعدت دقات قلبه بشكل هستيري وهو يراها قريبة منه هكذا
أوقف السيارة بشكل حاد.. كانا مازالا في باحة بيت محمد
نزل فارس وهو يرجع لناحية باب العنود التي كانت فتحت الباب وعلى وشك النزول والهرب

همس لها بغضب ناري وهو يفتح الباب على اتساعه ويقف في مدى انفتاحه: أنتي مجنونة؟؟ تبين تنزلين والسيارة تمشي؟؟

العنود لم ترد عليه وهي تنزل لم تكن تريد الانتظار أو البقاء معه في ذات المكان لدقيقة إضافية بعد
فهي منذ المرة الأخيرة التي رأته فيها وهي تخشى أن تنهار في حضرته
ولكنه كان يسد الباب بجسده الضخم
لم تهتم وهي تنزل فعليا ليلتصق صدرها بجسده وهي تهمس بصوت مبهور الأنفاس: وخر خلني أروح

لم يتحرك..
عاجز عن التحرك.. كأنه مقيد للجسد اللين الغض الملتصق به
رأسها تحت ذقنه ورائحة عطر شعرها تسللت لأنفه لتثير مشاعره المنهكة بعنف
العنود باتت عاجزة عن التنفس وهي تشعر أنه سيغمى عليها فعليا
وآخر ما تريده أن يغمى عليها بين يدي فارس
وضعت كفيها في منتصف صدره ودفعته.. شعرت كما لو كانت تدفع حائطا لا يتزحزح
همست بجزع: تكفى فارس وخر.. وخر.. طالبتك وخر.. وخر

فارس استجاب آليا لها وهو يتنحى جانبا.. لتركض هاربة وهي تتعثر في خطواتها عائدة للداخل

فارس عاد لمكان السائق وهو يعتصم بالصمت وشعور حزن عميق يتسلل لروحه ويُضاف لأحزانه
لهذه الدرجة لا تريد رؤيته ولا تريد قربه!!
تهرب منه كما لو كانت تهرب من وباء معدٍ
أي تعقيدات باتت تتشابك بينهما؟!!
كل يوم يحلم أنها هذه الليلة ستنام في حضنه
ليجد في اليوم التالي أن الحلم أصبح أبعد وأبعد



****************************



بيت سعد بن فيصل
الساعة العاشرة والنصف مساء
باحة البيت الأمامية

سيارة مشعل تتوقف
ومريم تتنهد بعمق.. فهي كانت متوترة طوال المشوار القصير
رغم أن سعدا لم يجلس ملاصقا لها حتى.. وهو يتركها بحريتها ويترك بينهما مسافة فاصلة

سعد نزل ثم دار من ناحية باب مريم وفتح لها الباب وساعدها على النزول
وهي ماتزال تنزل كانت أم فارس تصل وتساعدها بدورها
حتى أدخلتها للبيت وساعدتها على خلع عباءتها بخفة
سعد مد يده لها وهمس لها بحنان: يالله بنطلع فوق
حينها تنهدت مريم وهي وهي تدخل ذراعها في ذراعه وتحتضن عضده بخجل
لم ترد أن تكون ضريرة تحتاج من يقودها
بل عروسا ذراعها في ذراع عريسها

تأثر سعد بعمق من حركتها المحتمية العميقة فوضع كفه الثانية على كفها الساكنة على ذراعه وهمس لها: سمي بسم الله

همست بخجل: بسم الله
هنا كانت تجهل الاتجاهات تماما
لذا تعلقت به بقوة أكبر وهي تخطو خطوتها الأولى
وكلما شدت على ذراعه كلما انتفض قلبه تأثرا
همست بخجل: آسفة لو ضايقتك.. بس أنا خايفة لأني مادل في بيتك

همس لها بابتسامة ودودة: تدرين؟؟ بادعي إنش ما تدلين.. عشان تبقين متقبضة فيني كذا

مريم شعرت بالخجل فأرخت قبضتها قليلا.. فهمس لها بمرح: خلاص يا بنت الحلال سحبت كلامي

وهو يتكلم مع مريم لمح أم صبري التي وصلت من يومين تطل عليهم بحرج
نادها باحترام: أم صبري تعالي

تقدمت العجوز الممتلئة قليلا بملامحها الودودة وهي ترتدي جلابية سوداء واسعة وحجابا أبيض اللون وهي تهمس بحرج: مبروك ياعرايس
مش عايزة أغلس عليكو.. بس كنت خايفة تكونوا عاوزين حاجة

أم فارس بمودة: هلا والله يأم صبري حياش الله

وسعد همس لمريم بهدوء: هذي أم صبري.. مدي يدش يأم صبري لمريم
أم صبري من سكان البيت وأي شيء تبينه يامريم بتساعدش فيه

تناولت العجوز يد مريم الممدودة في الهواء ومريم تهمس لها بعذوبة: حياش الله يأم صبري
تراش هنا مثل أمي

أم صبري بتأثر: سعد غالي علينا آوي.. وغلاوتك هتبئى من غلاوته.. وانتي هتبئي زي بنتي.. وهاحطك في عنيا الاتنين

همست لها أم فارس: أم صبري العشاء اللي أرسلته حطيتوه في الغرفة

أم صبري باحترام: كلو زي ما أمرتي..

ثم همست أم فارس لسعد بمودة: يالله اختك.. اطلع بعروسك.. خلني أتوكل على الله

همس لها سعد باهتمام: تكفين وضحى شوفي العيال قبل تروحين

أم فارس ابتسمت: لا توصي حريص فديتك.. وعيالك رياجيل ما ينخاف عليهم

مريم لم تخطئ نبرة اهتمامه وقلقه عليهما.. تمنت أن تستطيع بالفعل مساعدته على الاهتمام بهما

عاود سعد التشديد في احتضانه لذراعها وهو يصعد بها لأعلى
ومريم تبرمج ذهنها للتعرف على الاتجاهات وعدد الدرجات

حتى وصلت لغرفته/ لغرفتهما
فتح الباب وهمس لها: سمي مريم..

لأول مرة ينادي اسمها منذ بدء زفتهما.. بدا لها اسمها متألقا بنبرته الرجولية
أن تسمع اسمها من رجل غير والدها وأشقائها.. بنبرة مختلفة ومشاعر مختلفة
اختلاف عميق ودافئ شعرت به يغلف روحها

همست بعمق: بسم الله.. اللهم أعطنا من خيره.. وأكفنا شره

دخلت بتوتر وهي تشتم في الجو رائحة بخور لطيفة المفضل.. شعرت بالشجن والامتنان للطيفة.. لا تعلم كيف ترد للطيفة كل أفضالها عليها
وهي ترهقها بالتسوق والترتيب وهي خرجت للتو من إجهاض دون أن تشتكي مطلقا

سعد أدخلها حتى أجلسها على الأريكة
حينها سلمت أم فارس عليها وهي تهمس لها: ما أوصيش في سعد
ثم سلمت على سعد وهي تهمس لها: ما أوصيك في مريم

ثم أردفت بصوت عالي: ويالله اسمحوا لي أستأذن
هذا عشاكم عندكم.. وأنا بجيكم بكرة الصبح قبل صلاة الجمعة

ثم صمتت لدقيقة وأردفت بحزن: وطالبتكم إذا صليتوا ذا الحين إنكم تدعون لفارس والعنود ربي يهدي كل واحد منهم للثاني

سعد احتضن شقيقته وقبل رأسها وهمس لها بحنان: لا تشغلين بالش
الله كريم ويهديهم اثنينهم قادر على كل شيء


أم فارس غادرت وأغلقت الباب خلفها
مريم حين سمعت صوت اغلاق الباب انتفضت بعنف.. الشيء الذي لاحظه سعد
جلس جوارها وتناول كفها واحتضنها بقوة وهمس لها: لا تخافين من شيء
وتراني ما أعض ولا أكل
مع أنش من حلاوتش الواحد وده ياكلش

مريم صمتت بخجل
بينما سعد أمضى دقائق في تأملها
تأمل كل شيء فيها.. حتى خطوط الحناء الدقيقة على أناملها الزبدية الساكنة في كفه
تنهد بعمق وهو ينتزع نفسه من ضغط أفكاره ومشاعره
وهمس لمريم: خلينا نقوم نصلي... تبين توضين؟؟

همست مريم: أنا على وضي.. بس أبي سجادتي.. وصلني للدولاب وأنا بأخذها

سعد بحنو: أنا بأجيبها لش

مريم بهدوء رقيق: لا سعد.. أنت منت بعندي على طول تجيب اللي أبي
أنا عارفة مكانها.. أم محمد شرحت لي الترتيب.. بس وصلني للدولاب

سعد أوصلها للدولاب ثم خلع ثوبه وغترته ليتوضأ
مريم أزالت المشابك من شعرها ووضعتها في علبة في الدولاب وفقا لتوصيات لطيفة
ثم تناولت السجادة وهي تعود أدراجها لتجلس في ذات المكان الذي أجلسها فيه سعد

حينما خرج وهو يجفف وجهه ويديه.. وجدها أكثر ألقا وخصلها الملتوية تتناثر على وجهها الشفاف بشكل بالغ الجاذبية
همس بهدوء يحاول به تجاوز تأثره المتزايد بها: ماشاء الله رجعتي بروحش..

ابتسمت مريم بشفافية: كلها خط مستقيم.. يعني مافيها ذكاء الرجعة

همس لها سعد بعمق: تدرين إن ابتسامتش تأخذ العقل

همست مريم بخجل: شكلك تحب تجامل واجد

همس سعد بشفافية: واللي خلق عيونش الحلوة
إني ما أجامل

همست مريم بألم حاولت ألا يتسلل لصوتها ولكنها فشلت: زين قول شيء غير عيوني عشان أصدق

كان قد جلس جوارها حينها.. فلمس شفتيها بطرف اصبعه وهمس بعمق: زين ولو قلت واللي خلق شفايفش الحلوة.. مستحيل يكون عندش اعتراض
لأنهم مهوب حلوين بس.. إلا موت

أبعدت مريم وجهها بخجل وهمست بخفوت: نقوم نصلي؟؟



*************************



بيت محمد بن مشعل
الساعة 11 ونصف

غالبية المدعوات غادرن ولم يتبق إلا لطيفة وموضي ومشاعل والعنود

لطيفة همست: أنا بأقوم أروح لبيتي.. بناتي تأخروا ماناموا

موضي بهدوء: اخذيني معش لأنه أنتي مارة بيت هلي مارة (موضي ستبات في بيت أهلها.. وبيت عبدالله بن مشعل يقع بين بيت محمد وبيت ابنه مشعل
فلطيفة ستعبر بيت والدها قبل أن تصل بيتها)

هتفت العنود التي كانت تعاني من صمت غريب من بعد زفة مريم: تكفين موضي امسي الليلة في بيتش.. خلني أنام عندش
ما أقدر أنام ومريم مهيب في البيت

التفتت موضي للطيفة وابتسمت: خلاص روحي يأم محمد.. ما نصير نعطلش أكثر.. ذا الزين كله ماله خانة كن أبو محمد ماشافه

مشاعل ابتسمت: زين وأنا براءة خلاص.. أطلع لغرفتي؟؟

العنود تغتصب ابتسامة: توكلي على الله..
ثم التفتت لموضي: وأنتي يا ماما الروحية الجديدة الله يعينش على غثاي.. انتظريني أجيب بيجامتي وأروح معش



