لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-08-09, 05:06 PM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

8 - لماذا اتيتِ ؟


على الرغم من الخلافات العميقة بينهما , بدأت مشاعر جولي نحو والدة راوول تلين بالتدريج خلال الايام التي تلت .

ولأن انيتا اختارت ان تبقى في الفراش معظم الصباح وحتى وقت الغداء , فقد وجدت جولي نفسها تلازم الكونتيسة العجوز معظم الوقت , وكي لا تزيد الوضع توترا , حولت ان تبذل جهدها لتبدو ودودة معها .

فهي لم تكن موافقه على الطريقة التي تتصرف بها انيتا . وصارحتها بالامر ولكن انيتا بدت في اسوأ حال , وكان على جولي ان تغطي تصرفاتها .
منتديات ليلاس
ومع ان جولي لم تكن تظن ان ام راوول مستعده للقيام بدور الدليل لها اذا ارادت التجول في توسكانا كما قال ابنها , الا ان الكونتيسه بنفسها عرضت ان تأخذ جولي حيثما ارادت .

- انت تقودين سيارة , اليس كذلك سنيوريتا ؟

واجابتها جولي بالايجاب , فهزت الكونتيسه رأسها برضى :

- اذن يمكنك ان تقومي بدور السائق . فأنا لا اقود السيارة الا في الحالات الاضطرارية وافضل ان اجلس في السيارة دون قيادتها .

- انا متأكده ان بيدرو....

كانت على وشك ان تقترح ان راوول قد يفضل ان يقود سائقه السيارة بدلا منها ... ولكن الكونتيسه قاطعتها :

- لن اسمح لذلك الشاب بأن يقود السيارة بي الى أي مكان .

ثم اضافت بسخرية :

- ولكن اذا كنت تفضلين هذا ....

ولم ترغب جولي ان تعلق بهذا الفخر فسارعت للقول :

- لا ...لا ... لقد فكرت فقط ....

- عندما ييكون الامر يتعلق بيدرو كازولي , انصحك بعدم التفكير والآن , اين سنذهب في اول نزهة لنا ؟

وهكذا ذهبتا الى سينيا , وزارتا الكاتدرائية هناك , ومعرض الفننون وقصر بلازو بوبليكوه حيث تسلفنا البرج لتنظرا الي ضواحي محيطه , واحبت جولي البلدة , واحب الناس فيها , واعجبها اكثر الفن المعماري والهندسي الذي جعل من سينيا بلدة شهيرة .

ولم تكترث انيتا بحماس جولي عندما عادت الى القصر , وقالت لها , بعد ان ذهبت والدة راوول للراحه .

- كيف يمكنك قضاء هذا الوقت الطويل مع هذه العجوز الفظيعة ؟ انوي الاتصال براوول لأعرف متى سيعود , فلن اطيق ان اعامل كضيفة في منزلي !

- اظن بأنك تستحقين كل ما يحدث لك , فانت لم تجربي ان تتفقي معها , اليس كذلك ؟ اما بالنسبة للسماح لها باعطاء الاوامر للخدم ... فأنت لا تهتمين بالمسائل المنزلية .

- لقد قلت لك , الخدم منقلبون ضدي .

وهزت جولي رأسها مجيبة :

- اظن انك انت من قلبتهم ضدك , فمن الواضح انك لا تحبينهم وتتركينهم يعرفون ذلك . لو انك ...

- اذا لقد انقلبت ضدي ايضا !

وانفجرت انيتا بالبكاء .

- كنت اتساءل كم سيطول الامر قبل ان تنقلبي ضدي . ماذا قالت لك هذه العجوز ؟ ماذا قالت لك عني ؟ انها تكذب , كلها اكاذيب انها كانت دوما تكرهني ... دوما !

- اهدأي ... اهدأي . انا لم انقلب ضدك يا انيتا . لاتبدأي بقول هذا ثانية , كل ما اشير اليه انك لم تحاولي التوافق مع حماتك ... اليس كذلك ؟

- ولماذا افعل ؟ انا اعرف ماذا تفكر بي . واعرف لو ان الطلاق ممكن في ديانتهم لشجعت راوول عليه . ولكن الطلاق هنا ليس مقبولا . والزواج لا يمكن ان يفسخ في حال حصول اجهاض واحد , اليس كذلك؟ لا ... راوول مضطر للبقاء معي . والافضل له ان يعرف هذا .

- ماذا تعنين ؟

ازعجتها لهجة الحقد في صوت انيتا . كانت وكأنها تحاول التلميح الى شيء ما . ولكنها لم تستطع تصور ما هو .

واجابتها انيتا وقد قررت انها قالت ما فيه الكفاية :

- لا يهم . انا ذاهبة الى غرفتي , لماذا لا تأتين معي ؟

- لا ... شكرا .

وبقيت جولي حيث هي , عدم اكتراث انيتا الواضح بكل شيء اشعرها بالالم . وقالت لها انيتا وهي تسير نحو الباب :

- كما تشائين . ولكن لا تلوميني على ما انا عليه . بل لومي هذا الوغد المتكبر الذي هو زوجي . لوميه على الورطه التي انا فيها !

- اية ورطة ؟

- وماذا تظنين ؟

- اتعنين ... شربك ؟

- وما غيره !

وفتحت الباب وخرجت .

في الايام التي تلت , خرجت جولي مع والدة راوول وتجولتا في القسم الشمالي من توسكانيا .فزاوتا ايمبولي وسيرتالدو وبوغيبوتسي , وميناء بيوميبنو الذي يؤدي الى جزيرة البا . ولكن المكان المفضل لجولي كان فلورنسا مركز حضارة اوروبا لمئات السنين , حيث توجد بعض اكبر الاعمال الفنية . اليوم الكامل الذي امضياه هناك لم يكن كافيا لتزورا جميع المتاحف والكنائس والقصور والمعارض الفنية .

في ذلك اليوم , صممت جولي ان تتحدث الى الكونتيسه بخصوص زوجة ابنها . وعندما اقترحت الكونتيسه ان تذهبا الى احد المقاهي حيث تتناولان فنجان شاي وترتاحان , اغتنمت جولي الفرصة فقال :

- كم من المؤسف ان لا تكون انيتا معنا .

ولكن الكونتيسه رفضت ان تبتلع الطعم فتحدثت بموضوع مختلف :

- لا اظن بأنني سرت طويلا هكذا منذ ان كبر ولدي الصغير .

ولكنني تمتعت بالسير يا جولي . وانا شاكره لك من اجل هذا .

- اوه ارجوك ...

وسرت جولي لأن محاولتها زج اسم انيتا لم يجعل الكونتيسه تعود لمناداتها رسميا بسنيوريتا . فمنذ يومين الى الآن وهي تناديها جولي , وهكذا كانت علاقتهما قد اصبحت دافئة .
ولكن من الصعب التظاهر ان انيتا ليس لها وجود , فتنفست جولي عميقا , وحاولت ثانية :

- انها ليست سعيدة , وانت تعرفين هذا , اتمنى لو تحاولين فهم حالتها يا كونتيسه .

انها تحاول ان تتصرف بشكل صحيح .

- هل تظنين هذا ؟

ولمعت عينا الكونتيسه ,ثم وكانها ادركت ان صداقتهما قد وصلت الى ابعد من المعرفة العادية ,اضافت:

- لا اريد ان اتشاجر معك يا جولي , الايام التي مضت كانت مدعاة سعادة لي , اكثر مما كنت اتصور , فلا تفسديها بالتحدث عن انيتا . انها لا تهمك بشيء . للأسف , انها مشكلة راوول , وراوول وحده . الامر عائد اليه ليقرر ماذا سيفعل بها .

- وماذا يجب ان يفعل بها ؟ اخشى انني لا افهم !

- ولكنك تعرفين ما بها ... اليس كذلك ؟

وبللت جولي شفتيها بلسانها :

- وما بها ؟

- لا تكذبي عليّ يا جولي . انت هنا منذ ... اسبوع ؟ 8 ايام ؟ بالتأكيد روت لك ايتا , خلال هذا اسرارها ,انت افضل صديقه لها .

- ربما .

- اذا , ما الذي يمكن ان يقال اكثر ؟

- اتعنين ان راوول يعرف ايضا ؟

- وهل تشكين في هذا ؟ مهما كانت صفات ولدي , فليس من بينها الغباء .وبالطبع يعرف . اتصور ان القصر كله يعرف.

وامسكت اصابعها بطرف الطاولة بقوة واردفت :

- لن اسامح زوجي ... ابدا !

- زوجك ؟ اخشى انني لم افهم ما دخل زوجك ؟ لقد توفي منذ زمن بعيد .

- انها خطايا الاباء .. انت تعرفين المثل , بالتأكيد , ولا يمكن ان يكون المثل اصدق مما هو عليه في هذه الحاله .

مهما ستكون النتيجه على جولي ان تحاول لمصلحة انيتا مره اخرى :

- الا تظنين ان على راوول ان يمنحها فرصة اخرى ؟

- فرصة اخرى ؟ ماذا تقولين ؟ هل عليه ان يسامح وينسى ؟ اوه لا سنيوريتا . انت تطلبين الكثير . عندما ... مات الطفل كان من الممكن ان يسامحها يومها . ولكنها لم تقنع , وعليها الآن ان تلوم نفسها للنتائج .

- ولكن هل الامر سيء في ان ترغب بطفل. كنت اظن انك ....

- وهل تسألين عن هذا ؟ يا الهي ... خذيني الى المنزل سنيوريتا لا ارغب في متابعة هذا النقاش .

وصل راوول الى المنزل عند المساء وتمنت جولي لو انه لم يختر هذه الامسية للعودة فالجو كان باردا بين النسوة الثلاث , وشعرت بالاسف لهذا العام بعد الايام السعيده التي قضتها مع الكونتيسه

ولكن , ما من شك في ان راوول قد يرتاب كثيرا فيما لو عاد ووجد ان والدته وجولي من افضل الاصدقاء .

خلال تناول العشاء تحدث بشكل خاص تقريبا مع والدته, ارتاحت جولي لهذا . ولكن بعد انتهاء الطعام لم يذهب للراحة كعادته , بل انضم الى جولي ووالدته في غرفة الجلوس ليشرب القهوة

وانضمت اليهم انيتا التي ظلت صامته طوال العشاء . وتناولت فنجان القهوة الذي قدمته اليها حماتها , بأدب مفتعل كانت طوال السهرة ترمي العجوز بنظرات حاقدة .

ولكنها جلست الآن برزانه طفلة في ضيافة خاصة ومظهرها البريء يحفي ما يكمن تحته . وسألت راوول :

- هل كانت رحلتك موفقة ؟

- بطريقة معقولة .

وكان واضحا انه لايريد ان يتابع هذا الحديث , وكأنما فهمت انيتا هذا فغيرت الموضوع :

- لقد اشتقنا اليك ... لقد كانت جولي بالامس تقول ان القصر يبدو فارغا من دونك , ومن المؤسف انك اضطررت للسفر في وقت كنت انت وهي تبدأن بمغرفة بعضيكما من جديد .

ولم تدر جولي من كان المحرج اكثر , راوول , الكونتيسه ام هي . وليس صحيحا انها قالت هذا , وانيتا تعرف , فلماذا تكذب مثل هذا الكذب الصريح ؟ وقال راوول اخيرا :

- اظن بأنك تبالغين يا انيتا , فأنا واثق ان الانسة فولورك لم تقل شيئا كهذا .

- ولماذا تدعوها الانسة فولروك ؟ انت دائما تناديها جولي . من الغباء ان تدعوها بأسم اخر بعد ما كان بينكما .

- انيتا !

- انيتا !

جولي وراوول صرخا معا , ولكن انيتا لم تتراجع :

- لا تتظاهرا بأنكما مصدومان هكذا . كلنا نعرف بانني اقول الحقيقة . واين الضرر بهذا ؟ فأنا لا اشير الى ان بينكما شي الآن .

ولكن هذا ما كانت تقصده وجولي تعرف هذا , استطاعت ان تلاحظ من تعابير الكونتيسه انها انزعجت من تصرفات انيتا , ومع ان راوول كان صارما اكثر في اخفاء مشاعره الا ان غضبه على زوجته بدا واضحا .

وابتسمت انيتا وتابعت :

- على كل ... لقد عدت الآن , وهذا ما هو مهم , اليس كذلك ؟

وانهت فنجان القهوة ووضعته على الطاولة :

- هم ... لقد كان لذيذا , ولكنني اظن ان عليّ الذهاب الى غرفتي الآن فأنا تعبة ... عمتم مساء.

وانصرفت بصمت وبعد ان اغلقت الباب وراءها , ساد الصمت ولكن , بعد ذلك , وكانما هي ايضا تعبت فجأة , نهضت الكونتيسة واقفة . وقالت بالانكليزية اكراما لجولي :

- سنتحدث بالامر صباحا .

ووقف راوول ليفتح الباب لها وقال :

- امي ...

فوضعت الكونتيسه يدها على ذراعه :

- لا بأس ... لا بأس ... ليس الامر مهما .

- لا ؟ ليلة طيبة ماما .

- ليلة طيبة يا عزيزي.. ليلة طيبة يا جولي .

ووقفت جولي بينما كان راوول يغلق الباب .

- اعتقد ان علي ّ ان اذهب ايضا . انا آسفة ... لو ... ان ... ما قالته انيتا احرجك واحرج والدتك , ولكن ...

واسند راوول ظهره على الباب , مغلقا عليها طريق الخروج وسألها :

- ألم يحرجك الامر ؟ ألم يحرجك جنون زوجتي بأن عندك دوافع شخصية كي ترغبي في عودتي ؟ ألم تغضبي ؟

وتسارع الدم في شرايينها قليلا :

- لا ..

- لا ؟

- لا .. فأنت تعرف ان كلامها غير صحيح , وانا واثقة ان والدتك لم تنخدع ايضا .. انيتا كانت تتلاعب محاولة , محاولة ان ...

- ان تبعد الانتباه عن نفسها ... ربما ؟ لقد قالت لي امي انك دافعتي عنها .

- والدتك ؟ .. انا ...

لقد تحدثنا في وقت مبكر , قبل ان تحضري الى العشاء , وقالت لي ايضا انكما قضيتما اوقاتا كثيرة معا خلال الايام الماضية .

- اوه ... اجل ... لقد كانت لطيفة جدا .

وحدق بها بعينيه السوداوين .

- كان رأي امي انك كنت تشفقين عليها .

- لا ... ابدا .. كانت نزهاتنا مدعاة سرور مشترك , انها شخصية رائعه .وتحرك راوول مبتعدا عن الباب .

- انيتا الم ترافقكما . لقد قيل لي انها امضت معظم وقتها في الفراش .

- وهل وضعت عليها من يراقبها ؟ بالتأكيد ... انها ....

- لم اطلب مراقبتها . ولكن يجب ان تفهمي ان هناك اشخاصا في القصر همهم الوحيد هو اخباري عن نشاطات زوجتي خلال غيابي .. هل فهمت ما اعنيه ؟

- ليس عليك ان تصغي لهم .

- لا يمكن ان تكوني جاده , هل اقول لهم ان هذه الاشياء تزعجني ؟

- اذا انيتا على حق فالخدم لا يحبونها .

- الخدم لا يكرهونها يا جولي , انهم فقط لا يحترمونها .

- وغلطة من هذه ؟

وبدا الغضب في عيني راوول .

- وهل تشيرين الى ان هذه غلطتي ؟

- حسنا .. اليست كذلك ؟ اعني .. الن يكون وضع انيتا اكثر امانا لو ... لو ان لديها طفل؟

وقطع راوول المسافة بينهما بسرعه مخيفة , وحدق بعينيها :

- هل تعنين ما تقولينه ؟ هل تريدين وضعي في هذه الحالة , دون ادنى شفقة ؟

- شفقة ؟ لقد تزوجتها , اليس كذلك ؟ لقد جعلتها زوجتك ! الا يعطيها هذا بعض الحقوق عليك في هذا البلد الشديد التدين ؟ ام ان الولاء هنا مخصص للكنيسه والقديسين فقط ؟

وامتلأ وجه راوول بالغضب وقال بصدمة :

- كيف تجرؤين على مثل هذا القول ؟ كيف تجرؤين على التحدث معي حول الولاء ؟

- انها زوجتك يا راوول , وقد حملت بطفلك ! الا يعني هذا شيئا ؟

- اجل ! يجب ان يعني شيئا , بل لقد عنى شيئا . ولكن ألم تسألي نفسك ابدا لماذا تزوجت انيتا ؟

- اعتقد ...

- نعم ؟ .. ماذا تظنين ؟ ربما تظنين بأنني وقعت في حبك ثم في انيتا خلال اسابيع ؟

- حسنا ...

- او ربما انني تزوجتها كي انتقم منك , او انني حكمت على نفسي بالارتباط مدى الحياة لمجرد ان ابعث الغيرة فيك ! هل تصورتي ابدا انني لم احبك ؟ وان مشاعري فارغة كما كانت مشاعرك تماما ؟

- راوول ...

لا ... لم يكن الامر هكذا ! لم يكن لدي رغبة في الزواج من انيتا , ولم اكن اهتم بالزواج من احد . ليلة تركي الفندق , كانت مشاعري هي مجرد احتقار لنفسي لأني سمحت لأية امرأة ان تملي عليّ ما افعل !

لقد كرهتك يا جولي .. ولكنني كرهت نفسي اكثر . ولقد دفعتيني انت لأن افعل ما فعلت , ولقد حولتني الى .. الى حيوان , دافعه فقط الغيرة والغضب . انت كنت السبب , ولكنني انا الملوم لترك نفسي انخدع .

وحاولت ان تبتعد عنه ولكنه امسكها بكتفيها ليمنعها :

- سوف تستمعين الي .. يجب ان تسمعي ما سأقوله لك . ثم تقرري من هو المذنب منا .

- وهل هناك داعي لهذا ؟

- هكذا اظن . ليلة غادرت الفندق , كنت بائسا . كراهية النفس هي اسوأ المشاعر المدمرة . وهكذا لجأت الى الشرب وكنت ولا ازال واعيا عندما اتصلت بي انيتا , واستطعت ان اقول لها ان ما بيني وبينك قد انتهى . صديقتك اتصلت لتعرف مدى نجاح مكيدتها . كانت ذكية جدا . لقد طلبت التحدث معك اولا , ولم اكن ساعتها في حاله تسمح لي ان انكر بأنك تركتيني.

- ومع ذلك .

- انتظري !

وحفرت اصابع راوول في لحم ذراعها .

- عندما اكتشفت انك اصبحت خارج الصورة , كانت بعد ربع ساعه عند بابي .

- لا !

- بل اجل .. ولكن لا تظني الظنون , فلم يحدث شيء بيننا , ولم اكن ساعتها قادرا ,كيف اقول ؟ ان البي رغباتها , ولكن والدها لم يكن يعرف هذا .

- والدها ؟

- للأسف نعم , شخص ما , وتستطيعين اكتشاف من هو , قال له اين توجد ابنته , وعندما وصل الى الفندق تأكدت انيتا من ان يجدها عارية تقريبا , والنتيجة كانت محتومه .

- ولكن ...

- في ذلك الوقت ما كنت لأهتم , اعتقد انه كان علي انكار كل شيء ولكن عقلي رفض العمل , وفي وقت لا يذكر جرى ترتيب الزواج . وهذا ما كانت انيتا تبغيه , واعتقدت ان هذا ما كانت والدتي تريده , وبما انني وانت ..

وتوقف فجأة , ويده لا تزال ممسكة بكتفها لتمنعها من الحركة :

- ربما لم اكن واثقا تماما من ان الامر سيؤلمك , ولكنني كنت مخطئا فالامر لم يهمك ابدا اليس كذلك ؟

وتسارع تنفس جولي وقالت :

- راوول ...

- اجيبيني عليك اللعنة !

- انا ... انا ... لا استطيع .. لا استطيع !

- ولماذا لا تستطيعين ؟ هل ستكذبين عليّ مرة اخرى ؟ هل ستقولين لي بأنك ستغيرين رأيك ؟ هل ستقولين لي انك ندمت على تركك لي ؟

- انا .. لم اتركك يا راوول .

- وماذا تسمين ما حصل ؟

- لقد قلت لك انني بحاجه الى المزيد من الوقت !

- كان هذا عذرا .

- لم يكن هكذا . لم اكن ادري ما افعل . بعد ان طردتني من الفندق ...

- تعنين بعد ان اغتصبتك ؟ بعد ان دمرت الشيء الشريف الوحيد الذي كان بيننا ؟

- انت لم تغتصبني , وانت تعرف بأنك لم تكن قادرا على فعل هذا لقد اظهرت لي حبك ...

- كما اود ان اظهره لك الآن . وكما اود ان افعل منذ رأيتك في المطار .

- لا ... يا راوول .

- بل نعم يا راوول ...

- لا ....

- ولكنك اتيت الى هنا وانت تعلمين كم سيعذبني هذا .

- لا .. لقد دعتني انيتا .

- ولماذا تظنين ان انيتا دعتك , اذا لم يكن لتعذبني ؟

- راوول ... انيتا يائسة !

- مثلي تماما . مثلي تماما يا جولي .

واشاحت بوجهها عنه ولكن يداه امسكتا بوجهها وادارتاه نحوه ثم جذبها نحوه وتأوه قائلا :

- لا تقاوميني يا جولي .

- راوول .....

ولكن قواها خانتها . وهمس لها :

- جولي لماذا جئت الى هنا ؟

كلمات راوول المحطمة مزقت قلب جولي . لم يكن لها الحق بأن تأتي الى هنا . وليس لها الحق بأن تكون بين ذراعيه ليس لديها الحق , وهذه غلطتها وحدها .

لقد اتخذت قرارها منذ 5 سنوات يومها اختارت مستقبلها العملي لأنها كانت تعتقد بان هذا ما تريده . ولا فائده الآن من تبرير عملها بالاعتراف بانها قد اخطأت .
منتديات ليلاس
كان يمكن ان لا يتزوج انيتا يومها , بل يتزوجها هي , وتعرف هذا دون ان يقول لها احد . انه لا يزال يرغب بها , وهذا صحيح , ولكن لن تستطيع ان تأمل بمشاركته حياته , او ان تحمل بأطفاله .

وبقوة فائقة سحبت نفسها بعيدا عنه , ثم , وبعد ان وقف هناك ينظر اليها , وضعت اللمسات الاخيرة لإنهاء المهزلة :

- صدقا يا راوول , ليس بامكانك ان تتذمر من تصرفات انيتا , اذا كنت انت بنفسك لا تستطيع الالتزام بالقوانين !

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 14-08-09, 05:07 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


9- هل تستطيع الهروب ؟


وسافرت جولي في الصباح التالي ، قبل أن تستيقظ انيتا ،
ولحسن حظها لم تشاهد راوول ، وكانت على وشك المغادرة دون إفطار عندما
التقت بالكونتيسة .
- هل أنت راحلة ؟ سأطلب من جوليانو أن يحضر لك حقيبتك ،
أتصور أنك بحاجة إلى سيارة توصلك إلى المطار .
- يمكن أن أتصل لإحضار تاكسي . أليس هناك تاكسيات في القرية .
أرجوك أن لا تزعجي نفسك بسببي يا كونتيسة . أفضل أن أذهب بأقل إزعاج
ممكن .
- أتصور هذا . لكن لا أظن أن ولدي سيوافق على أن تكوني تحت رحمة التاكسي .
لذا سأوصلك بنفسي إلى بيتزا .
- أوه . حقاً ..لا أعتقد أن راوول سيوافق على هذا أيضاً .
- سيوافق بسرور ..وليس علي أن أفكر بما يوافق عليه ولدي أو لا يوافق بالنسبة لما أعمله
يا جولي ، هيا سنشرب القهوة ونأكل بعض الكروسان .
ولم تكن جولي قد ركبت مع الكونتيسة وهي تقود من قبل ،
وأقلقتها طريقة قيادة المرأة العجوز . ولكن ، تدريجياً ، عاد تفكيرها نحو ما حدث بينها وبين راوول ,
من العبث التظاهر بأنه قد يتغلب على صدمته لما حدث .
فتصرفها معه لا بد أنه دمر كل أثر للعاطفة التي كان يشعر بها نحوها .
ولا فائدة من أن تقنع نفسها بأنها فعلت هذا لصالحه،
فهو لن يسامحها أبداًُ ، ولن تستطيع أن تسامح نفسها . ماذا فعلت به ،
ماذا فعلت لكليهما ؟ هل يمكن لها أبداً أن تعوض عن أخطاء الماضي ؟
- هل قررت السفر بسبب ما قالته أنيتا بالأمس ؟
سؤال الكونتيسة الهادئ ، أعادها فجأة إلى الإحساس بمكان وجودها ،
وحاولت جودي بسرعة أن تجد عذراً لقرار مغادرتها .
- أوه . لا . أعني أن هذا سيكون سخيفاً . أليس كذلك . على كل الأحوال انيتا هي التي طلبت مني الحضور إلى هنا .
- هذا ما عرفته ، ومع ذلك فقد حدث شيء جعلك تغيرين رأيك .
- أغير رأيي ياكونتيسة ؟
- طبعاً ..فلو كنت تنوين السفر منذ الأمس ، لكنت أخبرتني ؟
- لقد ظننت أن هكذا أفضل .
- أفضل لمن ؟ لك ؟ لأنيتا ؟ لولدي ؟
- لنا جميعاً كما أعتقد ..
وأشارت إلى برج يبدو عن بعد :
- أليست هذه كنيسة جميلة ؟ هل تعرفين أسمها ؟ لا أذكر أنني رأيتها من قبل .
- لا تحولي تغيير الموضوع يا طفلتي . هل ولدي ملام حول قرار سفرك ؟
لا يجب أن تتركي ما يقوله يزعجك . راوول لن تكن حياته سهلة خلال الخمس سنوات الماضية .
أليس من الطبيعي أن تظهر مرارته في بعض الأحيان .؟
- لا ..لا ألوم راوول .
- وهل تلومين انيتا ؟
- لا ..بل ألوم نفسي ! لو لم أنفصل أنا و راوول .
- يا طفلتي اسمحي لي .. هذه سخافة !
- ولماذا تكون سخافة ؟ راوول مؤمن بهذا .
- و هل قال لك ؟
- بين ..عدة أمور .
- مع ذلك فهي سخافة .
- ولماذا ؟
- يا عزيزتي جولي ، لا يمكن أن تكوني ملومة لما حصل بعد أن افترقتما .
راوول لم يكن طفلاً ، لقد كان ....راشداً . ولم يكن مضطراً للزواج منها بعد أن تخليت عنه .
- ولكن ...
- أعلم أن أنيتا كانت تغار منك ، فهي ليست غبيه لتعترف بهذا ، ولكن تصرفاتها لن تترك أي شك
بأنها كانت ستفعل أي شيء في مقدورها لتفرق بينكما .
- وإن كان ...
- لا يمكن الإنكار أن الوضع كان يمكن أن يختلف لو لم تتدخل أنيتا .
- من يعلم . . كنت أرغب كثيراً في استقلاليتي ، لا أنكر هذا .
ولكن لا أعلم إذا كان لديّ القوة لتركه لو لم يجبرني على ذلك ..
- صحيح ..من يدري ؟ ..لا يمكن لنا أن نتحمل مسؤولية ما هو مقدر .
وتطلعت جولي بوالدة راوول :
- شكراً لك ..
- لا تشكريني ..ولكنني لا زلت أعجب لماذا أحضرتك أنيتا إلى هنا .
وأتساءل ماذا وعدتيها أن تفعلي .
- ولماذا ؟ لقد وعدت فقط بمساعدتها ، وماذا أستطيع غير هذا ؟
وأبعدت الكونتيسة نظرها عن الطريق لتحدق بجولي طويلاً .
حتى أن جولي اضطرت إلى إمساك المقود بنفسها ، وبعدها أعادت العجوز
أنتباهها إلى الطريق ، وقالت وهي تهز رأسها :
- لست أدري كيف أفهمك يا سنيوريتا ، أحياناً أظن أنني كنت
مخطئة بخصوصك . وأحياناً أتساءل إذا ما كنت أعرفك حقاً !
- ولماذا يدهشك أنني أردت مساعدة أنيتا ؟ نحن صديقتان ..
وقالت الكونتيسة وهي تختار كلماتها بحذر :
- قولي لي يا سنتيوريتا ..هل أحببت ولدي حقاً ؟
- يجب أن تكوني تعرفين بأنني أحببته .
- إذا ، بحق الله ، لماذا تكرهينه الآن ؟
- أنا لا أكرهه ..
- ولكنك تريدينه أن يعترف بأبوة طفل ليس طفلة !
وفتحت جولي فمها مندهشة .
- ماذا ؟
- أوه ..لا تظهري أنك مصدومه هكذا ! لقد قلت إنك تعرفين كل شيء عن أنيتا .
ولكنك بالطبع لا تعرفين وإلا لما صدقت أن الطفل كان لراوول ؟
وشعرت جولي أنها على وشك الإغماء . داخل السيارة كان حاراً ،
مع أن النوافذ كانت مفتوحه ، وكان قميصها ملتصقاً برقبتها وظهرها
من العرق . ولكنها الآن تشعر بأن جسدها كله يتعرق .
الشحوب الفجائي لوجه جولي ، والإشارات الواضحة بأنها على وشط فقدان وعيها ،
دفع بالكونتيسة لتوقيف سيارتها .
- ألم تكوني تعلمين ؟ ولكن عن ماذا كنت تتكلمين بالأمس ؟
أعتقدت أنك تعرفين بما بينها وبين بيدرو . وما الذي برأيك قد يسبب عاراً أكثر من هذا ؟
وأحست جولي بجفاف فمها ، ولكن بعد بضع دقائق استطاعت أن تتكلم :
- لقد كنت أظن ، كنت أظن أنك تتحدثين عن شرب أنيتا ، ولم أكن أعرف ..
لم أربط هذا أبداً .. ولا غثيانها في الصباح ..مع حملها بطفل .
- إذا ، فأنت ساذجة جداً . أو ، أن شعورك بالذنب أعماك عن أي شيء آخر .
- أنا أسفة !
- وكذلك أنا .

- إذا ..هذا ماكنت تقصدينه بأن راوول يعرف ، وأن الجميع يعرفون ؟
- بالطبع .
- أنيتا و ..وبيدرو ؟
- هو شقسق راوول . . زوجي جعل إحدى العاملات في المطبخ حاملاً ..
- إذا .. لهذا السبب بيدرو .
- متعجرف ؟ أجل ..هل تستطيعين تصور ما شعرت به يوم وصلت ورأيتكما معاً ؟
- ما كان يجب عليك أن تقلقي عليّ يا كونتيسة ، لقد عملت بين الرجال من أمثال بيدرو كازولي ،
وهذه إحدى حسنات العمل ، إذ تتعلم المرأة أن تكون حذرة مع هذا الصنف من الرجال .
وقالت الكونتيسة بمرارة :
- رجال من أمثال زوجي ، أوه لقد كنت أحبه كثيراً ، ولكنني لم أكن عمياء عن أخطائة .
وآسف أن أقول ، إن أنيتا لم تتعلم من أخطائها .
وفركت جولي راحة يدها على ركبتها :
- لم أستطع فهم ما كانت تريده مني .
- ولا أنا ، وأنت الآن تقولين إنك لا تعرفين الحقيقة . إلا إذا كانت
قد فكرت أن تجدي لها طريقة للتخلص من الطفل ، كما فعلت في السابق .
- ولكن هل كانت غلطتها لموت الطفل السابق ؟
- في ولادته ميتاً لا ، ولكن في موته . إنها مسؤولة عما حدث ، لا بد أن راوول أخبرك بالأمر .
كانت مسألة مريعه .
منتديات ليلاس
- ولكن راوول لم يقل لي حقاً . بيدرو هو من أخبرني في الصباح
التالي لوصولي . قال لي إنه كان هناك طفل ومات .
- هل قال هذا ! لقد كان دائماً يغار من راوول مع أن ولدي يعيلع منذ فترة طويلة .
وماذا قال لك ؟ هل ذكر الشكوك حول أبوية الطفل ؟
لا عجب أن يكون راوول مليئاً بالمرارة هكذا ، لقد أتت بها أنيتا إلى القصر
تحت حجة كاذبة ، ورغم المشاعر التي أحست بها تجاه راوول ، إلا أنها أدركت
أن لا مجال أمامها سوى أن تسافر .
ولم توافقها الكونتيسة إلى داخل المطار . وودعتا بعضهما في الخارج .
امرأتان كان يمكن أن تكونا قريبتين . ولكن بينهما الآن هوة كلاهما لا تستطيعان أن تقطعاها .
- ساقول لراوول كل شيء . ليس بأنك تحبينه . فأنا متدينة ولن أفعل هذا ، ولكنني سأقول له بأنك لم تكوني
تعلمين بحالة أنيتا ، ربما سيعطيه هذا بعض العزاء .
وارتجفت جولي بينما كانت المرسيدس القديمة تبتعد عنها .
فكلمات بسيطة سبرت الكونتيسة أعماق قلبها ، وتركتها عرضة لأي شيء ..
وصلت جولي في وقت متأخر بعد الظهر إلى شقتها ، غير متوقعه
أن تجد السيدة باتس هناك ، ولكن السيدة كانت تشاهد التلفزيون عندما سمعت مفاتح جولي
يدور في قفل الباب الخارجي .
ورحبت بها بحرارة ، وأدارت التدفئة المركزية لتتغلب على برد هذه الأمسية .
-أرى أنك أخترت الليلة الخاطئة للعودة ، ولا يبدو عليك الراحة أيضاً .
هل أنت واثقة أنك كنت مسافرة ؟
وضحكت جولي ، ولكن قلبها لم يتجاوب ، وكأنما أحست السيدة باتس بهذا فتوقفت عن المزاح .
- أنا واثقة أن ما أنت بحاجة إليه هو وجبة طعام ساخنة ، أخلعي
هذه الملابس عنك ، وسأحضر لك شيئاً تأكلينه .
- أوه يا سيدة باتس ، حقاً أنا لست جائعة . ربما سندويش فقط وفناجن شاي .
لا أظن أن بإستطاعتي أن أكل أكثر .
- جسناً ..إذا كان هذا ماتريدينه .
- أجل ..ولكن بعد ثلاثة أرباع الساعة ، فأنا بحاجة إلى حمام ساخن أولاً .
وحاولت جولي وهي مسترخية في المياة الدافئة المعطرة أن تبعد عنها التفكير
براوول وأنيتا والكونتيسة العجوز . ولكن هذا كان مستحيلاً ، فقد ظل يشغل تفكيرها ما قد يكون فعله راوول وأنيتا بعد
سفرها المفاجئ ، وتوقعت أن يكون راوول مسروراً بذهابها ،
ولكنها لم تكن واثقة مما ستشعر به أنيتا ، وتمنت أن لا تتصرف بحماقة بعد أن أصبحت لوحدها .
فلو قامت بعمل ما لجذب الإهتمام لها ، فعليها أن لا تلوم سوى نفسها . ولكن أتستطيع فعلاً
أن تصدق بأن راوول يجهل تماماً وضعها ؟ ومالذي دفعها لأن تتورط مع بيدرو وكازولي ؟
إذ لا تستطيع جولي أن تصدق بأن رغبتها بطفل هو الذي دفعها إلى ذراعي رجل آخر ..
وشعرت بغرابة وهي تصعد إلى سريرها ثانية . ولكنها كانت سعيدة
لاستعادة نمط حياتها العادي . ستكون مرتاحه تماماً عندما تعود إلى مكتبها .
فعلاقتها النشيطة مع زملائها هي ما تحتاجه لتطرد الشعور بالإحباط الذي سسيطر عليها ، وأجبرت نفسها على التفكير
بالحملة الدعائية الجديدة ، وبمستقبلها العملي .

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 14-08-09, 05:09 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


صب باتريك دورلاند فنجان القهوة لها وقال وهو يقدمة لها :
- إنه نجاح كبير ..أتعرفين هذا ؟ أظن أن زملائي سوف يكونون
سعيدين جداً . فالمستحضر الجديد سيحطم كل التوقعات .
- أتظن هذا ؟
وحدق بها رئيسها وهي ترتشف القهوة .
- ألا تظنين أنت هذا ؟ ألا تشعرين بأن في يدنا ورقة رابحة ؟
جولي ، النجاح كله بين يديك الآن ، فلا تفتر همتك!
- أوه ، لست كذلك . ولكنني فقط لا أحب أن أستبق النجاح .
- ليس للأمر علاقة بموعد إطلاق المستحضر ، اليس كذلك ؟
أنت لم تكوني على طبيعتك منذ عدت من إيطاليا . ما الامر يا جولي ؟
لقد قلت إن صديقتك استعادت عافيتها . هل لا زلت قلقة عليها ؟
- أقلق على أنيتا؟ لا ..أنا لست قلقة من أي شيء .
- ولكن هناك شيء يا جولي . وأعلم هذا ، فلم يعد عندك نفس الحماس المعتاد .
أنا لا أقول إن عملك قد تأثر .
فأنت تركزين عليه كثيراُ . ولكن ، بكل صراحه لقد بدأت أقلق عليك ، من
الواضح أنك فقدتي الكثير من وزنك . وأريد أن أعرف السبب .
- لا تكن سخيفاً يا باتريك . لقد كنت أتبع حميه خاصة . هذا كل شيء . الطعاك الأيطالي لم يكن
مناسباُ أبدا لقوامي .
- جولي . توقفي عن هذا ! أعرفك جيداً ، يا آلهي ..لقد عملنا معاَ منذ سنه .
وكنت أظن أننا أصدقاء .
- نحن أصدقاء . لطيف منك أن تهتم بي ، حقاً ، ولكن ..إنها مسألة
شخصية يا باتريك ، مسألة عليّ أن أهتم بها بنفسي .
وعليّ أن أعطي نفسي الوقت اللازم . حقاً ، أنا لست على وشط ترك الشركة .
- حمداَ لله على ذلك ! ألا تريدين أن نتحدث بالأمر ؟ ألا تظنين أن راياً ثانياً قد يساعدك ؟
وترددت جولي قليلاً ، ثم قالت :
- لا أظن .
- من الواضح أنه رجل . هل هو شخص التقيته في إيطاليا ؟
- يمكنك قول هذا .. هل تمانع لو ذهبت الآن يا باتريك ؟ لدي بداية صداع .
- لقد كنت سأطلب منك تناول العشاء معي . لا أعتقد بأنك ..
- أفضل أن لا أفعل . أفضل النوم باكراً . لقد كان نهاري متعباً اليوم.
وأحتاج إلى إعادة شحن بطارياتي .
- أتمنى أن أصدق هذا . لقد مضى عليك أسبوعان هكذا . إلى متى سيستمر هذ ا؟
- أتمنى لو أعرف ، سأراك يوم الأثنين يا باتريك . وشكراً على كل شيء.
ولم يكن باتريك هو الوحيد الذي كان قلقاً عليها . بل أن السيدة باتس كانت قلقة أيضاً .
لذا أخذت تعتني بوجبات طعامها وتقدم لها ألذ المأكولات .
ولكن شهية جولي لم تتحسن ووجدت من الصعوبة أن تقوم بالمحاولة .
باتريك على حق ، لقد فقدت حماسها ، لكل شيء .
وبدت حياتها ، التي كانت مليئة ، فارغة الآن بشكل مرعب .
هذا المساء ، كان عند السيدة باتس أخباراً مزعجة . لقد وصلها أتصال هاتفي ، من إيطاليا .
وقالت السيدة باتس على مضض :
- تلك المرأة التي كانت تتصل من قبل . لقد قلت لها إنني لا أعرف متى ستعودين.
وخلعت جولي حذاءها ودخلت غرفة الجلوس .
- لماذا قلت لها هذا ياسيدة باتس ؟
وأنشغل فكرها بهذا التطور الجديد ، المتأخر ، لقد توقعت أن تتصل
بها أنيتا منذ أسبوعين ، فلماذا أنتظرت كل هذه المدة ؟
- لم أكن أعلم إذا كنت تريدين أن تتحدثي معها يا آنسة فولروك . أنا ..لقد قلت إنها ستتصل ثانية غداً .
وأعتقدت أن هذا أفضل .
وجلست جولي على الأريكة ، وأخذت تعبث بشعرها ، ثم أحست أن غضبها على السيدة باتس قد تلاشى ، فقالت:
- ربما تكونين على حق ، أنا متعبة هذا المساء ، وستكون السنيورا دي فيلانو ملحاحة كثيراً .
- هذا ما أظنة أيضاً . والآن ، لقد حضرت لك وجبة سمك لذيذة هل تفضلين معها الهليون أم القنبيط ؟
وأختارت جولي نوع الخضار ، واستقلت بحدة على الأريكة .
إذا .. لقد أتصلت أنيتا ! بعد أسبوعين من الحيرة عما يمكن أن يكون حدث لها .
لقد أختارت أخيراً أن تعلمها .
ومع أنها لم تكن متلهفة لهذه المكالمه ، إلا أنها تعرف بأنها محتمه . عاجلاً أم أجلاً
يجب أن تتكلم معها ، وربما بعد أن ينتهي الأمر ، تستطيع التخلص من يأسها واضطرابها .
ورن جرس الهاتف ، أثناء تناول جولي العشاء ، ومع أن السيدة باتس قالت
بأن أنيتا لن تتصل قبل الغد ، إلا أن جولي توقعت أن تكون هي ، لذا لم تندهش عندما أكدت لها مدبرة المنزل الخبر .
- هل تريدين التحدث معها الآن ؟
جولي كانت تميل إلى الرفض ، إلا أنها هزت رأسها موافقه :
- يجب أن أفعل ..شكراً لك سيدة باتس .
وانتظرت جولي حتى خرجت مدبرة المنزل ، ثم تنفست نفساً عميقاً :
- مرحبا أنيتا ..ماهذه المفاجأة ؟ لم أتوقع منك أن تتصلي .
- ألم تتوقعي ؟ كنت واثقة أنك تتوقعين أتصالاً مني .

- منذ أسبوعين ، نعم . لقد توقعت منك ردة فعل على سفري ، ولكن الآن ..
- أنت تعرفين ما حدث . لقد كنت غاضبة جداً منك ، حقاً ..أن تهربي مني هكذا .
- أنا لم أهرب منك بالضبط يا أنيتا . لقد كانت حماتك تعرف ،
لقد أعتقدت أنه الشيء الوحيد الذي أستطيع فعله .
- صحيح ؟ لم أكن أدرك أنك حساسة لهذه الدرجة يا جولي .
- وماذا تعنين ؟
- غضبك لما قلته ، بالطبع . وأظن أن هذا هو سبب شعورك بالحاجة للسفر .
- لقد كذبت علي يا أنيتا . لقد جعلتني أجيء إلى ( فاغيو ) بإدعاء غير صحيح أبداً .
لقد قلت إنك يا ئسة للحصول على طفل ، ولكنك لم تقولي إنك تحملين بواحد الآن !
- إعتقد بأنك خمنت هذا .
ولدهشة جولي لم يبدو على أنيتا أي قلق ، بل تابعت :
- ذلك النهار عندما تقيأت ، ظننتك عرفتي .
- وكيف لي أن أعرف ؟
- ظننتك خبيرة بهذا الأمر يا جولي . ظننتك امرأة خبيرة بالحياة .
- ولكنك قلت لي أن أتوسل لراوول لصالحك !
ونتنهدت أنيتا :
- أوه ..نعم . لقد قلت لك هذا ، أليس كذلك ؟ ولدرجة ما كان هذا صحيحاً .
ولكنني كنت أعلم أنني لو أخبرتك الحقيقة قبل أن تغادري انكلترا ، لما كنت أتيت أبداً .
- بالتأكيد !
- تبدين غاضبة جداً يا جولي ..
- أنا فعلاً غاضبة ، كيف استطعت فعل هذا يا أنيتا ؟ كيف أستطعت ؟
تريدين مني التدخل لصالحك من أجل طفل رجل آخر ؟
- أعتقد أن حماتي العزيزة قالت لك هذا . تفهمين الآن سبب عدم رغبتي بأن تأتي هذه العجوز الشمطاء
إلى هنا . كنت أعلم أنها ستسمم أفكارك عني .
وغضبت جولي :
- أنيتا . لا يمكن أن تتوقعي من والدة راوول أن تسامحك لما فعلت !
- ولماذا لا ؟ بيدرو أبن زوجها ، مثله مثل راوول .
وشعرت جولي بالقرف والغثيان :
- إذاً ، كنت تعرفين هذا !
- بالطبع ، إنه شيء معروف للجميع ، منذ أن وظفه راوول كسائق له ، لم يبق الأمر سراً .
-أوه ..أنيتا .
- لا تكوني محافظة هكذا يا جولي . فحياتك لم تكن دون أخطاء لتستطيعي أنتقادي لا رتكابي غلطة واحدة !
- غلطة واحدة !
- حسناً ، غلطتين . أظن أن العجوز أخبرتك عن الرجل الآخر .
الطفل لم يكن أبنه مهما قالت .
وابتلعت جولي ريقها . إذاً هذا ماكانت تلمح إليه الكونتيسة .
كان هناك رجل آخر في حياة أنيتا قبل بيدرو كازولي وتلك العلاقة انتهت بمأساة ، بموت ولد راوول .
ولم يعجب أنيتا صمت جولي ، وأسرعت لتبرير نفسها :

- حسناً ، لم يكن بمقدوري الإحتفاظ بالطفل ،لم أستطع فعل شيء .
الطرقات هنا خطرة ولو كنا نعيش في روما كما كنت أرغب .
لما خسرت الطفل ، ولكن ماكسيم كان يقود بسرعة ، و..
ووضعت جولي يدها المرتجفة على حنجرتها وصرخت :
- ولكن ماذا ؟ لماذا فقدت الطفل ؟ ظننت أن هذا واضح . لقد حصل حادث سير .
- أعني لماذا فعلت هذا ؟ لقد تزوجتي راوول يا أنيتا ! وأنت أردت أن تتزوجيه ..لأجل السماء ،
ماذا حدث لك ؟
- قلت لك ..لقد كرهت الإقامة هنا . كرهتها ! ليس هنا أي مرح ، ولاشيء تستطيعين فعله ..
- ولكنك كنت تعرفين هذا قبل أن تتزوجي راوول .
- وكيف لي أن أعرف ؟ كان شخصاً مختلفاً في لندن . بدا لي خطراً ، ومثيراً ، ولكنني سئمت !
وهزت جولي رأسها ، لم تعد تريد أن تسمع المزيد . لقد كان الأمر أسوأ مما تصورته .
وتذكرت كيف اتهمت راوول بالتسبب في عدم احترام الخدم لها .
وشعرت بالخجل المرير ، وتابعت انيتا دون اكتراث :
- على كل حال ، لا يمكنك التحدث عن هذا . فأنت لم تقيمي مدة طويلة هنا .
ألي كذلك ؟ لقد اختلقت عذراً سريعاً لتسافري .
- لم أختلق أية أعذار يا أنيتا .
- أوكي . . .لقد سافرت في مطلق الأحوال . والواقع يبقى كما هو ،
لن تقبلي بأن تحبسي في قصر خلال كل حياتك !
وبللت جولي شفتيها . لو أتيحت لها الفرصة . إنها تعرف بأنها قد تتخلى عن كل ما تملك في سبيل أن تبدأ من جديد .
وقررت أنيتا أن في صمتها الجواب الكافي .
- إذاً ،ستكونين مسرورة لو علمت أن زيارتك قد أفادت على كل الأحوال .
- أفادت ؟
- أجل ، لقد وافق راوول أخيراً أن أعيش في الشقة في روما .
إنه نوع من التسوية . إنه يعرف أنه لا يستطيع طلاقي .
ولكنه لا يرديني أن ألد الطفل في ( فاغيو ) لذا سأسكن القة في روما .
على الاقل إلى ما بعد ولادة الطفل . وهذا سيعطينا وقتاً لدرس الأمور .
- فهمت .
- كل هذا بفضلك . أعني ، كنت أعتقد بأنه سيطردني ، وإلى الجحيم بمبادئة الدينية .
لا بد أنك قلت له شيئاً أصاب وتراً حساساً فيه .
لقد أبلغني بقراره هذا الصباح ، وكما تتصورين ، كنت سعيدة .
سأغادر في نهاية هذا الأسبوع . وأريد أن أقول أنني شاكره لك !

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 14-08-09, 05:13 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

10 - هل فات الأوان

- آنسة فولروك،هناك مكالمة هاتفية لك.
- أه..اللعنة!
و رفعت جولي رأسها عن أوراق الميزانية التي كانت تدرسها.لقد أمضت النهار مشغولة مع باتريك الذي كان يضع خططا لتصميم جديد و بما أنهما لم يتفقا فلم تكن في مزاج لتحمل أي إزعاج.
- أنظري يا لينا كائنا من كان المتصل، قولي بأنني سأتصل بهم أنا .علي أن أنهي هذه الأوراق عند الخامسة و أريد أن أنصرف باكرا لأنني مدعوة لحفلة عشاء هذه الليلة.
- إنها مدبرة المنزل، آنسة فولروك، وقلت لها إنك مشغولة و لكنها أصرت على إعطائك رسالة.
- أية رسالة؟
و رفعت جولي رأسها و قد انتابها شعور مزعج بالبرودة ، لقد أمضت ستة أشهر قبل أن تتوقف عن الارتجاف كلما رن هاتف هاتف منزلها. و لكن عندما سمعت الآن أن السيدة باتس على الخط تطلبها، شعرت بالخوف و أقنعت نفسها لا يمكن أن تكون آنيتا،ليس بد هذا الوقت الطويل.
- لقد طلبت أن أقول لك، إن لديك زائرة آنسة فولروك.السنيوريتا دي فيلانو.هل هي نفسها التي اتصلت بك في السابق؟
إذا فهي آنيتا فعلا!و جف فم جولي، يا إلهي...ماذا تريد آنيتا هذه المرة؟لا بد أنها ولدت الطفل، فما هو سبب قدومها دون سابق إنذار؟لا بد أنها تعرف بأن جولي في العمل، فلماذا لم تتصل بها في المكتب؟
و ادركت أن لينا لا تزال تنتظر الجواب، فتنحنحت قليلا:
- أوه...نعم..ظننت هذا.هل قالت شيئا آخر؟
- قالت إن عليك أن تعرفي بوصولها.أعتقد أنها تتوقع منك الذهاب لرؤيتها.
- أجل..يا إلهي..ماذا سأفعل؟
- أستطيع ان أتفحص هذه الأوراق عنك.و لديك على الأقل ثلاث ساعات قبل موعد العشاء.
و أصدرت جولي صوتا ينم عن الهستيريا.بالطبع لينا تفترض بأنها مضطربة بسبب موعد العشاء.
- أنت على حق.ليس هناك شيء مستعجل جدا لا يمكن إرجاؤه إلى الغد.لا تقلقي حول الميزانية يا لينا سأراجعها في الغد.اتصلي بالسيد دولاند فسأبلغه بما سأفعل.
- أجل آنسة فولروك.
و خرجت لينا ،ثم رن جرس الهاتف الداخلي.و أبلغتها لينا بأن السيد دورلاند على الخط،و سألها:
- هل لديك مشكلة!لقد سمعت بأنك لم تكوني راضية عن الرسوم التي قدمها المصمم.أعتقد بأنك كنت متسرعة قليلا ن لقد أعجبتني رسومه.
- إذاكان ما تريد ان تطلق دعاية حوله،يتعلق بالفتيات الصغيرات إذا تفضل تابع العمل.إنها شعبية بما فيه الكفاية بين زبنائنا المراهقات.
- فهمت، انت تقصدين ان زبنائنا اكبر سنا؟
- هدفنا إرضاء متطلبات من هن بين العشرين و الثلاثين يا باتريك و أنت تعلم هذان وبكل صدق لا أستطيع تصور زبوناتنا و هن يرتدين تنانير الميني.
- معك حق،إذايجب ان يكون هدفناشيء أكثر اناقة و لكن هل يستطيعهذا المصمم ان ينفذ هذا العمل؟
- في الحقيقة باتريك لست أدري، ولكن هذه ليست المشكلة التي أعانيها الآن ، لقد خدث امر طارئ في المنزل و انا اتصل بك لأسألك إذاكان لديك اعتراض على خروجي من العمل الآن.
- أرجو ألا يكون الأمر خطيرا.هل حدث شيء لمدبرة المنزل؟
- لا...بل غنها صديقة و صلت لعندي دون توقع.و أطن أن علي أن اذهب لأرى ماذا تريد.
-ال يمكن أن تكون نفس الصديق...من إيطاليا مرة اخرى؟
- و ما الذي يجعلك تسأل؟
- أنت جولي.فليس من عادتك الخروج من العمل لسبب عادي. ولا أستطيع التفكير بأي شخص آخر ما عدا والدتك يمكن له أن يصل دون توقع.
- لا أظن ان امي تفعل هذا.أجل..إنها السنيورا دي فيلانو.أنا آسفة باتريك.أعلم أن هذا وقت العمل...
-سخافة! لا يوجد شيء مهم.ولكن لا تنسي موعد العشاء.أنا اعتمد عليك في تمثيل الشركة.
- لن انسى.شكرا باتريك، سأراك غدا.
- أجل...أتعلمبن ان علينا ان نفتح مكتبا في إيطاليا،وتصبحينبهذا قريبة من صديقتك كلما أوقعت نفسها في المشاكل!
عندما غادرت جولي المكتب، كانت الأنوار قد بدأت تضاء في المدينة.قريبا سيحل الميلاد، والمحلات تشع بالأضواء الملونةن ولكن جولي كانت مستغرقة جدا في فكارها حتى انها لم تلاحظ هذا.
لاقتها السيدة باتس في الردهة،وجهها مضطرب:
- أنا آسفة الاضطراري إلى الاتصال بك في المكتب آنسة فولروك...ولكن عدما وصلت السنيورا دي فيلانو...أنا...
- لا بأس سيدة باتس،هل السنيورا لوحدها؟أعني الم تحض احدا معها ؟طفل أو أي شيء ..؟
- طفل..لا غنها لوحدها.و يبدو عليها التعب، لابد انها رحلةمتعبة لسيدة في سنها.
-في سنها؟
و اسرعت جولي لتفتح باب غرفة الجلوس. وكما توقعت كانت الكونتيسة العجوز تجلس في مقعد و عندظهور جولي وقفت فوراك
- مساء الخيرسنيوريتا.أرجو أن تغفري لي هذا التطفل، ولكنني أريد التحدث إليك، ولا استطيع قول ما أريده على الهاتف.
-كونتيسة!
عندما سمعت السيدة باتس هذهالكلمات شهقت من خلف جولي و قالت:
- لم اكن أعرف...
و لكنها صمتت بد ان رات نظرة الكبرياء في عيني العجوز،التي وجهت كلامها لجولي:
- أرجو ان تبلغي مدبرة منزلك بأنني لست غاضبة،سنيوريتا، فأنا لا استخدم لقبي عندما اكون مسافرة.إذ لا قيمة له إنه لقب فخري ،ليس أكثر.و انا سعيدة بكوني السنيورا دي فيلانو.أرغب في تناول الشاي الذي عرضته علي باكرا، الآن.
ونظرت جولي للسيدة باتس فرفعت كتفها و قالت:
- شاي لاثنين..
و أغلقت جوليالبابوراء المرأة بعد ان خرجت.و قالت الكونتيسة و كانها تقرر أمرا، أكثر من توجيه السؤال:
- أنت مندهشة لرؤيتي سنيوريتا، ولكن السيدة باتس الطيبة اتصلت بك لتبلغك أليس كذلك؟
- قالت إن لدي زائر و انا آسفة.أرجو ان تجلسي.أنا واثقة أنني أبدو غبية.
- غبية؟ ولماذاتشعريت هكذا؟ ربما كنت تتوقعينشخصا آخر،لا؟ربما يكون وصولي مخيبا لأمالك.
- أوه لا..بالعكس، بالعكس انا سعيدة لرؤيتك كونتيسة، ولكنني ظننت...أوه لا يهم ماذا كنت أظن.كيفحالك؟هل انت بخير؟ماذا تفعلين في لندن؟
وحدقت الكونتيسة بها مفكرة للحظات ثم قالت:
- إنك نحيلة كثيرا سنيويتا لا بد انك تعملين بجهد.
- ربما..آمل أن آخذ عطلة عند عيد الميلاد.
-أنت تعملين في شركة ادوات تجميل...وهذا العمل يعني لك الكثير، أليس كذلك!أنت لم تندمي أبدا على قرارك باختيار مستقبل مهني لك.
و تقدمت جولي نحو الأريكة وجلست،ثم قالت:
- لم أندم ابدا تقريبا و لكن لا تهتمي بي نماذا تفعلين أنت في لندن؟هل أنت في طريقك إلى اميركا؟
- و لماذا تظنين هذا؟
و رفعت الكونتيسة حاجبها بأرستقراطية،فردت جولي:
- أذكر..
و توقفت قليلاو لكنها تابعت على مضض:
-أذكر عيد الميلاد الذي امضاه راؤول في إجلترا، لقد قال لي إنك كنت تزورين أقارب لك في سان فرانسيسكو.
- آه ..أجل.لقد سافرت لرؤية أخي تلك السنة.كانت زوجته قد توفيت لتوها.ولهذا ابتعدت عنعائلتي.و إلا لما قضى راؤول عيد الميلاد في إنجلترا.
- أعتقد هذا.
و تابعت الكونتيسة باهتمام:
- أخبريني...هل سمعت أي أخبار عن راؤول مؤخرا؟
- أسمع أخبارا عن راؤول،لماذا؟لا..بالطبع لا.لماذا...لماذاتظنين أنني قدأكون سمعت عنه شيء؟
و قطعت عودة السيدة باتس بصينية الشاي،الحديث بينهما.و بينما كانت تضع الصينية علىطاولة منخفضة بينيدي سيدتها، اخذت جولي تفكر بما قالته الكونتيسة.لماذا تظن أن ولدها قد اتصل بها؟هل افترق عن آنيتا؟و إذا كان هذا صحيحا فلماذا أتت الكونتيسة، الأنها تعرف كيف تشعر جولي بانسبة لراؤول؟
منتديات ليلاس
و تأكدت مدبرة المنزل أن أمامهما كل ما يحتاجان إليه، انسحبت تاركة لجوليصب الشاي و ارتجفت يدها عندما رفعت الابريق و لكن صوتها ظل ثابتا و هي تسأل الكونتيسة إذاكانت ترغب في الحليب ام الليمون مع الشاي، فقالت الكونتيسة:
- أوه..حليب أرجوك، وقليل من السكر.لقد علمتني عمة والدي طريقة تناول الانجليز للشاي، ومن يومها لم أجربطريقة أخرى.
كانمعالشاي بعض السندويتشات و كايك بالفاكهة و لكن لم تكن اي منهما جائعة، وانتظرت جولي أن تبدأ الكونتيسة الحديث:
- إذاراؤول لم يكتب لك،و لم يتصل بك؟
- لا..يجب ان تعرفي أنه لم يفعل.و إذاكنت قد أتيت إلى هنا لهذا السبب فقد ضيعتي وقتك بالسفر.
و تنهدت الكونتيسة.وقالت مترددة:
- سامحيني، أنا اعبر عن نفسي بشكل سيئ،بسؤالي لك هذه الأسئلة يا جولي، أرجوك لا تنظري إلى أسئلتي و كانها انتقاد لك،بدلان تكون التبرير الأخير.
-تبرير؟ تبرير لماذا؟
- لمجيئي إلى هنا.و لأقول لك أنباء قد لا ترغبين في سماعها.
- أية انباء؟ أعتقد ان آنيتا ولدت الطفل، أهذا ما جئت لتقوليه لي؟ و لماذا تظنين ان راؤول قد يزعج نفسه ليقول لي هذا؟
ووضعت الكونتيسة فنجانها من يدهاونظرت إلى جولي بعينين منزعجتين و صاحت متعجبة:
- ألم تعرفي..؟ألمتسمعي الخبر؟
-أسمع ؟أسمع ماذا؟
وتقدمت جولي منهاك
- كونتيسة، أنا لم أسمع شيئا منذ ان اتصلت بي آنيتا لتقول لي بانها ستسكن في الشقة في روما.
ووضعت الكونتيسة يدهاعلىذقنها متعجبة:
- أوه..و لكنني كنت أظن...اعتقدت..أن عائلة تاور أصدقائك...أليسو كذلك؟
- عائلة تاور؟أتعنين أهل أنيتا.حسنا لا...ليس بالضبط.
لقد التقيت بأنيتافي المدرسة، ولا اعرف ذويها جيدا.
- إذا...لميبلغوك بأن انيتا...ماتت؟
- أنيتا.. ماتتظ لا...لم يبلغني أحد بهذا..أوه يا إلهي!لم أكن أعرف.
و هزت الكونتيسة رأسها:
- كنت اتساءل و لكن كنت واثقة بأنكقدتكونين سمعت الخبر.
-لا...لا..لم اسمع شيئا...متى حدث ذلك؟
- الجنازة كانت منذ ستة أسابيع.
- ستة اسابيع!
- سي..لقد دفنت في مدفن العائلة في فاغيو.
- ستة أسابيع! ولكن الطفل!هل ولدته، اكانصبيا أم بنتا؟
- كان بنتا.وعاشت دقائق فقطبعدالولادة.
- أوه..أوه...مسكينة أنيتا!لا بد أنها حزنت كثيرا!
-لم تعرف.ماتت قبل أن تجري لها العملية القيصرية لإخراج الطفل.لم يكن هناك مايمكن فعله لها.


ووضعت جولي رأسها بين يديها:
- يا إلهي!مسكينة آنيتا!
- كانت..مأساة.كان راؤول معها عندما ماتت.شعر بأنه مسؤول، مع أنه يعلم أن بيدرو كان يزورها
بعد أن سكنت في روما.
- وهل..كان بيدرو..موجودا..أيضا؟
- عندما ماتت؟لا..لقد وجد لنفسه امرأة أخرى..أرملة أمريكية، لديها مال أكثر من ما لديها من عقل.أخذته معها إلى أمريكا و سافرا قبل ولادة الطفل بأسابيع.
- ولكن..كانت طفلته!
و هزت الكونتيسة كتفيها:
- لم يكن في نيته المطالبة بها،فقد كان يعلم بأنه طالما راؤول و آنيتا متزوجان، سيعتبر الطفل طفله.ل كان يعلم بأن راؤول لن يسمح بأن يعاني الطفل بسبب عدم إثبات أبويته.
- إنه...إنه دون أخلاق تماما!
- ربما، بالنسبة لي.أنا سعيدة لخروجه من حياة ولدي.و مهما حدث، لقد كانت هذه نعمة من الله.
و أشارت جولي إلى الصينية ولكن الكونتيسة رفضت تناول المزيد،فقالت جولي:
- أشكرك لإبلاغي ما حدث لأنيتا. أنا شاكرة لك...
ورفعت الكونتيسة يدها:
- حسنا ،هذا ليس سبب مجيئي إلى هنا.
- ليس سبب مجيئك؟ و لكنني ظننت...
- جولي،لقد قلت لك!لقد ظننت أنك تعرفين.و سبب قدومي إلى هنا يتعلق براؤول، و ليس بأنيتا.ظننت أنني أوضحت لك الأمر.
و بللت جولي شفتيها بلسانها:
- لا..لا..لم أكن أعلم.أنا آسفة،ولكنني ظننت أنك تريدين أن تعرفي إن كان راؤول قد أخبرني!
- أجل...ولكن ليس هذا سبب قدومي.جولي إذا سألتك سؤالا شخصيا جدا، فهل تعطيني جوابا صريحا؟
- إذا استطعت..ولكن.. ولكن إذا كنت ستطلبين مني أن ابتعد عن طريق راؤول،فلا تزعجي نفسك.فأنا لا أرغب أن أفتح الجروح القديمة.
- ألن تفعلي؟
وحدقت بها الكونتيسة بارتياب ، وهزت جولي رأسها:
- لا.. لا تقلقي يا كونتيسة، أنا أعلم كيف تشعرين.لو كانت الأمور مختلفة، من يعلم كيف كنت سأجيب.و لكنني الآن أفهم أنك تريدين التأكد من أن راؤول لن يرتكب نفس الغلطة مرة أخرى.
- لا..أنت مخطئة!ولي، لقد أسأت فهمي تماما.لم آتي إلى هنا لأطلب منك أن تبتعدي عن حياة ولدي، بل على العكس.إنه يحتاجك جولي.إنه يحتاجك بشكل يائس.ولكن بما انه متكبر، لن يقول هذا بنفسه!
و حدقت بها جولي بدهشة:
- ماذا تعنين؟
- و ماذا تظنين أنني أعني؟جولي، لقد جعلت من اختيارك أمرا واضحا طوال السنوات الماضية،هل تعتقدين بأنني أستطيع إقناعه بأنك فكرت ثانية بقرارك؟
و بلعت جولي ريقها بصعوبة:
- أنت تعرفين..أليس كذلك؟
- بأنك ما زلت تحبين ولدي؟ أجل..أعرف هذا منذ التقينا،عرفت.و لكن هل تحبينه كفاية لتضحي بوظيفتك من أجله؟هذا ما لم أعرفه بعد.
ووقفت جولي عن الأريكة، و أخذت تذرع الغرفة بتوتر ثم استدارت لتنظر إلى السيدة العجوز:
- عندما التقيت راؤول أول مرة كنت في الثامنة عشر وكما قلت لك،كن والدي قد تخلى عن أمي و أنا لا زلت طفلة.و لولا ابن عم أمي لما تلقيت أي تعليم..و لكن هذا ما حدث و اعتقدت أنني مدينة لنفسي بأن أفعل شيئا ما.
- وراؤول؟
- راؤول؟راؤول كان شيئا آخر.كان لديه كل شيء علمتني أمي أن أتجنبه، رجل وسيم،جذاب للنساء!رجل بإمكانه أن يفسد كل ما خططنه بدقة لمستقبلي.
- و مع ذلك تركته.
- أجل..أجل..لقد فعلت هذا.و ندمت على ما فعلت في الحال.
- لا...
- بل نعم..ولكن هل تتصورين كيف شعرت عندما اكتشفت أنه سيتزوج آنيتا؟ لقد أعلن عن الزواج بعد أقل من شهر من ..من..حسنا! كان هذا كافيا لإقناعي بأن شكوكي مبررة.
- أوه.. جولي!
- إذا، أنت تفهمين الآن، الأمر لم يكن له علاقة بمشاعري أبدا.كان راؤول هو السبب.لقد احتقرني.إنه لا يزال منجذبا لي، ولكنه لا يحبني.و لست أدري كيف تظنين أنه يحبني.
- -جولي..كل ما أعرفه هو أن ولدي منذ أن دفنا آنيتا و هو يبدو و كأنه رجل ...ميت.حاولت أن أقنع نفسي بأن السبب هو آنيتا و كدت أقتنع بهذا في البداية و لكن المر لم يكن هكذا لقد أدركت أن ما ينتابه ليس حالة جديدة عليه.لقد قالت لي مارغو بأنه لم يكن يتناول الطعام جيدا مذ شهر.وأنا أخشى عليه من أن يجهد نفسه بالعمل لدرجة الموت.
والتقطت جولي أنفاسها:
- و هل تظنين أن باستطاعتي تغيير الأمر؟
- آمل..و أملي...أن تستطيعي جولي..راؤول يحبك ،أعرف هذا.و ما إذا كان لا يزال يحبك فهذا أمر عليك أنت أن تكتشفيه، ولكن لن يأتي إليك أبدا.لذا أنا أتوسل إليك أن تذهبي إليه.
**********
تلقى باتريك قرار جولي بالسفر إلى إيطاليا دون دهشة، وقال معلقا على ذلك من خلف طاولته المربعة:
- لا أستطيع القول إنني لم أكن أتوقع هذا،و أكره أن أقول، إنك لم تكوني متمالكة نفسك منذ أن رجعتي من هناك.و سيكون من الجيد لك أن تخرجي هذا الأمر من حياتك إلى الأبد.
و تمتمت جولي بحزن:
- و إذا لم أستطع؟
- عندها سأضطر إلى التفكير جديا بفتح فرع في إيطاليا.
و صاحت جولي فرحة و مالت فوق الطاولة لتقبله على خده من أجل تفهمه.
في بيتزا استأجرت جولي سيارة لتصل بها إلى فاغيو.في الواقع لم تكن متحمسة كيرا للقيادة في هذا الطقس المثلج، ولكنها كانت أسرع طريقة للوصول إلى هناك.و كانت تريد الوصول بسرعة كانت تريد أن ترى وجه راؤول عندما يراها.أرادت سماع صوته عندما يكلمها.أرادت أن تعرف و للمرة الأخيرة ماذا بينهما و ما إذا كان الزمن و سوء التفاهم قد دمر تلك الرغبة المحيرة فالاشتياق ليس حبا و الرغبة ليست حبا، ولكن إذا كان هذا كل ما سيعرضه غليها، فهل سيكون كافيا؟
كان أوائل المساء عندما قادت السيارة الميال الأخيرة للطريق الملتوي المؤدي إلى القصر.و كان الظلام قد بدأ منذ وقت...
و في الطريق المظلم الغير المألوف وجدت جولي صعوبة في إيجاد طريقها و تمنت لو أنها طلبت من الكونتيسة أن تأتي معها، ولكن تلك السيدة أصرت على أن تأتي جولي لوحدها، قائلة:
- لا يجب أن يعرف راؤول بأنني قابلتك .فلن يسامحني أبدا.عديني بأن لا تخبريه ، لست أدري ما قد يفعت إن عرف.
باحة القصر كانت معتمة و مهجورة و لو لم تؤكد الكونتيسة لها بأن راؤول في القصر لكانت ارتابت في وجوده.و لم يظهر أي نور في أي مكان من القصر.و لكن الستائر كانت مسدلة و هي قادرة على إخفاء أي نور في الداخل.
و دقت على مقبض الباب و تساءلت ما إذا كان سيسمعها أحد.الجرس المعدني كان مجرد زينة و لم يعتني أحد بأن يمد جرسا كهربائيا و ضربت الحلقة النحاسية على الباب الخشبي الصلب مرة أخرى و بقوة، وفكرت جولي أن تعود لتسعى إلى المبيت في القرية،ثم تعود لى القصر في الصباح ،عندما فتح الباب إلى الداخل.
- سنيوريتا فولروك!
- وكانت مدبرة المنزل مارغو،وحدقت بجولي بحزن وللحظة مريعة اعتقدت جولي أن مأساة أخرى قد حدثت لم تعلم بها بعد و لكنها عرفت في النهاية أن حزن مارغو لم يكن بسبب ما كانت تخشاه.
- أوه..السنيورا ليست هنا سنيوريتا.سنيوريتا فولروك ، لقد تحملت عناء السفر من غير فائدة! السنيورا... السنيورا..ماتت!
- أعرف يا مارغو.
وتمنت أن تجعلها مارغو للدخول فقد كانت الليلة باردة و تركت معطفها في السيارة و عندما كانت واقفة تنتظر أن يرد عليها أحد أحسن بالبرد يخترق عظامها و نظرت بلهفة إلى النار المشتعلة في مدفأة الردهة وراء مدبرة المنزل.
- لم اكن أعرف...
- من هناك يا مارغو؟
الصوت الرجالي الذي سمعته يقول هذه الكلمات أوقف الكلام على شفتيها و ظهر راؤول من جهة المكتبة و كان يدفع شعره إلى الخلف و هو يتكلم، ورأسه مائل إلى الأمام بحيث أنه لم يتعرف على الزائرة فورا.ولكن بعد ذلك و مارغو تلتفت نحوه تمد يديها إليه بقلق رفع رأسه و شحب وجه جولي لرؤية التعبير الكئيب على وجهه.
- السنيوريتا هنا يا سنيور لقد قلت لها إن السنيورا قد ماتت!
وصاحت جولي:
- أعرف...
و أدركت أن عليها أن تأخذ زمام المبادرة قبل أن يأمرها بالذهاب.وتخطت مدبرة المنزل المصدومة و دخلت الردهة.و مدت يديها نحو النار و أضافت:
- هل لك أن تطلب من جوليانو أن يدخل لي الحقائب؟
البرد قارس في الخارج و لقد انتظرت طويلا كي يرد علي أحد.
و بدا و كأن راؤول كان على وشك أن يرفض.و لكنه هز رأسه و قال:
- الحقائب يا مارغو..لو سمحت.
ثم قال لجولي:
- الأفضل أن تدخلي إلى المكتبة.
وكانت النار مشتعله في مدفأة المكتبة ايضا , وبدا واضحا ان راوول كان يعمل هناك . وكان الضوء ينير فوق الطاولة لإبراز الارقام فوق الاوراق التي يدرسها . والقلم الذهبي ملقي فوقها . وقال باختصار :
- اجلسي . هل ترغبين بشرب شيء؟ لدي بعض الشاي اذا كنت حقا تشعرين بالبرد .
- شكرا لك .
وجلست جولي على احد المقاعد الجلدية , وراقبته يتقدم من الطاولة , ويحضر الفنجان لها , ثم يملأه بالشاي الساخن . لقد اصبحت متأكده الآن ان والدته لم تكن تبالغ .
لقد خسر راوول بعضا من وزنه , فقد بدت سترته وسرواله واسعين على جسده النحيل .
وعندما استدار ليعطيها فنجانها , وجدت الفرصة ملائمة لتنظر الى وجهه جيدا , وما راته ملآها بالقلق راوول مريض حقا , او انه يعاني مرضا خطيرا . لم تكن قد شاهدت وجه رجل يتغير هكذا من قبل.
- شكرا لك .
واخذت الفنجان منه , وخفضت عينيها عنه فورا , سوف يكون هذا اصعب مما كانت تظن , وبدأت تتحضر للاعتقاد بأن الكونتيسه مخطئة .
راوول لا يريدها . حزنه لم يكن بسببها . لقد كانت حمقاء لقدومها الى هنا بناء على وهم من امرأة عجوز .
- لماذا اتيت الى هنا ؟
واسند نفسه على حافة الطاولة وتابع :
- اظن من غير المعقول القول بأنك لم تعرفي بموت زوجتي . اتصور انك اتيت لتقدمي لي التعزية . ولكن لم يكن هناك حاجه لهذا , ولو شعرت بأن عليك ان تفعلي , فرسالة منك كانت كافية .
وارتشفت جولي الشاي . ثم استجمعت قواها واجبرت نفسها على القول :
- كم انت بارد يا راوول . لقد اسفت لسماع خبر وفاة انيتا , ولكن هذا ليس سبب قدومي الى هنا .
_ ألم يكن ؟ لا استطيع الاقتناع بأي سبب اخر لقيامك بهذه الرحلة وسط فصل الشتاء .
- الا نستطيع يا راوول ؟ الا نستطيع ؟ انا حقا لا اصدقك . حتى ولو كنت مكتوما لهذه الدرجة .
ونظر راوول الى عينيها لعدة لحظات , ثم , وبينما جولي على وشك الاستسلام , اشاح بنظره عنها .
- لست ادري ما تعنينه , يا سنيوريتا , لا يمكن ان يكون هناك سبب اخر لرغبتك في رؤيتي .
واحست جولي بركبتيها تصطكان , ولكنها كانت مصممه :
- انت تعرف ان هذه ليست الحقيقة بعدما حدث ...
- بعدما حدث ... كتى ؟ اتعنين منذ 5 سنوات . عندما رميت بعرضي الزواج منك عرض الحائط ؟ ام انك تشيرين الى مواجهتنا مع بعض منذ 6 اشهر , عندما ذكرتيني بكل لطف بمسؤولياتي تجاه زوجتي ؟
- راوول ...
- لا ... ستسمعني اولا ! لابد انك تظنين انني غبي . لقد اتيت الى هنا متوقعه ان اعاملك كأي ضيف آخر . في وقت ان تعرفين جيدا انك اخر شخص اود ان اراه .
- ولماذا ؟
- لماذا ؟
واحتسى اخر رشفة من الشاي , ووضع فنجانه على الطاولة .
- لماذا ؟ بحق الله يا جولي , الا تخجلين من نفسك ؟ من أي نوع من النساء انت ؟ ماذا يمكن ان يكون هناك لنقوله لبعضنا , وانت تعرفين من كل قلبك ان كل شيء قد قيل تلك الليلة !
- لا !
- ولماذا لا تقولين لا ؟
وحدق بها بوحشية وتابع :
- ماذا تريدين مني بعد ؟ الى ماذا تسعين هنا ؟
ورفع يده واشار اليها :
- لقد قلت لي ... قلت لي .. قلت لي كل شيء عندما تركتني . انت يومها لم تأت الى ايطاليا لمساعدتي, بل اتيت لتساعدي انيتا على ان تستغفلني ! وبما انها ماتت الآن , عدتي كي تستكملي تدميري !
- هذا صحيحا !
ووقفت على قدميها لتواجهه , هي تصر اسنانها لتمنعها من الارتجاف .
- اوه وفري عليّ هذه الهستيريا يا جولي ! لقد حصلت على ما يكفي منها لما تبقى من حياتي . مهما كانت اسباب عودتك , لا اريد ان اسمعها . انيتا ماتت ! وبالنسبة لي , لقد متِ انت ايضا !
- لا ....
ولم يكن راوول مستعدا للاستماع فقال :
- لقد تحملت عناء رحلة طويلة , ومن الطبيعي ان لا ادعك تغادرين في مثل هذا الوقت من الليل .. تستسطيعين قبول ضيافتي حتى الصباح ... ثم ...
- الى الجحيم بضيافتك ...
وانفجرت بالبكاء غاضبة , ثم تابعت :
- لم آت الى هنا لأستدير واعود هاربة , لقد اتيت لأنني احبك , لقد اتيت لأنني اردت ان اقول لك هذا , لقد اتيت لأن حياتي كانت فارغة لـ5 سنوات طويلة , وكنت آمل ان نستطيع الآن ان نحصل على فرصة جديدة !
وتوقف راوول وهو في طريقه الى الباب , ولكن على الرغم من ان صدق كلماتها صدمه , الا ان ما تعنيه لم يؤثر فيه .
- لقد كانت لي تجربة مع حبك يا جولي , 5 سنوات من التجربة , وحسب علمي لم يفدني هذا كثيرا .
- اوه يا راوول , لقد احببتك طوال هذه الـ5 سنوات . الا تظن انه قد حان الوقت لنفعل شيئا ؟
والتوى فم راوول بسخرية :
- وماذا تقترحين ؟ هل تحبين ان استأجر وطيلا لي يشرف على اعمالي لأتمكن من قضاء وقتي معك في لندن ؟ ام تفضلين ان ابيع القصر والكروم والمعصرة , واشتري منزلا في انكلترا ؟ او ربما تفكرين بأن تتابعي التنقل ما بين فاغبو ولندن لتتابعي العمل في وظيفتك ؟
- توقف عن هذا !
ووضغت يديها فوق اذنيها اغمضت عينيها امام سخريته المريرة .
- انت لا تفهم . انت لا تفهم ! انا لم اجيء الى هنا لأطلب منك أي شي مما تقوله . لقد اتيت لأقول لك بأنني احبك ! اليس هذا كافيا ؟ الم تعد تريدني ياراوول ؟ حتى ولا كرغبة ؟
وسقطت يد راوول عن مقبض الباب .
- اللعنة عليك ياجولي . اللعنه عليك ! اجل ... اريدك والله يعلم . انا لم اتوقف ابدا عن الرغبة بك . ولكنني وجدت الارادة اخيرا لأقول لك : ليس حسب شروطك !
وسقطت يدا جولي الى جانبيها , وقالت :
- ولكنك لا تعرف شروطي ..
- استطيع ان احزر .

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
قديم 14-08-09, 05:15 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 66854
المشاركات: 2,022
الجنس أنثى
معدل التقييم: safsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جداsafsaf313 عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 585

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
safsaf313 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : safsaf313 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

واغمض عينيه كي لا يرى توسل العينين الرماديتين والخدود المبتله بالدموع وتابع :
- اذا كنت تهتمين بي يا جولي , عليك ان تذهبي من هنا . قبل ان افعل شيئا سوف اندم عليه بمراره .
- لن يكون أي شيء تفعله مدعاة ندم لي .
واخذت تمسح الدموع عن وجهها بظهر يدها .
- اوه راوول, ارجوك توقف عن مقاومتي . انا بحاجه اليك ارجوك .. ارجوك لا تطلب مني الذهاب !
- جولي ...
ومد يده المرتجفه الى مقبض الباب , فرمت جولي بنفسها مسرعه عبر الغرفة , وهي تنسحب بيأس , وامسكت خصره النحيل ولفت ذراعها حوله , وضغطت وجهها على ظهره , وصرخت بائسة ..
- لن ادعك تفعل هذا , لن ادعك !
نعومة ودفء جسدها على ظهره , حققا ما لم تستطعه الكلمات , فاستدار نحوها وامسك بها بقساوة , واخذت اصابعه تحفر لحم خصرها , ولكنه لم يبعدها عنه ,
ورفع رأسها لتواجهه واطلق تنهيده الهزيمة وهو يحني رأسه ليرتاح فوق رأسها ...
ودفن رأسه في شعرها فأخذت ترتجف فشد عليها بثبات وتمتم :
- لا بأس الآن . لا عليك , لا استطيع تركك تذهبين , اعترف بهذا ولكن اذا تركتني ثانية ياجولي اقسم ان اقتلك !
- لن اتركك , وانا لم اجيء الى هنا لوضع الشروط عليك , انت كل ما اريده من ششروط , ولكنني ... فقط ... انتظرت طويلا , واعتقدت انني خسرتك الى الابد .
وقطب راوول جبينه وقال :
- ماذا تعنين ؟ بانك انتظرتني طويلا ؟
- تلك الليلة , ليلة خرجت من الفندق . كنت اعلم بانني قد ارتكبت غلطة فادحة ...
- ومع ذلك لم تعودي ...
- لا .. لا... لم اعد , ولكن بسبب انني كنت متاكده بأنك ستبحث عني ... لقد كنت عنيده ! ثم قرأت في الصحف خبر زواجك من انيتا ...و... لم يعد هناك شيء ...
- كان بأمكانك منعي !
- ماذا ؟ كنت اظن انك ستتزوجها لنك تريدها ؟
وحدق في عينيها :
- لقد قلت لك كيف تم الامر .
- لقد قلت لي الآن .. ولكن يومها .
- يا الهي يا جولي .. لو انك تعرفين فقط كم كرهت نفسي تلك الليلة , ليلة تركتني ! قولي لي , لو انني لم .. المسك ليلتها , اكان بامكانك مسامحتي في وقت اقصر ؟
- اوه يا راوول .. لم يكن هناك شيء يستحق الغفران .. لا شيء . لم اكن الومك على شيء . على الاقل , ليس حتى اليوم الذي تزوجت فيه انيتا ... بعدها اعتقدت ...
- انني لم اكن احبك ابدا؟
- كان يمكن لوالدتي ان تقول هذا .
- الم تقولي لها ؟
-لا ... انا ووالدتي لا نتكلم عن اموره كهذه نحن نرى بعضنا ربما مرتين في السنه .
ولمست ذقن راوول بطرف اصبعها بحنان , ثم تابعت :
- مؤحرا .. مؤخرا , كنت اتساءل ما اذا كان اللوم بأكمله يقع على والدتي لما حدث لزواجهما , ربما لم يكن لديها مشاعر نحونا كلينا , على كل الاحوال , اعرف الآن انني لست مثلها . الحياة .... الحياة من دونك مستحيلة ..
- اوه يا جولي .. كم اضعنا من وقت سدى !
- انا الذي اضعته , انا الملامه , وليس احد غيري .
ولفتره طويلة ساد الصمت بينهما , ولكن راوول ابعدها في النهاية عنه وقال :
- يجب ان نتحدث , والامساك بك هكذا ... حسنا ! يجب ان نتكلم .
- وهل بأمكاني ان ابقى هنا ؟
- لقد قلت لك هذا .
- اعني معك ؟ .. اوه يا راوول . نستطيع عندها ان نتكلم الى الابد , ولكنني الآن اريدك ان تعانقني .
- جولي... لو استمر العناق ...
- اعرف .. ولكن هل الامر سيء, ستكون رغبتنا معا اليس كذلك ؟
- جولي عليّ ان اخبرك شيئا عن انيتا .
- لا حاجه لذلك , اعرف كل شيء.
- اريد ان اقول بأنني كنت لا اعرف بأنك تجهلين الحقيقة , حول الطفل .
- واعرف هذا ايضا .
- ولهذا السبب تكلمت معك بتلك الطريقة ! ولهذا السبب كرهتك لأنك وقفت في صفها .
- راوول لقد انتهى كل شيء الآن .
- وهل انتهى ؟ ما كان عليّ ان اتزوجها اصلا .
- هي التي تزوجتك يا حبيبي .
واشتدت قبضة يديه على كتفيها .
- لقد كنت ألوم نفسي في البداية .. الطفل الاول كان لي . ولو لم تجهض ...
- راوول لم تكن انت السبب . لقد قالت لي انها لم تكن سعيده هنا . وانها كانت ضجره .
فهز رأسه وقال:
- اعتقد انها كانت تتوقع نوعا اخر من الحياة .
ولمعت عينا جولي بالعاطفة :
- حبيبي , الا نتوقع جميعنا نوعا اخر من الحياة ؟
- ماكنت تركتها, وانت عرفين هذا .
- اعرف .. ولم اكن لأطلب منك ان تفعل .
- آه .. يا جولي ... احبك كثيرا , كثيرا جدا , وليس هناك كلمات تكفي لوصف مشاعري .
*****
- ألن تنام .؟
- امامنا العمر كله لننام , اريد فقط ان اتاكد انني لست في حلم .
- لسنا في حلم .. تبدو بأفضل حال الآن . لقد كنت قلقة عليك عندما وصلت .
وابتسم راوول :
- هل اعتبر هذا اطراء لي ؟ ام ان هذا لإقناعي بأنني لن استطيع العيش بدونك .. صدقيني لست بحاجه لبرهان اخر .
- وهل ستعود معي الى لندن ؟ كي تساعدني في اخلاء شقتي . حبيبي .. باتريك , رب عملي ... يعرف بأنه بحاجه الى مساعده جديده له بدلا عني , ولكن علي شرح الامر لمدبرة منزلي . مسكينه السيدة باتس .. لست ادري ماذا ستفعل .
- الا تظنين بأنها قد تحب العيش في ايطاليا ؟ ستحتاجين لمن يسهر على راحتك , اليس كذلك ؟ وستكونين سعيده بأمرأة انكليزية تعتني بأطفالنا .. عندما نرزق بهم .
والتمعت عينا جولي :
- اوه ياراوول .. كم هذه الفكرة رائعه !
- انها سعيد لأنها اعجبتك , و .. اجل سآتي معك الى لندن . فلست انوي ان اسمح لك بأن تتركيني ثانية . ولكننا سنعود الى فاغيو لقضاء الميلاد , اذا كان بامكانك تحمل الطقس .
- هنا منزلنا يا راوول .
- وانيتا ؟
- ربما ستكون سعيده لمعرفتنا بأننا سعداء , ولكنني سعيده لأنك لم تكن تشاركها النوم في غرفة واحده , سنغير ديكور الغرف التي كانت تستخدمها للضيوف .. لوالدتك .
- والدتي ! آه .. اجل , اظن ان والدتي ستكون سعيده .
- وكذلك انا .
وقال لها معترفا :
- لم تكن تريدني ابدا ان اتزوج من انكليزية , الى ان التقت بك , فغيرت رأيها .
- وهل غيرت رأيها ؟
واستكانت جولي بين ذراعيه , وفكرت بان السيدة العجوز لابد ان تكون سعيده , لأن خططها نجحت ...

 
 

 

عرض البوم صور safsaf313   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, ليليان كيد, أنسي أنك امرأة, دار الفراشة, روايات, روايات أحلام, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t116686.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 19-02-16 02:57 PM


الساعة الآن 07:40 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية