كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
صباح الورد والتمنيات السعيدة بنهار موفق
أهلا أهلا أهلا بكل المنظمات الجدد وعبق عطرهم اللي طوقني
مازالت الشكوى مستمرة من قصر البارتات
والمطالبة بتنزيل أكثر من بارت
الغاليات والله العظيم هذا أقصى طاقتي
أكثر من كذا ما أقدر سامحوني يا نبضات قلبي
وهذا أنا قد ما أقدر أطول البارتات
اليوم بارت بس بكرة الخميس إن شا الله بارتين عشان خاطر عيونكم لو قدرت
.
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولا وقوة إلا بالله
أسى الهجران /الجزء الحادي والخمسون
غرفة مشعل بن عبدالله
بعد أن سلم مشعل من صلاته التفت على هيا وجدها ماتزال جالسة على نفس جلستها
سألها: ماتبين تنامين؟؟
هيا بتوتر: لا مافيني نوم..
مشعل بهدوء: لنا تقريبا يومين ما نمنا.. أكيد تعبانة وبكرة وراش مشاوير
لطيفة قالت لي.. قومي نامي
هيا بخجل كاسح والكلمات تقف في بلعومها: وين أنام؟؟
مشعل انتبه للتو لسبب حرجها
تنهد: نامي على السرير أنا بأنام على الكنبة
ومافيه داعي تحرجيني بخجل ماله داعي
احنا صار لنا شهرين متزوجين وما أعتقد أني ضايقتش خلالها بشيء
هيا بحرج: خلاص بأقوم أجيب لك غطا
هيا بحثت عن أية أغطية لكنها لم تجد
مشعل بهدوء: ماراح تلاقين
المفارش والبطانيات الزايدة وحتى الجديدة كلها في غرفة تخزين الفرش فوق
أنا بأروح أجيب لي
هيا برجاء: لا مشعل تكفى لا تروح
مشعل باستغراب: ليش؟؟
هيا بخجل مر: وش يقولون لو حد شافك جايب لك فراش؟؟
مشعل بهدوء وهو يريد الخروج: ماعلي من حد..
هيا يخجل أكبر: بس أنا علي..ما أبي حد يحس أن فيه شيء غير طبيعي بيننا
مشعل وهو يتجاوزها ويخرج ويقول بعتب بنبرة خاصة:
زين إنش حاسة إنه شيء غير طبيعي..
ثم أكمل:
ولا تخافين لو حد شافني بأقول نبي لنا غطا زيادة لأنه أنتي تبردين في الليل
هيا كان كل تفكيرها بجملته العاتبة:
(زين إنش حاسة إنه شيء غير طبيعي..)
****************************
غرفة فارس
يتمدد الجسد الضخم على سريره وظهره مسند إلى ظهر السرير
هاتفه بيده يدق بثقة
وقلبه به زلازل وبراكين واعاصير
على الطرف الآخر
العنود متوترة
متوترة جدا.. لم تكن تريد أن ترد عليه
ولكنها لم تكن تريد أن تأزم الوضع بينهما
رن هاتفها انتفض قلبها بعنف
ردت بصوتها الذي ينحره نحرا: هلا
(آه ياقلبي.. أحلى هلا سمعتها في حياتي
مستحيل يكون هذا صوت بشري
هذا معجزة
أسطورة
سحر
خيال
أي شيء مبهر إلا أنه صوت بشري عادي
مستحيل.. مستحيل)
فارس بهدوء: هلا بش
صمت على الطرف الآخر
فارس بنفس هدوءه: ليش ساكتة؟؟
العنود بتوتر تحاول تغليفه بالهدوء: أنت اللي تبيني
(إيه والله أني أبيش وأبيش وابيش
ولأخر قطرة في دمي أبيش)
فارس تنحنح ليقول بثقة: وش اللي سويتيه اليوم؟؟
العنود بعتب: وممكن أنا أسأل نفس السؤال وأقول وش اللي أنت سويته اليوم؟؟
فارس بثقة: أنا ما سويت شيء
العنود بحزن: إذا أنت ما سويت شيء.. أنا ماسويت شيء بعد
فارس بنبرة غضب خفيفة: وإنش تخلين موضي تكلمني.. شتسمينها؟؟
العنود عبراتها بحلقها: وإنك تكلم بنت في مكان عام
لا والبنت توشوشك في أذنك.. شتسميها؟؟
فارس شعر بقلبه يهوي وهو يعرف من تغير صوتها انها تغالب بكائها
لم يعرف كيف يشعر أو يتصرف
أ يتمزق لأنها تبكي؟!!