*********************************



بيت مشعل بن محمد
لطيفة وصلت للبيت وهي تحمل جودي التي تشعر بالنعاس
بالكاد أبدلت لها ملابسها ونامت
ثم وضعت مريم في سريرها.. وقرأت الأذكار على الاثنتين
ثم توجهت لغرفة أولادها ووجدتهما نائمين.. وذلك يعني أن مشعلا هنا منذ بعض الوقت
قرأت الأذكار على الولدين ثم توجهت لغرفتها
لم يخطر ببالها حتى تنظر لأي من المرايا في طريقها للتأكد من شكلها كما كانت تفعل حتى في أيام غضبها الأول من مشعل
كانت تريد أن يراها دائما جميلة
ولكن الآن لا يهمها أن يراها جميلة أو بشعة
لا تعلم ما الذي حدث لها.. شيء في روحها قد مات.. انتهى.. ذهب للفناء

دخلت غرفتها بخطوات هادئة
سلمت على الجالس يقلب أوراقا في يده
رد عليها وهو يبتسم لها بإعجاب عميق
كانت تريد التوجه لغرفة الملابس لاستبدال ملابسها
همس لها بعمق خاص: تعالي جنبي حبيبتي

توجهت له بآلية وجلست جواره
همس لها بنبرة إعجاب حقيقية: وش ذا الزين كله ياقلبي؟؟

ردت عليه بهدوء: زانت أيامك

أزاح الأوراق جانبا..ليتناول كفها بلهفة ويطبع في باطنها قبلات عميقة مشبعة بالوله.. ثم نقل قبلاته المشتاقة لباطن معصمها
ثم ...
توقف
وهو ينزل يدها الجليدية الساكنة ويعيدها لحضنها بحركة مقصودة
ثم يتناول أوراقه ويهمس بهدوء واثق أخفى وراءه ألما لا حدود له:
قومي لطيفة .. أنا ما أبي جسد حلو وراه روح ميتة



******************************



بيت محمد بن مشعل
غرفة ناصر ومشاعل

مشاعل صعدت لغرفتها .. أعادت ترتيب زينتها انتظارا لناصر
ولم يطل انتظارها له
فور دخوله وقفت.. ليقترب منها ويلف حولها بإعجاب ثم يهمس لها بابتسامة: هذا الثوب اللي خذتيه من باريس؟؟

هزت مشاعل رأسها إيجابا وابتسامة ناعمة ترتسم على محياها

همس ناصر (بعيارة): تدرين؟؟ كان على المانيكان اللي في الواجهة أحلى

مشاعل همست بغيظ من بين أسنانها: الشرهة علي اللي قاعدة انتظرك عشان تشوفه

قالتها وهي تتوجه لغرفة التبديل.. لتفاجأ بيده تشدها ليحتضن خصرها وينظر إلى عينيها ويهمس لها بوله:
قلت لش ألف مرة.. أنتي في عيني أحلى ماخلق ربي
والله ما يملا عيني غيرش.. ولا فيه في النسوان من تسواش عندي

صمتت مشاعل خجلا.. فهمس ناصر لها وهو يقربها منه أكثر: وين لسانش؟؟ كلته القطوة؟؟

مشاعل بخجل رقيق: أنت يعني ما تستانس لين تحرجني

ناصر يبتسم: لا ما أستانس لين أشوف خدودش ولعوا حُمر.. وقتها أعرف إنه هذي مشاعل مرتي




**********************************



واشنطن
السكن الطلابي حيث يؤجر يوسف غرفة
غرفة يوسف

كان يوسف يعقد ربطة عنقه وهو ينظر للمرآة
وابتسامته الشاسعة إياها مازالت ترتسم على وجهه

إذن المغرورة المتكبرة تحبه!!
كيف استطاعت أن تخفي عليه مشاعرها بهذه الطريقة؟!!
ربما كان هو الغبي الجاهل في دواخل النساء وفي قاعدتهن الذهبية
"يتمنعن وهن الراغبات"
فحبها له كان واضحا ويستطيع الآن أن يتذكر عشرات الأدلة
كم كان غبيا!!!

الآن يستطيع أن يغير مخططاته لينقلها لحقل آخر
فهو منذ بداية خطبتهما وهو يعتقد أنها لا تحبه
ولكن الآن هناك العديد من الأفكار تختلط في ذهنه ولا بد أن يتأكد من مشاعرها قبل أن يتهور في مخططاته

لذا ما أن أنهى لبسه حتى اتصل في مشعل
بعد السلامات المعتادة همس لمشعل بذوق: معلش مشعل ممكن أسألك سؤال تسأله للمدام
وبعدين ترجع تجاوبني
وياليت السؤال والجواب يبئى سر ماتعرفوش مراتي

مشعل بهدوء رزين: والله يايوسف على حسب طبيعة السؤال.. إذا هو أصلا سر أمنتها عليه مرتك.. مالها حق تجاوبك
إذا شيء غيره.. يصير خير

يوسف يتنهد واحترامه لمشعل يتزايد: لا هو سؤال عادي..
أنا عاوز أعرف بس.. لما باكينام دخلت المستشفى هنا ومعاها انهيار عصبي كان السبب إيه؟؟

مشعل أنهى الاتصال وتوجه لهيا بالسؤال

هيا بنوع من الحذر: هو الجواب شيء عادي.. بس أنت لا تعصب علي مشعل
باكينام ويوسف لهم طبايع غير طبايعنا

مشعل بنفاذ صبر: خلصيني بلا مقدمات.. خلاص المرة الحين مرته.. إذا الجواب مافيه شيء يضرها.. جاوبيني أجاوبه

هيا بذات الحذر: باكينام تحبه من أيام ماكان يشتغل جرسون في الكوفي.. ويوم رجع لمصر وهم متخاصمين جاها انهيار عصبي

مشعل يضربها بحنان على رأسها ليميل بعدها ويقبل جبينها: وبس؟؟ خوفتيني حسبت فيه شيء كايد.. دامهم عرسوا خلاص بكيفهم
وبعدين يعني أنا واحد مخي مهوب مقفل على طول.. أحترم عادات الناس اللي يحترمون انفسهم.. وأنا أشهد إن يوسف ومرته محترمين

مشعل عاد ليوسف بالجواب.. لتتسع الابتسامة أكثر وأكثر
وسعادة عميقة تتغلغل إلى عمق روحه التي استزفها الهجر واليأس والأسى
وليبدأ برسم مخططاته في اتجاه آخر..آخر



***************************


قسم راكان

الفتاتان استحمتا واستبدلتا ملابسهما وصليتا قيامهما
ولكن العنود لا تشعر برغبة في النوم
وأفكار عميقة تستنزفها
اشتياقها لمريم
مشاكلها مع فارس
كل ذلك أكثر من طاقة احتمالها.. أكثر بكثير
ولكن ماذا تفعل.. لابد أن تحتمل

موضي همست لها بإرهاق: عنادي أنا منتهية من التعب بأروح أنام

العنود بمودة: خلاص أنتي روحي نامي.. أنا بقعد في الصالة أقرأ قرآن لين يجيني نوم وعقب بأجيش



****************************



بيت سعد
غرفة سعد ومريم


الاثنان أنهيا صلاتهما ودعائهما
مريم خلعت ثوب الصلاة بخفة وطوته في السجادة لتضعها على المقعد

همست بخجل: سعد.. أو تحب أقول لك أبو فيصل؟؟

سعد بمودة: أي اسم من بين شفايش حلو.. اللي تبين

مريم برقة: كلهم حلوين.. بس سعد أخف.. لكن قدام عيالك بأناديك أبو فيصل

سعد بهدوء: كلش ذوق.. ومايجي منش غير الذوق

همست مريم برقة: ممكن تدلني وين غرفة التبديل أبي أبدل ملابسي

سعد أمسك كفها بحنو ليقودها لغرفة التبديل الملحقة بالحمام وهمس لها بهدوء: هنا الحمام وغرفة التبديل

مريم دخلت وأغلقت الباب.. وسعد كان يريد التوجه لرؤية ولديه فهو يشعر بقلق متزايد عليهما
ولكنه توجه أولا لهاتفه في جيب ثوبه المعلق لينبهه لصلاة الفجر.. ليفاجأ أن الهاتف المكتوم الصوت يشير باسم راكان

تناوله ليرد عليه
ثم عاد لمريم من فوره وهمس لها بحزم: مريم لا تبدلين.. راكان واقف قدام البيت يبي يسلم عليش
قلت له يدخل الصالة اللي تحت..

كادت مريم تتعثر فرحا وصدمة محلقة.. وهي تعيد إغلاق سحاب الفستان عليها
وتخرج ووجهها يشع بفرحة عميقة وهي تتعلق بجيب ثوب سعد الذي أعاد ارتداءه: صدق سعد؟؟ صدق؟؟ راكان جا؟؟

سعد يحتضن كفيها: والله العظيم إنه تحت.. المسكين متفشل.. قال بأدق دقتين لو حد رد علي أو بأروح للبيت
جاي من المطار دايركت هنا.. بس حظه حلو إني مع دقته كنت بأخذ تلفوني أنبهه للصلاة

مريم بتأثر عميق: فديت قلبه.. كنه حاسس إن فرحتي ناقصة بدونه الليلة

سعد بخبث رقيق: يعني أفهم إنش فرحانة بس كان ناقصش راكان؟؟

مريم بخجل: سعد لا تصير لئيم.. يالله نزلني... مافيني صبر والله

احتضنت ذراع سعد وهما يتوجهان للباب ثم همست برقة خجولة: سعد شكلي مرتب؟؟

سعد يحتضن ذراعها ويهمس بمودة: ماشاء الله تبارك الله.. مافيه أحلى من كذا

نزلا معا ليجدا راكان ينتظرهما في الأسفل

وقف وهو يرى شقيقته تنزل.. قد لا تكون تراه ولكنه يراها ويحترمها ولها في روحه بروج مشيدة من التقدير والإعزاز

لم يتركها تمشي طويلا فهو تلقفها فور وصولها أسفل الدرج ليحتضنها بقوة وحنو ويهمس بحنان:
مبروك يأم محمد ألف مبروك.. خلاص مالش عذر محمد إن شاء الله بياتي

دفنت رأسها في عمق صدره وسالت دموعها وهي تهمس بتأثر: فديت قلبك ما تخيل أشلون فرحتي بجيتك

راكان يهمس لها بعمق مرح: ما تخيلين وش سويت عشان أجي.. باقي أخطف طيارة..من يوم وصل أخ رفيقي المغرب وأنا أدور حجز
حسيت إني ممكن انجلط لو مرت ليلة عرسش وأنا ماسلمت عليش وقلت لش مبروك

مريم بجزع حنون: بسم الله على روحك الغالية..

