كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الثاني
لم لتشعر "انجريد" بالهدوء الا عندما اغلقت باب حجرتها على نفسها ثم اخذت حماما ساخنا تاركة جسمها تحت المياه كانها لمسات رقيقة لمدة لدقائق طويلة .
عقدت بعد ذلك برنس الحمام حول جسدها واخذت تمشط شعرها طويلا لتعيد إليه مرونته ولمعانه قبل ان ترفعه في `شنيون ` اعلى راسها لتبدا ماكياجها .
وبسرعة شديدة ، بدات الفتاة تزين وجهها بطريقة جعلته يبدو صارما ومملوءأ بالانوثة .
إنها لا تريد ان تفكر في اي شيء ... عبثا إنها لم تنس ابدأ نظرات عينيه اللتين تلمعان بوقاحة . .
وقد لاحظت انها تشعر نحو هذا الرجل الذي تكرهه بإحساس غامض لم تتوصل إلى وصفه .
لكن لابد لها من طرد صورته من مخيلتها ولابد لها من نسيان ان هذا الاحتفال سيكون الاخير بسبب هذا الرجل !
ارتدت `انجريد` ملابسها بسرعة ، ثم وضعت حذائها قبل ان تنظر إلى نفسها في المراة نظرة ناقدة وعندئذ شعرت بالشفقة على نفسها وارتبكت بشدة عندما تذكرت هذه الأعوام السعيدة التي قضتها في ´بيلوود هاوس ` ، فلمعت عيناها ببريق غريب كانه النار ، نار كبرياء عائلة ´كندريك ´ التي ستقودها وتساعدها في تخطى هذه الصعاب ... وعلى اية حال لن تترك ارتباكها يسيطر عليها خلال هذه الامسية . رسمت ´انجريد´ ابتسامة على شفتيها وخرجت من حجرتها شامخة وواثقة فى نفسها لتتوجه إلى حجرة الصالون لاستقبال الضيوف . وفي الممر اوقفها والدها وجذبها نحو حجرة المكتبة ثم اغلق باب الحجرة بعنف .
- `انجريد´ انت حقا ابنتى العزيزة ولكنك تتصرفين بطريقة غريبة ! هل تعرفين انك بذلك تخاطرين بإفساد كل شيء بسبب وقاحتك هذه .. لقد كنا على وشك توقيع العقد مع السيد `اندروبولوس ´ ! اجابته الفتاة في تحد : أذن لقد وصلت في الوقت المناسب ، لا يمكنك بيع ´بيلوود هاوس ´، على الاقل لرجل مثله
نظر السير ´فيليب ` إلى ابنته بحزن وحدة ثم اطفأ سيجارته التى كان قد اشعلها لتوه وكانت يداه ترتعشان بعض الشئ .
- إننا لا نملك الخيار الآن وانا اسف حقا على تصرفك بهذه الطريقة ! من المؤكد انني كنت ضعيفا نحوك لعدم إخبارك ببعض الحقائق من قبل .
هزت ´انجريد´ راسها ، بعض الحقائق ! إنها خدعة هذا العام ! قالت الفتاة باحتقار :اعتقد ان هذا اليوناني الوقح وملايينه من الدولارات هما جزء من هذه الحقائق التي اخفيتها عني ! من المستحيل ان يعيش هذا الرجل في القصر .
- انا ايضا اراه حقيرأ ياعزيزتي ولكن مهما كان الامر لابد من إتمام الصفقة ولذلك اريد منك التصرف بطريقة طيبة مع السيد ´اندروبولوس ` ، فسيتناول عشاءه معنا هذه الليلة وسيشرفنا بحضوره الاحتفال معنا .
عضت `انجربد´ شفتيها الما والدموع تملأ عينيها فقد كانت صدمتها شديده فتمتمت قائلة : تريد .. تريد ان تقول إنك دعوته ؟ إنك ستقدمه لاصدقائنا .
شعرت الفتاة ان دعوة `يانيس اندروبولوس ´ ووجوده لديهم سيسببان لها الألم الشديد وكانهما يوجهان السباب للاسم الذي تحمله .
- هل يمكنك ان تخبريني يا عزيزتي ´انجريد` بالسبب الذي يمنع `اندروبولوس ` من مشاركتنا الحفل إنه رجل محترم ونجح في تنمية الامبراطورية التي تركها له والده .
- تريد ان تقول رجل وصولي يعتقد ان كل شيء يمكن شراؤه ! إن غزو ´بيلوود هاوس ` يمثل له النسب الكريم فهو مجرد ابن غير شرعى .
- لو كانت الذاكرة قد خانتك وهذا ما يدهشني اريد ان اذكرك انه إذا لم تكن ´انجريد كندريك ` الاولى قد حملت سفاحأ - الطفل غير الشرعي كما تقولين من ارتباطها بالامير الوصي على العرش انذاك ... ما كانت اسرتنا قد نجحت في الوصول إلى "بيلوود هاوس ".. والأن اتوقع منك تصرفا طيبا مع ´يانيس اندروبولوس ´ وليكن بتقديم اعتذارك له في البداية .
اجابت الفتاة :
- هل تريد مني ان اركع امامه طالبة العفو!
- `انجريد` ، انا لست في حالة تمكنني من الضحك ، انا اعرف ان الموقف عصيب ولكن هل بعض الاحجار القديمة وبعض الاساطير تستحق تمزيق عائلتنا بهذه الصورة ؟
فكرت ´انجريد` إن والدها على حق ، ولكن انتزاعها من هذا القصر يعتبر كأن روحها تنزع من جسدها.
جففت `انجريد` دموعها ثم وجدت في حضن ابيها الراحة التي تشعر بالحاجة إليها الأن ، لقد تعبت كثيرأ في هذه الساعات الاخيرة والأن لابد من تهدئة اعصابها المتوترة إذ إن هذا الحفل يمكنه ان يمتد حتى الفجر ولابد لها ان تبدو إنسانة فاضلة .
تركها السير `فيليب ` ، فقد حانت الساعة الثامنة وهو لم يرتد ملابسه بعد . ثم قال لها الرجل بصوته العميق الدافئ الذي تحبه كثيرأ : إلى اللقاء يا ´انجريد´ .
ردت الفتاة بصوت خافت : إلى اللقاء .
مكثت الفتاة في حجرة المكتبة قليلا وهي تتحسس بيديها الكتب الثمينة وقطع الخزف الرائعة واللوحات الإنجليزية ذات المناظر الطبيعية ... كل هذه الأشياء مكانها هنا في `بيلوود´ وليس في اي مكان اخر .
لقد اصبح الحب الذي تكنه لهذه الارض حبا خرافيا ، وفكرة بيع هذا القصر لابد من التعليق عليها وفكرت الفتاة و بخاصة عندما يكون البيع لهذا الرجل ويكون الاحتفال الاخير مع هذا اليوناني الثري المجهول النسب .
ما من شك ان الجميع سيتربصون بها خلال الحفل لملاحظة المها وخضوعها بسعادة .
غادرت "انجريد" المكتبة وهي تقسم بالا تترك اي انطباع يظهر عليها و بخاصة احتقارها لهذا السيد المقبل للقصر .كان البهو يبدو براقا وكانت الليدي `كندريك ´ ترتدي زيا اسود اللون وتقف في انتظار المدعوين لتناول العشاء الذي يسبق الاحتفال المقام في الحديقة .
مكثت الفتاة دقائق في حضن والدتها ثم توجهت بعد ذلك نحو حجرة الرسم الخاصة بها وملاذها الوحيد .
وما إن دخلت الفتاة من باب الحجرة حتى تراجعت بسرعة إلى الوراء وشعرت بقلبها يعتصر الما بداخل صدرها فقد كان `يانيس اندروبولوس ` واقفا بظهره في منتصف الحجرة يتامل صورة مؤسسه هذه العائلة المالكة ´انجريد كندريك `. وكان يرتدي سترة `سموكن سوداء اللون ورائعة ويبدو ضخمأ عن ذي قبل ، هل تدخل إلى الحجرة ام تذهب قبل ان يراها ؟
ولكن `يانيس ` لم يترك لها الخيار فقد شعر بوجودها دون ان يلتفت نحوها على الرغم من صمتها ووقوفها على بعد عدة امتار منه .
- تفضلي يا انستي وحدثيني عن جدتك الجميلة ...كان صوته دافئا ويسبب الاضطراب .
كان امام الفتاة دقائق قليلة لتعي حلو عبارات "يانيس اندروبولوس" ولتعرف ايضا انه يتحدث بلغة `شكسبير` .
