كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
صباحات النهار المختلف
والمتابعات المختلفات
صديقاتي نجمات الاختلاف المبهر
لكل واحدة منكن عبقها المتفرد الذي لا يشبه سواها
واليوم جزئكم جزء مختلف
وجزء غدا أكثر اختلافا
لأننا بدئنا مرحلة جديدة في القصة
أرجو أن تنال هذه المرحلة إعجابكم وتفاعلكم
.
استلموا
الجزء السادس والثلاثين
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
أسى الهجران/ الجزء السادس والثلاثون
مضى شهر على الأحداث الأخيرة
وأصبحنا في أواخر شهر نوفمبر
تبقى حوالي 20 يوم على عودة مشعل للدوحة
وحوالي شهر على زواج ناصر وفارس
موضي خرجت من المستشفى بعد حوالي أسبوع من حادثتها
طابت الكثير من رضوضها بقي فقط الجبس في يدها اليسار المكسورة كسرين
أخبروا الجميع أنها سقطت من الدرج بعد طلاق حمد لها
وهي تحمل حقيبتها عائدة لبيت أهلها
لا أحد يعلم بالحقيقة عدا لطيفة ومشعل وراكان وعبدالله وفارس وأم مشعل
ومشاعل التي عرفت لوحدها
حتى مشعل أخبروه فقط أنها طُلقت
وأخبروه أنها مصابة برضوض بسيطة
وكانت موضي هي من اتصلت فيه بنفسها وأبلغته
حتى يطمئن حين يسمع صوتها
موضي تحاول أن تبين للجميع أنها بخير
وتبدي الكثير من المرح لكل من حولها
ولكن كسرها الداخلي العميق لم يخفَ على ثلاثة أشخاص
لطيفة ومشاعل وفارس
موضي كانت مجروحة بعمق..
فحمد حطم روحها وثقتها بنفسها وأنوثتها وإنسانيتها
مشعل ولطيفة
مازال الحال كما هو عليه
يلعبان لعبة الفأر والقط
بين كر وفر
لا وجود لأي تلامس جسدي بينهما ولا حتى في أدنى حدوده
فلطيفة تحاول جاهدة ألا تقترب منه حتى
ومشعل يستحيل أن يتنازل ويكون هو من يقترب لا روحيا ولا جسديا
معاناتهما تتعمق واشتياق كل منهما للآخر يتجذر
ولكن لطيفة مجروحة منه
ومشعل يمنعه كبرياءه من الإعتذار
ومازالا عاجزين عن التوصل لمنطقة الوسط
وخصوصا إن لطيفة مقتنعة أنه سيتزوج
ومشعل لا يبذل أي جهد لإلغاء هذه الفكرة من رأسها
مشعل وهيا
الزوجان الجديدان
أو لنقل رفيقا السكن بمصطلح أفضل
فهما هكذا
رفيقا سكن لطيفان!!
مازالا في طور تعرف كل منهما على الآخر
فكل منهما يبدو للآخر كلغز عصي على الحل والتفسير
فردات فعلهما غير متوقعة
وبينهما تدور مشاعر كثيفة غير مفهومة
خليط من الاستلطاف والإعجاب والغيرة
هيا اكتشفت أنها تغار عليه بجنون من كل النساء
وخصوصا من المدعوة باتريشيا
في أحيان كثيرة حين يرن هاتفه ويكون غير موجود
وتكون باتريشيا هي المتصلة
تقوم بمسح الاتصال من القائمة حتى لا يعيد الاتصال بها
حين تفعل ذلك تحس بالغرابة
(لِمَ أفعل ذلك؟!)
ولكنها تعجز عن الإجابة على تساؤلها!!
مشعل معجب بها وبعمق..
ولكن يضايقه عنادها غير المفهوم.. ولكنه لا يستطيع أن يقسى عليها
اكتشف أنها تعرف الكثير عن عائلته من حكايات والدها
ولكن معلوماتها تحتاج فقط لتحديث قام به مشعل
وهي الآن في غاية التوتر من لقاء بقية أسرتها بعد أسابيع معدودة
رغم أنه انكسر حاجز خوف كبير لأنهم يقومون بمهاتفتها بشكل دائم
فارس العاشق المتجبر
مازال عاشقا ومتجبرا!!
لم يرَ العنود أو يسمع صوتها منذ المرة الأخيرة قبل أكثر من شهر
يشعر بشوق قاتل لها
رنين صوتها لا يفارق أذنه
وملامحها سكنت خياله
وحقده لم يتغير عليها!!!
العنود
تتجهز لعرسها القريب
لطيفة غالبا هي المرافقة التي تأخذ العروسين معا
العنود ومشاعل
وشتان بين حماسة العنود وفتور مشاعل الذي كان يحز في أعماق لطيفة بوحشية
فمشاعل مع اقتراب موعد زفافها يزداد توترها وهواجسها
وخوفها!!!
ناصر
الحال كما الحال
بين عمله وأهله و تدريبات الفروسية
تبلورت فكرة اعتزال السباقات الرسمية في باله
ولكن رئيس الفريق يطلب منه تأجيلها قليلا
راكان
بين عمله والرماية والشطرنج
والبطولات والميداليات
والحزن المقيم في قلبه دون تفسير!!!
مريم
الحال كما الحال
القلب الحنون الذي يحتضن الجميع
النور المطفئ الذي ينير للجميع
اهتمامها الأكثر حاليا هو بمشاعل
تحاول إزالة الإفكار السلبية من رأسها عن الزواج بشكل عام
وعن ناصر بشكل خاص
حمد لم يعد من مصر
والدته لم تعرف بضربه لموضي
تألمت كثيرا للطلاق وتتألم أكثر لغياب حمد
والتوأم الثلاثي لاهيات في عوالمهن الخاصة ومدرستهن
باكينام
بين دراستها وهيا
ومقهى جو الوسيم
الذي ألمح لها أكثر من مرة أنه يريد مقابلتها بعد عمله
لكنها كانت تقطع تلميحه بذكاء
فآخر ماتريده هي علاقة من أي نوع
مع شخص ليس من مستواها المادي أو الفكري
*************************
واشنطن
الساعة 9 صباحا
يوم الأحد
يوم سكون واشنطن الأسبوعي
مشعل لم ينم بعد صلاة الفجر
وهو يعمل على أطروحته
الجو بارد جدا خارجا
ولا يفكر أن يخرج من البيت رغم أن سعيد هاتفه الآن
و يصر أن يقابله لموضوع مهم كما يقول
لذا عرض على سعيد أن يزوره في البيت
ويريد أن يخبر هيا حتى لا تخرج من غرفتها
ولكنها لم تخرج منها بعد
لذا قرر أن يطل عليها
رغم أنه محرج من دخوله لغرفتها
فهي مطلقا لا توحي له بأي نوع من الترحيب
وهو لا يستطيع أن يغامر بإبداء أي محاولة تقرب قد ترد عليها برفض له
والرفض سيكون مهينا لكبرياءه لأبعد حد
مشعل يطرق باب غرفتها بهدوء
لا رد
يفتح مشعل الباب بهدوء
صدمه بعمق عذوبة منظرها ورقتها وهي نائمة
وشعرها الطويل متناثر حولها
اقترب قليلا
تمنى لو يستطيع لمس خدها.. احتضان شعرها بين أنامله
استنشاق عطرها الرقيق
تنهد بعمق وهو يبعد أفكاره التي جرحته بعمقها وعنفوانها
وهو يتذكر أن سعيد على وصول
همس وهو يبتعد قليلا: هيا.. هيا
هيا فتحت عينيها ببطء وهي تقول باستغراب: نعم مشعل
مشعل بهدوء: سعيد بيجيني الحين.. يقول يبيني ضروري
خليش في الغرفة لين يروح
هيا وهي تجلس وتلم شعرها وتقول بحرج: إن شاء الله
(أكيد شكلي يفشل!!)
مشعل خرج ومع خروجه رن جرس الباب
ابتسم مشعل (نعنبو هذا شكله كان يكلمني وهو تحت)
فتح الباب ورحب بسعيد الذي بدا متوترا على غير العادة
جلسا.. شعر مشعل بتغير سعيد قال له بقلق: وش فيك سعيد؟؟
محتاج فلوس يا أخيك ترا الجيب واحد جعلني ماخلا منك
سعيد ابتسم رغم توتره: لا جعلني ماخلا منك.. الخير واجد
أنا أبي منك شيء أغلى من الفلوس إلا لو أنا ما أستاهل
مشعل ابتسم: أفا عليك.. العين ترخص لك
سعيد تشجع: أنا كنت أكلم هلي قبل ساعة..
والوالدة قالت لي إن أختك تطلقت.. لا تستعجل وتعصب علي
خلني أكمل
أنا ما أبي حد يسبقني لأنه واجد يبون آل مشعل يكونون خوال عيالهم..
أنت عارف أن ذا الفصل آخر فصل لي
وراجع عقب شهرين للدوحة نهائي
بتكون هي خلصت عدتها....
تزوجوني؟؟؟
************************
ذات اليوم يوم الأحد
الساعة 12 ليلا
بيت عبدالله بن مشعل
غرفة موضي
مشاعل وموضي ساهرتان
موضي تسند ظهرها لرأس السرير ويدها المجبرة جوارها
بعد أن وضع لها الطبيب مؤخرا جبيرة خفيفة
ومشاعل تضع رأسها على على فخذ موضي
وموضي تداعب شعرها بيدها السليمة
وتقول وهي تبتسم: ياحظه ناصر بذا الشعر
بس بيقول خليني ألعب فيه.. ملمسه يونس ماشاء الله
توترت مشاعل من مجرد تفكيرها بلمس ناصر لشعرها
ولكنها لم ترد أن تشغل موضي بتوترها ومخاوفها
فما في موضي يكفيها.. لذا حاولت أن ترد بمرح:
والله شعرش هو اللي ماعليه زود
بس طايل واجد ويبي ترتيب.. منتي بناوية تعدلين قصته؟؟
موضي ابتسمت ابتسامة باهتة: مالي نفس أقصه.. خليه.. لويش أقصه؟؟
مشاعل بنعومة: تقصينه عشان نفسش ونفسيتش..
شوفي لطيفة ماشاء الله عليها مع إنشغالها بعيالها ودراستها إلا أنها مهتمة بنفسها
وأنتي أصلا كنتي أكثر وحدة تحب تكشخ فينا..
موضي بنفس الابتسامة الباهتة: لطيفة حلوة يحق لها تتعدل..
بس وحدة مثلي ليش تتعدل..
ثم أكملت بغصة كأنها تحادث روحها: تدرين إن حمد كان دايما يعايرني بلطيفة
يقول ماحد حظيظ غير مشعل.. خذ المزيونة اللي تجيب عيال
مشاعل قامت عن فخذ موضي وهي تهتف بانفعال: أنتي ماعليش قاصر
لا تخلين حمد الحيوان يهز ثقتش بنفسش
ماشاء عليش موضي أنتي الواحد مايشبع من شوفة وجهش
مابعد شفت حد فيه ملح وجاذبية مثلش..
موضي تقرص خد مشاعل وتقول بحنان:
شكرا على المجاملة ماي ليتل سيستر
************************
المقهى بالقرب من جورج تاون
اليوم الأحد
فلايوجد طلاب
وعدد الرواد قليل
باكينام تجلس وهي تضع دفترها على الطاولة
كانت تريد أن تتناول إفطارها
ثم تتوجه لزيارة هيا
جاءها جو .. فكل العاملين أصبحوا يعرفون أنها لا تريد أن يخدمها سواه
وجو يريد أن يكون الوحيد الذي يكلمها
اقترب جو بابتسامته المعتادة: صباح الخير آنسة باكي..
وهو يصب لها بعض الماء في الكأس الخالي أمامها
باكي ترد ابتسامته بابتسامة شديدة العذوبة: صباح الخير جو..
كيف أخبار مدرستك.. إذا كنت تحتاج مساعدة أنا مستعدة؟؟
ابتسم جو : أي مساعدة؟؟
باكينام بمرح: في المدرسة..
ضحك جو ضحكة قصيرة: قد أسألك أنا إن كنتي أنتي تحتاجين للمساعدة في المدرسة..
ضحكت باكينام: ولكني ماجستير ولست في مدرسة وأنت تعلم..
ابتسم لها جو ابتسامة لم تخلُ من سخرية:
آنسة باكي هنا في اللهجة الأمريكية حتى الجامعة تُسمى مدرسة
وبما أنك طالبة ماجستير.. وأنا طالب دكتوراة..
فربما كنتِ أنتِ من تحتاجين مساعدة؟؟
وقتها كانت باكينام تشرب من كأس الماء الذي صبه جو لها
شرقت وكحت وكلماتها تخرج متناثرة من الحرج
وهي تشعر أنها خُدعت واُستهين بذكائها وأنها بدت بمنظر الغبية
الأمر الذي أغضبها كثيراً : دكـ ـتـ و ر اة؟؟
جو ارتعب وهو يميل عليها ويحاول أن يمسح وجهها بالمناديل الورقية
ويقول بقلق: سلامتك..سلامتك.. خدي نفس.. خدي نفس
(كان يقولها باللهجة المصرية القاهرية الصميمة!!!)
***************************
ذات الليلة
بيت مشعل بن محمد
الساعة 10 مساء
لطيفة تدرس بعد أن نام أطفالها
وفي ذات الوقت تترقب عودة مشعل
الذي لم يعد يتأخر مطلقا في العودة عدا نهاية الأسبوع لأنه يسهر في المجلس
ما أن تسمع صوت فتحه لباب الغرفة الرئيسي
حتى تمثل الاستغراق الكامل في الدراسة
رغم التوتر غير المفهوم الذي يجتاحها
فهي تشعر أن الوضع الساكن بينهما أصبح هشا جدا
وعلى وشك الإنفجار.. وهي تكاد تموت رعبا من هذا الانفجار!!
الذي تخشى أن يكون إعلانه لقرب موعد زواجه
فهي الآن مكتفية بمجرد قربه حتى لو كان متباعدا ويستنزفها شوقها إليه
يكفيها أنها بقربها ولها وحدها وينام قريبا منها كل ليلة
أصبحت الساعة 11 ولم يعد
الـ12 ولم يعد
شعرت أن أعصابها تذوب توترا وقلقا
لم تعد تستطيع الجلوس على مكتبها
أخذت تدور في غرفتها كالاعصار
(إش فيه تأخر؟؟ يالله سترك.. يالله سترك)
حوالي الساعة 12 ونصف رن هاتفها الذي لم يفارق يدها من قلقها
ردت فورا بلهفة رغم أنها حاولت تغليفها بالبرود لكنها فشلت:
مشعل عسى ماشر.. وش فيك تأخرت؟؟
مشعل بتعب: لطيفة وسعي درب لراكان بيجيبني لغرفتي الحين
#أنفاس_قطر#
.
.
.
|