سعد كان في غاية التأثر من فرحتهما المتبادلة وتأثرهما العميق

راكان أفلتها بخفة ثم تناول كيسا فخما كان قد وضعه على الأرض ووضعه في يد مريم وهمس بحنان: هذي هدية عرسش
وأنا اسمحوا لي لازم أروح.. ماحد يدري إني وصلت بعد
وسامحوني على قلة ذوقي.. أزعجتكم.. معاريس ليلة عرسهم.. أدري عمرها ماصارت.. بس دوروا لي عذر

مريم بتأثر عميق: مشكور فديتك.. جيتك أحلى هدية جعل يومي قبل يومك

راكان غادر لسيارة الأجرة التي كانت تنتظره خارجا

سعد همس لمريم بحنان: عادي أقول لش الكحل ساح؟؟.. بس والله تهبلين

مريم تحسست وجهها بخجل: ودني عشان أتسبح
ثم أردفت لسعد وهما يصعدان: سعد ولا عليك أمر.. عقب ما أسبح لو عيالك صاحين أبي أسلم عليهم



**************************


قسم راكان
الساعة الواحدة ليلا تقريبا

راكان كان قد توجه للمجلس ولم يجد إلا (الصبيان) العاملين فيه
اتصل بوالدته ثم بموضي ولم يرد عليه أحد
فتيقن أن الجميع نيام.. لذا قرر التوجه لبيته لينام

حاول فتح الباب فلم ينفتح.. ومعنى ذلك أن المفتاح موجود في الطرف الآخر
شعر بسعادة حقيقية تغلف روحه
فهذا يعني أن موضي في البيت.. شعر أنه عاجز عن الانتظار لدقيقة إضافية لرؤيتها
فهو منذ هاتفها قبل ثلاثة أيام ليخبرها بسفره للكويت ولسعه رنين اللهفة العميقة في صوتها
وهو يتمنى لو عاد في لحظتها
فكل غضبه المتعاظم ذاب من همسة واحدة من بين شفتيها
والغضب يتحول لنوع من التوجس خوفا على موضي نفسها
كيف هو تقبلها لعودة حمد؟؟
هل سيبقى حمد شبحا بينهما؟!!
يكره أن يكون لأي رجل تأثيرا أيا كان على زوجته؟؟
ورغم كل هذه المشاعر المتشابكة
كان هناك شعور واحد طاغ سيطر على كل المشاعر بقوته وعنفوانه
الاشــــتــــيـــاق لها
ولم يكن الاشتياق بمعناه العابر أو الطبيعي بل بما يتجاوز كل المعاني والمفردات

تنهد بعمق وهو يطرق الباب
فاجأه صوت العنود الخائف: من؟؟

همس بمودة: أنا راكان عنودة

العنود فتحت له الباب بعد أن ارتدت روبها فوق بيجامتها وارتمت في حضنه وهي تهمس بمرح:
حرام عليك يا الظالم صار لك اكثر من 10 أيام غايب
ماخفت الله في قلب ذا المسيكينة
لا وحتى عرس مريم ماحضرته

راكان احتضنها وقبل خدها بحنو ثم تجاوزها وهو يلقي غترته على المقعد القريب من الباب ويهمس لها بهدوء: مريم توني جاي من عندها وسلمت عليها
ومن المسيكينة اللي ما خفت الله فيها؟؟

العنود بابتسامة لطيفة: مرتك

راكان بجزع حقيقي: فيها شيء موضي؟؟

ضحكت العنود بعذوبة: أنا أشهد أنكم مستويين أنت وإياها
لا مافيها شيء.. بس حرام عليك ليلة رجعتك من سنغافورة مافيه شيء ماسوته كنها عروس
حتى الحناء تحنت
وانت طنشت وسافرت.. والحين بعد عادت على حناها مرة ثانية.. وكان خاطرها إنك بتشوفها وبعد ماكنت بتجي
وهذا هي رقدت.. كسرت بخاطرها مرتين

راكان شعر بشجن عميق وألم شفاف يغزو روحه وأفكار مضطربة تغتاله
(هل فعلت ذلك من أجلي؟!!
أو حتى تقنعني أن حمد لم يعد له أهمية في مخيلتها بعد عودة ذلك الحقير للظهور؟!!
يا الله ألهمني الصواب
أتمنى أن أموت قبل أن أوذي موضي بأي تصرف أو حتى تفكير)

العنود صمتت مع صمت راكان وهو مايزال واقفا ثم همست برقة: اسمح لي بأروح البيت

راكان بجدية: وين تروحين؟؟ نامي مع موضي.. وأنا بأنام في الصالة

العنود تبتسم: لا والله ثم لا والله.. قبل ما تتهور وتحلف علي
بأروح أنام في غرفتي

راكان بهدوء: زين بأوصلش

العنود تبتسم: وين توصلني.. كلها خطوتين!! بس وقف لي عند الباب.. لين أدخل باب البيت

راكان يبتسم: خلصيني بأوصلش ذا الخطوتين

راكان أوصل العنود وعاد بخطواته الواثقة المعتادة وإن كان يلفها هذه المرة توتر ما
أغلق باب البيت
وتوجه بهدوء إلى غرفته



#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 05-10-09, 08:28 PM   المشاركة رقم: 90
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساءات العتب مني ومنكم
أولا عتبكم علي لأنه هو عندي الأهم
والله العظيم يا نبضات قلبي إني ما قريت ردودكم إلا اليوم بعد العصر ولا حد قال لي عن رجاءاتكم لتزيل بارت قبل اليوم
بنت خالتي صارت نادر تدخل نت
وأختي دوبها ودوب ولدي اللي طلعت روحه
سامحوني.. مهوب مثلكم اللي ينرد طلبه يالغوالي
اليوم نبرد خاطركم ببارت طويل طويل طويل.. وسامحوني للمرة الألف
سامحوني يالغوالي
.
.
ثانيا عتبي عليكم.. وهو موضوع بسيط.. بس أنا تعودت على الشفافية معاكم
فيه بنات الله يهداهم يهاجمون بطريقة عنيفة
يعني يا نبضات قلبي فيه أدب حوار وفيه أسلوب لطرح التساؤل
وأنا عمري ما كنت مكابرة على الغلط
يعني اللي تشوفني غلطانة ما فيه داعي تغلط علي عشان تثبت إني غلطانة
أنا على طول اعترف بغلطي.. وأخاف من ربي وما أخاف من عبيده
اللهم أني استغفرك وأتوب إليك سبحان الله وبحمده سبحان ربي العظيم
.
.
وثالثا عتب مشترك
فيه بنات زعلانين مني ليش إني ما أنزل كل يوم مثل أول
ولهالغوالي أقول ارجعوا للبارتات القديمة اللي كنت أنزلها كل يوم
وقارنوا طولها بالبارتات اللي أنزلها الحين
البارتات الحالية طولها أربع أو خمس أضعاف البارتات القديمة
وأنا أنزل يوم ورا يوم
لو علي أنا.. أنا الأحسن لي أنزل الباقي كله دفعة وحدة وأرتاح من الضغط النفسي وأتفرغ لولدي بالكامل
لكن أنا اللي أطمح له إنك تحسون بمتعة القراءة والانتظار والتفاعل وخصوصا إنكم عارفين إنه الرواية انتهت وانتظاركم له آخر
ما أبي أفسد أسى الهجران وأتخمكم فيها على الأخير
هل أنا غلطانة في هالشيء يا نبضات قلبي؟؟!!!
.
.
أحب أرحب بكل المنظمات الجدد وبطلات التعليق الأول
في حضور جديد ومبهر ورائع كروعتهم
.
.
ننتقل لملاحظاتكم وأسئلتكم
ولو أنا يا بنات نسيت أجاوب على أي تساؤل يكون نسيان مني.. موب تجاهل والله العظيم
فياليت اللي ماجاوبت على سؤال لها.. تتكرم وتعيده لو مافيه مضايقة
.
.
قرابة سعد من مريم؟؟
سعد يكون ولد عم محمد أبو مريم
.
بعض البنات بعدهم يقولون إن طلاق حمد لموضي غير نهائي لأنه ما طلقها ثلاث مرات متفرقة؟؟؟
ورأي جمهور العلماء أن طلاق مثل طلاق موضي من حمد هو طلاق بائن بينونة كبرى
ولا يشترط للطلاق البائن أن يطلقها ويعيدها ثم يطلقها ويعيدها ثلاث مرات وخصوصا أن الطلاق تم توثيقه في المحكمة وأمام القاضي

سُئل العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز عن حكم الطلاق ثلاثاً بكلمة واحدة؟؟؟

فأجاب – رحمه الله - : ( إذا طلق الرجل امرأته بالثلاث بكلمة واحدة كأن يقول لها أنت طالق بالثلاث، أو مطلقة بالثلاث فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أنها تقع بها الثلاث على المرأة، وتحرم على زوجها بذلك حتى تنكح زوجاً غيره نكاح رغبة لا نكاح تحليل ويطأها ثم يفارقها بموت أو طلاق)
.
لما قال سعد لمريم وعيونش الحلوة؟؟
أنا والله العظيم ما خطر لي نهائي الحلف بغير الله.. مجرد غزل رقيق
لكن بما أن البعض فهمه على أنه حلف والذنب ذنبي
فأنا أعتذر منكم وتم مراسلة المشرفات لتعديل العبارات قبل ما أضع جزء اليوم
اللهم أني أستغفرك وأتوب إليك
ربنا لا تحاسبنا إن نسينا أو أخطأنا ولا تحمل علينا أصرا كما حملته على الذين من قبلنا
.
البعض استغرب جرأة مريم أو ردات فعلها؟؟
يا نبضات قلبي
مريم موب بنت صغيرة ..مريم عمرها 35 سنة.. عشان كذا ردة فعلها لازم تختلف
الشيء الثاني أنتو تعودتو على مريم الأخت طوال حوالي 100 جزء مرت
فيمكن صار صعب عليكم تخيل مريم الأنثى اللي لازم تصرفاتها بتكون مختلفة مع زوجها
وبعدين يا عسل أنتو ليش تتوقعون إن الوحدة لازم تجيب كآبة لزوجها في ليلة زواجهم
الشيء الطبيعي إنها تتقبله مادام إنسان لطيف ويعرف ينتقي عباراته.. مثل سعد مثلا!!
أنا شخصيا أشوف تصرفات مريم متناسبة مع شخصية مريم كما صنعتها والدليل اللي أنا سعيدة جدا به
إن كثير منكم معجبات بشخصية مريم وتطوراتها
.
.

فديت قلوبكم حد يناديني أم حمودي وحد يناديني أم عبودي
وكلهم حلوين
بس ولدي لا حمودي ولا عبودي
ولدي اسمه يبدأ بحرف السين.. خل نسوي لكم مسابقة ونشوف من تعرف الاسم
ومع كذا سموني مثل ما تبون كله على قلبي عسل
.
.
للمرة الثانية والألفين
آسفى وسامحوني على أني مارديت على رجاءتكم علي
والله العظيم قلبي عورني وأنا أقرأ ردودكم
سامحوني
.
والحين استلموا
وتراكم بعد ما توقعتوا لقاء راكان وموضي توقع صحيح
أحب لعبة قلب التوقعات هذي
لكن بطل لعبة الهجران في هذا الجزء بيكون فارس وبجداره.. الله يعينه
بيبدأ تلاعب يوسف ببكينام ..
وحياة مريم مع سعد وعياله
كم كبير من المتعة والمشاعر والحزن ينتظركم في بارت اليوم
.
أحبكم.. والله لا يحرمني منكم
استلموا
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.



أسى الهجران/ الجزء المئة



راكان أوصل العنود وعاد بخطواته الواثقة المعتادة وإن كان يلفها هذه المرة توتر ما
أغلق باب البيت
وتوجه بهدوء إلى غرفته

كانت الأضواء خافتة..فموضي أضعفت قوة الإضاءة ولم تطفئها من أجل العنود عندما تأتي للنوم

شعر راكان بتوتر وترقب متعاظمين
مشتاق لرؤيتها.. روحه مثقلة بالاشتياق لها
لكل مافيها.. ملامحها.. صوتها.. كلامها.. روحها.. مجرد وجودها ودفء حضورها المختلف في روحه

تقدم أكثر..
كانت مستغرقة في النوم وهي تغطي جسدها كاملا ولا يظهر منها سوى رأسها وشعرها متناثر على وجهها
حتى وجهها لم يستطع رؤيته
تنهد بعمق.. كان بوده أن يوقظها.. وتمنى أن يوقظها
ولكنه لم ولن يفعلها.. أولا لا يريد تكدير نومها.. وهي تبدو مرهقة ومستغرقة في نومها تماما
ثانيا: مافائدة إيقاظها إن كان لن يزرعها في صدره وبين أحضانه الذائبة اشتياقا؟!!
فهو حتى الآن لا يعلم تاثير عودة (ذاك) عليها.. ربما أصبحت أكثر تحسسا من اقترابه منها؟!!
أو ربما تصبح أكثر اندفاعا لتثبت لنفسها شيئا لم يحدث بعد؟!!

لذا فليكتفِ بالنظر وبالكثير من الوجع!!الكثير اللا متناهي منه!!
تنهد راكان تنهيدة عميقة طويلة.. وملتهبة..
ثم توجه للاستحمام..
صلى قيامه
ثم فرش فراشه وتمدد وهو يدير وجهه ناحيتها وهو يتمنى بكل وجع الكون المتسع لو كان يستطيع تملس خديها.. تنفس أنفاسها..غمر وجهها بقبلاته
كان يتذكر بشجن مؤلم المرة الأخيرة التي رآها فيها
مازال ملمس شفتيها العذبتين يعذب أحلامه.. وحتى يقظته!!



*****************************



بيت سعد
غرفة سعد ومريم

سعد بعد أن دخلت مريم للحمام توجه لغرفة الولدين ووجدهما نائمين
تنهد بعمق
(تأجلت المواجهة ليوم بعد)

قرر أن يقرأ ورده الليلي مادامت مريم في الحمام
والحق أنها أطالت وهي تعاني من استكشاف أرجاء الحمام
كان شعورا موجعا وهي تتحسس زوايا الحمام خوفا أن تنزلق أو تتعثر في شيء لا تعرف مكانه
ثم معاناة آخرى وهي تريد التعرف على أماكن الشامبو وغسول الجسم
في حمامها كانت سونيا تضع كل شيء في مكان محدد ومريم تتجه له بشكل مباشر
لكنها الآن اضطرت إلى فتح كل العلب وهي تشمها لتتعرف عليها
حاولت أن تعيد ترتيبها ولكنها غيرت رأيها
لأنها لم تعد تستخدم الحمام لوحدها.. فمعها شخص آخر سيفسد ترتيبها
تنهدت بعمق وهي تشعر بألم ما
هذه هي المشكلة الأولى التي تصادفها.. قد تبدو تافهة ولكنها أساسية ويومية
فهي في بيت والدها لم يكن هناك من يستخدم حمامها ولا يحرك شيئا في غرفتها عداها.. لذا تعرف مكان كل شيء بدقة وتتحرك بثقة
لكن هنا لها شريك أساسي.. له مثل ما لها.. وسترتب وسيغير الترتيب وفقا لما اعتاد

لا تنكر أنها تقبلت سعد بشكل أسرع وأعمق مما توقعت.. فهو كان لطيفا وحنونا ومتفهما
ولكن هل سيحتمل ثقل امرأة ضريرة ومتطلباتها؟!!

مريم تأخرت في الحمام
وسعد قلق عليها أن يكون قد حدث لها شيء
همس لها عند باب الحمام: مريم.. مريم

أجابته من الداخل بهدوء: جايه سعد.. دقيقة وحدة بس

همس لها بنفس هدوئها: ترا العيال نايمين يامريم

سعد عاد ليجلس
بينما مريم خرجت ملتفة بروبها وفوطتها
ثم أغلقت باب غرفة التبديل عليها
وهي تجفف شعرها وجسمها
ثم تبحث عن أغراضها وفقا لشرح لطيفة لها
ارتدت قميصها الأبيض الملكي الذي كان عليه رداء حريريا فخما بتطريزات أنيقة
تعطرت وعطرت شعرها
سمت بسم الله وخرجت

سعد هتف لها: بأجيش

همست مريم بهدوء: لا خلك.. بس تكلم شوي خلني أعرف مكانك

سعد ابتسم: وش أقول؟؟ من يوم شفتش طالعة من باب غرفة التبديل أحس الكلام كله ضاع

مريم ابتسمت بعذوبة وهي تتجه نحوه: هذا كله وما قلت شيء؟!!
خلاص اللي قلته كفاية.. دليت مكانك

مريم توجهت نحوه بخطوات هادئة وهي تمشي بحذر..
فهي وإن كانت حددت مكانه تماما من اتجاه صوته فهي لا تعرف إن كان الطريق سالكا خاليا من أي عوائق

وصلته وهو وقف وأمسك بيدها وأجلسها جواره.. همس لها بإعجاب: ماشاء الله عليش أبهرتيني.. أشلون دليتي كذا

مريم برقة: وش أبهرتك؟؟ أنا أمشي وأنا مرعوبة خايفة أصدم بشيء

سعد بحنان: لوتبين أفضي الغرفة من كل شيء.. فضتيها.. أخليها بس السرير والكبت والتسريحة

مريم بابتسامة عذبة: لا وش تفضيها؟؟ بس يا ليت تقول للي في البيت كلهم إنهم ما يغيرون أي شيء من مكانه..لين أعرف مكان كل شيء
أنا بس أبي لي كم يوم وأعرف الاتجاهات وأماكن قطع الأثاث

ابتسم سعد: هذا عندش أم صبري وخدامتين ثانين واللي تبين بيسونه لش

همست مريم بذوق: سعد بعد أذنك أنا ما أستغني عن سواقتي.. أبي أجيبها عندي لو ماعندك مانع

سعد بمودة: أكيد ماعندي مانع.. اللي تبينه سويه.. بس فيه شيء صغير أبي انبهش له..
ترا أم صبري مهيب خدامة .. هي جاية هنا عشان تساعدش أنتي وبس..

ابتسمت مريم: فاهمة سعد بدون ما توصي
صمتت مريم لدقيقة ثم همست بقلق رقيق: وعيالك سعد؟؟

سعد بجدية: وش فيهم؟؟

مريم بذات النبرة القلقة: متقبلين وجودي؟؟

تنهد سعد: ماني بكاذب عليش.. هم ما بينوا لي شيء.. قالوا أنهم موافقين
بس أشلون بيتصرفون عقب ما أدري
فيصل ماني بخايف منه.. مؤدب وهادي وعاقل.. لكن الخوف من فهيدان.. استحمليه مريم شوي.. أدري إنه بيجننش

مريم برقة: لا توصيني سعد.. والله العظيم إنهم مثل عيالي

سعد بحذر: ولو جبتي أنتي عيال؟؟

مريم بخجل عميق: ولو أن هذا كلام سابق لأوانه.. وأساسا ذا الشيء علمه عند رب العالمين.. يمكن الله ما يكتب لي عيال
لكن ولو صار.. عيالك مثل عيالي وربي شاهد علي مابينهم فرق

مد سعد يده ومسح خدها بحنان: الله لا يحرمني منش

انتفضت مريم بخفة وهي تتراجع للخلف قليلا
ولكن سعد اقترب منها أكثر وهو يهمس لها بإعجاب عميق: تدرين.. ما تخيلتش حلوة كذا

مريم بخجل أعمق: حلت أيامك.. واسمح لي ما أقدر أقول تخيلت شكلك كذا أو كذا

همس سعد بنبرة مقصودة وهو يمسك بكفيها: وليش ما تكوّنين صورة بنفسش
يعني أنا ماني ببشع ترا.. ماشي حالي

قالها وهو يضع كفيها الناعمين المعطرين على وجهه.. مريم شعرت باضطراب عميق
ولكنها لم ترد أن تكون قليلة التهذيب وهو يعرض عليها التعرف على ملامح وجهه
لذا بدأت تحسسها بخفة لوجهه بأناملها الطويلة الرقيقة بدءا من جبينه فحاجبيه ثم عينيه.. وأنفه
شعرت بالخجل من ملامسة شفتيه فنزلت لذقنه وهي تتحسسه برقة ثم تتحسس عارضيه المحددين بأناقة

ثم أنزلت كفيها في حضنها وهي تهمس بخجل رقيق: خلاص كوننا صورة
والصورة حلوة ماشاء الله

سعد بعمق أكبر وهو يقترب أكثر ويعاود إمساك كفها: باقي شيء خليتيه

ثم قبل باطن أناملها بعمق وهمس بعمق أكبر: كذا كملتي الصورة



***************************



بيت فارس بن سعود
غرفة فارس

مازال فارس ساهرا.. عاجزا عن النوم
يلمس صدره بوجع.. يشعر بألم فعلي يمزق عضلات صدره بوحشية
في ذات المكان الذي لامسته يدي العنود اليوم
تمنى لو أمسك بها وزرعها غصبا عنها في أحضانه المشتاقة
أو حتى سحبها بالإجبار إلى بيته
وضعه بات مزريا.. والجميع بدأوا بالملاحظة.. قد تكون قوة شخصيته تمثل غطاء لامعا يخفي عن الجميع معاناته في غيابها وهو يتحكم تماما بنفسه
ولكن شكله لا يستطيع التحكم به
فوزنه بدأ بالانخفاض والإرهاق يبدو على محياه
في ظل انعدام شهيته وقلة نومه

أمل مــا يداعبه
وهو متعب.. متعب..
مــــــتــــعـــــــب

تناول هاتفه وأرسل رسالة..
ولتكن هذه محاولته الأخيرة!!

أرسل الرسالة وهو يتيقن أنه لن يتلقى ردا لأنه يظنها نائمة
ولكنه فوجئ بالرد السريع
تنهد وهو يفتح الرسالة بحذر..
فهو مستنزف تماما
مستنزف من الشوق.. مستنزف من الكبرياء.. مستنزف من العناد

قرأ الرد..
اتسعت عيناه ذهولا..وصدمةً وألما ساديا شرّح روحه وخلاياه
ثم صرخ بألم جارح يتغلغل في قلبه أكثر ويتجذر..
شعر أنها نحرته.. نحرته بدم بارد
اعتصر الهاتف في كفه حتى ابيضت مفاصله
ثم قذف به إلى الحائط بكل قوته
قوة حاول أن يبث فيها بعضا من صدمته وغضبه وجراحه وآلمه غير المحدود
ليتهشم الهاتف لأجزاء متطايرة
كقلب فارس الذي تهشم تماما



**************************



قبل ذلك بقليل
بيت محمد بن مشعل
غرفة مريم

العنود عادت من بيت راكان منذ بعض الوقت
لم تستطع العودة لغرفتها
تسللت إلى غرفة مريم
مازال عطر مريم الرقيق يعبق في الغرفة
لطالما أحبت العطور الناعمة الرقيقة لأن حاسة شمها المتحفزة تتضايق من العطور القوية حين تكون على جسدها هي

العنود تشعر باشتياق هائل لها..
يبدو البيت كما لو كان قبرا من غير وقع خطواتها الهادئة وهي تشيع في المكان روح السكينة والطمأنينة
لطالما كانت مريم جوارها كلما احتاجتها.. ولكنها الآن أصبحت لسعد
تشعر أنها عاجزة عن التنفس ومريم ليست في المكان
مريم الأم والأخت والصديقة
مريم الحنان والاحتواء

العنود تمددت على سرير مريم ووضعت رأسها على مخدتها وبدأت تبكي بكاء خافتا مكتوما موجوعا
بكاء تشعر أنها كتمته منذ قرون رغم أنها كثيرة البكاء ولكن هذه المرة كان بكاءها مختلفا.. مختلفا تماما
حادا رقيقا متألما مثقلا بالأسى

انتزعها من بكائها رنة رسالة وصلت هاتفها
تناولت الهاتف وهي بالكاد تراه من بين دموعها

كانت رسالة منه.. من فارس

"العنود.. خلاص كفاية
ارجعي لي
أنا تعبان..تعبان.. والله العظيم تعبان بعيد عنش
الناس كلهم لاحظوا
أنتي ما لاحظتي؟!!"

