لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (5) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-07-09, 07:59 AM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 71
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح العمق الإنساني اللامتناهي.. صباح راكان وموضي وجزءهما الخاص بهما
قبل الجزء ثرثرة صغيرة
أمي فديتها.. الله يخلي لكم أمهاتكم ويطول في أعمارهم
ويرحم من ارتحلت منهم رحمة واسعة ويسكنها فسيح جناته
حبست أخواني هالصيفية.. المساكين ماراحوا مكان ولا طلعوا من الدوحة
والسبب أنا
لأنه أمي تخاف تسافر مكان وأنا أتعب أو أولد وهي موب موجودة
حتى الشاليهات مارضت تروح.. تخاف تطلع برا الدوحة وتخليني
فديت روحها ياناس
الحين السموحة منكم يا نبضات قلبي..والله إني خجلانة منكم
بس غصبا عني
أنا بأروح معهم الشاليهات.. عشان أمي ترتاح
أخواني وخواتي يكسرون الخاطر
باقي يسوون فيلم هندي ويمطرون دموع من الزهق
فارتاحوا انتو مني.. وموعدنا الجاي إن شاء الله مساء يوم الأربعاء الساعة 10 مساء على خير
لأنه رجعتنا بتكون الأربعاء إن شاء الله
وبأعوضكم إن شاء الله ببارت طويل
والغوالي اللي يشتكون من موعد البارت.. لما أرجع نتفاهم إن شاء الله
.
.
ويا الله استلموا بارت راكان وموضي
أتمنى يعجبكم
وترا خصوصية بارتهم مستمرة لين البارت الجاي على خير
وأشوفكم على خير... وبتوحشوني كثير والله العظيم
.
البارت81
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.


لأن هذا الجزء خاص وعميق وقريب من قلبي
فهو من طالبني أن يكون هدية لصديقات خاصات.. عميقات.. وقريبات من قلبي
أربع صديقات من أيام بعد الغياب حتى أسى الهجران ومابعدها إن شاء الله
كن من أوائل من ساندني.. ومازلن يغمرنني بعبق صداقتهن ومساندتهن واختلافهن
لا أعلم أن كن هذه الأيام مستمرات بالقراءة اليومية
أو أن مشاغل الصيف والسفر أخذتهن في دواماتها
في هذا الإهداء أرسل لهن تحية حيث حلت ركابهن
وأقول لهن: في أعمق نقطة في القلب أنتن
إلى الصديقات الأروع والنابضات بين جوانحي
وجه الصباح.. بوسي.. شبيهة القمر.. ميثان
أهدي هذا الجزء وكذلك أهديهن تكملته في الجزء القادم إن شاء الله
.
.

أسى الهجران/ الجزء الحادي والثمانون
سيارة راكان التي تخرج من الدوحة متجهة لطريق سلوى
استحكم الصمت بين الطرفين منذ انطلاق السيارة
ومشاعر غامضة عميقة يحوطها ستار حديدي من احترام وتبجيل تكبل راكبي السيارة تجاه بعضهما
السيارة تنطلق في عتمة الليل وظلامه
ليبدآن سويا حياة تبدو معتمة غير معروفة التفاصيل
كلا الطرفين إنسان رائع مفعم بالإنسانية بكل معناها الحقيقي
نذر نفسه لسواه.. ولم يعش يوما لنفسه
بددا سعادتهما من أجل سعادة الآخرين
كان اهتمامهما بنفسيهما في ذيل أولويات كل منهما
كل شيء كان يأتي أولا
ليأتي راكان وموضي في آخر القائمة
قلة من البشر من تعرف هذا النوع من الإيثار النادر
الذي يستجلب إلى عمق الروح نوعا مختلفا من السعادة مقرون بعمق إنساني متجذر في الحنايا
{ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}
راكان ضحى بحبه وسعادته ليكفل أيتاما ويحفظ سمعة والدتهم
وموضي ضحت بسعادتها لتحفظ تماسك عائلتها وتحافظ على مشاعر عمتها وخالها
وشفقة بحمد المريض الذي رجت أن صبرها عليه سيدفعه يوما للعلاج
وهاهما المثقلان بالأسى الدنيوي والعظمة الإنسانية
ينطلقان ليبدآن حياتهما سويا
حياة مجهولة
لا يعرفان حتى كيف سيكون شكلهما وتعاملهما في إطار هذا الزواج الصوري أمام أعين أهلهما
كلاهما يحمل للآخر مشاعر احترام عميق.. ومشاعر ود دافئة هي أقرب للود الأخوي
ولكن هل تكفي هذه المشاعر الرسمية لاستمرار حياتهما معا؟!!!
قد يكون الاحترام أحيانا أقوى من الحب
وعشرات من الزواجات الناجحة قامت على احترام متبادل قد يخلو من الحب كما يُفهم بمعناه المشتعل بالشوق والولع
السكينة.. الرحمة.. الود.. التقدير.. الاحتياج... مصطلحات قد تفي بمتطلبات حياة زوجية ناجحة
ولكن هل هذه المصطلحات تكفي راكان وموضي وقلبيهما المشبعين بالأسى؟!!
ظل الصمت شعار الزوجين الجديدين طوال المئة كيلومتر الأولى الفاصلة بين الدوحة ومنفذ (أبو سمرة) الحدودي
كلاهما غارق في أفكاره الخاصة
نقاشات بسيطة في المركزين الحدودين
ثم حينما تجاوزا سلوى لأول طريق الإمارات
همست موضي بخجل:
راكان أقدر أشيل نقابي وشيلتي .. أبي أفك شعري
الساعة الحين وحدة الليل والطريق مغدر وماحد يشوفني
ورأسي يوجعني من الشباصات اللي فيه
شعور ما.. شعور غامض انتاب راكان
هل يرى وجهها أخيرا؟؟
لا ينكر أنه في لندن تمنى أمنيات غير مفهومة أن يفاجئها يوما بدون نقاب
ليرى كيف أصبح وجهها الذي لم يرَ تقاطيعه منذ كانت في الخامسة عشرة
وفي ذات الوقت شعر بالتوجس الغريب وهو يتمنى ألا يراه
فمهما يكن.. فذاك الوجه الفتي كان الوجه الوحيد الذي سكن أحلامه
مازال كل تفصيل من تفاصيل تلك الصبية المراهقة محفورا في أعماقه
فتلك الصبية هي كل مابقي له من أحلام صبا اندثر.. وتمنيات عاشق عشق ولم يطل
لأن موضي الصبية كانت له.. ولكن موضي المرأة لم تكن له
وإن كان انتزع موضي زوجة حمد من قلبه
فذكرى موضي المراهقة بقيت تسكن ديوان شعر مغبر اصفرت أوراقه
ولكن أيام لندن مرت دون أن يراها
وتمنياته وتوجسه.. أمنياته وأمنياته المضادة.. تؤجل حتى اليوم
همس لها راكان بهدوء عميق لا يكشف مايدور بتفكيره:
براحتش
موضي بدأت بفك شيلتها ونقابها
راكان شعر أن حركتها ألهته عن الطريق وهو يسترق النظرات لحركات أناملها التي تتحرك بتوتر وخجل.. ورشاقة ناعمة
فكت نقابها وطوته بجوارها
ثم أنزلت شيلتها على كتفيها
وهي تفك شعرها الذي ألمتها المشابك فيه.. فهو كان مرفوعا في شنيون غير معقد للخلف في لفات ناعمة دون تشابك
انهت مهمتها وهي تنثر شعرها على كتفيها بعفوية وتدلك فروة رأسها
راكان كان عاجزا رؤيتها بشكل واضح بسبب عتمة الطريق
ولكنه لاحظ بوضوح انثيال شعرها الكثيف على كتفيها
شعر بألم غير مفهوم
وكأن كل هذا كثير.. كثير عليه
همس لها بهدوء: موضي لفي شعرش وألبسي شيلتش
كره أن عينا ما خائنة متطفلة قد تلمح شبح شعرها يغفو على كتفيها
ليس شعورا خاصا بقدر ما هو إحساس بالتملك ربما!!!
موضي شعرت بالحرج وهي تجمع شعرها وتدخله تحت شيلتها
وتلف شيلتها حول وجهها الذي مازال لم يرَ تفاصيله بعد
شعر بحرجها ..فحاول تغيير الجو المشحون حولهما
سألها بمودة: تسمعين شيلات؟؟ (الشيلة: قصيدة تُجر بالصوت فقط دون أي نوع من الموسيقى)
ابتسمت: أكيد
أدخل قرصه المرن الـ CD المفضل
كانت شيلة (الله يسامحني) لتركي الميزاني بصوته العذب تتعالى بشجن عال
كان راكان يبحر في عالمه الخاص وهو يردد القصيدة مع الميزاني بصوت خافت وهو لا يعلم لماذا اختار هذه القصيدة الموجعة الرائعة بالذات
همست موضي بعذوبة تلقائية: تعرف تشيل؟؟
فأجابها بتلقائية مشابهة: أعرف
موضي بخجل: أنا أمزح
اعتقدت أنه يسخر من سؤالها
فهي لم تسمع مطلقا أن راكان يعرف لجر القصائد
ولا تتخيل أن راكان بمكانته ورزانته قد يجر القصائد أمام أحد
راكان أجابها بإبتسامة: وأنا أتكلم جد
موضي هزت كتفيها بتعجب: عمري ماسمعت إنك تجر قصايد أو تشيل
ابتسم راكان: أخيش مشعل هو جمهوري الوحيد
ماعمري جريت قدام أحد.. ولا أحد يعرف
زين شكلي والشيبان يقولون: ياراكان جر لنا شيلة.. وأنا قاعد في المجلس وسط الرياجيل!!!
لا والله ولا عمرها بتصير إن شاء الله
شعرت موضي بشجن عميق أنه يأتمنها بهذه السرعة على سر لا يعرفه حتى أشقائه
وراكان لا يعرف ما الذي دفعه لاخبارها بشيء لا يعرفه أحد عنه
ولكن في أعماقه كان يحضر خاطر يقول: إذا كانت حفظت سر زواجي
الذي لا أعلم حتى الآن كيف علمت فيه
فهي لكل أسراري أحفظ
موضي ابتسمت: فعلا ما أتخيل شكلك تجر وسط المجلس بهيبتك اللي تخوف
راكان بعمق: تشوفيني أخوف يا موضي؟؟
انتفضت موضي للسؤال المباغت ولكنها أجابت برقة: هيبتك تجبر على إلتزام الحدود
وأجمل أنواع الخوف اللي يكون مصدره الاحترام مهوب التخويف
ابتسم راكان: حكيمة يعني؟؟
ابتسمت موضي: بس ما أدعي
كان راكان يحاول لسبب يجهله اصطياد شيئا من ملامحها فلا يفلح
خيال انحناء أنفها.. حركة شفتيها هو كل ما استطاع أن يلمحه في خضم من الضبابية
حاول التلهي عن تفكيره هذا وهو يعود للابتسام ويهمس: وصاحب الهيبة والاحترام يقول تحبين تسمعين نفس الشلة بصوته؟!!
شعرت موضي بألم حاد ورائع وهو يحاول إدخالها في حدوده التي هي تهابها
وتوجس أكبر لما بعد دخول هذه الحدود
فهذا الرجل تحمل له من الاحترام الكثير.. الكثير
ورحلتهما إلى لندن عرّفتها عليه عن قرب.. كل مافيه يدفع لسيل كاسح من الاحترام والتقدير
تفكيره.. كلامه.. تصرفاته... وحتى صمته!!!
أجابته بخجل: براحتك
بدأ راكان بجر قصيدة (الله يسامحني) بطريقته الخاصة..
وبعمق صوته الممتلئ بعبق الرجولة.. والمؤلم حقا هو مضمون القصيدة ذاتها:
الله ولا الهاجس اللي ما يريحني
اسهر عيوني وعناني وعنيته
أحاول أخفيه مير الحزن يفضحني
متمركز(ن) بالحشا كن الحشا بيته
ياللي تعاتب غموضي لا توضحني
ما باقي في الخفوق إلاَّ تناهيته
أصافح الهم قبل إنه يصافحني
وأحب خشمه وأردد في الخفا ليته
ليته قبل لا تزل خطاي ينصحني
وإلا يريّح خفوقي من عفاريته
والغالي اللي عليه الشوق ذابحني
أقفى به الوقت ما جاني ولا جيته
يا سيد الغيد قبل أقول لك بحني
بخبرك عن كلام (ن) عنك خفيته
تدري وش أكبر خطاي الله يسامحني؟
اقفايتي عنك وأنت اللي تمنيته
وهذا هو اللي معذبني وجارحني
أقول ابنساه وأنا ما تناسيته
موضي أبحرت مع صوته في عالم آخر.. آخر.. عنفوان صوته وجبروته ورجولته وحنانه
لصوته فضاءات من شجن شاسع..
وآفاق من وجع مستشرٍ
ومساحات من رجولة رحبة
وامتدادات من جبروت حنون لا يشبه أحدا سواه...
انتهى راكان من الشيلة وموضي صامتة
ابتسم: شكله الجمهور غير راضي وبننحذف بالطماط
موضي انتفضت بعنف لأنه أخرجها من صومعة إحساسها الخيالي بصوته..
وإحساسها الأعمق بما هو خلف الصوت.. مضمون القصيدة وإيحاءات صوته بتغير المعاني..
ولكنها ابتسمت وهي تهمس بصدق شفاف: والله الجمهور مبهور ووده يصفق ويرميك بالورد
ثم أردفت وهي تسأل بحرج عما شعرت أنه يرشح من خلف الصوت:
لو سألتك سؤال خاص ما تزعل مني؟؟
راكان بهدوء راقٍ: إسألي.. ولا عمرش يوم تستأذنين يا موضي قبل السؤال
موضي بعمق: أنت حبيت قبل يا راكان؟؟
راكان بوغت تماما.. المباغتة قلبت كيانه!!
تنفس بعمق ثم همس ويداه مثبتتان على المقود: وأيش اللي خلاش تسألين؟؟
موضي بحرج: شيلتك للقصيدة كنت حاسة إنك قاصد كل حرف فيها خصوصا البيت اللي يقول:
تدري وش أكبر خطاي الله يسامحني؟
اقفايتي عنك وأنت اللي تمنيته
حسيت إنه طالع من قلبك جد.. وفيه رنة حزن توجع
راكان صمت كان مبهوتا..مصعوقا.. للمرة الأولى يكون مرتبكا
(مازلنا في الساعات الأولى من زواجنا الفعلي وبدأت بدك حصون كل أسراري الدفينة)
كيف علمت أنه شعر فعلا أن أكبر ذنوبه هو تركها لحمد
وكيف شعر بعظم هذا الذنب حين علم بضرب حمد لها
مازال يتذكر حين جلس على حاجز الكورنيش الحجري ذلك اليوم يمزقه ألمه عليها
وهو يرجوها أن تسامحه.. لأنه كان سببا لمأساتها حين تركها لحمد
الذي لم يحترم جسد حبيبته السابقة وروحها فمزقهما ضربا وإهانة
كثيرا ما سُئل راكان هذا السؤال.. (هل أحببت أو تحب؟؟) كرد فعل على رفضه القاطع للزواج
وأكثر من كان يسأله مشعل ومشعل
ولكنه كان يرفض أن يجيب ..
ولكن مع سؤال موضي له وجد نفسه يهمس كأنه يحادث نفسه: حبيت ولا طلت.. راحت حبيبتي علي
موضي شعرت بألم غريب..غريب وعميق
لم يكن ألم غيرة ولكنه ألم مساندة.. أن هذا الرجل العظيم المتفاني حين أحب لم يستطع أن يسعد بحبه
همست موضي بابتسامة رقيقة: أكيد إنها الخسرانة
راكان يهز كتفيه: ويمكن أنا الخسران
موضي بعمق: مستحيل.. أي مره خسرتك وخسرت حبك أكيد هي الخسرانة
صمت راكان بدا له الموقف أكبر من كل الكلمات..
نعم قد يكون الحب انتهى من قلبه.. ولكنه كان حبا كبيرا بقيت له ذكرى عظيمة مازالت تتغلغل في ثنايا الروح..
وللذكريات سحر لا ينفذ.. وحضور لا ينتهي
قد تتلاشى الأجساد وحتى الأرواح.. وتبقى الذكرى باقية في كل الأمكنة المشبعة بما يستحضرها
كانت موضي من همست: وباقي لها في قلبك مشاعر؟؟
راكان بصدق: باقي لها الذكرى الحلوة وبس
بعدها الحب كله اندفن ولا عاد له قيمة
موضي بتلقائية هزت راكان بعنف: ياحظها اللي قدرت على قلبك حتى لو مابقى لها إلا مجرد الذكرى
كفاية إنها ذكرى في قلب راكان
وبداخلها كانت تردد:
(أي أنثى تلك التي استطالت إلى هامتك الرفيعة؟!!
أي أنثى تلك التي أسعدتها الأقدار بانتزاع قلبك؟!!
أي أنثى هذه التي استطاعت أن تروض مشاعرك لتمتلكها؟!!
حتى وإن كان لم يبقَ لها إلا الذكرى
فتكفيها هذه الذكرى
يكفيها فخرا أن تكون حب راكان الوحيد
ليتني أستطيع أن أتجرأ أن أساله عنها
أتمنى أن أراها
أتعرف عليها
أشبع عيني نظرا إلى هذه الأنثى الاستثنائية التي استطاعت تطويع قلب هذا الرجل الاستثنائي)
ابتسم راكان رغم تأثره العميق: ما تشوفين إنش معطيتني أكبر من حجمي؟؟
ابتسمت موضي: وماتشوف إنك متواضع زيادة عن اللزوم؟؟
راكان يتجه بالحديث لمنحنٍ أكثر خطورة: تحبين تسمعين وحدة من قصايدي فيها؟؟
"هل تعبث بالنار يا راكان؟!!
إلى أين ستقودك مغامرتك الخطيرة هذه؟!!!"
موضي ابتسمت: وحدة؟؟
ليه أنت كم وحدة كاتب لها؟؟
راكان بابتسامة شاسعة وهو يتكلم معها بإريحية: كاتب لها ديوان كامل
موضي بهمس: ياحظها..شكلها أكثر نساء العالم حظ...سمعني وحدة على ذوقك
راكان بدأ بجر قصيدة من قصائده فيها
ولكنه اختار قصيدة بدون ذكر اسمها فيها
لأن كثيرا من قصائده الأخرى اسم موضي منصوص فيها
كان شيئا غريبا وإحساسا أغرب
أن يلقي قصيدة أمام ملهمته في القصيدة.. أن تسمع القصيدة من كُتبت فيها.. دون أن تعلم أنها المقصودة
وحتى وإن كان كلاهما ..المعشوقة والقصيدة.. مابقي منهما إلا الذكرى
موضي كانت مذهولة تماما
توقعت حين قال لها أنه يقول الشعر.. أن يكون شعرا بسيطا للتعبير عن مشاعر وقتية
ولكنها صُدمت أنه كان شاعرا ومجيدا.. وشعره مشبع بأحاسيس عميقة
شعرت أن قصيدته تصب في عمق نقطة مجهولة من قلبها المنحور وجعا
همست موضي بعد أن انتهى تحليقها مع القصيدة: كنت تحبها ذا الحب كله؟؟
راكان بهدوء: هذا أنتي قلتيها.. كنت
كنت أحبها
(كنت تحبها؟؟!! كنت!!
كم هي موجعة هذه الكلمة
لِـمَ مثلك يحب ولا ينال حبه؟!!
ومثلي لا يعرف للحب لونا أو نكهة؟!!)
موضي باستغراب: تدري أول مرة أدري إنك تكتب شعر لا وبذا المستوى العالي
يظهر إن الليلة ليلة المفاجآت.. وأنت رجل المواهب المتعددة
راكان بهمس هادئ: قلة اللي يدرون إن أكتب شعر
موضي بابتسامة: يعني أفتخر إني وحدة من ذا القلة
راكان بنبرة خاصة: انتي كنتي من أقل القلة اللي عرفوا بأمر أخطر.. زواجي من مرت محمد
موضي صمتت
وراكان يستكمل حديثه: يا ترى أقدر أعرف أشلون عرفتي
ولو مابغيتي تقولين براحتش
موضي هزت كتفيها وابتسمت: عادي وليش ما أقول لك
أنا شلت السر هذا وحفظته فوق سبع سنين..
راكان باستغراب: يعني من أول ما تزوجت
موضي بتأثر بالغ: وما تتخيل أشلون كنت خايفة عليك إنه حد يدري
كنت أعرف إنه أهلنا مستحيل يتفهمون تصرفك ..
وخفت إن قصة عمي سلطان ترجع تكرر معك...
ويا الله اللي سويته خلاك تكبر في عيني أكثر مع أنك طول عمرك كبير
بس معرفتي للموضوع خلتني أحس إن عظمتك وشهامتك مالهم حد
حسيت إني فخورة فيك فعلا.. وأفتخر أنه في عروقنا يمشي نفس الدم
شعر راكان بألم عميق.. عميق.. لا حدود لتجذره في روحه
هو أبى أن يخدعها بإخفاءه خبر زواجه عنها لذا تركها تذهب لحمد
بينما هي كانت تعرف بخبر زواجه فعلا
أي ظلم فادح ظلمه لنفسه وظلمه لها؟!!
وتأثر بعمق أنها فكرت فيه هذا التفكير المشبع اهتماما ومؤازرة..
و شاركته في خوفه الأعظم..
أن تتكرر مأساة عمه سلطان معه
(أي قلب شاسع تحملين؟!!
وأي حاسة مرهفة تتمتعين بها؟!
الإنسانية في حضورك محض شبح باهت
كيف تظهر أمام رهان عظيم للإنسانية تمثلينه؟!!
هأنا أكتشفك كأنسان أفتخر بمعرفتي له
بعد أن فقدت اهتمامي بكل عالم الإناث
بعد أن فقدتكِ أنتِ كأنثى)
خطر لراكان خاطر ما.. خاطر ماعاد له معنى.. ولكن هي حاجة في النفس
همس لها: موضي لو كنت خطبتش وقتها وأنتي عارفة إني متزوج
كنتي توافقين علي؟؟
موضي شعرت أن صاعقة نارية شطرتها نصفين ولكنها ردت بثقة:
اللي تردك تكون مجنونة
راكان بهدوء: أنا ماسألت بشكل عام ..أنا أسألش أنت
موضي بحزن عميق: أنت وقتها مثل ما أنت الحين.. شيء فوق أحلامي
لكن وقتها وبصراحة.. لا طبعا كان مستحيل أرفضك
مالي وجه أصلا أرفض.. مين يجيها راكان وترفض
لكن لو كان الأمر بيدي.. أنقي لك أحسن بنت في الدوحة
راكان شعر أن الحزن بقلبه يتجذر يتجذر ويتجذر.. يشعر أنه أضاع أجمل أحلامه وبدد سعادته دون سبب فعلي
فهي كان لديها استعداد أن توافق عليه مع معرفتها بزواجه
بل كانت فخورة به وترى في زواجه عظمة وشهامة
ولكن ماعاد للندم معنى
فما مضى مضى.. وهذا هو ما كتبه الله له
همس لها بهدوء: موضي للمرة الأخيرة أسمح لش تقللين من نفسش قدامي
وأظني إني قلت لش قبل سالفة أتزوج أو ما أتزوج ما أبيش تفتحينها
موضي بألم: والله راكان حرام تضيع شبابك هدر
خل نشوف لك وحدة تستاهلك
راكان بنبرة غضب: موضي لا تخليني أعصب
أنا نادرا جدا جدا ما أعصب لكن ينطبق علي احذر الحليم إذا غضب
الله لا يوريش زعلي.. بتمنين عمرش ما شفتيه
موضي بارتباك: ما أقصد راكان
راكان يعود لهدوءه: خلاص خليني من موضوع الزواج الثالث ونرجع للأول أشلون عرفتي؟؟
مضي كانت على وشك إخباره بالحكاية ولكنها رأت شيئا أمامها فصرخت:
أرانب
راكان باستغراب: وشو؟؟
موضي بجذل حماسي: شفت أرانب على الشارع.. تبي توقف؟؟
راكان بحماس: نتنور؟؟ تعرفين؟؟
موضي بحماس مشابه: أفا عليك.. أنا اللي أعرف
(التنور: الصيد بالإضاءة)
راكان لف سيارته ودخل بها إلى المنطقة الصحراوية الموزاية للشارع
حيث رأت موضي الأرانب تفر
الصيد من الهوايات التي تنغرس بعمق في روح هاويها
وكثير من الصيادين قد يصطاد ويعاود إطلاق ما اصطاده
لأن هدفه ليس تجميع الفرائس ولكن الاستمتاع بالمطاردة المركزة
وهذا ماخطر ببال راكان
يتسليان قليلا بمطاردة الأرانب.. ولو اصطاد شيئا سيعاود إطلاقه
وفي هذا تشارك عميق لهما في هوايته التي يحبها
راكان أوقف السيارة
ووجه إنارتها للجحور ونزل
موضي نزلت خلفه
ولكنها قبل أن تصل إليه سمعته يقول بهدوء ساكن وأمر حاد:
موضي ارجعي السيارة وسكري على روحش
وإياني وإياش تنزلين لو مهما صار لي
نظرت ناحيته برعب متوحش واستغراب عميق
فالمنطقة هذه قد تكثر بها الثعالب
ولكن
ليس الذئاب..
ليس الذئاب...
فمن أين أتى هذا الذئب الضخم المخيف
الذي كان لعابه يسيل بشكل مرعب
وهو يستعد لغرس أنيابه في جسد راكان الأعزل من كل سلاح؟؟!!
#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 29-07-09, 09:01 PM   المشاركة رقم: 72
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وحشتوني.. وحشتوني.. وحشتوني
عساكم ما تفقدون غالي.. والله أني فقدتكم ولكم وحشة مالها حد
الله لا يحرمني منكم ولا من غلاكم على قلبي
.
.

