لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (3) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-10-09, 09:57 AM   2 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

هلا و غلا فيكم
mersalli
الحب الوحيد
عيوني تذبح
و بعتذر إذا تأخرت عليكم
بس الفصل السابع حلو <<<<<< يعني يستاهل تنتظروه شوي
على كل حال اتركم مع الفصل السابع و قراءة ممتعة...

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
قديم 16-10-09, 09:57 AM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64394
المشاركات: 246
الجنس أنثى
معدل التقييم: redroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداعredroses309 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 217

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
redroses309 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 



الفصـــــــــــــــــــــــل الســـــــــــــــــــــابع

منتديات ليلاس

جرت مراسم الزفاف بعد يومين، كان حدثا هادئا حسبما اقتضت الظروف، و اقتصر الحضور فقط على والدتها و صديق مرافق لبيرس. لم تشأ اليكس ان يتم الزفاف بطريقة أخرى. لأن حقيقة زواجهما كانت مدعاة للسخرية بالنسبة لما كانت تؤمن به دائما تجاه هذه الرباط المقدس. الأمر الوحيد الذي جعلها تقبل بكل هذا هو التفكير بمصير والدها.
كان الاحتفال قصيرا. اختارت أليكس ثوبا حريريا بلون العاج و وضعت على رأسها قبعة تتماشى مع لون الثوب و قد تدلى منها حجاب منثور بحبات اللؤلؤ. و قد حملت ايضا باقة من الزهور دفعتها إليها والدتها عندما وصلت. ما بقي في ذاكرتها من تلك المراسم، تصرفات بيرس المدهشة. فقد تدبر اظهار القسم الذي تبادلاه ان يبدو جديا و التي عرفت مسبقا أنه غير ممكن ، الأمر الذي احدث قشعريرة في عمودها الفقري.
جاء حضور المصور مفاجأة عندما سارا سوية تحت اشعة الشمس. كان عليها أن تعرف ان بيرس لن يفوت حدثا كهذا دون تسجيل. لكنها شعرت في قلبها ان التصرف هذا بدا ليزيد من حجم الكذب. لحسن الحظ لم تكن هناك حفلة استقبال. كان ترتيبا مثاليا بالنسبة لأليكس لأنها شكت في قدرتها اخفاء عدم توافق العروسين و المقتصر على تبادل بعض الكلمات. فمنذ مواجهتهما الأخيرة كانت الأجواء بينهما ما زالت باردة أشبه بالجليد.
قال المصور الذي لم يكن يعرف طبيعة الجو السائد بينهما أو تعمد تجاهله: "أريد أخذ صورة لك و أنت تحضن العروس."
ادارت أليكس وجهها طائعة فيما تمنت لو أنها ترفض هذا الطلب، غير أنها لم تجرؤ على فعل ذلك عندما رأت والدتها تراقبها و كذلك الحشد الصغير الذي يتطلع إليها.
و فيما وضع بيرس يده على كتفها، قالت له يإيجاز: "أشعر و كأنني فقمة!"
اجابها بصوت أجش: "ربما، لكن فقمة جميلة."
ابتسم و قال: "هذا يكفي." قاطعا عمل المصور ثم استدار نحو والدتها و أضاف: "ان لم نذهب الآن، ستفوتنا الطائرة. اعتني بنفسك ، يا إميلي، و قولي لستيفن أن لا يقلق خلال غيابنا، هناك فريق عمل جيد يتولى المسؤلية، لذا فكل ما عليه أن يفعله هو التركيز على أن يتعافى بسرعة."
انحدرت دموع إميلي بتراكوس كردة فعل فيما كانت تقبل وجنته ، ثم استدارت نحو ابنتها و عانقتها قائلة: "تبدين جميلة، كوني سعيدة يا حبيبتي، ان بيرس رجل طيب و سيعتني بك جيدا."
