17-08-09, 03:06 PM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو راقي ضحى ليلاس الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
قلب أم
يااااااااااااااااااااااااااااااه
منذ زمن لم افتح موضوعا جديدا
على اى حال حتى هذا لا يعد بالجديدمنتدى ليلاس الثقافي
هى قصة قصيرة كتبتها لمجلة همس ليلاس لكن اظن ان العدد الاخير من ليلاس لم يلفت النظر بسبب تأخيره المطول
المهم..ارتأيت ان اضعها هنا حيث تنتمى
اتمنى ان تلقى قبولكم
قلب ام
تأوهت بالم حينما رقد الى جوارها زوجها لكن ما ان وقعت عيناها على ما تحمله يداه حتى تبخرت الامها وتناوست اوجاعها وهى تمد يدها تلتقف وليدها الجديد الذى استكان بين يديها بينما انطلقت من بين شفتى زوجها اجمل الالحان التى تنذرها بحياة سعيدة والتى انتزعتها من آلام بث الحياة فى مولودها الخامس.....
-حمدا لله على سلامتك
كلمة لطالما رددها زوجها فى اذنها بفرحة كلما جلبت الى الدنيا مولودا جديدا
والان تتردد على مسامعها باشفاق من أغراب لا تربطها صلة بينهم بعدما كانت تتردد بغيظ وضيق من زوجات ابناءها
-اشكرك يا ولدى
قالتها بحسرة الى شاب تسندت عليه حتى تقف على قدميها بعدما افترشت الطريق فى اغماءة جردتها من وعيها
تحاملت على نفسها وحركت قدميها بصعوبة فشعرت وكأنها تسير على جمرات ملتهبة ..تصبب العرق من على جبينها فضمت شفتيها بقوة
كم هى تعبة ! كم هى بحاجة الى راحة ويد حانية تربت عليها وتحتويها بحنان..لكن هذه اليد قد بترت بوفاة زوجها ..لا ..من قبل ذلك
بعد ان اشتعلت حرب الزوجات ..زوجات ابناءها اللاتى همسن فى آذان ازواجهن دافعين اياهم الى الوقوف بوجه والدهم وتقسيم ثروته وهو مازال حيا يرزق..اعماهم الثراء.. كسا قلوبهن بجفاء وارتعدت كل زوجة خوفا ان يكتب الاب الثرى لاحد ابناؤه عن سواه
وانصاع الابناء لزوجاتهن وتشتت الاسرة الكبيرة واطلق كل ابن ساقيه للريح بما استطاع ان يغرف من ثروة ابيه
وياليت الامر اقتصر على فراق الابناء وغدرهم بوالديهم ..لكن رفيق دربها ووالد ابناءها لم يستطع تحمل تلك الصدمة العاتية فانتقل الى رحمة بارئه وتركها فى الحياة وحيدة.. فريسة سهلة بين اسنان زوجات ابناءها
ذهب الزوج وقبله الابناء وصارت وحيدة فى المنزل الذى كان يعج بالحركة والضجة طيلة النهار والليل
الهاتف اصيب بخرس وجرس الباب لم تسمع صوته ، وعندما كان يغلبها اشتياقها لابناءها كانت ضيف غير مرغوب به
استكانت فى منزلها متحسرة على حالها والدمعة لا تفارق خدها لكن فى يوم اختفت الدمعة وعرفت البسمة طريقها الى شفتيها
اتصل ابناءها ..هم قادمين الليلة .. سيتجمعون حول مائدتها..سيبددون الصمت ويقتلون الوحدة
اصناف وانواع رصت على المائدة بسعادة ..وجاءت الساعة المنشودة
احضان وقبلات لم تعتد عليها بهذه الحرارة ..اغروقت عينيها بالدموع وهى تستمع الى رجاءهم لتغفر لهم وكلماتهم المشتاقة اليها
ووراء اسنانهم صافية الضحكة ظهرت الانياب المفترسة وخلف كلمات الاشتياق بزغ رجاؤهم الحقيقى
البيت الكبير .. منزلها الذى يحتويها والذى تشعر فيه بالامان تحول الى انقاض بدعوى بناؤه من جديد لتجارة مشتركة بين الابناء
ورحبت بها الالسن فى بيوتهم وتقاذفتها الايادى من بيت لبيت
الحجرة التى وعدوها بتخصيصها لها فى منزل كل واحد فيهم تحولت الى فراش احد الاحفاد الذى يرمقها بغيظ وضيق انها احتلت مكانه
تحكمن فى اكلها وشربها ولبسها ..معيشتها بالكامل وكأنها بسجن ..
الحركة والحديث بحساب ومواعيد محددة .. كانت قطعة أثاث غير مرغوبة فى منازل ابناءها ..قطعة اثاث زحمت المكان ولم تناسب ديكوره
الشغالة كان وضعها يسمح لها بخيارات لم تكن متاحة لها هى
كانت عبء ثقيل على كاهل زوجات ابناءها واحفادها
معاملة سيئة مجحفة وعيون كارهة وشفاة لا تنفرج عن ابتسامة طالما هى بالجوار ..كلمات جارحة .. مكر ودهاء لتنتقل من بين منزل الى آخر
حتى الجلسة مع اولادها كانت محرمة عليها حتى لا تشكو لهم حالها وعندما استطاعت فعلها مرة هاج ابنها وماج فسحبته زوجته الى حجرتهما ليخرج منها ناسيا ما حدث متذكرا فقط انها امرأته وام اولاده
تحملت وصبرت واعتبرت هذا ابتلاء من عند الله سيجزيها خيرا عنه
حتى وقف حفيدها الصغير بوجهها مرة صائحا :
-متى ستموتين يا تيتا ونرتاح منكى ؟؟
لملمت ملابسها وشدّت رحالها ولم يرفع ابن من ابناءها سماعة التليفون ليسأل عنها..كل واحد معتقدا انها عند غيره مرتاحا لهذا الوضع
وها هى تشق الطرقات كل يوم بحثا عن الرزق
اصبحت بائعة جوالة بعدما كانت معززة مكرمة فى بيت زوجها
نحلت وهزلت واختفت الحيوية من وجهها ..
عندما حملت ابناءها بين يديها لاول مرة ..عندما ابتسمت لضحكاتهم
ودمعت لعبراتهم ..عندما فرحت لسعادتهم وتألمت لاوجاعهم
لم تكن لتتخيل انه سيأتى اليوم الذى تسير فيه فى الطرقات حافية حاملة قوتها على يدها وابناءها يركبون سياراتهم وربما يسيرون بذات الطرقات التى تخطو خطواتها الضعيفة بها ...
عندما ضمتهم بحنان لاحضانها لم تكن لتتصور انها لن تجد مأوى لها وبيوت ابناءها مفتوحة بثراء والدهم
عندما دمعت عيناها فى اعراس اولادها وهى تزفهم الى زوجاتهم لم تكن لتدرى ان هؤلاء الزوجات سيحللن مكانها ويأخذن ابنائها ويدفعنها بعيدا
وعندما خرجت من بيوتهم ذليلة لم تكن تعرف انها لن تشكوهم الى ربها ابدا بل ستظل تدعو لهم ليلا نهارا بان يصلح حالهم والا يصيبهم مكروه
فقد سامحتهم وغفرت لهم دون حتى ان تستمع لاعتذار احدهم
**تمت بحمد الله **
|
|
|