كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
[SIZE="5"]
صباح الورد والعسل على كل الناس العسل
نتوقف اليوم عند قضية اللعن
أنا أعرف أنه وردت مفردات لعن في الرواية
ولا يخفى على أي مسلم أن اللعن محرم.. فهذا الأمر من المسلمات
لكن لو لاحظتوا اللعن مطلقا ماورد في حوار الشخصيات
وإنما في حديثهم الداخلي مع أنفسهم
وهذا ما يحدث معنا كبشر عاديين فنحن في داخلنا قد نلعن ونسب ونشتم
ولكننا محاسبون حين نتكلم
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّم .
وأنا أعتقدت إنكم انتبهتوا لهذا الفرق بين الحوار وحديث النفس
لكن بما أنه صار فيه لبس
فأنا أعتذر وأوعدكم إنه ما يتكرر
وسامحوني لو كان الأمر ضايقكم
(اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك
اللهم لا توأخذنا إن نسينا أو أخطأنا
ولا تحمل علينا إصرا منا حملته على الذين من قبلنا)
والحين أحب أرحب بكل المنظمات الجدد
وكل من سطرت حرفا واحدا
الله لا يحرمني منكم ومن عذوبتكم ومن مساندتكم
ومن مشاعركم المغلفة بالذهب
ونجي لبارت اليوم
بارت هادئ هو نوع من الهدوء قبل العاصفة
ريحوا أعصابكم وأعصابي
.
.
استلموا
الجزء الثالث والعشرون
.
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
.
أسى الهجران/ الجزء الثالث والعشرون
بيت مشعل بن محمد
الصالة السفلية
لطيفة واقفة
ومشعل يجلس وجود على فخذه وتعبث في أزرار ثوبه
الجو مشحون حولهما
وفي عيني كل منهما نظرة عتب
مشعل بهدوء خبيث: خلاص بأتصل في العنود تجي ترتب لي شنطتي..
(عرفت تلعبها صح يا مشعل!)
أجابت لطيفة بهدوء عميق: مافيه داعي حد يدري إنه فيه شيء بيننا يا مشعل
تشغل بال هلي وهلك..
ثم أكملت بسخرية: خلها لين أنت تتزوج ويدرون كلهم مرة وحده..
مشعل بذات الهدوء المدروس: خير إن شاء الله
لطيفة تشتعل في داخلها (يا لوح الثلج الموبوء
كم أتمنى أن أغرز أظافري في وجهك البارد الوسيم)
لطيفة ببرود: خلاص أنا بأرتب لك شنطتك.. شيء ثاني..
مع أنها كانت تنوي في الأساس أن ترتبها
فهي يستحيل أن تترك الخادمات يعبثن في أغراض مشعل
لكنها أرادته أن يظن أن الخادمات هن من رتبن له
لأنها ليست مسئولة عنه أو عن أغراضه
ولكنه لم يتح لها الابتهاج بنصرها الصغير
وهاهو يجبرها على تنفيذ رغباته بطريق غير مباشر
(خبيث..
خبيث..
وآسر..)
مشعل بهدوء: لو سمحتي ادعي حمود ومرايم وعبودي
أشوفهم على ما تجهز شنطتي..
********************
فارس
مريض العشق الجديد..
القلب الملتاع بجدارة..
من عرف كيف يكون الاكتواء بنار الغرام من ليلة واحدة
فكيف يصبر لثلاثة أشهر؟؟ كيف؟؟
يريدها..
يريدها..
يريد أن يعذبها
يستمتع بصوتها..
لا يعلم أي جنون يعصف به..
سيجن بهذه الطريقة؟؟ سيجن؟؟
كان في سيارته متوجها للبنك
يريد سحب مهر العنود ليعطيه لعمه..
يالا حجته السخيفة التي خطرت بباله اليوم
حين طلب من العنود رقم حسابها!!
ولكن لم يجد حجة غيرها
فأي حجج سيخترع بعد؟!!
***********************
مر عشرة أيام
على الأحداث الأخيرة
مشعل مازال نزيلا للفنادق
يكاد يجن من انعدام الاستقرار الذي يعيش فيه
ومن شوقه لأولاده
ومن شوقٍ غريبٍ حادٍّ لمن كانت تنام جواره كل ليلة
اعتاد على حركتها الناعمة بجواره
وصوت تنفسها الهادئ ينبئه أن هذا العالم بخير
زار بيته عدة مرات
لم ير لطيفة.. رأى أبنائه فقط
أبنائه الذين يسألون بشكل مستمر
أين هو؟؟ وما كل هذا الغياب؟؟
محمد بالذات بدأ يشعر أن هناك شيء بين والده ووالدته
فهو في الثانية عشرة
وذكاؤه يتجاوز سنة حتى
شعر بالمشكلة منذ اليوم الأول ولكنه اعتصم بالصمت
ينتظر ما تسفر عنه الأيام
والموضوع يحز بعمق في روحه
روح المراهقة المبكرة
مشعل كان يحضر يوميا للمجلس
حتى لا يلحظ أحد غيابه عن بيته
ولم يكتشف أحد أن هناك شيء بينه وبين لطيفة
لطيفة
سجلها راكان في المدرسة
وأحضر لها الكتب
وبدأت في الاتصالات بالمدرسات
حتى تلحق مافاتها
وبدأت في الاستغراق في الدراسة
علها تتناسى غياب ذلك المسيطر المتغلغل في روحها حتى النخاع
فطالما هي غير مشغولة بأبنائها ودراستهم
فهي تدرس دروسها
حرصت ألا ترى مشعل خلال الأيام الماضية
رغم أنه حضر لرؤية أبنائه أكثر من مرة
أو لنقل
حرصت أن يعلم أنها لم تراه ولم تهتم لحضوره
بينما هي رأته في كل مرة جاء فيها!!!
فارس أصبح كثير الصمت
راكان وناصر هم من لاحظ عليه هذا الطبع الجديد
ولكنه كان دائما يطمئنهما بأنها مشاكل في العمل
حتى لا يعلم أحد بالطوفان الذي يزلزل القلب
موضي وحمد
مازال الحال على ماهو عليه
لكن حمد هذه الأيام هادئ عموما
وهي تتجنب قدر الإمكان استفزازه
هيا ومشعل سكان واشنطن
خلال الأيام المنصرمة
هيا هاتفت جدتها أكثر من مرة
فهي أخذت رقم البيت من مشعل في المرة الأولى
التي كلمتها فيها
ولكنها لم ترَ مشعل مطلقا بعدها
رغم أنه زار أمها عدة مرات
وكان يحضر أغراض المنزل
ولكنه كان يتعمد المجيء في وقت ذهاب هيا للجامعة
فهو غير معتاد على جو المشاحنات العاصف
الذي تحقنه فيه هيا بلا هوادة
كما أنه لا يريد فرض وجوده عليها مادامت تكره وجوده
المهم أن يطمئن عن أحوالهم ويؤدي واجبه تجاههم
شقة هيا
الساعة الثانية ظهرا
مشعل بعد أن خرج من الجامعة
وصلى الظهر
اشترى مايعتقد أن أهل عمه قد يحتاجونه وتوجه لهم
يعلم أن هيا في الجامعة
فهو أصبح يعرف جدولها من أمها
طرق الباب
فتحت له الفتاة المكسيكية التي ترافق أم هيا وقت تواجد هيا في الجامعة
أخذت منه الأغراض وأدخلتها للمطبخ
دخل مشعل وألقى التحية على أم هيا
التي كانت تجلس كعادتها في الصالة
سلم وجلس كعادته على المقعد الأقرب من الباب
وترك الباب مفتوحا
أم هيا بعتب: يمه مشعل.. لمتى وأنت تجنب تشوف هيا؟
هذي وصاتي لك؟!!
مشعل بتعب: يمه أنتي وصيتيني عليها..
وأنا قلت لش لا تحاتينها ولا تشيلين همها
وإن شاء الله إنها ما تنضام وأنا رأسي يشم الهوا
أم هيا بقلق: أشلون وأنت حتى شوفتها ما تطيقها؟؟
مشعل ابتسم: لو إحنا في الدوحة، كان مستحيل أشوفها..
ثم أكمل بعمق: وبعدين يمه هي اللي ما تطيق شوفتي
أول ما تشوفني تركبها السكون .. (السكون= العفاريت أو الجن)
وأنا بصراحة ماني بمتعود على المناقر مع الحريم
أم هيا بنبرة خاصة: زين ولو مرتك تحب النجره، منت بمناجرها؟؟
مشعل يضحك: لا يمه جعلني ماذوق حزنش.. أنا واحد حار..
صحيح قلبي طيب..
بس مافيني صبر على حنه.. أبي وحدة مثل خواتي..
فديت خواتي مافيه مثلهم في كل الدنيا..
أم هيا بنفس النبرة الخاصة: يعني وحدة مثل هيا ما تنفع لك؟؟
مشعل لم ينتبه مطلقا لمقصدها: لا لا يمه..
لو أخذ وحدة مثل هيا بيتنا بيصير ساحة حرب..
اللي مثل هيا ينفع لها واحد مثل ولد عمي محمد راكان.. أعصابه في ثلاجة..
أم هيا بعمق: والله هيا مافيه في طيبة قلبها
بس مجروحة من جرح سلطان.. لا تلومها..
هيا كانت روحها معلقة في أبوها
كانت تحبه أكثر مني.. أكثر مني بكثير..
أنا كنت مثل جدة لها..
بس سلطان كان أبوها وأمها..
أنا أعترف إني كنت أعاملها مثل ما الجدة تعامل حفيدتها
تدلعها.. وشفقانة عليها.. وماتحب حد يقول لها شيء
يعني لو علي.. أنا كان يمكن خربتها بالدلع
بس سلطان هو اللي رباها..
وكان يعرف متى يشد عليها ..ومتى يرخي
مشعل باحترام: الله يخليش لها.. أنتي الخير والبركة
أم هيا بحزن: أنا مرة كبيرة ومريضة وللمرة الثانية أقولها لك
لو صار لي شيء.. ترا هيا أمانة في رقبتك
مشعل وهو يقوم ويقول بثقة: والله العظيم إنها في رقبتي
وأنها ما تضام.. وأنها المبداة حتى على خواتي
لا تحاتين شيء.. والله يخليش لها
والحين اسمحي لي أستاذن
عندي دراسة
وبأمرش بعد بكرة نفس الوقت إن شاء الله
وأي شيء تبينه دقي علي..
خرج مشعل..
وعادت أم هيا تطوف مع أفكارها
وقلقها الدائم على ابنتها
والذي خف كثيرا مع ظهور مشعل في حياتهم
الذي أشعرهم بقوة السند الذي يقف خلفهم
بعد نصف ساعة وصلت هيا
ألقت التحية على أمها وقبلتها وهي تخلع عباءتها وتعلقها
ودخلت لتحضر لها كأس ماء
خرجت والكأس بيدها وهي تقول بنبرة محايدة: مشعل كان هنا؟؟
أم هيا بهدوء: إيه
هيا بغيظ: يمه قولي له لا عاد يجيب شيء من أغراض البيت
احنا موب محتاجينه..
وسبب غيظ هيا الرئيسي أنه أصبح يتعمد المجيء وقت غيابها
آلمها إحساسها أنه يكره رؤيتها
وهكذا هي غرابة الأنثى.. المخلوق العصيّ على التفسير!!
أم هيا بغضب: إلا محتاجينه..محتاجين ريال يكون سند النا
موب كفاية إنج كل ما تشوفينه صار لسانج شبرين وهو مستحملج
زين ماعطاج من أولها طراقين
هيا بعتب: يمه الله يهداج.. وش فيج صايرة مع ولد آل مشعل علي
أم هيا وغضبها يتزايد: وانتي بعد بنت آل مشعل وهو ولد عمج
هيا وهي تحاول تهدئة أمها وتقول بحنان: خلاص يمه خلاص فديتج
لا تعصبين.. تدرين العصبية موب زينة عليج
أم هيا بغضب: لو تهمج أعصابي.. ماكان كل ماشفتي مشعل حرقتي أعصابه
هيا بنعومة: خلاص ولا يهمج.. مشعل فوق رأسي.. المهم رضاج..
***********************
الساعة الثامنة مساء
لطيفة في غرفة بناتها
تمشط شعر مريم بعد أن حممتها استعدادا للنوم
مريم بتردد: يمه أنتي وابي بتطلقون؟؟
لطيفة صعقت..وانتفضت بعنف: من اللي قال لش ذا الكلام؟؟
مريم بخوف: حمود يقوله..
لطيفة احتضنتها وهي تقول لها بحنان: أبيكم مشغول شوي وبس..
ما أدري من وين جبتوا ذا الأفكار؟؟
لطيفة تشعر بحزن عميق
عميق جدا.. لا حدود له
ما ذنب هؤلاء الأطفال تنفتح أذهانهم على مشاكلها هي ومشعل التعيس
الخائن الذي يريد الزواج عليها
تريده أن يكون الآن أمامها لتمزقه بأسنانها
تضربه.. تعضه
أي شيء قد يبرد بعضا من قهرها
كل شيء قد تتقبله إلا شيء يمس صغارها
حينها هي مستعدة للحرب مهما كانت خسائرها
المهم أن يكون صغارها بخير
وهكذا هي الأم!!
توجهت لطيفة لغرفة أولادها
لمحمد تحديدا
كان يتمدد على سريره بيده مجلة "ماجد" يقلب فيها
بينما هو سارح عنها..
جلست بجواره
فجلس احتراما لها
لطيفة بهدوء: حمود حبيبي.. وش ذا الكلام اللي أنت قايلة لمريوم؟؟
صمت
وعبق روحه المتأرجح بين الطفولة والمراهقة يحضر بعنف
لطيفة بحنان: جاوبني حبيبي
حمود بنبرة بين البكاء وإدعاء التجلد.. نبرة مؤلمة للنخاع:
ماقلت لها غير الصدق
خلهم يدرون
إبي صار له عشر أيام وهو مخلي البيت
لمتى بتدسون علينا يعني؟؟؟
**********************
ذات الوقت
ولكن في بيت عبدالله بن مشعل
رن هاتف المنزل
كانت هيا من يتصل
الساعة هي السادسة صباحا في واشنطن
أرادت أن تلقي تحية المساء على جدتها
بالعادة كان من يرد عليها جدتها
وأحيانا أم مشعل
ولم تسمع غير صوت الاثنتين
ولكن اليوم رد عليها طفل
كان يتكلم بنبرة رجولية مسلية
التقط الهاتف: أرحب طال عمرك
هنا بيت عبدالله بن مشعل.. أرسل
هيا ابتسمت: السلام عليكم
شعر الطفل بالخجل فهو لم يعرف الصوت
فهو رأى رقم طويل في الكاشف وظنه مشعل
ابتسمت هيا: وين جدتي؟؟
ضحك الطفل: ليه أنتي مضيعة جدتش عندنا..
ضحكت هيا (كم هو ظريف!): جدتي هيا أم محمد..
ضحك الطفل وهو يقول: أووووه بنت عمي..
يا هلا والله ببنت عمي هيونه الامريكية
شوفي كنش مزيونة تراش مقروعة
فويرس خذ عنود الصيد وأنا كنت أبغيها
لكن كنش شينة.. السموحة
دوري حد غيري.. ما عطلش..
ضحكت هيا حتى كاد يغشى عليها
الطفل: بسم الله عليش.. لا تطيح حنوكش بس..
شكلش كويحه يا بنت عمي
هيا بصوت متقطع من كثرة الضحك: خلك بس لين تشوفني..
ماعادك بممسي الليل
ضحك الطفل: هويا.. قولي وراي: يا ليل ما أطولك
ضحكت هيا مطولا ثم سألت بابتسامة:
زين وولد عمي المزيون قاعد يخطب
وهو حتى اسمه ماقاله لي
الطفل وهو يفخم صوته: سلطان طال عمرش حطيه على يمناش
شهقت هيا والاسم يخترق أذنها كسهم عذب:
سلطان.. سلطان
#أنفاس_قطر#
.
.
اليوم بارت الشباب الصغار
محمد بن مشعل
و
سلطان بن عبدالله
وأنا حبيت إني أشير للأولاد في هالسن
الشائع إنه يقال البنات حساسين أكثر
بس أنا أقول الأولاد حساسين أكثر
مجتمعاتنا ضاغطة على الطفل الذكر
وتطالبه من طفولته إنه يكون رجّال
عشان كذا حساسيته أخطر لأنه يكتمها في نفسه
حتى لا يتهم بالضعف
ونهاركم ورد
وانتبهوا لأولادكم
أحبكم كلكم
.
.
.[/SIZE]
|