اليوم يا بنات أنا مبسوطة فوق ما تتصورون لأنه فيه بنات يقولون بدوا يصلون القيام من تأثرهم بالرواية
اللهم لك الحمد والشكر
وأدعوا الله لهم بالتثبيت والهداية وسعة العلم
وأدعو لكل خواتي بالهداية
يا نبضات قلبي هناك شيئان يجب ألا تفرطن بهما أبدا
الصلاة والاحتشام فبهما خير الدنيا والآخرة
نسأل الله لنا ولكم الصلاح والمغفرة
.
.
.
ما أبي أطول عليكم بس فيه تساؤلات وطلبات
أولا تطويل البارتات وتخلص الرواية قبل رمضان
هذا أنا أكتب يا نبضات قلبي.. بس وضعي الصحي ماعاد يسمح لي بالكتابة مثل أول.. صايرة أكتب ببطء شديد
وأنا ما أبي أسلق الرواية
أبي أكتبها مثل ما خططت لها بالضبط إن شاء الله
لو خلصت قبل رمضان خير وبركة
لو ماقدرت.. الحي من الحي قريب
ومايصير إلا اللي يرضيكم إن شاء الله
.

فيه اللي سألت عن "التنور" الصيد بالأضاءه؟؟
يا بنات الصيد الفعلي صح (صقور وإلا كلاب) يبي له رحلة ويروحون داخل الصحراء
بس "التنور" في أي مكان
جنب الشارع .. في الصحراء.. جنب الخيام لو كنتو مخيمين
يا كثر ماكنا مع الوالد الله يطول عمره نشوف أرانب وإلا جرابيع تركض تعبر الشارع واحنا مسافرين
على طول نصارخ: نتنور...(مثل ماقال راكان لموضي)
يوقف فينا جنب الشارع وكل واحد بكشافه والوالد بنور السيارة
.

تساؤل ثالث: شامة باكينام؟؟
ما نسيتها ترا.. بس مابعد صار وقتها
.
تساؤل رابع
مريم
ما نسيتها بعد.. مؤجلة شوي ليس إلا
ولها دورها الخاص
.
.
بارت اليوم بارت خاص عندي وماراثوني بيعبر غالبية شخصيات الرواية تقريبا
بالنسبة للقفلة اللي زعلت كثير من الغوالي
أنا والله موب غاوية نكد.. ولا أبي أجيب مصيبة لكل عريس جديد
لكن أنا عندي سبب وجيه لطلعة الذيب والموقف اللي بيصير بعده
هم سببين موب سبب واحد
واحد بتعرفونه هالبارت والثاني بعدين
أردت صناعة مؤثر خاص لموقف مختلف وعميق
انتبهوا للجملة الأخيرة!!!
مؤثر خاص لموقف مختلف وعميق!!
.
الحين استلموا
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
وموعدنا بكرة الساعة 12 منتصف الليل تماما
.
.


أسى الهجران/ الجزء الثاني والثمانون


كانت موضي تنظر برعب حقيقي للمشهد أمامها وقلبها يكاد يقفز من بين جنبيها
كان المشهد أشبه ما يكون بمشهد سينمائي مثير وخصوصا مع إضاءة أنوار السيارة القوية للمشهد
ولكن المأساة أنه كان مشهدا حقيقيا.. ويحصل أمام عينيها

كانا ذئبين وليس واحدا
كلاهما يتحفز للهجوم

الذئب بذكائه المعروف كان يدرس راكان ليجد نقطة الضعف لينقض منها
وراكان تتحفز مشاعره للحد الأقصى ليعرف من أين سيهجم الذئب عليه

الذئب يخشى من لا يخشاه.. ويقتات من رعب الآخرين
لأن الخائف يتوتر ويضعف ويصبح فريسة سهلة له
والذئب كان متيقنا أن راكان ليس خائفا مطلقا منه وراكان يقف أمامه واثقا في وضعية قتالية مستعدة


ولكن الذئب كان لا يشغله شيئا سوي التفكير بكيف يصل إلى راكان
بينما راكان كان مشغولا بشيئين.. الدفاع عن نفسه.. والخوف على موضي
وخوفه عليها كان في أول أولياته
وحينما يتمزق التفكير ويتشتت بين عدة أشياء يقل الانتباه
لذا حينما صرخ راكان في موضي للمرة الثانية: موضي للسيارة بسرعة
انتهز الذئب الفرصة النادرة لتشتت راكان الذي أشعر الذئب نفسه بصعوبة مباغتته
لذا استغل هذه الفرصة وهجم دون تردد وهو يعتلي صدر راكان
وراكان يحاول خنق الذئب بيديه العاريتين
ولكن الذئب أمال رأسه وهو يغرس أنيابه في كتف راكان رغم أن الذئب كان يخطط لغرسها في عنقه
راكان كان يحاول إبعاد رأس الذئب
وهو مازال في محاولته لإبعاده
رأى الذئب يطير بعيدا
وهو يهرول مبتعدا متخبطا ويعوي بألم

راكان وقف مدهوشا وهو يمسك كتفه حيث ينبثق الدم بغزارة
كانت موضي تقف أمامه
وبيدها عصاه الضخمة التي كان هو ذاتها قد نسيها
كانت أنفاسها تعلو وتهبط.. وجهها محمر.. وعيناها ممتلئان بالدموع

كان راكان يفتح عينيه ويغلقهما كما لو كان غشيهما إشعاع أعماه
بدت له موضي كما لو كانت تشع..
تـــشــــع!!!
تشع بكل معنى الكلمة!!!
محاطة بهالة نور غير مفهومة
وهي تبدو كما لو كانت جزءا من لوحة فنية نادرة الوجود ونور السيارة يشع خلفها

حينها رأى وجهها
رآه بوضوح

بدت له وفي عينيه جميلة إلى حد الوجع
عذبة إلى حد الحلم
ناضجة إلى حد الهلوسة

أجمل مما يتذكر وأعذب وأنضج
جميلة كزهرة ربيع ندية متفتحة البتلات
عذبة كنسائم أوائل الشتاء
ناضجة كفاكهة صيف مرتوية ومغلفة بالسكر

بــاخــتـصــار
بدت له كمعجزة مذهلة!!!

موضي ألقت بالعصا وهي تركض ناحيته
وهي تضع يدها فوق يده التي تغطي جرحه وتهتف بقلق عميق وصوتها يختنق:
راكان أنت طيب؟؟

راكان شعر بملمس نعومة يدها فوق يده يختلط بحرارة دمه المتدفق بغزارة
كان إحساسا غريبا.. وعميقا.. وموجعا بشفافية.. موجعا بحق
رد عليها وهو يتماسك: طيب.. عضة بسيطة.. بس أخاف إنه الذيب يكون مسعور لازم أروح أقرب مركز صحي يعطوني 21 إبرة

موضي باستعجال وهي مازالت تضغط على جرحه: أقرب مركز الحين البطحاء.. خلنا نروح

كانت تزيح خصلات شعرها عن وجهها بظهر كفها.. فتلطخ وجهها بقطرات من دمه
كان إحساسا خياليا مشبعا بالشجن وهو يرى تفاصيل وجهها الملطخ من هذا القرب.. وفي هذا الموقف بالذات..
شعر برغبة عارمة أن يقيس كل تفصيل من تفاصيلها بالمسطرة
يتحسس هذه التفاصيل ليتأكد هل هي حقيقية فعلا
لأنه شعر أنه كل مابها أكثر من مثالي.. أكثر من رائع
كل مابها يدفع إلى أقصى درجات الإعجاب حتى التفجر والتشظي والانشطار!!!

راكان يريد أن يهرب من جنون أفكاره التي فسرها بمجرد إعجاب آني.. مجرد إعجاب رجل عابر بامرأة ما
فسألها: أنتي شلون عينتي العجراء؟؟؟

موضي تتنهد قلقا عليه: قلت لنفسي إذا أنت مشعلي أصيل لازم ألاقي تحت سيتك يا عجراء يا ليور

ابتسم راكان رغم ألمه: وأشلون طيرتي الذيب كذا.. لا تكونين كنتي تشتغلين في الصاعقة؟؟

موضي بألم: ولك بال تمزح بعد.. خلنا فيك


موضي حينما صرخ بها راكان لتعود للسيارة رجعت وهي تركض وفي بالها شيء واحد
أن تبحث في السيارة عن آلة دفاع ثقيلة تنفع لإبعاد الذئب
ولأنها تعلم أن والدها ومشعل وفارس وحتى مشعل زوج لطيفة جميعهم يحتفظون بآلات كهذه تحت مقعد السائق
فكانت شبه متأكدة أنها ستجد عند راكان
لذا استخرجتها بسرعة وعادت لراكان وكان الذئب وقتها يغرس أنيابه في كتف راكان
استجمعت موضي كل قوتها لتودعها ضربة قوية وجهتها لرأس الذئب مباشرة
تعلم أنها لن تفلح في قتله.. ولو كان من وجه الضربة راكان مثلا كان سيصرعه مباشرة
ولكن ضربتها كانت قوية كفاية لإخافة الذئب وإبعاده

وصلا للسيارة راكان همس بهدوء يخفي ألمه: العضة في كتفي اليمين.. ويدي اليمين كلها ماني بقادر أحركها
ما أعتقد إني بأقدر أسوق

موضي بثقة: أنا بأسوق.. وتكفى ما تقول لا

راكان باستغراب: تعرفين تسوقين؟؟

موضي بقلق عليه وهما يصلان للسيارة: يعني تبي رفقتي لفارس تطلع على الفاضي.. علمني السواقة والرماية بعد..

راكان يبتسم رغم أن الموقف ليس موقفا للابتسام: والله منتي بهينة يا موضي اللي قدرتي على فارس مع شدته وخليتيه يعلمش

موضي تذوب قلقا: خلنا من فارس...تكفى راكان خلني أوديك المركز

راكان بقلق: يا بنت الحلال.. حن في السعودية.. أشلون لو شافنا حد وأنتي تسوقين

موضي برجاء عميق: ماحد بشايفني
الحين الدنيا ليل وماحد بشايفنا
وإذا وصلنا للمركز ونزلنا قل إنك أنت اللي كنت تسوق

راكان وهو يتجه للباب المجاور للسائق: خلاص يا بنت الحلال.. توكلي على الله.. أنتي سواقنا اليوم



*********************



قبل ذلك
بيت عبدالله بن مشعل

جميع الضيوف غادروا
مشاعل كانت تصعد لغرفتها
تريد تبديل ملابسها.. صلاة قيامها والنوم
فهي كانت مرهقة بشدة

رن هاتفها
تنهدت وهي تتذكر.. فهي كانت قد نسيت ناصر وطلبه

ردت بخجل: هلا ناصر

ناصر بمرح: هلا والله بصادقة الوعد

مشاعل تبتسم: لا تكذب علي... ما وعدتك بشيء

ناصر بعمق: بس أنا وعدت روحي.. وأنا وأنتي واحد
وأنا قاعد الحين على الكراسي في الحديقة.. انزلي لي

مشاعل بصدمة: أنت مجنون.. وش تبي هلي يقولون علي؟؟.. حركات مراهقة

ناصر يبتسم: والله العظيم توني أستأذنت عمي.. خليتيني مثل طلاب المدارس
وكنش خطيبتي مهوب مرتي

مشاعل بتردد: زين بأنزل.. بس بشرط

ناصر بحنان: تشرطي مثل ما تبين ياقلب ناصر

مشاعل بخجل: تلزم حدودك.. وماتسوي مثل آخر مرة شفتك فيها

ناصر برجاء: قلبي مشاعل لا تصيرين صكة

مشاعل بحزن: الحين أنا كنت عندك في بيتك وماباقي إلا أرمي نفسي عليك
وأنت قرفان مني
الحين في بيت هلي تبي تحرجني؟!!

ناصر بحزن مشابه: خلاص يا قلبي.. أبي أشوفش بس.. مشتاق لش
وماني بمسوي شي.. وعد



**************************



مركز البطحاء الصحي
قبل أذان الفجر
غرفة الاستراحة

تم تنظيف جرح راكان وتضميده
كما تم إعطائه 21 إبرة مضادة للسعار.. خوفا أن يكون الذئب مسعورا

هاهو يتمدد بصدره العاري والضمادات على كتفه
وهاهي موضي تجلس عند رأسه
وهو يفتح عينا ويغلق الأخرى
همست موضي عند أذنه بحنان: راكان أشرايك أتصل بفارس يجينا؟؟

راكان همس بهدوء مرهق: لا مافيه داعي

موضي بقلق: أنت تعبان.. خلنا نرجع للدوحة

راكان يهمس: ماني بمغير مخططاتي عشان شي مايستاهل.. أنا الحين أحسن
وحن الحين صرنا في البطحاء
والمركز السعودي على بعد دقيقة
بأسوق 5 دقايق لين الغويفات المركز الإماراتي
وبأخلي سيارتي هناك.. وبنأخذ تكسي لدبي
وهناك بنستخدم التكاسي .. وكلها يومين وأكون تمام
بس الحين جيبي لي ثوب من شنطتي من السيارة ولا عليش أمر
بدل ثوبي اللي تشقق



***********************



حديقة بيت عبدالله بن مشعل
بعد منتصف الليل

ناصر يجلس على أحد المقاعد التي كانت معدة لاحتفال العشاء
ومشاعل كانت تقترب بتردد وارتباك

مشاعل لم تكن مرتاحة مطلقا لهذه التصرفات التي باتت تشعرها بالحرج من أهلها
فلا هي بالغاضبة منه.. ولا هي من عادت معه
ووالدها مازال معتصما بالصمت.. حتى لا تشعر أنه متضايق منها
وتفكير عبدالله يتجه إلى أن ربما مشاعل هي من تريد البقاء عند أمها
لأنه يرى أن ناصر يأتي لزيارتها وهاهو الليلة يستأذنه لهذه الزيارة
لذا قرر أن يمنحهم عدة أيام قبل أن يتدخل لحل المشكلة هو ومحمد الذي لاحظ هو أيضا
بل تجاوز الملاحظة للغضب وهو يعنّف ناصر الليلة بعد عشاء زواج راكان:
ناصر ما تشوف أنك مسختها... لمتى ومرتك عند أهلها؟؟

ناصر انتفض من المباغتة غير المتوقعة: مشاعل تعبانة شوي وتبي ترتاح عند أمها

محمد بنبرة غضب: والله البارحة شايفها عند أمي ومافيها إلا العافية
رد مرتك ياولد.. وبلاها حركات دلع النسوان اللي مالها معنى
ولا تصير كمخة ومرتك تمشي شورها عليك...
بنت عمك لها القدر والحشيمة والغلا.. بس لا تخليها تقلل من قدرك أنت


ناصر تضايق بالفعل أن يكون هو سبب المشكلة ويتجه الاتهام لمشاعل
برأسه تفكير معين يتمنى أن توافقه مشاعل عليه


مشاعل وصلت بخطواتها الرقيقة المترددة وناصر غارق في أفكاره
وصلت وهو مازال غير منتبه.. همست برقة: نحن هنا

ناصر انتفض ثم ابتسم وهو يمعن النظر في طلتها الملائكية والمثيرة في آن
فستانها بلونه الأزرق الملكي مع الدانتيل الفضي
شعرها المجعد.. ظلالها الدخانية.. ثم شفتيها الملونتين بأحمر شفاة زهري فاتح يتلألأ برونق خاص

ابتسم ناصر: هلا والله في ذمتي باللي هنا..
وهنا ( قالها وهو يشير إلى قلبه)
وش هالزين؟؟!! خليتي لباقي الحريم شيء من الزين؟!!
ثم أردف: عادي أقول لش اقعدي جنبي وإلا يدخل ضمن الاتفاق؟؟

مشاعل توجهت لكرسي يبعد عنه بمسافة كرسي وجلست وهي تبتسم:
نعم... يدخل ضمن الاتفاق..

ناصر ابتسم: زين ما فشلت روحي.. كنت أبيش تجلسين في حضني أصلا

مشاعل كحت من الحرج بشكل فعلي وهي تقول بحرج: ناصر تحشم.. وش اتفقنا عليه؟؟

ناصر بخبث عميق: بس ما اتفقنا تكونين حلوة كذا.. أنا ما استحمل
تبين أتحشم طاوعيني في اللي أقوله لش.. لأنه الشيبة العود غسل شراعي اليوم.. ويقول إنش مشيتيني على شورش
فأنا عندي راي..

مشاعل بحذر: راي وشو؟؟؟ وش ذا الكلام اللي عمي يقوله؟؟ أنا اللي مشيتك على شوري؟!!




*************************



واشنطن دي سي
شقة مشعل


باب الشقة ينفتح
وهيا ومشعل يدخلان

هيا تدخل وتلقي بنفسها جالسة على الأريكة
ومشعل يُدخل الحقائب التي كان حارس البناية يصفها عند الباب من الخارج
حتى انتهى
أغلق الباب ثم جلس جوار هيا وهو يضع ذراعه على كتفيها ويهمس لها بحنان:
تعبانة ياقلبي؟؟

هيا وضعت رأسها على كتفه وهمست باختناق: مشتاقة لهلي

احتضنها مشعل وهمس بتأثر: فديت المشتاقين يا ناس
خلاص يا بنت الحلال مشتاقة رجعتش الدوحة

رفعت هيا رأسها: واخليك ترجع بروحك
لا والله.. ولا تحاول.. أنا دارية تبي تخلص مني

مشعل وقف ليدخل الحقائب وهو يقول باهتمام:أنا حانش بس..
اسمعيني زين ..لا تسوين أي شيء
أنا بأتصل الحين في مكتب الخدم.. يرسلون لنا وحدة تنظف وتساعدش في الشناط

هيا برفض: مافيه داعي حبيبي

مشعل بحزم: لا حبيبتي أنتي مهوب مثل اول.. تبين تشتغلين في البيت بعد؟؟
كفاية عليش الحمل والدراسة
نخليها تجي في النهار تغسل وترتب.. وفي الليل ترجع لبيتها مثل طريقتهم هنا

هيا نهضت وهي تقول بحب: جعلني ما أذوق حزنك يا قلبي

ثم أردفت: خلني أتصل في باكينام.. أشوف أخبار العروس



***********************



دبي
الصباح
فندق الماريوت/ شارع أبي بكر الصديق

راكان وموضي يصلان جناحهما الضخم.. ورغم ضخامته ولكنه ليس مفصولا بحواجز أو أبواب
بل مفتوحة أقسامه جميعها على بعضها

الاثنان كانا مستهلكين من الإرهاق والتعب وفي حالة مزرية
كان منظرهما مريبا وهما يدخلان إلى بهو الفندق يترنحان من التعب
ولكنهما لم يكونا يفكران بشيء سوى الاستحمام والنوم

راكان بعد دخولهما للجناح ورؤيته لنظامه: تبين نغير الجناح؟؟

موضي بتعب: مافيه داعي راكان.. والله ما أقدر أتحرك يالله أتسبح وأنام أقوم لصلاة الظهر

راكان بصوت مرهق: أنا أبيش تكونين مرتاحة

موضي تبدأ بخلع نقابها وعباءتها كدليل على اقتناعها بالغرفة رغم أنها غير مقتنعة
ولكنها تعلم فنادق دبي وازدحامها
وخصوصا أنهما مازالا في فترة عطلة منتصف العام
ويستحيل ان يجد حجزا بديلا
ولا تريد أن تبدو أمام راكان متطلبة أو مهزوزة أو متوترة من تواجدها معه

راكان بدأ بمحاولة خلع ثيابه.. رغم صعوبة المحاولة عليه ولكنه نجح في المهمة بينما موضي كانت مشغولة بفتح حقيبتها التي رتبتها شقيقتاها
استخرجت فوطتها وروبها وبيجامة حريرية وجدتها بصعوبة بين أكداس ملابس شعرت بالصداع وهي تراها وتغلق الحقيبة خوفا أن يراها راكان

ثم ألتفتت له لترى إن كان يحتاج للمساعدة ولكنها وجدته خلع ثوبه
همس لها: تسبحين؟؟

موضي باهتمام: لا أنت أول.. عشان ترتاح

راكان توجه للحمام.. همست موضي بحرج: تبي مساعدة؟؟

راكان بابتسامة: لا مشكورة.. بأعرف اسنع روحي

كان ينظر لها بتمعن
البارحة أعتقد أنه كان يهلوس حين رآها شيئا أشبه بالحلم وظن أن هلوساته ناتجة عن الموقف الغريب الذي وضعا فيه
ولكنه يراها الآن في ضوء النهار ..بوجهها المتعب وبقايا آثار كحل يسكن أهدابها.. ومازال يراها ذات الحلم وبصورة أعمق وأكثر وجعا
ولكنه مقتنع تماما أنه ناتج عن أنها المرة الأولى التي يقترب من امرأة إلى هذه الحد..مجرد سحر وقتي قابل للتبخر والذوبان

موضي قاطعت تأمله وهي تهمس بحرج: راكان تبي أجيب لك شيء؟؟

راكان انتفض ولكنه همس بثبات: لا مشكورة.. بأروح للحمام

موضي باحترام: خلاص بأطلع لك ملابس على ما تخلص



************************



شقة مشعل /واشنطن دي سي
غرفة هيا


باكينام وهيا في الغرفة تتحدثان

هيا بغضب: تدرين إنش مجنونة

باكينام بحزن: هيا ما تعاتبنيش.. اللي إيدو في الميه مش زي اللي إيدو في النار

هيا مستمرة في غضبها: بس أنتي خليتيني في النار
لأنه ولد عمتي هو سبب المشكلة
يعني شنو كان بينقص عليش لو قلتي له الحقيقة
يعني أنتي مرتاحة الحين وهو يشك فيش؟!!

باكينام تبتسم رغم أن عينيها بدأتا تغيمان بالدموع:
مال الإريال عندك مش مزبوط.. الوشوشة عالية أوي
بئيتي تتكلمي زي الدكتور مَشعل تمام.. وهو بيئول لي كل ما يشوفني:
أشلونش؟؟ وكيف حالش؟؟

ابتسمت هيا: مافيه تهربين من السؤال
أنتي عارفة إنه هذا كلام باباتي
وأنا مبسوطة بالرجوع لقواعدي سالمة
خلينا فيش الحين
أنا بأكلم يوسف وأقول له كل شيء
إنه حمد ولد عمتي أنا.. وإنه أنا اللي طلبت منش تزورينه

باكينام بجزع: حلفتك بربنا ما تعمليها
والله لأكون زعلانة منك عمري كله

هيا بحزن: يعني عاجبش حالش كذا.. أنتي ذبلتي مرة وحدة
وأنتي عارفة إنش تحبينه من أيام ما كنتي تظنينه جرسون وتكابرين
الحين يوم صار زوجش.. عاجبش تعذيب النفس ذا؟؟

باكينام بنبرة عميقة: زي ما كنتي بتعزبي نفسك وبتعزبي مشعل وأنتي بتموتي في الأرض اللي بيمشي عليها
الوحدة منا بتشوف مشكلة التانية بسيطة.. بس الإحساس اللي جوا هوا اللي بيدبح
آه أنا بحب يوسف وهأموت عليه كمان..
بس هو ما بيحبنيش.. هو حب فكرة أنو أنا أبئى ليه
وما كنش عندي مانع أكون ليه ولأخر نفس عندي
بس إيه اللي لئيته منو؟؟
شك؟؟.. شك؟؟.. أنا يا هيا.. أنا؟؟
أنا يشك فيني إني بأخونه؟؟
أنتي أكتر وحدة عرفاني.. حتى أئبل ما أتحجب عمري ماكنش ليا أي علائة بشب
هأعملها بعد ما تحجبت وبئيت على زمة راجل
خليه يتحرء بشكه زي ما حرق ئلبي

هيا تتنهد: والحل؟؟ عاجبكم حالكم؟؟

باكينام بحزن عميق: أنا عاوزة أتطلء بس هو مش راضي

هيا تبتسم: أنا وأنتي مجانين.. تذكريني بنفسي لما طلبت الطلاق من مشعل
أطلب الطلاق وأنا ما أبغيه.. ولو كان طاوعني في جنوني
كان جنيت صدق وقتها
والحين يوسف لو طاوع جنانش وطلقش.. ماحد بيندم غيرش

باكينام ببوح عميق مشبع بالوجع: واحشني أوي
والله واحشني
الندل الحقير والله باحبه.. باحبه.. بس هو ما يستاهلش
عاملني زي الحيوانة.. خد مني اللي هو عاوزه وبعدها سابني زي الزبالة اللي الواحد ئرفان منها

أنهت عبارتها الموجعة ثم ارتمت في حضن هيا تنتحب بألم شاسع لا حدود له
هيا احتضنتها وهي تتنهد وتربت على ظهرها
وتشعربألم عميق.. مساندة لبكينام التي لم ترها بهذا الضعف إلا بعد معرفتها بيوسف!!



************************



بيت عبدالله بن مشعل
الصباح الباكر


مشاعل مازالت عاجزة عن النوم من بعد مقابلتها البارحة مع ناصر
تعلم أن الآن وقت نهوضه لعمله.. بودها أن تتصل به لتتأكد إن كان قام لعمله كما كانت تفعل طيلة الأيام الماضية
ولكن ربما كان لم ينم أساسا مثلها.. كما أنها لا تستطيع مواجهته بعد أن استلت ابتسامته برفضها لعرضه الذي عرضه عليها البارحة
شعرت وقتها وحتى الآن بحزن عميق يدمي فؤادها وهي ترى وجهه يكفهر وحاجبيه ينعقدان وهو ينهض دون أن يضيف كلمة واحدة
ليغادرها ويتركها مشبعة بالألم.. والأسى
كانت غارقة في أفكارها التي انتزعها منها رنين هاتفها
التقطت الهاتف تسللت ابتسامة دافئة لوجهها وهي ترى اسمه..
ردت بهمسها الخافت الذي يعذبه: الو

صوته المرح المشبع بالدفء: ليش ما اتصلتي تصحيني كالعادة؟!!