تقدمت ´انجريد` ببط ء محاولة تهدئة نفسها وعندئذ احتواها `يانيس ` بنظرة طويلة لم تستطع فهمها ثم استدار ثانية لينظر إلى الصورة وهو يقول بصوت خفيض : انجريد : كندريك `... بشعرها الاحمر وعينيها ووقاحتها ... تماما مثلك .. استدار `يانيس ` ونظر إليها بجدية لاول مرة وهو فخور ومتكبر ويرسم على وجهه نفس الابتسامة غير المحتملة - ... وهذا الثوب وهذه الافكار التي توحي بها ...
عجزت `انجريد` عن النطق بكلمة واحدة ، فخفضت عينيها وشعرت بالخوف والاضطراب يسيطران عليها و بخاصة عندما لمس الرجل كتفي الفتاة العاريتين بيديه النحيلتين ، وفجاة فهمت الفتاة ان وجود هذا الرجل ضروري بل وخطير . وبجانب غضبها منه شخصيا شعرت بالغضب من نفسها ايضا . فهزت راسها في ضحكة عالية مرعبة .
- لم يسمع احد بهذه الملاحظة منذ عصر جلالة الملك .
رفع الرجل كتفيه بوقاحة وقال : منذ بدء الخليقة لم يجد اي رجل ما يمنعه من رؤية اية امراة جميلة ...
شعرت `انجريد´ بالحمرة تكسو ملامح وجهها ، فهو ليس من طراز الرجال الذين يمكن مضايقتهم بكلمة جافة او وجه عابس ، لابد لها ان تتذكر ذلك دائما . تماسكت الفتاة وقالت له : هل تريد ان احدثك عن صورة ´انجريد كندريك ` الاولى ؟
- وعن الحب العنيف الذي كنه لها الامير في قلبه ، إنه هو الذي طلب رسم هذه اللوحة لها ، اليس كذلك ؟
- اعتقد انك تعلم الكثير ولست بحاجة إلى اية معلومات جديدة ولكن هذه اللوحة ليست للبيع يا سيد `اندروبولوس ´ ، فشراء منزل لا يعني شراء تاريخ اسرة وماضيها .
ابتسم الرجل ابتسامة هادئة .
- إن مايهمني فقط هو الحاضر والمستقبل وعلى كل حال انا لم اشترى `بيلوود هاوس ´ بعد .
بلعت `انجريد ` ريقها وقالت : إذا كان ذلك بسبب الكلمات السيئة التي نطقت بها لتوي ، ارجوك
ان تقبل اعتذاري فانا حقا اسفة .
قال لها في شك : حقا ؟
كان اعتذارها صادقا ولكنه مقتضب مقتضب جدأ هذا ما فكرت فيه الفتاة ولابد وان ´يانيس اندروبولوس ` يقدر ندمها ، حاولت الفتاة الا تذل نفسها اكثر من ذلك فابتسمت ابتسامة تصالح وقالت . ربما يمكننا عقد هدنة .
- لنشرب نخب ذلك مثلا .
ودون ان يترك لها فرصة التفكير ، توجه نحو المنضدة الصغيرة واحضر الكوبين واعطاها احدهما وكانت يد الفتاة ترتعش لدرجة انها كادت تكسر الكوب وعندئذ قال `يانيس في هدوء : نخب `انجريد` و `بيلوود هاوس ` !
كانت عيناه تلمعان ببريق غريب ففضلت الفتاة ان تخفي اضطرابها بالنظر إلى الصورة بينما تابع `يانيس ` حديثه قائلا : حدثيني عن نفسك وحدثيني عنها وعن البارون المسكين `كندريك ´ ، لقد سمعت انه كان يرزح تحت كاهل ديون ضخمة بسبب اللعب وانه بدون خيانة زوجته وكرم الامير الوصي على العرش كان على وشك
الموت وهو مفلس تماما ... هل كان سئ الحظ مثل والدك ؟
كانت ملاحظته قوية لدرجة ازعجت الفتاة كثيرأ وجعلتها تخرج عن وعيها .
- إنها مسالة لا اود الحديث عنها معك !
- لقد ذكرت ذلك بالمناسبة واذا كان والدك رجلأ غير تافه فى مجال الاعمال ما كان اضطر لبيع قصر اجدادك ... وما كنا تقابلنا ابدأ . كان صوته مشوبا بنبرة سخرية . فقالت له بغضب : ليكن فى علمك إنه انتصار متواضع جدأ يا سيد ´اندروبولوس ` . امسك ´يانيس ´ بالكوب من يد ´انجريد´ ووضعه على المدفاة ثم امسك كتفيها بين ذراعيه فاغمضت الفتاة عينيها للحظة كما لو كانت تحت تاثير شعور عنيف ثم نظرت إليه بعد ذلك بتحد .
... - لقد كانت الهدنة لوقت قصير جدأ .. ولكنني استمتعت بها ياانسة `كندريك ` ، إن حدسي يخبرنى انك لن تقاوميني كثيرأ .
- وحدسك لم يخطئ ابدأ بالتاكيد !
- نادرأ و بخاصة عندما يتعلق الامر بامراة يجعلها الغضب جميلة إلى هذه الدرجة .
تحررت الفتاة من قبضته وهي تستعد لمواجهته ، ثم قالت كاذبة : احب ان اطمئنك ... ان كلماتك تصيبني بالبرود اعتقد ان الاموال والفتيات هما افضل الموضوعات لديك ؟
مر بريق صدق في عيني ´يانيس ´ : لنقل مثلا إن شخصا دخيلأ مثلي يراك رائعة في هذا الثوب وأنه مستعد لدفع اي شئ مقابل ان ينجح فى نزعه عن جسدك ... اجابته بسرعة : وأذا وافقت هل تعيد ألينا `بيلوود هاوس ` ؟ كان السؤال مفاجاة له فقال : كلا .
شعرت ´انجريد` عند سماع صوته البارد انها ارتكبت خطأ كبيرأ ولكن الوقت قد تأخر كثيرأ للتراجع .
- في هذه الحالة ، عرضك لا يهمني ، وها انت تحرم نفسك من هذا الامر يا سيد ´اندروبولوس ´ .
مرر ´يانيس ´ اصابعه بين خصلات شعره الأسود وابتسم بخبث قائلا : لا تعتمدي على ذلك ياعزيزتى ´انجريد´ ...
عند هذه الكلمات ، امسك `يانيس ´ باصابع الفتاة وقبلها برقة شديدة كانها لمسة رياح هنا شعرت ´انجريد` انها تحلم ولكن دقات قلبها المتزايدة اكدت لها ان ما حدث لم يكن سرابا ، ثم انحنى نحوها ونظر إليها بثبات نظرة جعلت مشاعر كثيرة تستيقظ داخلها .. هل هو الخجل ، الخوف ام تأثير جاذبيته ؟ منتديات ليلاس
من الصعب جدأ عدم الوقوع تحت تأثير جاذبية هذا الرجل ... تراجعت `انجريد´ إلى الخلف ثم خرجت مسرعة من الحجرة ، وعندما وصلت إلى حجرة الصالون اضطرت لاستقبال المدعوين وهي ترتجف بشدة فاستندت على الحائط والافكار المختلفة تعصف براسها. اسرعت نحوها "اشلي بوسورث " وهي تقول : انجريد" اين كنت ؟ اين تختبئين ؟
- انا لم اكن مختبئة .. إنني سعيدة جدأ برؤيتك .
كان صوتها مختنقا وهي على وشك البكاء وعندئذ جذبتها `اشلي بعيدأ .
- نسمع شائعات كثيرة عن القصر ، لقد سمعنا ان والدك ينوي بيعه إلى ملياردير يوناني ... ولكنني لا اصدق ذلك .
- يجب ان تصدقي ونحن نتمنى إتمام هذه الصفقة . كان لابد لـ `اشلي` ان تفكر قليلا قبل ان تستوعب حديث صديقة طفولتها .
- كلا انا اعرفك جيدأ يا `انجريد` .. ستفعلين كل ما في وسعك من اجل إنقاذ `بيلوود هاوس ´ . هزت الفتاة راسها وقالت بهدوء : للاسف، ليس في يدي شيء ... لقد دمرنا تماما وعلينا الافتراق عن القصر ومع ذلك افضل ان ارى هذا المكان محترقا بدلأ من رؤيته ملكا لـ`يانيس اندروبولوس ` ... إنه رجل رهيب وكريه لدرجة انني لم ارى مثله من قبل !
قالت `اشلي` بخبث : لا اعتقد ان رجلا ثريا مثله يمكن ان يكون بهذا الوصف !
- ´اشلى´ ، انا لا اهتم بتعليقاتك , كما إنني معكرة المزاج جدأ هذا المساء واود ان تفهميني .
- واشفق عليك ايضا إذا كان ذلك يريحك ! ولكن اخبريني ما شكل هذا الملياردير ! انتظري قليلا دعيني اخمن .. إنه اصلع ويضع نظارة وتسمعين صوت طاقم اسنانه بمجرد ان يفتح فمه !
عضت `انجريد` شفتيها لتكتم ضحكتها وقالت بصوت جميل : كلا ، كلا . لابد انه جذاب جدأ في نظر بعض الفتيات .. ولكن ليس فى نظري على اية حال !
اسرعت `انجريد` بقول هذه الجملة الأخيرة لتؤكد رايها .
- يمكنني ان احكم بنفسى إذا قدمتني له ، هيا لنراه قبل ان تأتينا حماتي .. واطمئني تماما .. لقد وعدت والدتي الا تتناول نقطة شراب واحدة وان كنت اشك في قدرتها على المقاومة !
كان `يانيس اندروبولوس ´ يقف على بعد عدة امتار منهما ويبدو كأنه مهتم جدأ بفتاة شقراء ترتدي ثوبا قصيرأ وتبدو ايضا مهتمة به ... إنه حقا شخص رائع بكبريائه الواضحة ، وهنا اشارت `انجريد عليه عندئذ كادت `اشلي´ تقذف بالكوب من يدها وقالت : جذاب ... إنه `ابولون ` الحقيقي ...
كانت ´انجريد´ تود ان تعترف بأن يانيس اكثر جاذبية فى عينيها و... انه لم يتركها هكذا دون ان يؤثر عليها حتى لو رفضت ان تعترف بانها تأثرت به كثيرأ منذ ان تقابلت معه في الحديقة .
وفي حجرة الصالون ، تعلقت عيون جميع السيدات به وحده ... واولهن ´اشلي´ ، فالمال والقدرة من اكثر الحاجات التي تثير الشهوة ، هذا ما فكرت فيه الفتاة وهى تعض شفتيها ندما ، ومع ذلك حتى لو كان فقيرا .. من المؤكد ان جاذبيته لن تنقص من شانه .
ولاول مرة ، تساءلت ´انجريد` ترى كم عدد القلوب التي نجح في تحطيمها ، لابد وان القائمة طويلة وطويلة جدأ !
ولكن الفتاة اقسمت بينها وبين نفسها وهي ترسل اليه ابتسامة مشرقة لتجيبه على ابتسامته الرائعة :
- لن تحصل على قلبي ابدأ ...
وبعد قليل ، وجدت `انجريد` نفسها تجلس فى مواجهته في حجرة الطعام حول المائدة البيضاوية . . فحاولت ان تهدئ نفسها وان تتجنب النظر إليه محاولة التركيز على الضيوف الذين يحيطون بها . وللاسف كانت باقة الأزهار الحمراء الضخمة والشمعدان الفضي الكبير الموضوعان على المائدة يفصلانها عنه وكانهما حاجز ضخم يحول دون بريق نظراته التي يوجهها إليها ، وهكذا كانت الامور اصعب كثيرأ مما كانت تتخيل ...
مرت فترة تناول الطعام ببط شديد جدأ وفي مناسبات اخرى كانت ´انجريد´ تحسن تذوق الطعام النوع تلو الأخر ولكن هذا المساء ، كانت معدتها متقلصة تماما وكان وجود `يانيس اندروبولوس ` يسد شهيتها عن الطعام وكان مجرد حديثها عن الطعام او حديثها عن إقامتها فى `نيويورك اشبه بعقاب شديد فرض عليها ... وهو يعرف ذلك جيدأ !
وفى النهاية ، بدات ´انجريد` تسمع الاحاديث المختلفة دون ادنى اهتمام .
وهنا شعرت `جلاديس بوسورث ` بالقلق عليها فقالت لها بصوتها الحاد : ´انجريد` هل انت بخير ! هل يمكنك العودة معنا إلى الواقع ؟
قفزت `انجريد´ في مكانها ، وكانت حماة ´اشلى´ لم تستطع الوفاء بوعدها وكان احمرار وجهها يؤكد ذلك .
وهنا اعترضت ´انجريد´ فى ابتسامة مرتبكة قائلة : ولكنني هنا !
رفعت `جلاديس ` كاسها في اتجاه `يانيس ` .
- هكذا ستصبح ياسيد ´اندروبولوس ` سيد القصر الجديد ... قل لنا إذا كانت `انجريد` قد نجحت في إقناعك بالتخلى عن اسم عائلتك والارتباط باسم `كندريك ´ بدخولك هذا المكان !
حاولت `انجريد´ السيطرة على نفسها حتى لا تنفجرفي وجه الخائنة ´جلاديس ´ وفجاة سيطر الصمت الكئيب على الحجرة واكتسى وجه `انجريد` بالحمرة فخفضت عينيها ولكنها القت نظرة سريعة وكئيبة نحو `يانيس ´ .وهنا اجاب ´يانيس ´ بصوت هادى: انا لم افهم جيدأ عن اي شيء تتحدثين .
قهقهت `جلاديس ` قائلة : كيف ؟ الا تعلم كل شيء بعد ؟ الكل يعرف ان `انجريد` العزيزة اقسمت بالبقاء في ´بيلوود هاوس ` وبالإبقاء على اسم عائلة `كندريك ` ، والرجل الذي يقبل الزواج منها عليه الإذعان لرغباتها ! أنني دهشة جدأ لانها لم لتجرب حظها معك ...
ابتسم `يانيس ` ابتسامة واسعة فتماسكت `انجريد´ وقالت ببراءة مصطنعة :هذا في حالة إذا ما كنت غير متزوج .
وعند سماع هذه الكلمات ، تشنجت ملامح وجه ´يانيس ´ بعض الشيء ونظر اليها بحدة قائلا :
- كلا ...
وفي هذه اللحظة تمنت انجريد ان تجد نفسها في الطرف الآخر من العالم وبذلت مجهودأ عنيفأ حتى تستطيع البقاء على المائدة ولكن راسها كاد ينفجر وقلبها كان يعتصر الما ، وعندما فكرت في التحدث وفى توضيح الامور وفى إظهار ان ما قالته لم يتعد المزاح ، شعرت ان صوتها يعجز عن الخروج من فمها .
عندئذ نجح السير `فيليب ` فى تهدئة الموقف ببعض الكلمات المازحة ، كما نجح ´جيرالد بوسورث ´ في تهدئة زوجته ، اما `يانيس اندروبولوس ` فبدا غير مكترث بالامر وغير منزعج من كلمات `جلاديس الكريهة والحق ان الموضوع بالنسبة له كان مجرد حادثة انتهت . وهنا بدات الاحاديث المختلفة كما بدا المدعوون في الحضور والدخول إلى الحديقة وانتهزت `انجريد` هذه الفرصة لتتمكن من مغادرة حجرة الطعام .
وعلى الرغم من انزعاجها وارهاقها ، إلا انها بدت مضيفة ممتازة واستطاعت المزاح ايضا .
ولحسن الحظ لم يحاول `يانيس اندروبولوس ` متابعتها وتاه وسط حشود الزوار وهو يمسك في يده ذراع الليدي كندريك ` .
كان منظر الحديقة باضوائه البراقة المختفية فى الأشجار منظرأ خرافيا . وعندئذ توقفت ´انجريد´ وهي مرهقة وتعى تماما ان هذا الاحتفال سيكون الاخير والتقطت زهرة رقيقة واخذت تتشمم رائحتها الرائعة قبل ان تضعها بين خصلات شعرها .
كاد الوقت يقترب من منتصف الليل وفي الحق كانت ´انجريد` لا تريد المشاركة في الاحتفال التقليدي الذي يتم من اجل تكريم صاحبة القصر الحقيقية ´انجريد كندريك ` الاولى´ فهذه الليلة هى نهاية المملكة ...
اختفت ´انجريد´ عن العيون وتاهت مع افكارها والدموع تملا عينيها وذهبت لتستند على الشجرة فقد كانت في حاجة إلى ان تختلي بنفسها كما انها في حاجة إلى هذه الظلمة حتى تحتفل على طريقتها بهذا المكان الذي عليها مغادرته ، ثم قالت بصوت عال : نخب ´انجريد´ ، نخب ´بيلوود´ . وهنا سمعت صوتا من ورائها يقول : نخبنا جميعا ونخب ´بيلوود´ .
تقلصت الفتاة في مكانها وتمتمت قائلة : انت ... !
وعندئذ حاولت الهروب من امامه الهروب من نظراته البراقة ، من نظرات `يانيس اندروبولوس ` . لقد جئت لا ستاذن بالانصراف منك يا انجريد´ العزيزة .
فوجئت الفتاة بهدوء صوته وكان عليها الانتظار حتى تتمكن من استعادة هدوئها .
- إذن ستتركنا ياسيد ´اندروبولوس ` ؟
كانت تريد ان تبدو لطيفة ولكنها لم تستطع .
- اليس هذا ما تتمنينه منذ ان رأيتني هنا في اثناء الظهيرة بالقرب من هذه الشجرة ؟ ولكن اطمئني ساعود ثانية ... إن هذا المكان يعجبني كثيرأ .
كانت عيناها تلمعان بالغضب والعزه ومع ذلك نظرت إليه بثبات- حقا ؟
- لابد وان ´بيلوود` يمثل شيئا فريدأ بالنسبة لك حتى تكني له كل هذا الحب ... لقد استمعت بانتباه الى اعترافات هذه المراة الوقحة التي يبدو انها تعرفك جيدا ... إن كبرياء عائلة `كندريك ` وكبرياء الاسم الذي تحملينه تكاد تخنقك وتعمي بصرك يا عزيزتي `انجريد´ !
اجابته الفتاة وهي تبتعد . وكيف يمكن لرجل مثلك ان يفهم ذلك ؟
امسك بها فشعرت الفتاة بيديه كانهما قبضة جليدية تضغط عليها وكانت عيناه تبرقان كانهما عاصفة سوداء مما جعلها تخفض عينيها .
- لانك تعتقدين بالتاكيد مثل كثير من الناس انني مغتصب وانني غير جدير بالاسم الذي احمله !
اجابته الفتاة بعد تردد : لم اقل ذلك .
- هل انت متاكدة ؟
- اتركني ، انت تؤلمني .! الا تكتفي ب`بيلوود هاوس ` ؟
- نعم لا اكتفي، فانا اريدك اريدك انت ايضا يا انجريد كندريك `...
- انت ! انت تهذي .
- كلا بالتاكيد .
شعرت `انجريد` فجاة بالخوف من نظراته التى تلغي اي تبجح
واضح في كلماته ثم ابتسم `يانيس هذه الابتسامة الساخرة التي تجعله مزعجأ ... وجذابأ .
- اتركني !
تركها فبدات ´انجريد` تدلك موضع قبضته المؤلمة .
- احب من يقاومني .. ولكنك ستكونين لي وبموافقك ...
- هيا إذن !
- اذا كنت تريدين برهانا على ذلك ...
وقبل ان تفهم ما يعنيه ، وجلدت نفسها ملتصقة بجسد ´يانيس ، ثم وجدته يقبلها بعنف على فمها وعندئذ استجابت الفتاة لقبلته وبدا جسدها يرتجف بين يديه فزعأ وهنا فهمت انها ترغب هذا الرجل , ولكنها قالت لنفسها أن ذلك رد فعل طبيعي لاقترابه منها 00
وأن هذه الأثارة الرائعه التي تشعر بها لاتؤكد أبدا انها ترغبه بقوة 0 وفجأة تركها , فقالت له ووجهها مكسو بحمرة الخجل وأنفاسها لاهثة :
- هذا كل ماتستطيع أن تصل اليه 0
- - هل أنت مقتنعه بذلك يا أنجريد كندريك ؟
- كانت تود ان تقول له لا , ولكنها شعرت كأن النار تمسك بجسدها وتكاد تحرقها 0
- - نعم 0
ازدادت دقات قلبها سرعه ولم تستطع ان تسيطر على نفسها , وعندئذ قال لها :
- ستعرفين أنني محق فيما أقوله .
ثم تركها تائهة وابتعد بسرعه في هدوء كأن شيئا لم يحدث , وضعت أنجريد ظهر يدها على فمها وهي ترتجف , انها اول قبلة لها في حياتها ولكنها لم تلتق أبدا مثل هذه الصدمة العنيفة لمجرد لمس رجل ما لها 0 انتهى.
|