كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
عدل ظهره قليلاً وجلس واضعاً رجليه على الأرض ثم قال :
-" ما الطفك ! ماهو هذا الكتاب ؟".
- "انه يحكي قصة احد المهندسين البريطانين في بلادكم.. اسمه برونل هل سبق ان سمعت عنه ؟".
تناول الكتاب لبثقل من يدها وراح يقلب صفحاته المزينه بانجازات برونل واحس بنشوة تنتابه ... اسامبار كنغدوم برونل . نعم ، لقد سمع هذا الاسم من قبل وهو يعني له اكثر مما تعنيه اسماء بقيه المشاهير .
عضت الأخت آنا على شفتها وقالت :" احتفظ به ان احببت ، سنيور فأنا لا احتاجه ".
-" هذا لطف منك".
تجمدت وجنتا الأخت آنا وقالت :" حسنا .. حسنا "وغادرت الغرفه فوراً.
حملق الى الباب المغلق ثوان عديدة ثم اسرع وجلس على حافة السرير يتمعن في الكتاب الذي بين يديه،ضغط بيديه على رقبته وقال لنفسه " فكر .... هيا فكر" ثم انعكف على الكتاب يتفحصه، كان هناك نمودج عن السفينة الحديدية غريت استيران احدى انجازات برونل العظيم ، والى جانبها في الصفحة المقابلة صورة جسر كلفتون فوق نهر آيفون في برستول , لفت الجسر انتباهه فراح يحملق في طريقة صنعه .. كانت فعلاً تحفه هندسيه رائعه ادهشته للغايه .
حين كان صبياً صغيراً , احب برونل وتلفورد , احبهما وتعلق بهما ولذلك اراد ان يصبح مهندساً هو نفسه ولذلك درس الفيزياء ... العلوم ... والرياضيات .. القى بالكتاب جانبا وهتف بصوت مختنق . يا الله هل جن؟ الهندسه ! تلك هي مهنته ! تلك هي مهنته التي كان يمارسها قبل حادثة الطائرة.
وقف على قدميه وامسك برأسه بين يديه عله يوقف الصداع ولكن كان كل شيء يعود اليه . وعادت اليه الذكريات المؤلمة الواحدة تلو الأخرى فاحس للحظات ان رأسه سينفجر من قوة الضغط.
امسك بالجرس ليطلب احدى الأخوات ولكنه عاد وتركه.. كلا ليس الآن , ليس قبل ان يتأكد تماماً انه لم يكن يتصور كل ذلك .
جلس على السرير ثانيه , واسند كوعيه الى ركبتيه ممسكاً رأسه بين يديه وهو يحس بغثيان يكاد يكتنفه.عرف اسمه نعم عرف اسمه بالفعل . لم يكن ماثيو سليس بل آدم ونتربورن ... نعم آدم ونتربرون ولم يكن في السابعة والثلاثين من عمرة بل في التاسعة والثلاثين، وسبب توجهه الى اميركا الجنوبيه كان يختلف كل الاختلاف عما قالته الفتاه ديانا . كان مهندساً وقد وظف من قبل شركة هندسية للاعمار والبناء في لندن وقد ارسل الى ليما ليصمم جسراً حديدياً فوق منطقة الانديز،جد عقب سيجارة في جيبه فاشعله بأصابع مرتجفه .. فهم الآن سبب عدم نشر خبر اختفائه , فالشركة التي كان يعمل فيها توقعت ان يكون في البييرو بينما ظنت دائرة الحكومة البيرية التي كانت تنتظر وصوله انه ربما مازال في طريقه اليهم ولعلهم ينتظرون بعض الوقت قبل ان يتصلوا بلندن لمعرفة سبب تأخره.
وهكذا بدأت الأمور تنقشع وتتضح بالحقيقه شيئاً فشيئاً،وبدأ يتذكر تفاصيل شخصيته ، لم يكن عنده زوجة في الوقت الحاضر , اما في الماضي فنعم .. كان متزوجاً ثم طلق زوجته التي توفيت بعد ذلك بحادث دراجة نارية... استطاع تذكر ما مضى , لقد كان زواجهما عبارة عن عمل دنيء وخسيس ، لقد صغيراً حين تزوج نانسي .. نعم هذا اسم زوجته التي لم يستغرق وقتاً طويلاً حتى اكتشف حقيقتها.
يتبع
|