مشاعل بخجل حزين: خفت تكون زعلان عشان اللي صار البارحة

ناصر بنفس النبرة المرحة: وأنا فعلا زعلان.. بس شأسوي؟؟
صوتش صار مثل كوب القهوة.. لو ما سمعته أول ما أصحا.. بيظل رأسي يوجعني

مشاعل ببوح مفاجئ: تدري إنه كل يوم أحبك أكثر من اليوم اللي قبله


ناصر صمت.. كان مبهوتا مصعوقا.. وكلمة (أحبك) تبعثر مشاعره بعنف كاسح
ولكن صمته لم يستمر سوى لحظات وهو يرد عليها بعمق خاص:
وأنا والله العظيم مهوب بس أحبش.. أنا أعشقش.. وأذوب فيش
مشاعري ناحيتش تفجرت بشكل صار يخوفني
أنا مرعوب إني ممكن أصحى يوم وما أصحى على صوتش
ما أصحى على أمل إني بأصحى يوم والاقيش في حضني
خلاص مشاعل يا قلبي.. والله العظيم إني تربيت وتبت.. ارجعي لي
حرام تعذبيني كذا.. لذا الدرجة أهون عليش
وافقي على اقتراحي اللي اقترحته عليش البارحة

مشاعل بألم: جرحك بقلبي بعده طري.. وطردتك لي من بيتك ترن في أذني



**************************



دبي
فندق الماريوت/ جناح راكان موضي

موضي لم تخرج من الحمام حتى نشفت شعرها وفردته بالمجفف الكهربائي
خجلت أن تخرج لراكان بروبها وفوطتها
كما تشعر بالخجل من أن يراها الآن ببيجامتها الحريرية
تنهدت بعمق وهي تخرج
(لازم أتعود عليه
أنا اللي ورطت نفسي في ذا الزواج
على الأقل أحاول ما أحرج راكان وأقيد حريته بذا الخجل
اللي مدري من وين ركبني)

حين خرجت كان راكان يتمدد على الكنبة في غرفة الجلوس
رغم أنها رأته عار الصدر أكثر من مرة اليوم إلا أنها مازالت تشعر بخجل متعاظم من الالتفات ناحيته
همست بدون أن تقترب: راكان أنت نام على السرير
أنا بانام مكانك

راكان بهدوء وهو يسترخي استعدادا للنوم مع شعوره المتزايد بالتعب:
لا موضي أنا بانام هنا.. مكاني مريح بس جيبي لي غطا ولا عليش أمر

موضي أحضرت له الغطاء وهي تتعثر في خطواتها
فردت الغطاء لتغطيه به.. بدأت من قدميه حتى أوصلت الغطاء لكتفه
حينها أمسك راكان بكفها
انتفضت بعنف ويده الضخمة الدافئة تحتوي كفها
همس لها بحنو وتقدير: ما شكرتش اليوم
مشكورة يا موضي مشكورة

ثم أفلت يدها
انتهى التلامس الجسدي ولكن مفعوله الروحي لم ينتهِ بل بدأ بالتعمق
وخصوصا عند موضي
التي كانت دائما تشعر بالرعب من كل لمسة من حمد
ولكنها الآن تشعر بعبق لمسة مختلفة دفعت شيئا من الإحساس بالأمان في روحها

راكان تمنى لو تجاوز احتضان كفها إلى تقبيل أناملها
فهو يشعر بامتنان عميق ناحيتها
وهذه القبلة لو حدثت ليست سوى تعبيرا عن امتنانه لها على طريقة الإزواج.. ليس إلا!!!!!!


موضي توجهت للسرير وهي تحتضن كفها
تمددت وتغطت
وهي مازالت تحتضنها



***************************



الدوحة
بيت مشعل بن محمد
الساعة 11 صباحا


لطيفة تعيد ترتيب ملابس بناتها في غرفتهن والاثنتان بجوارها يساعدنها حينا ويلعبن حينا

رن هاتفها.. التقطت الهاتف وابتسمت: هلا شيخة
لحقتي تشتاقين لي.. توش شايفتني البارحة في عشاء موضي

شيخة بمرح: آه لا تذكريني بموضي.. ماشاء الله عليها البارحة كانت تهبل
تحسرت على وخيي رويشد.. اللي قاعد قدامي بوجهه المصفوق يقطع الخميرة من البيت

لطيفة تضحك: أمحق أخت.. الحمدلله منتي بأختي

شيخة تضحك: ياحظش يصير عندش أخت تنكة عسل.. وكيس سكر.. ودرام شكولاته
كل شيء عندنا احنا المتان راهي وبالكوم

لطيفة تبتسم: زين أنا لاهية الحين.. أرتب.. بأكلمش بعدين

شيخة بمرح: يا أختي حد قال لش ميتة على وجهش.. أنا أصلا ناسيتش
بس شفت رجالش في الجريدة طريتي علي
قلت أكلمش

لطيفة تبتسم: مشعل طالع في الجريدة اليوم؟؟ ماقال لي

شيخة تبتسم: ماشاء الله تبارك الله جعل عيني ماتضره
أطول واحد في كل اللي معه... صدق رزة
وإلا اللي جنبه.. صدق نسوان ماعاد يستحون..
زين كسران خشم ذا العوبا

لطيفة كانت تبتسم مع الشطر الأول من حديث شيخة
ولكن وجهها بدأ يكفهر مع الشطر الثاني

ثم همست بنبرة اعتيادية: خلاص بأشوفها إذا خلصت شغلي

بينما هي كانت تنهي المكالمة وهي تنزل ركضا للأسفل بسرعة
حتى تنظر للجريدة التي لم تتصفحها أصلا

تناولت الجريدة وهي تقفز للملحق الاقتصادي حيث تتوقع وجود صورة مشعل
نظرت لمجموعة الصور الملتقطة في حفل لغرفة التجارة والذي دُعي له غالبية أصحاب الشركات الكبيرة في قطر
كان مشعل يظهر في ثلاث صور مختلفة
وفي كل الصور كانت تقف سيدة أنيقة غاية في الجمال إلى جواره
شعرت لطيفة بغضب غيرة هادر يتصاعد في روحها غصبا عنها وهي تتعرف على صاحبة الصورة
(يعني يا مشعل
مهوب صورة ولا صورتين
في كل الصور لازقة جنبك)

ولكنها حاولت التحكم في أعصابها وهي تتوجه لتتوضأ لصلاة الظهر
حتى تهدئ روحها
فالوضوء يطفيء الغضب كما يطفئ الماء النار
لطيفة بعد أن صلت الظهر ودعت الله مطولا أن يهديها ويلهمها العمل الصائب
قررت ألا تثير موضوعا قد يكون في رأسها هي لوحدها
لأن مشعل خلال الفترة الأخيرة كلها كان لا يتوانى عن إظهار حبه لها
فلا تريد أن تبدو صغيرة العقل ومحدودة التفكير بينما مشعل لم يبدر منه مطلقا ما يضايقها



***********************



مبنى إداري ضخم في أحد شوارع الدوحة الرئيسية
تحمل واجهاته الزجاجية اسم شركة شهيرة


في أضخم غرفة في المبنى.. كانت تستعد للقيام عن المكتب الفخم الذي يقبع في صدر الغرفة الشديدة الفخامة والبالغة الأناقة
فهي كانت تستعد للمغادرة وهي تنظر للمرآة وتعدل عباءتها ولف شيلتها حول وجهها الجميل وترتدي نظارتها الشمسية

سكرتيرتها ترتب مجموعة من الأوراق لتعطيها لها لتراجعها مرؤوستها في البيت
ثم همست باحترام بالغ: مائلتي الي .. أي شركة ننطيها إنشاء المجمع الجديد؟؟
منشان جهز لوراء

ابتسمت ابتسامة شاسعة كشفت عن صف اسنان جذاب: شركة المشعل طبعا

السكرتيرة بلهجة عملية: هني صحيح شركة منيحة وشغلون منيح ومواعيدون بيرفكت.. بس فيه شركات عملت لنا سعر أئل وبنفس المستوى

تناولت حقيبتها لتخرج وهي تهتف بلهجة الأمر التي اعتادتها: قلت شركة المشعل
نفذي بدون نقاش



***************************



تركيا
جزيرة الاميرات في بحر مرمرة بالقرب من أسطنبول


كان فارس والعنود يطوفان الجزيرة الشهيرة على عربة تجرها الخيل.. فهذه الجزيرة لا توجد بها سيارات مطلقا

كان فارس يجري اتصالا مهما والعنود صامتة حتى ينهي اتصاله الذي أثار فضولها

فارس كان ينهي المكالمة بابتسامة شاسعة: الله يبارك فيك.. ومشكور
..................
مع السلامة

العنود تبتسم: فرحني معك

فارس تناول يدها وطبع على ظاهرها قبلة عميقة وهو يهمس بسرور شفاف:
ترقيت يا وجه الخير.. شفتي وجهش أشلون حلو علي
صرت وكيل نيابة أول.. يعني كلها شوي وأصير رئيس نيابة

العنود بفرحة عميقة احتضنت كفه وهمست: مبروك ياقلبي مبروك
تستاهل..

فارس يبتسم: الله يبارك فيش

العنود برجاء حقيقي: وإن شاء الله إنه شغل المشاركة في المداهمات خلص؟؟

فارس بذات الابتسامة الدافئة: أكيد أقل من أول.. وهو على العموم نادر ما يحتاجونا في المداهمات

العنود تبتسم: عقبال ما نخلص منها يارب يا كريم.. زين تبينا نرجع الدوحة؟؟

فارس بهدوء: وليش نرجع.. قرار الترقية طلع وأنا في أجازة.. وبينتظرني لين أرجع



***********************



دبي
جناح راكان وموضي
قبل صلاة الظهر بقليل

موضي نهضت من نومها قبل راكان..
تشعر بالحيرة.. ماذا ترتدي؟؟ كيف من المفترض أن تبدو أمام راكان؟؟

تتأنق؟؟
كيف سيتفهم تأنقها؟؟
دعوة مبطنة؟؟ إدعاء؟؟ فراغ داخلي؟؟
تلفها الحيرة فعلا!!

وإن لم تتأنق.. كيف سيفهم ذلك؟؟
إهمال منها؟؟ عدم احترام له؟؟ انعدام في الذوق؟؟

في الختام قررت أن تلبس بشكل اعتيادي دون تفريط أو إفراط
توضئت أولا ثم فردت شعرها بشكل مرتب
ثم ارتدت طقما مكونا من تنورة مشجرة طويلة باللون الذهبي والتركواز.. وبلوزة ضيقة بكم طويل باللون التركواز ومغلقة تماما.. فأكثر ما تخشاه ظهور أجزاء معينة من جسدها
ثم وضعت بعض الكحل وأحمر شفاه بلون فاتح فقط

تشعر بتوتر ملحوظ للتحدث مع راكان بعد كل أحداث الأمس
لا تعلم ماذا أصابها.. ولكن هذا القرب من راكان بات يوترها ويرفع تحفزها ويبعثر أفكارها
لا تريد أن تضايقه بأي شكل
وتتمنى لو تستطيع إسعاده بأي طريقة
لذا كان طلبها المتكرر له أن يتزوج من أخرى
أخرى تناسبه وتستطيع أن تسعده وأن تكون أما لأولاده
(زوجة لراكان؟؟
وأم لأولاده؟؟
وأنا كيف سيكون وضعي؟؟
عشت مسحوقة أولا
ثم مهمشة ثانيا
وراكان كيف سيتعامل مع زوجته الأخرى؟؟
هل سيكون رقيقا معها كما هو رقيق معي؟؟
هل سيبتسم لها ابتسامته الدافئة؟؟ ويحدثها بصوته العميق الساحر الذي يتسلل لعمق الروح؟؟
هل؟؟ وهل؟؟ وهل)

كانت موضي تغرق في خضم أفكار تشعرها بضيق غير مفهوم
وكأن هذه الأفكار مشنقة تخنق روحها وتستجلب أوجاعها
ومع ذلك هي مستعدة بصدق حقيقي أن تمضي فيها من أجل راكان
لأنها ترى أنها لا تناسب راكان أولا
وهو مجبر عليها ثانيا
كل هذه الأفكار المتناقضة كانت تخنقها.. تخنقها

كانت أمام المرآة تنظر لنفسها وهي غارقة في أفكارها
نظرت للساعة كان وقت الأذان
التفتت لتوقظ راكان ولكنها فوجئت أنه كان مستيقظا وينظر ناحيتها
ابتسمت بارتباك: صباح الخير

راكان بصوته العميق: صباح النور

موضي بذات الارتباك: صاحي من زمان؟؟

راكان بهدوء عذب: توني صحيت
(استيقظ من أكثر من خمس دقائق قضاها في مراقبة موضي
التي كانت تتأمل نفسها في المرآة
ومعها راكان يتأمل فيها)

موضي باهتمام حقيقي رقيق: أشلونك اليوم؟؟

راكان بابتسامة وهو يلمس الضمادة على كتفه: الحمدلله زين
أصلا السالفة كلها بسيطة.. الله سبحانه أنعم علي بجسم كنه طوفة على قولت فارس
بعد طوفة تتأثر من عضة.. طوفة ما منها فايدة

موضي باستنكار تلقائي: قل ماشاء الله..

راكان يبتسم: خايفة أنظل روحي يعني؟؟

موضي بحرج: العين حق..

راكان كان ينظر لها بتمعن وهي تقف لتتوجه ناحيته ثم تقف على بعد خطوتين وهو يهمس لها: عسى نمتي زين؟؟

موضي تبتسم: الحمدلله

راكان يتذكر شيئا: موضي تراني حطيت مهرش في حسابش أمس بس نسيت أقول لش

موضي صمتت وحرج بالغ يكتم على روحها.. (يعطيها مهرا وهي من خطبته بالمعنى الفعلي؟!!!!)

حلولت تجاوز خجلها وهي تهمس باحترام: تقوم توضأ؟؟

راكان ينهض بتثاقل ويهمس بهدوء: قايم

موضي تهمس برقة: خلاص بأطلع لك ملابسك وبأكويهم.. أنا جايبة مكواة معي

راكان يبتسم: أنا ما تعودت على الدلال.. بعدين تخربيني

موضي بابتسامة غاية في العذوبة: إذا أنت ما تدلل وتحط رجل على رجل بعد
ماحد يستاهل الدلال عقبك



******************************



بيت سعد بن فيصل
الساعة الثانية ظهرا

سعد يدخل إلى بيته عائدا من عمله
فوجئ بأصوات عراك عالية تصدر من الأعلى
كان صوت فيصل وفهد يتعاركان.. وصوت عمتهما أم فارس تحاول فض الاشتباك

سعد ركض للأعلى بخطوات واسعة ليصل لغرفة فهد حيث صوت العراك
ليصرخ بصوت حازم: بس

عم الهدوء المكان
اقترب بخطوات ثابتة ليسأل شقيقته بحزم: وش اللي صاير؟؟

أم فارس تتنهد: والله ما أدري يا أختك.. أنا كنت أرتب ثيابك في حجرتك سمعت صوت الهدة
جيتهم لقيتهم كنهم ديكة يتهادون وعيوا يتخلصون

سعد نظر لفيصل بحزم: أنت قل لي وش اللي صار

فهد كان من قاطع بخوف: أنا بأقول لك يبه

سعد بحزم عميق: فهيدان أنا أكلم أخيك الكبير.. تسكت لين أسألك

فيصل نظر لفهد بعتب ثم همس باحترام: بأقول لك بروحنا يبه

سعد بحزم: لا قل لي الحين.. مافيه حد ندس عليه.. الهدة بينك وبين فهد
وعمتك وضحى كانت حاضرة

فيصل بخجل: عينت فهيدان يسوي شاتنغ مع بنات.. عصبت عليه.. وهو يقول لي مالك دخل

سعد بدهشة: نعم؟؟ فهيدان؟؟ وشاتنغ؟؟ وبنات؟؟

فهد انخرط في البكاء: والله يبه ماقلنا شي.. سوالف عادية.. روح للكمبيوتر وشوف... المحادثات كلها محفوظة

سعد تنهد بعمق: وضحى أنتي وفيصل ولا عليش أمر.. اطلعوا وسكروا الباب وراكم

فهد وقف مرعوبا وهو يشعر بذنبه.. سعد تنهد للمرة الألف وهو يهمس بثقة لفهد وهو يجلس على سرير فهد: تعال اقعد جنبي

فهد تقدم بخطوات مترددة وجلس
سعد بحزم مخلوط بالحنان: اسمعني يا أبيك.. أنا عمري ماضنيت عليكم بشيء
واللي تبونه أجيبه لكم.. ومعطيكم ثقتي فيكم لأني أعدكم رياجيل
والمثل يقول: من أمنك لا تخونه ولو كنت خوان
وأنا إبيك.. ومعطيك الثقة كلها.. يكون ردك علي إنك تخون ثقتي

فهد بضعف: والله العظيم يبه سوالف عادية

سعد بحزم: الخطأ ما ينتصغر ولا يتجزأ.. إنك تكلم بنات مهما كان نوع الكلام غلط
ما قلت لك لا تسولف مع عيال من سنك.. ومن يوم جبت لك الكمبيوتر وأنا معطيك ذا التنبيهات
يعني كل شيء واضح قدامك
لا واللي زاد وغطا.. إنك يوم سويت الخطأ تكابر وتهاديت مع أخيك الكبير عشانه يبي مصلحتك

فهد بأسف لا يقصده بحذافيره: خلاص يبه آسف وماني بمتعودها

سعد بحزم أبوي: يا سلام عليك.. وتعتقد كذا خلاص..
أول شيء تروح تعتذر لفيصل
وعقب بأقول لك وش عقابك؟؟

فهد بتأفف: ما أبي اعتذر له.. هو مهوب أبي عشان يتحكم فيني

سعد بغضب حقيقي: نعم يافهيدان.. ما سمعت.. عيد

فهد بخوف من نبرة غضب والده التي لم يعتدها: خلاص خلاص الحين بأعتذر له

سعد ينادي بصوت عالي: فيصل.. فيصل

ثم ألتفت لفهد وهو يقول له: تعتذر له الحين قدامي

فيصل فتح الباب وأطل برأسه وهو يهمس باحترام: لبيه يبه

سعد بحزم: تعال فهيدان يبي يعتذر لك

فيصل بخجل: مافيه داعي يبه.. أنا أصلا ماني بزعلان

سعد يلتفت لفهد وهو يهمس بعضب: لا بيعتذر لأنه عارف أنه غلطان

فهد لوى شفتيه وهو يقبل رأس فيصل ويقول ببرود: آسف

سعد تنهد بعمق.. تصرفات فهد في الفترة الأخيرة باتت تقلقه.. فهو عنيد جدا
ومعاركه مع فيصل ازدادت مؤخرا
مازال مطمئنا إلى أنه يخشاه هو فقط.. ولكنه لا يحترم شقيقه الأكبر منه رغم أنه يعلم يقينا حبه الكبير لشقيقه
ولكنه يعلم أنها بداية مرحلة المراهقة المتعبة.. فيصل مر بما يشبه ذلك قبل عدة سنوات
ولكن وضع فيصل كان أهون بكثير... ففيصل كان أكثر اتزانا وتهذيبا

التفت لفهد وهو يقول له بحزم: ترا طول لسانك وقلة حياك مهي بطايفة علي.. أنا سكتت لك.. حسبتك رجال كفو وبتحشم أخيك اللي أكبر منك
لكنك زدت الخطا بخطا
والحين كمبيوتر مافيه.. الكمبيوتر بأشيله وأحطه في المخزن.. ولا أنت بشايفه طول ذا الفصل

فهد بجزع: لا يبه تكفى.. كله ولا كمبيوتري.. أشلون أسوي مشاريعي

سعد يرفع حاجبه: يا سلام عليك يا بو مشاريع
عندك مشروع.. تسويه على كمبيوتر فيصل وتحت عينه
عشان تعرف الكمبيوترات ليش سووها.. سووها للفايدة مهوب لقلة الحيا
والشيء الثاني يا ويلك لو طولت لسانك على أخيك الكبير مرة ثانية
إذا شفت إنك رجال كفو.. أبشر بكمبيوتر جديد أحدث طراز.. بس مهوب ذا الفصل
ذا الفصل كله أنت معاقب لين أشوف فعايلك ونتايجك اللي تسر


فهد انكب على سريره يبكي.. وسعد ينزع أسلاك جهاز الكمبيوتر
ثم يأخذه للأسفل ويضعه خارجا.. وينادي أحد صبيان المجلس
ويطلب منه أنه يضعه في كيس كبير ويضعه في المخزن

ثم يعود للداخل وهو يشعر بهم كبير
يحتاج إلى من يعاونه فعلا.. مشاكل أولاده تزداد
وفهد بالذات يقلقه لأبعد حد
فهل كان مصيبا حين قرر أن يكمل حياته مع ضريرة لن تستطيع أن ترى أخطاء أولاده حين تحدث
تنهد بعمق.. والهم يحاصره أكثر وأكثر وأكثر




*************************



بيت جابر بن حمد
بعد الغداء


معالي تدخل على شقيقتيها في غرفتهما.. وجهها على غير العادة لا يحمل ابتسامته المعتادة

تمددت على سرير عالية بصمت
عالية اقتربت وجلست جوارها وهي تداعب شعر معالي بحنان

وعلياء التي تجلس على سريرها هي من همست: معالي وش فيش فديتش
شكلش متضايقة

معالي بحزن: عاجبكم حال أمي؟؟
كل مالها في النازل

عالية كفت يدها عن شعر معالي وهي تهمس بألم: مهوب عاجبنا بس وش نسوي

معالي بهدوء: حمد صار له أكثر من 4 شهور غايب.. وما يكلمنا إلا بالقطارة
وأمي شوفت عينكم.. تصّبر.. بس حن عارفين إنها تعبانة
أنا خايفة على أمي

علياء برعب: تكفين معالي لا تخوفينا عليها

معالي بحزم: شوفو المرة الجاية إذا اتصل حمد اللي منكم بترد عليه
تقول له يرجع فورا..
تقول له أمي تعبانة.. لا أبو ذا الدورة اللي بتخليه يبعد عنا كذا



************************



واشنطن
الساعة 9 صباحا
سكن باكينام

باكينام تنزل على عجل للحاق بمحاضرتها

كانت تتوجه بسرعة للباب لذا لم تنتبه للجالس في البهو ينتظرها
حين وصلت للباب كانت هناك يد قوية تطبق على معصمها
وصوت دافئ يهمس لها من قرب: مستعجلة كده على فين؟؟

انتفضت بعنف وقشعريرة حادة تهز عمودها الفقري
(الحقير.. تذكر أن يزورني أخيرا
كم مضى لم أره.. أكثر من أسبوع
كم اشتقت إليك!!
أكره اشتياقي لك
وأكره نفسي أكثر لأني أشتاق إليك
أكره روحي التي تأبى الإنسلاخ عن عوالمك
أكره اضطراب عواطفي وأنت جواري
أكره مناداة دقات قلبي لك وهي تتقافز بجنون حين أراك
أكره رغبتي الغبية في الارتماء بين ذراعيك
وأكره نفسي ألف مرة.. أكره نفسي الغارقة في غرورها الزائف
وهي تأبى التنازل لتعترف لك أنه لا يوجد في القلب سواك
ولم يوجد به يوما سواك
فهذا القلب التعس لم ينفتح إلا لك.. ولم يعرف هوى أحد سواك)

باكينام نحت ثورة مشاعرها الموجعة وهي تهمس له ببرود:
عندي محاضرة وهاتأخر عليها

يوسف يمسك بعضدها وهو يشدها خارجا ويقول بثقة:
امشي معايا هنمشي لحد الجامعة.. ونتكلم



*********************



بيت عبدالله بن مشعل
بين العصر والمغرب

الصالة السفلية
لطيفة ومشاعل يدور بينهما حوار حاد نوع ما

لطيفة بغضب: وليش ماوافقتي على كلام ناصر؟؟ عاجبش حالكم كذا؟؟

مشاعل بمناشدة عميقة: لطيفة تكفين ما تضغطين علي
أنا صحيح أبي ناصر.. بس مجروحة منه.. صدقيني لو رجعت له
وأنا قلبي ينزف منه كذا.. بتكون رجعة فاشلة من أساسها
هو ما نسى اللي سويته فيه ليلة عرسنا وظل يحاسبني عليه
وأنا ما نسيت اللي سواه فيني عقب رجعته وأخاف أحاسبه عليه

لطيفة بغضب متزايد: خبلة.. وما تخَلَين على كيفش.. بس دواش عندي يا مشاعل

مشاعل وقفت وهي تستعد للمغادرة وتقول بغضب رقيق: أنا غلطانة إني قلت لش

مشاعل غادرت ولطيفة تناولت هاتفها وهي تغادر لمجلس النساء وتتصل برقم معين
فور أن رد عليها الطرف الآخر باحترام عميق: هلا والله حيا الله أم محمد

لطيفة بود واحترام: حياك الله ناصر.. أبيك في موضوع مهم كان وقتك يسمح

ناصر بنخوة: آمري.. أفا عليش يا أم محمد الوقت كله لش يا أخيش

لطيفة تنهدت بعمق: عشان موضوعك أنت ومشاعل والاقتراح اللي قلته لها



#أنفاس_قطر#
.
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 30-07-09, 10:57 PM   المشاركة رقم: 73
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية ما بين الصباح والمساء
الوقت السحري
رغم أني لست من هواة السهر مطلقا
ولكن لطالما كان لمنتصف الليل ودقات الساعة الاثنتي عشرة سحر خاص في روحي
هل تذكرن يا نبضات قلبي كارل يونغ؟؟
صاحب نظرية "ذاكرة جمعية لإنسان جمعي"؟؟
ما يحدث لي مع منتصف الليل شيء شبيه تماما
فنحن توارثنا الإعجاب الشفاف بمنتصف الليل منذ الأزل
وكأننا نتوارث تراكمات مشاعر من سبقونا
شعر الشعراء وهمسات المحبين وسكون الأرواح كلها تتحفز مع منتصف الليل
.
.
بارت اليوم كان في منتصف الليل تماما لسبب إضافي غير ماذكر أعلاه
أريد أن أعود بكم للنشر الصباحي كما اعتدتن مني
وكما اختلفت أنا بهذا الموعد لكن وبكن
بارت الليلة هو بين الخميس والجمعة
والغالبية سيقرئنه يوم الجمعة
لذا موعدنا القادم صباح السبت الساعة 9 صباحا إن شاء الله
.
بارت اليوم خال تماما من القفلات المؤلمة
لأن بارت يوم السبت سيكون ملك القفلات في العدد
أربع قفلات متتالية
موعدنا السبت
وموعدكن الآن مع بارت خفيف ولطيف ومنعش
أعتقد أنه قد يعجبكن
ودائما للحديث بقية
.
.
استلموا
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
.

أسى الهجران/ الجزء الثالث والثمانون


واشنطن
طرقات منطقة جورج تاون
بين سكن باكينام وجامعة جورج تاون


خطوات مثقلة تنقل باكينام ويوسف
ومشاعر ثائرة مكتومة تهدر بين الاثنين
كانت باكينام من بدأت الكلام وهي تهمس ببرود: نعم يوسف عاوز إيه؟؟

يوسف يتمنى لو يمسك بكفها يحتضنها بين أنامله وهما يمشيان..
فهو يكاد يجن شوقا لها
ولكنه لا يريدها أن تغضب وترفض أن تتفاهم معه ..هو قادم للكلام معها
همس لها بهدوء: مش كفاية وترجعي لبيتك خلاص

باكينام بهدوء يخبئ خلفه كثيرا من الألم: وأنا ئلت لك مش راجعة
وطلئني.. العشرة بيننا مستحيلة

يوسف بعمق: باكينام بلاش جنان.. طلاء مافيش طلاء.. ارجعي للبيت
عيب عليكي اللي بتعلميه.. همّا بنات الأصول بيعملوا كده؟!!

باكينام بألم: انته اللي خليتني أعمل كده
أنت نسيت عملت فيا إيه أول يوم جينا واشنطن

يوسف صمت..
بدت له الذكرى غائمة وجميلة وعميقة وموجعة وكريهة في آن
تمنى أن يعيد تسجيل الذكرى كأجمل أحداث حياته
وتمنى أن يلغيها من ذاكرته كأسوأ أحداث حياته

استمرا يمشيان معا يلفهما الصمت.. كلاهما تمنى أن يطول هذا المشوار ويطول ويطول
ولكنهما وصلا أمام مبنى كلية باكينام
وقفا كلاهما وهما يتبادلان نظرات عميقة
حينها همس يوسف: ها باكينام.. ترجعي معايا لبيتك النهاردة؟؟

باكينام أشاحت بوجهها وهي تهمس بألم: ما تحاولش.. مستحيل

حينها مد يوسف يده ليدها.. احتضنها.. ليبعث دفء يده في يدها قشعريرة حادة جارحة
ثم يترك يدها معلقة في الهواء تعاني بردا مفاجئا موجعا
ويرتحل مغادرا وفي رأسه تفكير ما
لو كان يوسف في مصر لاستطاع إرجاعها بالقوة.. ولكنه هنا في أمريكا لا يستطيع.. لذا لابد أن يلجأ للحيلة
وكل شيء مباح في الحرب والحب

باكينام كانت تنظر بألم لظهره العريض وهي تشعر برعب حقيقي أن تكون هذه المرة الأخيرة التي تراه فيها!!!



***********************



بيت عبدالله بن مشعل

مشاعل غادرت ولطيفة تناولت هاتفها وهي تغادر لمجلس النساء وتتصل برقم معين
فور أن رد عليها الطرف الآخر باحترام عميق: هلا والله حيا الله أم محمد

لطيفة بود واحترام: حياك الله ناصر.. أبيك في موضوع مهم كان وقتك يسمح

ناصر بنخوة: آمري.. أفا عليش يا أم محمد الوقت كله لش يا أخيش

لطيفة تنهدت بعمق: عشان موضوعك أنت ومشاعل والاقتراح اللي قلته لها

ناصر تفاجئ فهو لم يتوقع أن مشاعل قد تخبر أحدا باقتراحه لها
والاقتراح كان ببساطة.. إن كانت عودتها لبيته مرفوضة
فلتكن عودتها لبيت والده
ويتبادل هو وراكان الأماكن
مشعل حاليا يعيد ترتيب غرفة راكان بعد أن فتحها على غرفة ناصر
فاقترح عليها أن ينتقلا هما لقسم راكان
وراكان وموضي ينتقلان للقسم المستقل/ قسم ناصر بحجة أنهما الأكبر ويستحقان مكانا مستقلا لهما
ولكن مشاعل رفضت اقتراحه
وقالت: أنها حين قالت أنها يستحيل أن ترجع لبيته لم تكن تعني بيته تحديدا
ولكنها تعني العودة لحياته ولعشرته
وهو من أرخصها وطردها واستمر يشدد على رفضه لعودتها
فما الذي تغير الآن؟؟


ناصر رد على لطيفة بهدوء: مشاعل قالت لش؟؟

لطيفة بهدوء عميق: ناصر أنا أعرف كل شيء.. وتأكد إن مشاعل ما قالت لي إلا عقب ماضاقت بها
وتأكد إن اللي بينكم سر ما حد بعارفه

ناصر بهدوء يخفي وراء أمله: يعني تقدرين تقنعنيها؟؟

لطيفة بهدوء: خلك الحين من اقناعها.. أول ما يخلص مشعل الشغل في بيت هلك
أنا بجي وبأنقل أغراض مشاعل هناك
وأغراض موضي وراكان بأنقلها لبيتك
والباقي خله علي



***********************



دبي
جناح راكان وموضي

بعد صلاة العصر

موضي وراكان تغديا في جناحهما لأن وضع راكان مازال لا يسمح له بالخروج
دار ويدور بينهما حديث شيق عذب
فقد قضيا الساعات الماضية في الحديث وهما يكسران حاجز الرهبة

راكان يبتسم: وصدق أنتي اللي مسويته؟؟

موضي تبتسم: ليش بأكذب عليك يعني؟؟

راكان باستنكار رقيق: لا والله محشومة.. بس مفروض خذتي ثمن التصميم على الأقل

موضي بعذوبة: تصميم الموقع كان هدية مني لهم..
ثم أردفت بحماس وهي يخطر ببالها شيء ما: إشرايك أسوي لك موقع شخصي؟؟

راكان باستغراب: أنا؟؟

موضي بحماس: وليش لأ.. بطل رماية وبطل شطرنج.. بأسوي لك موقع بروفشنال.. أقل من ظفرك سوو لهم مواقع

راكان يبتسم: لا يا بنت الحلال.. أكثر شيء أكرهه الاستعراض على غير معنى

موضي برقة: حتى لو استعرضت نفسك.. تستعرضها على حق

راكان يعدل جلسته على الأريكة وهو ينظر بعمق لموضي التي تجلس لوحدها على كرسي منفرد
همس بعمق: موضي بلاها نبرة التقديس ذي.. مهيب عاجبتني

موضي بحرج: ما أقصد راكان أضايقك
بس جد راكان من يوم أنا صغيرة وأنا أشوفك شيء كبير

راكان باستفهام: كبير بأي معنى؟؟

موضي بعمق: كبير بأكبر معنى.. أشوفك شيء مثل الأساطير اللي فوق مستوى البشر العاديين

راكان ضحك: عاد أساطير مرة واحدة.. خليتيني هركليز

موضي بابتسامة رقيقة: شنو هركليز؟؟ هركليز ولا شيء عندك

راكان بثقة: موضي مافيه داعي تحطين كل ذا الحواجز بيننا
تعاملي معي بطبيعية
أنتي كنتي تشوفيني شيء كبير
وأنا كنت أشوفش بشكل معين
لكن كل الرؤيتين انتهت
خلينا نتعامل مع بعض بطبيعية

موضي ببوح مؤلم: بس أنا ماعدت طبيعية

وصل الحديث للنقطة المنتظرة والنقطة التي حاول الاثنان الوصول لها
وفي ذات الوقت تلافيها
حياتهما معا.. كيف ستكون؟؟

راكان تنهد: أشلون غير طبيعية؟؟

موضي بحرج: قلت لك قبل.. ماعاد عندي قدرة للتواصل مع رجل بالصورة الطبيعية ولا أتقبل لمس رجل لي

راكان هز كتفيه: وأنا أصلا فقدت اهتمامي بالجنس الثاني من سنين
يعني ماراح أضايقش بشيء ولا أطالبش بشيء

موضي بعمق: وتعتقد إنه وضع طبيعي نعيش فيه اثنينا؟؟

راكان ابتسم لها بتشجيع: مادمنا اثنينا مرتاحين ماعلينا من حد




************************



ذات الليلة مساء
بيت مشعل بن محمد

مشعل يعود للبيت
كان شكله مرهقا تماما.. فهو بين أعماله وبين قسم راكان الذي يريد انجازه في وقت قياسي

كانت لطيفة تجلس على الأريكة تقرأ في كتاب استعدادا للفصل الدراسي القادم
دخل مشعل وسلم.. ألقى بغترته ثم جلس جوارها ليتمدد ويضع رأسه على فخذها
لطيفة تحرك شعره برقة وتهمس له بحنان: تعبان حبيبي؟؟

مشعل بإرهاق: والله ميت من التعب

لطيفة بعذوبة: تبي أجيب لك شيء؟؟

مشعل بمودة : خليش جنبي وبس

مضت لحظات صمت همست بعدها لطيفة بلهجة حاولت أن تكون تلقائية تماما:
عندكم ذا الأيام شغل مع شركة فاتن الفرج؟؟

مشعل تناول كفها واحتضنها وهو يقول بعفوية: خلصنا لهم مجمع وبنبدأ في الثاني
ليه تسألين ياقلبي؟؟

لطيفة تنهدت بعمق وهي ترسم ابتسامة على وجهها: لا حبيبي أسأل عادي

مشعل نهض وهو يقول بتثاقل: بأقوم أتسبح وأصلي قيامي

لطيفة ابتسمت: وأنا بأروح أسوي لك شاي أخضر
ثم أردفت: قسم راكان متى بتخلصه؟؟

مشعل يصل باب الحمام ويهمس لها بهدوء: أحاول أخلصه قبل يجون بكم يوم
يعني 3 أيام إن شاء الله وأخلص



