كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
مساءاتكم زهر وعطر وأمانٍ محلقة حققها لكم المولى
أحب المساء
لطالما بدا المساء أليق بهامة الشعر
فالمساء هو السكينة والإياب
الطيور تعود لأعشاشها
والشمس تغيب في الافق
والأحلام تداعب الأهداب وتطوف بالقلوب
ومساءنا الليلة مختلف كاختلافكم
وغدا أيضا لنا موعد مع اختلاف آخر
.
.
الآن استقبلوا الجزء الجديد باختلافه
.
.
وغدا في موعدنا الصباحي المعتاد لنا موعد مع اختلاف ستستشعرونه
.
.
لا حول ولاقوة إلا بالله
.
.
أسى الهجران/ الجزء الخامس والخمسون
غرفة مشعل وهيا
مشعل مازال واقفا عند الباب وهو يقول:
من اللي يجي وش يشوف؟؟
هيا تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها!!
أن تختفي!!
أن تصبح غير مرئية!!
تحدث معجزة ما تنقذها من شعور الحرج الجارح الذي غشاها مع سماعها لصوته!!
موضي تهتف بمرح:
أنت اللي تجي عشان تشوف المدام
وأصوركم سوا
أنا بأروح أجيب كاميرتي
مهوب أجي ألاقيكم سكرتم الباب من دوني
موضي خرجت
ومشعل دخل
وهيا تراجعت للخلف وعيناها تنغرزان في الأرض
دقات قلبها تتعالى وتتعالى حتى أصبحت أنفاسها تخرج وتدخل بصعوبة
وخجل مر يكتسحها
ووجيب مشاعر مختلطة شديدة الكثافة والضغط يتخللها
هو تقدم أكثر
شعر أن يدا هائلة القوة اعتصرت قلبه بعنف
يكاد يحس بألم فعلي في خلايا قلبه المعصور
قلبه عاجز عن الاحتمال
مشاعره مُستنزفة
وهو متعب.. متعب
مـــــتـــــعــــــــب
هي كانت تعجبه ببساطتها وبدون أي زينة بملامحها الناعمة
فكيف وهو يراها بهذا التألق الأنثوي المختلف
ساحرة
خيالية
موجعة
فتنة متجسدة
هو يراها هكذا بعين المحب!!
كانت هيا تقف أمامه تذوب ارتباكا ولكنها تحاول الوقوف بثقة
كانت ترتدي ثوبا من الحرير التركوازي والدانتيل الذهبي
يد بدون كم واليد الاخرى كاملة الطول إلى منتصف كفها من الدانتيل الذهبي الملتصق بذراعها
مع (هاي نك) من الدانتيل أيضا
والفستان ضيق ليتسع عند أسفل الوركين في قصة راقية
جبينها ومقدمة شعرها ملفوفان بعصبة من الدانتيل الذهبي ينحدر طرفاها على كتفها
وشعرها السرمدي مسترسل كالحرير
أمواج ليل هادر تعانق سماء من الذهب والتركواز
وفرد شعرها زاده طولا ولمعانا ونعومة
وفتنة أكثر انغرازا في قلب هذا المتيم المسحور!!
لم يتكلم
ولم تتكلم
كل الكلمات لا معنى لها
فمعركة شفافة من المشاعر الجياشة كانت تدور رحاها بينهما
و(لا صوت يعلو على صوت المعركة) كما قيل
فكيف إذا كانت معركة عميقة حادة لذيذة وموجعة
كالمعركة التي تدور بسلاح النظرات والإيماءات وحديث النفس بين مشعل وهيا
(أميرتي
ارفعي وجهكِ قليلا
اجعلي الشمس تشرق
واجعلي روحي تشرق
واجعلي حياتنا تشرق
أما لهذا الخجل والتباعد من آخر؟!!
تعبت يا أميرتي تعبت
مرهق أنا.. ألا تشعرين بوجع روحي المستشري
وقد اُستنزفت ولعا وشوقا واحتياجا وحبا؟!!
