كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وحشتوني.. وحشتوني.. وحشتوني
عساكم ما تفقدون غالي.. والله أني فقدتكم ولكم وحشة مالها حد
الله لا يحرمني منكم ولا من غلاكم على قلبي
.
.
اليوم يا بنات أنا مبسوطة فوق ما تتصورون لأنه فيه بنات يقولون بدوا يصلون القيام من تأثرهم بالرواية
اللهم لك الحمد والشكر
وأدعوا الله لهم بالتثبيت والهداية وسعة العلم
وأدعو لكل خواتي بالهداية
يا نبضات قلبي هناك شيئان يجب ألا تفرطن بهما أبدا
الصلاة والاحتشام فبهما خير الدنيا والآخرة
نسأل الله لنا ولكم الصلاح والمغفرة
.
.
.
ما أبي أطول عليكم بس فيه تساؤلات وطلبات
أولا تطويل البارتات وتخلص الرواية قبل رمضان
هذا أنا أكتب يا نبضات قلبي.. بس وضعي الصحي ماعاد يسمح لي بالكتابة مثل أول.. صايرة أكتب ببطء شديد
وأنا ما أبي أسلق الرواية
أبي أكتبها مثل ما خططت لها بالضبط إن شاء الله
لو خلصت قبل رمضان خير وبركة
لو ماقدرت.. الحي من الحي قريب
ومايصير إلا اللي يرضيكم إن شاء الله
.
فيه اللي سألت عن "التنور" الصيد بالأضاءه؟؟
يا بنات الصيد الفعلي صح (صقور وإلا كلاب) يبي له رحلة ويروحون داخل الصحراء
بس "التنور" في أي مكان
جنب الشارع .. في الصحراء.. جنب الخيام لو كنتو مخيمين
يا كثر ماكنا مع الوالد الله يطول عمره نشوف أرانب وإلا جرابيع تركض تعبر الشارع واحنا مسافرين
على طول نصارخ: نتنور...(مثل ماقال راكان لموضي)
يوقف فينا جنب الشارع وكل واحد بكشافه والوالد بنور السيارة
.
تساؤل ثالث: شامة باكينام؟؟
ما نسيتها ترا.. بس مابعد صار وقتها
.
تساؤل رابع
مريم
ما نسيتها بعد.. مؤجلة شوي ليس إلا
ولها دورها الخاص
.
.
بارت اليوم بارت خاص عندي وماراثوني بيعبر غالبية شخصيات الرواية تقريبا
بالنسبة للقفلة اللي زعلت كثير من الغوالي
أنا والله موب غاوية نكد.. ولا أبي أجيب مصيبة لكل عريس جديد
لكن أنا عندي سبب وجيه لطلعة الذيب والموقف اللي بيصير بعده
هم سببين موب سبب واحد
واحد بتعرفونه هالبارت والثاني بعدين
أردت صناعة مؤثر خاص لموقف مختلف وعميق
انتبهوا للجملة الأخيرة!!!
مؤثر خاص لموقف مختلف وعميق!!
.
الحين استلموا
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
وموعدنا بكرة الساعة 12 منتصف الليل تماما
.
.
أسى الهجران/ الجزء الثاني والثمانون
كانت موضي تنظر برعب حقيقي للمشهد أمامها وقلبها يكاد يقفز من بين جنبيها
كان المشهد أشبه ما يكون بمشهد سينمائي مثير وخصوصا مع إضاءة أنوار السيارة القوية للمشهد
ولكن المأساة أنه كان مشهدا حقيقيا.. ويحصل أمام عينيها
كانا ذئبين وليس واحدا
كلاهما يتحفز للهجوم
الذئب بذكائه المعروف كان يدرس راكان ليجد نقطة الضعف لينقض منها
وراكان تتحفز مشاعره للحد الأقصى ليعرف من أين سيهجم الذئب عليه
الذئب يخشى من لا يخشاه.. ويقتات من رعب الآخرين
لأن الخائف يتوتر ويضعف ويصبح فريسة سهلة له
والذئب كان متيقنا أن راكان ليس خائفا مطلقا منه وراكان يقف أمامه واثقا في وضعية قتالية مستعدة
ولكن الذئب كان لا يشغله شيئا سوي التفكير بكيف يصل إلى راكان
بينما راكان كان مشغولا بشيئين.. الدفاع عن نفسه.. والخوف على موضي
وخوفه عليها كان في أول أولياته
وحينما يتمزق التفكير ويتشتت بين عدة أشياء يقل الانتباه
لذا حينما صرخ راكان في موضي للمرة الثانية: موضي للسيارة بسرعة
انتهز الذئب الفرصة النادرة لتشتت راكان الذي أشعر الذئب نفسه بصعوبة مباغتته
لذا استغل هذه الفرصة وهجم دون تردد وهو يعتلي صدر راكان
وراكان يحاول خنق الذئب بيديه العاريتين
ولكن الذئب أمال رأسه وهو يغرس أنيابه في كتف راكان رغم أن الذئب كان يخطط لغرسها في عنقه
راكان كان يحاول إبعاد رأس الذئب
وهو مازال في محاولته لإبعاده
رأى الذئب يطير بعيدا
وهو يهرول مبتعدا متخبطا ويعوي بألم
راكان وقف مدهوشا وهو يمسك كتفه حيث ينبثق الدم بغزارة
كانت موضي تقف أمامه
وبيدها عصاه الضخمة التي كان هو ذاتها قد نسيها
كانت أنفاسها تعلو وتهبط.. وجهها محمر.. وعيناها ممتلئان بالدموع
كان راكان يفتح عينيه ويغلقهما كما لو كان غشيهما إشعاع أعماه
بدت له موضي كما لو كانت تشع..
تـــشــــع!!!
تشع بكل معنى الكلمة!!!
محاطة بهالة نور غير مفهومة
وهي تبدو كما لو كانت جزءا من لوحة فنية نادرة الوجود ونور السيارة يشع خلفها
حينها رأى وجهها
رآه بوضوح
بدت له وفي عينيه جميلة إلى حد الوجع
عذبة إلى حد الحلم
ناضجة إلى حد الهلوسة
أجمل مما يتذكر وأعذب وأنضج
جميلة كزهرة ربيع ندية متفتحة البتلات
عذبة كنسائم أوائل الشتاء
ناضجة كفاكهة صيف مرتوية ومغلفة بالسكر
بــاخــتـصــار
بدت له كمعجزة مذهلة!!!