هذه الثقة ، التي شعرت بها تجاهه يوما، جعلتها تشعر و كأن شيئا ما علق في حنجرتها، على أية حال، لم تكن طبيعة أليكس تسمح لها بأن تصدم والديها، لذا قابلت العناق بمثله بسرعة لتخفي اليأس الذي خافت ان يظهر في عينيها، و اجابتها: "اعرف أنه كذلك، و سأبذل قصارى جهدي."
كان كل ما عليهما القيام به، هو الصعود إلى السيارة و التلويح بأيديهما مودعين فيما بدأت رحلتهما إلى المطار.
عضت أليكس على شفتها عندما لوحت بجنون تلويحة رافقتها دموع عاطفية بشكل طبيعي. لم تكن الأمور طبيعية و لا يمكن أن تكون كذلك ، على الأقل لم يكن عليها التظاهر أمام بيرس، فإنه يعرف تماما ما هية مشاعرها. لوت شفتيها بسخرية عندما نظرت إلى الباقة التي ما زالت تمسكها بيدها ، ثم رمتها جانبا في الرقعة التي تعمدت إبقاءها بينهما.
لدهشتها سمعت بيرس يتحرك، و عندما نظرت حولها اكتشفت انه التقطها.
قال برقة: "الأزهار ليست عدوتك يا أليكس." ثم اخذ يسوي الأوراق التي تضررت و تابع قائلا: "رغم اني اتصور بأنني أنا هو من ترغبين بتركه محطما."
اجابته بإيجاز: "انت لا تتحطم، لأنك مكون من الحجارة الصلبة." و نظرت إليه بحيرة و قد انحنى ليضع الباقة على المقعد الامامي إلى جانب السائق.و كان يتحدث طيلة ذلك الوقت باللغة اليونانية مع السائق، الذي جال معه في كل العالم، كما علمت.
عاد ليستوي في مقعده، ثم مال بجلسته ليتمكن من النظر إليها بسهولة اكثر، و اجابها: "بعض الاحجار يمكن كسرها ان ضربتها في المكان الصحيح."
فسألته بإنكار ساخر: "أتعني، اني ان استمريت بالبحث سأجد نقطة ضعفك؟"
ارتسمت ابتسامة على طرف شفتيه و قال: "ان هذا واضح جدا لأشخاص يملكون عيونا ترى. من يعرف؟ إن عرفتها قد لا ترغبين بتحطيمها اطلاقا."
تجهمت عند سماعها كلماته تلك، و خامرها شعور بأنه كان يمرر إليها رسالة بالرموز، لم تعرف كيف تحلها.
استوت في جلستها و قالت: "لم اعطيته أزهاري؟ و ماذا قلت له؟"
اجابها: "قلت له أن يأخذها و يحفظها. قد ترغبين بالاحتفاظ بها في غرفة النوم كذكرى لهذا اليوم."
اجابته ببرودة: "و هل يحتمل أن ينساه أي منا؟ اعرف اني لست بحاجة لما يذكرني به."
جادلها بيرس بعقلانية قائلا: "مهما يكن، فإنه سيتم حفظها. من يدري؟ قد تبدلين رأيك." ثم أمسك بيدها اليسرى و أخذ يتأمل تأثير الذهب على يدها النحيلة، و اضاف: "ان خاتمي يناسبك. ماذا فعلت بالخاتم الأول؟"
اهتزت اعصابها لسببين، اولهما تذكيرها بالزواج السابق، و ثانيهما لوخز التنبه الذي أرسلته لمسته الرقيقة عبر ذراعها، تنهدت محاولة أن تحرر يدها لكنه منعها من ذلك.
سألها: "هل ان لمستي تجعلك تثورين. يا أليكس؟"
اجابته: "كل شيء يخصك يجعلني أثور. أما بالنسبة إلى الخواتم التي قدمتها لي، كنت على وشك رميها في نهر هدسون، لكن بدا لي ذلك هدر لمبلغ كبير من المال. لذا وهبتها إلى أول مؤسسة احسان مررت بها."
اجابها بسخرية: "يسرني ان اعرف مصيرهما."
غضبت أليكس و قالت: "المال هو كل ما تصلح له!"
ضحك و اجابها: "حقا؟ سأذكرك بهذا الليلة."
اتقدت وجنتاها احمرارا عندما ادركت انها ستواجه ذلك قريبا. كانت تحاول تحاشي التفكير في ذلك الأمر، متصورة ذلك بحذر. حذر سببه معرفتها أنه مهما كان قرار عقلها، فإنها كانت تحبه في قرارة نفسها. و كانت كل ساعة تمر تجعل إبقاء القتال مستمرا اصعب. فقالت: "انك لمغرور... هلا تركت يدي من فضلك؟"
نظر إليها بيرس نظرة متفحصة و قال لها: "و ما هو الخطأ بأن يمسك زوج بيد زوجته؟ خاصة و أنهما قد تزوجا للتو."
ردت عليه بإزدراء قائلة: "لا تكن مرواغا، ليس هناك حاجة لنا الآن للتصرف بطريقة مشرفة، يا بيرس، فلا يوجد من يرانا حتى نبرهن له انطباعا مغايرا للحقيقة."
"و ماذا ان أخبرتك إني لا أحاول التصرف بطريقة مشرفة؟"
رمقته بنظرة محافظة، و قالت: "لا أصدقك."
تنهد بيرس بعمق و وضع ساقا فوق الأخرى إلا انه بقي ممسكا بيدها بقوة و قال لها برقة: "مهما تكن الظروف التي سيؤول إليها زواجنا، فأني أنوي أن ابذل قصارى جهدي لإنجاحه يا أليكس. و يمكنك ان تفعلي الشيء نفسه."
يبدو صادقا جدا ، لكنها عرفت من التجربة السابقة اي ممثل بارع هو. فأجابته: "لا حاجة لأن تتكبد كل هذا الأزعاج من أجلي." و سحبت يدها بقوة من يده.
"أوه ، ليس هناك من إزعاج، يا حبيبتي، فإن ذلك هو ما أردته دائما."
كان جوابه مفاجأة تامة لها فحدقت به بدهشة، و قالت ببطء: "تجعل الأمر يبدو و كأنك أردت هذا الزواج فعلا." إلا انها لم تتلق جوابا منه، سوى رفعة من حاجبه.
استدارت بعيدا بعد أن عجزت عن تفسير تلك النظرة و أخذت تحدق إلى الخارج عبر النافذة، و هي متجهمة تماما.
استدارت نحوه من جديد، وقالت: "لماذا تزوجتني يا بيرس؟ كان بإمكانك أن تساعد والدي دون القيام بذلك. لو انك أردت امبراطورية عائلة بتراكوس، كان بإمكانك ان تشتريها حسب طريقتك. لماذا اردت أن ترتبط بي ثانية؟"
نظر إليها بيرس للحظة، ثم استدار لينظر إلى الخارج عبر النافذة. و قال لها برقة: "لدي أسبابي، لكنك لست مستعدة لسماعها بعد." دقت كلماته تلك على وتر مألوف جدا جعل غضبها النائم يستيقظ.
أجابته بصوت أظهر دون وعي منها مزيجا من الغضب و الألم: "آه، أجل، لقد نسيت ، انت تحب أن تختار لحظتك، أليس كذلك؟ و كي أتذكر ، تترك مفاجأتك للصباح الباكر. هل علي أن اجهز سلاحي للغد؟"
استدار عند سماعه كلماتها تلك، و عيناه تظهران ندما عميقا لم يحاول حتى إخفائه. قال لها برقة: "استرخي، يا أليكس. لن يكون هناك مفاجآت هذه المرة. سوف تعرفين الوقت المناسب مثلي تماما."
سألته: "لم علي أن أثق بك؟"
ضاقت ابتسامته فيما اجابها: "هذا أمر لا استطيع أن اجبرك على القيام به. فإما ان تفعلي أو لا."
عضت على شفتها و شعرت لسبب لم يكن في الحسبان بالإنزعاج. قالت له: "غني لا أفهمك."
اجابها بلهجة غامضة: "لم تفعلي ذلك قط."
شعرت انها تكاد تختنق... استدارت و ركزت اهتمامها على العالم الخارجي، مبعدة نفسها قدر ما تستطيع عن الرجل الذي إلى جانبها.
كانت الجزيرة ممتدة امامها و قد بدت و كأنها تطفو بكسل فوق البحر الأزرق المتلألئ. كانت أليكس تنظر إليها منذ أن بدت كنقطة صغيرة في الأفق. أما بيرس فقد تعمد الغموض، فقال إنهما سينزلان في الفيلا التي يملكها على جزيرة يونانية عندما لاحظت في وقت مبكر من النهار انهما فوق اثينا، و هناك انتقلا من طائرته إلى طائرة مروحية حملتهما بقية الطريق.
اخفضت نظرها إلى المكان الأخير الذي يقصد. بدا رومنطيقيا، و أكثر اخضرارا مما توقعته. لكانت في أي وقت غير هذا تطلعت بشوق لتمضية فترة من الزمن هناك، إلا ان قلبها غار الآن في صدرها لفكرة انها ستبقى معه في هكذا عزلة رائعة. لذا، و رغم أنها تكره ذلك بشكل عام، إلا انها كانت لتعطي اي شيء مقابل أن تتجه إلى اي منتجع مزدحم خارج هذا المكان.
شعرت بعيني بيرس تحدقان بها، فنظرت حولها محاولة ان لا تتأثر عند رؤيته. لقد نزع في وقت مبكر سترته و ربطة عنقه. بدا مسترخيا قدر ما يستطيع. في هذه الحال، و نتيجة لذلك، اهتزت احاسيسها، كان من المستحيل ان تتجاهل وجوده، و كانت تجد التظاهر بعدم الاكتراث يزداد صعوبة ، الأمر الذي كانت متأكدة انه هو ايضا مدرك له.
ابعدت عينيها عنه، و سألته: "هل هذه هي الطريقة الوحيدة للوصول إلى الجزيرة؟"
اجابها بتهكم: "لا، لكنها الأسرع، لماذا؟ هل بدأت تبحثين عن طريق للهرب؟"
سألته بجهد: "و هل احتاج إلى واحدة؟" و شعرت أكثر مما رأت انه هز كتفيه بلا مبالاة.
اجابها: "من يدري ماذا يجول في خاطرك؟ لكن هناك الكثير منها، فالذين يعيشون على الجزيرة لديهم مراكب صيد، و ان أيا منهم قد ينقلك إلى البر الرئيسي ان طلبت منه ذلك، هذا ليس سجنا، يا أليكس." انهى كلامه برقة، و شعرت من جديد بتلك الموجة من الارتباك تعلو من حولها...
تذكرت ان العهود التي قطعتها على نفسها اليوم كانت سجنا بحد ذاتها. لم يكن قلقا بالطبع، على انها قد تحاول الهرب من الجزيرة، لأنه كان يعرف ان حسها الاخلاقي هو الذي سيبقيها إلى جانبه. لقد أشتراها، ألم يفعل؟
كانت تشعر أنها بخير إلى أن رأت الجزيرة، لماذا رؤيتها جعلتها تشعر فجأة، بأنها تريد اشياء كانت تعرف انه لا يمكنها أن تتوقع الحصول عليها؟ و ما الذي كانت تريده على أية حال؟ لم تكن تعرف ذلك أيضا. لم تشعر من قبل قط أنها تائهة هكذا و... خائفة هكذا.
قالت لنفسها ان لا يجب أن تكون مغفلة حالمة، و من الأفضل بكثير أن تركز على وصولهما. جالت الطائرة المروحية فوق الجزيرة، مما اتاح لها رؤية المنظر المذهل للمرفأ المزدحم، قبل أن تتجه إلى القمة الجنوبية، حيث كان بناء أبيض و سقف من القرميد يستدفئ بأشعة شمس الغروب. حطت الطائرة في بقعة مكشوفة من الأرض وراء المنزل، و فيما كان بيرس يساعدها على النزول، ظهر رجلان من خلال الأشجار التي تحيط بالمكان. و من خلال ابتساماتهما الواسعة و ترحيبهما الحار كان واضحا انهما كانا يعرفان أنه قادم إلى هنا مع عروسه.
وقفت أليكس بعيدا، و قد شعرت و كأنها دخيلة، لقد قطع جدها كل ما يربطه ببلده منذ سنين عديدة. و هكذا لم يكن أمرا غريبا أن أولاده أو أحفاده لا يتكلمون اليونانية. خطر لها أن عليها أن تتعلم اللغة اليونانية بسرعة إن كان عليهما تمضية أية فترة زمنية هنا. و عندما قدمهما بيرس لها باسم كوستاس و سبيرو اللذان يعتنيان بممتلكاته، ردت على تمنياتهما الطبية بابتسامة دافئة.
امسك بيرس بذراعها و قادها نحو المنزل فيما اهتم الرجلان بأمتعتهما. ثم سألها: "هل ترغبين بمشاهدة المنزل الآن، أو تريدين الاستراحة اولا؟"
شعرت أليكس و كأنها ستصرخ ان لم تنزع ثيابها عنها حالا من شدة الحر، لذا اجابته بابتسامة مريرة و ساخرة في آن معا: "فيما بعد. أريد ان اغتسل و ارتدي ملابس خفيفة."
تأملها ثم قال لها موافقا بصوت أجش: "تبدين متعبة قليلا. غرفة النوم الرئيسية من هنا."
كانت الغرفة التي قادها إليها كبيرة و مزينة بظلال خوخية اللون. و كانتا غرفة الملابس و غرفة الحمام على جانب واحد. فيما كان باب زجاجي متحرك يظهر منظرا نحو البحر يخلب الانفاس.
استطاع بيرس بسهولة ان يتتبع نظراتها، لذا قال لها: "لم لا تسترخين قليلا، يا أليكس؟ لقد كان يوما مرهقا. استحمي هنا، فأنا سأستعمل غرفة الحمام التي في الخارج هذه المرة... اننا لسنا على عجلة، و لن نأكل حتى وقت متأخر."
لم يكن العشاء هو ما يقلقها فيما كانت تنظر إليه و هو يدخل إلى إحدى غرف الملابس، و يخرج بعد لحظات فقط حاملا ثيابا لتبديل ملابسه. كانت تلك مناورة رقيقة أوضح من خلالها ان هذه هي غرفته، ايضا، لكنه مستعد لأن يفسح لها المجال فيها، في الوقت الحاضر، اما فيما بعد فإنه أمر آخر، على أية حال.
و مع مغادرته، اطلقت أليكس نفسا عميقا ثم خلعت حذاءها متجهة إلى غرفة الحمام. لفت نظرها حوض الاستحمام، و على الفور استبدلت فكرة أخذ دوش بأن تستلقي في المياه الدافئة لتحظى بقسط من الانتعاش.
لم يمض وقت طويل حتى فارقها التوتر و استرخت و قد اتكأت إلى الحافة و اغمضت عينيها. و من ثم راودتها الافكار، افكار مزعجة لم يعد بالإمكان تجاهلها. كان هناك الكثير لتفكر به في وقت سابق، لكن هنا، أصبح التفكير لا مفر منه. ضاقت شفتيها بمرارة. ذات يوم مر عليها وقت راغبة فقط بأن تكون مع بيرس، لكن الآن الأمر مختلف، فهذه المرة كانت مدينة له. لقد اشترى الحق في أن يبقى معها.
و انطلقت آهة من حنجرتها المخنوقة، كم تكره التفكير في ذلك، أن تهبط لدرجة أن تصبح مجرد تسديد لدين! ذلك يقلل من قيمتها و من قيمة كل ما كانت تشعر به. و جعلت تلك الفكرة قلبها يتوقف عن الخفقان لثوان قاتلة قبل أن يبدأ خفقانه من جديد بترنح. ماذا يعني وجودها و شعورها؟ لم تكن تشعر بشيء! لا شيء سوى الكره تجاه الرجل الذي استغلها و خدعها بقساوة، و رفعت يدها لتغطي عينيها.
طغى الصدق على شعورها، و ما أن وصل إليه حتى تعلق به بقوة مرغما إياها على الاعتراف أخيرا بالحقيقة لنفسها، فالسبب الذي جعلها تكره لهذه الدرجة ان تكون مجرد تسديد لدين ، هو لأنها ارادت أن يكون الزواج حقيقيا، و كانت فوق كل ذلك، تريد حب بيرس... لأنها تحبه. مما قد يجعلها من أسوأ نوع من الحمقى على قيد الحياة!
شعرت بالاختناق من شدة يأسها حتى فيما كان عندها دافع قوي للضحك. أنها كما باندورا، فتحت صندقها و لم يعد بإمكانها أن تفعل شيئا سوى أن تواجه ما نتج عن ذلك، فاعترفت أخيرا بالدور الأخير من خداع النفس. فقد كانت، حتى في الأيام الخمسة الأولى المؤلمة من الخسارة قبل خمس سنوات، تتمنى بجنون أن يأتي بيرس يوما و يعترف لها ان كل ذلك كان مجرد غلطة، و انه يحبها رغم كل شيء!
كل هذا لأنها أحبته. و كانت تحبه في ما مضى. لأنها تحبه... و ستظل تحبه دائما.
لكن لا يمكن أن تكون ما زالت تحبه! ليس بعد كل ما فعله... و ما زال يفعله. لقد استغلها، و ما زال يستغلها. كيف بإمكانها ان تبقى على حب رجل يمكنه فعل ذلك؟
لم تكن تعرف. الأمر الوحيد الذي كانت تعرفه انها تحبه بشكل لا يمكن نسيانه. و ان عرف ذلك يوما، فإنه لن يتوانى عن القيام بأي شيء، فالقوة التي ستعطيها له ستكون مطلقة.
لا يمكنها ان تعطيه هذا النصر، و عليها الآن أكثر من أي وقت مضى ان تستمر في صراعها معه، لأنها الطريقة الوحيدة للتغلب على نفسها. لذا يجب ان لا يكتشف بيرس اطلاقا القوة على اساس ضعفها. قد تكون ملزمة تجاهه و قد تضطر للقيام بكل ما يريده، لكنه لن يسيطر على قلبها كما فعل، بل عليها أن تأخذ سرها معها إلى القبر.
"ما بك يا أليكس. أين أنت؟" ردد صوت رجولي أجش من وراء الباب، و على الفور فتحت عينيها. و قد شعرت أنها في وضع غير مؤات لأي كلام. و قالت تذكره بحدة: "قلت انك ستسعمل غرفة الحمام الأخرى."
رفع أحد حاجبيه و قال: "فعلت، منذ ساعة تقريبا. خطر لي انك قد تحاولين تجنب رؤيتي لذا أتيت بحثا عنك."
تنهدت أليكس بغيظ و قالت له: "حسنا، لقد وجدتني. و الآن أود أن أحظى بقليل من العزلة."
ضاقت عيناه الزرقاوان للهجة التي تكلمت بها و قال لها: "لا تأمريني يا أليكس. اني زوجك و لست خادما، و لي كل الحق بأن أكون هنا."
كان بإمكانها انقاذ الموقف ببساطة و ببضع كلمات، لكن ذلك لم يكن في متناول يدها، لأنها لم تكن قد استقرت نفسيا بعد، مما جعل كلماته تلك تشعرها بتهديد أكبر مما جعل غريزتها تشهر دفاعاتها.
فخرجت من الحمام بعنف، بعد أن جففت نفسها و ارتدت ثيابها، ثم قالت: "آه، حقوقك. فهمت الآن، حان وقت التسديد. أليس كذلك؟"
كانت مأخوذة جدا بحماية نفسها لدرجة أنه فاتها ان تلاحظ الغضب الذي ظهر على وجه زوجها، بدا و كأنه على وشك الانفجار، و عندما توقفت عن الكلام كان قد ابتعد قليلا و صاح قائلا: "يكفي! كيف تجرؤين على التكلم عن نفسك بهذا الابتذال؟"
شعرت أليكس بالجبن قليلا، لكن لم يكن هناك مجال للتراجع فقالت: "ألايسمونه كذلك عندما يشتري رجلا إمرأة؟ لقد اشتريتني، و أنا مستعدة تماما الآن لتسديد الدين. أنا امرأتك لتأمرني، ألست كذلك؟"
كانت تريد أن تخرجه عن سيطرته الباردة، و قد نجحت، لكن بطريقة لم تكن تتوقعها قط. و بعينين واسعتين، رأت الغضب الجامح يشتعل بداخله، و تنهدت فيما خطى نحوها.
صرخ قائلا: "لقد تماديت كثيرا هذه المرة، يا أليكس. ان كنت تريدين التسديد يمكنك ذلك."
و قبل أن تتمكن من أن تنبس بكلمة كان بيرس قد امسكها بقوة. تأوهت أليكس. لكن الآوان كان قد فات الآن لتتمنى لو أنها لم تدفعه لهذا الحد. كان كل ما ارادت القيام به هو حماية نفسها، لتبرهن له أنها غير مهتمة، لكنها ايقظت النمر النائم، و ها هي الآن لا تجرؤ على الإفلات منه لم يكن فيه شيء من بيرس الذي عرفته في ملاطفاته، من الرجل الذي يقمع مقاومتها انهمرت الدموع من عينيها، لأنها قادته إلى هذا، و لم يكن امامها إلا ان تلوم نفسها لما يتمخض عن ذلك من نتائج. و شعرت بالازدراء تجاه نفسها.
كانت تعرف انه ان لم يتوقف من تلقاء نفسه لن تقوى على الهروب في غمرة غضبه. لكن حتى عندما مرت ببالها تلك الفكرة المدمرة، اطلق بيرس صيحة مخنوقة و أبعد نفسه عنها. و تلك الحركة نفسها جعلته على قدميه، حيث وقف للحظة مؤلمة يحدق بها و هو يتنفس بسرعة، بدا و كأنه يقاتل الشر داخل نفسه، ثم و دون أن ينبس بأية كلمة استدار على عقبيه و ترك الغرفة، صافقا الباب وراءه.
بقيت أليكس جامدة في مكانها دون حراك، فيما انطلقت منها تنهيدة و تبعتها أخرى، رفعت رأسها في الوسادات. بكت حتى شعرت بالجفاف... و الخجل. ما حدث كان غلطتها. لقد انفعلت كثيرا، ما الذي حل بتكلفها البارد؟ لقد تبخر مع ادراكها انها لن يمكنها اطلاقا ألا تبالي ببيرس. كانت خائفة جدا من أن تعطيه القوة لأن يؤذيها ثانية، و عوضا عن ذلك، جعلته يؤذيها بطريقة أخرى.
نهضت بإرهاق لتقف على قدميها، و هرعت نحو الحمام.
و لم تكتشف عندما عادت إلى غرفة النوم ان صينية عليها ابريق من الشاي قد ظهرت بشكل مفاجئ، و انما وجدت حقائبها قد أفرغت ايضا. لم يكن أمرا مريحا ان تتصور ما قد فكر به ذلك الشخص الغير معروف عما حدث، تفكيرها ذاك جعل وجنتيها تتقدان احمرارا، و شعرت انها بحاجة ماسة لفنجان الشاي الذي سكبته لنفسها.
لقد هدأت الآن. وجدت أنها اصبحت قادرة على التفكير. كانت حمقاء، و ادركت الآن ان عليها ان تحاول ان تنقذ شيئا من هذا الخراب و إلا فإن زواجها سيتحطم. تسبب كبرياؤها بأسوأ سقطة على الأطلاق، و كان عليها أن تعتذر. اين اصبحا من ذلك؟ من يستطيع ان يقول..؟
كان الظلام قد بدأ يخيم الآن، و عرفت أليكس ان لا فائدة من النظر المتكرر إلى ساعتها، فإنها ستخبرها فقط ان عشر دقائق أخرى قد مرت، اضافة إلى الساعات التي مرت منذ تركها بيرس.
كانت تجلس على الشرفة، حيث احضرت لها كاتينا، زوجة سبيرو، القهوة قبل ساعة. لم يتساءل أحد عن العريس المتغيب، و لا عن العروس التي تناولت العشاء بمفردها. كان الصمت بليغا بالنسبة لأليكس مما جعلها تتمنى لو انها لم ترتدي ملابسها بهذه العناية، و لم تضع مكياجها لتخفي ما خلفته دموعها، كل ذلك لأجل رجل لم يظهر.
لاكت شفتيها. كان الغضب قد فارقها منذ وقت طويل ليحل محله القلق. اين هو؟ ماذا يفعل؟ هل أذى نفسه؟ هل هو مستلق في مكان ما، و قد تأذى جسديا، يتضرع طلبا لمساعدة؟ لم تكن هناك فائدة من اقناع نفسها بأن لا تكون سخيفة، انه يعرف الجزيرة جيدا. كانت كل لحظة تمر يشتد فيها الظلام أكثر و يزداد قلقها.
حتى عندما عارضت نفسها، بدا فجأة ان شعر جسدها اقشعر، و دار رأسها، فقد كان بيرس واقفا في العتمة ينظر إليها. دخل عليها دون أن تشعر، لكن هذه المرة كان الشعور الطاغي الذي خامرها هو الارتياح لأنها عرفت لو ان شيئا ما حدث له ما كانت لتغفر لنفسها ابدا. تحرك حتى اصبح في نطاق النور المضاء مما أتاح لها ان ترى بشكل ممتاز منظر وجهه المتجهم. كانت عيناه غائمتين. و لا توحيان بأي شيء. وجدت أليكس نفسها تحبس أنفاسها و قد عرفت ان عليها أن تتكلم قبل ان تخونها شجاعتها.
قالت بارتباك: "بيرس، أنا..."
"لا!" حدة تلك الكلمة جعلتها تتوقف عن الكلام. ثم أوضح باختصار قائلا: "لا يا زوجتي الجميلة، لقد قلت ما لديك في وقت سابق و الآن جاء دوري." و توقف قليلا ثم قال: "لم أحضر لأعتذر عما حدث. يا أليكس، فأنا اعرف انك ستسمرين في كرهي، أليس كذلك؟ لسؤ الحظ، اني لن اجاريك بلغتك، لن يتم الأمر على ذلك النحو. فخططي يا أليكس هو أن تأتي أنت إلي. اني أريدك، لكنني رجل صبور، سأنتظر حتى تأتي أنت إلي، و ستأتين، لأنك امرأة عاطفية، عندما يحين الوقت، ستطلبين مني ذلك، لأن ما حصل اليوم لن يتكرر." و انحنى في تلك اللحظة نحوها، مما جعل نظراته الحادقة قريبة بشكل خطير و اضاف: "لن المسك حتى تتوسلين إلي لأفعل ذلك، هل فهمت؟"
شعرت أليكس أن حنجرتها تكاد تطبق على بعضها، و خالجتها رعشة سرت في جسدها، و لم يساعدها بشيء ان تعرف انها هي من جلبت لنفسها ذلك. و ذهبت كل افكار الاعتذار مع الريح. رفعت ذقنها قليلا فيما هي تتحضر لتقوم بمعركة، و قالت: "ستنتظر طويلا."
ضحك ضحكة جنونية و اجابها: "اني مستعد لذلك، لكني لا أرى الأمر سيطول كما تتخيلين." و بعد نظرة أخرى شاملة كليا سار مبتعدا عنها إلى داخل الفيلا.
حبست أليكس أنفاسها فيما دقت تلك العبارة الأخيرة على الوتر الحساس لديها. كيف تجرأ على التفكير في أنها ستأتي ساعية وراءه؟ انه ليس بالشخص الذي لا يقاوم كما تصور! لكن ألم يكن كذلك؟ سألها صوت صغير في داخلها مما جعلها تجفل. حسنا، ربما كان كذلك لكنها استطاعت ان تحيا بدونه طيلة هذه السنين، و بإمكانها أن تستمر بالطريقة نفسها. لأنها متأكدة من شيئ واحد، هو أنها لن تتوسل إليه ابدا. ابدا. لن يكون هناك هدنة بينهما بعد الآن، انما معركة لن تستطيع تحمل خسارتها.



**************************************

يتبع...

 
 

 

عرض البوم صور redroses309   رد مع اقتباس
قديم 17-10-09, 12:10 AM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 104717
المشاركات: 25
الجنس أنثى
معدل التقييم: عيوني تذبح عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 13

االدولة
البلدAruba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عيوني تذبح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

مشكووره حبيبتيــ ..

ننتظر التكمله ..

 
 

 

عرض البوم صور عيوني تذبح   رد مع اقتباس
قديم 17-10-09, 07:42 AM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 104133
المشاركات: 36
الجنس ذكر
معدل التقييم: mersalli عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 26

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mersalli غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

thx bas please kamliha asra3 ne7na ktir metshaw2in :rdd10ut5:

 
 

 

عرض البوم صور mersalli   رد مع اقتباس
قديم 18-10-09, 03:57 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 143053
المشاركات: 107
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسماء88 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 24

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسماء88 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : redroses309 المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الله يخليك لا تطولي علينا انا كتير حبيت هالروايةو تسلميل يا حلوة

 
 

 

عرض البوم صور اسماء88   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أماندا برواننغ, amanda browning, القدر القاسي, دار النحاس, روايات, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, savage destiny, عبير, قلوب عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t120265.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 24-09-15 11:49 PM
sosoroman's Bookmarks on Delicious This thread Refback 21-01-11 12:14 AM
sosoroman's Bookmarks on Delicious This thread Refback 01-11-09 08:20 AM


الساعة الآن 01:51 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية