كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أولا جمعة مباركة على كل أميراتي
تقبل الله طاعتكم
صباحات الاختلاف
اليوم يوم مختلف تماما بالنسبة لي وبالنسبة لأسى الهجران
ستتسألون لماذا؟؟
وسأجيب
لأن أسى الهجران بدأت فعليا اليوم، على الأقل بالنسبة لي
(الحين بتقولون أشلون يعني كنا نلعب العشرين بارت اللي فاتوا)
*_*
اليوم تبدأ لعبة الكر والفر
اليوم نبدأ القصة الحقيقية
الغوص في مشاعر الشخصيات
التي ستتسربل بالبرود حينا
وستلتهمها النيران حينا آخر
جزء اليوم استمتعت كثيرا بكتابته
واتمنى أن يصلكم بعضا من المتعة التي شعرت بها
فمتعتي كانت صافية شفافة وأنا أعري دواخل هذه الشخصيات
وأغوص في ثنايا مشاعرها
وسيستمر هذا الخط في الأجزاء القادمة
أريدكم أن تروا بشرا بضعفهم وقوتهم
ليس مجرد شخصيات رواية على ورق
ولكن أيضا لا تنسوا أنه مهما قارب الخيال الواقع
فهو يبقى خيالا شاسعا لا يمكن أن ينطبق على الواقع
وحياتنا شيء آخر مختلف فيها خصوصية كل إنسان وعبقه
تفضلوا يا صديقاتي ونبض قلبي
جزء خاص بفارس ومشعل بن محمد
الجزء الثاني والعشرون
.
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
.
.
.
أسى الهجران/ الجزء الثاني والعشرون
يوم جديد
ومشاعر جديدة
وقوالب الثلج المشعلية أحرقتها شموس أميرات آل مشعل
فما الذي ينتظرهم؟!!
الساعة العاشرة وعشر دقائق صباحا
غرفة العنود
مريم تدخل بهدوء
فارس مازال على الخط مصراً على مكالمة العنود
مريم تقترب وتهزُّ العنود برفق: عنادي قومي ياقلبي
العنود بصوت ناعس متعب: تعبانة مريم فديتش..
خليني أنام شوي
تدرين إني مانمت إلا عقب ما شرقت الشمس
مريم بهمس: قومي كلمي فارس.. فارس يقول يبيش ضروري
العنود قفزت لتجلس، وهرمون الأدرينالين يرتفع إلى حده الأقصى
وهي تقول بهمس: وش يبي؟؟
مريم بذات الهمس: ما أدري
هذا الحوار وصل إلى فارس بكل وضوح..
وقلبه ترتفع دقاته إلى حده الأقصى وهو يسمع صوتها المرهق.
العنود تناولت الهاتف وهي تقول بهدوء بصوتها المبحوح من أثر النوم:
ألو
لم تكن هذه مجرد (ألو)
كانت سهما انغرز في قلب فارس
انغرس نصله في غشاء قلبه إلى نهايته .. نهايته
يكاد يقسم أنه شعر بألم السهم يخترق قلبه بوحشية حقيقية..
تماسك وهو يجيب بهدوء غلفه ببرود بارع: صباح الخير
العنود بخجل ذائب: صباح النور.. فيه شيء فارس؟؟
كانت العنود تريد أن تنهي الاتصال في أسرع وقت
بينما فارس حلق في عالم آخر
لاسمه بين شفتيها وبنبرة صوتها نكهة أخرى
طعم أشبه بالسكر المصفى
وإحساس أشبه بالخيال الأبدي
(كرري اسمي ألف مرة
امنحي اسمي بعضا من سحركِ
اسكريني بلحنه من بين شفتيكِ
انفثي في روحي نسيم همساتكِ
فروحي تذوب.. أقسم أنها تذوب)
ولكنه تماسك وهو يقول لها بثقة: أشلون الوالد والوالدة؟؟
استغربت العنود (أقول له وش تبي، يقول لي أشلون الوالد والوالدة)
ردت بخجل وهي تتمنى أن تنتهي هذه المكالمة بأسرع وقت:
طيبين طاب حالك..
فارس من الأساس ليس لديه شيء يقوله
يريد أن يسمع صوتها فقط
حين صحا من نومه صباحا
كان يشعر أنه سيجن إن لم يسمع صوتها
كان يمني نفسه أنه حين يسمعه هذه المرة
سيجده لا يستحق الزخم الأسطوري الذي ارتسم في أعماقه لسحر صوتها
سيفقد رونقه.. ويكتشف أنه صوت عادي لفتاة وقحة بليدة
وسينفك عنه سحر هذا الصوت الذي أصابه بالجنون
ولكنه اكتشف أن كل تفكيره لم يكن أكثر من هراء غبي
وهاهو يسمع صوتها ويكتشف أنه كالعطشان
الذي يشرب من ماء البحر ليزداد عطشا
لا يريدها أن تتوقف عن الكلام
يريد أن يسمعها كل يوم وكل ساعة وحتى أخر دقيقة في عمره
هكذا شعر!!
ويالاوقع اكتشافه المرعب لشعوره في نفسه!!
أكمل فارس بذات الثقة أسئلته التي لا معنى لها
سوى أن تكون وقودا يدفعها للكلام، ويدفعه لمزيد من الذوبان:
شأخبار الجامعة إن شاء الله زينة؟؟
العنود بارتباك: كل شيء زين.. فارس مريم تقول إنك تبيني ضروري..
وش فيه؟؟
(كرري اسمي مرة أخرى..
أرجوكِ كرريه
أيتها الأسطورة العذبة
يا أجراس النغمات
وساحرة العبارات
لم أكتشف أن لاسمي هذا الجمال
حتى سمعته منغما من بين شفتيكِ
حتى سمعته يتسربل بروعة همساتكِ)
ولكن فارس وجد أن موقفه أصبح محرجا
وأنه لابد أن يجد له سببا وجيها للاتصال: إيه أبيش ضروري..
ثم صمت..
يريدها أن تستحثه للكلام.. أي وسيلة ليطيل سماعه لصوتها
العنود بتوتر: هاه فارس.. شنو؟؟
(آه يا قلبي خلاص ماني بمتحمل
والله العظيم مافيني أتحمل)
فارس بهدوء: عطيني رقم حسابش.. أحط مهرش فيه..
العنود بحرج ووجهها يشتعل باللون الاحمر:
فارس هالموضوع بينك وبين الوالد
أرجوك لا تحرجني..
(أ أحرجتك يا صغيرتي؟!!
كم أتمنى أن أراك هذه اللحظة بالذات
أرى حمرة الخجل تكتسح خديكِ
ألمسهمها.. لتزهر أصابعي!!)
(صوتها أسكرني.. وأنساني التفكير بشكلها
من لها هذا الصوت المطرز بالسحر.. كيف يكون شكلها ياترى؟!!)
فارس بهدوء: أنا ماقلت شيء غلط.. أنا أتكلم في حق..
العنود بحرج بالغ: خلاص فارس الموضوع هذا بينك وبين ابي
ثم أكملت وهي يخطر لها خاطر أرعبها: فارس أنت استاذنت ابي تكلمني أو لا؟؟
فارس بذات بروده: لا.. وما اعتقد إنه عشان أكلم مرتي لازم أخذ أذن..
العنود هنا شعرت انتهت من الخجل
صوتها أصبح أكثر ارتعاشا وفي قلب فارس أكثر تأثيرا:
خلاص فارس ممكن أسكر..؟؟
( أ مستعجلة هكذا على نحري؟!!
نحرتني أولا بإهانتكِ
ونحرتني ثانيا بصوتكِ
فماذا تخبئين لي أيضا؟!!)
فارس بثقته المعتادة رغم أن داخله يذوب ويذوي: خلاص يالله مع السلامة
العنود بخفوت وهي تشعر بالسعادة لانتهاء التعذيب: مع السلامة
انتهت المكالمة
فارس مبعثر..
مبعثر..
يـــــــــــــــحــــــــبـــــــها
متأكد أنه يحبها..
ليس طفلا ليجهل هذه المشاعر التي اكتسحته بعنف..
إنه الحب.. وليس سواه..
ولكن متى؟؟
متى؟؟
بالأمس فقط سمع إهانتها وسمع صوتها
بالأمس فقط كان لا يريدها
وكان يريد فسخ كل ما بينهما
لا لا يحبها
هو يكرهها.. يكرهها..
إذن : هو يكرهها بقدر ما يحبها!!
أ يعقل أن طوفان المشاعر هذا كان ينتظر صوت العنود لإيقاظه من سباته
يا صوتها!!
ماذا فعلت بي يا صوتها!!
أحبها.. أحبها
لا شك في ذلك
ولكن كرامتي فوق كل شيء
لعنة الله على الحب
إن كان سيجعلني أنسى إهانتها لي..
لعنة الله عليه
**********************
بيت مشعل بن محمد
مشعل يجلس في الأسفل
كان قد طلب من الخادمة حين ذهبت لتنادي لطيفة
أن تحضر له جود
وهاهي جود تجلس في حضنه
وتقرص خديه
وتطبع قبلاتها على أنفه
وصوت ضحكاتهما يعلو في الجو
حين نادت الخادمة لطيفة
نظرت لطيفة لوجهها في المرآة
كان ذابلا وباديا عليها قلة النوم والبكاء
(ماني بمفرحته فيني
يدري إني قعدت طول الليل أبكي عليه هو ووجهه
خله يدري إنه ماهمني)
توجهت لغرفتها
أبدلت ملابسها ووضعت (ميكب) خفيف.. ونزلت
قبل أن تنزل
رأتهما من الأعلى
هو وجود
منسجمان ..سعيدان
آلمها قلبها
وهكذا هي الأم.. إحساسها بأولادها قبل إحساسها بأي شيء
قبل تنزل
شعر مشعل بشعور غريب يجتاحه
شعور يقول له إنها قادمة
رفع عينيه للدرج
كانت تنزل.. شعر أنها توقع خطواتها
على وقع دقات قلبه
(وش فيك يا أبو محمد؟؟ خرفت؟؟)
كانت لطيفة تنزل بثقة
وقلب مشعل يتزلزل بدون أن يعرف السبب لذلك
بدت له أشبه بأميرة أسطورية
تنزل من عليائها
هذه الثقة.. بل هذا الغرور المرتسم على وجهها
كأنها ثقة من اعتادت على أن تأمر فيستجاب لها
أو يأمر حسنها فتنصاع الرقاب له
(فعلا الجمال مرحوم..
سبحان من خلقها وصورها!!)
(أما أنك استخفيت صدق يا مشعل
المره مرتك لها سنين توك تكتشف انه
سبحان من خلقها)
(توني أدري إن زينها يوجع كذا)
لطيفة وصلت وجلست بعيدا عنه وهي تقول لجود:
جودي.. مامي.. روحي العبي مع عبودي..
جود برفض: لا لا.. بأدعد عند بابي..
مشعل بهدوء: أشفيش لطيفة عليها.. خليها تقعد..
ثم أكمل بحنان وهو يحتضن جود: أنا أصلا مشتاق لها فديت عينها
(لعنة الله عليك يا مشعل
كم تبدو قريبا.. وبعيداً!!)
قبّل مشعل جود
ورفع عينيه لتشتبك مع عيني لطيفة في نظرة كثيفة
ولكن لطيفة سارعت بتغيير اتجاه نظرتها
لا تريده أن يقرأ نظرة عينيها ويحس بمشاعرها.. إذا كان لديه إحساسٌ أصلا!!
لطيفة بثقة وهدوء: ممكن أعرف انت جاي ليه؟؟ وش تبي؟؟
مشعل بهدوء: أنتي مهوب قلتي إني أقدر أجي كضيف غير مرغوب فيه
اعتبريها زيارة من الضيف غير المرغوب..
شعرت لطيفة بالألم.. لم تعتد أن تكون لئيمة..
هو من دفعها لهذا..
لطيفة ببرود: والزيارة ما انتهت؟؟
رفع مشعل عينيه إليها
(لم تكوني قاسية هكذا يوما لطيفة
أ أنا من زرع هذه القسوة في قلبك
وحان وقت حصادي!!)
( لا تنظر لي هكذا مشعل
نظرتك تذيبني
كما فعلت وتفعل بي طيلة سنوات!!
لا تعبث بي يا مشعل
لا تعبث بي..
فقد انتهيت من عبثك.. انتهيت)
مشعل بهدوءه المعتاد: وفيه سبب ثاني للزيارة
لطيفة ببرود: خير؟؟
مشعل بذات الهدوء: ملابسي.. الملابس اللي خذتها أمس كلها غلط
ماخذت فوطة.. وخذت سراويل بدون فنايل
جيت بأسبح ماقدرت..
"ما أوهى عذرك ياهذا!!
ولكن لا بأس.. لاعبْ لطيفة
فالحرب خدعة!!"
شعرت لطيفة غصبا عنها بالألم
فهو لم يعتد أن يرتب ملابسه بنفسه
بل حتى ملابسه الداخلية هي من تشتريها له منذ سنوات مع أولادها
تنهدت (لن أضعف) ردت ببرود مصطنع: والمطلوب مني؟؟
مشعل تنهد: رتبوا لي شنطة على الأقل.. (رتبوا، وليس رتبي!!)
لطيفة وقفت.. وهي تقول ببرود:
ناد اللي تبي من الخدامات.. وخلها ترتب لك اللي تبي
آلمه ذلك
آلمه حتى النخاع
كأنها تقذف به كشيء بلا قيمة
مشعل بعتب: ويهون عليش تخلينهم يحوسون في أغراضي الخاصة؟!!
(أيها الخبيث
تعلم قدرك وتأثيرك
ولكن لن أسمح لك بهزيمتي)
لطيفة بعتب أكبر: مثل ما هنت أنا عليك
#أنفاس_قطر#
.
.
.
.
|