أو يعاتبها لأنها شكت فيه؟!!
أو يغضب لأنها ضخمت القصة –من وجهة نظره- وأدخلت موضي فيها؟؟
أو
أو
يجن سعادة لأنها تغار عليه؟؟
نعم تغار عليه لدرجة أن تبكي وتتألم لمجرد رؤيته مع أخرى؟!!
( أ تغارين علي يا صغيرتي؟!!
أحقا تغارين؟؟
ما أسعدني هذه الليلة بأحاسيسك!!
هل حقا تحملين لي شعورا ما
بعد أن مزقتي قلبي من فرط المشاعر لكِ؟!)
الطرفان يتبادلان الصمت
العنود مازالت تغالب عبراتها لا تريد أن تبكي وهو يسمع
(يبدو أن لا أهمية لمشاعري عنده
لم يفكر أن يبرر لي... أن يعتذر
أن يكذب حتى ..كما هو مفترض من شاب في موقفه
لمجرد أن يرضيني)
العنود صوتها أصبح أكثر اختناقا كانت أول من قطع الصمت:
خلاص فارس تبي شيء أو أسكر؟؟
فارس شعر أن قلبه يتمزق أشلاء وهو يسمع صوتها المختنق
همس لها بهدوء: العنود اسمعيني
أنا ما أدري أشلون أنتي فسرتي اللي شفتيه
لكن أنا ما أبرر تصرفاتي لأحد
وخصوصا لما أكون أنا ماغلطت نهائي
العنود ماعادت تحتمل قسوته وعجرفته
( أ يصعب عليه لهذه الدرجة أن يطيب خاطري؟؟)
غصبا عنها ارتفع صوت بكائها وهي تشهق وتقول:
أنت ليش قاسي كذا؟؟
ليش؟؟
والا أنا مالي قيمة عندك لدرجة أنك مستخسر فيني أنك تطيب خاطري بكلمتين
يعني مكلف على نفسك تتصل عشان تجرحني وبس
يعني رجولتك الغالية بتنهز لو راضيتني بكلمة حتى وإن كانت كذب
ثم أنهت هي الاتصال
لتترك فارس ممزقا
فهو منذ سمع بكائها شعر بطعنات تتوالى على روحه مع كل شهقة من شهقاتها
كل شهقة كانت سهما مراشا يخترق روحه
(أين خزعبلات الانتقام يافارس
إن كنت لم تحتمل حتى سماع بكائها
فكيف لو رأيتها تبكي؟!)
كان فارس يريد أن يتصل بها مرة أخرى
يريد أن يعتذر لها ألف مرة
ويبرر ألف مرة
ويقول أنه يحبها ويعشقها ويذوب من أجلها آلاف آلاف المرات
أن يقول لها: أرجوكِ لا تبكي
بكائكِ ينحرني
ولكن مايريده شيء
ومايقدر عليه ويسمح له كبرياءه به هو شيء آخر تماما
***************************
غرفة مشعل بن عبدالله
مشعل عاد بغطائه
كانت هيا تجلس على السرير
تخجل أن تتمدد أمامه
مشعل خلع ثوبه ووضعه في سلة الغسيل وبقي بفانيلته وسرواله الأبيضين
نبه هاتفه للصلاة
أطفأ الأنوار بقي فقط نور الأباجورة المجاورة للسرير عند هيا
ثم تمدد على الكنبة وهو يتمتم بأذكاره
انتهى وهي مازالت تجلس
همس بهدوء: أشفيش هيا؟؟
هيا لا تعرف ماذا تقول.. صمتت
مشعل يكرر السؤال: فيش شيء؟؟
هيا بخجل: لا.. إذا نمت أنت.. نمت أنا
مشعل يعطيها ظهره وهو يقول هذا أنا نمت.. نامي
هيا تمددت وهي تسحب شعرها لجوارها
نسيت أن تسأله عن توقيت الصلاة
خجلت أن تكلمه.. لم تكن تريد أن تسأله الآن
توقعت وقت تقريبي ونبهت هاتفها
لأنها لم تكن تريده أن يصحو قبلها ويراها نائمة
تركت الضوء جوارها مضاء ونامت بعد لحظات من شدة التعب
**************************
غرفة مشعل ولطيفة
مشعل بهدوء: تهربين مني؟؟
لطيفة بسخرية: وليش أهرب منك؟؟
مشعل بهدوء مسيطر: أسألي روحش
لطيفة ببرود : سألتها وتقول إنك غلطان.. والحين خلني أروح أنام
مشعل شد يدها التي يمسك بها
رفعها إلى شفتيه.. وطبع في باطن كفها قبلة طويلة عميقة
ثم أفلتها وهمس بنبرة خاصة: الحين روحي نامي
لطيفة ارتعشت أعماقها بعنف
كزوجين مضى على زواجهما 13 عاما
ومر بهما مئات اللمسات المشتركة
لما هزتها قبلته هذه؟!!
لما بدت لها مختلفة؟!!
بل ومختلفة جدا
بدت دافئة جدا وعميقة جدا
وموجعة جدا
موجعة لأبعد حد..
لطيفة غادرته
وهو بقي واقفا في مكانه
لطيفة تمددت على سريرها وهي مازالت ترتعش
بعدها بلحظات وصل هو
تمدد جوارها
دون أن يكلمها
ولو أنه فعل
لربما كانت انهارت
كان سيصل لمبتغاه لو أنه انتهز فرصة ضعفها الحالي
قبل أن تتماسك وتعاود تجميد مشاعرها ورص حصونها
التي دكها بقبلته التي تحرق كفها
كفها الذي تحتضنه الآن قريبا من صدرها
ولكن مشعل كان له مخطط آخر
مخطط يطهوه على نار هادئة
كما تفعل لطيفة به تماما
وهي تتسلى بطهي مشاعره وأعصابه ورغباته على نار هادئة
(إذا كانت لا تصدق أن تتدفق مشاعري فجأة كما تقول
لنذقها التدفق التدريجي
شيئا فشيئا)
*******************
قبل صلاة الفجر بقليل
منبه مشعل يرن.. صحا وأطفئه فورا
يركز بصره بهدوء
النور مازال مضاء بجوار هيا
جلس وهو ينظر لها
دقائق مرت وهو ينظر إليها وهي مستغرقة في النوم
كم تبدو قريبة وبعيدة
وكم يؤلمه هذا القرب البعيد
كم هي رائعة وهذا الشعر الموجع يتناثر حولها
كم يتمنى لو يدفن وجهه في طياته
يستنشق عبيره من قريب
يكون مخدته وغطائه
انتزعه صوت منبهها من أفكاره التي ذهبت بعيدا بألم
كان صوته حادا وعاليا
نهض ليطفئه
وهو يمد يده لتناوله
كانت تمد يدها لتمسك بيده بدلا من هاتفها
انتبهت مرعوبة
وقفزت لتجلس بعد أن كفت يدها وهي تشعر بخجل كاسح
مشعل أطفأ جرس هاتفها
ومرت لحظات وهما يتبادلان النظرات
مشعل واقف وهي جالسة
(لماذا كل هذه التعقيدات بيننا؟؟
لماذا؟؟
هأنا واقف أتمزق شوقا لها ورغبة بها
وهي زوجتي
ما هذا الجنون الذي نمارسه؟!)
مشعل تنهد وهو يقول: أنا بأتوضأ وأروح للصلاة
هيا هممت بكلمات غير مفهومة
ومشعل توجه للحمام
**********************
قبل صلاة الفجر
غرفة مريم
مازالت مريم لم تنم
ماحدث البارحة يلتهم تفكيرها
يلوكه ويمضغه ويلفظه في حلقة متصلة من التفكير الذي لا يهدأ
(سعد
غريبة؟؟
واحد مثل سعد وش يبي بوحدة مثلي
ضريرة لا وكبيرة في السن بعد
وهو يقدر يتزوج أحسن بنت
بعده شباب وعنده خير
وش يبي فيني أنا
وش يبي فيني؟؟)
تتذكر حوارها مع مشعل
مشعل بهدوء: مريم سعد بن فيصل كلمني عليش
مريم انتفضت بعنف: كلمك علي أشلون
مشعل ابتسم: أشلون يعني بعد.. خطبش
تدرين أنا وياه ربع
وهو كلمني أول عشان أخذ رأيش
لو أنتي موافقة كلم إبي
رجال في هيبته مايبي يحرج نفسه لو أنتي رافضته
والموضوع كله بيننا ثلاثتنا لين توافقين
مريم وقفت وهي تقول بعصبية: لا طبعا.. لا
مشعل وقف وشد يدها وأجلسها وهو يقول بمنطقية:
مريم طول عمرش أعقل وحدة فينا.. وصمام الأمان لنا كلنا
مهوب تجين عند نفسش وتخونش الحكمة
سعد ما ينرفض..
وإذا تقبلين بشهادتي.. أنا أبصم له بأصابعي العشر وأنا مغمض إنه سعد رجال مافيه مثله ثنين
مريم بحزن: أعرف سعد زين ولأنه رجال كامل والكامل وجه الله
وش يبي بوحدة مثلي..
مشعل بغضب: وأنتي وش قاصرش جمال ووعقل وبنت محمد بن مشعل........
قاطعته مريم كأنها تنزف الكلمات: وعمياء وكبيرة في السن
مشعل بغضب رقيق: مريم ما اسمح لش تقولين كذا على نفسش
مريم بحزن أرق: أنت لا تسمح لي.. بس رفضك للحقيقة مايلغيها
مشعل تنهد: مريم اخذي وقتش وفكري
سعد ملزم عليش فوق ما تتصورين.. ويقول إنه شاريش
ومن ناحية ثانية لا تخلين شيء يخليش توافقين إلا رغبتش أنتي
لأنه بيوتنا كلها لش أنتي الداخلة واحنا الطالعين
وهاهي مريم مازالت تفكر.. مثقلة بالهم وممزقة من التفكير
وبروحها تهب نسمة أمل ما
نسمة باردة في هجير حياتها
************************
هيا بعد أن صلت الفجر
قررت أن تبدل ملابسها وتنزل لرؤية جدتها
وفي ذات الوقت تتلافى رؤية مشعل في غرفتهما
يكفيها ضغط البارحة واليوم
لبست جلالها وأحكمت لفه على وجهها بعد أن أبدلت ملابسها ونزلت
دخلت إلى غرفة جدتها
الباب الذي رأت جدتها تدخل منه البارحة
وبالفعل كانت غرفة جدتها تحمل رائحة عميقة وأصيلة
وتفوح من الغرفة رائحة البخور المعتق
كانت غرفة شاسعة بها سريرين
سرير للجدة
وسرير آخر تستخدمه مشاعل أو أم مشعل وحاليا موضي حين يشعرون أن الجدة قد تكون متعبة
وبطرفها جلسة لطيفة تتسع لسبعة أو ثمانية
كانت جدتها ماتزال تصلي
جلست قريبا منها
حتى أنهت صلاتها
كانت الجدة مكشوفة الوجه
وحين سلمت من صلاتها ورأت هيا
ابتسمت وهي تتناول برقعها لتلبسه
ولكن هيا التي توجهت لها وسلمت واحتضنتها وقبلت كتفها ويدها
ثم أمسكت ببرقعها وهي تقول: لا خليني أشبع من وجهش أول
الجدة بابتسامة وهي تضع طرف جلالها على وجهها:
عيب عليش يا بنت.. خاف يجي عمش الحين وأنا ماعلى وجهي شيء
هيا بمرح: مشعل يقول أني أشبهش.. خليني أشوف
وإلا مشعل حلال يشوف وجهش وأنا لا
وهما تتحاوران حوارا مشبعا بالمرح والحنان دخل عليهم خيال صغير
يقول بمرح: وينها بنت عمي اللي من البارح أدورها ولا صدتها
وينها الخاينة اللي خذت أخي وخانتني؟؟
وقفت هيا بسعادة وشوق لاستقباله
فهي مشتاقة لهذا الفتى الذي كانت تهاتفه تقريبا بشكل يومي
رسمت له صورة في بالها من خلال حوارها معه
ولكن الصورة التي رسمتها كانت مختلفة تماما عن الحقيقة
#أنفاس_قطر#
.
.
.
|