موضي ألقت بالعصا وهي تركض ناحيته
وهي تضع يدها فوق يده التي تغطي جرحه وتهتف بقلق عميق وصوتها يختنق:
راكان أنت طيب؟؟
راكان شعر بملمس نعومة يدها فوق يده يختلط بحرارة دمه المتدفق بغزارة
كان إحساسا غريبا.. وعميقا.. وموجعا بشفافية.. موجعا بحق
رد عليها وهو يتماسك: طيب.. عضة بسيطة.. بس أخاف إنه الذيب يكون مسعور لازم أروح أقرب مركز صحي يعطوني 21 إبرة
موضي باستعجال وهي مازالت تضغط على جرحه: أقرب مركز الحين البطحاء.. خلنا نروح
كانت تزيح خصلات شعرها عن وجهها بظهر كفها.. فتلطخ وجهها بقطرات من دمه
كان إحساسا خياليا مشبعا بالشجن وهو يرى تفاصيل وجهها الملطخ من هذا القرب.. وفي هذا الموقف بالذات..
شعر برغبة عارمة أن يقيس كل تفصيل من تفاصيلها بالمسطرة
يتحسس هذه التفاصيل ليتأكد هل هي حقيقية فعلا
لأنه شعر أنه كل مابها أكثر من مثالي.. أكثر من رائع
كل مابها يدفع إلى أقصى درجات الإعجاب حتى التفجر والتشظي والانشطار!!!
راكان يريد أن يهرب من جنون أفكاره التي فسرها بمجرد إعجاب آني.. مجرد إعجاب رجل عابر بامرأة ما
فسألها: أنتي شلون عينتي العجراء؟؟؟
موضي تتنهد قلقا عليه: قلت لنفسي إذا أنت مشعلي أصيل لازم ألاقي تحت سيتك يا عجراء يا ليور
ابتسم راكان رغم ألمه: وأشلون طيرتي الذيب كذا.. لا تكونين كنتي تشتغلين في الصاعقة؟؟
موضي بألم: ولك بال تمزح بعد.. خلنا فيك
موضي حينما صرخ بها راكان لتعود للسيارة رجعت وهي تركض وفي بالها شيء واحد
أن تبحث في السيارة عن آلة دفاع ثقيلة تنفع لإبعاد الذئب
ولأنها تعلم أن والدها ومشعل وفارس وحتى مشعل زوج لطيفة جميعهم يحتفظون بآلات كهذه تحت مقعد السائق
فكانت شبه متأكدة أنها ستجد عند راكان
لذا استخرجتها بسرعة وعادت لراكان وكان الذئب وقتها يغرس أنيابه في كتف راكان
استجمعت موضي كل قوتها لتودعها ضربة قوية وجهتها لرأس الذئب مباشرة
تعلم أنها لن تفلح في قتله.. ولو كان من وجه الضربة راكان مثلا كان سيصرعه مباشرة
ولكن ضربتها كانت قوية كفاية لإخافة الذئب وإبعاده
وصلا للسيارة راكان همس بهدوء يخفي ألمه: العضة في كتفي اليمين.. ويدي اليمين كلها ماني بقادر أحركها
ما أعتقد إني بأقدر أسوق
موضي بثقة: أنا بأسوق.. وتكفى ما تقول لا
راكان باستغراب: تعرفين تسوقين؟؟
موضي بقلق عليه وهما يصلان للسيارة: يعني تبي رفقتي لفارس تطلع على الفاضي.. علمني السواقة والرماية بعد..
راكان يبتسم رغم أن الموقف ليس موقفا للابتسام: والله منتي بهينة يا موضي اللي قدرتي على فارس مع شدته وخليتيه يعلمش
موضي تذوب قلقا: خلنا من فارس...تكفى راكان خلني أوديك المركز
راكان بقلق: يا بنت الحلال.. حن في السعودية.. أشلون لو شافنا حد وأنتي تسوقين
موضي برجاء عميق: ماحد بشايفني
الحين الدنيا ليل وماحد بشايفنا
وإذا وصلنا للمركز ونزلنا قل إنك أنت اللي كنت تسوق
راكان وهو يتجه للباب المجاور للسائق: خلاص يا بنت الحلال.. توكلي على الله.. أنتي سواقنا اليوم
*********************
قبل ذلك
بيت عبدالله بن مشعل
جميع الضيوف غادروا
مشاعل كانت تصعد لغرفتها
تريد تبديل ملابسها.. صلاة قيامها والنوم
فهي كانت مرهقة بشدة
رن هاتفها
تنهدت وهي تتذكر.. فهي كانت قد نسيت ناصر وطلبه
ردت بخجل: هلا ناصر
ناصر بمرح: هلا والله بصادقة الوعد
مشاعل تبتسم: لا تكذب علي... ما وعدتك بشيء
ناصر بعمق: بس أنا وعدت روحي.. وأنا وأنتي واحد
وأنا قاعد الحين على الكراسي في الحديقة.. انزلي لي
مشاعل بصدمة: أنت مجنون.. وش تبي هلي يقولون علي؟؟.. حركات مراهقة
ناصر يبتسم: والله العظيم توني أستأذنت عمي.. خليتيني مثل طلاب المدارس
وكنش خطيبتي مهوب مرتي
مشاعل بتردد: زين بأنزل.. بس بشرط
ناصر بحنان: تشرطي مثل ما تبين ياقلب ناصر
مشاعل بخجل: تلزم حدودك.. وماتسوي مثل آخر مرة شفتك فيها
ناصر برجاء: قلبي مشاعل لا تصيرين صكة
مشاعل بحزن: الحين أنا كنت عندك في بيتك وماباقي إلا أرمي نفسي عليك
وأنت قرفان مني
الحين في بيت هلي تبي تحرجني؟!!
