كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كان هذا صوت عثمان - أكبر الحداة سنا - و كانت هذه الصيغة السلام المعتادة لدى العرب و التي سمعتها صوفيا كثيرا منذ وصولها الي الصحراء .
و أجابه صوت آخر غير معروف :
- عليكم السلام .
ثم تلا ذلك جمل طويلة باللغة العربية لم تستطع صوفيا فهم كلمة واحدة منها ، ثم نهضت صوفيا لتري اين هي الآن و لكن دون جدوى ، فمجرد ان فتحت عينيها رأت هالات كبيرة ذات لون ساطع تضيء امام عينيها ، و هكذا كانت صوفيا تفضل ان تغمض عينيها .
و أحست الفتاة بالرعب يستولي عليها ، ترى من هذا الرجل الغريب الذي يتحدث الي عثمان ؟
فهي تسمع منذ القدم عن تجارة الرقيق الأبيض ، و قد ظلت هذه الفكرة تسيطر علي عقلها طويلا ، و شعرت برعشة شديدة تسري في جسدها .
ترى هل يتولي عثمان بيعها الآن ؟
ورددت صوفيا لنفسها : يا له من غباء ، فهذه الاشياء اصبحت غير واردة الآن في هذا العصر بالتأكيد ، و علي الرغم من ذلك ، ظلت صوفيا ترتعش و لم تفكر الآن الا في شيء واحد فقط : الهرب
و لكن كيف ... و كم تشعر بالألم الآن .
و بعد مجهود عنيف نجحت صوفيا في رفع رأسها ، و أحست بان هناك افكارا سوداء تمر برأسها ، وأخيرا خفت هذه الاصوات حتي تلاشت تماما و لم تشعر الان إلا بالحمي و الألم و الظلام
ثم اصيبت الفتاة بإغماءة طويلة في تلك الليلة التي تلألأت النجوم في سمائها .
و بعد فترة طويلة من فقدان الوعي ، استغرقت صوفيا في نوم عميق .
و عندما استيقظت لم تفتح عينيها ، و الحقيقة انها كانت تشعر بعدم القدرة علي فتحهما ، فقد كانت جفونها ثقيلة جدا .. و رأسها كان الألم يعتصر رأسها .. يا له من ألم قاتل .. و الآن تشعر صوفيا برغبة شديدة في النوم ... و مزيد من النوم ..
و فجاة شدها شيء من خمولها ، و كان الهدوء يشمل المكان كله .
و لم يعد هناك صوت للجمال او صوت لرجال يتحدثون باللغة العبرية ، لم يعد هناك أية استفسارت أو ضوضاء .
عدم وجود ضوضاء في قافلة مملوءة بالنشاط ؟
يا الهي لقد تركها العرب وحيدة في مكان ما في العالم .
و فتحت صوفيا عينيها في رعب ، و كان منظر الصحراء امامها كما اعتادت برماله الناصعة و صخوره القوية ن و اعشاب النادرة و نباتاته الشاءكة القصيرة نعم ن مازالت في قلب الصحراء .
و لكن لا يوجد شيء حولها اي شيء ... لا جمال .. ولا حركة و لكن الفراغ فقط .
و بحثت صوفيا بعينيها الخائفتين عن اي شيء موجود حولها بيأس شديد و أخيرا راته هو .
كان يجلس علي بعد عدة امتار ، كان ينظر الي الفق ، مما سنح للفتاة فرصة النظر اليه دون ان يراها .
*******************
يتبع
|