كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
صباحات الاختلاف كما هي اختلافات القصص عن الحياة
وعن هذا سأثرثر قليلا اليوم
أميراتي.. الحياة شيء مختلف تماما عن القصص
وحكاية أن الزوجة تصد زوجها وتتغلى عليه بالأشهر
هذا لا يحدث إلا في القصص
يعني البنات الحلوين بكرة لما تتزوجون حطوا أزواجكم في عيونكم
رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يقول:
(لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها)
وأنا أشرت لهذه الفكرة لانها من الأفكار الدائرة في القصص وبس
لكن لا تصدقون أن فيه رجال بيصبر على زوجته وهي تتدلع وتسحبه بالشهور
كتب الله سبحانه لكل آنسه منكم الزوج الصالح
وحفظ لكل مدام زوجها وخلاه مايشوف غيرها في الدنيا
خلصنا من الموضوع أعلاه
وللغوالي اللي يسألون عن صحتي
صح الله أبدانكم ورزقكم الصحة ورضا النفس
أنا أحسن الحمدلله والمنة
ولو أنه الصداع يروح ويجي
.
.
يالله بارت اليوم
بارت ظريف وخفيف وفيه تشويق
ومقدمة لأحداث بتصير
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولاقوة إلا بالله
.
.
أسى الهجران/ الجزء الخمسون
غرفة مريم
الساعة 11 ونصف مساء
مريم كانت تقرأ وردها المسائي من القرآن حتى موعد صلاة قيامها
لتنام بعدها
بابها يُطرق.. بهدوء: تفضل مشعل
مشعل يدخل وهو يبتسم: خاطري مرة أفاجئش
مريم بابتسامة صافية: الله يديم فضله علينا
والحمدلله على نعمة السمع والشم والحركة
الله سبحانه خذ حاسة لكنه دعّم الحواس الباقية
ما أكرمه عز شانه هو أرحم بعباده منهم بأنفسهم
مشعل يطبع قبلة على رأسها وهو يهتف بإيمان: الله يثبتنا على دينه
ثم استطرد: أشلونها بنت عمنا الجديدة؟؟
مريم بعذوبة: ماشاء الله عليها تجنن.. والنفس تنشرح لها
ثم أكملت بنبرة خاصة: بس أكيد منت بجايني عشان تنشد عن بنت عمك
واستطردت بتوتر: لا تكون عادك على سالفة إنك تبي تزوج على لطيفة
مشعل يبتسم: لا حرمت.. ما أبي حد غير أم محمد.. ولا حد يملا عيني غيرها
مريم تبتسم: ياحي ذا الكلام الزين..
طيب خلاص دام السالفة مافيها عرس على لطيفة.. خلاص قول اللي تبي
مشعل بنبرة خاصة: السالفة فيها عرس
بس عرس ناس ثانين
مريم باستفسار: من؟؟
مشعل بحنان: أنتي
*********************
غرفة مشعل بن عبدالله في بيت والده
مازالت موضي تثرثر
وهيا متوترة جدا
موضي تفتح الدواليب: ترا اشترينا لش طقم فوط وأرواب جديد
تلاقينه هنا
أطقم عطور وكريمات وميكب على التسريحة
إن شاء الله يعجبش ذوقنا فيهم
ثم أكملت بخبث: وهنا هديتي الخاصة أنا ولطيفة
ثم فتحت دولاب ضخم في غرفة الملابس كان ممتلئا تماما
بأطقم نوم مختلفة الألوان والأشكال والخامات
ثم أكملت موضي بحماس: جبنا كل شيء ممكن يخطر على بالش
عشان لو ماعجبش شيء يعجبش الثاني
وجه هيا تلون بعشرات الألوان
لم يخطر ببالها يوما هذه الأشياء
وهي تشعر بألم في رأسها من الخجل الذي اكتسحها
(ماذا تبقى أيضا من مفاجأت هذا اليوم؟!)
موضي برقة: خلاص أنا خلصت جولتي التعريفية
وخرقت أذنش
وأكيد أنتي تبين تتسبحين وترتاحين وتتخلصين مني!!
هيا برعب: لا وين بتروحين؟؟ اقعدي..
موضي تضحك: وين أقعد؟؟!! تبين مشعل يجي يلاقيني ويشوتني
خليني أطلع بكرامتي..
موضي خرجت وتركت هيا لهواجسها وانفعالاتها
هيا قررت أن تستحم أولا
الحمام كان ممتلئا بمختلف أنواع الشامبوهات والكريمات والشاور جل وعلب أخرى مختلفة
ورغم أن هيا كانت نظيفة جدا وتستحم أحيانا مرتين في اليوم لو كان الجو حارا
ولكن هذا الهوس بتدليل الذات لم يكن من أولوياتها
شامبو وبلسم ودعك جسدها بالشاور جل بسرعة هو أقصى مايحتمله وقتها المشغول دوما
بعد أن أنهت حمامها وجدت أن هناك طاولة معدة في غرفة الملابس
عليها مبخرة وولاعة جمر وأنواع مختلفة من البخور الفاخر
(ماشاء الله عليهم بنات عمي
مصدقين سالفة عروس ذي
ماخلو شيء ماسووه)
البخور أيضا لم يكن من أولويات هيا
فمن له مزاج لكل هذه الخطوات؟!!
هيا فتحت الدولاب الذي أرتها إياه موضي
وأغلقته فورا بحرج
وهي تسحب حقيبتها وتفتحها وتستخرج إحدى بيجاماتها القديمة
(مستحيل ألبس من ذا الأشياء
شيقول مشعل.. جات الدوحة فسخت الحيا)
بحثت هيا عن سجادة وفعلا وجدت سجادة في الدولاب مع جلال صلاة جديدين
صلت هيا قيامها
وشكرت الله عز وجل بعمق الذي أرجعها إلى أحضان أهلها أخيرا
شكرته وحمدته سبحانه كثيرا وبعمق
ثم جلست تفكر في يومها الطويل
وكم كان طويلا فعلا
عمر كامل اُختصر في ساعات
جدتها وعماها وعمتها وبنات أعمامها وبنات عمتها
كل هذا كان كثيرا
كثيرا جدا عليها
سنوات طويلة مرت وهي وحيدة بل أكثر من وحيدة
لم تعرف رائحة الأسرة ولا تعاضدها
كانت مكتفية بوالدها ووالدتها
ثم بوالدتها فقط
كانت السنوات تمر والوحدة والوحشة تنغرز في روحها أكثر وأكثر
حتى باتت الوحدة هاجسها وخوفها وخصوصا مع مرض والدتها الأخير
وخوفها أن تتركها أمها وحيدة تماما في الحياة
لولا ظهور مشعل في حياتها
وآه يا مشعل وألف آه
مر وقت طويل وهيا تفكر
وقت لم تحسب دقائقه ولحظاته
وهي تعيد شريط حياتها ومامر بها الليلة
مرات ومرات
كانت الساعة حوالي الثانية حينما سمعت صوت الباب يُفتح
ومشعل يدخل
وهي تصيبها حالة غير طبيعية من الارتعاش والتوتر
مشعل دخل و سلم بهدوء وهو يقول: طولنا السهرة شوي أنا وعيال عمي
هيا همست: أشلونهم عيال عمي كلهم؟؟
مشعل يخلع غترته ويلقيها على الأريكة وهو يجلس قريبا منها: كلهم طيبين
نظر لها
ارتعش قلبه بعنف
كان شعرها الطويل الذي يميته ولعا منثورا على كتفيها
وتتساقط أطرافه الطويلة على جانبي فخذيها في جلستها
كان نادرا مايرى شعرها مفتوحا فهي غالبا ترفعه
ولكنها الآن ستنام وهي لا تستطيع النوم وهو مجموع خلف رأسها
سألها بهدوء ليتجاوز التباس مشاعره الذي يستحيل أن يعبرعنه بعد صدها له:
إن شاء الله انبسطتي مع البنات؟؟
هيا ابتسمت بشفافية: ما تتخيل أشلون انبسطت.. كلهم يجنون ماشاء الله عليهم
شعر مشعل أن قلبه يغرد
لأول مرة يراها تبتسم ابتسامة حقيقة.. لأول مرة
كم بدت له عذبة وشفافة
تمنى ألا تزول ابتسامتها.. أن تبقى دائما مبتسمة وسعيدة ومبتهجة
يريدها أن تكون سعيدة
فهي عاشت من الأحزان الكثير
أحزان أثقل بكثير من أن تحتملها فتاة في سنها
يتمنى أن يبعد عنها الأحزان والألم
ليتها فقط أتاحت له فرصة أن يغمرها بمشاعره كما أراد
أن يغمرها بحنانه كما يشعر هو به ناحيتها
مشعل هز رأسه كأنه يبعد الهواجس عنه
ثم نهض ليتوضأ ويصلي قيامه
********************
القاهرة
منزل طه الرشيدي
غرفة باكينام
الساعة الواحدة ليلا
كانت باكينام تسلم من صلاة قيامها
لتسمع صوتا حنونا يقول لها: حرما يا بنتي
باكينام تلتفت لوالدها وتبتسم: جمعا يا بابا
طه بلطف: ماشاء الله بأشوفك بتصلي كتير في الفترة الأخيرة
باكينام بعذوبة: صحبة الخير يابابا لها دور
طه بحنان: ربنا يديم عليكي فضله
ثم أكمل باهتمام: باكي حبيبي فيه حفلة كبيرة معمولة لنواب مجلس الشعب الجُداد
وعاوزك تحضريها معايا
باكينام برفض: لا يابابا اعفيني.. أنت عارف إني أساسا ماكنتش باحب أحضر حفلات
ودلوئتي بعد ماتحجبت كرهتها أكتر..
طه بحنان: وفيها إيه يا بنتي.. مامتك تحجبت وبتحضر معايا
وكتير من بنات الوزراء وستاتهم لابسين حجاب.. فين المشكلة؟؟
باكينام مستمرة في الرفض: مش جوي يابابا.. وكفاية عليك ماما هتكون معاك
طه بمنطقية: أنا عاوز الأوساط السياسية تتعرف عليكي.. عشان لما تتخرجي نلائي لك منصب كويس
باكينام بهدوء: لما أتخرج.. يحلها الحلال..
طه يحاول إقناعها: أنتي عارفة يا بنتي إنه ماديا أنا مش محتاج الشغل ده أصلا
أنا عندي أراضي كتير..وأحوالنا الحمدلله
بس أنا عاوز أأمن على معرفة السلك الدبلوماسي ليكي ويعرفوا إنك بتدرسي سياسة
باكينام برجاء: خلاص يابابا ربنا يخليك.. سيبني براحتي..
***********************
الساعة 2 بعد منتصف الليل
غرفة العنود
العنود مليئة بالهواجس والحزن هذه الليلة
حزن شفاف كشفافيتها يغزو روحها الصافية التي لا تعرف التلون
فارس جرحها اليوم مرتين
أولا موقفه مع الفتاة التي كانت تهمس في أذنه
وثانيا حدته وتهديده لها وهم لم يبق على زواجهما إلا أيام
هي بذاتها متوترة بدون سبب
فكيف وهي تجد لها سببا قويا الآن
لِـمَ هو عاجز عن معاملتها برقتها؟؟؟
لم تسمع صوته إلا مرات معدودة يكون غالبا إما باردا أو غاضبا
تملئها مشاعر دافئة ناحيته
فكيف سيتلاقى دفئها مع بروده؟؟
"عن أي برود تتحدثين يالعنود؟!!
ليتك تعلمين فقط أي نار أشعلتها في جوانح العاشق المتيم!!"
مازالت هواجسها تغالب نعاسها
وهي بين النعاس والهواجس
رن هاتفها
انتفضت بعنف
(من بيتصل علي ذا الحزة؟؟)
تناولت هاتفها
رقم مميز وغير غريب سبق أن مر عليها
سقط قلبها إلى قدميها وهي تتذكر رقم من هذا
لم ترد
الرنين يرتفع مرة أخرى
لم ترد
رنة مسج
"أنا فارس
ردي علي"
(يا ربي.. وش أسوي؟؟
أدري أنك فارس
وش يبي فيني تالي ذا الليل
أكيد يبي يغسل شراعي
مثل ماقال اليوم أنه بيوريني شغلي)
العنود طبعت له مسج
" والله عندي توجيهات من جهات عليا
إني ما أرد على أرقام غريبة"
غصبا عنه ابتسم فارس وهو يتذكر أول مرة سمع صوتها عبر الهاتف
حين طلب منها ألا ترد على أرقام غريبة
طبع مسج وأرسله
" والجهات العليا تقول ردي الحين"
أرسلت له:
"فارس وش تبي فيني؟؟
واللي يخليك اللي فيني يكفيني
لا تزيدها علي"
فارس شعر أن عبارتها المترجية كانت سهما اخترق قلبه بوحشية
فارس غاضب عليها منذ مكالمة موضي
لذا أخذ رقمها من هاتف ناصر دون أن ينتبه
كان يريد أن يفرغ فيها بعضا من غضبه
يأدبها
يحاسبها على أنها شكت فيه
وعلى أنها أدخلت طرفا ثالثا بينهما
أو
أو
يجد سببا ليسمع صوتها
وربما كان هذا هو السبب الوحيد والحقيقي
من بين خزعبلات غضبه المصطنع كلها
فشوقه ينحره لسماع صوتها
وطاقة الصبر عنده نفدت تماما
أرسل لها
" أنا بأتصل الحين
إذا رديتي.. عرفتي أنا وش أبي
وياويلش لو ما رديتي"
ثم أعاد الاتصال بها بكل ثقة
********************
الجبهة الثالثة
غرفة لطيفة
لطيفة عادت حوالي العاشرة والنصف
حممت أطفالها
ونومتهم
ثم تحممت هي وصلت وبدأت في الدراسة
تأخر مشعل ولكنها تتوقع أن يتأخر الليلة للسهر مع شقيقها مشعل وسماع أخباره
وعلى العموم لايهمها تأخر أو لا
وهي ساهرة للدراسة وليس من أجله!!
للدراسة فقط وليس إلا!!
وليس إلا!!
حوالي الثانية وصل مشعل
حين دخل وجدها ماتزال تدرس
سلم.. ردت عليه ببرود
ألقى بنفسه على الأريكة وهو يسألها: غريبة طولتي الليلة؟؟
لطيفة بهدوء: الامتحانات قربت واليوم مادرست
مشعل يقف ويتوجه للحمام ليستحم
لطيفة نهضت وأخرجت ملابسه وعطرتها ووضعتها على الكرسي في غرفة الملابس
فهي من بعد تعبه الأخير عادت للاهتمام بكل شئونه وملابسه
نستطيع أن نتصنع قليلا في مشاعرنا
ولكن عاداتنا اليومية المتغلغلة فينا شيء يتجاوز فذلكات التصنع
مشعل خرج وارتدى ملابسه ثم صلى قيامه
وعاد للطيفة التي مازالت تدرس
ليقف خلفها ويميل قليلا للأمام
غصبا عنها ارتعشت
وهو لم يفته مطلقا هذه الارتعاشة.. ابتسم
ولطيفة تسأله ببرود: فيه شي؟؟ وش تشوف؟؟
مشعل مازال مبتسما: دروسش.. أشوف وش تدرسين؟؟
لم تفتها رائحة الابتسامة في كلامه.. عقبت بحذر لا تعرف سببه:
وش شفت في دروسي؟؟
مشعل يبتسم: ماشفت شيء ..
أنا من بعد صفحة خدش ضيعت الدرب..وعيني سكنت هنا
قالها وهو يلمس خدها بطرف سبابته بخفة
لطيفة توترت وارتعاشها الذي تحاول كتمه يتزايد
(ياربي وش يبي هذا؟؟
ما أحب ذا اللف والدوران.. يوترني
أبيه صريح وحاد
عشان أرد عليه بنفس الصراحة والحدة)
لطيفة وقفت تريد الذهاب
لكنها فوجئت بيد تطبق على معصمها وتشدها: وين بتروحين؟؟
لطيفة حاولت نزع يدها منه
ولكنها لم تفلح فيده مطبقة بقوة على معصمها
ردت عليه ببرود: خل يدي.. أبي أروح أنام..
مشعل بهدوء: تهربين مني؟؟
لطيفة بسخرية: وليش أهرب منك؟؟
مشعل بهدوء مسيطر: اسألي روحش
لطيفة ببرود : سألتها وتقول إنك غلطان.. والحين خلني أروح أنام
مشعل شد يدها التي يمسك بها
رفعها إلى شفتيه.. وطبع في باطن كفها قبلة طويلة عميقة
ثم أفلتها وهمس بعمق: الحين روحي نامي
******************
غرفة مشعل بن عبدالله
بعد أن سلم مشعل من صلاته ألتفت على هيا وجدها ماتزال جالسة على نفس جلستها
سألها: ماتبين تنامين؟؟
هيا بتوتر: لا مافيني نوم..
مشعل بهدوء: لنا تقريبا يومين ما نمنا.. أكيد تعبانة وبكرة وراش مشاوير
لطيفة قالت لي.. قومي نامي
هيا بخجل كاسح والكلمات تقف في بلعومها: وين أنام؟؟
#أنفاس_قطر#
.
.
.
|