كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
صباح الورد والعذوبة والألق كل الألق
المشابه لتألقكم المتجدد
روحكم الوثابة
اختلافكم المدوي
حضوركم في ذاتي كصهيل خيول فرت من صدري
لتصهل في فضاءات روعتكم
لن أطيل عليكم الكلام
فهذا الجزء جزء أفعال وأحداث
استمتعوا بها
استلموا
الجزء الرابع والعشرين
.
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
.
أسى الهجران/ الجزء الرابع والعشرون
شقة هيا
الساعة 6 وربع صباحا
مازال رنين ضحكات سلطان الصغير يعمر أذنها
يا الله ما أروعه!!
هل الروعة كُتبت لكل من اسمه سلطان؟!!
هزها بعنف أن عمها سمّى ابنه على والدها
مشاعر مختلفة غزت روحها
هل كانت تتمنى أنه لم يسمِ على أبيها
حتى تبقى تقنع نفسها أنهم نسوا والدها وألغوه من حياتهم؟؟!!
حتى تبقي سببا لحقدها عليهم وكراهيتها لهم
هاهو سلطان آخر يعيش بينهم
سلطان صغير تشعر بلهفة عميقة لرؤيته
فرد جديد ربطها أكثر بعائلة آل مشعل بعد جدتها هيا
هناك الآن اثنان تتلهف لرؤيتهما في الدوحة
جدتها
وسلطان الصغير
فهل هناك من مزيد؟!!
*********************
الدوحة
بعد صلاة العصر
يوم الخميس
مشعل بن محمد يصل لبيته
حتى يأخذ أولاده للنقيان كما اعتادوا غالبا عصر كل خميس
حين يكون الجو معتدلا
لطيفة تقرر أن تنزل له
لم يتوقع مطلقا أن يراها
فهي كانت تتجنبه طوال الأيام الماضية
رآها تنزل.. مبهرة
مبهرة تماما..
في دراعة صفراء ذكرته بشروق الشمس
كأن الشمس لم تبزغ إلا من أجل أن تنير على وجنتيها
كم تؤلمه رؤيتها..
تذكره بخسارته التي يرفض كبرياءه الاعتراف بها!!
كانت لطيفة تقترب وأولادها يحيطون بوالدهم مستعدون للذهاب
اقتربت لطيفة وهي ترسم على وجهها ابتسامة
رغم أنها ترغب في أن تعضه لا أن تبتسم في وجهه
لم تفتها نظرة حمود المنكسرة المراقبة
نظرته نحرتها في الصميم.. وجعلتها أكثر عزما على تنفيذ ما نزلت من أجله
اقتربت من مشعل
ومشعل مستغرب اقترابها هذا
مالت على مشعل وطبعت قبلة على جبينه
ثم جلست لجواره
حين شعر بها مشعل تميل إليه
شعر برائحة عطرها تخترقه حتى النخاع
ثم ملمس شفتيها العذبتين على جبينه
(ما الذي يحدث؟!!
أي لعبة تلعبينها اليوم يا لطيفة؟؟)
لطيفة قبلته وهي ترغب في البصق في وجهه
ثم جلست جواره وهي تتمنى لو ترفسه
ثم احتضنت ذراعه وهي تتمنى لو تكسرها
همست في أذنه من قرب: ترا حمود داري إنه فيه شيء بيننا
وقايل لاخته إنه احنا بنتطلق
كلماتها نحرت مشعل تماما وهو ينقل نظراته بين أولاده
لطيفة قالت بصوت عالي: ها حبيبي مشعل .. شغلك ما خلص..
خلاص الليلة إن شاء الله بترجع صح؟؟
مشعل بهدوء: إن شاء الله.. خلصت الشغل اللي كان عندي وبأرجع
مشعل ولطيفة معا كانت نظراتهم مركزة على حمودي
الذي نفرت من عينه دمعة بريئة
مسحها بسرعة وهو يظن أن لا أحد رآها ويبتسم ابتسامة شاسعة:
يالله يبه تأخرنا.. ولا تنسى بكرة تقومني أروح معك صلاة الفجر
*******************************
بعد صلاة العشاء
بيت عبدالله بن مشعل
جميع فتيات العائلة يجتمعن اليوم
عدا لطيفة التي اعتذرت بأنها تريد الدراسة
مادام أبناؤها ذهبوا مع والدهم
البنات أخذن راحتهن لأن عبدالله سيبات الليلة عند إبله بالقرب من الشحانية
ومعه ذلك العفريت الصغير المسمى سلطان الذي اعتاد على إزعاجهن
و على إزعاج معالي بالذات
وكثيرا ماكانت أمها تصرخ فيها " أنتي لمتى وأنتي مناشبة ذا البزر؟"
ومعالي تصرخ بدورها: خلي ذا البزر يفتك من رقبتي
وسلطان يصرخ بدوره: من البزر أنتي وياها؟؟.. أنا الشيخ سلطان بن عبدالله
البنات يجلسن في صالة البيت الرئيسية
التوأم الثلاثي ومشاعل وموضي ومريم والعنود
والسيدات الكبار في غرفة الجدة
أمهات مشعل وأم حمد
معالي تجلس على الأرض وتمدد ساقيها
وموضي تقول لها وهي تضحك: أنتي يالعجوز اللي يشوفش يقول أكبرنا
قومي فزي..
معالي وهي تئن بطريقة تمثيلية: ماعلي منكم.. رجيلاتي توجعني..
مريم تبتسم: حلوة رجيلاتي ذي من وين جبتيها.. أكيد مسروقة من قاموس جدتي
معالي تضحك: جعلني ماخلا منها.. قاموسها جاي على كيف كيفي
ثم أكملت معالي كمن تذكر شيئا: إلا تعالي موضي..
صدق مشيعلوه الزرافة لقى بنت خالي سلطان في أمريكا؟؟
موضي تضحك: أولا إخي اسمه مشعل.. واكبر منش ب12 سنة، احشميه ياقليلة الحيا
ثاني شيء.. إيه لقاها معه بنفس الجامعة..
عالية وعلياء أخيرا نطقتا وفي وقت واحد: واو.. أكشن فله والله..
الجميع ضحكوا من كلامهما مع بعضهما..
فلطالما تكلمت الاثنتان في نفس الوقت وبذات العبارة
معالي بحماسة: والله حلو.. وجه جديد يدخل العائلة
لانه أنا بصراحة تمللت من وجيهكم اللي تجيب الكآبة..
أول حد يجيب الكآبة خواتي المبجلات الكوبي والبيست
كل ما أشوف وجيههم تجيني كآبة مزمنة
أحس إن الثنتين طالعين من فيلم قديم بالأبيض والأسود
أما الكآبة الأكبر فهي من نصيب عرايسنا مشاعل والعنود
الثنتين مسوين فيها مستحيين
وأنا متاكدة إنه الحين وحدة تفكر في نويصر والثانية في فويرس..
مشاعل خجلت من ذكر من ناصر
لكن العنود ابتسمت وهي تقول لمعالي:
الحين نسينا ما كلينا معاليوه.. رجعتي علي..
معالي تضحك: شوفي أنا مستعدة أرجع معاهدات السلام بيننا إذا زوجتيني فويرس
لأن أنتي من بدأ بالخيانة والاستيلاء على المزيون الموت الحمر
العنود تضحك: روحي زين..إذا كذا ما أبي معاهدات سلام معش..
خلي الحرب أحسن
في وقت جملة العنود كان هاتف موضي يرن، موضي تضحك:
كان ذكرتوا لنا مليون ريال بدل فارس
الظاهر درا إن حبيبة القلب جايبة طاريه قام ودق
العنود اشتعل وجهها بالاحمرار.. ومعالي تطلق سهام تعليقاتها عليها
بينما موضي قامت لترد على فارس بعيدا عن هذا الإزعاج.
************************
بعد صلاة العشاء
مشعل يعود لبيته..
كان يحمل جود التي نامت في الطريق على يديه
دخل بها لغرفتها
وضعها في سريرها وخلع حذائها
ثم قبلها وهو يهمس: اشتقت لبوستش وانتي نايمة يالشيطانة
توجه لغرفته وهو يشعر بنوع من التردد والتوتر
فهو حتى الآن لا يعلم ماذا تخطط لطيفة
دخل
استغرب التغيير الحادث
طقم جلوس جديد
وفي طرف غرفة الجلوس يوجد مكتب جديد
عليه الكثير من الكتب المكدسة
ولطيفة غير موجودة
اقترب من المكتب تناول كتابا
"كتاب جغرافيا للصف الثالث ثانوي"
ماذا يحدث؟؟؟
خلع غترته ووضعها على السرير
وهو يمرر يديه فوق شعره بإرهاق
وجلس ينتظر لطيفة التي علم أنها في الحمام
خرجت لطيفة دون أن تنتبه للمخلوق الضخم الجالس على طرف السرير
فغرفة نومهما غرفة شاسعة
كانت ترتدي روبها ومنشفتها
أخرجت بيجامتها والتفتت تريد العودة لغرفة التبديل
فجعت بالعينين المراقبتين: بسم الله الرحمن الرحيم
تنحنح.. قول شيء
مشعل بهدوءه المستفز: خفتي يعني؟؟!!
لطيفة بنفس هدوءه: لأ طبعا.. وليش أخاف
مشعل بهدوء: ما أدري.. انتي اللي خفتي مهوب أنا
لطيفة ببرود رغم أنها تشتعل من بروده:
دقيقة أبدل واجيك..بيننا كلام
سابقا كانت تحتمل بروده..
لأنها كانت تعيش على أمل أن هذا البرود سيذوب يوما
ولكنها الآن غير قادرة على احتمال بروده هذا.. وهي تعلم أنه لا أمل لها
ارتدت ملابسها وعادت
حين عادت كان مشعل انتقل للجلوس في غرفة الجلوس
توجهت لطيفة بتلقائية للسرير والتقطت غترته
ولكنها تذكرت.. فرمتها
ولكن مشعل انتبه لها
عضت على شفتها "أوف"
جاءت وجلست بعيدا عنه
مشعل بهدوء: حلو الطقم هذا.. وش طاري عليش مغيرة؟؟
لطيفة ببرود: غيرته عشانك..
قامت لطيفة وضغطت طرف الأريكة فانفتحت وتحولت لسرير
وهي تكمل بذات البرود: هذا سريرك
يستحيل أن تخبره أنها اشترت هذا الطقم لتنام هي على هذه الأريكة المتحولة
لأنها من بعد مغادرة مشعل لم تحتمل أن تنام على سريرها
بدون إحساسها أنه إلى جوارها
ولكن مشعل رد عليها بهدوء: أنا أفضل أخذ غرفة ثانية
(اطعنيني وسأطعنك
تريدين أن تبعديني عن سريركِ
سأبعدكِ عن غرفتي كاملة)
( أيها البارد الخبيث السادي!!) تنهدت لطيفة وهي تقول ببرود:
بكيفك يا بو محمد
أريح بعد.. أنا لو علي كنت مرتاحة يومك تجينا ضيف وتروح
بس أنا عشان عيالي
حمود صاير حساس بزيادة وكل شيء يلاحظه ونقل أفكاره لمريوم
مشعل يقف وهو يقول ببروده الشهير: مايصير إلا الخير..
لطيفة تشعر أنها تشتعل.. تتمنى أن تصفعه
تريد أن ترى هل وجهه هذا مصنوع من ألواح من الثلج أم ماذا؟؟
مشعل يريد أن يعجل بانسحابه..
فهو على الجبهة الأخرى ماعاد يحتمل حضورها الجديد الآسر
ماذا يحدث يا مشعل؟!!
أكمل بهدوء وهو يتوجه للحمام: خلاص أم محمد أنا بنام هنا
كانت لطيفة تكور يديها وهي تفرك أناملها حتى أبيضت من غضبها عليه
وعلى بروده
لِـمَ هو صامت كصمت قبر مهجور؟!!
تريده أن يصرخ بها
حتى تصرخ به..
تريد أن تفرغ كل طاقتها السلبية فوق رأسه
قبلا كان (يعصب) أحياناً
تريد بعضاً من هذه العصبية الآن
حتى تجد سببا لتشفي بعضا من غليلها فيه!!
هل يستمتع بجعلها تشعر أنها غير ذات أهمية بالنسبة له؟!!
قبل أن يدخل مشعل الحمام تذكر شيئا فعاد:
أم محمد وش سالفة المكتب والكتب؟؟
كان بود لطيفة أن تقول له (مهوب شغلك) ولكن تهذيبها واحترامها لنفسها
قبل احترامها لكونه والد أبنائها يمنعها
جاوبته ببرود: بأقدم امتحان الثانوية العامة ذا السنة
مشعل بعتب: وبدون حتى ما تستشيرني؟!!
وكانت لطيفة تنتظر جملة كهذه لتنفجر انفجارها الثاني فيه..
**********************
بيت عبدالله بن مشعل
موضي قامت لمجلس الحريم الخالي حتى ترد على فارس
موضي بمحبة: هلا هلا هلا بالشيخ فارس
فارس بهدوء: هلا والله بالقاطعة.. نعنبوا دراش ماكن لش إخ تسألين عنه
موضي تضحك: مشاغل مشاغل
فارس يبتسم: زين أنا عند باب مجلس النسوان..
افتحي لي اسلم عليش..وأروح
موضي فتحت له فورا
فارس يبتسم: أنتي قاعدة لابدة عند الباب
موضي تحتضنه وتقبل خده وهي تقول: أنا أصلا كنت هنا..
طاقة من البنات مسوين إزعاج
فارس شعر بالحرج ولكنه قال بهدوءه الواثق:
أنتو عندكم نسوان.. مادريت والله..
يالله بأروح..أنا كنت جاي اسلم عليش وبس
لأنه جدتي وأمي أم مشعل ومشاعل جايهم اليوم العصر..
كان فارس يستعد للخروج حين ضحكت موضي وقالت:
إلا قول إنك دريت إن حبيبة القلب هنا..
وقلت على الأقل نشم ريحة الحبايب..
فارس توقف وهو يشعر كما لو كان سكب على ظهره ماء مثلج
وهو يقول بهمس هادئ: العنود هنا..؟؟
موضي تبتسم: يس، هنا.. وتدري لازم نستلمها شوي بما إنها العروس الجديدة
فارس سحب نفسا عميقا
وهو يقول لموضي برجاء عميق واثق أشبه بالأمر:
موضي أبي أشوفها..
موضي صُعقت: أنت مجنون..
أشلون تشوفها البيت مليان عالم.. وهي مستحيل توافق؟؟
فارس بهدوء وثقة: أنا ماطلبت شيء حرام في الشرع.. هذي مرتي..
وأصلا أنا ابي اشوفها بدون ماتدري هي..
والموضوع بيني وبينش وبس
موضي ابتسمت بخبث: كذا مقدور عليها
موضي أطفئت أضواء المجلس ثم سحبت فارس من يده
وأوقفته بجوار الشباك الخلفي المطل على مطبخ البيت الخارجي
وقالت له بهمس: وقف هنا وأنا بجيبها الحين بوديها معي المطبخ
ثم خرجت..
وطبول الحرب تستعر في قلب فارس
وأعماقه التي ما عرفت التردد يوما يهزها زلزال من الترقب واللهفة
أي لعبة تلعبها يا فارس؟؟
أنت لم تحتمل حتى صوتها فكيف ستحتمل رؤيتها؟!!
" أنا محترق.. محترق
وحالتي حالة من يوم سمعت صوتها
وش بيضر شوفتها زود"
#أنفاس_قطر#
.
.
أعلم أنكم تحترقون الآن
البعض يتوق لإنفجار لطيفة في مشعل
والبعض يتوق لرؤية فارس للعنود
وأنا لن أطيل احتراقكم
موعدنا الليلة الساعة 9 مساء إن شاء الله
ولكن أسمعونا توقعاتكم للحدثين إن كان لديكم بعض وقت
إلى لقاء قريب إن شاء الله
خالص مودتي وحبي لكم
.
.
.
|