كاتب الموضوع :
#أنفاس_قطر#
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
غالياتي العذبات
هذه المرة نحن في وقتي السحري
وقت السندريلا
بعد منتصف الليل وإعلان الساعة لدقاتها الأثني عشرة
غدا لدي عمل مبكر جدا
ولن أتمكن من نشر الجزء في وقته المعتاد الساعة 8 صباحا
لذا قررت تقديم وقته قليلا
وهأنا الآن أتقمص دور السندريلا
أبحث عن حذائي الزجاجي.. وأرتديه
لأخوض في غمار حكايتي وحكايتكم
وأتمنى ألا تدق الساعة قبل تنتهي الحكاية
وأترك حذائي ضائعا في العدم ومعه أمير يبحث عني ولا يجدني
أو ربما يحلو لي أن أتقمص دور شهرزاد
فيكون يتوجب علي أن أحكي حكايتي قبل صياح الديك
وطلوع الصباح وسكوت شهرزاد عن الكلام المباح
لأخبر شهريار بالحكاية تحت خوفي من سيف مسرور المسلط على عنقي
أكثرت عليكم الثرثرة
استلموا الجزء الجديد
أعلم أن الأجزاء قصيرة ولكن هذا أقصى طاقتي
أرجوكم سامحوني
وانتظروا تحول قريب وخطير في الأحداث
الجزء الرابع والثلاثون
.
قراءة ممتعة مقدما
.
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
أسى الهجران/ الجزء الرابع والثلاثون
غرفة مشاعل
حوالي الساعة 7 إلا ربع
مريم وصلت.. شعرت بحرج شديد وسائقتها تدخلها
وهي تبرر سبب زيارتها المبكرة لجدتها وأم مشعل اللاتي كن عند قهوتهن في الصالة السفلية
لو كانت قالت أريد السلام على جدتي كان سيكون أمرا اعتياديا
ولكن ما يثير الريبة أنها أرادت رؤية مشاعل
الجدة أخذت الأمر على ظاهره
ولكن أم مشعل بنظرتها البعيدة علمت أن هناك شيئا ما..
لكنها سكتت وتركت سائقة مريم توصلها للأعلى
كانت مشاعل تجلس صامتة مذهولة
في قلبها رعب هائل من ناصر
فأفكار مرعبة جدا خطرت لها
أفكار عمقت خوفها من الزواج بشكل عام ومن ناصر بشكل خاص
مريم تدخل..
تتلقاها مشاعل بخجل..
والسائقة وقفت تنتظر عند الباب المغلق من الخارج
مريم بعتب: وش الكلام اللي قلتيه لي في التلفون؟؟
عرسش بعد شهرين وتجيبين طاري الطلاق
مشاعل بحزن: طبايع ناصر مهيب عاجبتني خلينا نتطلق وإحنا على البر..
مريم باستفسار ثم شرح: أي طبايع؟؟ ناصر ماكان يبي يضرش بشيء..
كان يبي يشوفش من قريب
وهو ما سوى شيء عيب وإلا حرام في الشرع
يمكن هو تصرف طايش شوي منه.. بس ناصر رجّال ما تطلع منه العيبة..
مشاعل بحزن: أمس يطالعني ويبحلق فيني وفارس قاعد جنبه
قلت ما عليه.. النظرة ماينلام عليها
بس اليوم يمسكني في بيت مشعل وماحد منهم موجود
وشو يعني أنتظر صدفة ثالثة يسوي فيني شيء يعني؟!!
مريم باستغراب: بصراحة أفكارش غريبة..
ناصر رجّالش.. وقبلها ولد عمش.. مستحيل يضرش بشيء
مشاعل لم تعد تحتمل وطأة أفكارها رمت نفسها على صدر مريم
وبدأت في الانخراط في كل البكاء المكتوم في صدرها
مريم انفجعت من ردة فعلها.. لكنها احتضنتها بحنان وهي تقول لها:
مشاعل الله يهداش.. ترا ردات الفعل عندش مبالغ فيها شويتين
مشاعل بهمس: خايفة يا مريم خايفة..
مريم باستغراب عميق: من ويش خايفة؟؟
مشاعل بعمق باكي: من ناصر ومن الزواج.. ومن الحياة الجاية كلها
مريم بحنان: والله العظيم مهوب عشان ناصر أخي.. بس ناصر مافيه مثله
طيب وحنون ومرن.. وقبل أي شيء رجّال صدق
وهذا هو حالته حالة.. خايف تكونين زعلانة منه.. وش تبين أرد عليه يعني؟؟
مشاعل بتردد: ما أدري.. ما أدري
**********************
واشنطن/ شقة مشعل بن عبدالله
قبل صلاة الفجر
البارحة بقي مشعل وهيا يتحدثان حتى حدود الساعة 11
لاحظ مشعل أنها غير راغبة بالحديث
شاردة حينا..ومتباعدة أحيانا كثيرة
لذا تركها تعود لغرفتها
وهو عاد لغرفته
والآن صحا من نومه منذ وقت
صلى تهجده.. وينتظر آذان الفجر
توجه للمطبخ يريد شرب ماء
سمع صوتا خافتا
كان صادرا من غرفة هيا
توجه للحجرة وأرهف السمع
كانت تبكي
بدا له أنها تنتحب وتحاول كتم شهقاتها
شعر بألم عميق
ولكنه احترم حقها في التعبير عن حزنها
توجه للمطبخ وشرب الماء.. وعاد
مازال الصوت مستمرا
لم يحتمل أن يتركها وهي على هذا الحال
أن يتركها تغرق في عوالم حزنها لوحدها دون مواساة
اقترب
لم يطرق الباب
شعر إن حدة الطرقات جارحة في مقاطعة حزنها
فتح الباب بخفة
كانت منكبة على سريرها تبكي وبجوارها صورة لها ولوالدتها
في حفل تخرجها من كوينز قبل عام
اقترب جلس إلى جوارها
فور شعورها بحركة جوارها رفعت رأسها
وهو يضع يده على ظهرها ويقول بحنان:
اطلبي لها الرحمة..
مشعل صُدم من ردة فعلها
فهي نهضت واستوت جالسة
ورمت بنفسها فوق صدره
وهي تنخرط في بكاء حاد
هيا حين وصلها مشعل
كان لها ساعات وهي تبكي
تعبت من البكاء والوحدة والوحشة
لو كانت رأت أيا كان في هذه اللحظة
لارتمت في حضنه
تحتاج أن تشعر بلمسة إنسانية حانية
وهاهو مشعل يقدمها لها
مشعل احتضنها بحنان
وهو مستغرب من اقترابها منها
فهي تبدو متباعدة وشحيحة جدا بأي مشاعر طيبة تجاهه
لطالما كان صدره ملاذا لشقيقاته الأربع
ويبدو أنه أُضيف لهن شقيقة خامسة!!!
ولكن لَمَ إحساسه برأسها المدفون في عرض صدره مختلف عن إحساسه بشقيقاته؟!!
لَمَ إحساسه بأنفاسها الدافئة التي تلفح عضلات صدره مختلف؟!!
لِمَ إحساسه بملمس شعرها الناعم تحت ذقنه مختلف؟!!!
هيا ابتعدت قليلا
وعيناها في الأرض وتقول بصوت مبحوح: أنا آسفة
مشعل تنحنح: ليش تعتذرين.. أنا اللي المفروض اعتذر أني دخلت بدون استئذان
بس ما قدرت اسمع صوتش تبكين وأخليش..
هيا تنهض وتقوم عن سريرها وتبتعد: أنا بأروح أتوضأ
************************
بعد صلاة الظهر
غرفة موضي/ مستشفى حمد
لطيفة اتصلت بوالدها وطلبت منه أن يحضر معه والدتها وأن يحضر فارس أيضا
ففارس لا يستطيع أن يقود السيارة حاليا مع إصابة كتفه
كان والدها وفارس أكثر شخصين تخشى مواجهتهما
ولو كان شقيقها مشعل هنا كان سيكون صاحب النصيب الأوفر من خوف المواجهة
لذا يكفيها الآن القلق من مواجهة الاثنين!!
وفعلا كانت على حق في قلقها
فوالدها وفارس ثارا ثورة هائلة وهما يريان وضع موضي
التي لم يكف الممرضات عن حقنها بالمهدئات حتى لا تشعر بالألم قبل أن تتحسن قليلا
كانت ثورة الاثنين أشبه بثورة بركان مرعب
ألقى كل حممه النارية خارجا
وكان على لطيفة تحمل كل هذه الثورة
وخصوصا وهي أخبرتهما بكل صراحة أن حمد يضرب موضي منذ سنوات
ولكنها أخبرتهما أنها ومشعل أصرا أنها سقطت عن الدرج
وهذا ما سيخبرونه لكل الناس
فارس لم يتوقف عن إجراء الاتصالات أراد التأكد أن حمداً سافر حقا
وليست مجرد محاولة من لطيفة لتهدئته وحماية ابن خالها
شعر بخيبة أمل مرة حادة وهو يتأكد من إقلاع طائرة حمد قبل نصف ساعة
كان يشعر بغضب كاسح وهو يرى أخته الأثيرة على هذا الوضع
بينما من فعل بها هذا هرب وهو لم يروي غليله منه
كان يريده أمامه ليمزقه تمزيقا ألف مرة
على كل دمعة ذرفتها موضي
على كل صفعة صفعها إياه
على كل قطرة دم أراقها من جسدها
لطيفة بهدوء: يبه أنت وفارس الله يهداكم
حمد طلق موضي خلاص
وراكان ماقصر فيه
ضربه لين الله شاف له
وهذا هو راح في طريقه
وأنا طالبتكم ما حد يوجع خالي بالحكي
خالي ماله ذنب.. ولا قصر
من الصبح جاب لي ورقة طلاق موضي موثقة..
والمسكين متفشل من ولده وغصبه على الطلاق
واللي فيه يكفيه..
كانت أم مشعل تسمع وتتمزق
ماتراه في ابنتها نحرها
كانت تشعر بعذاب موضي منذ زمن
هي أيضا مسؤولة.. مسؤولة
لطالما اكتفت أن تقوم بدور الام الحنون فقط
وتركت التصرف كله لعبدالله بقوة شخصيته وحضوره المسيطر
كان إتخاذ المواقف الحاسمة يوترها
وترى أنها زرعت جزءا من هذه الصفة في بناتها
لطالما شعرت أن بناتها الثلاث الكبريات ينقصهن القدرة على اتخاذ الموقف الحاسم في الوقت الصحيح
لأنها ربتهن أن يفضلن الجميع على أنفسهن
كانت أم مشعل تعلم بمشاكل بناتها الثلاث وهي صامتة
لطيفة تعلم أن مشعل متباعد عنها
ولكنها عجزت عن مواجهته لنسف البرود المتجذر بينهما
وموضي كانت تعلم أن حمد يؤذيها بطريقة ما
وإن كانت لم تتصور أنها وصلت للضرب
ولكنها تعلم أنها صبرت عليه حفاظا على مشاعر كل الناس إلا هي..
ومشاعل.. ماذا تخبئ الأيام لها؟؟..
تعلم أنها خجولة جدا ومرعوبة من فكرة الزواج..
فهل ستستطيع مواجهة خوفها قبل فوات الأوان؟؟
هذه هي الأفكار التي كانت تغرق أم مشعل في دواماتها
وهي تنفصل عن الحوار الحاد الذي يدور بين لطيفة وعبدالله وفارس
دون أن تنتبه إن كبرى بناتها بدأت بالتخلي عن إرثها لها (إرث المهادنة)
فلطيفة حضرت روحها المقاتلة
وهي غير مستعدة للتفريط بها مهما حدث!!!
ولكنها روح غلفتها بكل تهذيبها الرفيع
واحترامها الكبير لوالدها وأخيها
******************
الصباح الباكر/ واشنطن
مشعل ارتدى ملابسه
وأعد لنفسه كوبا من القهوة
هاهو يشربه في غرفته وهو يجهز أوراقه وحاسوبه
ليتوجه للمكتبة كعادته
قطع إنهماكه في عمله صوتها
كانت تقف أمام الباب المفتوح من الخارج
سألته بتوتر غامض: بتروح الجامعة الحين؟؟ بدري
ابتسم: تعودت.. عشان أستغل النهار من أوله.. وخير النهار البكور
هيا بنبرة اعتيادية: أنا عندي محاضرة الساعة 10
باص أي ساعة أخذ؟؟
مشعل بهدوء: أنا بأرجع بأوديش..
هيا برفض: لا أنا بأروح بروحي.. مافيه داعي ترجع
مشعل بثقة وعند: خلاص يا بنت الحلال أنا قلت بأرجع أوديش..
أنتي قبل كنتي تروحين مشي..
بس الحين أنا مسؤول عنش وماراح أخليش تلتهين في الباصات
هيا بنبرة غضب خفيفة: مشعل أنت ناسي إني لي كم سنة أنا أصرف أموري
مشعل ينهي كوبه ويضعه على الطاولة ويقول بهدوء: هذاك أول..
الحين أنتي مرتي ومسؤولة مني..
كانت هيا مرهقة وتريد أن تعود لتنام قليلا قبل محاضرتها
فهي لم تنم منذ دخلت هذا البيت.. لذا صمتت ليس لأنها مقتنعة
ولكن لأنها لا رغبة لها في الحديث الآن.. وقررت تأجيله لوقت لاحق
**************************
الساعة 8 مساء
غرفة موضي في المستشفى
مازالت موضي لم تفق بعد
وهي تُحقن بالمهدئات بشكل مستمر
عندها لطيفة ومشاعل وأم مشعل
يصل عامل التسليم ويطرق الباب الخارجي
تلبس لطيفة نقابها وتخرج
كانت باقة ورد ضخمة كُتب عليها:
"ألف حمدا لله على سلامتكِ
خطاكِ الشر
أخوكِ الأكبر
مشعل بن محمد"
توترت لطيفة نوعا ما
أمها تسأل: من؟؟
لطيفة بهدوء: مشعل مرسل ورد..
أمها بذات الهدوء: إذا جاء رجالش روحي معه..
لطيفة برفض: لا يمه بأقعد عند موضي
أمها باستنكار: وعيالش منهم في ضوه؟؟ (جملة تعني من سيهتم بهم)
من البارحة ما تدرين عنهم
وأنا ومشاعل ما عندنا شغل
وحدة منا بتقعد عندها والثانية بترجع البيت مع عبدالله إذا جاء عقب شوي
بعد دقائق طرقات واثقة على الباب
تلاه صوت مشعل عند الباب دون أن يدخل:
الحمدلله على سلامة موضي يمه..
أم مشعل بهدوء: الله يسلمك يا أبو محمد.. جعلك ما تزار
وكثر الله خيرك.. وجعل شيبانك الجنة
أنت ولطيفة وماقصرتوا.. إخذ مرتك وروحوا لبيتكم
لطيفة على قعدتها من البارحة
مشعل بهدوء وهو واقف عند الباب ولا يرى أحدا منهم لأن الستارة ممتدة بينهم:
هاه لطيفة تروحين؟؟
أمها تأشر لها أن تذهب، فردت على مضض: إن شاء الله جايتك
#أنفاس_قطر#
.
.
.
|