ناصر بحزن مشابه: خلاص يا قلبي.. أبي أشوفش بس.. مشتاق لش
وماني بمسوي شي.. وعد
**************************
مركز البطحاء الصحي
قبل أذان الفجر
غرفة الاستراحة
تم تنظيف جرح راكان وتضميده
كما تم إعطائه 21 إبرة مضادة للسعار.. خوفا أن يكون الذئب مسعورا
هاهو يتمدد بصدره العاري والضمادات على كتفه
وهاهي موضي تجلس عند رأسه
وهو يفتح عينا ويغلق الأخرى
همست موضي عند أذنه بحنان: راكان أشرايك أتصل بفارس يجينا؟؟
راكان همس بهدوء مرهق: لا مافيه داعي
موضي بقلق: أنت تعبان.. خلنا نرجع للدوحة
راكان يهمس: ماني بمغير مخططاتي عشان شي مايستاهل.. أنا الحين أحسن
وحن الحين صرنا في البطحاء
والمركز السعودي على بعد دقيقة
بأسوق 5 دقايق لين الغويفات المركز الإماراتي
وبأخلي سيارتي هناك.. وبنأخذ تكسي لدبي
وهناك بنستخدم التكاسي .. وكلها يومين وأكون تمام
بس الحين جيبي لي ثوب من شنطتي من السيارة ولا عليش أمر
بدل ثوبي اللي تشقق
***********************
حديقة بيت عبدالله بن مشعل
بعد منتصف الليل
ناصر يجلس على أحد المقاعد التي كانت معدة لاحتفال العشاء
ومشاعل كانت تقترب بتردد وارتباك
مشاعل لم تكن مرتاحة مطلقا لهذه التصرفات التي باتت تشعرها بالحرج من أهلها
فلا هي بالغاضبة منه.. ولا هي من عادت معه
ووالدها مازال معتصما بالصمت.. حتى لا تشعر أنه متضايق منها
وتفكير عبدالله يتجه إلى أن ربما مشاعل هي من تريد البقاء عند أمها
لأنه يرى أن ناصر يأتي لزيارتها وهاهو الليلة يستأذنه لهذه الزيارة
لذا قرر أن يمنحهم عدة أيام قبل أن يتدخل لحل المشكلة هو ومحمد الذي لاحظ هو أيضا
بل تجاوز الملاحظة للغضب وهو يعنّف ناصر الليلة بعد عشاء زواج راكان:
ناصر ما تشوف أنك مسختها... لمتى ومرتك عند أهلها؟؟
ناصر انتفض من المباغتة غير المتوقعة: مشاعل تعبانة شوي وتبي ترتاح عند أمها
محمد بنبرة غضب: والله البارحة شايفها عند أمي ومافيها إلا العافية
رد مرتك ياولد.. وبلاها حركات دلع النسوان اللي مالها معنى
ولا تصير كمخة ومرتك تمشي شورها عليك...
بنت عمك لها القدر والحشيمة والغلا.. بس لا تخليها تقلل من قدرك أنت
ناصر تضايق بالفعل أن يكون هو سبب المشكلة ويتجه الاتهام لمشاعل
برأسه تفكير معين يتمنى أن توافقه مشاعل عليه
مشاعل وصلت بخطواتها الرقيقة المترددة وناصر غارق في أفكاره
وصلت وهو مازال غير منتبه.. همست برقة: نحن هنا
ناصر انتفض ثم ابتسم وهو يمعن النظر في طلتها الملائكية والمثيرة في آن
فستانها بلونه الأزرق الملكي مع الدانتيل الفضي
شعرها المجعد.. ظلالها الدخانية.. ثم شفتيها الملونتين بأحمر شفاة زهري فاتح يتلألأ برونق خاص
ابتسم ناصر: هلا والله في ذمتي باللي هنا..
وهنا ( قالها وهو يشير إلى قلبه)
وش هالزين؟؟!! خليتي لباقي الحريم شيء من الزين؟!!
ثم أردف: عادي أقول لش اقعدي جنبي وإلا يدخل ضمن الاتفاق؟؟
مشاعل توجهت لكرسي يبعد عنه بمسافة كرسي وجلست وهي تبتسم:
نعم... يدخل ضمن الاتفاق..
ناصر ابتسم: زين ما فشلت روحي.. كنت أبيش تجلسين في حضني أصلا
مشاعل كحت من الحرج بشكل فعلي وهي تقول بحرج: ناصر تحشم.. وش اتفقنا عليه؟؟
ناصر بخبث عميق: بس ما اتفقنا تكونين حلوة كذا.. أنا ما استحمل
تبين أتحشم طاوعيني في اللي أقوله لش.. لأنه الشيبة العود غسل شراعي اليوم.. ويقول إنش مشيتيني على شورش
فأنا عندي راي..
مشاعل بحذر: راي وشو؟؟؟ وش ذا الكلام اللي عمي يقوله؟؟ أنا اللي مشيتك على شوري؟!!
*************************
واشنطن دي سي
شقة مشعل
باب الشقة ينفتح
وهيا ومشعل يدخلان
هيا تدخل وتلقي بنفسها جالسة على الأريكة
ومشعل يُدخل الحقائب التي كان حارس البناية يصفها عند الباب من الخارج
حتى انتهى
أغلق الباب ثم جلس جوار هيا وهو يضع ذراعه على كتفيها ويهمس لها بحنان:
تعبانة ياقلبي؟؟
هيا وضعت رأسها على كتفه وهمست باختناق: مشتاقة لهلي
احتضنها مشعل وهمس بتأثر: فديت المشتاقين يا ناس
خلاص يا بنت الحلال مشتاقة رجعتش الدوحة
رفعت هيا رأسها: واخليك ترجع بروحك
لا والله.. ولا تحاول.. أنا دارية تبي تخلص مني
مشعل وقف ليدخل الحقائب وهو يقول باهتمام:أنا حانش بس..
