كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
صباح الورد والعذوبة وكل الألق
لكل المتألقات الباهرات صديقاتي متابعات "أسى الهجران"
لكل من قالت لي: أحبك في الله
أقول لها: أحبك الله الذي أحببتني فيه
وجمعني وإياك تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله
اليوم بارتين اثنتين
وبما أنهم بارتين مايصير بقفلة وحدة لازم قفلتين
يعني مايصير كريمة بدون مقابل
البارتين بيمرون على معظم الشخصيات
وبكرة بارت بارت خاص جدا
يمكن بالنسبة لي
لأني حبيته واستمتعت بكتابته
الحين خلينا في بارتات اليوم
اليوم موعد هيا مع هيا
الصغيرة والكبيرة
استلموا
الجزئين
العشرون
و
الحادي والعشرون
.
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
ولا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
أسى الهجران/ الجزء العشرون
شقة هيا
حيث اندلعت النيران
هيا تلتفت لوالدتها وتقول لها باحترام: أنتي لج الحشيمة والقدر..
ثم تلتفت لمشعل وتقول ببرود: بس غيرج ماله عندي قدر ولا حشيمة لأنه ما يستحقها..
مشعل بغضب هادر فقد وصل منتهاه منها:
وغيرها ما يبي الحشيمة منش لأنش ما تسوين مواطي أرجيله..
والله لولا اسمش اللي أخره مشعل ما هميتني.. اسمي ارتبط باسمش غصب
لكن أنتي كانسانه بلسانش الفالت وقلبش الأسود أخر شيء يهمني..
والحين اخلصي علي كلمي جدتي
ويا ويلش ويا سواد ليلش لو زعلتيها بكلمة
والله ثم والله يا شرب دمش كله مايكفيني..
صوت غاضب اقتحم المعركة الدائرة بينهما
كانت أم هيا تتعكز بصعوبة وتقف على قدميها وهي تقول:
أنتو اثنينكم احشموني.. عجوز واقفة بينكم ماحشمتوا شيباتي
مشعل باحترام: يعني يرضيش يمه تطويلها لسانها عليّ؟؟
ثم أكمل وهو يقول بغضب:
أنا ما أدري الشيخة هيا وش كانت تبيني أسوي
تبيني أقول لجدي لا تطرد عمي وأنا عمري سنتين؟؟
أم هيا ألتفتت لهيا المعتصمة بالصمت: هيا اعتذري لولد عمج..
هيا باستجداء: يمه تكفين لا تصغريني قدامه..
مشعل يسحب نفسا عميقا: يمه أنا ما أبيها تعتذر مني..
الله المغني عن اعتذارها
بس قولي لها تكلم جدتي زين
جدتي متشفقة عليها.. لا توجعها بالحكي.. جدتي جاها ماكفاها..
هيا بحدة: هي جدتي مثل ماهي جدتك..
بأكلمها زين عشانها أم سلطان وبس
وإلا أنت...
أم هيا تقاطعها بغضب: بس يا هيا
مشعل أخذ نفسا عميقا مرة أخرى
(الله يعدي ذا الليلة على خير لأذبحها)
تناول هاتفه ليتصل.. وأم هيا تشير له ليجلس..
جلس ..وهاتفه على أذنه..
وهيا توجهت وجلست بجوار أمها وهي تمسك بكفها
فسماع صوت جدتها بعد كل هذه السنين.. كان شيئا فوق احتمالها
حتى لو تصنعت القوة أمام مشعل
مشعل يبتسم وهو يسمع صوت مشاعل
(استغربت هيا ابتسامته فهي كانت تظنه لا يعرف الابتسام)
- هلا والله مشمش هلا بشيخة هل الدوحة وأحلاهم
- ..........
- إذا أنتي اشتقتي لي شوي انا اشتقت لش واجد.. أشلونش يا قلبي؟؟
شعرت هيا بشعور فضول غريب.. وبشعور آخر آخر مختلف..
وأفكار شتى تصطخب في مخيلتها
(من هذه التي تبرق عيناه وهو يسمع صوتها؟!!
من هذه التي يتغزل بها ويهبها كل هذا الحنان؟!!
أ يكون متزوجاً؟؟ وهذه زوجته؟؟
لا لا ليس متزوجا..
وما الذي يمنع أن يكون متزوجا فهو على أعتاب الثلاثين؟؟)
غصبا عنها شعرت بضيق غير مبرر من فكرة كون مشعل متزوجا
(خليه يتزوج بالطقاق.. الله يعين مرته على مابلاها!!)
- إيه أنا عندهم.. عطيني جدتي..
- ..............
- هلا والله.. والكاذب جعل ابيه النار..
- ...................
- طيب جعلني ماذوق حزنش..
- .....................
- والله أني طيب.. أنتي بشريني منش؟؟ أشلون صحتش يالغالية؟؟
انتفضت هيا بعنف.. لانها علمت أنه يكلم جدتها الآن..
كانت ترى مشعل وكأنه نسي وجودهم
وهو ينغمس في حديث ممتع مع جدته
شعرت ببعض الغيرة وبكثير من الحزن..
طوال السنوات الماضية كل أحفادها تمتعوا بحنانها إلا هي..
كلهم تمتعوا بقربها وحكاياتها وأحضانها إلا هي..
هي أحق بها منهم جميعا
لأن سلطان كان يعشقها
وما يعشقه سلطان هي تعشقه..
شيء بقي لها من ذكرى سلطان الغالية..
مشعل يرفع عينيه في هيا، وهو يقول بنبرة محايدة:
إيه يمه أنا عندهم ذا الحين
شعرت هيا بريقها يجف ويتشقق كأنه أرض بور..
وقلبها يكاد يثب من بين ضلوعها
ربما كانوا سكان الصين يسمعون دقات قلبها الآن!!
كان مشعل يقول بابتسامة (وبعيارة):
بس ترا بنت ولدش ما تعرف تحكي..
حكيها ما أدري وشو قايل.. حكي حضران..
ما أدري تفهمين عليها وإلا لا
.................
مشعل بشيء من الجدية: والله أني صادق يمه..
إذا جات عندش علميها حكيش الزين
ولو أني ظني لا تقعدين تعلمينها عشر سنين ما أعتدل لسانها الملتوي..
على الطرف الآخر كانت الجدة تشعر باللهفة تخترق أحشائها
كان مشعل يقول : ولو أني ظني لا تقعدين تعلمينها عشر سنين ما أعتدل لسانها الملتوي..
- ما يهم يا أمك إن شاء الله تحكي هندي المهم أسمع صوتها
- لذا الدرجة متشفقة عليها (مشعل بحنان)
- الله لا يفجعك بالولد يأمك (الجدة بنبرة غارقة في الحزن)
مشعل ألتفت لهيا وهو يقول: هاش يمه كلميها
تناولت هيا الهاتف وهي تشعر أنها تكاد تسقط من فرط ارتعاشها وتوترها
*****************************
هيا تناولت الهاتف وهي ترتجف، والجدة استعدت لمكالمتها
والاثنتان يهزهما سيل من مشاعر متطابقة في عمقها ولهفتها
كيف هو صوتها؟؟
أيحمل رائحة صوت سلطان؟؟
أتحمل بعضا من بحته وحدته في نطق الحروف؟؟
أ لها العمق الحنون نفسه؟؟
أ سيهز صوتها روحي كما كان صوت سلطان؟!!
هيا بتردد: ألو..
الجدة بصوت مخنوق: هلا والله.. هلا ببنت سلطان.. هلا ببنتي..
هيا لم تحتمل.. لم تحتمل.. لم تهتم لكون مشعل موجودا..
وكونها تتمنى أن تموت ولا يراها ضعيفة
كل هذا لم تهتم له وهي تنخرط في بكاء حاد موجع
حين سمعت صوت جدتها النقي الهادر كأمواج البحر
كانت هيا تنشج كطفلة ضائعة أعادوها لوالديها
فُجع مشعل من ردة فعلها
لم يتوقع أن هذه الباردة الوقحة الحقودة تحمل قلبا بين جوانحها
لم يحتمل منظرها الباكي ولا لحظات ضعفها..
هزت دموعها مشاعره النبيلة بعمق
لا يحتمل دموع أي امرأة.. فكيف بابنة عمه؟!!
قام ووقف وخرج لينتظر عند باب الشقة من الخارج
وهيا مستمرة في نحيبها المؤلم والجدة بعبرات مخنوقة:
بس يأمش.. قطعتي قلبي.. فديت عينش
أم هيا تناولت الهاتف من يد ابنتها
في الوقت الذي هيا قفزت للحمام لتغسل وجهها وتحاول تهدئة نفسها
أم هيا باحترام: هلا يا أم محمد.. أنا أم هيا.. يا هلا والله فيج
الجدة بنفس الصوت المخنوق: الله يحيش هلا والله.. وش فيها هيا؟؟
أم هيا: مافيها شيء.. مستانسة اللي سمعت صوتج
هيا تحبج وايد من محبة سلطان لج
الحين تغسل ويهها وبتيي وبتكلمج..
بعضا من كلام أم هيا.. لم تفهمه الجدة..
لكن مايهمها أنها ستسمع صوت هيا
أم هيا نادت مشعل.. الذي دخل بتردد..
وأعطته هاتفه بعد أن أغلقت الخط
مشعل باستغراب: وينها هيا؟؟
أم مشعل: قامت للحمام وبتيي..
بعد لحظات خرجت هيا بوجهها المحمر وهي تعاود الجلوس بجوار أمها
وتقول لمشعل بهدوء وعينها على الأرض: كلم لي جدتي..
مشعل أعاد الاتصال وأعطاها الهاتف..
هيا باحترام وهدوء: هلا يمه.. سامحيني فديتش..
ماقدرت أتحمل صوتش
ذكرني بأبي الله يرحمه..
كان مشعل يعتقد أنه أخطأ سماع اللهجة التي تتكلم بها هيا
لذا ارهف السمع وهو يعود للجلوس في مكانه..
الجدة بحزن: حي الطاري وراعيه.. جعل مثواه الجنة.. وجعلها برايد عليه..
هيا بذات الحزن: آمين..
الجدة بحنان: أشلونش يأمش؟؟
هيا بنعومة: طيبة طاب حالش.. أنتي أشلونش؟؟ وش وقعش؟؟
الجدة تبتسم: زينة.. زان وقعش..
هيا بذات النعومة: أشلون من يعز عليش؟؟ أشلون عماني وعيالهم؟؟
بشريني منش طال عمرش في الطاعة؟؟
الجدة تتسع ابتسامتها: طيبين كلنا..
هذا حكيش زين.. وازين من حكي خوات مشيعل
اللي ألسنتهم متلوية
وش قومه عليش يعذرب حكيش؟؟
هيا تلتفت لمشعل الذي كان مصعوقا من طريقتها في الكلام
كانت تتكلم كجدته.. بنفس طريقتها.. وبلهجة حادة كحدتها
كانت تتكلم كمن اعتاد أن يتحدث هذه اللهجة طوال عمره
( إذن كانت تسخر منه!! وتصغره كعادتها!!)
هيا تجيب بابتسامة جانبية وهي تنظر لمشعل: يمه مشعل ما يعجبه شيء
كلامي مهوب عاجبه.. يقول ما أعرف احكي
الجدة تبتسم وتقول بحنان: ماعنده نظر.. جعلني ما أبكي منطوقش الزين
استمر الحوار بين الجدة وهيا لأكثر من عشر دقائق
ومشعل غضبه يتصاعد
(وش تقصد بحركتها يعني؟؟
تبي تطلعني غبي قدام جدتي
زين يا هيا زين)
كانت كلما استغرقت في الحوار كلما زاد غضب مشعل
كان يمني نفسه أنها تمثل اللهجة حتى لا تنتصر عليه
ولكن لهجتها كانت صميمية
لهجة من عاش حياته كلها بين أهلها ولم يمارس غيرها
من أين تعلمت أن تتكلم بهذه الطريقة القديمة؟؟
حتى شقيقاته لا يعرفن أن يتكلمن مثلها
تبدو لهجتها صافية لم تخالطها لهجات أخرى
كما يحدث لكل البنات اللاتي يتأثرن من لهجات صديقاتهن في المدرسة.
والحقيقة الصارخة أنها أقرب لمفردات مجالس الرجال
ولكن بألقها الساحر وعذوبة صوتها
وهنا قفزت المعلومة لذهنه
إنها طريقة عمه سلطان في الكلام.. لا شك..
أنهت هيا المكالمة وابتسامة صافية شفافة ترتسم على محياها
يالله كم هي رائعة جدتها!! (هذا مايجول بأعماقها)
وعدتها هي بنفسها أن تأتي للدوحة في أقرب وقت
(بأروح لها بس مهوب مع مشعل
بنروح بروحنا)
أعادت الهاتف لمشعل وهي تحاول أن ترسم تكشيرة على وجهها
ولكنها فشلت وظلت ابتسامتها ترتسم معبرة عن فرحتها العميقة
(من فرحتي بجدتي.. بأبتسم حتى للجن الأزرق!!)
مشعل وهو يأخذ هاتفه ويقول ببرود:
وش قصدش من الحركة اللي سويتيها؟؟
هيا بنفس بروده: أي حركة؟؟
مشعل بنبرة ثلجية: يوم لسانش يلوط أذانش..
ليه تطلعيني كذاب قدام جدتي..؟؟
هيا بسخرية: والله ماحد قال لك تألف كلام على كيفك..
مشعل بحدة: أنا ألفت كلام؟؟ أنا ماقلت غير اللي أنتي قلتيه
ثم أعاد كلامها الذي قالته له اليوم صباحا بطريقة ساخرة:
"والله هلي اللي انت تقول رموني، من وين أتعلم كلامهم من الهوا"
هيا بسخرية: بس ماقلت لك أني ما أعرفه؟؟
ثم أكملت بحنين: هذا كلام سلطان ، اشلون ما تبيني أعرفه؟!!
أم هيا تبتسم وهي تقول بحنين بنكهة أخرى: تدري يمه يامشعل
كان رأسها برأس سلطان طول اليوم
والله العظيم ما كنت أفهم شيء من كلامهم من سرعتهم ووشوشتهم
#أنفاس_قطر#
أسى الهجران/ الجزء الحادي والعشرون
بيت جابر بن حمد
الصباح الباكر
الصالة السفلية
أم حمد تجلس عند (دلالها) وترتب الفطور
استعداد لنزول زوجها وبناتها
اليوم عندهن تدريب على اختبار التوفل لكل المدرسة
لذا سيذهبن يوم السبت
معالي أول الواصلات تقفز على الدرج وتدندن بقصيدة حربية قديمة
تبتسم أمها: أنتي رايحة للمدرسة وإلا رايحة الغزو؟؟
معالي تصل أمها وتطبع على خدها قبلة كبيرة وهي تقول:
الاثنين.. المدرسة أصلا جهاد أكبر..
أم حمد بابتسامة: إلا تعالي ذا القصيدة من وين تعلمتيها؟؟
ما أتذكر إني قد قلتها لش..
معالي تضحك: من جدتي هيا فديت عينها..
وإلا أنتي صايرة بنوتية ضيعتي قصيد الأولين كله..
أم حمد تضحك: واللي يقابلش أنتي وخواتش يبقى فيه مخ..
ضيعتوا مخي الله حسيبي..
أصوات ضاحكة مازالت تنزل الدرج:
يعني عشان محترة على معالي تدخلينا معها
معالي تبتسم: حياهم الله رقية وسبيكة
عالية تبتسم: يعني اليوم مهوب كوبي وبيست..
معالي تنظر في لبسهم المدرسي وتسريحة شعورهم وتضحك:
إلا أبو الكوبي والبيست وأمه
نعنبوا داركم المدرسات يشتكون أنهم ما يفرقون بينكم..
وأنتو حتى الكلبس نفس الشكل وعلى نفس المكان كنكم قايسينه بالمسطرة
غيروا على الأقل البلايز والا الكلبس اللي في شعوركم يالمغبرات
علياء (بعيارة): محترة يا الكويحة..
معالي ترفع أنفها وهي تقول بغرور: السمار نص الجمال..
ياللي لونش كنه لون مريضة ما شافت الشمس..يالمومياء..
عالية: عشتو.. حبو لي خشمه ما أطوله...
صوت حازم يقاطعهم: أصبحو وأفلحوا.. ذا النقرة كل صبح لازم..
قفزن الصبايا الثلاث باحترام وهن يرين والدهن ينزل الدرج
وتسارعن إليه كل واحدة تقبل أنفه بمحبة واحترام..
علياء وعالية جلستا صامتتين باحترام
ولكن معالي قفزن لجوار والدها، وأمها تصب القهوة عليه، معالي بدلال ولؤم:
جبوري حبيبي.. طلع اللي في مخابيك
وأتحف بنتك المزيونة بخمسين ريال، مية، خمسية ما نقول لا..
اللي بيطلع من ذمتك.. وأنت كريم واحنا نستاهل
أم حمد بغضب: اقطعي واخسي.. احشمي أبيش يا قليلة الخاتمة..
أبو حمد يضحك: خليها تقول جبوري كود أعود ولد..
وتجوزني حد من بنيات المدرسة اللي معها..
معالي تضحك: بأزوجك المدرسة كلها.. بس قبضني..
البنات ووالدهن يضحكون، بينما أم حمد عقدت ناظريها وهي تقول:
إيه جايز لكم الحكي..
الله لا يبلانا.. البنات وأبيهم استخفوا
**********************
غرفة راكان
الساعة التاسعة صباحا
منبه هاتفه يوقظه
فلديه اليوم تدريب رماية استعدادا لبطولة آسيا في الرماية
التي سُتقام في سنغافورة
أطفأ الجرس ثم أنتبه لرسالة تنتظر الفتح
فتحها كانت من لطيفة:
" لو سمحت راكان إذا صحيت دق علي ضروري"
استغرب راكان وشعر بالقلق
اتصل بلطيفة
التي كانت وقتها مستغرقة في الاستذكار لأولادها
ردت لطيفة بهدوء: هلا والله
راكان بقلق: صبحش الله بالخير يا أم محمد عسى ماشر؟؟
فيكم شيء؟؟
لطيفة ابتسمت: مافيه شيء يا ابن الحلال..
يعني أختك الكبيرة مالها حق تقول اتصل علي أسلم عليك
ابتسم راكان: تمونين يا أم محمد.. الله يكبر قدرش..
بس أكيد إنش تبين شيء.. آمريني..
لطيفة برقة: ما يأمر عليك عدو أبي منك خدمة كبيرة شوي
راكان بشهامة: أفا عليش.. الغالي يرخص لش يامرت الغالي..
توترت لطيفة من مرور ذكر مشعل، ولكنها أكملت بهدوء:
أدري راكان إنه واسطتك كبيرة.. ومعارفك كثير..
وأبيك تخدمني في موضوع..
راكان بثقة: آمري..
لطيفة استمرت بذات هدوؤها:
أنا ادري أني السنة الدراسية بادية لها تقريبا شهر..
بس أنا أبي أرجع أسجل ثالث ثانوي منازل..
وأدخل اختبار الثانوية العامة ذا السنة.
راكان باستغراب: بس أنتي مخلصة ثالث ثانوي.. وش عندش؟؟
لطيفة بثقة: شهادتي صارت قديمة.. وأنا أبي أدخل الجامعة..
راكان ابتسم: حلو ذا الطموح المتأخر.. تمونين يأم محمد..
هي صحيح صعبة وخصوصا إنه ثالث ثانوي وهم خلاص جهزوا القوائم
يعني لو ثاني مثلا كان اهون
بس حاضرين.. ماطلبتي شيء..
لطيفة ابتسمت: خلاص بأخلي الخدامة تجيب لكم في البيت الحين ظرف فيه أوراقي
ومشكور يا أبو محمد الله يوفقك دنيا وآخره..
****************************
منتصف الليل في واشنطن دي سي
كولومبيا ديسكرت
قلبان ساهران
في مكان مختلفان
تغمرهما مشاعر مختلفة.. عميقة..
هيا الليلة سعيدة جدا
تكاد تلمس من النجوم من فرط سعادتها
تريد أن تحتضن العالم كله
حتى مشعل الكريه لو لم يكن من آل مشعل لاحتضنته الليلة!!!!
يالله كم جدتها رائعة !!
كم يشبه كلامها كلام سلطان!!
كم تتمنى رؤيتها واستنشاق رائحة سلطان فيها
"أضناني الشوق يا سلطان
وأضنتي الوحدة في غيابك!!"
مشعل يشعر بالغيظ منها والشفقة عليها
كيف اجتمع هاذين الشعورين لا يعرف
مغتاظ منها لسخريتها منه
وتقليلها من احترامه
من حدة لسانها الدائمة
وهي دائما مستعدة بكلماتها القاسية
ولكن بكائها اليوم آلمه في العمق
لم يتخيل أن هذه المخلوقة الحاقدة الساخرة المرة يمكن أن تبكي
وأن لها قلبا نابضا ومشاعر رقيقة
آلمه ضعفها وحزنها وإحساسها بالوحدة
أحاسيسها التي اقتحمته بعنف موجع!!
*****************************
الساعة 9 والنصف صباحا
بيت حمد بن جابر
موضي تجلس في الصالة
تشاهد أخبار الجزيرة
مازال حمد نائما
بعد دقائق
حمد ينزل عليها
توترت
هكذا علاقتهما.. حينما تراه تتوتر حتى تعلم كيف مزاجه
ألقى التحية بعذوبة
(الحمدلله.. اليوم زين.. ويارب ما يقلب)
اقترب وجلس بجوارها
موضي على وشك النهوض
حمد برقة: وين بتروحين؟؟
موضي بهدوء: بأروح أجهز ريوقك
حمد يتناول يدها ويطبع في باطنها قبلة عميقة ويقول بحب:
اقعدي عندي حبيبتي.. شوفة وجهش تكفيني عن الريوق
شعرت موضي بالأسى
حمد حين يكون رائق البال
يكون عاشقا ولا أروع
لا في كلامه ولا في لمساته
ولكن كل هذا لم يعد يحرك في مشاعرها شيئا
سوى الأسى
الكثير من الأسى
والخوف
لأنها ماعادت تثق فيما سيحدث بعد دقيقة
هاهو الآن يضع رأسه على فخذها
يحتضن يدها
ويغمر أناملها بعشرات من قبلاته الحنونة
ولكنها لا تستبعد أن يكسر الأنامل التي يقبلها بعد دقيقة واحدة
فكيف تأمن على يديها بين يديه؟!!
كما لو أنك تعطي يديك لشخص ما ليقبلها
وأنت متيقن تماما أنه سيقبلها ثم سيعضها بوحشية
فكيف سيكون إحساسك بملمس شفتيه على يديك؟!!
مرٌّ هذا الإحساس..مرّ..
أن يصبح من يفترض أن يكون مصدر الأمان في حياتك
هو مصدر الرعب والخوف
فتصبح كالهارب من الرمضاء إلى النار
***************************
الساعة العاشرة صباحا
غرفة فارس
كان يستقيظ من نومه
لم ينم حتى ساعتين متواصلتين
كان يحلم بها حتى وهو نائم..
(ماهذه المصيبة المسماة العنود التي ابتلاه ربه فيه؟!)
تفكير مجنون يخطر بباله
وليس هو من يتردد في تنفيذ قرار
تناول هاتفه واتصل برقم مخزن عنده
ولكنه قليل الاتصال به
إنه رقم مريم
فقد اعتاد أن يتصل بها لتهنئتها في الأعياد
لحظتها كانت مريم تستيقظ من نومها لتوها وتريد التوجه للحمام
سمعت هاتفها يطلق اسم فارس في الجو
استغربت وتوترت
(وش يبي فارس؟؟!!)
مريم ردت باحترام: هلا فارس..
فارس بهدوء: هلا والله.. صبحش الله بالخير يا بنت محمد
مريم: صباحك أخير..
فارس: أشلونش طال عمرش؟؟
مريم واستغرابها يتزايد: طيبة طاب حالك
فارس تنحنح ثم قال بثقة: مريم لو سمحتي عطيني العنود أبي أكلمها؟؟
مريم توترت: (وش يبي بالعنود؟) قالت بهدوء:
فارس يأختك.. ترا العنود مافيه أبيض من قلبها
والكلام اللي قالته أمس والله أنها ماتقصده..
تكفى أنك ما توجعها بالحكي.. تراها ما تستحمل..
فارس توتر من تذكيرها له بالموضوع ولكنه قال بهدوء:
الكلام اللي هي قالته شيء بيني وبينها.. لو سمحتي عطيني إياها..
مريم بتوتر: الحين العنود نايمة..
فارس بثقة: روحي صحيها.. أبيها ضروري
*********************
بيت مشعل بن محمد
الساعة العاشرة صباحا..
كانت لطيفة في غرفة أولادها
تذاكر لمحمد ومريم
بينما عبدالله في غرفة الألعاب يلعب بلاي ستيشن وجود تشاهده
جاءت الخادمة ودخلت على لطيفة المنهمكة مع أولادها:
مدام.. بابا مشعل تحت يبي انته..
انتفض قلب لطيفة بعنف
لم تمضِ حتى 12 ساعة على معركتها الأخيرة معه
المعركة التي استنزفتها
لِـم جاء؟؟؟
غير مستعدة لمواجهته؟؟
لِـمَ جاء؟؟
لِـمَ جـــاء؟؟؟؟
#أنفاس_قطر#
.
.
.
.
.
|