اسمحي لي أن أحتويكِ.. أغمركِ بهذه النار المشتعلة في جوفي
لا تكوني كالمهرة النافرة
لا أريد ترويضكِ
ولكن أريدكِ أنتِ أن تروضي مشاعركِ)
(آه.. أيها السامق حتى طاولت هامتك السحاب
أعجز عن رفع عيني إليك
نورك محرق وأكثر إشعاعا من احتمالي
أروع من كل أحلامي أنت
أعذب من كل أمنياتي أنت
تساميت فوق صغائري
لتكون أنت وحدك فوق السمو الإنساني
لتكون الرجل الأعظم والمعادلة التي لا تكرر
وحدك رهان الاستثنائية
وحدك كسرت أقفال هذا القلب المغلق على سنوات طويلة من الحقد والكراهية
ساحر أنت.. ساحر
حولت كل مشاعري.. أعدت صياغتها من جديد
لتجعلني أخرى
أخرى مشبعة بمشاعر جامحة هي لك وحدك
أنت فقط ولا سواك )
موضي عادت بكاميرتها
ظلت واقفة للحظات وهي تراقب مشعل المبحلق
وهيا المطأطة
وهي تكاد تنفجر ضحكا من غرابة الاثنين
موضي (بعيارة): نحن هنا يا بو الهول أنت ويا نفرتيتي
مشعل ألتفت لها بهدوء وابتسم: زين وأنتي هنا.. نسوي لش استقبال رسمي؟؟
موضي تضحك: لا خلصوني أبي أصوركم..
يالله أصلي قيامي وانخمد.. ميتة تعب..
موضي تقمصت الدور وهي تلصقهما ببعضهما
ارتعشت هيا وابتلعت ريقها بصعوبة
وهي تشعر بحفيف كم مشعل على ذراعها العاري
حلقها جاف ومشاعرها مضطربة
موضي (بعيارة) : ماراح أطول عليكم
صورتين وانتوا واقفين وثنتين وأنتم قاعدين وبس
مافيه داعي للخساير.. الحبر حق الصور وورق طباعة الصور غالي
خسارة فيكم أنتو وتعابيركم المحزنة
أجلستهما على الأريكة.. حاولت هيا أن تبتعد قليلا
ولكن موضي نهرتها: خالتي قماشة حدش
خليش جنب عمي قحطه
وابتسمي وإلا والله لأحرق صوركم
دقات قلب هيا تتعالى بعنف مرعب وعقلها يتوقف جراء قربها الملاصق من مشعل
الذي كان يشعر بتسلية غامرة وهو يراقب انفعالات وجهها
مشعل مال عليها وهو يهمس لها: ابتسمي على الأقل عشان خاطر موضي
هيا ابتسمت ابتسامة صغيرة
وموضي هتفت بابتهاج مرح فيه كم هائل من الخبث:
الحمدلله ابتسامة وأخيرا..
يا أخي كان من زمان وشوشتها وقلت لها : أحبش يا حبيبتي.. عشان تبتسم
الظاهر كلامك الحلو هو البتري اللي يشغل ابتسامة المدام
وخلاص أنا خلصت وتصبحون على خير
قالتها موضي وهي تنسحب فعلا وتغلق الباب خلفها
مرت دقائق والاثنان صامتان
مشاعر أعمق وأكبر من كل تعبير تمر بينهما
كل برودهما المصطنع السابق يشوى على صفيح ساخن
وكل الجمود وخزعبلات الكبرياء والخجل أصبحت غاية في الهشاشة
وتنذر بانهيار تام قريب أمام روحين مثقلتين بالوجع والهجران
تتوقان للتمازج والاندماج وأن تسكن كل منهما إلى الأخرى
كما هي فطرة البشرية دون أي حواجز غبية
هيا وقفت بتردد وخجل
شعرت بأصابع دافئة تلامس أطراف أناملها
كان ينظر للأرض
همس بنبرته الدافئة العميقة مغلفة بعبق رجولي خاص:
لو قلت اقعدي
بتهربين مني نفس ماسويتي في واشنطن
هيا برقة وخجل: بأهرب ..بس لمكان ثاني
مكان من زمان نفسي أهرب له وألجأ لأحضانه
بس يا ترى بيستقبلني أو لا ؟؟
قالتها وهي تعاود الجلوس جواره
وتشدد احتضانها ليده التي تمسك بيدها
***********************
فارس بغرفته
عاجز عن النوم
عاجز عن التفكير
مثقل بالألم وبالكثير الكثير من العشق الموجع الموغل في العمق
هاتفه بيده
يريد أن يتصل بها
يريد أن يتأكد أن الصوت الباكي الذي نحره ببكائه بالأمس
عاد اليوم للتغريد الذي ينعش روحه بهمساته
تردد للحظات ولكن ليس هو من يطيل التردد في قراراته
اتصل بها عدة مرات ولكنها لم ترد
أرسل لها رسالة قصيرة
" العنود ردي"
وصله الرد بعد ثواني.. كما لو أنه كان جاهزا لديها
" آسفة
ما بيننا كلام
اعتذر لي أول
ما أبيك تعتذر بلسانك أدري صعب على كرامتك الغالية
اعتذر لي بمسج وعقب بأرد عليك"
فارس اشتعل من الغضب
كيف تجرؤ؟؟ كيف تجرؤ أن تطالبه بالاعتذار بينما هو لم يخطئ
لو كان أخطأ ربما كان فكر ..ربما فكر أن يكتب لها رسالة اعتذار
فحبه لها أصبح أكبر من أي شيء وأعمق من كل شيء
ولكنه لم يخطئ.. لم يخطئ
ويستحيل أن يعتذر بينما هو لم يخطئ بشيء
فهو لم يكلم الفتيات ولم يلقِ لهن بالا أصلا
والحقيقة أن ما ضايقه هو مطالبتها له بالاعتذار بهذه الطريقة المباشرة
شعر أنها تريد تصغيره وإهانته
(ليش اتصلت عليها
أنا اللي غلطان
أكيد عرفت قدرها وغلاها
وتبي تفرض أوامرها علي
زين العنود زين
توج ماعرفتي فارس
ومهوب فارس اللي يقاد ويمشي عليه شور حد)
وصلها الرد بعد دقيقة
" أنا ما غلطت عشان أعتذر
واللي زعل بدون ماحد يزعله
يرضى بدون ما حد يرضيه"
**********************
لطيفة عادت لبيتها حدود الساعة 12
كانت جود قد نامت
لذا ذهبت بها لغرفتها وأبدلت ملابسها وهي نائمة
وأبدلت لمريم ووضعتها في سريرها
كانت تتوقع أن أبنائها لم يعودوا بعد.. فهم مع والدهم في العزبة
وغدا الجمعة لذا توقعت أن يطيلوا السهر قليلا
لكنها قررت المرور بغرفتهما أولا لتخرج لهم بيجاماتهما
فوجئت أنهما في سريريهما نائمان
توترت
(هل يعني هذا أن مشعل هنا؟؟)
نظرت للمرآة في غرفة أولادها
توترت أكثر
لأول مرة يقول أنها جميلة
هل يراها جميلة حقا؟؟
أم كان يجاملها؟؟
أخرجت أحمر شفاهها من حقيبتها وفرشاة شعرها
عدلت زينتها قليلا
لِـمَ؟؟
لا تعرف السبب
كانت مازالت ترتدي عباءتها
نثرت شعرها على عباءتها ومشطته
ثم توجهت لغرفتها وفتحت الباب بهدوء وتوجس
*************************
عزبة آل مشعل
الكل عادوا لبيوتهم.. تبقى ناصر وراكان فقط
ناصر يصب لراكان كوبا من الكرك ويناوله له
ويصب لنفسه كوبا آخر ويعود ليجلس بجوار راكان
يرتشف بضع رشفات من كوبه.. ينزله أمامه ثم يهمس لراكان بنبرة خاصة:
بنت عمك عقب أسبوعين ثلاثة بتخلص عدتها
راكان يرتشف بدوره بضع رشفات ثم يضع كوبه ويهمس بهدوء: وإذا؟؟
ناصر باستغراب: وإذا؟؟ لا تقول لي إنك مفكر تفرط فيها للمرة الثانية
راكان بعمق: أنا فرطت فيها وخلاص
موضي قضية وانتهت.. ما ينفع ينعاد فيها الحكي
ناصر باهتمام: راكان.. موضي من الحين فيه ناس قاعدين يتكلمون عليها
تكفى تحرك.. لا تضيعها من منك
#أنفاس قطر#
.
.
.
|