اسمعيني زين ..لا تسوين أي شيء
أنا بأتصل الحين في مكتب الخدم.. يرسلون لنا وحدة تنظف وتساعدش في الشناط
هيا برفض: مافيه داعي حبيبي
مشعل بحزم: لا حبيبتي أنتي مهوب مثل اول.. تبين تشتغلين في البيت بعد؟؟
كفاية عليش الحمل والدراسة
نخليها تجي في النهار تغسل وترتب.. وفي الليل ترجع لبيتها مثل طريقتهم هنا
هيا نهضت وهي تقول بحب: جعلني ما أذوق حزنك يا قلبي
ثم أردفت: خلني أتصل في باكينام.. أشوف أخبار العروس
***********************
دبي
الصباح
فندق الماريوت/ شارع أبي بكر الصديق
راكان وموضي يصلان جناحهما الضخم.. ورغم ضخامته ولكنه ليس مفصولا بحواجز أو أبواب
بل مفتوحة أقسامه جميعها على بعضها
الاثنان كانا مستهلكين من الإرهاق والتعب وفي حالة مزرية
كان منظرهما مريبا وهما يدخلان إلى بهو الفندق يترنحان من التعب
ولكنهما لم يكونا يفكران بشيء سوى الاستحمام والنوم
راكان بعد دخولهما للجناح ورؤيته لنظامه: تبين نغير الجناح؟؟
موضي بتعب: مافيه داعي راكان.. والله ما أقدر أتحرك يالله أتسبح وأنام أقوم لصلاة الظهر
راكان بصوت مرهق: أنا أبيش تكونين مرتاحة
موضي تبدأ بخلع نقابها وعباءتها كدليل على اقتناعها بالغرفة رغم أنها غير مقتنعة
ولكنها تعلم فنادق دبي وازدحامها
وخصوصا أنهما مازالا في فترة عطلة منتصف العام
ويستحيل ان يجد حجزا بديلا
ولا تريد أن تبدو أمام راكان متطلبة أو مهزوزة أو متوترة من تواجدها معه
راكان بدأ بمحاولة خلع ثيابه.. رغم صعوبة المحاولة عليه ولكنه نجح في المهمة بينما موضي كانت مشغولة بفتح حقيبتها التي رتبتها شقيقتاها
استخرجت فوطتها وروبها وبيجامة حريرية وجدتها بصعوبة بين أكداس ملابس شعرت بالصداع وهي تراها وتغلق الحقيبة خوفا أن يراها راكان
ثم ألتفتت له لترى إن كان يحتاج للمساعدة ولكنها وجدته خلع ثوبه
همس لها: تسبحين؟؟
موضي باهتمام: لا أنت أول.. عشان ترتاح
راكان توجه للحمام.. همست موضي بحرج: تبي مساعدة؟؟
راكان بابتسامة: لا مشكورة.. بأعرف اسنع روحي
كان ينظر لها بتمعن
البارحة أعتقد أنه كان يهلوس حين رآها شيئا أشبه بالحلم وظن أن هلوساته ناتجة عن الموقف الغريب الذي وضعا فيه
ولكنه يراها الآن في ضوء النهار ..بوجهها المتعب وبقايا آثار كحل يسكن أهدابها.. ومازال يراها ذات الحلم وبصورة أعمق وأكثر وجعا
ولكنه مقتنع تماما أنه ناتج عن أنها المرة الأولى التي يقترب من امرأة إلى هذه الحد..مجرد سحر وقتي قابل للتبخر والذوبان
موضي قاطعت تأمله وهي تهمس بحرج: راكان تبي أجيب لك شيء؟؟
راكان انتفض ولكنه همس بثبات: لا مشكورة.. بأروح للحمام
موضي باحترام: خلاص بأطلع لك ملابس على ما تخلص
************************
شقة مشعل /واشنطن دي سي
غرفة هيا
باكينام وهيا في الغرفة تتحدثان
هيا بغضب: تدرين إنش مجنونة
باكينام بحزن: هيا ما تعاتبنيش.. اللي إيدو في الميه مش زي اللي إيدو في النار
هيا مستمرة في غضبها: بس أنتي خليتيني في النار
لأنه ولد عمتي هو سبب المشكلة
يعني شنو كان بينقص عليش لو قلتي له الحقيقة
يعني أنتي مرتاحة الحين وهو يشك فيش؟!!
باكينام تبتسم رغم أن عينيها بدأتا تغيمان بالدموع:
مال الإريال عندك مش مزبوط.. الوشوشة عالية أوي
بئيتي تتكلمي زي الدكتور مَشعل تمام.. وهو بيئول لي كل ما يشوفني:
أشلونش؟؟ وكيف حالش؟؟
ابتسمت هيا: مافيه تهربين من السؤال
أنتي عارفة إنه هذا كلام باباتي
وأنا مبسوطة بالرجوع لقواعدي سالمة
خلينا فيش الحين
أنا بأكلم يوسف وأقول له كل شيء
إنه حمد ولد عمتي أنا.. وإنه أنا اللي طلبت منش تزورينه
باكينام بجزع: حلفتك بربنا ما تعمليها
والله لأكون زعلانة منك عمري كله
هيا بحزن: يعني عاجبش حالش كذا.. أنتي ذبلتي مرة وحدة
وأنتي عارفة إنش تحبينه من أيام ما كنتي تظنينه جرسون وتكابرين
الحين يوم صار زوجش.. عاجبش تعذيب النفس ذا؟؟
باكينام بنبرة عميقة: زي ما كنتي بتعزبي نفسك وبتعزبي مشعل وأنتي بتموتي في الأرض اللي بيمشي عليها
الوحدة منا بتشوف مشكلة التانية بسيطة.. بس الإحساس اللي جوا هوا اللي بيدبح
آه أنا بحب يوسف وهأموت عليه كمان..
بس هو ما بيحبنيش.. هو حب فكرة أنو أنا أبئى ليه
وما كنش عندي مانع أكون ليه ولأخر نفس عندي
بس إيه اللي لئيته منو؟؟
شك؟؟.. شك؟؟.. أنا يا هيا.. أنا؟؟
أنا يشك فيني إني بأخونه؟؟
أنتي أكتر وحدة عرفاني.. حتى أئبل ما أتحجب عمري ماكنش ليا أي علائة بشب
هأعملها بعد ما تحجبت وبئيت على زمة راجل
خليه يتحرء بشكه زي ما حرق ئلبي
هيا تتنهد: والحل؟؟ عاجبكم حالكم؟؟
باكينام بحزن عميق: أنا عاوزة أتطلء بس هو مش راضي
هيا تبتسم: أنا وأنتي مجانين.. تذكريني بنفسي لما طلبت الطلاق من مشعل
أطلب الطلاق وأنا ما أبغيه.. ولو كان طاوعني في جنوني
كان جنيت صدق وقتها
والحين يوسف لو طاوع جنانش وطلقش.. ماحد بيندم غيرش
باكينام ببوح عميق مشبع بالوجع: واحشني أوي
والله واحشني
الندل الحقير والله باحبه.. باحبه.. بس هو ما يستاهلش
عاملني زي الحيوانة.. خد مني اللي هو عاوزه وبعدها سابني زي الزبالة اللي الواحد ئرفان منها
أنهت عبارتها الموجعة ثم ارتمت في حضن هيا تنتحب بألم شاسع لا حدود له
هيا احتضنتها وهي تتنهد وتربت على ظهرها
وتشعربألم عميق.. مساندة لبكينام التي لم ترها بهذا الضعف إلا بعد معرفتها بيوسف!!
************************
بيت عبدالله بن مشعل
الصباح الباكر
مشاعل مازالت عاجزة عن النوم من بعد مقابلتها البارحة مع ناصر
تعلم أن الآن وقت نهوضه لعمله.. بودها أن تتصل به لتتأكد إن كان قام لعمله كما كانت تفعل طيلة الأيام الماضية
ولكن ربما كان لم ينم أساسا مثلها.. كما أنها لا تستطيع مواجهته بعد أن استلت ابتسامته برفضها لعرضه الذي عرضه عليها البارحة
شعرت وقتها وحتى الآن بحزن عميق يدمي فؤادها وهي ترى وجهه يكفهر وحاجبيه ينعقدان وهو ينهض دون أن يضيف كلمة واحدة
ليغادرها ويتركها مشبعة بالألم.. والأسى
كانت غارقة في أفكارها التي انتزعها منها رنين هاتفها
التقطت الهاتف تسللت ابتسامة دافئة لوجهها وهي ترى اسمه..
ردت بهمسها الخافت الذي يعذبه: الو
صوته المرح المشبع بالدفء: ليش ما اتصلتي تصحيني كالعادة؟!!
مشاعل بخجل حزين: خفت تكون زعلان عشان اللي صار البارحة
ناصر بنفس النبرة المرحة: وأنا فعلا زعلان.. بس شأسوي؟؟
صوتش صار مثل كوب القهوة.. لو ما سمعته أول ما أصحا.. بيظل رأسي يوجعني
مشاعل ببوح مفاجئ: تدري إنه كل يوم أحبك أكثر من اليوم اللي قبله
ناصر صمت.. كان مبهوتا مصعوقا.. وكلمة (أحبك) تبعثر مشاعره بعنف كاسح
ولكن صمته لم يستمر سوى لحظات وهو يرد عليها بعمق خاص:
وأنا والله العظيم مهوب بس أحبش.. أنا أعشقش.. وأذوب فيش
مشاعري ناحيتش تفجرت بشكل صار يخوفني
أنا مرعوب إني ممكن أصحى يوم وما أصحى على صوتش
ما أصحى على أمل إني بأصحى يوم والاقيش في حضني
خلاص مشاعل يا قلبي.. والله العظيم إني تربيت وتبت.. ارجعي لي
حرام تعذبيني كذا.. لذا الدرجة أهون عليش
وافقي على اقتراحي اللي اقترحته عليش البارحة
مشاعل بألم: جرحك بقلبي بعده طري.. وطردتك لي من بيتك ترن في أذني
**************************
دبي
فندق الماريوت/ جناح راكان موضي
موضي لم تخرج من الحمام حتى نشفت شعرها وفردته بالمجفف الكهربائي
خجلت أن تخرج لراكان بروبها وفوطتها
كما تشعر بالخجل من أن يراها الآن ببيجامتها الحريرية
تنهدت بعمق وهي تخرج
(لازم أتعود عليه
أنا اللي ورطت نفسي في ذا الزواج
على الأقل أحاول ما أحرج راكان وأقيد حريته بذا الخجل
اللي مدري من وين ركبني)
حين خرجت كان راكان يتمدد على الكنبة في غرفة الجلوس
رغم أنها رأته عار الصدر أكثر من مرة اليوم إلا أنها مازالت تشعر بخجل متعاظم من الالتفات ناحيته
همست بدون أن تقترب: راكان أنت نام على السرير
أنا بانام مكانك
راكان بهدوء وهو يسترخي استعدادا للنوم مع شعوره المتزايد بالتعب:
لا موضي أنا بانام هنا.. مكاني مريح بس جيبي لي غطا ولا عليش أمر
موضي أحضرت له الغطاء وهي تتعثر في خطواتها
فردت الغطاء لتغطيه به.. بدأت من قدميه حتى أوصلت الغطاء لكتفه
حينها أمسك راكان بكفها
انتفضت بعنف ويده الضخمة الدافئة تحتوي كفها
همس لها بحنو وتقدير: ما شكرتش اليوم
مشكورة يا موضي مشكورة
ثم أفلت يدها
انتهى التلامس الجسدي ولكن مفعوله الروحي لم ينتهِ بل بدأ بالتعمق
وخصوصا عند موضي
التي كانت دائما تشعر بالرعب من كل لمسة من حمد
ولكنها الآن تشعر بعبق لمسة مختلفة دفعت شيئا من الإحساس بالأمان في روحها
راكان تمنى لو تجاوز احتضان كفها إلى تقبيل أناملها
فهو يشعر بامتنان عميق ناحيتها
وهذه القبلة لو حدثت ليست سوى تعبيرا عن امتنانه لها على طريقة الإزواج.. ليس إلا!!!!!!
موضي توجهت للسرير وهي تحتضن كفها
تمددت وتغطت
وهي مازالت تحتضنها
***************************
الدوحة
بيت مشعل بن محمد
الساعة 11 صباحا
لطيفة تعيد ترتيب ملابس بناتها في غرفتهن والاثنتان بجوارها يساعدنها حينا ويلعبن حينا
رن هاتفها.. التقطت الهاتف وابتسمت: هلا شيخة
لحقتي تشتاقين لي.. توش شايفتني البارحة في عشاء موضي
شيخة بمرح: آه لا تذكريني بموضي.. ماشاء الله عليها البارحة كانت تهبل
تحسرت على وخيي رويشد.. اللي قاعد قدامي بوجهه المصفوق يقطع الخميرة من البيت
لطيفة تضحك: أمحق أخت.. الحمدلله منتي بأختي
شيخة تضحك: ياحظش يصير عندش أخت تنكة عسل.. وكيس سكر.. ودرام شكولاته
كل شيء عندنا احنا المتان راهي وبالكوم
لطيفة تبتسم: زين أنا لاهية الحين.. أرتب.. بأكلمش بعدين
شيخة بمرح: يا أختي حد قال لش ميتة على وجهش.. أنا أصلا ناسيتش
بس شفت رجالش في الجريدة طريتي علي
قلت أكلمش
لطيفة تبتسم: مشعل طالع في الجريدة اليوم؟؟ ماقال لي
شيخة تبتسم: ماشاء الله تبارك الله جعل عيني ماتضره
أطول واحد في كل اللي معه... صدق رزة
وإلا اللي جنبه.. صدق نسوان ماعاد يستحون..
زين كسران خشم ذا العوبا
لطيفة كانت تبتسم مع الشطر الأول من حديث شيخة
ولكن وجهها بدأ يكفهر مع الشطر الثاني
ثم همست بنبرة اعتيادية: خلاص بأشوفها إذا خلصت شغلي
بينما هي كانت تنهي المكالمة وهي تنزل ركضا للأسفل بسرعة
حتى تنظر للجريدة التي لم تتصفحها أصلا
تناولت الجريدة وهي تقفز للملحق الاقتصادي حيث تتوقع وجود صورة مشعل
نظرت لمجموعة الصور الملتقطة في حفل لغرفة التجارة والذي دُعي له غالبية أصحاب الشركات الكبيرة في قطر
كان مشعل يظهر في ثلاث صور مختلفة
وفي كل الصور كانت تقف سيدة أنيقة غاية في الجمال إلى جواره
شعرت لطيفة بغضب غيرة هادر يتصاعد في روحها غصبا عنها وهي تتعرف على صاحبة الصورة
(يعني يا مشعل
مهوب صورة ولا صورتين
في كل الصور لازقة جنبك)
ولكنها حاولت التحكم في أعصابها وهي تتوجه لتتوضأ لصلاة الظهر
حتى تهدئ روحها
فالوضوء يطفيء الغضب كما يطفئ الماء النار
لطيفة بعد أن صلت الظهر ودعت الله مطولا أن يهديها ويلهمها العمل الصائب
قررت ألا تثير موضوعا قد يكون في رأسها هي لوحدها
لأن مشعل خلال الفترة الأخيرة كلها كان لا يتوانى عن إظهار حبه لها
فلا تريد أن تبدو صغيرة العقل ومحدودة التفكير بينما مشعل لم يبدر منه مطلقا ما يضايقها
***********************
مبنى إداري ضخم في أحد شوارع الدوحة الرئيسية
تحمل واجهاته الزجاجية اسم شركة شهيرة
في أضخم غرفة في المبنى.. كانت تستعد للقيام عن المكتب الفخم الذي يقبع في صدر الغرفة الشديدة الفخامة والبالغة الأناقة
فهي كانت تستعد للمغادرة وهي تنظر للمرآة وتعدل عباءتها ولف شيلتها حول وجهها الجميل وترتدي نظارتها الشمسية
سكرتيرتها ترتب مجموعة من الأوراق لتعطيها لها لتراجعها مرؤوستها في البيت
ثم همست باحترام بالغ: مائلتي الي .. أي شركة ننطيها إنشاء المجمع الجديد؟؟
منشان جهز لوراء
ابتسمت ابتسامة شاسعة كشفت عن صف اسنان جذاب: شركة المشعل طبعا
السكرتيرة بلهجة عملية: هني صحيح شركة منيحة وشغلون منيح ومواعيدون بيرفكت.. بس فيه شركات عملت لنا سعر أئل وبنفس المستوى
تناولت حقيبتها لتخرج وهي تهتف بلهجة الأمر التي اعتادتها: قلت شركة المشعل
نفذي بدون نقاش
***************************
تركيا
جزيرة الاميرات في بحر مرمرة بالقرب من أسطنبول
كان فارس والعنود يطوفان الجزيرة الشهيرة على عربة تجرها الخيل.. فهذه الجزيرة لا توجد بها سيارات مطلقا
كان فارس يجري اتصالا مهما والعنود صامتة حتى ينهي اتصاله الذي أثار فضولها
فارس كان ينهي المكالمة بابتسامة شاسعة: الله يبارك فيك.. ومشكور
..................
مع السلامة
العنود تبتسم: فرحني معك
فارس تناول يدها وطبع على ظاهرها قبلة عميقة وهو يهمس بسرور شفاف:
ترقيت يا وجه الخير.. شفتي وجهش أشلون حلو علي
صرت وكيل نيابة أول.. يعني كلها شوي وأصير رئيس نيابة
العنود بفرحة عميقة احتضنت كفه وهمست: مبروك ياقلبي مبروك
تستاهل..
فارس يبتسم: الله يبارك فيش
العنود برجاء حقيقي: وإن شاء الله إنه شغل المشاركة في المداهمات خلص؟؟
فارس بذات الابتسامة الدافئة: أكيد أقل من أول.. وهو على العموم نادر ما يحتاجونا في المداهمات
العنود تبتسم: عقبال ما نخلص منها يارب يا كريم.. زين تبينا نرجع الدوحة؟؟
فارس بهدوء: وليش نرجع.. قرار الترقية طلع وأنا في أجازة.. وبينتظرني لين أرجع
***********************
دبي
جناح راكان وموضي
قبل صلاة الظهر بقليل
موضي نهضت من نومها قبل راكان..
تشعر بالحيرة.. ماذا ترتدي؟؟ كيف من المفترض أن تبدو أمام راكان؟؟
تتأنق؟؟
كيف سيتفهم تأنقها؟؟
دعوة مبطنة؟؟ إدعاء؟؟ فراغ داخلي؟؟
تلفها الحيرة فعلا!!
وإن لم تتأنق.. كيف سيفهم ذلك؟؟
إهمال منها؟؟ عدم احترام له؟؟ انعدام في الذوق؟؟
في الختام قررت أن تلبس بشكل اعتيادي دون تفريط أو إفراط
توضئت أولا ثم فردت شعرها بشكل مرتب
ثم ارتدت طقما مكونا من تنورة مشجرة طويلة باللون الذهبي والتركواز.. وبلوزة ضيقة بكم طويل باللون التركواز ومغلقة تماما.. فأكثر ما تخشاه ظهور أجزاء معينة من جسدها
ثم وضعت بعض الكحل وأحمر شفاه بلون فاتح فقط
تشعر بتوتر ملحوظ للتحدث مع راكان بعد كل أحداث الأمس
لا تعلم ماذا أصابها.. ولكن هذا القرب من راكان بات يوترها ويرفع تحفزها ويبعثر أفكارها
لا تريد أن تضايقه بأي شكل
وتتمنى لو تستطيع إسعاده بأي طريقة
لذا كان طلبها المتكرر له أن يتزوج من أخرى
أخرى تناسبه وتستطيع أن تسعده وأن تكون أما لأولاده
(زوجة لراكان؟؟
وأم لأولاده؟؟
وأنا كيف سيكون وضعي؟؟
عشت مسحوقة أولا
ثم مهمشة ثانيا
وراكان كيف سيتعامل مع زوجته الأخرى؟؟
هل سيكون رقيقا معها كما هو رقيق معي؟؟
هل سيبتسم لها ابتسامته الدافئة؟؟ ويحدثها بصوته العميق الساحر الذي يتسلل لعمق الروح؟؟
هل؟؟ وهل؟؟ وهل)
كانت موضي تغرق في خضم أفكار تشعرها بضيق غير مفهوم
وكأن هذه الأفكار مشنقة تخنق روحها وتستجلب أوجاعها
ومع ذلك هي مستعدة بصدق حقيقي أن تمضي فيها من أجل راكان
لأنها ترى أنها لا تناسب راكان أولا
وهو مجبر عليها ثانيا
كل هذه الأفكار المتناقضة كانت تخنقها.. تخنقها
كانت أمام المرآة تنظر لنفسها وهي غارقة في أفكارها
نظرت للساعة كان وقت الأذان
التفتت لتوقظ راكان ولكنها فوجئت أنه كان مستيقظا وينظر ناحيتها
ابتسمت بارتباك: صباح الخير
راكان بصوته العميق: صباح النور
موضي بذات الارتباك: صاحي من زمان؟؟
راكان بهدوء عذب: توني صحيت
(استيقظ من أكثر من خمس دقائق قضاها في مراقبة موضي
التي كانت تتأمل نفسها في المرآة
ومعها راكان يتأمل فيها)
موضي باهتمام حقيقي رقيق: أشلونك اليوم؟؟
راكان بابتسامة وهو يلمس الضمادة على كتفه: الحمدلله زين
أصلا السالفة كلها بسيطة.. الله سبحانه أنعم علي بجسم كنه طوفة على قولت فارس
بعد طوفة تتأثر من عضة.. طوفة ما منها فايدة
موضي باستنكار تلقائي: قل ماشاء الله..
راكان يبتسم: خايفة أنظل روحي يعني؟؟
موضي بحرج: العين حق..
راكان كان ينظر لها بتمعن وهي تقف لتتوجه ناحيته ثم تقف على بعد خطوتين وهو يهمس لها: عسى نمتي زين؟؟
موضي تبتسم: الحمدلله
راكان يتذكر شيئا: موضي تراني حطيت مهرش في حسابش أمس بس نسيت أقول لش
موضي صمتت وحرج بالغ يكتم على روحها.. (يعطيها مهرا وهي من خطبته بالمعنى الفعلي؟!!!!)
حلولت تجاوز خجلها وهي تهمس باحترام: تقوم توضأ؟؟
راكان ينهض بتثاقل ويهمس بهدوء: قايم
موضي تهمس برقة: خلاص بأطلع لك ملابسك وبأكويهم.. أنا جايبة مكواة معي
راكان يبتسم: أنا ما تعودت على الدلال.. بعدين تخربيني
موضي بابتسامة غاية في العذوبة: إذا أنت ما تدلل وتحط رجل على رجل بعد
ماحد يستاهل الدلال عقبك
******************************
بيت سعد بن فيصل
الساعة الثانية ظهرا
سعد يدخل إلى بيته عائدا من عمله
فوجئ بأصوات عراك عالية تصدر من الأعلى
كان صوت فيصل وفهد يتعاركان.. وصوت عمتهما أم فارس تحاول فض الاشتباك
سعد ركض للأعلى بخطوات واسعة ليصل لغرفة فهد حيث صوت العراك
ليصرخ بصوت حازم: بس
عم الهدوء المكان
اقترب بخطوات ثابتة ليسأل شقيقته بحزم: وش اللي صاير؟؟
أم فارس تتنهد: والله ما أدري يا أختك.. أنا كنت أرتب ثيابك في حجرتك سمعت صوت الهدة
جيتهم لقيتهم كنهم ديكة يتهادون وعيوا يتخلصون
سعد نظر لفيصل بحزم: أنت قل لي وش اللي صار
فهد كان من قاطع بخوف: أنا بأقول لك يبه
سعد بحزم عميق: فهيدان أنا أكلم أخيك الكبير.. تسكت لين أسألك
فيصل نظر لفهد بعتب ثم همس باحترام: بأقول لك بروحنا يبه
سعد بحزم: لا قل لي الحين.. مافيه حد ندس عليه.. الهدة بينك وبين فهد
وعمتك وضحى كانت حاضرة
فيصل بخجل: عينت فهيدان يسوي شاتنغ مع بنات.. عصبت عليه.. وهو يقول لي مالك دخل
سعد بدهشة: نعم؟؟ فهيدان؟؟ وشاتنغ؟؟ وبنات؟؟
فهد انخرط في البكاء: والله يبه ماقلنا شي.. سوالف عادية.. روح للكمبيوتر وشوف... المحادثات كلها محفوظة
سعد تنهد بعمق: وضحى أنتي وفيصل ولا عليش أمر.. اطلعوا وسكروا الباب وراكم
فهد وقف مرعوبا وهو يشعر بذنبه.. سعد تنهد للمرة الألف وهو يهمس بثقة لفهد وهو يجلس على سرير فهد: تعال اقعد جنبي
فهد تقدم بخطوات مترددة وجلس
سعد بحزم مخلوط بالحنان: اسمعني يا أبيك.. أنا عمري ماضنيت عليكم بشيء
واللي تبونه أجيبه لكم.. ومعطيكم ثقتي فيكم لأني أعدكم رياجيل
والمثل يقول: من أمنك لا تخونه ولو كنت خوان
وأنا إبيك.. ومعطيك الثقة كلها.. يكون ردك علي إنك تخون ثقتي
فهد بضعف: والله العظيم يبه سوالف عادية
سعد بحزم: الخطأ ما ينتصغر ولا يتجزأ.. إنك تكلم بنات مهما كان نوع الكلام غلط
ما قلت لك لا تسولف مع عيال من سنك.. ومن يوم جبت لك الكمبيوتر وأنا معطيك ذا التنبيهات
يعني كل شيء واضح قدامك
لا واللي زاد وغطا.. إنك يوم سويت الخطأ تكابر وتهاديت مع أخيك الكبير عشانه يبي مصلحتك
فهد بأسف لا يقصده بحذافيره: خلاص يبه آسف وماني بمتعودها
سعد بحزم أبوي: يا سلام عليك.. وتعتقد كذا خلاص..
أول شيء تروح تعتذر لفيصل
وعقب بأقول لك وش عقابك؟؟
فهد بتأفف: ما أبي اعتذر له.. هو مهوب أبي عشان يتحكم فيني
سعد بغضب حقيقي: نعم يافهيدان.. ما سمعت.. عيد
فهد بخوف من نبرة غضب والده التي لم يعتدها: خلاص خلاص الحين بأعتذر له
سعد ينادي بصوت عالي: فيصل.. فيصل
ثم ألتفت لفهد وهو يقول له: تعتذر له الحين قدامي
فيصل فتح الباب وأطل برأسه وهو يهمس باحترام: لبيه يبه
سعد بحزم: تعال فهيدان يبي يعتذر لك
فيصل بخجل: مافيه داعي يبه.. أنا أصلا ماني بزعلان
سعد يلتفت لفهد وهو يهمس بعضب: لا بيعتذر لأنه عارف أنه غلطان
فهد لوى شفتيه وهو يقبل رأس فيصل ويقول ببرود: آسف
سعد تنهد بعمق.. تصرفات فهد في الفترة الأخيرة باتت تقلقه.. فهو عنيد جدا
ومعاركه مع فيصل ازدادت مؤخرا
مازال مطمئنا إلى أنه يخشاه هو فقط.. ولكنه لا يحترم شقيقه الأكبر منه رغم أنه يعلم يقينا حبه الكبير لشقيقه
ولكنه يعلم أنها بداية مرحلة المراهقة المتعبة.. فيصل مر بما يشبه ذلك قبل عدة سنوات
ولكن وضع فيصل كان أهون بكثير... ففيصل كان أكثر اتزانا وتهذيبا
التفت لفهد وهو يقول له بحزم: ترا طول لسانك وقلة حياك مهي بطايفة علي.. أنا سكتت لك.. حسبتك رجال كفو وبتحشم أخيك اللي أكبر منك
لكنك زدت الخطا بخطا
والحين كمبيوتر مافيه.. الكمبيوتر بأشيله وأحطه في المخزن.. ولا أنت بشايفه طول ذا الفصل
فهد بجزع: لا يبه تكفى.. كله ولا كمبيوتري.. أشلون أسوي مشاريعي
سعد يرفع حاجبه: يا سلام عليك يا بو مشاريع
عندك مشروع.. تسويه على كمبيوتر فيصل وتحت عينه
عشان تعرف الكمبيوترات ليش سووها.. سووها للفايدة مهوب لقلة الحيا
والشيء الثاني يا ويلك لو طولت لسانك على أخيك الكبير مرة ثانية
إذا شفت إنك رجال كفو.. أبشر بكمبيوتر جديد أحدث طراز.. بس مهوب ذا الفصل
ذا الفصل كله أنت معاقب لين أشوف فعايلك ونتايجك اللي تسر
فهد انكب على سريره يبكي.. وسعد ينزع أسلاك جهاز الكمبيوتر
ثم يأخذه للأسفل ويضعه خارجا.. وينادي أحد صبيان المجلس
ويطلب منه أنه يضعه في كيس كبير ويضعه في المخزن
ثم يعود للداخل وهو يشعر بهم كبير
يحتاج إلى من يعاونه فعلا.. مشاكل أولاده تزداد
وفهد بالذات يقلقه لأبعد حد
فهل كان مصيبا حين قرر أن يكمل حياته مع ضريرة لن تستطيع أن ترى أخطاء أولاده حين تحدث
تنهد بعمق.. والهم يحاصره أكثر وأكثر وأكثر
*************************
بيت جابر بن حمد
بعد الغداء
معالي تدخل على شقيقتيها في غرفتهما.. وجهها على غير العادة لا يحمل ابتسامته المعتادة
تمددت على سرير عالية بصمت
عالية اقتربت وجلست جوارها وهي تداعب شعر معالي بحنان
وعلياء التي تجلس على سريرها هي من همست: معالي وش فيش فديتش
شكلش متضايقة
معالي بحزن: عاجبكم حال أمي؟؟
كل مالها في النازل
عالية كفت يدها عن شعر معالي وهي تهمس بألم: مهوب عاجبنا بس وش نسوي
معالي بهدوء: حمد صار له أكثر من 4 شهور غايب.. وما يكلمنا إلا بالقطارة
وأمي شوفت عينكم.. تصّبر.. بس حن عارفين إنها تعبانة
أنا خايفة على أمي
علياء برعب: تكفين معالي لا تخوفينا عليها
معالي بحزم: شوفو المرة الجاية إذا اتصل حمد اللي منكم بترد عليه
تقول له يرجع فورا..
تقول له أمي تعبانة.. لا أبو ذا الدورة اللي بتخليه يبعد عنا كذا
************************
واشنطن
الساعة 9 صباحا
سكن باكينام
باكينام تنزل على عجل للحاق بمحاضرتها
كانت تتوجه بسرعة للباب لذا لم تنتبه للجالس في البهو ينتظرها
حين وصلت للباب كانت هناك يد قوية تطبق على معصمها
وصوت دافئ يهمس لها من قرب: مستعجلة كده على فين؟؟
انتفضت بعنف وقشعريرة حادة تهز عمودها الفقري
(الحقير.. تذكر أن يزورني أخيرا
كم مضى لم أره.. أكثر من أسبوع
كم اشتقت إليك!!
أكره اشتياقي لك
وأكره نفسي أكثر لأني أشتاق إليك
أكره روحي التي تأبى الإنسلاخ عن عوالمك
أكره اضطراب عواطفي وأنت جواري
أكره مناداة دقات قلبي لك وهي تتقافز بجنون حين أراك
أكره رغبتي الغبية في الارتماء بين ذراعيك
وأكره نفسي ألف مرة.. أكره نفسي الغارقة في غرورها الزائف
وهي تأبى التنازل لتعترف لك أنه لا يوجد في القلب سواك
ولم يوجد به يوما سواك
فهذا القلب التعس لم ينفتح إلا لك.. ولم يعرف هوى أحد سواك)
باكينام نحت ثورة مشاعرها الموجعة وهي تهمس له ببرود:
عندي محاضرة وهاتأخر عليها
يوسف يمسك بعضدها وهو يشدها خارجا ويقول بثقة:
امشي معايا هنمشي لحد الجامعة.. ونتكلم
*********************
بيت عبدالله بن مشعل
بين العصر والمغرب
الصالة السفلية
لطيفة ومشاعل يدور بينهما حوار حاد نوع ما
لطيفة بغضب: وليش ماوافقتي على كلام ناصر؟؟ عاجبش حالكم كذا؟؟
مشاعل بمناشدة عميقة: لطيفة تكفين ما تضغطين علي
أنا صحيح أبي ناصر.. بس مجروحة منه.. صدقيني لو رجعت له
وأنا قلبي ينزف منه كذا.. بتكون رجعة فاشلة من أساسها
هو ما نسى اللي سويته فيه ليلة عرسنا وظل يحاسبني عليه
وأنا ما نسيت اللي سواه فيني عقب رجعته وأخاف أحاسبه عليه
لطيفة بغضب متزايد: خبلة.. وما تخَلَين على كيفش.. بس دواش عندي يا مشاعل
مشاعل وقفت وهي تستعد للمغادرة وتقول بغضب رقيق: أنا غلطانة إني قلت لش
مشاعل غادرت ولطيفة تناولت هاتفها وهي تغادر لمجلس النساء وتتصل برقم معين
فور أن رد عليها الطرف الآخر باحترام عميق: هلا والله حيا الله أم محمد
لطيفة بود واحترام: حياك الله ناصر.. أبيك في موضوع مهم كان وقتك يسمح
ناصر بنخوة: آمري.. أفا عليش يا أم محمد الوقت كله لش يا أخيش
لطيفة تنهدت بعمق: عشان موضوعك أنت ومشاعل والاقتراح اللي قلته لها
#أنفاس_قطر#
.
.
.
.
|