****************************



دبي
الساعة 10 مساء بتوقيت الدوحة/11 بتوقيت الإمارات
جناح راكان وموضي

الليلة الأولى الفعلية التي يقضيانها كزوجين في مكان مغلق عليهما
اليوم لم يخرجا مطلقا من الجناح
ولكن راكان طلب من ادارة الفندق أن ترسل له طبيبا ليغير له على جرحه
ويعطيه بعض المسكنات لأنه يشعر بألم مبرح في سُرته
حيث تم إعطائه الإبر جميعها في سُرته.. فإبر السعار تُعطى في السُرة إذا كان المريض يحتمل لتعطي نتيجة أسرع..
وراكان وافق أن يأخذها جميعها في سُرته
والبارحة رفض أن تبقى موضي معه وهم يعطونه الإبر..
فلم تعلم بمقدار الألم الذي تعرض له
ولكنها فجعت اليوم وهي تعلم أنه أخذ جميع الإبر في سُرته دون أن يبين لها شيئا من آلامه.. رغم أنه منذ البارحة وهو يعاني من الألم
ولم يطلب الطبيب إلا بعد أن وصلت آلامه منتهاها

وهاهو الآن يتمدد على كنبته وهو يفتح عينا ويغلق الأخرى بعد أن أعطاه الطبيب إبرتين مسكنتين وبدأ يشعر بالخدر في كل جسمه
موضي كانت تجلس قريبا منه على مقعد منفرد وهي تشعر بقلق مر عليه
راكان همس لها بصوت ناعس: موضي قومي لفراشش

موضي برجاء عميق: راكان أنا بفرش لي فراش على الأرض قريب منك

راكان برفض حاد قدر ما يمنحه صوته المرهق: لا والله العظيم ما تنامين إلا على فراشك.. وهذا أنتي قريب.. إذا بغيت شيء دعيتش

موضي بعذوبة: خلاص بأقعد عندك لين تنام.. ثم بأصلي قيامي.. وأنام.. وعد

راكان بصوت دائخ تماما: قوميني قبل الفجر عشان أصلي قيامي.. تكفين
ماصدقت ارتاح من الوجع عشان أنام



**************************



اليوم التالي
بعد صلاة العصر بقليل

ناصر يخرج من البيت وهو متوجه للتدريب حيث تواعد على الالتقاء مع حسن

رأى سيارة بيت عمه عبدالله تخرج
كان سلطان يجلس بجوار السائق
وفي الخلف تجلس امرأة.. ولأن ناصر يعلم أن كل من في منزل عمه هم محارم له
تمعن في المرأة وقلبه ينبئه بشيء

شعر بغضب متصاعد وهو يتصل بمشاعل
فور ردها عليه همس بغضب من بين أسنانه: وين طالعة يا الشيخة بدون ما تعطيني خبر؟؟

مشاعل بحرج: بأروح الجمعية أجيب شوي أغراض للبيت.. حبيت أكفي أمي
وسلطان معي

ناصر بذات الغضب وهو يقف أمام سيارة عمه ليمنعها من التحرك: انزلي أنا بأوديش
وياويلش تسوينها مرة ثانية وتطلعين من غير أذني

سلطان عقد ناظريه وهو يرى سيارة ناصر تعترض طريقهم أخرج رأسه وهو يحاول أن يتحدث بأدب:
عسى ما شر يابو محمد؟؟ وسع خلنا نطوف

ناصر بهدوء: كثر الله خيرك يا سلطان.. مشاعل بتروح معي

سلطان حينها غضب فعلا وهمس بغضب مكبوت: مالك لوا يابو محمد.. منت بمنزل أختي مني عشان تركبها سيارتك

ناصر غضب فعلا وهو ينزل من سيارته بلباس الفرسان الأنيق
مشاعل تشعر بالرعب من هذا العراك غير المتوقع ودقات قلبها تتصاعد بعنف
همست لسلطان بخفوت: سلطان عيب عليك.. بأنزل أروح مع ناصر

سلطان بغضب: والله ما تنزلين.. ولو نزلتي والله عمري كله ما أسلم عليش

ناصر اقترب من نافذة سلطان وهو يقول بغضب: نعم يا سليطين تراني ما سمعتك

سلطان باحترام رغم غضبه: أولا اسمي سلطان يابو محمد.. وثاني شي عيب عليك تنزل أختي مني.. منت بشايفني رجال
لو أنها مع مشعل كان نزلتها منه؟؟ وإلا أنا ما أنا بتارس عينك؟؟

ناصر لم يستطع إلا أن يبتسم من ردة فعل سلطان التي أثارت إعجابه برجولته المبكرة:
محشوم يابو عبدالله.. وكفو وألف كفو
خلاص توكلوا على الله

ثم عاد لباب مشاعل التي اطمئنت وهي ترى انتهاء المعركة على خير ولكنها لم تنتبه أن ناصر سيفتح بابها وهي متسندة عليه
فتح ناصر الباب ووكادت أن تسقط مشاعل لولا أنه سارع لسندها
تسارعت دقات قلبها من قربه الذي بات يعذبها
ذلك القرب البعيد.. أسوأ أنواع البعد والقرب
فلا هو بالقرب الذي يريح الفؤاد.. ولا هو بالبعد الذي ينهي حبائل الأمل

ناصر بهمس مرح دافئ: سلامات

مشاعل تتأخر قليلا وهي تهمس بحرج: ما انتبهت إنك بتفتح الباب

أخرج ناصر محفظته وهو يمدها ببطاقته: مامعي الحين كاش يكفي.. بأرسل لش رقمها الحين وخلي البطاقة هذي معش
عندي غيرها

مشاعل بحرج فعلي: مافيه داعي ناصر

ناصر يحتضن كفها بقوة وتملك وحنان وهو يشد كفها للأسفل حتى لا يلحظهما سلطان وهو يهمس لها: لا تراديني.. خذيها

سلطان كان من قاطع لحظاتهما الخاصة وهو يقول بلباقة مصطنعة: تأخرنا يابو محمد

ناصر أغلق الباب وهو يقول : السموحة يابو عبدالله... توكلوا على الله

مشاعل كانت تحتضن البطاقة في يدها.. ومشاعرها متناثرة ومبعثرة..
إحساسها بناصر بات يعذبها ويجرحها ويشجيها ويستجلب كل أشكال المشاعر المتناقضة إلى روحها

بينما سلطان كان (يتحلطم) على ناصر بعبراته التي اعتادتها منه
كانت تسمع بعضها وتغفل عن بعضها الآخر:
رجالش ذا يفقع المرارة..
شايف حاله.. لا وجاينا بلباس الفروسية.. يعني شوفوني ما أزيني
مزيون طل..
لا وكان يبي ينزلش من السيارة اللي ما يستحي
لو أنه سواها.. والله لأشتكيه عند عمي محمد

استمر سلطان في ثرثرته المعتادة ومشاعل تحلق في عالمها الخاص حتى انتزعها منه رنة رسالة تصل هاتفها

فتحت الهاتف:
" رقم البطاقة ××××
.
.
وحشتيني والله العظيم
بغيت أخورها من قلب قدام سليطين"

ابتسمت وهي ترد عليه:
" أول مرة أشوفك بلبس الفرسان على الطبيعة
لا تعليق"

" لا تعليق
أفهمها شيء سلبي؟؟
أو شيء إيجابي؟"

"تك.. تك.. تك
هذي دقات قلبي
ماني بقادرة أسيطر عليها
تكون الشوفة برأيك سلبية أو إيجابية؟؟"


ابتسم بعمق وخبث شفاف وهو يكتب رسالته الأخيرة
" إذا رجعت من التدريب
مريت أسلم على جدتي
وقتها أشوف عيونش
وأسمع دقات قلبش
و أعرف شوفتي سلبية أو إيجابية"



********************



دبي
جناح راكان وموضي
بعد صلاة العشاء بحوالي الساعة

موضي تشعر بقلق عميق على راكان
فهو خرج من حوالي ثلاث ساعات للتغيير على جرحه ولم يعد بعد
كانت تريد الذهاب معه ولكنه رفض وقال أنه لن يتأخر
واتصلت به عدة مرات وكان يرد ويطمئنها
ولكنها كانت قلقة من تأخره غير المبرر وتخشى أن يكون قد تعب ولا يريد إقلاقها
اليوم صحا مبكرا وكان وضعه أفضل بكثير.. ولكنها تخشى أن يكون يتألم كما كان البارحة دون أن يخبرها


موضي قفزت وهي تسمع صوت الباب يُفتح
هتفت بقلق وهي ترى راكان يدخل: أشفيك تأخرت الله يهداك؟؟

راكان ابتسم وهو يخلع غترته ويلقيها على الأريكة ويرفع كيسا بالغا الفخامة في يده: رحت أجيب شغلة

موضي باستغراب: شغلة؟؟

راكان جلس على الأريكة وهو يهمس بهدوء: تعالي اقعدي جنبي

موضي اقتربت بحرج وهي تجلس جواره وتجعل بينهما بعض مسافة
راكان وضع الكيس الذي قرأت عليه اسم محل مجوهرات شهير جدا على رجليها وهمس لها بمودة: افتحيه

موضي بحرج: وش هذا ياراكان؟؟

راكان يبتسم: افتحيه وشوفي

موضي فتحت التغليف الفخم بتردد لتجد علبة مجوهرات جلدية بالغة الرقي فتحتها بأنامل متوترة لتجد بداخلها قلادة كارتير ألماسية بالغة الفخامة والأناقة
موضي بخجل حقيقي: كثير راكان.. والله العظيم كثير.. وبعدين مالها مناسبة

راكان مد يده للقلادة وتناولها: ماني براد على كلامش اللي ماله معنى
ممكن ألبسش أشوفها عليش

موضي كان بودها أن ترفض ولكنها لم ترد أن تبدو قليلة التهذيب أمام لطف راكان
لأنها تعلم أنه لم يطلب تلبيسها إياها إلا من باب الذوق

همست بخجل: أكيد ممكن

راكان فك قفل القلادة وهو يقترب من موضي ليلبسها إياها
راكان كان يتصرف بطبيعية وإحساسه بها كان تلقائيا وعاديا
ولكن موضي شعرت بارتفاع درجة حرارتها وهي تشعر بحرارة أنامله على نحرها وعنقها
كانت تعصف بها مشاعر توتر غير طبيعية مصدرها الأول خوفها أن يلاحظ الأثر بالقرب من كتفها وهو يقترب من حدوده

راكان أنهى مهمته وهو يهمس بإعجاب حقيقي وطبيعي: حلو عليش تلبسينه بالعافية

موضي همست بتوتر: مشكور.. حلت دنياك

راكان مد يده بعفوية ليعدل وضع العقد على طرف جيبها من اليسار
حينها انتفضت موضي بعنف وهي تقفز وتضم جيبها بأطراف أصابعها وتغلقه وهي ترتجف وتبتعد

راكان استغرب ردة فعلها المفاجئة التي أشعرته بالحرج
همس بهدوء لبق: آسف موضي.. والله ماقصدت شيء

موضي لم ترد عليه وهي تتوجه للمكتب البعيد وتجلس عليه

راكان تنهد بعمق وهو يحترم صمتها ورغبتها في الاختلاء بنفسها
لا يستطيع أن يلومها.. فهي نبهته أنها ماعادت تتقبل لمسات رجل
ولكن لمسته كانت مجرد لمسة إنسانية ليس بها أي شعور خاص
فهو أيضا ماعاد في حاجة إلى ملامسة امرأة
بعد أن تبخرت آماله ومعها فتاة أحلامه قبل سنين



#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 01-08-09, 08:15 AM   المشاركة رقم: 74
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباحات الورد والألق والانتعاش
.
مازلنا عند شكوى قِصر البارتات
يا بنات يا نبضات قلبي.. بارت المرة اللي فاتت اللي قلتو قصير
عارفين كم صفحة؟؟
20 صفحة على الورد!!
بنات أنا أكثر من كذا ما أقدر والله العظيم
أنا كثير ضاغطة على نفسي
إذا تبون بارت طويل.. ممكن أخلي البارت مرة وحدة في الأسبوع
وأوعدكم وقتها البارت بيكون طويل طويل
وهالشيء بيكون أريح لي
لكن تبون نشر يومي وبارتات طويلة ..ما يصير والله العظيم
أنا موب مكينة كتابة.. الإنسان له طاقة محدودة وأنا استخدمت هالطاقة وزيادة
.
.
الحين مع البارت
ملك القفلات في العدد موب القوة
يعني هم 3 إلى 5 قفلات حسب ما تعتبرونها أنتم
بارت فيه تشويق أكيد
وفيه أحداث كثيرة وغير متوقعة
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.

أسى الهجران/ الجزء الرابع والثمانون


مضى حوالي أسبوع على الأحداث الأخيرة
وبدأ الفصل الدراسي الثاني

فارس والعنود عادا من السفر
وعادت العنود لجامعتها.. وفارس لعمله
علاقتهما تعمقت كثيرا.. وفارس يحرز تحسنا ملحوظا في سيطرته على قسوته
ولكنه فاشل جدا في السيطرة على غيرته على العنود
ولكن وضعهما بشكل عام مستقر جدا وهما يستمعان لأبعد حد بحياتهما معا


مشعل ولطيفة كذلك وضعهما مستقر
أولادهما عادوا للدراسة وكذلك عادت لطيفة
ومشعل أنجز قسم راكان ولطيفة أنهت مهمتها المتعبة في نقل أغراض الفريقين وترتيبها
ولكن الصدمة الحقيقية التي أفسدت مخططات لطيفة وناصر أن مشاعل أخبرت والدها قبل حوالي أربعة أيام
أنها على خلاف مع ناصر ولا تريد العودة له في الوقت الحالي
ناصر غضب منها كثيرا.. ليس لأنها أخبرت والدها فهو ذاته أخبر والده حين سأله قبل أيام لمَ لم يُرجع زوجته بعد.. أن بينهما خلافا بسيطا سيحلانه بنفسيهما
ولكن غضبه العميق كان لأنها رفضت العودة له
لم يعاود الاتصال بها أو رؤيتها من حينه
وكلاهما يكادان يجنان شوقا ولوعة
وعبدالله ومحمد حاولا إقناع مشاعل بالعودة ولكنها رفضت


مشعل وهيا.. مستغرقان في الدراسة
هيا تعاني من الوحم ومرهقة قليلا.. لكن مشعل يغمرها بحنانه واحتواءه
ويخاف عليها من كل شيء.. ولو استطاع أن يحملها عن الأرض لحملها


باكينام ويوسف
لم يريا بعضهما خلال الأسبوع المنصرم
ولم يعاود يوسف الاتصال بها
وباكينام تشعر بألم عميق جارح متعمق لأنها اعتقدت أن ظنها صدق
وأن المرة الأخيرة كانت المرة الأخيرة التي تراه فيها
تنتظر برعب خبر طلاقها
بينما يوسف أنهى تنفيذ مخططه وينتظر نقطة الصفر فقط


موضي وراكان هما حالة الغرابة الجديدة
غرابة ومنطقية في آن
الاثنان يتعاملان مع بعضهما بشفافية مطلقة
عدا في موضوع حرج موضي البالغ أن يلمح راكان أي جزء من جسدها يتجاوز شعرها ووجهها وكفيها
قضيا الأسبوع المنصرم كصديقين حميمين في رحلة استجمام معا
كلاهما يستمتع برفقة الآخر وحديثه لأبعد حد
بينهما تفاهم مدهش.. وبدآ ينهيان جمل بعضهما
هذه حالة تحدث للمتزوجين بعد سنين.. ولكنها بدأت تحدث معهما من الأسبوع الأول
بعد أن تحسنت إصابة راكان لم يتركا مكانا في دبي لم يزوراه معا
لا يفترقان مطلقا إلا حينما يذهب راكان للصلاة في المسجد ويعود لها فورا
كلاهما بدأ بتفهم طباع الآخر وما يحب وما يكره
موضي انطلقت في الحديث مع راكان ومشاعر ود عميقة تتكون في قلبها ناحية راكان.. ولكنها لم تحاول مطلقا جذبه كرجل لها
بينما راكان يتعامل معها بطبيعية بعد أن نحى مشاعره منذ سنوات ومازال مستمرا في تنحيتها
في حالة موضي.. موضي لم تجرب الحب مطلقا.. ورجل في شخصية راكان يستطيع تفجير الحب في قلب أي أمرأة تعاشره..
فكل ما على موضي أن تفعله أن تسمح لقلبها المغلق بالانفتاح.. وأن تدع راكان يداوي جروح روحها بحنانه واحترامه لها

ولكن حالة راكان أكثر صعوبة.. فراكان جرب الحب وتعمق فيه حتى تغلغل في كل خلاياه.. لكن حبه انتزع منه.. فمات قلبه..كما كان يكرر دائما..

تستطيع إنقاذ الجريح.. ولكن كيف تحيي الأموات؟!!!



***************************


بيت فارس بن سعود
غرفة فارس والعنود
الساعة 8 ونصف صباحا

العنود مازالت نائمة.. بالكاد استطاعت أن تصحو مع فارس قبل أن يذهب لعمله وعادت للنوم
ويُفترض أنها صحت قبل الآن.. لأن محاضرتها الساعة التاسعة
وسائقة مريم تنتظرها في مطبخ بيت فارس منذ أوصلت مريم لعملها وعادت لكي توصل العنود للجامعة

هاتفها يرن ويرن.. تسمعه ويبدو لها أنها تحلم
السائقة تتصل بها.. وفارس يتصل بها
ومريم اتصلت بها لأنها قلقت عليها حين أخبرتها السائقة أنها لم تنزل عليها ولم ترد على اتصالاتها

فارس اشتعل من قلقه عليها فهي منذ قامت لصلاة الفجر ثم معه لعمله وهي تبدو خادرة تماما
اتصل بوالدته وطلب منها أن تصعد لتراها
وهاهي أم فارس تفتح باب غرفتهما بحرج.. كانت تسمع صوت هاتف العنود يرن
تجاوزت الصالة لغرفة النوم.. وجدت العنود مستغرقة في النوم
اقتربت منها وهزتها بلطف: العنود يأمش .. وش فيش؟؟ ما تسمعين ذا التلفون اللي انفرى جوفه من الصياح

العنود بصوت متعب: اسمعه واحسب روحي اتحلم..

