كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساءات العتب مني ومنكم
أولا عتبكم علي لأنه هو عندي الأهم
والله العظيم يا نبضات قلبي إني ما قريت ردودكم إلا اليوم بعد العصر ولا حد قال لي عن رجاءاتكم لتزيل بارت قبل اليوم
بنت خالتي صارت نادر تدخل نت
وأختي دوبها ودوب ولدي اللي طلعت روحه
سامحوني.. مهوب مثلكم اللي ينرد طلبه يالغوالي
اليوم نبرد خاطركم ببارت طويل طويل طويل.. وسامحوني للمرة الألف
سامحوني يالغوالي
.
.
ثانيا عتبي عليكم.. وهو موضوع بسيط.. بس أنا تعودت على الشفافية معاكم
فيه بنات الله يهداهم يهاجمون بطريقة عنيفة
يعني يا نبضات قلبي فيه أدب حوار وفيه أسلوب لطرح التساؤل
وأنا عمري ما كنت مكابرة على الغلط
يعني اللي تشوفني غلطانة ما فيه داعي تغلط علي عشان تثبت إني غلطانة
أنا على طول اعترف بغلطي.. وأخاف من ربي وما أخاف من عبيده
اللهم أني استغفرك وأتوب إليك سبحان الله وبحمده سبحان ربي العظيم
.
.
وثالثا عتب مشترك
فيه بنات زعلانين مني ليش إني ما أنزل كل يوم مثل أول
ولهالغوالي أقول ارجعوا للبارتات القديمة اللي كنت أنزلها كل يوم
وقارنوا طولها بالبارتات اللي أنزلها الحين
البارتات الحالية طولها أربع أو خمس أضعاف البارتات القديمة
وأنا أنزل يوم ورا يوم
لو علي أنا.. أنا الأحسن لي أنزل الباقي كله دفعة وحدة وأرتاح من الضغط النفسي وأتفرغ لولدي بالكامل
لكن أنا اللي أطمح له إنك تحسون بمتعة القراءة والانتظار والتفاعل وخصوصا إنكم عارفين إنه الرواية انتهت وانتظاركم له آخر
ما أبي أفسد أسى الهجران وأتخمكم فيها على الأخير
هل أنا غلطانة في هالشيء يا نبضات قلبي؟؟!!!
.
.
أحب أرحب بكل المنظمات الجدد وبطلات التعليق الأول
في حضور جديد ومبهر ورائع كروعتهم
.
.
ننتقل لملاحظاتكم وأسئلتكم
ولو أنا يا بنات نسيت أجاوب على أي تساؤل يكون نسيان مني.. موب تجاهل والله العظيم
فياليت اللي ماجاوبت على سؤال لها.. تتكرم وتعيده لو مافيه مضايقة
.
.
قرابة سعد من مريم؟؟
سعد يكون ولد عم محمد أبو مريم
.
بعض البنات بعدهم يقولون إن طلاق حمد لموضي غير نهائي لأنه ما طلقها ثلاث مرات متفرقة؟؟؟
ورأي جمهور العلماء أن طلاق مثل طلاق موضي من حمد هو طلاق بائن بينونة كبرى
ولا يشترط للطلاق البائن أن يطلقها ويعيدها ثم يطلقها ويعيدها ثلاث مرات وخصوصا أن الطلاق تم توثيقه في المحكمة وأمام القاضي
سُئل العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز عن حكم الطلاق ثلاثاً بكلمة واحدة؟؟؟
فأجاب – رحمه الله - : ( إذا طلق الرجل امرأته بالثلاث بكلمة واحدة كأن يقول لها أنت طالق بالثلاث، أو مطلقة بالثلاث فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أنها تقع بها الثلاث على المرأة، وتحرم على زوجها بذلك حتى تنكح زوجاً غيره نكاح رغبة لا نكاح تحليل ويطأها ثم يفارقها بموت أو طلاق)
.
لما قال سعد لمريم وعيونش الحلوة؟؟
أنا والله العظيم ما خطر لي نهائي الحلف بغير الله.. مجرد غزل رقيق
لكن بما أن البعض فهمه على أنه حلف والذنب ذنبي
فأنا أعتذر منكم وتم مراسلة المشرفات لتعديل العبارات قبل ما أضع جزء اليوم
اللهم أني أستغفرك وأتوب إليك
ربنا لا تحاسبنا إن نسينا أو أخطأنا ولا تحمل علينا أصرا كما حملته على الذين من قبلنا
.
البعض استغرب جرأة مريم أو ردات فعلها؟؟
يا نبضات قلبي
مريم موب بنت صغيرة ..مريم عمرها 35 سنة.. عشان كذا ردة فعلها لازم تختلف
الشيء الثاني أنتو تعودتو على مريم الأخت طوال حوالي 100 جزء مرت
فيمكن صار صعب عليكم تخيل مريم الأنثى اللي لازم تصرفاتها بتكون مختلفة مع زوجها
وبعدين يا عسل أنتو ليش تتوقعون إن الوحدة لازم تجيب كآبة لزوجها في ليلة زواجهم
الشيء الطبيعي إنها تتقبله مادام إنسان لطيف ويعرف ينتقي عباراته.. مثل سعد مثلا!!
أنا شخصيا أشوف تصرفات مريم متناسبة مع شخصية مريم كما صنعتها والدليل اللي أنا سعيدة جدا به
إن كثير منكم معجبات بشخصية مريم وتطوراتها
.
.
فديت قلوبكم حد يناديني أم حمودي وحد يناديني أم عبودي
وكلهم حلوين
بس ولدي لا حمودي ولا عبودي
ولدي اسمه يبدأ بحرف السين.. خل نسوي لكم مسابقة ونشوف من تعرف الاسم
ومع كذا سموني مثل ما تبون كله على قلبي عسل
.
.
للمرة الثانية والألفين
آسفى وسامحوني على أني مارديت على رجاءتكم علي
والله العظيم قلبي عورني وأنا أقرأ ردودكم
سامحوني
.
والحين استلموا
وتراكم بعد ما توقعتوا لقاء راكان وموضي توقع صحيح
أحب لعبة قلب التوقعات هذي
لكن بطل لعبة الهجران في هذا الجزء بيكون فارس وبجداره.. الله يعينه
بيبدأ تلاعب يوسف ببكينام ..
وحياة مريم مع سعد وعياله
كم كبير من المتعة والمشاعر والحزن ينتظركم في بارت اليوم
.
أحبكم.. والله لا يحرمني منكم
استلموا
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
أسى الهجران/ الجزء المئة
راكان أوصل العنود وعاد بخطواته الواثقة المعتادة وإن كان يلفها هذه المرة توتر ما
أغلق باب البيت
وتوجه بهدوء إلى غرفته
كانت الأضواء خافتة..فموضي أضعفت قوة الإضاءة ولم تطفئها من أجل العنود عندما تأتي للنوم
شعر راكان بتوتر وترقب متعاظمين
مشتاق لرؤيتها.. روحه مثقلة بالاشتياق لها
لكل مافيها.. ملامحها.. صوتها.. كلامها.. روحها.. مجرد وجودها ودفء حضورها المختلف في روحه
تقدم أكثر..
كانت مستغرقة في النوم وهي تغطي جسدها كاملا ولا يظهر منها سوى رأسها وشعرها متناثر على وجهها
حتى وجهها لم يستطع رؤيته
تنهد بعمق.. كان بوده أن يوقظها.. وتمنى أن يوقظها
ولكنه لم ولن يفعلها.. أولا لا يريد تكدير نومها.. وهي تبدو مرهقة ومستغرقة في نومها تماما
ثانيا: مافائدة إيقاظها إن كان لن يزرعها في صدره وبين أحضانه الذائبة اشتياقا؟!!
فهو حتى الآن لا يعلم تاثير عودة (ذاك) عليها.. ربما أصبحت أكثر تحسسا من اقترابه منها؟!!
أو ربما تصبح أكثر اندفاعا لتثبت لنفسها شيئا لم يحدث بعد؟!!
لذا فليكتفِ بالنظر وبالكثير من الوجع!!الكثير اللا متناهي منه!!
تنهد راكان تنهيدة عميقة طويلة.. وملتهبة..
ثم توجه للاستحمام..
صلى قيامه
ثم فرش فراشه وتمدد وهو يدير وجهه ناحيتها وهو يتمنى بكل وجع الكون المتسع لو كان يستطيع تملس خديها.. تنفس أنفاسها..غمر وجهها بقبلاته
كان يتذكر بشجن مؤلم المرة الأخيرة التي رآها فيها
مازال ملمس شفتيها العذبتين يعذب أحلامه.. وحتى يقظته!!
*****************************
بيت سعد
غرفة سعد ومريم
سعد بعد أن دخلت مريم للحمام توجه لغرفة الولدين ووجدهما نائمين
تنهد بعمق
(تأجلت المواجهة ليوم بعد)
قرر أن يقرأ ورده الليلي مادامت مريم في الحمام
والحق أنها أطالت وهي تعاني من استكشاف أرجاء الحمام
كان شعورا موجعا وهي تتحسس زوايا الحمام خوفا أن تنزلق أو تتعثر في شيء لا تعرف مكانه
ثم معاناة آخرى وهي تريد التعرف على أماكن الشامبو وغسول الجسم
في حمامها كانت سونيا تضع كل شيء في مكان محدد ومريم تتجه له بشكل مباشر
لكنها الآن اضطرت إلى فتح كل العلب وهي تشمها لتتعرف عليها
حاولت أن تعيد ترتيبها ولكنها غيرت رأيها
لأنها لم تعد تستخدم الحمام لوحدها.. فمعها شخص آخر سيفسد ترتيبها
تنهدت بعمق وهي تشعر بألم ما
هذه هي المشكلة الأولى التي تصادفها.. قد تبدو تافهة ولكنها أساسية ويومية
فهي في بيت والدها لم يكن هناك من يستخدم حمامها ولا يحرك شيئا في غرفتها عداها.. لذا تعرف مكان كل شيء بدقة وتتحرك بثقة
لكن هنا لها شريك أساسي.. له مثل ما لها.. وسترتب وسيغير الترتيب وفقا لما اعتاد
لا تنكر أنها تقبلت سعد بشكل أسرع وأعمق مما توقعت.. فهو كان لطيفا وحنونا ومتفهما
ولكن هل سيحتمل ثقل امرأة ضريرة ومتطلباتها؟!!
مريم تأخرت في الحمام
وسعد قلق عليها أن يكون قد حدث لها شيء
همس لها عند باب الحمام: مريم.. مريم
أجابته من الداخل بهدوء: جايه سعد.. دقيقة وحدة بس
همس لها بنفس هدوئها: ترا العيال نايمين يامريم
سعد عاد ليجلس
بينما مريم خرجت ملتفة بروبها وفوطتها
ثم أغلقت باب غرفة التبديل عليها
وهي تجفف شعرها وجسمها
ثم تبحث عن أغراضها وفقا لشرح لطيفة لها
ارتدت قميصها الأبيض الملكي الذي كان عليه رداء حريريا فخما بتطريزات أنيقة
تعطرت وعطرت شعرها
سمت بسم الله وخرجت
سعد هتف لها: بأجيش
همست مريم بهدوء: لا خلك.. بس تكلم شوي خلني أعرف مكانك
سعد ابتسم: وش أقول؟؟ من يوم شفتش طالعة من باب غرفة التبديل أحس الكلام كله ضاع
مريم ابتسمت بعذوبة وهي تتجه نحوه: هذا كله وما قلت شيء؟!!
خلاص اللي قلته كفاية.. دليت مكانك
مريم توجهت نحوه بخطوات هادئة وهي تمشي بحذر..
فهي وإن كانت حددت مكانه تماما من اتجاه صوته فهي لا تعرف إن كان الطريق سالكا خاليا من أي عوائق
وصلته وهو وقف وأمسك بيدها وأجلسها جواره.. همس لها بإعجاب: ماشاء الله عليش أبهرتيني.. أشلون دليتي كذا
مريم برقة: وش أبهرتك؟؟ أنا أمشي وأنا مرعوبة خايفة أصدم بشيء
سعد بحنان: لوتبين أفضي الغرفة من كل شيء.. فضتيها.. أخليها بس السرير والكبت والتسريحة
مريم بابتسامة عذبة: لا وش تفضيها؟؟ بس يا ليت تقول للي في البيت كلهم إنهم ما يغيرون أي شيء من مكانه..لين أعرف مكان كل شيء
أنا بس أبي لي كم يوم وأعرف الاتجاهات وأماكن قطع الأثاث
ابتسم سعد: هذا عندش أم صبري وخدامتين ثانين واللي تبين بيسونه لش
همست مريم بذوق: سعد بعد أذنك أنا ما أستغني عن سواقتي.. أبي أجيبها عندي لو ماعندك مانع
سعد بمودة: أكيد ماعندي مانع.. اللي تبينه سويه.. بس فيه شيء صغير أبي انبهش له..
ترا أم صبري مهيب خدامة .. هي جاية هنا عشان تساعدش أنتي وبس..
ابتسمت مريم: فاهمة سعد بدون ما توصي
صمتت مريم لدقيقة ثم همست بقلق رقيق: وعيالك سعد؟؟
سعد بجدية: وش فيهم؟؟
مريم بذات النبرة القلقة: متقبلين وجودي؟؟
تنهد سعد: ماني بكاذب عليش.. هم ما بينوا لي شيء.. قالوا أنهم موافقين
بس أشلون بيتصرفون عقب ما أدري
فيصل ماني بخايف منه.. مؤدب وهادي وعاقل.. لكن الخوف من فهيدان.. استحمليه مريم شوي.. أدري إنه بيجننش
مريم برقة: لا توصيني سعد.. والله العظيم إنهم مثل عيالي
سعد بحذر: ولو جبتي أنتي عيال؟؟
مريم بخجل عميق: ولو أن هذا كلام سابق لأوانه.. وأساسا ذا الشيء علمه عند رب العالمين.. يمكن الله ما يكتب لي عيال
لكن ولو صار.. عيالك مثل عيالي وربي شاهد علي مابينهم فرق
مد سعد يده ومسح خدها بحنان: الله لا يحرمني منش
انتفضت مريم بخفة وهي تتراجع للخلف قليلا
ولكن سعد اقترب منها أكثر وهو يهمس لها بإعجاب عميق: تدرين.. ما تخيلتش حلوة كذا
مريم بخجل أعمق: حلت أيامك.. واسمح لي ما أقدر أقول تخيلت شكلك كذا أو كذا
همس سعد بنبرة مقصودة وهو يمسك بكفيها: وليش ما تكوّنين صورة بنفسش
يعني أنا ماني ببشع ترا.. ماشي حالي
قالها وهو يضع كفيها الناعمين المعطرين على وجهه.. مريم شعرت باضطراب عميق
ولكنها لم ترد أن تكون قليلة التهذيب وهو يعرض عليها التعرف على ملامح وجهه
لذا بدأت تحسسها بخفة لوجهه بأناملها الطويلة الرقيقة بدءا من جبينه فحاجبيه ثم عينيه.. وأنفه
شعرت بالخجل من ملامسة شفتيه فنزلت لذقنه وهي تتحسسه برقة ثم تتحسس عارضيه المحددين بأناقة
ثم أنزلت كفيها في حضنها وهي تهمس بخجل رقيق: خلاص كوننا صورة
والصورة حلوة ماشاء الله
سعد بعمق أكبر وهو يقترب أكثر ويعاود إمساك كفها: باقي شيء خليتيه
ثم قبل باطن أناملها بعمق وهمس بعمق أكبر: كذا كملتي الصورة
***************************
بيت فارس بن سعود
غرفة فارس
مازال فارس ساهرا.. عاجزا عن النوم
يلمس صدره بوجع.. يشعر بألم فعلي يمزق عضلات صدره بوحشية
في ذات المكان الذي لامسته يدي العنود اليوم
تمنى لو أمسك بها وزرعها غصبا عنها في أحضانه المشتاقة
أو حتى سحبها بالإجبار إلى بيته
وضعه بات مزريا.. والجميع بدأوا بالملاحظة.. قد تكون قوة شخصيته تمثل غطاء لامعا يخفي عن الجميع معاناته في غيابها وهو يتحكم تماما بنفسه
ولكن شكله لا يستطيع التحكم به
فوزنه بدأ بالانخفاض والإرهاق يبدو على محياه
في ظل انعدام شهيته وقلة نومه
أمل مــا يداعبه
وهو متعب.. متعب..
مــــــتــــعـــــــب
تناول هاتفه وأرسل رسالة..
ولتكن هذه محاولته الأخيرة!!
أرسل الرسالة وهو يتيقن أنه لن يتلقى ردا لأنه يظنها نائمة
ولكنه فوجئ بالرد السريع
تنهد وهو يفتح الرسالة بحذر..
فهو مستنزف تماما
مستنزف من الشوق.. مستنزف من الكبرياء.. مستنزف من العناد
قرأ الرد..
اتسعت عيناه ذهولا..وصدمةً وألما ساديا شرّح روحه وخلاياه
ثم صرخ بألم جارح يتغلغل في قلبه أكثر ويتجذر..
شعر أنها نحرته.. نحرته بدم بارد
اعتصر الهاتف في كفه حتى ابيضت مفاصله
ثم قذف به إلى الحائط بكل قوته
قوة حاول أن يبث فيها بعضا من صدمته وغضبه وجراحه وآلمه غير المحدود
ليتهشم الهاتف لأجزاء متطايرة
كقلب فارس الذي تهشم تماما
**************************
قبل ذلك بقليل
بيت محمد بن مشعل
غرفة مريم
العنود عادت من بيت راكان منذ بعض الوقت
لم تستطع العودة لغرفتها
تسللت إلى غرفة مريم
مازال عطر مريم الرقيق يعبق في الغرفة
لطالما أحبت العطور الناعمة الرقيقة لأن حاسة شمها المتحفزة تتضايق من العطور القوية حين تكون على جسدها هي
العنود تشعر باشتياق هائل لها..
يبدو البيت كما لو كان قبرا من غير وقع خطواتها الهادئة وهي تشيع في المكان روح السكينة والطمأنينة
لطالما كانت مريم جوارها كلما احتاجتها.. ولكنها الآن أصبحت لسعد
تشعر أنها عاجزة عن التنفس ومريم ليست في المكان
مريم الأم والأخت والصديقة
مريم الحنان والاحتواء
العنود تمددت على سرير مريم ووضعت رأسها على مخدتها وبدأت تبكي بكاء خافتا مكتوما موجوعا
بكاء تشعر أنها كتمته منذ قرون رغم أنها كثيرة البكاء ولكن هذه المرة كان بكاءها مختلفا.. مختلفا تماما
حادا رقيقا متألما مثقلا بالأسى
انتزعها من بكائها رنة رسالة وصلت هاتفها
تناولت الهاتف وهي بالكاد تراه من بين دموعها
كانت رسالة منه.. من فارس
"العنود.. خلاص كفاية
ارجعي لي
أنا تعبان..تعبان.. والله العظيم تعبان بعيد عنش
الناس كلهم لاحظوا
أنتي ما لاحظتي؟!!"
العنود تشعر الليلة بالكثير من الألم.. وفارس ماكان ينقصها ليكتمل ألمها الليلة
تكره نفسها لأنه تحبه ..بل متيمة به .. بينما هو يتسلى بتجريحها وإهانتها وإبعادها.. ثم يقول أنه هو المتعب..
(عن أي تعب تتحدث يا فارس؟!! عن أي تعب؟!!)
العنود كتبت رسالتها المجنونة وأرسلتها
"فارس.. مادريت بأخر خبر؟؟
أنا أكرهك
أكرهك
أكــــرهــــــك"
اعتقدت أنه سيفهم كلمة "أكرهك" كما تقصدها هي
ربما كانت هذه الكلمة أكثر كلمة تقولها المرأة وهي تقصد عكسها تماما
ولكن فارس فهمها كما هي
فهمها كما هي : "أكرهك"
ذبحته دون أن تعلم..
نحرت مابقي من روحه المتعبة
نحرته من الــوريــد إلى الــوريـــد!!
*************************
بيت راكان
صلاة الفجر
راكان يقوم لصلاة الفجر رغم أنه لم ينم حتى ساعة واحدة.. فهو قضى وقتا طويلا يتقلب
ولكن موضي لم تنهض من نومها بعد
استغرب.. لم يكن نومها ثقيلا هكذا
وكانت تقوم على منبهه قبل أن يقوم هو حتى
وهو ماعاد به صبر لرؤيتها.. يشتعل اشتياقا.. يشتعل بكل معنى الكلمة
ولكن ربما كانت لا تصلي لعذر شرعي لذا لم تنبه هاتفها للصلاة
لأنه طيلة الأسابيع التي كانا فيها معا.. كانت شديدة الحرص على الصلاة في مواقيتها
شعر راكان بالحرج من الفكرة
فهو لم تخطر له هذه الفكرة مطلقا مع شقيقتيه
ولكن التصاق امرأة به لهذه الدرجة جعله يتوقع مثل هذا الشيء
قرر أن يتركها تكمل نومها
وتوجه للصلاة في المسجد
ولكن مالم يعلمه راكان أن موضي نبهت هاتفها للصلاة.. ولكن شحنه نفذ فانطفى لوحده
راكان تأخر قليلا قبل أن يعود لأنه قابل والده وعمه وأشقائه وفارس في الصلاة بل حتى سعد وحمد ووالده جابر قابلهم في الصلاة
فهم جميعهم في بيوت متقاربة ويصلون في ذات المسجد
قبل أن يعود للبيت الكبير للسلام على أمه
حاول أن يتجاوز رؤيته لحمد بعد صدمة الغضب الأولى..
فهو سيراه كثيرا.. وليس راكان من يتوتر من وجود أي أحد مهما كان ولن يسمح له أن يوتره مرة أخرى
عاد لبيته.. وتمدد لينام.. بعد أن أطل عليها وتأملها مطولا وهي على ذات الوضعية حتى وجهها غير واضح من تناثر شعرها عليه
(هذي شكلها ناوية علي
حتى وجهها ماشفته!!)
الساعة السادسة والنصف صباحا
موضي تنهض من نومها فزعة وهي ترى أشعة الشمس تتسلل من بين الستائر القاتمة اللون
قفزت للحمام دون أن تنظر للناحية الثانية
فالحمام كان عن يسارها وراكان ينام يمينها
توضئت وصلت وهي تلعن الشيطان الذي جعل النوم يسيطر عليها لهذه الدرجة
حينما أنهت صلاتها.. استغربت
(وين العنود؟؟)
توجهت للصالة لم تجدها.. وجدت باب البيت مغلقا من الداخل
استغربت أكثر وهي تشعر بالخوف وتسمي بسم الله
لينقلب خوفها إلى صدمة سعادة موجعة وهي ترى الغترة الملقاة على المقعد
تناولتها بلهفة لتستنشقها بعمق.. رائحة عطره الفاخر التي تغلغت في حويصلات رئتيها
تنهدت بعمق وهي تبتلع ريقها بصعوبة ودقات قلبها تتصاعد بهستيرية
وتضع الغترة بحنو على المقعد
(يعني هو نايم داخل!!)
خطوات ملهوفة متوترة نقلتها للداخل
شعرت أنه قد يغمى عليها فعلا قبل أن تراه
كانت تسير كالمخدرة المحمومة حتى وصلت مكانه المعتاد
كان الجسد الضخم متمددا.. مستغرقا في النوم وغطائه ملقً جواره
جلست جواره وهي تملأ عينيها من محياه.. فلا تمتلئ
تملأ روحها من وجوده.. فلا تمتلئ
تملأ أنفاسها من عطره.. فلا تمتلئ
كان بودها أن تلمس خديه.. شعر عارضيه
كم اشتاقت له.. وكم كانت تشعر بالخواء بعيدا عنه!!
كانت تشعر أن روحها صحراء بور تشققت عطشا بعيدا عن زخات مطره
وهي كانت كمن يمشي في هذه الصحراء حافيا
أحرقتها الرمضاء وألهبت خلاياها نار الهجير المحرقة بعيدا عن نسيمه الخالص كخلاصة سر هذه الحياة
لم تعلم كم مضى عليها وهي تتأمله.. المؤكد أنه مضى وقت طويل لم تشعر به حتى بدأت تشعر بالألم في ساقيها من جلوسها على الأرض
حينها انتزعت نفسها انتزاعا بعيدا عنه
فلديها الكثير لتفعله
بدا لها الابتعاد عنه دون النظر إلى عينيه بعد كل هذا الاشتياق الخانق كإحساس حد المقصلة
ولكنها نهضت لتقوم بعملها
أعدت له إفطارا فاخرا.. وضعته في حافظاته
صلت ضحاها
ثم توجهت للتأنق
لم تعلم ماذا ترتدي تحديدا؟؟
لا يليق أن ترتدي فستانا كالذي ارتدته يوم عودته من سنغافورة والذي كانت اشترته خصيصا لتلك المناسبة
ولكنها اشترت أيضا أشياء أخرى
ارتدت بنطلونا أبيض قطنيا لاصقا (ليقنق legging) يصل طوله لأسفل ركبتيها
ثم ارتدت قميصا واسعا طويلا لمنتصف الفخذ زهريا بورود بيضاء بحمالات عريضة يكشف عن جزء كبير من إصابتها ولكن ليس كلها
لأن موضي شعرت أنه من الابتذال أن ترتدي لباسا مكشوفا كثيرا
حينما وصلت للحذاء ارتدت صندلا شفاف اللون بإصبع وبدون كعب نهائيا
ففكرة الحمل باتت مسيطرة عليها تماما وباتت تخشى على جنينها المفترض من كل شيء
زينة صباحية خفيفة بتدرجات اللون الزهري
ثم فردت شعرها ليتدفق شعرها الكثيف بلونه الجديد وقصته الرائعة
ورفعت بعض خصلها الأمامية بمشابك بيضاء
حين انتهت كانت الساعة تقارب العاشرة إلا الثلث قررت أن تجلس في الصالة تنتظره فهو لابد أن يكون نبه هاتفه قبل صلاة الجمعة
جلست على الكنبة ثم رفعت ساقيها وهي تتسند على جانب الكنبة بشكل نصف مائل
لا تعلم ما بها؟؟ ولماذا هذا الإحساس بالنعاس؟؟
نامت دون أن تشعر وهي جالسة بشكل مائل
*************************
بيت سعد
غرفة سعد ومريم
الساعة التاسعة والنصف صباحا
مريم تصحو من نومها قبل سعد
وتعرف أنه مازال نائما من صوت تنفسه المنتظم
تقرر أن تتركه نائما قليلا قبل أن توقظه لصلاة الجمعة
فهما كلاهما لم يناما إلاَّ بعد صلاة الفجر
تحدثا مطولا.. وكلاهما يبدأ بالتعرف على تفكير الآخر وشخصيته شيئا فشيئا
مريم اغتسلت واستبدلت ملابسها لترتدي جلابية مغربية حريرية تعرفت عليها باللمس..مشطت شعرها ورفعته ذيل حصان
أما الزينة فلم يكن لها نصيب فيها
يكفيها صفاء بشرتها ونقاءها عن أي زينة
قررت استكشاف المكان بنفسها وهي تمشي بحذر
فتحت باب غرفتها لتسمع صوت تلفاز قريب
توجهت ناحيته وهي تمشي ببطء وحذر شديد حتى وصلت للغرفة الصادر منها الصوت
كانت جلسة أولاد سعد
فسعد أعد لأولاده غرفة منفصلة تكون جلسة لهما وفيها تلفاز
حتى لا يستخدما غرفتيهما سوى للنوم والدراسة
وهذه الغرفة تقع بين غرفتيهما
حين وصلت مريم.. سلمت
كان فهد هو الجالس يشاهد التلفاز
حين سمع الصوت الأنثوي الذي يسلم .. رد السلام وهو مازال غير مستوعب
همست مريم بمودة: فهد.. صح؟؟
فهد باستغراب: أشلون عرفتي وأنتي ما تشوفين؟؟
مريم بابتسامة: صوتك حلو.. عرفني عليك
مريم حين سمعت الصوت الطفولي الذي يرد السلام أيقنت أنه فهد.. لأن فيصلا في الخامسة عشرة وبالتأكيد صوته سيكون أكثر خشونة
صمت فهد.. ومريم أكملت برقة: تعال سلم علي
فهد وقف وتوجه ناحيتها.. ومريم تحسست وجهه ثم قبلت خده
همس فهد بعفوية: ريحتش حلوة
ردت مريم بحنان: وأنت ريحتك تجنن
همس فهد بذات العفوية: تبين اقعدش؟؟
مريم برجاء لطيف مقصود: يا ليت.. تسوي فيني خير
فهد تناول كفها وأجلسها على الأريكة وكان يريد العودة للجلوس على مخدته على الأرض أمام التلفاز
همست مريم التي شعرت من حركته أنه يريد الابتعاد: اقعد جنبي لو مافيه مضايقة لك
جلس فهد جوارها.. همست مريم: أي صف أنت؟؟
فهد بنبرة عدم اهتمام: السابع.. اول إعدادي بمصطلحاتكم يالكبار
مريم انتبهت فورا أن فهدا هذا قد يكون أذكى مما يبدو..
صمتت تريده أن يتكلم بما يشاء حتى لا توجه حديثه أو أفكاره
همس فهد بعد دقيقة صمت: تدرين.. ماظنيتش حلوة.. لأنه إبي يوم قال إنه بيأخذ عمة حمود العمياء.. قلت أكيد إنها شينة
قد تبدو الكلمات التي قالها فهد جارحة ولكن ليس لمريم وهي تصدر عن طفل مثل فهد.. وهي تتجاوز معنى الكلمات إلى محاولة جر فهد للكلام
همست مريم بابتسامة: وليش ظنتيني شينة؟؟
فهد بذات النبرة غير المهتمة: لأنه عمياء ومزيونة ومايصير
مريم بحنان: تدري فهد.. الله يوم يأخذ من الإنسان شيء.. يعطيه أشياء
يعني الله خذ عيوني..بس عطاني قوة السمع والشم والذكاء.. و عطاني الجمال بعد.. يمكن أنا ما أشوفه بس الناس يشوفونه
والحمدلله على كل حال
فهد بسؤال عفوي قد لا يكون عفويا مطلقا: زين.. الله خذ أمي.. وش عطانا بدالها؟؟
تنهدت مريم وهي تتيقن أن فهدا يريد إسقاطها في حفرة الجواب المعقد..
ولكنها أجابت بشكل هادئ ومباشر: الله خذ أمكم عنده رحمة بها
أمكم كانت مريضة وتتعذب.. يمكن لو عاشت أنتو تعذبتو وأنتو تشوفون عذابها ولا تقدرون تسوون شي
ومن ناحية ثانية الله يوم أخذ أمكم عوضكم بأب حنون..
يعني تخيل لو كان أبيكم قاسي عليكم.. يعني هو موجود في كل الحالات..لكن وجود عن وجود يفرق..
وحنانه عليكم كان تعويض عن غياب أمكم
فهد وقف وهو يهمس بنبرة عدم الاهتمام إياها: كلامش دخل من هنا وطلع من هنا (قالها وهو يشير على أذنه اليمين ثم اليسار) لأنه كلام مسلسلات
ما أدري في أي مسلسل بايخ سمعتيه؟!!
ثم أردف وهو يقول بسخرية: أوه نسيت إنش ما تشوفين
أنا كنت أقول كلامش دخل من أذني اليمين وطلع من اليسار
ومع السلامة
مريم استغربت انقلابه المفاجئ.. فمنذ دقائق كان لطيفا
فمابه أصبح حادا ومؤذيا وبشكل صادم وجارح
كان قد خرج ومريم أصبحت متأكدة من ذلك لأنها افتقدت رائحته وحركته في المكان
تنهدت مريم وهي تعود أدراجها لغرفتها لتوقظ سعد ليستعد لصلاة الجمعة
***************************
بيت راكان
الساعة العاشرة والربع صباحا
راكان نهض من نومه.. فور أن فتح عينيه نظر ناحيتها
لم يجدها
تنهد بعمق وهو يقف ليتجه للحمام ليغتسل ويتوضأ
وكأنه بماء الوضوء يهدئ بعضا من نار روحه المستعرة ويصفي أفكاره المتشابكة
حين أنهى الوضوء نادى موضي.. ولكن لا رد
توجه للصالة
ليجد المفاجأة الرقيقة اللذيذة التي بدت له عصية على التصديق
الأميرة النائمة
أو
الفتنة النائمة
أو
المعجزة النائمة
أميرته هو.. وفاتنته هو.. ومعجزته هو!!
الساقان والذراعان المطرزة بنقوش الحناء
القصة الجديدة ولون الشعر الجديد
بدت له متألقة ومبهرة لأبعد حد
إلى حدود الوجع والهلوسات
ولكن كل هذا الألق لا يهم.. لا يهم
أمام ما كان يراه يطل عبر فتحة الجيب الواسعة
هل يتخيل؟؟
هل تقصدت أن تريه إياه؟!!
هل لكشفها له علاقة بعودة حمد؟؟
هل تريد أن تثبت أنها غير مهتمة وربما كانت العكس؟!!
ولكنه طلب منها أنه عندما سيراه المرة القادمة لا يريد رؤية تظرة الانكسار إياها
بقي أن تفتح عينيها.. ليرى في عينيها ما يسعده أو يجرحه
همس لها من قرب بنبرة شديدة العمق والخصوصية: موضي..
لم تجاوبه..
استغرب..
( لطالما كان نومها خفيفا.. ماذا حل بها؟!!)
أعاد الهمس وهو يقترب أكثر منها ويأخذ نفسا عميقا من رائحتها التي أضناه الاشتياق لها: موضي
حينها انتفضت بخفة لتلتقي عيناها بالعينين السوداوين العميقتين من قرب.. شهقت بقوة
فهمس بجزع: بسم الله عليش
تراجعت للخلف خجلا وهي تلمس شعرها خوفا أن يكون شعرها قد تشعث مع نومتها الغريبة غير المتوقعة
ثم ابتسمت بشفافية وسعادة عميقين: حلوة ذا التخريعة.. الحمدلله على سلامتك
ابتسم لها بعمق: الله يسلمش
تبادلا النظرات العميقة للحظات هو يقف وهي جالسة
نظرات بعمق سنوات وسنوات
عشرات المشاعر الكثيفة والمتشابكة والمتغلغلة
الشوق.. الشجن.. الاحترام.. المودة.. الاحتياج.. اللوعة
و الحـــب الذي أضاع طريق التعبير الصحيح
كانت موضي من قطعت خيط النظرات بوقوفها وهي تهمس بعمق شفاف موجع:
اشتقت لك.. كن الدوحة خالية من غيرك بسلامة أهلها
فهمس لها بعمق أكبر: وأنا اشتقت لش أكثر.. كن العالم كله خالي من غيرش
وحينها التقطت عيناه جزءا كبيرا من إصابة كتفها
شعر بتأثره يتعاظم.. مد أنامله ليلمس إصابتها بحنو
لم تتأخر ولم تحاول إخفاءها وهي تقف ثابتة أمام لمسته التي أشعرتها بالاضطراب
ليس لأنه يلمس إصابتها.. ولكن تأثرا من لمسته نفسها
همس لها بعمق موجع موغل في الرجولة: مقصود توريني؟؟ أو غير مقصود؟؟
ولو مقصود.. مقتنعة؟؟ أو غير مقتنعة؟؟
موضي وضعت كفها فوق كفه وألصقته بكتفها ليلتصق باطن كفه بإصابتها بشكل كامل.. ونظرت لعينيه بشكل مباشر
وهمست بشفافية: عيوني شتقول لك؟؟
ابتسم راكان بسعادة عميقة جذرية موغلة: تقول أنا أحلى عيون في الكون
همست موضي بابتسامة رقيقة: قل لها أنتي عيون كذابة..
ابتسم راكان بعمق: بس أنا خلاص شاهدها.. وبصمت لها بالعشر والعشرين إني ماشفت أحلى منها
موضي انتزعت كفها من فوق كفه بخفة.. ووجد نفسه حينها مجبرا أن يرفع يده عن كتفها.. بدت له المحاولة مستحيلة وشاقة
ولكنه فعلها وهو يقهر رغبات نفسه
حينها همست موضي بحنان: تعال أفطر ماعاد باقي على الأذان الأول إلا شوي
كانت نظراته تتابع موضي التي كانت تقوده للمائدة.. وقلبه تدق أجراسه على وقع خطواتها..
لا يعلم لماذا أصبح البيت لاهبا فجأة.. بدا له كتنور مفاجئ ملتهب
وهو يشعر أن عرقه يتصبب فعليا.. ودقات قلبه تتصاعد بشكل عنيف
جلس وهو لا يشعر مطلقا بأي رغبة لأكل أي شيء.. بل يشعر برغبة حادة للهرب خارج أسوار هذا البيت
لأنه يشعر أن السور الأعظم بينه وبين موضي قد تلاشى تماما!!
يخشى ألا تكون مستعدة!!
يخشى أن يستعجلها من أجل قرار قد تحتاج وقتا له
حين جلس.. همست موضي بنبرة مرحة خاصة: اقعد بجيب لك شيء
موضي توجهت للداخل.. وراكان صب لنفسه كأسا كبيرا من الماء..
سمى بسم الله وشربه دفعة واحدة عله يبرد بعضا من نار جوفه التي تأبى الانطفاء
حين عادت موضي كانت تحمل كيسا لمحل مجوهرات وساعات شهير.. ناولت الكيس لراكان الذي نظر لها مستفهما
همست بحماس رقيق: شوف بروحك
استخرج الهدية المغلفة بغلاف فاخر.. فضها بهدوء.. ثم فتح العلبة
رفع عينيه لموضي معاتبا: باتيك فيليب مرة واحدة!!
موضي بحذر: من طريقتك ما فهمت ذوقي عجبك أو لأ؟؟
راكان ابتسم بمودة عميقة: أكيد عجبني.. بس كلفتي على نفسش واجد.. والله واجد..
موضي ابتسمت: كنت أبي أجيب لك شيء أحسن بعد.. بس كل ماركات الساعات عندك.. إلا الباتيك.. قلت يالله توكلنا على الله
فيه صاحب مثلي بيهديك ساعة باتيك اللي انعرفت إنها ساعة الملوك المفضلة؟!!
هذه المرة هي من قالت "صاحب" لتبدو لها الكلمة ثقيلة جدا على لسانها وقلبها
راكان شعر هو أيضا من ناحيته بضيق لم يظهره لها
حتى متى وكلمة "صاحب" تقف حاجزا كريها بينهما؟!!
حاولت موضي تجاوز المشاعر الملتبسة التي كادت تخنق بهجتهما.. وهي تهمس بمودة : ممكن ألبسك إياها؟؟
راكان بابتسامة: أكيد ممكن
تناولت الساعة ثم تناولت يد راكان لتلبسه.. بدت له رشاقة أناملها المطرزة بنقشات الحناء شيء يفوق الخيال وهي تعقد له الساعة
همست حين انتهت وهي تمسك بيده: وش رأيك؟؟
همس وعيناه على يديها لا على الساعة: خيال والله العظيم
موضي رفعت يديها عنه وهمست بحنان ومودة: ملبوس العافية..الله يعطيك من خيرها ويكفيك شرها
حينها أمسك راكان بكفها.. واحتضنها في كفه وهمس: مشكورة.. الله لا يحرمني منش..
ثم أردف بابتسامة شفافة وهو يستعرض أناملها الساكنة في احتواء كفه: حلو الحناء عليش
همست موضي بخجل وهي تستعيد كفها وتحتضنها بكفها الأخرى: زين لاحظت
راكان بهدوء باسم: يعني تبين تحنين ثم تعيدين عليه.. وما انتبه بعد
موضي بابتسامة خجولة: يمه منك.. أشلون دريت
ثم أردفت وابتسامتها تتسع: العنود الفتّانة.. وأنا اليوم الصبح أدورها
أثرها فتنت وراحت
راكان باستفسار هادئ: على طاري العنود.. ما تبي ترجع لبيتها.. مسختها بالزعل
موضي تصب له فنجان قهوة وتناوله إياه: ماحد يدري وش اللي بينهم.. والله يصلح بينهم
استغرقت الأحاديث بينهما حوالي ثلث ساعة مدة إفطارهما السريع
وراكان يخبرها عن سفرتيه لسنغافورة ثم للكويت على عجالة
لينهض بعدها متوجها للمسجد
**************************
قبل ذلك بقليل
بيت جابر بن حمد
صالة البيت السفلية
الفتيات أنهين فطورهن وتوجهن لغرفهن ليجهزن حقائبهن لرحلتهن التي وعدهن بها حمد
تبقى حمد ووالدته ووالده
حمد بهدوء: يمه فديتش حطي غدانا عقب الصلاة على طول.. عشان نتغدى قبل نروح
أم حمد بهدوء: إن شاء الله يأمك
أبو حمد بحزم: حمد.. الله الله في خواتك
حمد بحنان: لا توصي حريص يبه... بناتي ذولا مهوب خواتي
أبو حمد بثبات: أنا وأمك ماعاد فينا جلد مطامر ورا ذا البنات.. ولا حن من هل الشاليهات والبحر وإلا كان رحنا معكم
حمد يبتسم: إلا قل إنك تبي توزعني إنا وخواتي عشان يخلى لك الجو أنت وعجوزك
أم حمد بنبرة مقصودة: وأنت متى بيغدي عندك عجوز؟؟
حمد وهو يتفهم مقصدها: يمه ذا الحكي ماله داعي.. مالي طربة في العرس
أم حمد بغضب: أشلون يعني؟؟ تبي تقعد طول عمرك عزابي
ماتبي لك عيال ومرة.. أنا وأبيك ماحن بدايمين لكم.. وخواتك مسيرهم معرسين وكل واحدة منهم رايحة لبيت رجّال
بتقعد بروحك يعني
تنهد حمد بعمق وصمت
بينما كان أبو حمد من تكلم وهو يقول بحنان: يا أبيك.. مايصير قعادك كذا
شبابك بيقضي.. ولازم لك عيال يسدون شيبتك
وحن نبي نشوف عيالك يا أبيك.. ارحم شيباتنا
تنهد حمد بألم (يروحون ويرجعون على العيال.. وش أقول لهم ذولا؟!!
أولا مافيه مرة عقب موضي تملأ عيني
وثانيا وش ذنب المرة اللي بأخذها تاخذ واحد عقيم مافيه عيال)
حمد وقف وهو يقول لأبيه لينهي الحوار:
يا الله يبه جعلني فداك
خلنا نروح المسجد نلحق الصف الأول
***********************
قبل ذلك
بيت سعد
غرفة سعد ومريم
مريم تتحسس طريقها حتى وصلت السرير
تجلس بجوار سعد وتهمس برقة: سعد.. سعد.. بو فيصل
قوم
فتح سعد عينيه بكسل.. ولكنه لم يتكلم.. كان يريد تأملها وهي توقظه
مريم ابتسمت: أدري إنك صحيت.. مالها داعي ذا الحركات
سعد بدهشة: يمه منش.. أشلون دريتي
مريم تريد الوقوف: بسيطة.. طريقة تنفسك تغيرت
سعد شدها وأجلسها وهو يهمس بمودة: ماشاء الله عليش
ثم أردف: ليش مستعجلة على الهريبة.. خليني أمتع عيوني بشوفة وجهش
كل صبح قبل يا أقوم بريحاتي شكلي يكسر الخاطر أول وجه أتصبح به وجهي المغبر في المرايه
يا أقوم وأتصبح بوجه أبو صبري وهذاك اليوم يكون كئيب اللهم أجرنا
مريم همست بما يشغلها: قابلت فهد
سعد تحفزت مشاعره: عسى مقابلة زينة بس؟!!
مريم بمودة: يجنن.. حبيته وحبيت ذكائه.. باقي أشوف فيصل
سعد يطبع قبلة على جبينها ثم يلقي غطائه وينهض من السرير وهو يهمس: بتشوفينه على الغداء إن شاء الله.. قصدي تقابلينه
فيصل حبيب.. دامش قابلتي فهيدان السوسة.. عديتي ثلاث أرباع الطريق
***************************
واشنطن
مساء
بعد صلاة العصر
بيت يوسف
ماريا كانت قد توجهت لشراء بعض الحاجيات..
لذا حُين طُرق الباب.. قامت باكينام لتفتح وهي ترتدي حجابها بسرعة
نظرت عبر العين السحرية في الباب.. استغربت
شابة جميلة بشعر أسود فاحم وعينين حالكتي السواد وبشرة خمرية
جمال هو نقيض لجمال باكينام الشقراء
كانت الشابة تحمل بعض الكتب في يدها
فتحت باكينام وهي ترحب باللغة الانجليزية
ولكن الشابة أجابتها: السلام عليكو (باللهجة المصرية)
باكينام بمودة مغلفة بالاستغراب: وعليكم السلام
الشابة بابتسامة رسمية: مش هاخد من وئتك كتير.. تفضلي كتب جو
واسمحي لي أستأزن
لا تعلم باكينام لما شعرت بضيق مفاجئ
لماذا تأتيه بالكتب في البيت؟؟
شابة جميلة تأتي لرجل في بيته!!
لماذا لا تواعده على اللقاء في الجامعة؟؟
هل اعتادت أن تزور يوسف في بيته؟؟
ثم وهي تقول (جو) ببساطة مما يوحي بتعودها عليه
كل هذا أورث باكينام ضيقا عميقا محرقا تعرفه لأول مرة
شبح كل سيدة متزوجة (الغيرة)
سابقا لم تلحظ على يوسف ما قد يجعلها تغير
ولكنها تحبه.. والحب تتبعه الغيرة.. حتى لو كانت تريد الطلاق..فهو الآن زوجها وملكها..
همست باكينام للشابة بنبرة اعتيادية قدر ما استطاعت: أنا شفتك هنا ئبل كده؟؟
الشابة وهي تستعد للمغادرة وتهمس بذات النبرة الرسمية الرتيبة: وأنتي موجودة لأ.. بس جو زرناه كتير هنا
الغيرة أشعلت باكينام تماما
(زارته كثيرا؟
الحقير
الحقيــر
الـــحـــقــــيــــر!!)
والغيرة أعمت باكينام وتفكيرها وحتى سمعها
عن ملاحظة شيئين
الشيء الأول: كلمة (زرناه) فهي لم تقل (زرته).. بل (زرناه)
الشيء الثاني : الدبلة في بنصرها اليسار
والمضحك والطريف والمسلي وربما المبكي لباكينام أن هذا ما أراده يوسف تماما
وهو يطلب من صديق مصري له أن يعيد له الكتب التي استعارها منه
وأن تعيد زوجته الكتب لأن البيت لا يوجد فيه سوى زوجة يوسف
ويوسف يحبك الحكاية بلطف ..ولسبب لطيف وخفيف
تحبه؟؟؟
لتذق بعض الغيرة كما أذاقته
أولا طلب من ماريا الحضور لمقابلته لكي يعطيها نقودا لمصاريف البيت
ثم يتصل بصديقه ويخبره أنه بحاجة ماسة للكتب
ويستأذنه أن تحضر زوجته الكتب لأن يوسف ليس في البيت وليس من اللائق أن يذهب صديقه بالكتب للبيت في غيابه
وتكون ماريا غائبة حتى لا تتعرف على زوجة الصديق التي رأتها عدة مرات مع زوجها في زيارات ليوسف
والشيء الآخر شخصية الزوجة التي كان يوسف لا يهضمها
وكثيرا ماقال لصديقه: (أنته صابر عليها إزاي؟؟)
وصديقه يرد عليه : (هي كده مريحة دماغي)
فهي تتعامل برسمية مع الأمور.. وتختلف في طبيعتها عن المصريين الودودين المحبين للحديث.. فهي يستحيل أن تسترسل في الحديث مالم تُسئل
وهذا تماما ما أراده يوسف: فهي يستحيل أن تعطي باكينام أي تفاصيل وخصوصا أنها قادمة في مهمة محددة وليست في زيارة
خطة بسيطة يعتورها النقص في عدة جوانب.. ولكنها نجحت
نجحت نجاحا باهرا
************************
ذات البلد واشنطن
ذات التوقيت
مكان مختلف.. شقة مشعل
ذات الموضوع.. الغيرة
هيا أحضرت الشاي ووضعته على الطاولة التي تتوسط غرفة الجلوس
سكبت لمشعل المنشغل على حاسوبه الشخصي
وهو يجلس على المقعد
ويمدد ساقيه أمامه
شكرها ونظره مثبت على الشاشة
هيا نظرت له وهو مستغرق تماما في عمله
وابتسمت بشفافية وحنان.. كم تحبه!! وكم يشجيها رؤيته وهو يستنزف نفسه في أطروحته
كم تتمنى أن ينتهيان من كل هذا ليعودا لبلدهما
عادت لمقعدها وهي تتناول كتابا عن مراحل الحمل
أصبحت الآن في بداية الشهر الرابع
استغرقت في قراءة كتابها
رن هاتف مشعل.. نظر للشاشة.. رقم بدون اسم
رد: آلو
.....................
أهلا داك (نبرة ضيق حاول ألا يبينها للمتصل من باب الذوق)
....................
بخير
...........................
على وشك الانتهاء
.........................
لا أعلم بموعد المناقشة بعد
........................
لا أستطيع أبدا.. أرجو المعذرة
............................
لا أستطيع
........................
مع السلامة
أنهى الاتصال وأعاد الهاتف مكانه
همست هيا بفضول: من ذا الدكتور اللي ماقلت له عن موعد مناقشتك مع إنه تحدد
مشعل وعيناه معلقتان بشاشة حاسوبه: لأنه ما أبي ذا الدكتور يحضر مناقشتي
هيا بفضول أكبر: ليش يعني
مشعل يبتسم: عشانش ما تحبينه
هيا باستغراب: أنا؟؟
مشعل بذات الابتسامة: يس
هيا باستفسار: من هو؟؟
مشعل مازال مبتسما: دكتورة باتريشيا
حينها ألقت هيا الكتاب من يدها وهي تهمس من بين أسنانها: وهي ليش تكلمك؟؟ وأنت ليش ترد عليها؟؟
مشعل بهدوء: أول شيء اقعدي.. العصبية مهيب زينة لش.. وخصوصا إنه الموضوع تافه وما يستاهل
أول شيء رقمها حذفته من زمان.. فهي دقت ماعرفت الرقم
والحين أحطه في البلاك ليست..
ثاني شيء بلاها حركات الغيرة ذي.. عيب هيا..
هيا بغيظ وهي تعاود الجلوس: يعني أشلون ما أغير عليك بعد
مشعل بهدوء: أول شيء أنتي عارفتني رجّال مصلي وراعي دين.. وذا السوالف مهيب لي ولا أنا لها
ثم أردف وهو يبتسم: وثاني شيء القلب خلاص صار لواحد ماله شريك
هيا توجهت ناحيته وجلست جواره وقبلت رأسه وهمست بعمق:
سامحني مشعل لو ضايقتك
بس حبيبي حس فيني.. أنا خلاص مالي غيرك
أنت أمي وأنت إبي..وزوجي وحبيبي وأبو عيالي
يعني كل شيء لي في الدنيا.. أنا أكره الدنيا يوم أفكر إنه فيه وحدة ممكن تشاركني بس في تفكيرك
استحمل خبالي شوي.. بأجيب العيال ثم والله بانهد وبارحمك
***********************************
بيت مشعل بن محمد
الساعة العاشرة صباحا
غرفة مشعل ولطيفة
مشعل يصحو على قبلات ناعمة على وجهه
تعرف فورا على صاحبتها وهو يفتح عينيه ويبتسم:
فديت الوجه ياناس
جود تضع أصبعها على جفنه وتفتح عينه إجباريا وهي تهمس بنبرتها الطفولية المحببة: دوم بابي
مشعل يبتسم: عطي بابا بوسة بعد وعقبه بأقوم
جود تهز رأسها رفضا: لا مابي.. هبيتك واجد
مشعل ابتسم وهو يهمس بحنان: شوفي.. حبيني.. وأجيب لش فلة جديدة
التمعت عينا جود بفرحة وكانت على وشك تقبيله لولا أنه قاطعهما صوت لطيفة الحازم: لا جودي..
ثم أردفت: عطي بابا بوسه عشانه بابا حبيبش بس فلة مافيه
كانت لطيفة تجلس قريبا منهما على مقعد التسريحة تمشط شعرها ثم ألتفتت لمشعل وهي تهمس بنبرتها الهادئة المعتادة ببرودها:
مشعل لو سمحت.. قلت لك قبل.. لا تخرب جود بذا الطريقة.. تخليها تتعلم إنها ما تعطي شيء إلا مقابل شيء
مشعل اعتدل جالسا وهو يهمس بابتسامة: كذا خربتي علي بوستي
شوفي أشلون مادة بوزها زعلانة.. فديت البوز السكر
حينها تناول مشعل جود وهو يضعها في حضنه ويدغدها ويقبلها حتى تعالت صرخاتها الضاحكة:
بث مابي فلة.. مابي فلة
حينها التفت مشعل للطيفة التي انشغلت برفع شعرها
كم تبدو فاتنة!!
فـــاتــــنـــة!!
البارحة كان غاضبا منها لبرودها معه وهو يطالبها أن تبتعد عنه
ولكنه الآن مشتاق لدفنها بين أضلاعه
لا يستطيع أن يغضب منها
فهذه المرأة تتغلغل في روحه وتتربع على عرش قلبه
كلما جرحه برودها معه.. كلما تجدد لديه الأمل في المرة القادمة
أمل يشعل جذوته: حبه لها ورغبته في استعادتها
همس لجود الضاحكة في حضنه بخبث لطيف: تبين تروحين لجنغل زون؟؟
صرخت جود بهستيريه طفولية: إيه إيه أبي ألوح
مشعل التفت للطيفة وهو يهمس لجود: خلي ماما هي اللي تعطيني بوسة هنا
قالها وهو يشير على خده
حينها قفزت جود لأمها وهي تجر طرف جلابيتها الحريرية وهي ترجوها:
ماما هبي بابي.. هبي بابي
لطيفة وقفت بهدوء وهي تستجيب لشد جود لها.. توجهت لمشعل وانحنت عليه
تحفزت مشاعر مشعل للحد الأقصى وهو يشتم رائحة عطرها الرقيق ويرى ملامحها الفاتنة من قرب
لينتهي تحفزه
بقبلتها الباردة
حينها أبعد مشعل خده عن شفتيها وهو يهمس ببرود:
تدرين.. ليتني قعدت على بوسة جود أبرك لي.. على الأقل فيها شوي احساس
وقف وهو يبتعد عن السرير ويهمس للطيفة بهدوءه الحازم:
جهزي العيال يروحون معي لصلاة الجمعة
*********************************
بيت سعد بن فيصل
مقلط البيت في الأسفل
فترة الغداء
الغداء مرتب على سفرة على الأرض وعلى الجلسات الأرضية يجلس سعد وأولاده انتظارا لمريم
وسونيا ذهبت لاحضار مريم من الأعلى.. مريم لا تشعر برغبة في الأكل.. فهي تخجل أن تأكل أمامهم
ولكنها لا تستطيع أن ترفض النزول فهي متشوقة لبدء حياة أسرية طبيعية مع سعد وولديه
سونيا أوصلتها للباب وهي تهمس في أذنها بعدة كلمات لتخبرها عن نظام المقلط والمتواجدين فيه
ثم غادرت للمطبخ
فيصل كان من وقف وهو يقبل رأسها ثم يمسك كفها ليقودها
همست مريم بحنان: أشلونك فيصل؟؟
فيصل بتهذيب: طيب جعل شيبانش الجنة
سعد همس له بحنان أبوي خاص: قعدها يأبيك
فيصل أوصلها لطرف السفرة ثم همس باحترام: اقعدي عمتي
مريم جلست بحذر ثم ابتسمت وهي تهمس لفيصل برقة: ترا بكيفك تحب تقول عمتي وإلا مريم ترا كله واحد اللي يريحك
تجنبت مريم التهور الذي يصيب بعض زوجات الأباء حين يطالبن أبناء أزواجهن بمناداتهن أمي فور زواجهن من أبائهم..
ولأسباب كثيرة قد لا يكون الحنان من بينها!!!!
فيصل همس باحترام: عمتي أحسن.. كان ماعندش مانع
مريم بحنان: لا فديتك ماعندي مانع
ثم أردفت: وفهد وش يحب يقول؟؟
فهد قلب شفتيه وهو يقول بنبرته المعتادة.. نبرة عدم الاهتمام: كله واحد.. انتي تبين أقول لش عمتي قلت.. تبين مريم قلت.. تبين مريوم قلت
سعد ينهره بخفة: فهيدان احشم عمتك
مريم تبتسم: وشفيك سعد ماقال شيء.. خلاص فهد قل لي عمتي مثل فيصل
سعد نظر لفهد بنظرة حادة.. فهم فهد مغزاها ولم يهتم لها
سعد بهدوء: سمو بسم الله
مريم لم تمد يدها وهي تشعر بالخجل المؤلم لأنها لا تعرف أين أماكن الطعام.. وهي اعتادت أن يُغرف لها في صحن تتناول منه ولا تمد يدها لسواه
همس سعد بمودة: مريم مدي يدش
مريم بخجل: فيصل حبيبي ولا عليك أمر.. اغرف لي في صحن صغير وحطه عندي.. لأني ما أعرف وين الأكل فيه بالضبط
(اختارت أن تطلب من فيصل احتراما لسعد.. وحتى لا تأمره بشيء أمام أولاده)
سعد شعر بالألم يحز في روحه.. كيف أنه شرع في الأكل دون أن ينتبه أنها بالتأكيد ستحتاج للمساعدة
فيصل همس بلطف: إن شاء الله عمتي.. ابشري.. وكل يوم أنا اللي باغرف لش
فيصل غرف لها في صحنها وهو يخبرها بلطف ماذا وضع لها فيه حتى تعلم بالضبط ما ستأكله.. وإن كانت تريد المزيد من أي شيء
فهد كان ينظر لفيصل ويرقص حاجبيه
بينما فيصل ينظر له نظرة نهر حتى لا ينتبه والده لحركاته
فهد (بعيارة): فصّول وش فيك على عمتي؟؟
عمتي ما تشوف.. بس تعرف تذوق
يعني مافيه داعي تميلح وتقول فيه عيش ولحم وبطاطس.. وما أدري ويش
سعد كان على وشك نهر فهد.. وغضبه بالفعل يتزايد من قلة تهذيب ولده لولا إن مريم كانت من سارعت بالكلام وهي تهمس برقة:
فديتهم اثنينهم شايلين همي
الله لا يخليني منكم
اشرايكم عقب الغداء تودوني غرفكم.. وتشرحون لي ترتيبها عشان أصير أدل فيها إذا ما عندكم مانع
*****************************
الدوحة
بعد صلاة العصر
بيت محمد بن مشعل
غرفة ناصر ومشاعل
ناصر ينهي إغلاق حذائه المرتفع (البوت) كخطوة أخيرة في لباس الفرسان وهو يستعد للذهاب للتدريب
رفع رأسه ونظر بشجن عميق إلى مشاعل التي كانت تطرز قماشا في يدها وشعرها الناعم القصير يتمايل بخفة مع حركتها
همس ناصر: مشاعل أنتي من زمان وأنتي تقصين شعرش كذا؟؟
مشاعل رفعت عينيها إليه وهو يقف ويتناول نظارته الشمسية..
تراه على الأقل مرتين في الأسبوع بلباس الفرسان ومع ذلك كل مرة تنظر له كطفلة مبهورة
صمتت وعيناها تتعلقان انبهارا بالقامة الفارعة الطويلة
ابتسم ناصر: قلبي ما جاوبتيني
مشاعل انتفضت بخفة وهمست برقة: طول عمري حبيبي.. من يوم وأنا في ابتدائي ما أحبه يطول
على طول أقول للطيفة توديني الصالون يقصونه لي
يعني أنا ما عرفت عمري إلا بالكاريه ما أطيقه يطول
ابتسم ناصر وهو يميل عليها ويهمس بعمق خاص: ولو قلت طوليه عشاني.. بتقولين ما تقدرين؟؟
همست مشاعل بوله عميق: لا والله ما أقوله
إلا بأقول من عيوني الثنتين
****************************
واشنطن
ليلا
بيت يوسف
باكينام تشتعل .. وتشتعل وتشتعل
تريد أن تتصل بيوسف ولكنها تحاول منع نفسها حتى لا تُشمت يوسف فيها
يكفيها الخزي الذي تشعر به منذ الصباح منذ زيارة يوسف الغريبة
حين ظنت نفسها تحلم وتصرفت تصرفات مجنونة تخجل من مجرد تذكرها
ولكنها أخيرا فعلتها واتصلت
وعذرها الطبيعي معها
فهناك من جاءت لإحضار كتب له.. ولا بد أن تخبره به
اتصلت به
الاتصال الذي كان يوسف يتوقعه وينتظره
كان حينها يجلس على مكتبه ويعمل على الأجزاء الأخيرة من رسالته
رن الهاتف ابتسم وهو يرى اسمها
رد بهدوء خبيث: أهلا باكينام.. أوعي تكوني بتحلمي كمان
باكينام كحت بحرج.. ولكنها تماسكت بسرعة وهي ترد ببرود: زريف أوي
ثم أردفت: فيه ناس جابوا لك كتب
يوسف بنبرة مدرسة: مين؟؟
باكينام بهدوء تشتعل تحته: وحدة ست
يوسف يبتسم: حلوة وإلا وحشه؟؟
باكينام بصدمة: نعم؟؟
يوسف يكاد ينفجر ضاحكا ولكنه يرد بتماسك هادئ: بسألك حلوة وإلا وحشة؟؟
أصل مراتي عاوزاني أطلئها والواحد لازم يضمن مستئبله
باكينام تكاد أسنانها تتكسر من رصها عليها: حلوة.. حلوة آوي
ثم لم تستطع .. لم تستطع
انفجرت: عاوز تتجوز وأنا لسه على زمتك..
وبتئولها ئدامي كمان؟!!
يائليل الأدب.. يا بتاع النسوان.. يا بصباص
حينها انفجر يوسف ضاحكا: بتغيري..؟؟ صح
عارفة يا باكي اللفة الطويلة اللي عملتها تستاهل تعب التفكير والاتصالات
لما تبئى حنان ترجع تزورك سلمي لي عليها
عشان أنا النهاردة اتصلت بجوزها وئلت له يخليها تودي الكتب عندك
ومالحئتش أئول له يسلم عليها
باكينام تكاد تبكي حرجا وهي تكتشف كيف سخر يوسف بها ومنها
أغلقت الهاتف
وهي تبكي بدموع القهر
تود أن تمزقه بأسنانه لو كان أمامها
دائما يعرف كيف يسخر منها!!
حتى وهو يشعل غيرتها كان يسخر منها!!
أي رجل هذا!!
أي رجل!!
#أنفاس_قطر#
.
.
.
.
|