العنود تشعر الليلة بالكثير من الألم.. وفارس ماكان ينقصها ليكتمل ألمها الليلة
تكره نفسها لأنه تحبه ..بل متيمة به .. بينما هو يتسلى بتجريحها وإهانتها وإبعادها.. ثم يقول أنه هو المتعب..
(عن أي تعب تتحدث يا فارس؟!! عن أي تعب؟!!)

العنود كتبت رسالتها المجنونة وأرسلتها

"فارس.. مادريت بأخر خبر؟؟
أنا أكرهك
أكرهك
أكــــرهــــــك"


اعتقدت أنه سيفهم كلمة "أكرهك" كما تقصدها هي
ربما كانت هذه الكلمة أكثر كلمة تقولها المرأة وهي تقصد عكسها تماما
ولكن فارس فهمها كما هي
فهمها كما هي : "أكرهك"

ذبحته دون أن تعلم..
نحرت مابقي من روحه المتعبة
نحرته من الــوريــد إلى الــوريـــد!!



*************************



بيت راكان

صلاة الفجر

راكان يقوم لصلاة الفجر رغم أنه لم ينم حتى ساعة واحدة.. فهو قضى وقتا طويلا يتقلب
ولكن موضي لم تنهض من نومها بعد
استغرب.. لم يكن نومها ثقيلا هكذا
وكانت تقوم على منبهه قبل أن يقوم هو حتى

وهو ماعاد به صبر لرؤيتها.. يشتعل اشتياقا.. يشتعل بكل معنى الكلمة
ولكن ربما كانت لا تصلي لعذر شرعي لذا لم تنبه هاتفها للصلاة
لأنه طيلة الأسابيع التي كانا فيها معا.. كانت شديدة الحرص على الصلاة في مواقيتها
شعر راكان بالحرج من الفكرة
فهو لم تخطر له هذه الفكرة مطلقا مع شقيقتيه
ولكن التصاق امرأة به لهذه الدرجة جعله يتوقع مثل هذا الشيء
قرر أن يتركها تكمل نومها
وتوجه للصلاة في المسجد

ولكن مالم يعلمه راكان أن موضي نبهت هاتفها للصلاة.. ولكن شحنه نفذ فانطفى لوحده

راكان تأخر قليلا قبل أن يعود لأنه قابل والده وعمه وأشقائه وفارس في الصلاة بل حتى سعد وحمد ووالده جابر قابلهم في الصلاة
فهم جميعهم في بيوت متقاربة ويصلون في ذات المسجد
قبل أن يعود للبيت الكبير للسلام على أمه

حاول أن يتجاوز رؤيته لحمد بعد صدمة الغضب الأولى..
فهو سيراه كثيرا.. وليس راكان من يتوتر من وجود أي أحد مهما كان ولن يسمح له أن يوتره مرة أخرى

عاد لبيته.. وتمدد لينام.. بعد أن أطل عليها وتأملها مطولا وهي على ذات الوضعية حتى وجهها غير واضح من تناثر شعرها عليه
(هذي شكلها ناوية علي
حتى وجهها ماشفته!!)


الساعة السادسة والنصف صباحا
موضي تنهض من نومها فزعة وهي ترى أشعة الشمس تتسلل من بين الستائر القاتمة اللون

قفزت للحمام دون أن تنظر للناحية الثانية
فالحمام كان عن يسارها وراكان ينام يمينها

توضئت وصلت وهي تلعن الشيطان الذي جعل النوم يسيطر عليها لهذه الدرجة
حينما أنهت صلاتها.. استغربت
(وين العنود؟؟)
توجهت للصالة لم تجدها.. وجدت باب البيت مغلقا من الداخل
استغربت أكثر وهي تشعر بالخوف وتسمي بسم الله
لينقلب خوفها إلى صدمة سعادة موجعة وهي ترى الغترة الملقاة على المقعد
تناولتها بلهفة لتستنشقها بعمق.. رائحة عطره الفاخر التي تغلغت في حويصلات رئتيها
تنهدت بعمق وهي تبتلع ريقها بصعوبة ودقات قلبها تتصاعد بهستيرية
وتضع الغترة بحنو على المقعد
(يعني هو نايم داخل!!)

خطوات ملهوفة متوترة نقلتها للداخل
شعرت أنه قد يغمى عليها فعلا قبل أن تراه
كانت تسير كالمخدرة المحمومة حتى وصلت مكانه المعتاد
كان الجسد الضخم متمددا.. مستغرقا في النوم وغطائه ملقً جواره
جلست جواره وهي تملأ عينيها من محياه.. فلا تمتلئ
تملأ روحها من وجوده.. فلا تمتلئ
تملأ أنفاسها من عطره.. فلا تمتلئ

كان بودها أن تلمس خديه.. شعر عارضيه
كم اشتاقت له.. وكم كانت تشعر بالخواء بعيدا عنه!!
كانت تشعر أن روحها صحراء بور تشققت عطشا بعيدا عن زخات مطره
وهي كانت كمن يمشي في هذه الصحراء حافيا
أحرقتها الرمضاء وألهبت خلاياها نار الهجير المحرقة بعيدا عن نسيمه الخالص كخلاصة سر هذه الحياة

لم تعلم كم مضى عليها وهي تتأمله.. المؤكد أنه مضى وقت طويل لم تشعر به حتى بدأت تشعر بالألم في ساقيها من جلوسها على الأرض

حينها انتزعت نفسها انتزاعا بعيدا عنه
فلديها الكثير لتفعله
بدا لها الابتعاد عنه دون النظر إلى عينيه بعد كل هذا الاشتياق الخانق كإحساس حد المقصلة

ولكنها نهضت لتقوم بعملها
أعدت له إفطارا فاخرا.. وضعته في حافظاته
صلت ضحاها
ثم توجهت للتأنق
لم تعلم ماذا ترتدي تحديدا؟؟
لا يليق أن ترتدي فستانا كالذي ارتدته يوم عودته من سنغافورة والذي كانت اشترته خصيصا لتلك المناسبة
ولكنها اشترت أيضا أشياء أخرى
ارتدت بنطلونا أبيض قطنيا لاصقا (ليقنق legging) يصل طوله لأسفل ركبتيها
ثم ارتدت قميصا واسعا طويلا لمنتصف الفخذ زهريا بورود بيضاء بحمالات عريضة يكشف عن جزء كبير من إصابتها ولكن ليس كلها
لأن موضي شعرت أنه من الابتذال أن ترتدي لباسا مكشوفا كثيرا
حينما وصلت للحذاء ارتدت صندلا شفاف اللون بإصبع وبدون كعب نهائيا
ففكرة الحمل باتت مسيطرة عليها تماما وباتت تخشى على جنينها المفترض من كل شيء
زينة صباحية خفيفة بتدرجات اللون الزهري
ثم فردت شعرها ليتدفق شعرها الكثيف بلونه الجديد وقصته الرائعة
ورفعت بعض خصلها الأمامية بمشابك بيضاء

حين انتهت كانت الساعة تقارب العاشرة إلا الثلث قررت أن تجلس في الصالة تنتظره فهو لابد أن يكون نبه هاتفه قبل صلاة الجمعة

جلست على الكنبة ثم رفعت ساقيها وهي تتسند على جانب الكنبة بشكل نصف مائل
لا تعلم ما بها؟؟ ولماذا هذا الإحساس بالنعاس؟؟
نامت دون أن تشعر وهي جالسة بشكل مائل



*************************



بيت سعد
غرفة سعد ومريم

الساعة التاسعة والنصف صباحا
مريم تصحو من نومها قبل سعد
وتعرف أنه مازال نائما من صوت تنفسه المنتظم
تقرر أن تتركه نائما قليلا قبل أن توقظه لصلاة الجمعة
فهما كلاهما لم يناما إلاَّ بعد صلاة الفجر
تحدثا مطولا.. وكلاهما يبدأ بالتعرف على تفكير الآخر وشخصيته شيئا فشيئا

مريم اغتسلت واستبدلت ملابسها لترتدي جلابية مغربية حريرية تعرفت عليها باللمس..مشطت شعرها ورفعته ذيل حصان
أما الزينة فلم يكن لها نصيب فيها
يكفيها صفاء بشرتها ونقاءها عن أي زينة

قررت استكشاف المكان بنفسها وهي تمشي بحذر
فتحت باب غرفتها لتسمع صوت تلفاز قريب
توجهت ناحيته وهي تمشي ببطء وحذر شديد حتى وصلت للغرفة الصادر منها الصوت
كانت جلسة أولاد سعد
فسعد أعد لأولاده غرفة منفصلة تكون جلسة لهما وفيها تلفاز
حتى لا يستخدما غرفتيهما سوى للنوم والدراسة
وهذه الغرفة تقع بين غرفتيهما

حين وصلت مريم.. سلمت
كان فهد هو الجالس يشاهد التلفاز
حين سمع الصوت الأنثوي الذي يسلم .. رد السلام وهو مازال غير مستوعب

همست مريم بمودة: فهد.. صح؟؟

فهد باستغراب: أشلون عرفتي وأنتي ما تشوفين؟؟

مريم بابتسامة: صوتك حلو.. عرفني عليك

مريم حين سمعت الصوت الطفولي الذي يرد السلام أيقنت أنه فهد.. لأن فيصلا في الخامسة عشرة وبالتأكيد صوته سيكون أكثر خشونة

صمت فهد.. ومريم أكملت برقة: تعال سلم علي

فهد وقف وتوجه ناحيتها.. ومريم تحسست وجهه ثم قبلت خده

همس فهد بعفوية: ريحتش حلوة

ردت مريم بحنان: وأنت ريحتك تجنن

همس فهد بذات العفوية: تبين اقعدش؟؟

مريم برجاء لطيف مقصود: يا ليت.. تسوي فيني خير

فهد تناول كفها وأجلسها على الأريكة وكان يريد العودة للجلوس على مخدته على الأرض أمام التلفاز

همست مريم التي شعرت من حركته أنه يريد الابتعاد: اقعد جنبي لو مافيه مضايقة لك

جلس فهد جوارها.. همست مريم: أي صف أنت؟؟

فهد بنبرة عدم اهتمام: السابع.. اول إعدادي بمصطلحاتكم يالكبار

مريم انتبهت فورا أن فهدا هذا قد يكون أذكى مما يبدو..
صمتت تريده أن يتكلم بما يشاء حتى لا توجه حديثه أو أفكاره

همس فهد بعد دقيقة صمت: تدرين.. ماظنيتش حلوة.. لأنه إبي يوم قال إنه بيأخذ عمة حمود العمياء.. قلت أكيد إنها شينة

قد تبدو الكلمات التي قالها فهد جارحة ولكن ليس لمريم وهي تصدر عن طفل مثل فهد.. وهي تتجاوز معنى الكلمات إلى محاولة جر فهد للكلام

همست مريم بابتسامة: وليش ظنتيني شينة؟؟

فهد بذات النبرة غير المهتمة: لأنه عمياء ومزيونة ومايصير

مريم بحنان: تدري فهد.. الله يوم يأخذ من الإنسان شيء.. يعطيه أشياء
يعني الله خذ عيوني..بس عطاني قوة السمع والشم والذكاء.. و عطاني الجمال بعد.. يمكن أنا ما أشوفه بس الناس يشوفونه
والحمدلله على كل حال

فهد بسؤال عفوي قد لا يكون عفويا مطلقا: زين.. الله خذ أمي.. وش عطانا بدالها؟؟

تنهدت مريم وهي تتيقن أن فهدا يريد إسقاطها في حفرة الجواب المعقد..
ولكنها أجابت بشكل هادئ ومباشر: الله خذ أمكم عنده رحمة بها
أمكم كانت مريضة وتتعذب.. يمكن لو عاشت أنتو تعذبتو وأنتو تشوفون عذابها ولا تقدرون تسوون شي
ومن ناحية ثانية الله يوم أخذ أمكم عوضكم بأب حنون..
يعني تخيل لو كان أبيكم قاسي عليكم.. يعني هو موجود في كل الحالات..لكن وجود عن وجود يفرق..
وحنانه عليكم كان تعويض عن غياب أمكم

فهد وقف وهو يهمس بنبرة عدم الاهتمام إياها: كلامش دخل من هنا وطلع من هنا (قالها وهو يشير على أذنه اليمين ثم اليسار) لأنه كلام مسلسلات
ما أدري في أي مسلسل بايخ سمعتيه؟!!

ثم أردف وهو يقول بسخرية: أوه نسيت إنش ما تشوفين
أنا كنت أقول كلامش دخل من أذني اليمين وطلع من اليسار
ومع السلامة

مريم استغربت انقلابه المفاجئ.. فمنذ دقائق كان لطيفا
فمابه أصبح حادا ومؤذيا وبشكل صادم وجارح

كان قد خرج ومريم أصبحت متأكدة من ذلك لأنها افتقدت رائحته وحركته في المكان
تنهدت مريم وهي تعود أدراجها لغرفتها لتوقظ سعد ليستعد لصلاة الجمعة



***************************



بيت راكان
الساعة العاشرة والربع صباحا

راكان نهض من نومه.. فور أن فتح عينيه نظر ناحيتها
لم يجدها

تنهد بعمق وهو يقف ليتجه للحمام ليغتسل ويتوضأ
وكأنه بماء الوضوء يهدئ بعضا من نار روحه المستعرة ويصفي أفكاره المتشابكة
حين أنهى الوضوء نادى موضي.. ولكن لا رد

توجه للصالة
ليجد المفاجأة الرقيقة اللذيذة التي بدت له عصية على التصديق
الأميرة النائمة
أو
الفتنة النائمة
أو
المعجزة النائمة
أميرته هو.. وفاتنته هو.. ومعجزته هو!!

الساقان والذراعان المطرزة بنقوش الحناء
القصة الجديدة ولون الشعر الجديد
بدت له متألقة ومبهرة لأبعد حد
إلى حدود الوجع والهلوسات

ولكن كل هذا الألق لا يهم.. لا يهم
أمام ما كان يراه يطل عبر فتحة الجيب الواسعة

هل يتخيل؟؟
هل تقصدت أن تريه إياه؟!!
هل لكشفها له علاقة بعودة حمد؟؟
هل تريد أن تثبت أنها غير مهتمة وربما كانت العكس؟!!
ولكنه طلب منها أنه عندما سيراه المرة القادمة لا يريد رؤية تظرة الانكسار إياها
بقي أن تفتح عينيها.. ليرى في عينيها ما يسعده أو يجرحه

همس لها من قرب بنبرة شديدة العمق والخصوصية: موضي..

لم تجاوبه..
استغرب..
( لطالما كان نومها خفيفا.. ماذا حل بها؟!!)

أعاد الهمس وهو يقترب أكثر منها ويأخذ نفسا عميقا من رائحتها التي أضناه الاشتياق لها: موضي
حينها انتفضت بخفة لتلتقي عيناها بالعينين السوداوين العميقتين من قرب.. شهقت بقوة
فهمس بجزع: بسم الله عليش

تراجعت للخلف خجلا وهي تلمس شعرها خوفا أن يكون شعرها قد تشعث مع نومتها الغريبة غير المتوقعة

ثم ابتسمت بشفافية وسعادة عميقين: حلوة ذا التخريعة.. الحمدلله على سلامتك

ابتسم لها بعمق: الله يسلمش

تبادلا النظرات العميقة للحظات هو يقف وهي جالسة
نظرات بعمق سنوات وسنوات
عشرات المشاعر الكثيفة والمتشابكة والمتغلغلة
الشوق.. الشجن.. الاحترام.. المودة.. الاحتياج.. اللوعة
و الحـــب الذي أضاع طريق التعبير الصحيح

كانت موضي من قطعت خيط النظرات بوقوفها وهي تهمس بعمق شفاف موجع:
اشتقت لك.. كن الدوحة خالية من غيرك بسلامة أهلها

فهمس لها بعمق أكبر: وأنا اشتقت لش أكثر.. كن العالم كله خالي من غيرش

وحينها التقطت عيناه جزءا كبيرا من إصابة كتفها
شعر بتأثره يتعاظم.. مد أنامله ليلمس إصابتها بحنو
لم تتأخر ولم تحاول إخفاءها وهي تقف ثابتة أمام لمسته التي أشعرتها بالاضطراب
ليس لأنه يلمس إصابتها.. ولكن تأثرا من لمسته نفسها
همس لها بعمق موجع موغل في الرجولة: مقصود توريني؟؟ أو غير مقصود؟؟
ولو مقصود.. مقتنعة؟؟ أو غير مقتنعة؟؟

موضي وضعت كفها فوق كفه وألصقته بكتفها ليلتصق باطن كفه بإصابتها بشكل كامل.. ونظرت لعينيه بشكل مباشر
وهمست بشفافية: عيوني شتقول لك؟؟

ابتسم راكان بسعادة عميقة جذرية موغلة: تقول أنا أحلى عيون في الكون

همست موضي بابتسامة رقيقة: قل لها أنتي عيون كذابة..

ابتسم راكان بعمق: بس أنا خلاص شاهدها.. وبصمت لها بالعشر والعشرين إني ماشفت أحلى منها

موضي انتزعت كفها من فوق كفه بخفة.. ووجد نفسه حينها مجبرا أن يرفع يده عن كتفها.. بدت له المحاولة مستحيلة وشاقة
ولكنه فعلها وهو يقهر رغبات نفسه

حينها همست موضي بحنان: تعال أفطر ماعاد باقي على الأذان الأول إلا شوي

كانت نظراته تتابع موضي التي كانت تقوده للمائدة.. وقلبه تدق أجراسه على وقع خطواتها..
لا يعلم لماذا أصبح البيت لاهبا فجأة.. بدا له كتنور مفاجئ ملتهب
وهو يشعر أن عرقه يتصبب فعليا.. ودقات قلبه تتصاعد بشكل عنيف

جلس وهو لا يشعر مطلقا بأي رغبة لأكل أي شيء.. بل يشعر برغبة حادة للهرب خارج أسوار هذا البيت
لأنه يشعر أن السور الأعظم بينه وبين موضي قد تلاشى تماما!!
يخشى ألا تكون مستعدة!!
يخشى أن يستعجلها من أجل قرار قد تحتاج وقتا له

حين جلس.. همست موضي بنبرة مرحة خاصة: اقعد بجيب لك شيء

موضي توجهت للداخل.. وراكان صب لنفسه كأسا كبيرا من الماء..
سمى بسم الله وشربه دفعة واحدة عله يبرد بعضا من نار جوفه التي تأبى الانطفاء

حين عادت موضي كانت تحمل كيسا لمحل مجوهرات وساعات شهير.. ناولت الكيس لراكان الذي نظر لها مستفهما
همست بحماس رقيق: شوف بروحك

استخرج الهدية المغلفة بغلاف فاخر.. فضها بهدوء.. ثم فتح العلبة
رفع عينيه لموضي معاتبا: باتيك فيليب مرة واحدة!!

موضي بحذر: من طريقتك ما فهمت ذوقي عجبك أو لأ؟؟

راكان ابتسم بمودة عميقة: أكيد عجبني.. بس كلفتي على نفسش واجد.. والله واجد..

موضي ابتسمت: كنت أبي أجيب لك شيء أحسن بعد.. بس كل ماركات الساعات عندك.. إلا الباتيك.. قلت يالله توكلنا على الله
فيه صاحب مثلي بيهديك ساعة باتيك اللي انعرفت إنها ساعة الملوك المفضلة؟!!

هذه المرة هي من قالت "صاحب" لتبدو لها الكلمة ثقيلة جدا على لسانها وقلبها
راكان شعر هو أيضا من ناحيته بضيق لم يظهره لها
حتى متى وكلمة "صاحب" تقف حاجزا كريها بينهما؟!!

حاولت موضي تجاوز المشاعر الملتبسة التي كادت تخنق بهجتهما.. وهي تهمس بمودة : ممكن ألبسك إياها؟؟

راكان بابتسامة: أكيد ممكن

تناولت الساعة ثم تناولت يد راكان لتلبسه.. بدت له رشاقة أناملها المطرزة بنقشات الحناء شيء يفوق الخيال وهي تعقد له الساعة
همست حين انتهت وهي تمسك بيده: وش رأيك؟؟

همس وعيناه على يديها لا على الساعة: خيال والله العظيم

موضي رفعت يديها عنه وهمست بحنان ومودة: ملبوس العافية..الله يعطيك من خيرها ويكفيك شرها

حينها أمسك راكان بكفها.. واحتضنها في كفه وهمس: مشكورة.. الله لا يحرمني منش..

ثم أردف بابتسامة شفافة وهو يستعرض أناملها الساكنة في احتواء كفه: حلو الحناء عليش

همست موضي بخجل وهي تستعيد كفها وتحتضنها بكفها الأخرى: زين لاحظت

راكان بهدوء باسم: يعني تبين تحنين ثم تعيدين عليه.. وما انتبه بعد

موضي بابتسامة خجولة: يمه منك.. أشلون دريت
ثم أردفت وابتسامتها تتسع: العنود الفتّانة.. وأنا اليوم الصبح أدورها
أثرها فتنت وراحت

راكان باستفسار هادئ: على طاري العنود.. ما تبي ترجع لبيتها.. مسختها بالزعل

موضي تصب له فنجان قهوة وتناوله إياه: ماحد يدري وش اللي بينهم.. والله يصلح بينهم

استغرقت الأحاديث بينهما حوالي ثلث ساعة مدة إفطارهما السريع
وراكان يخبرها عن سفرتيه لسنغافورة ثم للكويت على عجالة
لينهض بعدها متوجها للمسجد



**************************



قبل ذلك بقليل
بيت جابر بن حمد

صالة البيت السفلية
الفتيات أنهين فطورهن وتوجهن لغرفهن ليجهزن حقائبهن لرحلتهن التي وعدهن بها حمد

تبقى حمد ووالدته ووالده

حمد بهدوء: يمه فديتش حطي غدانا عقب الصلاة على طول.. عشان نتغدى قبل نروح

أم حمد بهدوء: إن شاء الله يأمك

أبو حمد بحزم: حمد.. الله الله في خواتك

حمد بحنان: لا توصي حريص يبه... بناتي ذولا مهوب خواتي

أبو حمد بثبات: أنا وأمك ماعاد فينا جلد مطامر ورا ذا البنات.. ولا حن من هل الشاليهات والبحر وإلا كان رحنا معكم

حمد يبتسم: إلا قل إنك تبي توزعني إنا وخواتي عشان يخلى لك الجو أنت وعجوزك

أم حمد بنبرة مقصودة: وأنت متى بيغدي عندك عجوز؟؟

حمد وهو يتفهم مقصدها: يمه ذا الحكي ماله داعي.. مالي طربة في العرس

أم حمد بغضب: أشلون يعني؟؟ تبي تقعد طول عمرك عزابي
ماتبي لك عيال ومرة.. أنا وأبيك ماحن بدايمين لكم.. وخواتك مسيرهم معرسين وكل واحدة منهم رايحة لبيت رجّال
بتقعد بروحك يعني

تنهد حمد بعمق وصمت

بينما كان أبو حمد من تكلم وهو يقول بحنان: يا أبيك.. مايصير قعادك كذا
شبابك بيقضي.. ولازم لك عيال يسدون شيبتك
وحن نبي نشوف عيالك يا أبيك.. ارحم شيباتنا

تنهد حمد بألم (يروحون ويرجعون على العيال.. وش أقول لهم ذولا؟!!
أولا مافيه مرة عقب موضي تملأ عيني
وثانيا وش ذنب المرة اللي بأخذها تاخذ واحد عقيم مافيه عيال)

حمد وقف وهو يقول لأبيه لينهي الحوار:
يا الله يبه جعلني فداك
خلنا نروح المسجد نلحق الصف الأول



***********************



قبل ذلك
بيت سعد
غرفة سعد ومريم

مريم تتحسس طريقها حتى وصلت السرير
تجلس بجوار سعد وتهمس برقة: سعد.. سعد.. بو فيصل
قوم

فتح سعد عينيه بكسل.. ولكنه لم يتكلم.. كان يريد تأملها وهي توقظه
مريم ابتسمت: أدري إنك صحيت.. مالها داعي ذا الحركات

سعد بدهشة: يمه منش.. أشلون دريتي

مريم تريد الوقوف: بسيطة.. طريقة تنفسك تغيرت

سعد شدها وأجلسها وهو يهمس بمودة: ماشاء الله عليش
ثم أردف: ليش مستعجلة على الهريبة.. خليني أمتع عيوني بشوفة وجهش
كل صبح قبل يا أقوم بريحاتي شكلي يكسر الخاطر أول وجه أتصبح به وجهي المغبر في المرايه
يا أقوم وأتصبح بوجه أبو صبري وهذاك اليوم يكون كئيب اللهم أجرنا

مريم همست بما يشغلها: قابلت فهد

سعد تحفزت مشاعره: عسى مقابلة زينة بس؟!!

مريم بمودة: يجنن.. حبيته وحبيت ذكائه.. باقي أشوف فيصل

سعد يطبع قبلة على جبينها ثم يلقي غطائه وينهض من السرير وهو يهمس: بتشوفينه على الغداء إن شاء الله.. قصدي تقابلينه
فيصل حبيب.. دامش قابلتي فهيدان السوسة.. عديتي ثلاث أرباع الطريق



***************************


واشنطن
مساء
بعد صلاة العصر
بيت يوسف

ماريا كانت قد توجهت لشراء بعض الحاجيات..
لذا حُين طُرق الباب.. قامت باكينام لتفتح وهي ترتدي حجابها بسرعة
نظرت عبر العين السحرية في الباب.. استغربت
شابة جميلة بشعر أسود فاحم وعينين حالكتي السواد وبشرة خمرية
جمال هو نقيض لجمال باكينام الشقراء
كانت الشابة تحمل بعض الكتب في يدها
فتحت باكينام وهي ترحب باللغة الانجليزية
ولكن الشابة أجابتها: السلام عليكو (باللهجة المصرية)

باكينام بمودة مغلفة بالاستغراب: وعليكم السلام

الشابة بابتسامة رسمية: مش هاخد من وئتك كتير.. تفضلي كتب جو
واسمحي لي أستأزن

لا تعلم باكينام لما شعرت بضيق مفاجئ
لماذا تأتيه بالكتب في البيت؟؟
شابة جميلة تأتي لرجل في بيته!!
لماذا لا تواعده على اللقاء في الجامعة؟؟
هل اعتادت أن تزور يوسف في بيته؟؟
ثم وهي تقول (جو) ببساطة مما يوحي بتعودها عليه
كل هذا أورث باكينام ضيقا عميقا محرقا تعرفه لأول مرة
شبح كل سيدة متزوجة (الغيرة)
سابقا لم تلحظ على يوسف ما قد يجعلها تغير
ولكنها تحبه.. والحب تتبعه الغيرة.. حتى لو كانت تريد الطلاق..فهو الآن زوجها وملكها..

همست باكينام للشابة بنبرة اعتيادية قدر ما استطاعت: أنا شفتك هنا ئبل كده؟؟

الشابة وهي تستعد للمغادرة وتهمس بذات النبرة الرسمية الرتيبة: وأنتي موجودة لأ.. بس جو زرناه كتير هنا


الغيرة أشعلت باكينام تماما
(زارته كثيرا؟
الحقير
الحقيــر
الـــحـــقــــيــــر!!)

والغيرة أعمت باكينام وتفكيرها وحتى سمعها
عن ملاحظة شيئين
الشيء الأول: كلمة (زرناه) فهي لم تقل (زرته).. بل (زرناه)
الشيء الثاني : الدبلة في بنصرها اليسار

والمضحك والطريف والمسلي وربما المبكي لباكينام أن هذا ما أراده يوسف تماما
وهو يطلب من صديق مصري له أن يعيد له الكتب التي استعارها منه
وأن تعيد زوجته الكتب لأن البيت لا يوجد فيه سوى زوجة يوسف
ويوسف يحبك الحكاية بلطف ..ولسبب لطيف وخفيف

تحبه؟؟؟
لتذق بعض الغيرة كما أذاقته

أولا طلب من ماريا الحضور لمقابلته لكي يعطيها نقودا لمصاريف البيت
ثم يتصل بصديقه ويخبره أنه بحاجة ماسة للكتب
ويستأذنه أن تحضر زوجته الكتب لأن يوسف ليس في البيت وليس من اللائق أن يذهب صديقه بالكتب للبيت في غيابه
وتكون ماريا غائبة حتى لا تتعرف على زوجة الصديق التي رأتها عدة مرات مع زوجها في زيارات ليوسف
والشيء الآخر شخصية الزوجة التي كان يوسف لا يهضمها
وكثيرا ماقال لصديقه: (أنته صابر عليها إزاي؟؟)
وصديقه يرد عليه : (هي كده مريحة دماغي)
فهي تتعامل برسمية مع الأمور.. وتختلف في طبيعتها عن المصريين الودودين المحبين للحديث.. فهي يستحيل أن تسترسل في الحديث مالم تُسئل
وهذا تماما ما أراده يوسف: فهي يستحيل أن تعطي باكينام أي تفاصيل وخصوصا أنها قادمة في مهمة محددة وليست في زيارة

خطة بسيطة يعتورها النقص في عدة جوانب.. ولكنها نجحت
نجحت نجاحا باهرا



************************



ذات البلد واشنطن
ذات التوقيت
مكان مختلف.. شقة مشعل
ذات الموضوع.. الغيرة



هيا أحضرت الشاي ووضعته على الطاولة التي تتوسط غرفة الجلوس
سكبت لمشعل المنشغل على حاسوبه الشخصي
وهو يجلس على المقعد
ويمدد ساقيه أمامه

شكرها ونظره مثبت على الشاشة
هيا نظرت له وهو مستغرق تماما في عمله
وابتسمت بشفافية وحنان.. كم تحبه!! وكم يشجيها رؤيته وهو يستنزف نفسه في أطروحته
كم تتمنى أن ينتهيان من كل هذا ليعودا لبلدهما

عادت لمقعدها وهي تتناول كتابا عن مراحل الحمل
أصبحت الآن في بداية الشهر الرابع
استغرقت في قراءة كتابها

رن هاتف مشعل.. نظر للشاشة.. رقم بدون اسم
رد: آلو
.....................
أهلا داك (نبرة ضيق حاول ألا يبينها للمتصل من باب الذوق)
....................
بخير
...........................
على وشك الانتهاء
.........................
لا أعلم بموعد المناقشة بعد
........................
لا أستطيع أبدا.. أرجو المعذرة
............................
لا أستطيع
........................
مع السلامة

أنهى الاتصال وأعاد الهاتف مكانه

همست هيا بفضول: من ذا الدكتور اللي ماقلت له عن موعد مناقشتك مع إنه تحدد

مشعل وعيناه معلقتان بشاشة حاسوبه: لأنه ما أبي ذا الدكتور يحضر مناقشتي

هيا بفضول أكبر: ليش يعني

مشعل يبتسم: عشانش ما تحبينه

هيا باستغراب: أنا؟؟

مشعل بذات الابتسامة: يس

هيا باستفسار: من هو؟؟

مشعل مازال مبتسما: دكتورة باتريشيا

حينها ألقت هيا الكتاب من يدها وهي تهمس من بين أسنانها: وهي ليش تكلمك؟؟ وأنت ليش ترد عليها؟؟

مشعل بهدوء: أول شيء اقعدي.. العصبية مهيب زينة لش.. وخصوصا إنه الموضوع تافه وما يستاهل
أول شيء رقمها حذفته من زمان.. فهي دقت ماعرفت الرقم
والحين أحطه في البلاك ليست..
ثاني شيء بلاها حركات الغيرة ذي.. عيب هيا..

هيا بغيظ وهي تعاود الجلوس: يعني أشلون ما أغير عليك بعد

مشعل بهدوء: أول شيء أنتي عارفتني رجّال مصلي وراعي دين.. وذا السوالف مهيب لي ولا أنا لها
ثم أردف وهو يبتسم: وثاني شيء القلب خلاص صار لواحد ماله شريك

هيا توجهت ناحيته وجلست جواره وقبلت رأسه وهمست بعمق:
سامحني مشعل لو ضايقتك
بس حبيبي حس فيني.. أنا خلاص مالي غيرك
أنت أمي وأنت إبي..وزوجي وحبيبي وأبو عيالي
يعني كل شيء لي في الدنيا.. أنا أكره الدنيا يوم أفكر إنه فيه وحدة ممكن تشاركني بس في تفكيرك
استحمل خبالي شوي.. بأجيب العيال ثم والله بانهد وبارحمك



***********************************



بيت مشعل بن محمد
الساعة العاشرة صباحا
غرفة مشعل ولطيفة


مشعل يصحو على قبلات ناعمة على وجهه
تعرف فورا على صاحبتها وهو يفتح عينيه ويبتسم:
فديت الوجه ياناس

جود تضع أصبعها على جفنه وتفتح عينه إجباريا وهي تهمس بنبرتها الطفولية المحببة: دوم بابي

مشعل يبتسم: عطي بابا بوسة بعد وعقبه بأقوم

جود تهز رأسها رفضا: لا مابي.. هبيتك واجد

مشعل ابتسم وهو يهمس بحنان: شوفي.. حبيني.. وأجيب لش فلة جديدة

التمعت عينا جود بفرحة وكانت على وشك تقبيله لولا أنه قاطعهما صوت لطيفة الحازم: لا جودي..
ثم أردفت: عطي بابا بوسه عشانه بابا حبيبش بس فلة مافيه

كانت لطيفة تجلس قريبا منهما على مقعد التسريحة تمشط شعرها ثم ألتفتت لمشعل وهي تهمس بنبرتها الهادئة المعتادة ببرودها:
مشعل لو سمحت.. قلت لك قبل.. لا تخرب جود بذا الطريقة.. تخليها تتعلم إنها ما تعطي شيء إلا مقابل شيء

مشعل اعتدل جالسا وهو يهمس بابتسامة: كذا خربتي علي بوستي
شوفي أشلون مادة بوزها زعلانة.. فديت البوز السكر

حينها تناول مشعل جود وهو يضعها في حضنه ويدغدها ويقبلها حتى تعالت صرخاتها الضاحكة:
بث مابي فلة.. مابي فلة

حينها التفت مشعل للطيفة التي انشغلت برفع شعرها
كم تبدو فاتنة!!
فـــاتــــنـــة!!
البارحة كان غاضبا منها لبرودها معه وهو يطالبها أن تبتعد عنه
ولكنه الآن مشتاق لدفنها بين أضلاعه
لا يستطيع أن يغضب منها
فهذه المرأة تتغلغل في روحه وتتربع على عرش قلبه
كلما جرحه برودها معه.. كلما تجدد لديه الأمل في المرة القادمة
أمل يشعل جذوته: حبه لها ورغبته في استعادتها

همس لجود الضاحكة في حضنه بخبث لطيف: تبين تروحين لجنغل زون؟؟

صرخت جود بهستيريه طفولية: إيه إيه أبي ألوح

مشعل التفت للطيفة وهو يهمس لجود: خلي ماما هي اللي تعطيني بوسة هنا
قالها وهو يشير على خده

حينها قفزت جود لأمها وهي تجر طرف جلابيتها الحريرية وهي ترجوها:
ماما هبي بابي.. هبي بابي

لطيفة وقفت بهدوء وهي تستجيب لشد جود لها.. توجهت لمشعل وانحنت عليه
تحفزت مشاعر مشعل للحد الأقصى وهو يشتم رائحة عطرها الرقيق ويرى ملامحها الفاتنة من قرب
لينتهي تحفزه
بقبلتها الباردة

حينها أبعد مشعل خده عن شفتيها وهو يهمس ببرود:
تدرين.. ليتني قعدت على بوسة جود أبرك لي.. على الأقل فيها شوي احساس

وقف وهو يبتعد عن السرير ويهمس للطيفة بهدوءه الحازم:
جهزي العيال يروحون معي لصلاة الجمعة



*********************************


بيت سعد بن فيصل
مقلط البيت في الأسفل
فترة الغداء

الغداء مرتب على سفرة على الأرض وعلى الجلسات الأرضية يجلس سعد وأولاده انتظارا لمريم

وسونيا ذهبت لاحضار مريم من الأعلى.. مريم لا تشعر برغبة في الأكل.. فهي تخجل أن تأكل أمامهم
ولكنها لا تستطيع أن ترفض النزول فهي متشوقة لبدء حياة أسرية طبيعية مع سعد وولديه

سونيا أوصلتها للباب وهي تهمس في أذنها بعدة كلمات لتخبرها عن نظام المقلط والمتواجدين فيه
ثم غادرت للمطبخ

فيصل كان من وقف وهو يقبل رأسها ثم يمسك كفها ليقودها
همست مريم بحنان: أشلونك فيصل؟؟

فيصل بتهذيب: طيب جعل شيبانش الجنة

سعد همس له بحنان أبوي خاص: قعدها يأبيك

فيصل أوصلها لطرف السفرة ثم همس باحترام: اقعدي عمتي

مريم جلست بحذر ثم ابتسمت وهي تهمس لفيصل برقة: ترا بكيفك تحب تقول عمتي وإلا مريم ترا كله واحد اللي يريحك

تجنبت مريم التهور الذي يصيب بعض زوجات الأباء حين يطالبن أبناء أزواجهن بمناداتهن أمي فور زواجهن من أبائهم..
ولأسباب كثيرة قد لا يكون الحنان من بينها!!!!

فيصل همس باحترام: عمتي أحسن.. كان ماعندش مانع

مريم بحنان: لا فديتك ماعندي مانع
ثم أردفت: وفهد وش يحب يقول؟؟

فهد قلب شفتيه وهو يقول بنبرته المعتادة.. نبرة عدم الاهتمام: كله واحد.. انتي تبين أقول لش عمتي قلت.. تبين مريم قلت.. تبين مريوم قلت

سعد ينهره بخفة: فهيدان احشم عمتك

مريم تبتسم: وشفيك سعد ماقال شيء.. خلاص فهد قل لي عمتي مثل فيصل

سعد نظر لفهد بنظرة حادة.. فهم فهد مغزاها ولم يهتم لها
سعد بهدوء: سمو بسم الله

مريم لم تمد يدها وهي تشعر بالخجل المؤلم لأنها لا تعرف أين أماكن الطعام.. وهي اعتادت أن يُغرف لها في صحن تتناول منه ولا تمد يدها لسواه

همس سعد بمودة: مريم مدي يدش

مريم بخجل: فيصل حبيبي ولا عليك أمر.. اغرف لي في صحن صغير وحطه عندي.. لأني ما أعرف وين الأكل فيه بالضبط
(اختارت أن تطلب من فيصل احتراما لسعد.. وحتى لا تأمره بشيء أمام أولاده)

سعد شعر بالألم يحز في روحه.. كيف أنه شرع في الأكل دون أن ينتبه أنها بالتأكيد ستحتاج للمساعدة

فيصل همس بلطف: إن شاء الله عمتي.. ابشري.. وكل يوم أنا اللي باغرف لش

فيصل غرف لها في صحنها وهو يخبرها بلطف ماذا وضع لها فيه حتى تعلم بالضبط ما ستأكله.. وإن كانت تريد المزيد من أي شيء

فهد كان ينظر لفيصل ويرقص حاجبيه
بينما فيصل ينظر له نظرة نهر حتى لا ينتبه والده لحركاته

فهد (بعيارة): فصّول وش فيك على عمتي؟؟
عمتي ما تشوف.. بس تعرف تذوق
يعني مافيه داعي تميلح وتقول فيه عيش ولحم وبطاطس.. وما أدري ويش

سعد كان على وشك نهر فهد.. وغضبه بالفعل يتزايد من قلة تهذيب ولده لولا إن مريم كانت من سارعت بالكلام وهي تهمس برقة:
فديتهم اثنينهم شايلين همي
الله لا يخليني منكم
اشرايكم عقب الغداء تودوني غرفكم.. وتشرحون لي ترتيبها عشان أصير أدل فيها إذا ما عندكم مانع



*****************************


الدوحة
بعد صلاة العصر
بيت محمد بن مشعل
غرفة ناصر ومشاعل


ناصر ينهي إغلاق حذائه المرتفع (البوت) كخطوة أخيرة في لباس الفرسان وهو يستعد للذهاب للتدريب

رفع رأسه ونظر بشجن عميق إلى مشاعل التي كانت تطرز قماشا في يدها وشعرها الناعم القصير يتمايل بخفة مع حركتها

همس ناصر: مشاعل أنتي من زمان وأنتي تقصين شعرش كذا؟؟

مشاعل رفعت عينيها إليه وهو يقف ويتناول نظارته الشمسية..
تراه على الأقل مرتين في الأسبوع بلباس الفرسان ومع ذلك كل مرة تنظر له كطفلة مبهورة
صمتت وعيناها تتعلقان انبهارا بالقامة الفارعة الطويلة

ابتسم ناصر: قلبي ما جاوبتيني

مشاعل انتفضت بخفة وهمست برقة: طول عمري حبيبي.. من يوم وأنا في ابتدائي ما أحبه يطول
على طول أقول للطيفة توديني الصالون يقصونه لي
يعني أنا ما عرفت عمري إلا بالكاريه ما أطيقه يطول

ابتسم ناصر وهو يميل عليها ويهمس بعمق خاص: ولو قلت طوليه عشاني.. بتقولين ما تقدرين؟؟

همست مشاعل بوله عميق: لا والله ما أقوله
إلا بأقول من عيوني الثنتين



****************************



واشنطن
ليلا
بيت يوسف

باكينام تشتعل .. وتشتعل وتشتعل
تريد أن تتصل بيوسف ولكنها تحاول منع نفسها حتى لا تُشمت يوسف فيها
يكفيها الخزي الذي تشعر به منذ الصباح منذ زيارة يوسف الغريبة
حين ظنت نفسها تحلم وتصرفت تصرفات مجنونة تخجل من مجرد تذكرها

ولكنها أخيرا فعلتها واتصلت
وعذرها الطبيعي معها
فهناك من جاءت لإحضار كتب له.. ولا بد أن تخبره به

اتصلت به
الاتصال الذي كان يوسف يتوقعه وينتظره
كان حينها يجلس على مكتبه ويعمل على الأجزاء الأخيرة من رسالته

رن الهاتف ابتسم وهو يرى اسمها
رد بهدوء خبيث: أهلا باكينام.. أوعي تكوني بتحلمي كمان

باكينام كحت بحرج.. ولكنها تماسكت بسرعة وهي ترد ببرود: زريف أوي
ثم أردفت: فيه ناس جابوا لك كتب

يوسف بنبرة مدرسة: مين؟؟

باكينام بهدوء تشتعل تحته: وحدة ست

يوسف يبتسم: حلوة وإلا وحشه؟؟

باكينام بصدمة: نعم؟؟

يوسف يكاد ينفجر ضاحكا ولكنه يرد بتماسك هادئ: بسألك حلوة وإلا وحشة؟؟
أصل مراتي عاوزاني أطلئها والواحد لازم يضمن مستئبله

باكينام تكاد أسنانها تتكسر من رصها عليها: حلوة.. حلوة آوي
ثم لم تستطع .. لم تستطع
انفجرت: عاوز تتجوز وأنا لسه على زمتك..
وبتئولها ئدامي كمان؟!!
يائليل الأدب.. يا بتاع النسوان.. يا بصباص

حينها انفجر يوسف ضاحكا: بتغيري..؟؟ صح
عارفة يا باكي اللفة الطويلة اللي عملتها تستاهل تعب التفكير والاتصالات
لما تبئى حنان ترجع تزورك سلمي لي عليها
عشان أنا النهاردة اتصلت بجوزها وئلت له يخليها تودي الكتب عندك
ومالحئتش أئول له يسلم عليها

باكينام تكاد تبكي حرجا وهي تكتشف كيف سخر يوسف بها ومنها
أغلقت الهاتف
وهي تبكي بدموع القهر
تود أن تمزقه بأسنانه لو كان أمامها

دائما يعرف كيف يسخر منها!!
حتى وهو يشعل غيرتها كان يسخر منها!!
أي رجل هذا!!
أي رجل!!




#أنفاس_قطر#
.
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اسى الهجران, انفاس قطر, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t121341.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 01-06-15 01:25 AM
Untitled document This thread Refback 03-01-15 05:49 PM
ط±ظˆط§ظٹط© ط§ط³ظ‰ ط§ظ„ظ‡ط¬ط±ط§ظ† ظ…ظ†طھط¯ظ‰ ظ„ظٹظ„ط§ط³ ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 05-09-14 06:38 PM
ط®ظ„ظٹظ†ظ‰ ط°ظƒط±ظ‰ ظ„ظٹظ‡ ظƒط¯ظ‡ ط¨ط³ ظٹط§ ظ‡ط§ظ„ط© ط¯ظ‡ ط§ظ†ط§ ظƒظ†طھ ط¨ط­طھط±ظ…ظƒ ط´ظˆظپ Facebook This thread Refback 05-09-14 02:11 AM
ظ…ظˆط¶ظٹ طھط±ظ‰ ط§ظ„ظˆط¹ط¯ ط±ط§ط³ طھظ†ظˆط±ظ‡ This thread Refback 08-08-14 08:55 AM


الساعة الآن 05:47 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية