كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الأفراح والمناسبات السعيدة
عسى الكل متزهب بس؟؟
التسريحات والشعر والميكب كله توب
وكل وحدة تمسك بطاقة دعوتها
وحياكم استلموا
وتراهم أساسا كانوا بارتين
وحتى أمس بارتين لو ما انتبهتوا للطول
وبكرة بارتين إن شاء الله
بس أنا لأني قررت أدمج البارتات عشان ما ألخبط في الترقيم
فخلاص كل يوم بيكون بارت واحد حتى لو هو أول كان 3 بارتات
يالله فتحنا باب القاعة وبنات آل مشعل صفوا في استقبالكم
.
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
هذا الجزء جزء الفرح وليلة الزفاف
إهديه إهداء خاص جدا لعروس حقيقية
هي أروع من كل حلم وأقرب وأعذب
صديقتي الغائبة الحاضرة الغالية العروس الجميلة
ضجة الصمت
أرجوكن رجاء خاص: دعواتكن لها أن يوفقها الله في حياتها المستقبلية ويبعد عنها كل شر
.
.
أسى الهجران/ الجزء الرابع والستون
مضت الأيام سريعة على البعض
وبطيئة على البعض الأخر
أصبحنا في يوم الجمعة
يوم الزواج
ملكة مريم تمت على خير قبل يومين.. وأصبحت رسميا حرم سعد بن فيصل
باكينام لم تعرف بعد أن موعد زواجها تقرر
ووالدها جاءته سفرة مفاجئة للأمم المتحدة في نيويورك
لذا لم يخبرها بعد.. ووالدتها غير قادرة على مواجهتها وحيدة
لذا تنتظر عودة طه ليكون هو من يخبرها
راكان ألمح لعمه أنه يريد موضي إذا أنهت عدتها
وأنه يريد الملكة فورا ولكن الزواج نفسه ليس قريبا
بعد أن أنقذه مشعل بإخباره أن موضي لا تريد الزواج قريبا
عبدالله بقدر استغرابه بقدر سعادته
لم يخطر بباله أن راكان الذي ترك موضي تتزوج غيره وهي بنت
يعود ليتزوجها بعد أن أصبحت مطلقة
أم مشعل ارتاحت نفسيا وبعمق.. وراكان في رأيها خير من يعوض موضي
فهي تراه رجلا حقيقيا وأفضل من حمد بألف مرة
العرسان الأربعة تختلف مشاعرهم بين اللهفة والشوق والخوف والترقب
***********************
بعد صلاة الجمعة
سعد ومشعل خارجان من الصلاة سويا
وكل واحد منهما معه ابناه
توجها لمجلس آل مشعل
فالغداء عندهم
ما أن جلسا حتى أخرج سعد من جيبه وصل إيداع وإعطاه لمشعل
مشعل نظر للوصل وهمس بهدوء: واجد يا سعد
ماهان تبارك.. وحن نشتري رجّال
سعد يبتسم: وبنت محمد مهيب أقل من غيرها
قدرها عندي عالي ومهوب بالفلوس
ثم تلفت حوله وهو يرى الكثير من الرجال ولكنه لا يرى شباب آل مشعل:
وين الشباب اليوم؟؟
ابتسم مشعل وهو يضع في جيبه وصل مهر مريم الذي تم إيداعه أمس في حسابها ليعطيه لمريم ويقول:
خبرك حركات الشباب كل واحد منهم في جناحه في الفندق
خلوني اليوم أنا والشيبان
سعد يضحك: قال خلوني أنا والشيبان.. يعني إنك أنت شباب
يا اخي أنت بروحك شيبة قاضي
مشعل يبتسم: راضي بشيباتي وخلينا الشباب لك يا العريس الجديد
**********************
بيت جابر بن حمد
حدود الساعة الواحدة ظهرا
معالي تدخل كالأعصار لغرفة شقيقتيها وتصرخ بصوت عالي:
هيه كوبي وبيست
ترا الكوافيرة كلمتني تقول ربع ساعة وواصلة
خلصوني
عالية كانت تلف جسدها بروب الحمام ومازالت منشفتها على شعرها:
أنا تسبحت خلاص، وعلياء في الحمام شوي وتخلص
معالي بتأفف: أنتو الوحدة منكم إذا شافت الحمام كنها شايفة أمها عقب غربة
ماعاد تخلصت
ما ألوم جلدكم صوفر من كثر السبوح
عالية تفك منشفتها وتبدأ بتمشيط شعرها وهي تبتسم:
شيء من حلالش يالكويحة
أصلا مهوب ذابحش إلا ذا اللون اللي بعيد عن شواربش
وحلوة صوفر ذي.. مصطلحات أمي هيا ماخليتي منها شيء
معالي تقفز وتشد شعر عالية للاسفل: قال اللون قال
لون مرضان اللهم ياكافي.. الموضة الحين السمار طال عمرش
علياء خرجت من الحمام بروبها ومنشفتها المطابقة لروب ومنشفة لعالية
لتشتبك معهم فورا في الحوار:
أنتي منتي بعاتقتنا من معلقة مدح السمار اليومية ذي؟؟
معالي تضحك: وش أسوي
باقعد أمدح روحي لين أعرس
ادعو لي كود عجوز عمياء ماتشوف الليلة تخطبني لولدها ردي الحظ
(إخسي واقطعي يابنت جابر
أنا كم مرة قايلة لش لاعاد أسمع طاري العرس عندش ياقليلة الحيا)
معالي تتصنع الإرتباك والخجل: أوبس مامي
أنتي ماتدخلين إلا في الوقت الغلط
نورة تقترب وتقرص إذن معالي: أنتي متى بتعرفين السنع؟؟
توش أم 17 وفي المدرسة وبتفلجين على العرس
معالي تدعك أذنها وتضحك ثم تحتضن أمها: أضمن مستقبلي ماماتي
بناتش البيضان ذولا ماينخاف عليهم
بس أنا اللي شكلي بأعنس فوق رأسش أنتي وجويبر
نورة مهما ادعت الغضب في داخلها لكنها لا تقدر على معالي
عادت لتقرص أذنها وهي تقول بابتسامة:
أجل حطي في بالش و اللي مايحلف به زور
إنه مافيه عرس لين تخلصون كلكم جامعة
وياويلكم كلكم لو ماجبتوا نسبة السنة الجاية تدخلكم الجامعة
معالي تضحك: زين فرضا فرضا مامي ماجبت نسبة
أمها تضحك وترد عليها بخبث شفاف: عادي خلش تعيدين السنة لين تجيبين نسبة
والعرس يتأجل مهوب طاير
معالي تضحك: لا خلاص أوعدش من أول مرة أجيب نسبة
هذي فيها عرس عرس
كل سنة تاخير بتأخير زواجي الميمون
نورة تبتسم: خلصوني أنتو هذرتكم
المره على وصول
وأنا أبي أروح الصالة بدري
أبيكم كلكم عقب صلاة المغرب خالصين
***********************
جبهتا العروستين
العروسان وشقيقاتهما وأمهاتهما في القاعة من بعد صلاة الظهر
تقرر أن العروسين لن تجلسا أمام الضيفات
وإنما ستكونان في الغرف الداخلية من القاعة
ومن تريد السلام عليهن تستطيع الدخول لهن
بالنسبة لمشاعل هي من رفضت
لأنها تخجل من المشي أمام كل هذه الأعين
وبالنسبة للعنود مريم هي من رفضت
والعنود وافقتها دون نقاش
ورفض مريم كان من الوجهة الدينية لأن عرض العروس ليس من الدين في شيء
ومن ناحية أخرى مريم تخشى كثيرا على أختها من العين
فهي تعرف أن أختها جميلة وسمعت ذلك كثيرا وللعروس أي عروس في تلك الليلة ألق مختلف
فكيف من هي في جمال ابنتها وشقيقتها الصغرى؟!!
أما هيا فقد قررت البقاء مع جدتها حتى تحضرها وتأتي معها
لذا البنات حجزن لها كوافيرة تأتيها في البيت
وبعد صلاة المغرب مباشرة تحضر جدتها وتأتي بها للقاعة
غرفة مشاعل في القاعة
مشاعل توترها قفز للذروة
وهاهي تكثر من قراءة آيات القرآن الكريم لتطمن قلبها الجازع
بدقاته التي تصاعدت بشكل مرعب
موضي لا تفارقها مطلقا وتقرأ عليها بدورها
موضي الواقفة تهمس لمشاعل الجالسة استعداد لعمل شعرها
وهي تضع يدها على كتفها:
حبيبتي اذكري الله ترا السالفة سهالات
وناصر والله العظيم يجنن ومافيه مثله
لا تخربين على نفسش أحلى ليلة في عمرش
بذا الخوف اللي ماله داعي
مشاعل تمسك بيد موضي وتنقلها لقلبها الذي تتقافز دقاته بجنون وهي تقول بصوت مختنق:
خايفة يا موضي خايفة.. غصبا عني.. أحاول أهدأ بس ماني بقادرة
خايفة
موضي تحتضن مشاعل بحنان وهي تهمس بداخلها:
يا الله يا كريم أنزل السكينة على قلبها
واشرح صدرها لناصر
العنود وضعها أفضل بكثير
وضع عروس اعتيادية بتوترها وخوفها
حتى موقفها الأخير مع فارس حاولت تناسيه
وهي تقرر أن تبدأ صفحة جديدة في كل شيء
مريم جوارها
قرأت وتقرأ الكثير من القرآن
لطيفة لا تهدأ تتنقل بين ترتيب الصالة
ووصول الطلبيات
وغرفتي العروسين
أحضرت ابنتيها معها
وأبنائها مع والدهما
تتذكر شيئا.. تلتقط هاتفها وتتصل:
هلا حبيبي تغديتو؟؟
مشعل كان في البيت ليرتاح قليلا ليذهب هو أبنائه لمكان حفل الزواج بعد صلاة العصر
يبتسم وهو يعدل المخدة تحت رأسه: تغدينا
لطيفة باهتمام واستعجال: وحمودي وعبودي تغدوا زين؟؟
مشعل مازال يبتسم: صاروا رياجيل لو ما تغدوا إذا جاعوا بيأكلون
لطيفة باستجداء: حرام عليك مشعل هذولاء الواحد لو ماقعد فوق رووسهم ماياكلون..
مشعل يضحك: والله العظيم تغدوا.. شيء ثاني؟؟
لطيفة باستعجالها وهي تتأكد من ترتيب أحد الطاولات:
إيه ملابس العيال طلعتها لهم.. معلقة على الدولاب من برا
تأكد إنهم بيلبسون الثياب اللي أنا طلعتها مهوب شيء غيرها
مشعل برقة: حاضر عمتي... شيء ثاني؟؟
لطيفة تبتسم: وش عندك على شيء ثاني.. لا.. مع السلامة
مشعل بابتسامة: زين أنا عندي شيء ثاني
لطيفة باستفسار: ويش؟؟
مشعل بعمق: أحبش.. ولا تتأخرين الليلة ياقلبي
أبي أشوف غزالتي شكلها أشلون
ترا على 12 بأجي أجيبش
*************************
بعد المغرب
اقترب الموعد.. اقترب كثيرا
الشباب أصبحوا كلهم متواجدين في مكان الحفل
مشعل وراكان مع فارس وناصر منذ الصباح
ووصلوا هم وإياهم بعد أن صلوا المغرب
عمالقة آل مشعل كلهم يجتمعون
فارس وناصر في الصدر مذهلان متألقان مفعمان برجولة خاصة
وأناقة مبهرة في بشتيهما السوداوين
حضورهما مختلف وألقهما كاسح
عن يمينهم ويسارهم محمد وعبدالله
وبالجوار جابر أبو حمد وسعد ابن عمهم ومشعل ومشعل وراكان
مشعل بن محمد يميل على أذن راكان ومشعل بن عبدالله وهو يقول بابتسامة:
أما الشيبان اليوم يبون يكسرون على المعاريس وهو ينافسونهم بذا البشوت السود تقول معاريس
مشعل بن عبدالله بمرح: والله المفروض لبسنا بشوت وصفينا جنبهم
خصوصا أنا مسكين مالبست بشت.. كان لازم أجرب روحي في البشت
الحوار المرح مستمر بين المشعلين
الحوار الذي تباعد عنه راكان وهو يفكر بنفسه
هل يأتي يوما ويجد نفسه مقيدا بمظاهر كهذه بشت ومعازيم
والأهم
الأهـــــــــــم
مقيدا بموضي!!!
حسن صديق ناصر يصل
يسلم على الجميع حتى يصل ناصر ليسلم عليه سلاما خاصا حماسيا
على طريقة الفرسان
ناصر بامتنان: والله ما أنسى لك جيتك
حسن بمرح: ما أبيك ما تنساها.. أبيك تردها لي عقب ما أرجع من الأردن
كل ليلة تسهر معي يا العريس
ناصر يضحك: مهوب كنك مسختها وهذا طلب تعجيزي
حسن بمودة: والله كان ودي أقعد بس أنت عارف إنه السباق بكرة
أنا راجع من الأردن عشان عرسك والحين طالع المطار
ناصر بمودة أكبر: تكفى سلم لي على شباب الفريق كلهم
وترا ما نبي نشوف وجيهكم إلا بمركز من المراكز الثلاثة الأولى
لو ما جبتوه اقعدوا هناك أحسن
حسن يضحك ويسلم مرة ثانية: الله كريم.. ويالله دعواتك لنا
فارس جالس بهدوءه المعتاد راسما ابتسامته الثقيلة
يمزقه التوتر انتظارا لرؤية قصة غرامه اللا متناهي
ناصر يميل عليه: هيه يالمعرس.. وش علومك؟؟
فارس بهدوء: وش علومه؟؟ شوفة عينك
ناصر يبتسم: ترا أختي شوفتها تسر القلب.. مافيه داعي تجيك حالة اكتئاب
فارس يبتسم ويرد عليه بخبث: وأختي شوفتها تسر القلب
وأظنك شفت على الطبيعة
ناصر (بعيارة): يا لبا الطاري.. من عقب ذيك الشوفة ماعاد أمسيت الليل
فارس يبتسم: ياكثر هياطك بس
************************
قاعة الحريم
اكتمل عقد الحاضرات
وأميرات آل مشعل جميعهن غاية في التآلق
فالليلة يزففن أربعة من أبنائهن
مناسبة خاصة تستلزم ألقا وأناقة خاصين
وهاهن يطفن بين الضيفات في القاعة يرحبن بهن
وأحيانا يعدن للاطمئنان على وضع العروسين
العروسان كل واحدة منهما في غرفتها المقررة لها
مع كوشة ناعمة تتناسب مع طلة كل منهما
وبالفعل كانت طلة كل واحدة تتناسب مع شخصيتها
مشاعل شعرها الحريري القصير رُفع كاملا في شينيون كلاسيكي
طرحتها دانتيل خفيف وُضعت على رأسها بطريقة الشيلة الكلاسيكية
الفستان كان بسيطا وراقيا جدا خليط من الساتان الحريري والدانتيل المتداخلين بدون أي شك أو تطريز
العنود لم ترتدِ طرحة أساسا
وشعرها المدرج الذي يصل لمنتصف ظهرها ينسدل في خصلات لولبية تختلف أطوالها
وتتوزع فيه زهرات بيضاء صغيرة
ذات الزهرات تتوزع على الفستان الفخم المبهر في نفاصيله
مضى الوقت واقترب وقت حضور العريسين
الغرف التي فيها العروسان لها مداخل على خارج القاعة لا تمر على الحضور
فتقرر أن ناصر يحضر أولا ليأخذ مشاعل
ثم يليه فارس ليأخذ العنود
مشعل اتصل بشقيقته موضي وأخبرها أنه سيحضر الآن مع ناصر لأخذ مشاعل
موضي لبست عباءتها ونقابها واقتربت من مشاعل وأخبرتها أن ناصر سيحضر
مشاعل بدأت ترتعش بشكل عنيف واضح
موضي اقتربت واحتضنتها وهي تقرأ عليها وهي تقول لها:
تكفين مشاعل لا تفضحينا في ناصر
والله ناصر مافيه مثله
أنتي هدي أعصابش بس
مشعل جاي معه.. وأنتي عارفة مشعل بيمتغث لو شافش كذا
مشعل الكلمة السحرية لشقيقاته
حاولت مشاعل التماسك من أجل مشعل
ومن أجل مشعل فقط
المتواجدات في الانتظار موضي ولطيفة وأمهات مشعل وأم حمد
ومريم أحضرتها سائقتها وأجلستها على كرسي قريب من الباب حتى تسلم على ناصر ثم تعيدها للعنود
أم مشعل بن عبدالله غاية في التوتر وحزن شفاف يغزو روحها
وهي تراقب لمعة الدموع في عيني ابنتها وارتجاف يديها
كانت تكثر من الدعاء لها
ودقات قلبها تتعالى وكأنها تتضامن مع دقات قلب ابنتها
التي يكاد قلبها يتوقف من قوة تصارع العروق وتعالي النبضات
ناصر دخل
قبل أن يرى شيئا عرف مريم عند المدخل تجلس بعباءتها وغطاها
وقف عندها وهو يحتضنها ويقبل رأسها ومريم تهمس له بحنان:
مبروك ياقلبي.. جمع الله بينكما في خير
ثم نزلت له أمهات مشعل وقبل رأس كل واحدة منهما
وهو يشعر بشوق كاسح لإنهاء هذه السلامات حتى يراها
حينها استطاع أن يرفع عينيه أن ينظر لملاكه الذي طال اشتياقه له
بدت له أكثر عذوبة ورقة من أن تكون حقيقة
كانت أشبه ما تكون بحلم شفاف
نسمة عابرة
شيء خيالي يستعصي على خيال البشر الإحاطة به
(آه ياقلبي
وش ذا العذوبة كلها
أحسها بتذوب من رقتها)
مشعل كان يمشي جواره وهو يلقي التحية على مريم وأم مشعل
صعدا سويا
موضي أوقفت مشاعل ونزلت
مشاعل شعرت أنه سيغمى عليها وهي ترى الجسد الفارع الطول يطل عليها من علو
وعيناها المنخفضتان تركزان في طرف البشت الأسود
شعرت به قريبا جدا
فرائحة عطره الرجولي الفاخر اخترقتها تماما
توترت بشدة (أ يعقل أنه يشم عطري الآن؟!)
وبالفعل كان ناصر منذ اقترب منها وهو يشم رائحة عطرها المسكر
الذي اكتسب من عذوبتها سحرا خاصا
اقترب أكثر ليطبع على جبينها الناعم قبلته الدافئة
ومشاعل شعرت أنها تكاد تذوب وتنتهي لم تتوقع شيئا من هذا ولا أنه اقترب لهذه الدرجة لأنها لم ترفع عينيها إطلاقا
ناصر بعد أن قبل جبينها وقف جوارها ليتيح لمشعل السلام عليها
مشعل قبل رأس شقيقته وهو يهمس لها بحنان:
مبروك يالغالية.. ما أوصيش في ناصر
ثم ألتفت لناصر وهو يقول بعمق: وما أوصيك في مشاعل
ناصر بعمق مشابه: في عيوني
ثم أمسك بيدها ليجلسها ويجلس جوارها ملاصقا لها على المقعد الطويل
يدها باردة وصغيرة وناعمة وترتعش.. ترتعش بشدة
مشاعل تدعو ربها بعمق أن يفلت يدها التي تسكن الآن في يده الكبيرة
وأن يبتعد قليلا فملاصقة جسده لها بهذه الطريقة أوقفت عقلها عن التفكير من شدة الخجل
ولكن ناصر لم يحقق أيا من أمانيها فلا هو ابتعد.. ولا هو أفلت يدها التي يمسكها الآن بحنان وبقوة
وهو يتأمل بإعجاب شفاف خطوط الحناء الناعمة فيها
(أخاف يدها الهشة تنكسر في يدي
بس بعد ماني بفاكها
وش هالسحر اللي فيش؟!!
وقفتي تفكيري وأشعلتي مشاعري)
(أرجوك.. حرام عليك
بيغمى علي
فكني
بعد عني شوي
والله العظيم بيغمى علي وقلبي بيوقف)
بعد دقائق ..مشعل همس لناصر: يالله نمشي
ناصر شعر بارتعاشة يدها أكثر في يده
مال عليها وهمس لها من قرب: ليش ترتعشين كذا؟؟
مشاعل لا تخافين من شيء
مشعل أشار لشقيقتيه لإحضار عباءة مشاعل
لطيفة كانت تلبسها
في الوقت الذي همست له موضي: بأروح معها
مشعل همس لموضي: مافيه داعي
أنا بأوصلهم للأوتيل
وبعدين أنتي رايحة اليوم الصبح ورتبتي أغراضها هناك
لا تحاتينها
خرجا سويا وركبا السيارة
مشعل يقود بهما
وناصر جلس معها في الخلف
مشاعل وضعت يديها متشابكتين في حضنها
حتى لا تسمح له بإمساكها
ناصر تفهم خجلها
وتركها براحتها
والسيارة تخرج من الصالة باتجاه الفندق
**********************
الثنائي الآخر
فارس والعنود
بعد أن خرج ناصر اتصل مشعل براكان ليحضر فارس
لطيفة ومريم وأم فارس وأمهات مشعل وأم حمد هم من يتواجد مع العنود الآن
مريم اقتربت من العنود
حصنتها مطولا بالأذكار والأدعية
ثم نزلت.. حاولت العنود التمسك بها ودقات قلبها تتزايد
همست لها مريم بمرح شفاف: لا تصيرين جبانة
فارس مايعض..
وصل فارس مع راكان
سلم على والدته أولا
وسلم على كل الموجودات وهو يتلافى النظر إلى من يلتهمه شوقه لها
شعر لأول مرة في حياته بضغط توتر هائل
معشوقته أمامه
من مزقت قلبه هياما أمامه
من أهانته أمامه
من شكت فيه أمامه
كل المتناقضات وسعير المترادفات أمامه
سلم على والدته وأمهات مشعل وشقيقته لطيفة وأطال وهو يسلم عليهم
وراكان يهمس له بمرح: يا أخي أنت مستغرب من هلك وعجايزك توك شايفهم اليوم
وشرايك نطلع القاعة ونخليك تلف على عجايز الجماعة كلهم تسلم عليهم عجوز عجوز
خلّصنا
مرتك واقفة تنتظرك
وبالفعل كانت العنود واقفة من قبل دخوله
أوقفتها لطيفة.. ونزلت.. وتركتها وحدها لتستحوذ على البهاء الأبدي
رفع فارس عينيه إليها وهو يتقدم بثقة ناحيتها
مــوجـعـة
مــوجـــــعـــة
مـــــــــــوجـــــــعـــــة
لم يجد وصفا أفضل للشعور الذي اجتاحه غير الوجع
كانت إطلالتها موجعة
وجمالها موجعا
وتأثيرها سلبا وإيجابا على روحه موجعا
وقف للحظات أمامها ضائعا في بحر ملامحها
(أ يعقل أنها أصبحت لي
وأخيرا لي
أ أستطيع مد يدي لشفتيها وألمسهما؟!
معانقة أهداب عينيها؟!
مصافحة زهر خديها؟!
أريد أن أتاكد أنها أمامي وكل هذا الحسن والجمال والروعة لي أنا
أنا وحدي)
راكان اقترب من شقيقته الصغيرة احتضنها بحنان:
مبروك عنودتي ألف مبروك
العنود همست بصوت خافت: الله يبارك فيك
بالكاد سمعها راكان
ولكن همساتها وصلت للقلب المتيم
لاول مرة يسمع صوتها الذي عذبه من هذا القرب
وكم بدا له صوتها مع صورتها عذابا لا يحتمل
العنود لم تستطع رفع عينيها خجلا
ولكنها شعرت أن فارس أطال في وقفته أمامها
راكان همس له: اقعد يا ابن الحلال
فارس وقف جوارها وكان على وشك أن يجلس
دون أن يمسك بيدها أو يجلسها
لطيفة اقتربت من ناحيته وهمست:
فارس الله يهداك أمسك يدها وقعدها
فارس لم يفكر أن يقبل رأسها كالعادة الشائعة
رغم أن شقيقاته أخبرنه بذلك سابقا
شعر أن اقترابه من حدود وجهها شيء خاص به هو وإياها
لا يريد لأحد أن يشهده
شيء خاص جدا.. لهما وحدهما
وإذا كان يشعر أن إمساك يدها فوق احتماله
فكيف بتقبيلها؟؟
ولكن مسك كفها أهون الأمرين
لذا تناول يدها
وليته ما فعل
فهو شعر كما لو أن ماسا كهربائيا صاعقا ضرب يده
مع إحساسه بسكون أناملها الناعمة الدافئة المرتعشة بين أنامله
ولكن أي من انفعالاته لم يظهر على وجهه وهو يجلسها ثم يفلت يدها
والدته كانت شديدة التأثر
وهي تدمع من الفرح
وتكثر من الدعوات له
كان ينظر للأمام بثقته الطبيعية
لكن داخله كان يهتز بعنف
وهو غير قادر على التركيز في أي شيء
كيف يركز وأقطاب التشتيت في العالم كله تجلس جواره؟!!
العنود كانت دقات قلبها تتصاعد بعنف
تعلم أنه لم يبدُ رومانسيا
ولكن لأنها تعرفه فهي لم تتوقع أبدا أن يكون رومانسيا
وتحمد الله أنه لم يكن كذلك
فارتباكها يكفيها
وهي تتفهم جيدا ثقله ورزانته وتشكر الله عليهما
بعد دقائق
راكان همس له: يالله قوم نمشي
فارس وقف وهذه المرة لم ينسَ أن يمد يده لها ويوقفها
هذه المرة كانت يدها أكثر ارتعاشا وفي أعماق روحه أكثر تأثيرا
(خائفة حبيبتي؟!
ليتني أستطيع اخفائكِ في صدري
حمل كل مخاوفكِ عنكِ
ولكن ماذا أفعل حين أكون أنا سبب خوفكِ؟!
ليتني أستطيع احتضان هذه اليد الصغيرة المرتعشة الغالية
غمرها بقبلاتي وزرعها بين أضلاعي
حتى أبعد عنكِ كل خوف)
لطيفة ألبستها عباءتها وساعدتها حتى أوصلتها للسيارة لضخافة فستانها ثم عادت
لتنطلق السيارة بهم
**********************
كل ثنائي وصل لفندقه
وكل شقيق أوصل أخته
أطمئن عليها
ثم تركها مع الرجل الذي يُفترض أن تكمل معه بقية حياتها
#أنفاس_قطر#
.
.
.
|