أم فارس بقلق: أنتي تعبانة يأمش؟؟

العنود بإرهاق: مافيني حيل ومكسلة بالمرة

أم فارس ابتسمت بسعادة حقيقية وخاطر أمنية غالية يهب على روحها وهي تساعد العنود على النهوض وتقول بحزم:
قومي نروح الدكتورة

العنود بكسل: مافيه داعي.. أبي أنام بس

حينها رن هاتف أم فارس: هلا يأمك
.....................
هذا أنا عندها.. شكلها تعبانة.. أبي أوديها الدكتورة بس هي مهيب راضية
................
هاك.. كلمها

العنود تناولت الهاتف لترد بصوتها المرهق: هلا

فارس بقلق: ليه حبيبتي ما تبين تروحين الدكتورة

العنود: مافيه شيء يستاهل.. بأنام شوي وبأقوم زينة

فارس بحزم: تخلين أمي توديش ؟؟ أو بأجي أنا بنفسي أوديش

العنود برقة: خلاص.. خلاص.. بأروح مع أمي وضحى



************************


دبي
جناح راكان وموضي
الصباح

موضي أمام المرآة تمشط شعرها
وراكان يتصفح جريدة الصباح
فور أن أنهت موضي مهمتها توجهت للجلوس مع راكان الذي نحى الجريدة جانبا وهو يضعها بجواره ويبتسم لها

موضي ابتسمت: في وجهك حكي.. آمر

راكان بابتسامة: صايرة خطيرة.. ماعاد أقدر أخبي عليش شيء

موضي تهز كتفيها وهي تبتسم بعذوبة: شأسوي وأنت واحد مكشوف كذا

راكان بعمق: عمري ما كنت مكشوف..وإسالي أخيش مشعل.. أنا هو ربع من عادنا بزران
بس أنتي اللي عندش قدرة مذهلة إنش تقريني كأني كتاب مفتوح قدامش

موضي بحرج: لا تبالغ

راكان يبتسم: وانتي تعرفين إني أزعل من تقليلش لقدرش

موضي ابتسمت: خلاص خلنا من إنك تمدحني وأنا أسوي روحي متواضعة خرطي
وقل لي وش اللي في خاطرك؟؟

راكان باستفسار عميق: أبي أعرف اشلون عرفتي بزواجي من مرت محمد
صدقيني المعرفة نفسها ما تهمني.. لأنه يمكن أنا نفسي كان قلت لش
بس أبي أعرف أشلون عرفتي

موضي ابتسمت: من مرت محمد نفسها



**************************



بيت عبدالله بن مشعل
الصالة السفلية
الصباح

الجدة هيا أمام قهوتها الصباحية ومشاعل معها تصب لها

الجدة بعتب: لين متى وأنتي عندنا؟؟

مشاعل بابتسامة مغتصبة: افا يا أم محمد.. زهقتي من مشاعل حبيبتش

الجدة بعمق: مشيعل يأمش أنتي عارفة إن غلاش عندي غير.. وأحزن ما جاني يوم رحتي وخلتينا
بس يأمش السنع سنع.. وناصر ولد عمش.. وعيب عليش تخلينه ذا كله.. صار لش أكثر من أسبوعين عندنا
يأمش حتى لو ناصر غلط عليش.. المرة الأصيلة تدمح زلة رجالها وخص إن ناصر كان مستوجع من اللي صار له
فإذا أنتي ما داريتيه ودورتي اللي في خاطره.. فتربيتي لش مالها خانة

مشاعل قفزت وهي تجلس عند قدمي جدتها وتحتضن كفها وتغمرها بقبلاتها وتهتف برجاء عميق:
تكفين يمه ما تقولين كذا
وإذا ناصر كان مستوجع.. فأنا الحين مستوجعة
خليني يمه شوي.. تكفين ما تلحين علي.. وإن شاء الله مايصير إلا خير

جدتها انتزعت يدها واحتضنت رأس مشاعل وهي تقول لها بحنان:
أنا ما ابغي لش إلا الزين.. وناصر والله ما يستاهل منش ذا الجفا

مشاعل تنهدت بعمق وهي تصمت
حينها أردفت جدتها وهي تسألها باهتمام: زين علمتيه إنش بتروحين اليوم للمدرسة التي طالبتش؟؟

مشاعل بحرج وجزع: لا

جدتها بغضب: لا كذا مهوب سنع.. قومي كلميه وترخصي منه

مشاعل بحرج وخجل شديدين: ما أقدر يمه.. استحي

جدتها بغضب: يعني ما استحيتي من عمش وأبيش وهم يترجونش البارحة ترجعين لبيتش
والحين مستحية تكلمين ناصر

مشاعل بحزن: يمه تكفين ما توجعيني كذا

مشاعل مازالت لم تتجاوز ألم البارحة وهي تجلس كالتلميذة المذنبة امام والدها وعمها.. اللذين ترجياها طويلا أن تعود لزوجها
ولكنها بقيت صامتة.. ثم انهمرت دموعها بصمت وهي تهمس بجملة واحدة
(تكفون لا تغصبوني على شيء ما أبيه)
الدموع كانت سلاحها الناجح.. فرجال آل مشعل قلوبهم القاسية لا يلينها الحديد ولكن تذيبها دموع امرأة
لذا تنهدا بعمق وهما يغادران ويهمسان لها بحنان:
خذي وقتش وفكري.. لكن حطي في بالش إن المره مالها إلا رجّالها


جدتها تنهدت: قومي عطيني إياه.. أنا بأكلمه.. لازم تستأذنينه.. وإلا تبين تشتغلين من وراه؟!!

مشاعل تناولت هاتف المنزل.. واتصلت برقم ناصر الذي تحفظه أكثر مما تحفظ اسمها وناولت جدتها السماعة

ناصر وقتها كان في مكتبه في مقر عمله.. حين رأى رقم هاتف منزل عمه توتر نوعا ما.. ولكنه حين سمع صوت جدته ابتسم وهو يهمس بمرح:
هلا والله بالغالية.. هلا والله بشيخة النسوان كلهم وأزينهم

جدته ابتسمت: ولو أنك كذوب.. بس ماعليه.. امدحه وخذ عباته

ناصر يضحك: أفا يا ذا العلم.. أنا كذوب..

الجدة بحنان: كذوب شوي مهوب واجد.. أشلونك اليوم يأمك؟؟

ناصر باحترام: طيب.. ذيب ولد جدتي الذيبة.. أنتي أشلونش جعلني الأول؟؟

الجدة بذات اللهجة الحنونة: طيبة ياولد جدتك.. جعل عين جدتك ما تبكيك

ناصر بحنان: وش ذا النهار المبارك اللي تصبحنا بصوتش

الجدة بحزم رقيق: كنت أبي أستأذن لمشاعل.. مشاعل طالبينها مدرسة وتبي تروح لهم اليوم

ناصر حين سمع اسم مشاعل أحس بما يشبه الدوار في رأسه والأعاصير في قلبه
ولكنه رد عليها بثبات: وليه هي ما كلمتني؟؟

الجدة بعفوية: مستحية

ناصر بحزم: هي تكلمني تستأذني.. وعقبه أشوف أرخص لها وإلا لأ

جدتها مدتها بالسماعة وهي تقول بحزم: هاش كلمي رجالش.. وأنا بأقوم أتوضأ أصلى الضحى

مشاعل كانت تشير لا.. ولكن جدتها حلفت عليها أن تكلمه

مشاعل تناولت السماعة بتردد وهي تكاد تذوب خجلا
همست بصوت خافت: ألو



*************************



بيت مشعل بن محمد
الصباح

أبناء لطيفة ذهبوا لمدراسهم ومشعل ذهب لعمله
ولطيفة كانت تستذكر في غرفتها تنتظر قيام جود من نومها
رن هاتفها.. تناولته.. ابتسمت وهي تهمس برقة: هلا حبيبي

مشعل بحنان: أنا خلصت الأوراق اللي تبي توقيع
أشرايش نروح السيتي.. نتريق في ريشو.. ونلاعب جود شوي
وعقب نرجع البيت على صلاة الظهر

لطيفة بعذوبة: ومن يعيي من خوتك؟!!

مشعل بحزم اعتيادي: خلاص تجهزي وصحي جود ولبسيها.. ساعة وأكون عندكم

لطيفة تجهزت وجهزت جود التي كانت سعيدة بهذه الطلعة الصباحية المفاجئة التي ستكون هي أميرتها في غياب أشقائها

وهاهما تنزلان لمشعل الذي جاء على الموعد تماما
انطلقت السيارة ومشعل يتحادث مع لطيفة وهما ينظران من حين لآخر لجود المثبتة على مقعدها الخاص في الخلف

بعد دقائق رن هاتف مشعل.. رد بتلقائية واحترام: هلا أم علي
....................
لا والله ما أقدر سامحيني
.....................
طالع مع الأهل
.....................
السيتي سنتر (بدا عليه الضيق من مطاردة الطرف الآخر له بالأسئلة)
.....................
لا والله ماني براجع للشركة إلا العصر
.....................
مافيه شيء ضروري
.....................
خلي سكرتيرتش ترسلها بالفاكس لسكرتيري ومايصير إلا اللي يرضيكم
....................
مع السلامة


لطيفة عرفت من المتصلة.. شعرت بضيق عميق.. فهذه ليست المرة الأولى التي تطارد مشعل بالهواتف
بل وصدف أن رأتها لطيفة عدة مرات وكأنها تتعمد أن تظهر نفسها أمام لطيفة
تعلم أن مشعل قد يكون لم ينتبه لحركاتها وهو يتعامل مع العديد من سيدات الأعمال
ولكن حركاتها لم تطف على الحاسة السادسة لأمرأة مثلها بدأت تشعر بالخطر من اقتحام حصونها الخاصة
لطيفة تشعر بالقلق منها منذ أكثر من عام.. حتى حينما قال لها مشعل أنه سيتزوج.. كانت هي من قفزت لمخيلتها
فهي سيدة قوية وجميلة ومن عائلة معروفة.. ليس لديها سوى ابن واحد هو علي من زوجها الراحل..
مازالت في أواسط الثلاثينات وتتمتع بجبروت تلقائي مثير
رأتها لطيفة للمرة الأولى الصيف قبل الماضي في باريس مع ابنها في ديزني لاند
بدا للطيفة أن هذه المقابلة لم تكن صدفة مطلقا لأن مشعل أخبرها بتلقائية أنه من أخبرها بتواجدهم فيها حين اتصلت به فاتن
ولكن لطيفة رأت أن مشعل لم يتجاوز مع هذه الدخيلة الاحترام العادي
ثم أخذ عائلته وغادرها رغم أنها كانت تلمح برغبتها أن تبقى مع مشعل وعائلته
لذا لطيفة حاولت أن ان تحترم علاقات مشعل العملية وتنحيها جانبا عن حياتهما الشخصية
ولكن الجديد أن علاقتها الآن بمشعل ازدادت تعمقا
وأصبحت متيقنة أنه كله لها قلبا وقالبا.. ولن ترضى بتعدي أي أنثى على ماهو لها

لطيفة غارقة في أفكارها بينما مشعل يوقف سيارته
همس مشعل بابتسامة: اللي ماخذ عقلش.. وصلنا

لطيفة تبتسم: ماحد ماخذ عقلي غيرك

نزلا.. ومشعل يحمل جود حتى دخلا للداخل ثم أمسك بكفها الصغيرة بحرص وحنان

رن هاتف مشعل..
كانت هي للمرة الثانية بصوتها الأنيق الواثق: آسفة أبو محمد على الإزعاج
بس جد لازم توقع على الأوراق الحين عشان نلحق البنك قبل الظهر

تنهد مشعل بضيق: خلاص ساعة وأرجع للشركة وأوقع الأوراق

فاتن بهدوء: لا ما نبي نخرب عليك طلعتك.. أنا وسكرتيرتي جريب منكم
ممكن نييب لك الأوراق توقعها

مشعل بهدوء عملي: مافيه داعي أم علي.. الشغل شغل.. ومكانه في الشركة
وأنا ما أحب أخلط حياتي الخاصة بشغلي

فاتن بذات نبرتها الواثقة: لكل قاعدة استثناءات ومانبي نخرب على أم محمد طلعتها وياك..
أصلا خلاص احنا نوقف في مواقف السيتي.. وياينكم



****************************



واشنطن دي سي
سكن باكينام
مساء

باكينام تعود للسكن كانت مرهقة تماما ومستنزفة
وتشعر بالانطفاء تماما
ولكن ما أن تجاوزت المدخل ورأت العينين البنيتين الدافئتين
حتى تحول الارهاق إلى تحفز
والانطفاء إلى اشتعال مدو
و عصافير الفرحة تحلق في أسراب شاسعة في سماوات روحها وهي تراه بعد كل هذا الغياب
ولكن كل هذه المشاعر اختفت خلف قناع برودها وهي تقترب منه
بينما هو نهض فور رؤيتها وهي تهمس له ببرود جليدي هو سر انجليزي عتيد:
مشرفنا بالزيارة ليه؟؟

يوسف بنبرة جدية لأبعد حد: بسرعة معايا للبيت
أنّا صفية وفيكتوريا هيوصلوا المطار بعد شويه




#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 02-08-09, 08:05 AM   المشاركة رقم: 75
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباحكم ورد وألق وانتعاش ومحبة
بارت اليوم تقفيل لقفلات أمس
وعشان أمس كان يوم القفلات فأنا ريحتكم منها اليوم
لأنه في بارت اليوم أشياء ثانية بتثير قلقكم بس بدون قفلات
بارت بكرة بيكون له نظام خاص
لأنه بيعتمد على أربع شخصيات زوجين وزوجين.. بيكون تناقل الأحداث مقصود بينهم
بكرة نشوف وش الجديد.. بس بعد بدون قفلة
لأنه بارت بعد بكرة الثلاثاء إن شاء الله بتكون قفلته (لا تعليق)
ثرثرة من غير فائدة.. وش لنا في بارت بكرة وبعد بكرة
خلنا في بارت اليوم
صحيح تقفيل قفلات لكن فيه مفاجآت أعتقد إنها بتثير كثير من التساؤلات
.
استلموا
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.

أسى الهجران/ الجزء الخامس والثمانون


دبي
جناح موضي وراكان

راكان باستفسار عميق: أبي أعرف اشلون عرفتي بزواجي من مرت محمد
صدقيني المعرفة نفسها ما تهمني.. لأنه يمكن أنا نفسي كان قلت لش
بس أبي أعرف أشلون عرفتي

موضي ابتسمت: من مرت محمد نفسها

راكان بدهشة عميقة: نعم؟؟

موضي ضحكت: بسم الله عليك.. وش فيك تروعت؟؟

راكان ابتسم: وش تروعت ذي..راكان ما ينقال له تروعت... تفاجأت طال عمرش في الطاعة ..
من وين عرفتي مرت محمد؟؟

موضي تهز كتفيها: مجرد صدفة.. والحمدلله إنها كانت أنا.. ماكان حد غيري

راكان يبتسم: ممكن شوية تفاصيل يا شهرزاد

موضي تبتسم: حاضرين يا شهريار.. بس المهم الأمان.. مهوب ما تعجبك الحكاية تقوم تنادي مسرور يقص رقبتي

راكان بعمق رقيق: سلامة رقبتش.. ماعنده سالفة اللي يقص جيد الغزال

موضي كحت من الحرج: كنك تغازلني؟؟

راكان ضحك: ليه هذا هو اللي يسمونه الغزل.. ماعندي خبر

موضي ابتلعت حرجها وهي تعلم أنه يجاملها ليس إلا: خلنا من مجاملاتك يالشاعر
خلني أقول وين شفت مرت محمد
قبل حوالي سبع سنوات كنت سنة ثانية جامعة
وكان جاي لنا خدامة جديدة.. ولطيفة كانت نفاس بعبود وأمي عندها
فأنا رحت أودي الخدامة للقومسيون الطبي عشان يسوون لها فحص
واحنا قاعدين ننتظر شفت المرة اللي جنبي معها بطاقتك فوق أوراقها
بصراحة استغربت فسألتها: من هذا؟؟
جاوبتني بعفوية: زوجي

أنا مثل اللي انضربت على رأسي .. سألتها: متأكدة؟؟

المرة وقتها ارتبشت وعرفت إني عرفتك.. فهي سألتني: أنتي من؟؟

قلت لها: بنت عم اللي أنتي تقولين إنه زوجش

المسكينة والله تلخبطت.. وهلت شريطها كامل.. إنه أنت متزوجها على الورق بس عشان عيالها وبس..
وأنها جاية تخلص فحص خدامة أنت جايبها لهم باسمك
وصارت تعتذر وتعتذر..

أنا قلت لها: دام الرجال مسوي فيكم خير.. المفروض تصيرين أحرص عليه
هالمرة صدفتيني أنا.. وأنا مستحيل أقول لأحد
لكن الدوحة صغيرة وبكرة تصدفين حد غيري يعرف راكان.. وش بتسوين وقتها؟؟

المسكينة حلفت لي إنها ماعاد تقول لأحد إنك زوجها في مكان عام.. اللي يهمها جيرانها ومعارفها.. وهم يدرون
وهذي السالفة كلها

موضي أنهت حكايتها وهي تبتسم..
بينما راكان كان في غاية التأثر لأسباب عديدة..
همس بعمق: ومن وقتها تدرين وما قلتي لأحد؟؟

موضي بتلقائية: وليش أقول لأحد
يعني أنت تستر على بنت الناس وعيالها أجي أنا وأفضحك

راكان بهدوء آسر: تدرين إنش عظيمة يا موضي

موضي بخجل: وتدري إنك تستخدم ألفاظ فضفاضة زيادة عن اللزوم

راكان يبتسم: أنا ما أعرف أجامل ولا أنافق ولا أنفخ ريش ولا أمسح جوخ
بس جد موضي أحس كل الكلام ما يوفيش حقش علي
حفظتيني وحفظتي سري.. ولو كنتي كشفتيه ما كان عليش لوم
أنت كنتي بنت صغيرة.. والمنطق كان يقول إنش بتخافين وتبلغين أمش على الأقل

موضي تبتسم: ودام قلت لك سري.. ليش ما تقول لي سرك
دام إن السرين كلهم انتهوا
وسر بسر ونكون خالصين

راكان بحذر: أي سر؟؟

موضي بعذوبة: اللي كنت تحبها.. نفسي أعرفها بس
لو ما حبيت تقول براحتك.. أنا بس نفسي أعرف اللي قدرت على قلبك

اكفهر وجه راكان وهو يقول بهدوء: اسمحي لي موضي
أحب أحتفظ باسمها لنفسي

موضي شعرت بضيق ما..
عميق ربما.. حاد ربما.. اعتيادي ربما.. غير طبيعي ربما
مادام يرفض أن يخبرها باسمها مع أنه بات يعرف إن موضي هي موضع ثقة ولن تفشي له سرا
فهذا يعني أنه بقي لها شعور ما في قلبه
وأنها مازالت تتلحف بغشاء فؤاده في أحد الزوايا التي يحاول تناسيها

موضي حاولت رسم ابتسامة فاشلة على شفتيها : براحتك راكان.. أنا آسفة جد

راكان نظر لها بتعمن وهي تشيح بناظريها همس بهدوء: طالعيني موضي

موضي رفعت عينيها له.. وهو همس لها بثبات عذب: زعلتي صح؟؟

موضي ابتسمت بعذوبة مثقلة بالشجن: مازعلت والله العظيم.. يمكن تضايقت
أدري أنك كاشفني.. فما فيه داعي أنكر
ولا تقول لي ليه تضايقتي لأني ما أدري بالتحديد
يمكن أكون كرهت إنك مهوب قادر تأتمني على سرك
بينما احنا صرنا أصدقاء بالمعنى الفعلي

راكان ابتسم: واحنا فعلا أصدقاء وأكثر .. عمري ماحسيت بالراحة وأنا أتكلم مع حد مثل راحتي معش
بس بلاها تنبشين في ذا الموضوع يا موضي

موضي ابتسمت: خلاص راكان.. ما يهم.. خلك من حساسية النسوان
متى بنمشي بكرة؟؟

راكان بهدوء: بكرة إن شاء الله نتغدى .. وأسوي شيك آوت ونمشي



*****************************



بيت عبدالله بن مشعل
الصالة السفلية

مشاعل تجلس مع جدتها التي كانت تحادث ناصر في الهاتف
جدتها مدتها بالسماعة وهي تقول بحزم: هاش كلمي رجالش.. وأنا بأقوم أتوضأ أصلى الضحى

مشاعل كانت تشير لا.. ولكن جدتها حلفت عليها أن تكلمه

مشاعل تناولت السماعة بتردد وهي تكاد تذوب خجلا
همست بصوت خافت: ألو

ناصر تنهد بعمق وهمسها يصب في أعمق نقطة في قلبه.. رد بهدوء: هلا

مضت دقيقة صمت.. قطعها ناصر وهو يقول بحزم: وين المدرسة التي تبين تروحين لها؟؟
(رغم أنه كان يتمنى أن يقول لها:
اشتقت لك
بل أكاد أجن من شوقي
أما لهذا الهجر من آخر
أما لهذا العذاب من نهاية؟!!)

مشاعل تشعر أنها تختنق بكلماتها وهي تجيبه: اللي ورا بيتنا بشوي
(رغم أنها كانت تتمنى أن تقول له:
ألا تأتي لزيارة جدتي حتى
أراك لو من بعيد
أشعر بالاختناق بعيدا عن أنواءك
أشعر بالضياع بعيدا عن موانئك
أشعر أنني أذوي بعيدا عن شمسك وظلالك)


ناصر بهدوء: بس أنتي منتي بحاجة للشغل الخير واجد

مشاعل بحرج: الشغل حاجة نفسية قبل ما يكون مادية

ناصر بذات الهدوء: زين أنا بجي أوديش

مشاعل بجزع: لا ناصر لا.. يعني توهم عمي وأبي عندي البارحة يبوني أرجع وما رضيت.. اليوم أروح معك

ناصر ببرود: زين إنش فتحتي الموضوع بنفسش
ما تشوفين إنها كبيرة واجد تردين شيبان آل مشعل الكبار
على الأقل احشمي شيباتهم

مشاعل بألم: وأنت ما حشمتني قبلها

ناصر بغضب: وأنتي ما حشمتيني لا أول ولا تالي

مشاعل بألم عميق: ناصر مافيه داعي نفتح جروح بعض.. أنا عشان كذا ما أبي أرجع
كل واحد منا مجروح من الثاني.. أخاف عند أقل خلاف بيننا كل واحد يفتح للثاني الدفاتر القديمة
خلنا الحين في موضوع المدرسة
عندي مقابلة.. نص ساعة بس وأرجع..

ناصر يستعيد بروده: أنا أوديش.. أو مافيه روحة

مشاعل توترت بشدة.. ستكون المرة الأولى التي تركب معه في سيارته
وهما أمام الناس بينهما خلاف كبير
وبالفعل بينهما ما هو أكبر من مجرد خلاف
جرح عميق متجذر

همست بمناشدة عميقة: تكفى ناصر لا تعقدها

ناصر بعمق: أنتي عقدتيها قبلي

مشاعل تنهدت بعمق: بس توديني للمدرسة وترجعني بيت إبي

ناصر بغضب: لا تشرطين علي

مشاعل بخفوت: لا حول ولا قوة إلا بالله
خلاص ناصر هونت.. ما أبي المدرسة.. ولا أبي الوظيفة

ناصر بحزم: نص ساعة وأكون عندش.. ولو ما نزلتي لي.. طلعت لش



************************



الدوحة
سيتي سنتر


مشعل يلتفت للطيفة: انا آسف ياقلبي.. بس هذي أم علي ، فاتن الفرج
تعرفينها... تبي تجيب لي أوراق أوقعها.. يضايقش؟؟
شغلة دقيقتين بس

رغم أن لطيفة تجاوزت الإحساس بالضيق للغضب الفعلي لكنها همست بهدوء وهي تسيطر على غضبها:
خلاص خلنا نروح الكوفي.. وتجينا هناك.. مايصير توقعون الأوراق في الممرات

كان يدور تفكير ما في رأس لطيفة.. فهي تعلم أن تلك الحية الخبيثة لم تحضر إلا لتعلن وجودها أمامها
وهي مستعدة لها

مشعل ولطيفة توجها لريشو المقهى كان خاليا تماما
أخذا زاوية منعزلة ولطيفة تعطي ظهرها للمدخل ثم تهمس بهدوء: ممكن أحط نقابي مشعل؟؟

مشعل باستغراب: غريبة مهيب عوايدش

لطيفة بعفوية مصطنعة: أشوف الكوفي فاضي.. وبعدين أنت اللي وجهك للباب لو حد دخل نبهني
والجرسونات ناد لنا وحدة من البنات

مشعل بعفوية: براحتش

لطيفة قررت أن تلجأ لسلاح جمالها هذه المرة.. حتى تعلم هذه المتطفلة أن أم محمد ليست بالخصم السهل
ففاتن لم ترَ مطلقا وجه لطيفة.. ففي كل مرة كانت تراها بنقابها حتى في باريس
فإن كانت لا تعرف شخصيتها وكيف هي قادرة على احتواء زوجها
فعلى الأقل فلتريها أن الله أنعم عليها بنعمة الجمال التي تكفي لملء عين مشعل
حتى وإن كانت حقيقة لم تملأ عين مشعل إلا في الفترة الأخيرة فقط

لطيفة أخرجت مرآتها وتأكدت من شكلها ثم من ترتيب ابنتها
ومشعل يهمس لها بإعجاب: البنت وأمها كل وحدة تقول الزود عندي

لطيفة ابتسمت: مهيب واسعة شوي.. ضيقها عشان أصدق

مشعل يضحك: اللي يكذب يروح النار.. وأنتي وجودي أحلى من شافت عيني

وهو مستغرق في حديثه المرح مع لطيفة كانت فاتن تصل ومعها سكرتيرتها بعد أن أخبرها مشعل بمكانهما

اقتربت بهدوء وهي تسلم باحترام وذوق
لطيفة وقفت لها وهي تصافحها وترحب بها بدفء محترف
فاتن شعرت بصدمة حقيقية... فهي لم تتوقع أن زوجة مشعل قد تكون بهذا الجمال المبهر
ولكن انفعالها لم يظهر مطلقا على وجهها وهي تهتف بمهنية راقية:
جاكلين عطي أبو محمد الأوراق يوقعها ما نبي نخرب قعدته مع هله

فاتن بالنظرة الموضوعية الطبيعية.. ليست بالشخصية السيئة مطلقا.. فهي امرأة ناجحة وواثقة.. لها سمعتها الممتازة في السوق تعاملا مهنيا وأخلاقيا
ولكنها امرأة تعرف ماذا تريد تماما.. وتصل إليه
فهي تريد والدا قويا لابنها.. يربي ابنها كرجل حقيقي
وفي كل من عرفت من رجال.. كان مشعل هو الأنسب في نظرها
ولكن مشعلا لم ينتبه إليها.. أو ربما انتبه وادعى عدم الانتباه وحصر علاقته بها في العمل فقط


فاتن أخذت الأوراق بعد أن وقعها مشعل... وغادرت
ولطيفة تشعر بالارتياح العميق وهي تظن أنها ربحت المعركة
بينما المعركة لم تكن بدأت بعد.. بل هي على وشك الاندلاع



***************************


مركز طبي خاص/ الدوحة

أم فارس والعنود تجلسان أمام الطبيبة... أم فارس كانت شبه متأكدة أن العنود لابد حامل
ونقلت إحساسها للعنود وهي تسألها باهتمام وهما في الطريق عن آخر دورة شهرية
الاثنتان تشعران بتوجس سعيد مفعم بالأمل.. وخصوصا أم فارس التي نذرت حياتها لهذا الولد الوحيد.. لفارس
كم هي مشتاقة لرؤية صغاره.. أحفادها
بداخلها كم كبير من الحب ينتظرهم.. ينتظر وجووهم وأناملهم الصغيرة
تكاد تحلم الآن بملمس هذه الأنامل الزبدية بين يديها منذ الآن
تحلم بخطواتهم الأولى وأسنانهم الأولى وكلماتهم الأولى
تحلم برائحة فارس فيهم.. نظرة عينيه وابتسامة الرائعة
تتمنى أن يأخذوا من عبق روح والدهم وجمال أمهم..
مرجلة آل مشعل إن كانوا فتيانا.. آصالة عماتهن بالرضاعة إن كن فتيات
تريدهم أن يجمعوا كل الصفات المميزة.. تريدهم الأروع

أو ...
بالأحرى تريدهم كيف كانوا.. وكيف كان شكلهم
حتى وإن كانوا الأبشع بين الأطفال
يكفيها أنهم أبناء فارس

العنود كانت تشعر بتوجس مثير رقيق عذب
قطعة من فارس تنمو في أحشائها؟!!
تمازج روحيهما وخليط صفاتهما
هل سيشبه فارس؟؟ أم سيشبهها؟؟
هي تريده يشبه راكان إن كان فتى
وتشبه لطيفة إن كانت فتاة
يا الله لا تستطيع الصبر حتى يصبح جسده الصغير بين يديها وفي أحضانها

انتزع الاثنتان من أفكارهما صوت الطبيبة الهادئ:
نقص بي12 .. هو اللي مسبب الخمول واضطراب الدورة الشهرية

أم فارس شعرت بصدمة موجعة نسفت أبراج أحلامها
تعلم أنهما لم يتجاوزا شهرين بعد منذ زواجهما ومازال الوقت مبكرا
ولكنها كانت قد بنت أحلاما عريضة.. وانهيارها كان موجعا لها
همست أم فارس بخفوت بينما العنود غارقة في صدمتها الرقيقة: نعم؟؟

الطبيبة بذات الصوت الهادئ: البي12 عندها 300 والطبيعي من 450 ل900
تبي لها كورس علاج مكثف
10 إبر كل ابرة بقوة 500 يوم ورا يوم
وبعدين 4 ابرة بقوة 1000 مرة في الأسبوع
وبعدين من الأفضل تأخذ ابرة بقوة 1000 مرة كل شهر بشكل دوري

أم فارس باهتمام: والنقص هذا يأثر على الحمال؟؟

ابتسمت الطبيبة: لأ إن شاء الله
بس هالفيتامين أساسي في تكوين خلايا الدم الحمراء والحمض النووي
ومهم جدا أنه يكون في المستوى الطبيعي وقت الحمل عشان نضمن أطفال أصحاء خالين من التشوهات بإذن الله

الطبيبة استغرقت في كتابة الوصفة الطبية بينما كانت أم فارس تهمس للعنود بابتسامة وتقول لها كلام لا تقصده بحذافيره:
الشهر بداله شهور.. وانتو توكم معاريس وصغار.. استانسوا الحين ولاحقين على غثاء البزران




*********************************



واشنطن دي سي
بيت يوسف

باكينام تدخل البيت ويوسف يدخل قبلها يحمل حقيبتها وفي عينيه نظرة انتصار واضحة
باكينام صُدمت وفُجعت ويوسف يلقي الخبر على مسامعها
رتبت حقيبتها على عجل وهي تشعر بثقل المهمة على قلبها
وطوال الطريق وهي تتحاشى النظر إليه أو حتى محادثته
وهاهي تدخل بيته كأنها تُقاد إلى قبرها

همست وهي تتجاوز الباب بحرج حقيقي: وممكن أعرف أنّا وفيكتوريا جايين ليه؟؟ وإزاي ما يبلغونيش؟؟

يوسف بنبرة اعتيادية: شكلهم عاوزين يعملوها سربرايز

باكينام بتصميم: بس اسمعني أول ما يسافروا أنا هأرجع للسكن

يوسف بهدوء رغم التماع نظرة الخبث في عينيه: لما يسافرو يحلها الحلال

ثم أردف باهتمام: أنا ئلت لماريا تجهز لهم أوضة الضيوف اللي تحت
شوفي هي عملت إيه.. وعملت إيه للعشاء
عشان تباني ئدامهم إنك عارفة كل حاجة
وأنا رايح المطار أجيبهم



***************************



بيت جابر بن حمد
الصباح

أم حمد مريضة اليوم.. فهي باتت تمرض كثيرا الفترة الأخيرة
عالية من بقيت عندها اليوم.. وعلياء ومعالي توجهتا للمدرسة

حينما رن هاتف البيت سارعت لإلتقاطه فهي وشقيقتيها ينتظران اتصالا غاليا على قلوبهن منذ فترة
وكثيرا ما خاب ظنهن في المتصل حين لا يكون حمد الذي لم يتصل منذ أكثر من ثلاثة أسابيع
الفتيات الثلاث يشعرن بحزن عميق وخوف أعمق
غياب حمد جعل والديهما يكبران كثيرا.. وخطوط الهم ترسم علامات غائرة على وجهيهما وروحيهما
لو حدث لوالديهما شيء وحمد غائب.. فمن لهن؟؟
إحساس ضياع يلف أرواحهن المراهقة القلقة

التقطت السماعة بتوتر وهي تهمس: الو

حين سمعت صوته الدافئ يهمس بمرح: أي وحدة في الغزلان الثلاثة أنتي؟؟
انهارت مشاعرها المثقلة
وانخرطت في بكاء حاد وهي تشهق بعنف
حمد شعر برعب كاسح وهو يصرخ: وش شفيش؟؟ حد منكم صار عليه شيء؟؟

عالية تشهق: لا والله كلنا طيبين.. بس اشتقنا لك.. تكفى حمد ارجع خلاص
تكفى

حمد برعب: عطيني أمي أكلمها.. أبي أتطمن عليها

عالية بتوتر وصوتها يهتز: أمي تعبانة شوي ومتمددة في غرفتها

حمد بغضب مختلط بالقلق والتوتر: عالية خلصيني.. أمي وش فيها؟؟

عالية بصدق وكلماتها تنثال بوجع: والله تعبانة شوي بس..وإن شاء الله إنها طيبة
أمي مشتاقة لك يا حمد.. حتى إبي مشتاق لك واجد ولا يبين
وأنا وخواتي
حمد حن مالنا غيرك.. لمتى وأنت مخلينا
حالتنا حالة عقبك

حمد شعر أن روحه تتمزق.. هتف لها بحزم: خلاص قولي لأمي وأبي إني راجع قريب.. قريب



#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اسى الهجران, انفاس قطر, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t121341.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 01-06-15 01:25 AM
Untitled document This thread Refback 03-01-15 05:49 PM
ط±ظˆط§ظٹط© ط§ط³ظ‰ ط§ظ„ظ‡ط¬ط±ط§ظ† ظ…ظ†طھط¯ظ‰ ظ„ظٹظ„ط§ط³ ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 05-09-14 06:38 PM
ط®ظ„ظٹظ†ظ‰ ط°ظƒط±ظ‰ ظ„ظٹظ‡ ظƒط¯ظ‡ ط¨ط³ ظٹط§ ظ‡ط§ظ„ط© ط¯ظ‡ ط§ظ†ط§ ظƒظ†طھ ط¨ط­طھط±ظ…ظƒ ط´ظˆظپ Facebook This thread Refback 05-09-14 02:11 AM
ظ…ظˆط¶ظٹ طھط±ظ‰ ط§ظ„ظˆط¹ط¯ ط±ط§ط³ طھظ†ظˆط±ظ‡ This thread Refback 08-08-14 08:55 AM


الساعة الآن 11:30 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية