يبحث الانسان طوال حياته عن نصفه الاخر النصف المكمل للذات والحياه
وكثيرا مايكون نصفنا الاخرقريبا نراه كل يوم ولا نعرفه
اليكس لم يسبق له ان شعر بوجود صوفى برغم كونها موظفه فى شركته ولكن عنما اخذتها امه الى كريت لتعمل
سكرتيره لها لفتت نظره الا ان صوفى صدته لانها كانت محصنه بحب قديم
و اكتشف اليكس ان حبيب صوفى متزوجوعندما التقاه مع زوجته ادعى امامهما انه خطيب صوفى ودهشت صوفى
عندما علمت بان اليكس جاد فى لعبه الزواج
قالت صوفى بدهشه مالذى يحدث هنا؟لماذا كل هذه المعلومات حول سكرتيره عاديه؟لكن حيرتها لم تطل اذ خاطبها
اليكس قائلا: والدتى تريدك ان تذهبى ال كريت للعمل معنا هناك!
كانت صوفى تتوقع كل شىء الا هذا العرض لذلك صرخت باستغراب: انا اعمل لدى والدتك؟ رمقها بنظره خبيثه وهو
يقول: تبدين مندهشه الم تكونى على معرفه بأن هذا هو مايدور فى ذهن امى؟
هزت رأسها بالنفى وقد توهجت خصلات شعرها باللون الاحمر النارى.لكن الكس تابع قائلا:
حسنا ماذا تقولين؟هل ستذهبين؟ ظلت صوفى محتارهفى ماتقول لاشك انه ينتظر اجابه منها لكن الوضوع كله فاجأها
واثار ارتباكها. وبعد لحظات قال بنفاذ صبر: حسنا ياانسه بريانت هل تريدين الوظيفه؟ اجابت بتردد واضح:
وهل من الضرورى ان اعطيك الجواب الان؟ - كان لدى والدتى انطباع بانك ترغبين فى العمل فى اليونان هل كانت مخطئه فى ذلك؟ اجابت صوفى بسرعه :- لا ابدا .اننى احب العمل هناك لكن لم اكن اتوقع..............
قاطعها بجفاء: - هذا واضح.احسمى رأيك بسرعه فليس عندى كثير من الوقت وقد اعطيت هذه المسأله اكثر مما يجب.
احمر وجهها غاضبا ورمقته بنظره جافه وقالت :- نعم
وضع يديه على الطاوله وقال: نعم تريدين العمل ام نعم لانك تعرفين اننى مشغول جدا؟
ردت بهدوء بارد: نعم اريد العمل
نظر اليها دون ايه تعابير وقال:سأترك الامر لباتروس كى يعطيكى التفاصيل.لقد أردت ان القى نظره عليكى كى اقرر ماذا
كنت تصلحين ام لا.ان والدنى امرأه طيبه القلب فلا تحاولى ان تستغلى ذلك.والا ستجدين نفسك فى مواجهتى
لم يكن هناك ذره من الشك لدى صوفى بان اليكس يعنى كل كلمه. فهو فى الثلاثين من العمر تقريبا طويل القامه,
ممشوق القوام......قادر على اداره امبراطوريه ليفكاس بفاعليه .وعلى عكس وجه والدته النحيل الرقيق, كانت تبدو
عليه ملامح نفاذ الصبر فوق شفتين قاسيتين حازمتين,فى حين ان فكه البارز يظهر قوة شخصيته قال متابعا:
نريك ان تسافرى الى اثينا فورا.هل لديك جواز سفر
ردت بانصياع كلى : - نعم
- ومتى تكونين جاهزه للسفر؟ قالت بهدوء؟: - ان عملى .........
قاطعها بحده : - انسى عملك سيحل محلك شخص اخر.كم تحتاجين من الوقت لاتمام امورك الشخصيه؟
قالت وهى تفكر بالشقه التى ستتركها : - بعض الايام فقط.
وقف اليكس فجاه وسحب ساعه ذهبيه من جيب سترته ,ونظر اليها ثم قال فجأه:
- ولماذا لايوجد رجل فى حياتك؟
فوجئت صوفى بهذا السؤال, وتقلص وجهها انفعالا وغضبا. لكنه الح وظلال ابتسامه ترتسم على وجهه:
- حسنا لماذا؟ لم يكن عندها الرغبه فى الدخول فى نقاش حول الموضوع لذلك قالت:
ليس عندى جواب لهذا السؤال.
اخترقت عيناه معالم وجهها فى محاوله لقراءه مايدور فى ذهنها, ثم قال:
- اخبرتنى والدتى ان شعرك كلهيب النار الذهبيه لكنى اعتقد ان النار فى شعرك فقط.
وقبل ان تجد صوفى الكلمات المناسبه للرد,جلس اليكس الى طاولته مجددا وانهمك بمراجعه الاوراق امامه .ثم رفع عينيه بعد لحظات متفرسا فى صوره صوفى الواقفه قائلا:
- حسنا ماذا بعد؟
عندها فقط ادركت صوفى انه اذن لها بالانصراف , فغادرت المكتب مسرعه وهى تحس ييغض شديد تجاهه. لقد اظهر
اهتماما بها لان والته تريدها اما بعد ذلك فليس هناك مايهم ابدا.
وفى الايام القليله التى تلت ذلك اللقاء , احست صوفى انها تعيش فى دوامه تدور بهامن كان لاخر دون وعى
تحصل على المعلومات من باتروس , تنهى ارتباطاتها بالشقه والجيران , وترسل ممتلكاتها القليله الى منزل والديها الخاص كانت حياتها فى لندن موحشه .فقد وجدت المدينه الكبيره مظلمه وفارغه ولم يكن ليها فيها قريب او صديق
او حبيب. وطيله السنوات الخمس التى امضتها فى لندن حاول الكثيرون التقرب منها , لكنها صدتهم جميعا لان
تفكيرها لم يكن يتسع لاكثر من شخص واحد محدد.
لقد فوجئت بان اليكس تحرى عن حياتها الشخصيه بالتفصيل قبل ان يعرض عليها الوظيفه. وعندما حدثت باتروس
بالامر ,اجابها وابتسامته تسفر عن اسنان ذهبيه لامعه: - ولماذا تستغربين ذلك؟
قالت والاستغراب لا يفارقها:
- لكن ماذا اراد ان يعرف عنى؟بل ماذا كان يعتقد بانه يجب ان يعرف عنى؟
هز باتروس رأسه وقال بصوت اجش:
- السيده ليفكاس ثريه جدا .ان مهمه اليكس حمايتهامن نفسها اولا, ومن اى شخص يحاول ان يسرقها.اليكس لايترك
شيئا للصدف ولذلك دقق فى كافه تفاصيل حياتك خاصه فيما يخص الاصدقاء من الرجال.فاليكس يريد ان يعرف
اى نوع من النساء انتى.
تضرجت وجنتا صوفى بحمرة الخجل والغضب .ان العالم الذى ستدخل اليه صعب ومعقد.لكن ليس لاليكس الحق فى التدخل فى حياتها الخاصه.وعندما نقلت افكارها هذه لباتروس ضحك واجاب:
- هذا هو اليكس .وعليكى بالحذر ياصوفى.انه يملك حساسيه غريبه تجاه الغدر, وهو عديم الرحمه اذا ماشعر بانه خدع
لذلك يجب ان لاتخفى عنه اى شىء.
ابتسمت صوفى دون ان تجيب .لكنها راحت تتساءل فى سرهاعما اذا كان قرارها بالتورط مع هذه العائله صحيحا؟
اكتشفت صوفى بعد ايام انها كانت محقه فى قبول العرض والذهاب الى اليونان.ففى احد الفنادق الكبيره فى وسط
اثينا كانت السيده ليفكاس فى انتظارها .وفوجئت بالسيده الكبيره تطبع قبله وديه على خدها وهى ترحب بها قائله :
- انا سعيده لانك قررت الحضور يا صغيرتى .فهل انتى متاكده من انك لن تملى العمل لدى امرأه عجوز فى فيللا صغيره
هادئه فى كريت؟
اجابت صوفى بصوت رقيق: - تمام التأكيد ياسيده ليفكاس.وتابعت السيده اسئلتها متفحصه:
- الم تتركى ورائك شابا حزينا محطم القلب وراءك فى لندن؟
هزت صوفى رأسها بالنفى والابتسامه لا تفارق وجهها, فتابعت السيده تقول:
- ربما تتعرفين هنا على شاب يونانى وسيم وتتزوجين وتستقرين فى هذه البلاد . غير انى اتمنى ان لايحصل هذا
بسرعه فانا اطمع فى ان افوز بك هذه السنه على الاقل.واظن ان اليكس وباتروس ابلغاك اننى اريد مرافقه اكثر
مما اريد سكرتيره . اجابت صوفى : - لقد شرحا لى كافه التفاصيل.
اضافت السيده ليفكاس وهى تنظر الى فستان صوفى الازرق الانيق:
- يجب ان نقوم بشراء بعض الحاجيات قبل ذهابنا الى كريت . لقد طلب اليكس منى ان اشترى لك بعض الملابس
اتصل بى هاتفيا قبل ساعات ليقول لى ان دميتى الجديده كما اسماكى فى طريقها الى. واعرب عن امله فى ان اشترىلك بعض الملابس الجديده كى لايظن الناس اننى حصلت عليكى من احدى الجمعيات الخيريه
احتقن وجه صوفى بالغضب الشديد لدى سماعها هذه العبارات لكن السيده المتفحصه قالت دون توقف:
- لقد ضايقك هذا الموقف اذن؟اليكس دائما يفوز فى النهايه .السكرتيرتان السابقتان وقعتا فى غرامه,وبدلا من ان
تعملا لى باتتا تعملان له.اننى اريد من يعتنى بمصالحى وليس بمصالحه!
قالت صوفى وقد علت حمرة الخجل وجنتيها :
- لن اقع فى غرام ابنك ياسيده ليفكاس.ردت السيده بحزم ؟:
اتمنى ذلك ساضطر للتخلى عنك كما تخليت عن اللواتى سبقنك .ويجب عليكى ان تتذكرى دائما انك تعملين عندى وليس عند اليكس.
وعدتها صوفى بلهجه اكيده : - ساتذكر ذلك دائما .
ربتت السيده على وجه صوفى وقد سرتها الاجابه وقالت: - انك فتاه جيده كان عندى شعور بانك تصلحين لهذه الوظيفه
كانت الساعات اللاحقه مرهقه للغايه وكما وعدت السيده ليفكاس, ذهبت الامرأتان للتسوق.رغم اعتراض صوفى
طبشراء محتويات خزانه كامله.كانت السيده تقول:- ستعيشين الان مع الاغنياء ياصوفى ولا اريد ان تظهر سكرتيرتى
وكان مرتبها قليل.
وبعد نهار من التعب وصلتا الى كريت وجرى للسيده احتفال كبير واحست صوفى بنوع من الوحده فذهبت الى غرفتها
وعندما استلقت على السرير راحت فى نوم عميق
قبل الميلاد بايام قليله جاء اليكس وظل فى الفيللا لمدة يومين لم تره صوفى كثيرا فهى قد تعمدت ان تتركه مع والدته
ولذلك فوجئت به يدخل غرفة عملها قبل ن يغادر وقال لها بعد لحظات :
- ارينى دفتر حسابات والدتى . ردت صوفى مبتسمه : - انها فى الخزنه والمفاتيح مع والدتك.
قال بلهجه لطيفه وحازمه :- احضريه اذن.
رفعت صوفى سماعه الهاتف وطلبت السيده ليفكاس وقالت: - ان السيد ليفكاس يرغب فى الاضطلاع على دفتر
الحسابات هل احضر لاخذ منك المفتاح؟
قالت السيده:- قولى له ان يطلبه منى شخصيا .دعينى اكلمه.
قدمت له صوفى السماعه فاختطف منها السماعه وهو يرميها بنظره غاضبه ثم دخل فى حديث منفعل مع والدته
قبل ان يرمى السماعه ويلتفت الى صوفى مزمجرا:
- من الواضح انه كان على ان اتكلم معك بنفسى قبل مجيئك الى هنا ياانسه بريانت,واريدك الان ان تستمعى الى
جيدا بغض النظر عما قالته لكى والدتى انا رب العمل وستفعلين اى شىء امرك به هل هذا واضح؟
نظرت اليه مليا ثم اجابت بهدوء:
- انا اعمل لدى والدتك وسانفذ اوامرها فقط قال اليكس غاضبا قبل ان يغادر :ساتذكر هذا طويلا
غادر اليكس الفيللا بعد ساعه وفور رحيله جاءت السيده الى صوفى المكتب فرحه وقالت:
- امل الا يصاب ابنى المسكين بعسر هضم لقد كان فى اسوأ مزاج رأيته فيه منذ سنوات .امل ان تظلى على موقفك
هذا ياصوفى فانا اعرف اليكس واظن انه سيعود قريبا
لكن ثلاث اشهر مرت قبل ان يرو اليكس ثانيه.
نهضت صوفى ذات يوم جميل باكرا وبينما هى تعوم فى بركه السباحه , اذ بها تسمع وقع خطوات على البلاط
المجاور وقبل ان تدرى شاهدت اليكس يقفز الى الماء فسبحت صوفى باتجاه معاكس ولكن قبل ان تصعد من الماء
احست بيد قويه تسحبها الى الداخل .ارتبكت وهى ترى اليكس يسألها متضاحكا:
- الى اين انتى ذاهبه؟
ردت بهدوء : - اريد تناول طعام الافطار. قال اليكس:- يجب ان استغل وجودى هنا لارافقك الى هيراكليون.
هناك فندق ممتاز فى هذه المنطقه.
قالت صوفى بلا مبالاه : - السيده ستستمتع بذلك فعلا.
قال اليكس :- لااقصد امى فقط انا وانتى ,يجب ان نتعرف الى بعضنا البعض اكثر.
ردت عليه بتهكم : - شكرا لاهتمامك لكن الوقت الذى تمضيه هنا قصير , ولا اريد ان احرم والدتك من وجودك معها
لم يجب اليكس بل حدف فيها قبل ان ينسحب عائدا الا الفيللا .
وعندما التقوا جميعا على مائدة الغداء, كام اليكس لطيفا واقترح فى نهايه الامر ان يصطحب والدته وصوفى الى
هيراكليون.لكن الام قالت معتذره :ساتناول العشاء فى المنزل ,لماذا لاتاخذ صوفى وتمضيان السهره معا؟
نظر اليكس ال صوفى بعينين ساخرتين وقال:
-تبدو خائفه من المجازفه بقضاء وقت معى ياامى .ماذا كنت تقولين لها ؟هل ملات راسها بقصص مرعبه عنى؟
احمر وجه صوفى خجلا وهى تواجه عينيه المتهكمتين, قالت السيده:
-صوفى احسن سكرتيره ياليكس واياك ان تلعب بعقلها اريدها ان تظل كما هى.فانا اعرف تـأثيرك على السكرتيرات.
حول اليكس نظره نحو صوفى وقال مداعبا : - وهل هى عرضه لذلك؟
قالت السيده مبتسمه : لااظن ذلك.واعتقد ان سحرك المشهور يااليكس لن يؤثر فى صوفى صوفى هذه المره
قال اليكس : - سنرى صدق هذه الاقوال.
منتديات ليلاس
بعد ظهر هذا اليوم جاءت السيده الى غرفه صوفى,واصرت على ان تختار ها بنفسها الثوب الذى سترتديه فى السهره
وقالت: - اريدك ان تظهرى باحسن صوره عندما تذهبين مع اليكس الليله.تذكرى ان كل الناس سيراقبونك,فكريت
جزيره صغيره جدا,واليكس معروف جدا.ثم اضافت وهى تربت على وجنتها: - اياك ان تضعفى ياصغيرتى.وتذكرى
بانك تعملين عندى وليس عنده.اليكس سيفعل كل ما بوسعه للاستيلاء عليك. ومثل باقى الرجال فى اليونان, هو
يعتقد ان النساء فى الدرجه الثانيه ولذلك يجب ان تعامليه بفتور.
ردت صوفى بثقه:- لاتقلقى يا سيده ليفكاس , فسوف اكون عند حسن ظنك.
تأمتها السيده العجوز مليا ثم قالت: يبدو عليك الثقه الكبيره بالنفس, ولابد ان يكون لذلك سبب يا صوفى.وثقتك هذه
تعود الى سببين : اما انك مغفله وهذا مالااظنه , او انك مهتمه بشخص اخر ومهما فعل اليكس فانه لن يؤثر على هذا
الشعور.
شحب وجه صوفى بشده , لكنها تمالكت وهى تقول:
- لن ادع ابنك يؤثر على يا سيدتى , ولن اتخلى عن التزامى بك.
ابتسمت السيده وقالت برفق: - حسنا لن اطرح عليك اسئله اخرى. انت صاحبة كبريائ ياصوفى وانا اعرف متى يغلق
انسان ما الباب فى وجهى .
عندما حل المساء, هبطت صوفى الى قاعه الاستقبال حيث كان اليكس ينتظرها بنفاذ صبر, وهو يتأمل ساعته بين
الفينه والاخرى وما ان طلت حتى اخذ يتأمل فيها مليا, وقد بدت فى كامل فتنتها فى الفستان الابيض الناصع الذى زاد
لمعان شعرها جاذبيه وسحرا.احست وفى بالغضب للطريقه التى تفحصتها فيها عينا اليكس الثاقبتان. لكنها تشاغلت بمراقبته فى بذلته الانيقه والقميص الحريرى المطرز.قال لها بلا مبالاه وهو يتقدمها:
- هل انت جاهزة؟
سارت بهما السياره الى هيراكليون وسط طريق تحف بها الاشجار الكثيفه,دون اضاءه سوى اشعه القمر الفضيه.
التفت اليكس اليها فجأه وقال: - انك قليله الكلام يا انسه بريانت. هل انت خائفه من قول اى شىء امامى؟
- انا لااعرف عنك الا القليل يا سيد ليفكاس. قال بهدوء :اليكس فقط ,هل هذا قانون اخر من قوانين والدتى؟
هل يجب ان نظل نتعامل برسميه الى الابد ياصوفى؟
كان عقلها يقول لها ان ذلك غير ضرورى, لكن ماذا سيكون موقف السيده الكبيره اذا مابدأت تنادى ابنها باسمه الاول؟
اضاف ساخرا: ماهذا التهذيب العظيم؟
ابتسمت فى محاوله لتطريه الجو : لااقصد ان اكون فظه, لكننى احاول تطبيق اوامر والدتك.
قال بلهجه امره: - وهل اخبرتك لماذا قررت ان تضع هذه القوانين العجيبه الغريبه؟
ظلت صوفى صامته,فتابع يقول: - ارى انها قد فعلت ذلك. هل الذنب ذنبى لان السكرتيرتين السابقتين تخيلتا انهما
واقعتين فى حبى؟
اجابت بأدب: - بما اننى لم اكن موجوده هنا,فمن الصعب على ان احكم فى هذه المسأله!
وصلا الى الفندق حيث تم استقبالهما باحترام شديد, وقد لاحظت صوفى ان عيونا حاسده تحملق فى اليكس خفية,
رافقتها همسات من هنا وهناك.
وعندما جلسوا الى الطاوله المزينه بالزهور قال: انت لغز .انا لا اثق بالنساء الهادئات يانسه بريانت.ولا شك انك
تخفين عنى مايجب ان اعرفه.
قالت صوفى بابتسامه ساحره : - تأكد ياسيد ليفكاس اننى لااحاول ان اخفى عنك شيئا. ارتاح اليكس لاجابتها
وانتهت السهره .وعندما وصلا الى الفيللا قال لها : - هل تحبين سماع الموسيقى؟
هزت رأسها بالنفى وارادت التوجه الى غرفه نومها, وبعد لحظات قالت :- شكرا على العشاء ياسيد ليفكاس
لقد كانت سهره جميله , اما الان فتصبح على خير.
وقبل ن تصل الى الباب كانت يده تمسك بمرافقها وتشدها بقوه . فوجئت صوفى بهذه الحركه, ووجدت نفسها بين
ذراعيه القويتين لكنها قاومته بشده مما ادى الى اصابته بجرح فى شفتيه فصرخ قائلا:
- لماذا فعلت هذا ايتها العنيده؟ ان شفتى تنزف.
قالت بقوة: - انا متأسفه, لكنى هنا للعمل مع والدتك وليس لتسليتك.
واخيرا وصلت صوفى الى غرفتها وهى تشعر بنشوة الانتصار.فى اليوم التالى , عاد اليكس الى فظاظته وقسوته لكنه على مائدة الغداء التفت اليها مبتسما وقال بهمس : - شفتى ملتهبه.
سألته والدته التى لم تسمع الحوار جيدا :- ماذا حصل؟
هز كتفيه بلا مبالاه وقال: لاشىء
كانت صوفى بجانب السيده الكبيره عندما ودعهما اليكس مسافرا وبعد ان قبل والدته التفت الى صوفى قائلا:
- اعتنى بوالدتى جيدا يانسه بريانت.ردت صوفى على عبارته ذات المغزى بتحد واضح:
- سأفعل ذلك بكل تأكيد.
تنهدت السيده بعد ان غادر المكان:- انى احبه لكنه يتعبنى انه كالاعصار الصاخب, على الانسان ان ينظره حتى يبتعد.
ثم التفتت الى صوفى قائله فجأة :اذن لقد قاومته؟
سألتها صوفى بدهشه :وكيف عرفت ذلك؟ضحكت السيده العجوز:لقد كان متضايقا منى جدا.قالت صوفى مبتسمه:
- انا اعتذر لذلك. ردت السيده مشجعه :-انا مسروره للغايه والان هل يمكننا ان نهدأ لوحدنا لبعض الوقت على الاقل
وارجو الا تجدى هذا مملا.
قالت صوفى مبتسمه : ابدا
همست السيده ممازحه: - ربما كان على ان لا احذرك من اليكس. ربما كان يجب ان اتركه يلعب بعواطفك , فصدمه
عاطفيه صغيره افضل بكثير من عدم وجود اية مشاعر.
ابتسمت صوفى ساخره: - لم يكن الامر ليختلف ابدا. فانا لست معرضه للخطر من ابنك ياسيده ليفكاس.
ردت السيده وهى تهز رأسها مفكره:
طبعا لا,واننى لاتساءل عن الاسباب.
كانت السيده ليفكاس مخطئه عندما اخبرت صوفى ان اليكس لن يعود قبل عدة اشهر.اذ لم تمض اسابيع قليله حتى عاد فجأة وبصحبته عدد من الضيوف . كانت صوفى تنهى لائحه الجمعيات الخيريه التى تشارك فيها السيده ليفكاس ,
عندما لاحظت صوفى ان الوقت بات متأخرا.فأسرعت ترتب أوراقها فى الادراج,عندما فتح الباب وظهر منه اليكس
الذى اعتقد ان صوفى تخبىء منه الاوراق فقال غاضبا:
لا تخفى عنى الاوراق وكأننى جاسوس اتى ليسرق اسرار الدوله العليا.
رفعت صوفى رأسها مستغربه انفعاله وقالت:- لم اخف عنك شيئا, كنت ارتب المكان قبل ان انهى عملى.
صرخ اليكس : - لاتكذبى على.مالذى اخفيته فى تلك الادراج؟
ردت صوفى ببرود: - انك تتخيل الاشياء فقط. اجابها امرا وهو يمد يده نحوها:- دعينى ارى اذن.
ابتسمت صوفى وهى تسير نحو الباب: - عن اذنك يا سيد ليفكاس. لكنه امسك ذراعها بقوه واوقفها فى مكانها وقال
- هل اشتقت الى؟ وعندها لم تجب صوفى سوى بابتسامه صفراء تابع يقول:
- لقد عرفت من انت ايتها العنيده......مجردغبيه تجرى فى عروقها دماء بارده للغايه.
حدقت صوفى مليا فى قبضته الملتفه حول ذراعها وقالت:
اشكرك على لطفك ياسيد ليفكاس, والان هل تسمح؟اريد الاستعداد لحفله العشاء.
ظل اليكس ينظر اليها لدقائق قبل ان يقول ببرود: - امى تمدحك فى حديثها دائما ,لكن اياك ان تحلمى بالسيطره
على كما تسيطرين عليها.
ضحكت صوفى بعصبيه وقالت:- لا مطامحى لم تذهب الى ذلك الحد. فغادر اليكس الغرفه وهو يرغى.
كان الضيوف الاربعه عباره عن زوجين فى الثلاثين من العمروهما ستيفن وهيلين واخ واخته ويدعيان مايكل وبياتريس
لاحظت صوفى ضيق السيده ليفكاس عندما تم التعارف بينها وبين بياتريس,ولكن سرعان ما فتحت الاخيره الحديث مع صوفى قائله: - هل يروق لك العمل فى اليونان؟
اجابت صوفى : - اكثر مما تتصورين. سال اليكس صوفى ونظره غاضبه فى عينيه : - ماذا تشربين؟
ردت بهدوء: - كوب من عصير البرتقال رجاء. ناولها اليكس الكوب ثم التفت الى بياتريس قائلا وهو يمد يده:
لقد اشتريت مؤخرا لوحه لبيكاسو, واريد ان اخذ رأيك بها فتعالى كى اريكى اياها.
وعلى الفور وافقت بياتريس بدلع بينما التفتت السيده الكبيره الى صوفى وابتسامه ذات معنى على شفتيها وكأنها
تريد ان تقول ان اليكس يئس منها ولذلك فهو يبحث عن طريده اخرى.
على العشاء انحنى مايكل نحو صوفى قائلا بصوت منخفض :ان الطعام لذيذ واليكس يزيد الجو حراره ومرحا.
سألته صوفى:وكم عمر شقيقتك؟ اجابها : فى الحاديه والعشرين لقد حذرتها من هذه التصرفات , لكنها لاتأخذ تحذيرى على محمل الجد.
سألته صوفى هامسه: - وهل كنت تتوقع ان تستجيب لتحذيرك؟
وقبل ان تسمع الجواب احست بنظرات اليكس البارده مصوبه نحوها, فأسرعت تنظر ال طعامها متشاغله بالاكل عن
الباقين وان كانت تسترق بين الحين والاخر نظرات خاطفه الى اليكس وبياتريس. صعدت السيده ليفكاس الى غرفه نومها وجلست صوفى ومايكل يتحدثان عن ظروف مدينه نيويورك,بينما خرج اليكس وبياتريس الى الحديقه.
بعد لحظات اعتذر االزوجان منهما وصعدا الى غرفة نومهما للراحه .وجلست صوفى مع مايكل تستمع منه باهتمام
الى طبيعه عمله مع اليكس .فلقد كان صاحب مركز مرموق فى فرع الشركه فى نيويورك, وان كان لم يبد عليه اى
غرور نتيجه لذلك قال مايكل فى ختام حديثه:- ان العمل مع اليكس ليس سهلا.
فى هذه اللحظه عاد اليكس وبياتريس من الحديقه, ووقفا قرب البابللحظات قبل ان يدخلا الى حيث صوفى ومايكل.
عندها نهضت صوفى لتصعد الى غرفه نومها فقال لها مايكل:
- هل انت مشغوله غدا؟اقصد هل من الممكن ان نقوم معا بجوله فى جزيره كريت تكونين انت الدليل فيها؟
وقبل ان تجيب صوفى ,عمد اليكس الى اطفاء اله التسجيل قائلا:
- امى لاتحب الموسيقى فى الليل.
ووجدت صوفى الفؤصه سانحه للانسحاب , فودعت الجميع وانصرفت. لكن اليكس لحقها الى الخارج واوقفها بفظاظه
- لقد سمعت مايكل يكلب منك مرافقته فى نزهه غدا.ولا اظن انك سترافقينه لانك هنا من اجل العمل مع امى وليس لاى سبب اخر. اجابت صوفى بلا مبالاه:- تصبح على خير ياسيد ليفكاس.
سألها اليكس فجأة: هل تجدين مايكل جذابا؟
التفتت اليه وقد فاجأها السؤال وقالت:مايكل ؟انه لطيف وجذاب جدا.
استدار اليكس غاضبا وعاد الى غرفه الجلوس , فى حين ذهبت صوفى الى غرفتها حيث ظلت تسمع اصوات
الثلاثه حتى الساعه الثالثه بعد منتصف الليل ثم اوت الى الفراش منهكه.
استيقظت فى الوقت المعتاد ,وتوجهت على الفور الى حوض السباحه.فوجئت باليكس هناك يمارس تمارينه الصباحيه
الرياضيه دون ان يهتم بوجودها . فانصرفت الى شؤونها ولم تعره اى اهتمام.لكنه اقترب منها بعد دقائق وقال:
هل امضيت ليله طيبه؟ اجابته بهدوء: نعم لقد كنت اتوقع ان تظلوا فى الفراش حتى وقت متأخر هذا الصباح, فلماذا
استيقظت مبكرا؟
نظر اليها بحده وقال: - هل سمعت اصواتنا عندما اوينا الى الفراش؟
ردت بابتسامه ساخره:- ايقظنى صوتكم فعلا لكن ذلك لم يزعجنى لاننى عدت واستغرقت فى النوم سريعا فانا انام
ملء جفونى.
حدق فيها بغضب شديد ثم استدار دون ان ينطق باية كلمه. استغربت صوفى تصرفات اليكس الغريبه هذه , ولكنها
اكملت تمارينها الرياضيه , وبعد ان انهت تمارينها وجلست للراحه بعض الوقت , سمعت صوته الجاف اخيرا:
- لاتنسى ما قلته لك,عليك ان تواصلى عملك العادى مع والدتى دون ان تذهبى مع مايكل للتجول والسياحه خلال
غيابى. هزت صوفى رأسها بلا مبالاه, فواصل حديثه وقد تغيرت نبرة صوته:
- ان بياتريس جميله اليس كذلك؟ وافقت صوفى ببساطه:- رائعة الجمال فعلا.
واخذت صوفى تسأل نفسها عما اذا كان اليكس يشعر بشىء نحو بياتريس بعكس ما يعتقد مايكل؟ لقد امضيا ليله
الامس معا فى الحديقه فى جو شعرى للغايه.
تابع اليكس اسئلته قائلا: - هل رأيت امرأه اكثر جاذبيه من بياتريس؟
ردت صوفى وهو خفى ضحكه خفيفه:- ليس مؤخرا على ايه حال. صرخ فيها والشرر يتطايرمن عينيه واسنانه تصر
صررا عاليا:- هل تجين ذلك مضحكا؟اذن دعينا نضحك معا.
ردت بهدوء:-ليس هناك سبب للضحك. وعند هذا الحد تركها اليكس لشأنها ونصرف عائدا الى البيت,فى حين ظلت
هى جامده لدقائق فى مكانها ثم توجهت الى غرفتها استعدادا ليوم طويل من العمل.
امضى اليكس وضيوفه بعض الوقت ظهرا يجوبون التلال, وهكذا لم يكن هناك مجال للتعامل معهم فانصرفت صوفى
الى اعمالها مع السيده ليفكاس التى اخبرتها ان اليكس يتحول من سىء الى اسوأ,وانها تشاجرت معه هذا الصباح
بسببها لانه طلب منها طرد صوفى من العمل . سألتها صوفى بابتسامه رقيقه: - وهل ستطردينى؟
ضحكت السيده وقالت:كلا وقد انفجر غاضبا عندما رفضت طلبه هذا . سألتها صوفى بفضول:
- ولماذا لايريدنى فى هذا المكان؟
ردت السيده وهى تتأمل صوفى بامعان: - انه يتهمك بالغرور والعبث مع مايكل .ويبدو ان الاتهام الثانى هو السبب
الرئيسى غى غضبه وقد هدد بأنه سيطردك رغما عنى اذا ماوجدك مع مايكل مرة اخرى!
قالت صوفى بلا مبالاه : - ساحاول ان اتجنب مايكل قدر الامكان.
قاطعتها السيده وقالت: لاتهتمى به. بعد مده دخل مايكل غرفه عملها ثم انحنى على الطاوله مسلما,
فسألتها بابتسامه رقيقه:-هل امضيتم وقتا ممتعا؟
اجابها بلطف:- كانت نزهه رائعه .ولكن الا يمكنك التوقف عن العمل هذا اليوم على الاقل؟
ردت بهدوء:- انا هنا للعمل اساسا. جلس مايكل على حافه المكتب وقال: لكل شىء وقته ياصوفى!
فى هذه اللحظه اطل اليكس عند الباب , فتراجع مايكل عن المكتب وغادرالغرفه وهو يتمتم , فى حين صرخ اليكس
قائلا :- الانسه بريانت موجوده للعمل هنا, وليس لاى شىء اخر .
وعندما اختفى مايكل اغلق اليكس الباب بشده, والتفت الى صوفى صائحا:
الم اقل لك ان تبتعدى عنه؟ ردت بهدوء: لم اغادر مكتبى طيله اليوم.
- لكنه كان هنا! - لااستطيع ان اطلب من احد ضيوفك ان يترك المكتب!
صرخ بحده: - افعلى ذلك فى المره المقبله وانا المسئول.
سألته وهى لاتصدق اذنيها: - هل تريدنى فعلا ان اطرد احد ضيوفك من المكتب؟
تغيرت ملامح اليكس فجأة بعد هذه العباره, واستدار قليلا ليجلس على حافه المكتب بجوارها قائلا :
- يبدو انك لا تجدين صعوبه فى طردى انا! حولت صوفى نظرها الى النافذه وقالت:
ارجوك ياسيد ليفكاس , لقد سبق لنا الحديث حول هذا الموضوع.
سألها بهدوء:- اى موضوع تقصدين ؟ ردت بهدوء: انت تعرف جيدا ما اعنى.
اجاب دون ان يرفع عينيه عنها: لا,لست اعرف ابدا. ثم اضاف وهو يطيل التحديق فى شعرها :
لا الوم مايكل على اعجابه الواضح بشعرك! وقبل ان تصل يده الممدوده الى شعرها, ابعدته بحده قائله:
- لاتلمسنى. كانت عبارتها هذه كمن اشعل النار فى الهشيم . اذ انتفض غاضبا وامسكها من كتفيها بعنف قائلا:
- طريقتك الفظه هذه لن تنفعك.
ردت وهى تشعر بالاحراج والارتباك بين يديه: - ماذا تقصد؟
قال بابتسامه خبيثه ساخره: - اننى اعرف جيدا هذه الوسائل . ان محاولاتك لاصطيادى من خلال هذه الطريقه
لن تنفع ابدا. احتقن وجه صوفى غضبا وهى ترد بعنف شديد:
- انت مخطىء ياسيد ليفكاس. فانا لااحاول اجتذابك لاننى لا اميل اليك مطلقا وكل مااريد هو ن اقوم بعملى بسلام.
قبل ان تدرى اطبق اليكس ذراعيه حولها واحتضنها بشده لكنها ظلت تقاومه بشده الى ان تخلصت من قبضته القويه
صارخه فيه:- كيف تجرؤ على التصرف معى هكذا .لقد احضرت بياتريس معك,فاذهب اليها .انها تبدو سعيده بك اما
انا فلا. ولشده دهشتها رأته يحول عينيه عنها وكأنه يبحث عن شىء فى الغرفه, ثم انسحب من المكتب بصمت وهدوء
منتديات ليلاس
لم تستطع صوفى بعد ذهابه ات تعود الى العمل .لقد سبب لها اليكس الكثير من الازعاج بتصرفاته تلك
لكنه ايضافجر فى ذاتها كوامن قلبها التى كانت تظنها قد ماتت الى الابد بعد ان نسيت شبح الرجل الذى حرمها النوم.
فى تلك الليله ادعت صوفى التعب والصداع معتذره عن تناول العشاء مع الضيوف , واوت الى فراشها على الفور دون ان تستطيع الاغفاء بسبب بحر الافكار المتلاطمه التى كانت تعبث بها.لقد عادت بها الذكريات الى الرجل الذى احبت فى الماضى والى السنوات الخمس المريره التى امضتها وحيده بعده.هذه السنوات التى حولت وجهها الى لوحه
صارمه قاسيه. من السهل عليها ان تتورط فى علاقه عابره لايعرف بها احد.وكم من مره اتهمت نفسها لانها حرمت نفسها من الرجل الوحيد الذى كان من الممكن ان يسعدها.
كانت تلك الليله من امسيات الربيع الدافئه التى يحلو فيها السهر على ضوء القمر .ومن اسفل النافذه سمعت صوفى صوت ضحكات مسروره عرفت على الفور انها لاليكس وبياتريس اللذين يبدو عليهما الانسجام والراحه فقامت بعصبيه لتغلق النافذه.
وفى صباح اليوم التالى توجهت كالعاده الى حوض السباحه وماهى الا لحظات حتى رأت اليكس قادما بالرغم من انه لم يأو الى الفراش الا متأخرا ليله امس.احست صوفى بالضيق من وجوده لماذا لايأخذ ضيوفه ويرحل؟ انه على وشك ان
يدمر الملجأ الامن الذى قدمته لها والدته منذ اشهر.
وصل اليكس الى جانبها وقال مبتسما:
- اعتذر عن الازعاج الذى سببناه لك امس. عرفت صوفى انه يقصد وجوده مع بياتريس تحت النافذه فى الليله الماضيه.
فقالت بهدوء متوتر:ابدا, لم تسببا لى اى ازعاج.
مرر يده من خلال شعره المبلل وقال بغضب: لنكن صريحين يا انسه بريانت .انا لا اثق بك دائما ,لانك هادئه الاعصاب
الى حد لايطاق.
ردت ببطىء: - اذا كنت تقصد اننى ارفض ان تعاملنى بخشونه,فهذا حقى .ولربما كان من الجديد عليك ان تعرف ان
هناك من النساء من لا يرغبن فى تلك المعامله القاسيه!
قال بحده:هل تؤمنين بالمساواة بين الرجل والمرأه؟ ثم اضاف بعد تردد:
اياك ان تحاولى خداعى هناك شىء ما تخططين له, وسأعرفه يوما ما. اذا كان طموحك فى مال والدتى فدعك من ذلك
فسأحاسبك عن كل قرش تستولين عليه.
حدقت فيه مليا وقالت:- ياالهى ,الا تستطيع التفكير بشىء اخر غير المال؟
ودون ان تنتظر اجابه منه ابتعدت عنه الى احد الكراسى المجاوره,لكنه لحق بها وهو يقول:
- ان فتاة ذكيه مثلك يمكن ان تحقق الكثير اذا استخدمت ذكاءها بطريقه منطقيه.ان وجودك هنا مضيعه للوقت, تعالى
الى نيويورك حيث....
قاطعته وقد احتقن وجهها غضبا: لا تكمل. جوابى القاطع .....لا .
امسك كتفيها وهو يبتسم بدهاء: - هناك دائما فرص مفتوحه لامرأه ذكيه لها جمالك فى الشركه.
قالت صوفى وهى تبتعد يديه عنها:
اه, اننى اتخيل ذلك فعلا. ولكن هذا العرض لايروق لى .
صرخ بصوت حاد:- انت لاتختلفين عن الاخريات, فلا تحاولى التظاهر بعكس ذلك.ان وجهك الهادىء هذا يخبىء تحته نارا
مشتعله, وخاصه عندما تشع هاتان العينان الخضراوان.
احمر وجهها خجلا وقالت باذراء: - ان ذلك لن يفيدك فى شىء ,اذا ما كررت هذا الحديث على مسامع والدتك.
اتسعت حدقتاه وهو يقول:- هل تحاولين ابتزازى؟
صرخت صوفى بنفاذ صبر:اريدك ان تعرف فقط اننى غير مهتمه بعرضك, وأرجو منك ان لا تلاحقنى بعد الان لابعينيك
ولا بيديك. أسرعت صوفى الى الجهه الاخرى من الحوض بخطى غاضبه, تاركه اليكس يلاحقها بنظراتهوقد وضع يديه على خاصرتيه باستخفاف وسخريه.
فاجأها صوت محرك الطائره عند المساء , فأطلت من النافذه لتجد مايكل يستعد للرحيل.فقال عندما شاهدها:
- اننا على وشك الرحيلالان. سألته بصوت عال: - لماذا هذه العجله؟
رد مايكل بصوت عال مماثل:- قد نلتقى مره اخرى.وفجأه تدخل اليكس : - لقد كان اللقاء معك رائعا,حتى وان لم يستغرق طويلا.ثم اقلعت الطائره حامله الضيوف واليكس الى مقؤ عملهم فى اثينا ونيويورك ولندن
مضى وقت طويل على سفر اليكس دون ان يسمعا منه جديدا. كان بين الحين والاخر يتصل هاتفيا بوالدته للاستفسار
عنها.وعندما كات صوفى ترد على الهاتف, كان يوجز فى الحديث طالبا منها تحويله الى والدته على الفور.
فى يوم حار جدا, احست السيده ليفكاس بصداع قوى وقررت الاخلاد الى النوم. لكنها نزلت من غرفتها بعد لحظات
ويدها على رأسها قائله:
اننى اشعر بالقلق لاادرى لماذا لكن صدرة منقبض.
علقت صوفى وهى تنظر الى البعيد: - انه يوم حار جدا.
قالت السيده :- كما وانه رطب ايضا ارجو ان لا نكون .........
ولم تكمل السيده عبارتها , اذ سمعت صوفى صوت الهواء ينفجر بشده ثم احست بالارض ترتفع تحت قدميها ورأت
الاشجار تهتز فى الافق اهتزازا مرعبا.
صرخت السيده :
صوفى اخرجى بسرعه انه الزلزال. وعلى حين بغته انفجرت اصوات الهلع من الخدم .وماهى الا لحظات حتى
هدأ كل شىء لقد انتهى كل شىءبسرعه قبل ان تحس صوفى بالذعر الحقبقى. ظلت السيده فى فراشها طيلة
النهر.وتناولت صوفى طعام العشاء .رن جرس الهاتف فجأة فجاء صوت اليكس قويا منفعلا: صوفى؟
ردت بسرعه: - ان الاوضاع هنا جيده. قال بلهفه:-
- لقد علمت بواسطه التلكس من اثينا فماذا حدث بالضبط؟
- لاشىء يدعو للقلق مجرد زلزال بسيط
-هل هى موجوده ؟ دعينى اتكلم معها؟
قالت برقه: انها نائمه الان
-شكرالك ,هل خفت من الزلزال؟ - ليس لحظة حدوثه لكن مجرد التفكير فيه ارعبنى
- وهل اصبت باى اذى؟ - لم يصب احد منا
هل ايقظتك من النوم؟ - لا كنت صاحيه
- وماذا تفعلين؟
نظرت صوفى الى السماعه باستغراب لانها لم تتوقع منه ان يواصل الحديث معها ثم قالت: استمع الى الموسيقى.
- وماذا تستمعين الان؟
الاتسمعها عبر الهاتف؟انها اسطوانه يونانيه جديده.
-هل تحبين الموسيقى اليونانيه؟
ردت بصوت ضاحك: - احب كل ماهو يونانى.
همس اليكس بصوت رقيق: - لقد نسيت شيئا مهما.
سألته باستغراب : ماهو؟ - انا يونانى ايضا.
شعرت صوفى بالاحراج الشديد واطلقت تنهيده قويه لاشك انها وصلته واضحه قال لها بعد لحظات:
تصبحين على خير ياصوفى. اغلق الخط وجلست صوفى تحدق بالسماعه ياله من رجل غريب يلجأ للمغازله فى كل
المناسبات ولكن لماذا تأثرت بصوته الهادىء فى ختام المكالمه الهادئه؟
اتصل اليكس مره ثانيه فى الصباح وسألها وكأنه عرف تأثير مكالمته عليها امس:- هل نمت جيدا ياصوفى؟
تهربت صوفى من الاجابه قائله وهى تسلم السماعه لوالدته :
- هاهى السيده ليفكاس تكلم معها ارجوك.
تحدثت السيده الى ابنها بمرح قالت له:
الجو مازال حارا جداولكن لااظن انه ستحدث مشاكل مره اخرى.ثم اضافت بعد صمت:هذا كلام غير معقول يااليكس.
استمعت السيده بقلق الى كلام ابنها ثم اختتمت حديثها قائله:
- حسنا ,سأفكر فى الامر نعم ...نعم,سأفكر بالامر يااليكس وأعدك ان اتصل بك غدا........ماذا؟تتصل بى انت؟
حسنا الى الغد.
وضعت السيده سماعه الهاتف والتفتت الى صوفى قائله؟هل انت مشتاقه الى لندن ياصوفى؟
هزت رأسها بالنفى ,فتابعت السيده كلامها قائله:
- اليكس يشعر بالقلق من حدوث زلزال اخر.وهو يريدنى ان اترك كريت لمدة اسبوع او اسبوعين ربما قمت بزيارة افراد عائلتك . تقلص وجه صوفى متوترا لكنها قالت: القرار لك ياسيده ليفكاس.
لم تكن صوفى متحمسه للفكره لكنها مجبره على مرافقه السيده ليفكاس.وذهبوا الى الشقه الخاصه بالعائله واستلقت صوفى على الاريكه تفكر ان ذهابها الى البيت يعنى ان تراه وتسمع صوته وبالتالى المخاطره فى مالايمكن توقعه.خلال هذه الاشهر استطاعت ان تنساه تقريبا لكن الله وحده يعلم مالذى يحدث اذا ما رأته مره اخرى.
وفجأة استفاقت صوفى من احلام اليقظه على صوت حركه عند الباب فوجدت اليكس واقفا هناك يتأملها وبسمه
ساحره على وجهه انتفضت بذعر ولملمت اطراف قميص النوم .وقبل ان تنهض اقترب منها ووضع ذراعيه على كتفها وقال برقه: - لا,لاتتحركى .....كان يبدو عليك ارتياح الشديد.
سألته بشك: هل تعلم السيده ليفكاس انك هنا؟
جلس الى جوارها وقال:لقد قلت لها انه من المحتمل ان امر لزيارتكم. قطبت صوفى جبينها دون ان تجيب.
لماذا لم تبلغها السيده بهذا الامر؟
سألها اليكس : - هل كانت الرحله مريحه من اثينا؟
اجابت صوفى وهى تفكر بطريقه للتخلص من هذا الموضوع المزعج ومن عينيه اللتين تحدقان بها بتأمل وامعان:
- نعم, والسيده ذهبت للنوم فور وصولنا.
سألها وهو يمد يده الى شعرها الذهبى مداعبا: - الم تتعبى من الرحله؟
قالت بسرعه وكأنها تريد التخلص منه: نعم انا فعلا متعبه ويجب ان اخلد الى الفراش.
وعندما نهضت وقف قبالتها واحتضنها بين ذراعيه بقوة فوجدت حالها عاجزه عن الافلات من قبضته القويه.
صرخت فيه وهى تحاول الافلات:- دعنى فورا. سألها بتوتر : - الى اين تهربين؟
قالت بصوت متحشرج :- انا لااريدك ابدا.
رد بقسوه:- لايمكن ان تتركينى الان. - انا اسفه.
صرخ هائجا: اسفه؟ هذه عمليه مدبره تماما. هل تعتقدين اننى لا اعرف كيف تسير الامور؟ تريدين ان تأسرينى
وتتركين اطاردك دون جدوى.........ولكننى لن اتركك الان. صرخت بحده: - ارفع يديك عنى فورا.
لكنه لم يتحرك.وادركت صوفى ان عليها التصرف بحكمه ورويه مع هذا الرجل المتوحش. وقالت:
عرضت على فيما مضى ان اذهب الى نيويورك؟ ارخى اليكس يديه عنها وقد فاجأه هذا السؤال وقال:
- وماذا يعنى هذا؟ قالت صوفى :- شقه فى نيويورك.
علق بلا مبالاه :- اذا كان هذا ماتريدينه فليكن.
ابتعدت عنه بهدوء حتى لا تثير شكوكه واضافت: - وماذا ايضا؟
صرخ بحده:- ماذا تريدين ايضا ايتها الملعونه؟
ردت بهدوء :سياره. اطلق تنهيدة ملل وقال:حسنا,حسنا, كل ماتريدين.
- والان لنشرب نخب اتفاقنا.
وعندما لتفت لاحضار ابريق العصير الموضوع على طاوله مجاوره,كانت صوفى قد اصبحت فى غرفه نومها الملاصقه
لغرفه السيده العجوز. ومع ان اليكس لحق بها الى هناك,الا انها كات مطمئنه الى انه لن يجرؤ على فعل اى شىء
يمكن ان يوقظ والدته فى وقت متأخر. ولذلك قالت له ضاحكه:
- تصبح على خير ياسيد ليفكاس. صرخ بصوت خافت:ماهذه اللعبه الجديده بحق السماء؟
رفعت صوفى صوتها قليلا:- للمره الاخيره ياسيد ليفكاس انا لست راغبه فيك.ولا يمكنك ان تشترينى ابدا.جوابى
هو لا..........فهل تريد ان اصرخ به كى يسمعه كل الناس؟
- هل تريديننى ان ارفع الثمن؟
قالت بغضب وانفعال: الثمن؟انت تدفع ثمنا لكل شىءولكنك لاتعرف قيمة اى شىء؟اليس كذلك؟اننى لست للبيع.
صرخ بها:- ولماذا كنت تساوميننى قبل لحظات؟
فى هذه الاثناء فتح باب غرفة نوم السيده العجوزه التى اطلت عليهما مما اربك صوفى وجعلها تهرب الى غرفتها
بينما احمر وجه اليكس خجلا وهو يسمع كلام امه:- اليكس ما الذى يجرى؟ لماذا كنت تصرخ على صوفى؟ماذا كنت
تفعل؟ تمتم اليكس بانفعال ثم غادر المكان قائلا: عليها اللعنه.
وقفت صوفى فى العتمه مضطربه وهى تفكر فى السهره التى انتهت الى ما انتهت عليه.كيف سمحت لنفسها
ان تنجر الى هذا الموضوع؟ وكيف ستواجه نظرات الوالده وابنها غدا؟وظلت تطرح الاسئله الحيرى على نفسها الى ان
جاءها ملاك النوم فأغفت فى وقت متأخر من الليل.
ذهلت صوفى عندما فتحت عينيها فى صباح اليوم التالى واكتشفت ان الوقت متأخر.نهضت بسرعه واغتسلت
وارتدت ملابسها, ثم ذهبت الى غرفه الطعام.وعندما سألت عن السيده الكبيره قيل لها انها ذهبت الى السوق باكرا
وهى تطلب منها ان تأخذ اليوم عطله لقضائه كيفما تشاء.
تناولت صوفى طعامها بهدوء وهى تفكر فى احداث الليله الماضيه.وعندما انتهت توجهت الى الخارج دون ان يكون
لديها مشروع محدد لبقية النهار. وعلى حين بغته وجدت نفسها وجها لوجه امام اليكس الذى قال لها بصوت قاس:
ادخلى الى مكتبى. ترددت وهى تشعر بالارتباك والضياع فعلق قائلا:
- تفضلى, فانا لست من اكلة لحوم البشر.
دخلا معا, ثم جلس هو الى مقعده الوثير. بينما ظلت صوفى واقفه تنتظر انفجاره العنيف لكنه قال بهدوء:
- لقد ظننت اننا اتفقنا امس,ثم فى لحظه تغير كل شىء لماذا؟
اتجهت صوفى صوب النافذه وسرت بنظرها الى الخارج للحظات قبل ان تقول دون ان تلتفت اليه:
- اظن اننى كنت متعبه بسبب اختلاف الوقت بين اثينا ولندن,وانا اعتذر عن اى انطباع خاطىء اخذته عنى .
سألها بحده:- ولكن لماذا ساومتنى كثيرا؟
ردت بحده:- لان تلك كانت الفكره الوحيده التى خطرت لى للهرب منك.
نهض اليكس واقترب منها قائلا بصوت عميق هادىء:- اننى اريدك ياصوفى.
صرخت غاضبه: لا ........لا اريدك. تفجر صارخا:- لااستطيع ان اتزوج ياصوفى ابدا.
التفتت اليه وقد ادهشتها عبارته :- لم اطلب منك ذلك.
تابع بحده:- انت تنتظرين ذلك,اليس كذلك؟ عليك ان ترى الامور من منظار اهلى.فهم يريدوننى ان اتزوج فتاه يونانيه غنيه يختارونها هم لى.وبالفعل هناك خياران امامى الان,وامى ستقرر الخيار النهائى.
وعندما لاحظ نظرتها الساخره تابع يقول:- ارجوك ان تستمعى الى..........
قاطعته بلا مبالاه:- لن استمع الى اى شىء اخر .الا تدرك انك تهيننى بعرضك هذا؟انا لا اباع واشترى,فانا امرأه
ولست سلعه للاستهلاك!
اقترب منها وقال بلطف:انا واع تماما لذلك. صرخت بحده :- ابتعد عنى ارجوك.
وضع يده على ذراعها وقال:- عندما سمعت عن الزلزال لم اقلق على امى فقط....لقد خفت عليك ايضا.وعندما
سمعت صوتك تلك الليله شعرت بفرحه طاغيه لم الحظ من قبل كم انا متعلق بك.
سحبت صوفى ذراعها من يده قائله:- انك تريدنى,لكن ماذا بعد ان تمل منى؟ هل ستحولنى الى موظفه اداريه فى
امبراطوريتك الواسعه؟
- ارجوك ,لاضروره للصراخ. تابعت هجومها قائله: - فلتسمع الخادمه وغيرها لماذا لا تفتح الباب؟ لماذا لا تترك بعض الصدق يدخل الى نفسك؟
انفدفع نحوها وهو يقول محاولا تخفيف حدتها:- انك متوتره حبيبتى.........
ابعدته عنها بقسوه وقالت:
- لا تنادينى بيا حبيبتى اياك ان تقترب منى بعد الان........
ثم اندفعت خارجه والدموع تنهمر على وجنتيها المضرجتين بحمرة الانفال بينما ظل اليكس واقفا فى مكانه وقد
عقدت الدهشه لسانه
امضت بقية نهارها فى لندم وهى تشعر بانها على وشك الانفجار بالبكاء فى كل لحظه.لقد عاشت منذ مده طويله فى فراغ عاطفى,وفى الليله الماضيه استطاع اليكس ان يخترق حواجزها .ركزت صوفى ذهنها كى تبعد افكارها عنه, وتنهى شراء بعض الاغراض التى هى بحاجه اليها.ماحدث مع اليكس احزنها بشكل لم تجد له تفسيرا. ومع انها اقنعت
نفسها بكرهه واحتقاره فقد شعرت بالارتياح لان اليكس لم يكن هناك.
سألتها السيده وقالت:- ماذا كان يحدث ليله امس ياصوفى؟
ردت بهدوء وكذبت: خلاف بسيط ياسيدتى....كالعاده.
حدقت فيها السيده ليفكاس مطولا ثم قالت:- بسيط؟لقد كان اليكس على حافة الجنون امس.
احمر وجه صوفى خجلا وهى تجيب:افضل ان تسألى ابنك ياسيدتى.
هزت السيده رأسها ببطء وقالت:- لقد فهمت.
وتابعت بهدوء وقالت:- يجب ان تزورى عائلتك خلال وجودك فى لندن ياصوفى اذهبى غدا وامكثى المده التى ترغين
فيها.وعندما أقرر الرجوع الى كريت سأتصل بك.
هزت صوفى رأسها وهى تشعر بالاضطراب.لن تستطيع ان ترفض والا اثارت شكوك السيده.وفجأه فاجأتها بسؤال:
-هل تحبين اليكس ياصوفى؟
استغربت صوفى السؤال وغالبت ضحكه عاليه لتقول:- على الاطلاق ياسيدتى..........ابدا.
حدقت فيها السيده مطولا ثم قالت بفتور: - حسنا ....حسنا.
ونامت الامرأتان باكرا استعدادا لنشاط واسع فى صبيحه اليوم التالى . وبالفعل استيقظت صوفى مبكره وحزمت
امتعتها وودعت السيده بعد ان اعطتها عنوان بيت اهلها.عانقتها السيده بحنان قائله:
- اهتمى بنفسك ياصوفى. ردت صوفى قائله:- وانت كذلك ياسيده ليفكاس .
وتوجهت الى محطة القطار واخذت القطار المتوجه خارج لندن حيث تقطن عائلتها فى منطقه ريفيه جميله.
أطلت مشاهد الريف الساحره ببيوته المألوفه وعندما انزلها التاكسى امام البيت, كادت تتعثر وهى تجر خطاها وتتمنى
ان يكون والداها لوحدهما فى البيت.
وحالفها الحظ فعلا ووجدت والداها فعلا فدخلت الى غرفه الجلوس علقت والدتها ضاحكه:- ثيابك انيقه جدا.
وسالتها امها:هل اليكس ليفكاس فارس النساء كما يقولون فى الصحف؟
ردت صوفى بلطف :- اليكس دون جوان حقيقى.
سألت صوفى وهى تهرب من السؤال الاساسى الذى يدور فى ذهنها:- كيف حال الجميع؟
قال والدها:- مارى وضعت مولودا. اعقبت والدتها قائله:انها طفله حلوة لكنها ورثت انف جورج الطويل.
اطلقت صوفى ضحكه صفراء وقالت:- كيف حال جورج؟
اجابها ابوها:- بحاله جيده.الين ذهبت قبل قليل,سيمون يأمل ان تكون قد تعالجت .اه هل اخبرتك ان جيرارد اشترى
سياره جديده, ولكنه حطمها فى اليوم الاول من قيادتها؟
سألت صوفى وقد شحب وجهها وهى تحاول جاهده ان تضبط أعصابها:- هل أصيب بمكروه؟
قال والدها:- كسر يده جيرارد هو اسوأ سائق عرفته فى حياتى.
هزت صوفى رأسها بلطف:- هل استطيع الان ان ارتب حقائبى؟اننى بشوق الى مشاهدة غرفتى.لقد نسيتها
تقريبا بعد هذه المده.علق والدها بجفاء: - طويله جدا جدا.
اخرجت صوفى فساتينها من الحقيبه وعلقتها فى الخزانه . وقد توقفت طويلا امام فستان هو اغلى ما امتلكته طيلة حياتها.استغربت صوفى لماذا احضرته معها هذه الزياره؟كان من الخطأ ان تفكر بارتداء هذا الفستان امامه, فلعل
ذلك يثير المشاكل التى ظنت انها انتهت. غير انها تتوق الى نظره منه ولو لثانيه واحده.يجب عليها ان لاتفكر بهذا
الاسلوب.لماذا يصعب عليها ان تنساه؟انقذها من افكارها قرع خفيف على الباب,فالتفتت بتوتر وقالت : - ادخل.
اطل رأس اختها الضاحك فصاحت صوفى : باتسى . عانقتها بحنان وشوق .
قالت باتسى اننى سعيده لوجودك معنا ياصوفى.
استمر الطقس الحار يخيم على منطقة كنت الريفيه وفى ذات يوم استلقت صوفى فى حديقة المنزل تفكر بأفراد
العائله الذين لم ترهم منذ قدومها البيت.كانت ايلين ابنة عم من الدرجه الثانيه,وكان زواجها من صاحب البيت المجاور
هو الحديث المثير لوالدتها, التى لم تدخل قط الى البيت قبل دعوة العرس.
تذكرت صوفى شيئا جعلها ترتجف رغم اشعه الشمس . امس شاهدت الرجل الذى تحب وهو يعبر بسيارته من
امام البيت.شاهدت وجهه فقط ولثوان معدوده ولكنها كانت كفيله باشعال نيرن قلبها من جديد.
سمعت قرع جرس الباب الخارجى .نهضت لتسأل من الطارق باعتبار ان جميع افراد العائله كانوا بالخارج وعندما فتحت
الباب لم تتمالك نفسها من الصراخ بصوت عال:- انت ماذا تريد؟
وضع اليكس يديه على اطار الباب وكأنه يريد منعها من اغلاقه وقال بهدوء:
- اوصلت والدتى الى عند احدى صديقاتها فى منظقة تنبريدج المجاورة. وفى الطريق فكرت ان امر لزيارتك.
بدت علامات الاستغراب على وجهها وهى تقول:- لكن تنبريدج ليست مجاوره لنا؟
قال بحده:-الحقيقه اننى جئت لزيارتك.
تضرج وجهها بحمرة الخجل وقالت :- لا اريد ان ادخل معك فى نقاش فقط اذهب ارجوك.
خيم صمت ثقيل للحظات ,كان اليكس خلالها يتأمل فستان صوفى الازرق الانيق ثم قال:
- تبدين جميله جدا ياصوفى.ان ذوقك رائع و كل شىء ترتدينه يبدو وكأنه صنع خصيصا لكى.
تمتمت صوفى وهى تفكر بسبب مجيئه الى بيتها:- ارجوك اذهب ارجوك.
لكنه رفعها بين يديه فجأة وادخلها الى الردهه ثم انزلها بعد ان اغلق الباب صرخت فيه بحده:
- اخرج فورا. - اتكأ الى الباب قائلا:- اريد التعرف الى والديك.
اعترفت مكرهه:- انهما فى الخارج .لكن هذا لا يعنى ..............
رفع ابعه الى فمها واسكتها قائلا :- لم ات الى هنا لاعيد عرضى السابق ياصوفى.
سألته بنبرة استغراب:- لماذا اتيت اذن؟
قد ازعجنى بكاؤك فى المره الاخيره . بكاؤك جعلنى اشعر باننى حقير جدا.
علقت بحده :- الست كذلك فعلا؟
هز رأسه باذعان وقال: - استحق ذلك , مع ان احدا لم يتجرأ على الكلام معى بهذا الشكل من قبل والحقيقه اننى
لم احب ما رأيت.
تمتمت بصوت خفيض:- ولا انا ايضا.
قال غاضبا:- حقا؟ انا اسف ياصوفى .وها قد جئت كى اعتذر واراضيكى . لقد تصرفت بحقاره معك.لكن تجاربى مع
النساء الاخريات علمتنى ان لكل شىء ثمنا. قالت بحده:- اذن تجاربك محدوده جدا.
رماها بنظره ناريه وتابع يقول :- الحقيقه ان تجاربى اوسع من تجاربك للاسف. لقد تعلمت ان الانسان يستطيع شراء
معظم الاشياء ومعظم الناس. والحياه مليئه بالنساء المستعدات لقبول العرض.
ردت بهدوء:- لكننى لست واحده منهن.
قال بارتياح واضح:- لا,لست منهن.ولاكن صريحا معك...فقد كنت اتمنى ان تكونى مثلهن.
نظرت صوفى اليه بانفعال وصاحت:- اياك ان تضيف كلمه اخرى بعد.
رد بصوت دافىء يحمل معان عديده:- انت جميله جدا ياصوفى.
قالت بصوت حاد: - لااريد ان تعيد الكره من جديد.
صرخ بنفاذ صبر:- انى احاول ان اجد الاعذار لنفسى.اعرف ان سمعتى تعطى الانطباع باننى رجل دون جوان لكن الحقيقه ان الوقت لم يعد يسعفنى الان.ولم اعد زير النساء الذى تسهب الصحف فى وصفه.
ابعدت صوفى عينيها وقالت:لست مهتمه بسماع تفاصيل حياتك.
همس وهو يقترب منها:- لا تغضبىياصوفى.لست فخورا بحياتى السابقه ولكنها الحقيقه المجرده .انا رجل احب رفقه النساء وهن يرغبن فى اموالى وهذه معادله ناجحه فى كثير من الاحيان.
تمتمت بصوت متحشرج: - انا متأكده من ذلك.لا اريد ان اسمع المزيد. ارجوك اخرج ودعنى وحدى.
سألها ويده تلامس ذراعها:- كيف كان باستطاعتى ان اعرف انك لست مثلهن؟
سحبت يدها بحده:- لقد ابلغتك ذلك بوضوح.
علق اليكس بقسوه:- اعتقدت ان ذلك جزء من الممانعه غير الجديه .على فكره ربما احببت ان تعرفى ان والدتى عنفتنى بشده تلك الليله. لقد هددتنى بانها ستحيل حياتى جحيما اذا ما تسببت تصرفاتى برحيلك.
وفجأه قرع جرس البيت, فأسرعت صوفى تفتح الباب .قالت لها ايلين وهى تلتفت الى السياره الفاخره المتوقفه امام
الباب:- لمن هذه السياره ياعزيزتى؟لا تقولى لى انها ملكك؟يبدو انك لاتستعملين القطارات هذه الايام, ام هى ثمن
خدمتك فى ذلك البيت الثرى؟
كانت ايلين تتكلم بصوت ساخر.ولم تجد صوفى الكلمات المناسبه للرد,خاصه وانها مازالت مضطربه بعد ماجرى بينها وبين اليكس .فى هذه اللحظات تحرك اليكس فرأته ايلين التى قالت بصوت انثوى رقيق:
- اه, هل ازعجتكما(ثم قالت وهى تمد يدها باغراء) الا تعرفينا الى بعضنا ياصوفى؟
قالت صوفى وهى تزدرد الكلمات بصعوبه:- ايلين,هذا اليكس ليفكاس.سيد ليفكاس,هذه ابنة عمى ايلين هاركورت.
قال اليكس بهدوء :- كيف حالك يا ايلين؟
ردت ايلين بابتسامه عريضه: - هل جئت تأخذ صوفى الان؟انا هنا كى ادعوها الى حفلة عيد ميلادى الليله.
قال بسخريه واضحه:- بل ستكون هنا الليله.لقد جئت لاخبرها بامر مهم فقط.
لقد تعلمت صوفى الرد على هجمات ايلين لكن هذه المهه بدت صعبه للغايه امام نظرات اليكس المتفحصه.ولم ينقذ
الموقف الا منبه سياره انطلق فجأة فى الخارج.فقالت ايليم:- هذا جيرارد يستعجلنى.هل ابلغه سلامك؟
قالت صوفى ببرود شديد:- اجل. ضحكت ايلين واسرعت نحو المدخل لكنها توقفت ,موجهه الحديث الى اليكس:
- طبعا الدعوه موجهه ايضا الى اصدقاء صوفى وانت مدعو ياسيد ليفكاس.
اغلق صوفى الباب بشده فى حين جلس اليكس يراقب توتر صوفى الذى اتضح على شطل رعشه فى اليدين وارتجافه
خفيفه فى الشفتين . سألها بلهجه امره:- ماهذا الذى يجرى؟
ضحكن بخفه : لاشىء, هذه تصرفات ايلين العاديه.
- لاتكذبى على.انها تكرهك كثيرا.ابعدت صوفى وجهها عنه, لكنه امسك بيديها وقال:- صوفى انظرى الى.
حولت عينيها الخضراوين اليه,فشاهد فيهما ملامح دموع تجاهد كى تظل حبيسه الجفون:
- ماذا كانت تقصد؟ماذا وراء هذا كله؟ردت صوفى بصعوبه :
- انها تكرهنى .فايلين لاتحب احدا ابدا.
سألها باللهجه الامره نفسها:- ومن هو جيرارد؟
- انه ابن عمى البعيد.اتمنى ان يكون على درايه بافعاله.كيف يستطيع ان يتصرف هكذا مع كيت وهى حامل الان؟
ولم يمض على زواجهما اكثر من سنتين.
سألها بصراحه وقسوه :- هل هو يحبك؟
ضحكت صوفى وهى تسير نحو غرفه الجلوس:- بالتاكيد لا.
وتابع اليكس اسئلته المحرجه:- وهل تحبينه انت؟
نظرت صوفى اليه نظره خاطفه ثم التفتت الى صوره على رف فوق المدفأه وقالت :- هذا هو جيرارد.
التفت اليكس الى الصوره ثم ضحك بارتياخ عندما شاهد الوجه الصبيانى وقال:
- لقد اقلقتنى بالفعل ثم همس قائلا:هل ستكون حفله الليله رسميه؟
نظرت اليه باستغراب متسائله:-وهل تفكر بالذهاب اليها؟
لم لا,لقد وجهه الى الدعوه.
صرخت بصوت ملح:- لا يمكنك ذلك.اليكس ارجوك. انا افضل ان لا تذهب.
حدق فيها مطولا ثم قال بحده:- انا لم ارتح لتلك المرأه ولم احب الطريقه التى كانت تنظر بها اليك ولا طريقه حديثها.
ثم اضاف :- هل استطيع الذهاب بهذه الملابس ام المطلوب ملابس سهره رسميه؟
صرخت بيأس:- ارجوك لا تذهب.
سألها وقد ازعجته ملامح القلق على وجهها:- لماذا ياصوفى؟لماذا؟
همست وهى تبعد نظرها عنه:
- ستسبب لى الكثير من الكلام .الناس هنا مغرومون بالقال والقيل.
- دعيهم يفعلون مايشاؤون.انا ات لمرافقتك.سأكون هنا عند الساعه السابعه والنصف.ثم اضاف ضاحكا:
- وهكذا سيكون لدى الوقت كى اتعرف الى عائلتك . وبالتاكيد سيرتاحون كثيرا عندما يكتشفون اننى لست كما تصورنى الصحف.
فى نهايه النهار صعدت صوفى الى غرفتها للاتعداد للحفله . فكرت وهى تخرج فستانها الجديد من الخزانه بان ايلين ورطتها فى هذا الوضع.نظرت بعد قليل فى المراه فوجدت انها فى احسن حالاتها .وفجأه قرع الجرس,فخفق قلبها
بشده واسرعت الى قمة الدرج المطل على المدخل.
فتحت باتسى الباب,وكان اليكس هناك بابتسامته الساحره. سألها وهو يبتسم بلطف:-
- لاشك لنك باتسى؟
ردت باتسى وانفاسها تكاد تتقطع:- نعم ,اهلا وسهلا,تفضل بالدخول.
تحركت صوفى نزولا فالتفت اليكس متأملا الثوب الربيعى الاخضر المطرز بخطوط فضيه تزيده جمالاوانعكست اضواء
المدخل على شعرها الذهبى النارى لتعطى صورة تخطف الانظار تقدم اليكس صوب اسفل الدرج واخذ كف صوفى
بين يديه قائلا:- انت فاتنه فعلا.
ابتسمت له وواصلت سيرها الى غرفه الجلوس يتبعها اليكس وباتسى بصمت.هناك كان والداها ينتظران بارتباك وتوتر
للترحيب بلذيف الغريب. وقد استطاع اليكس بكياسته ولطفه ان يزيل الرسميات وقال:
- لدى تعليمات من والدتى بان اهتم بصوفى بشكل خاص هذه الليله فامى لا تريد ان تخسر افضل سكرتيره تعرفت
اليها خلال حياتها.
خففت هذه العباره من قلق الوالدين كما وانها اشعرت صوفى بالارتياح لانه تصرف برقه ولطف مع عائلتها. ولم تستطع
صوفى ايضا الا ان تلاحظ نظرات الاعجاب التى اطلقها اليكس نحوها بين الحين والاخر.
بعد مدة قال؟الا تعتقدين ان الوقت قد حان للذهاب يا صوفى؟ هل انت جاهزة ياصوفى؟
قال اليكس هما فى طريقهما الى البيت الريفى المجاور:- لو انى رأيتك بهذا الجمال لما تركتك ابدا
اعترضت صوفى ضاحكه:- انت رجل صعب للغايه.
رد بسرعه:- من المؤكد انك لم ترى نفسك فى المرأه.والا لما استغربت عبارتى.ثم سألها وهو يتوقف امام البيت:
- ياله من بيت جميل من هو صاحبه؟
اجابته:- زوج ايلين. علق اليكس ساخرا:- يبدو ان ايلين متزوجه من ثروة.كان من الواضح ذلك على تصرفاتها اليوم.
تمتمت صوفى بحده:- هيا اخرج دفتر الشيكات. فالمال هنا يفعل العجائب.
استدار ناحيتها بدهشه وقال:-لقد قلت ذلك بحده فعلا, انت فعلا تكرهينها ....اليس كذلك؟
قالت بصوت منفعل :- يجب ان احذرك من ان ايلين امرأه وقحه للغايه.
ادركت صوفى فور وصولها البيت ان ايلين اشاعت بين المدعوين احتمال حضور اليكس الحفله.هى تعرف معظم الحضور الذين راحوا يتقدمون منها للسلام عليها وللتعرف على اليكس ايضا.قالت لها ايلين بقسوة:
- تبدين انيقه جدا بهذا الفستان ياعزيزتى.انك تشعريننى بعقدة نقص فعلا.
ردت صوفى على نظرتها القاسيه بلا مبالاه وقالت:- انت دائما رائعه يا ايلين.
وضعت ايلين ذراعها حول كتف اليكس وقالت ضاحكه:- هل تصدق, كان لدى شعور بانك ستحضر. ماذا فعلت بصوفى؟
لقد تغيرت الفتاه الى درجه لم نعد نعرفها.
كانت صوفى تشعر بالقلق والتوتر وهى تراقب الرجل القادم من خلف ايلين.تابعت ايلين كلامها مخاطبه اليكس والرجل الجديد:- الا توافق ياسيمون؟الم تتغير صوفى؟اننى اتساءل عما كانت تفعله الا تتساءل انت؟ تبدو الان غريبه فى هذا المكان المنعزل الموحش.انا متأكده ان نظرتها هذه تمكنها من تحقيق ماتريد اذا صادفها الحظ.
ودت صوفى لو انها تصفع هذا الوجه اللئيم ,لكنها كبتت مشاعرها متضاحكه على كل عباراتها واعتبرتها مجرد نكته سخيفه. تابعت ايلين كلامها:
- سيد ليفكاس.الافضل اليكس على اساس ان تنادينى ايلين بالمقابل هذا زوجى سيمون.
مد سيمون يده ناحية اليكس مصافحا فى حراره وهو يقول:
- اهلا بك فى بيتنا,ان اصدقاء صوفى هم اصدقاء لنا ايضا.
رد اليكس دون ان تغيب عن ذهنه نبرة السخريه فى تعابير سيمون وزوجته:
- شكرا لك .ان منزلك جميل للغايه.
التفت سيمون الى صوفى قائلا:- هل انت مسروره بالعوده الى انكلترا ياصوفى؟منتديات ليلاس
ردت بلطف - جدا ياسيمون. وكيف حال لوسى؟
تغير وجهه للحظات لكنه تابع بهدوء:- انها افضل الان.لقد عثرنا لها على مدرسه غير بعيده من هنا ويبدو انها احبيتها
كثيرا. - اتمنى ان اراها وانا موجوده هنا.
التفت سيمون الى اليكس الذى كان يستمع اليهما بأدب وقال:-
- ابنتى بكماء وقد وجدنا صعوبه فى اقناعها بهذه الحقيقه.
اعتذر سيمون منسحبا بعد ان ناداه احد الضيوف.علق اليكس بأسى:
- ياله من مسكين زوجته مستهتره وطفلته بكماء ولا غرابه ان يبدو تعيسا الى هذا الحد.
علقت صوفى موافقه:
صحيح لم يكن محظوظا فى حياته.
تابع اليكس غاضبا دون ان يحاول اخفاء تاثره بحالة سيمون:- هذا اقل مايمكن قوله , ويبدو انه رجل محترم ايضا.
فى هذه الاثناء اخذت ايلين اليكس من ذراعه وراحت تعرفه على المدعوين.كانت تتصرف وكانها تلقت اغلى هديه
فى حياتها.وقفت صوفى تراقب جموع الراقصين وقد بدأ جو الغرفه العابق بالدخان يخنقها .انسحبت بهدوء وخرجت الى
الشرفه المظلمه .فجأة سمعت وقع خطوات خلفها وشمت رائحة سيجار عرفتها للتو فالتفتت صارخه بصوت متحشرج
- لا..... عد الى الداخل فورا.
سألها سيمون دون ان يبالى بتوترها:- هل انت لوحدك ياصوفى؟
تقلصت ملامح صوفى وهى تقول:- ارجوك ياسيمون.
حاولت صوفى الهرب الى الشرفه الجانبيه لكن سيمون لحق بها بخطوات واسعه وامسكها بين ذراعيه بقوة.
لكنها قاومته بشده قائله:- ارجوك ياسيمون لاتجعلنى اغضب منك.
رد بقسوه:- لست ابالى بغضبك اننى بحاجه اليك.
وغابا فى عناق عنيف.قطعه سيمون بعد لحظات بصوت متهدج :
- ياالهى كدت ان اجن وانا انظر اليك فى الداخل .اريدك ولكن لا استطيع الاقتراب منك.
اتكأت صوفى على جدارالشرفه وقالت بقلق:- يجب ان تكون فى الداخل ربما لاحظت ايلين غيابك.
رد بعنف:- لن تلاحظ شيئا مهما حدث ان انظارها مشدودها الليله الى صديقك اليكس فقط.
قالت بصوت منكسر: - انا اسفه لاحضاره لكنها وجهت اليه دعوه مباشره وهو اصر على الحضور.
حدق سيمون فيها بعينين مليئتين بالغيره وقال:- انها تشيع بين الحاضرين بأنك لست سكرتيرة والدته فقط.
وجهت صوفى اليه نظرات مشفقه وقالت:- انت تعرف ياعزيزى ان ذلك غير صحيح.فلماذا تهتم بأقاويلها؟
سكتت صوفى للحظات وقالت بصوت هادىء:
- الافضل ان تعود الى الداخل ياعزيزى فهذا افضل لنا معا.
رد ويده تلامس شعرها النارى:- ليس بعد .انك رائعه فى هذا الثوب ياعزيزتى.تبدين كالربيع وكأنك كما كنت فى الثامنة
عشر من عمرك. همست بصوت مخنوق:- كفى ارجوك.
تابع بلا مبالاه:- احلم بك دائما وعندما استيقظ اجد الكابوس الدائم: ايلين والمشاكل والاستهتار.افكر احيانا بانك تزوجت
من رجل اخر فأجن.
اخفت صوفى دموعها المنهمره وراء كفين مضطربين فتابع يقول بلهفه :انا اسف ارجوك لا تبكى ياصوفى.
همست بصوت صدر من اعماقها:- اننى احبك.اذهب ياسيمون ارجوك لا تعذبنى اكثر.
تنهد بأسى ثم استدار ببطء وعاد الى الداخل بينما ظلت صوفى على الشرفه وفجأه تناهى الى مسمعها صوت وقع
اقدام فالتفتت برعب لتجد اليكس .لاشك انه سمع كل شىء وهذا واضح من النظرات الحاده التى اطلقها نحوها
قال بصوت فاتر:- ادركت بعد فوات الوقت ان ما اسمعه لا يخصنى لكننى لم استطع الظهور كنت مختبئا من زوجته
اللجوج وهكذا اصبحت شاهدا لقصه روميو وجولييت المتكرره لقد كان اداء رائعا فعلا.
صرخت وهى تبتعد عنه :- كفى ارجوك. الاترى اننى غير راغبه بالحديث معك؟
علق اليكس ساخرا والمرارة تعتصر نفسه:
- انا متأكد من ذلك لقد خدعتنى بوجهك الجميل كنت ساصدق انك الجميله البريئه التى تنتظر فارس الاحلام اليس كذلك؟ وتابع يقول بحده:- لقد كدت ان تنجحى لولا الحظ الذى جعلنى ارى هذا المشهد العاطفى.
لمعت عينا صوفى بغضب مفاجىء وقالت :
- سأكون فى منتهى السعاده اذا ما ابتعدت عنى الى الابد ياسيد ليفكاس انا اصطادك؟ اننى لا استطيع تخيل نفسى معك فى مكان واحد.
سارت صوفى ناحية الباب الا ان ذراعى اليكس كانتا اسرع منها فصرخت بحده :- دعنى اذهب.
لكن الذراعين القويتين احكمتا الطوق حولها فى تلك اللحظه جاءت ضحكه ساخرة فابتعدا عن بعضهما
قالت ايلين بخبث:يالهى كم كنت غبيه كم انت مسكين يازوجى العزيز,لماذا شحب وجهك ياسيمون؟هل انت بخير؟
ادارت صوفى رأسها وهى تغال دموع الحقد والغضب والخجل لكن اليكس قال بهدوء واتزان وادب:
- يبدو ان لديك فكره خاطئه ياسيده هاركورت.انا وصوفى ننوى الزواج قريبا.
كسر اليكس الصمت بضحكه مجلجله وقال:
- كان من الصعب معرفة من منكما كانت اكثر ذهولا على الشرفه.
سألته صوفى ولم تكن بعد افاقت من الصدمه :- لماذا فعلت ذلك؟
كانا يجلسان فى سياره اليكس المتوقفه فى طريق فرعى بعيدا عن بيتها.وفى مثل تلك الساعه من الليل.
اشعل اليكس سيجارة ثم قال وهو يحدق فى صوفى :- لست ادرى .اعتقد اننى اردت ان امسح تلك الابتسامه
الفظيعه عن وجهها.
والحقيقه انه نجح فعلا.فما كادت ايلين تتبين معنى كلماته ,حتى تحولت ابتسامتها الهازئه الى ضحكه صفراء.
وسرعان ما راحت تقلب نظرها بين اليكس وصوفى والحسد يأكل صدرها.لقد اغضبها مجرد التفكير بأن صوفى ستتزوج
ثروة اليكس الباهظه. قالت صوفى بمراره:- لكنك جعلت الامور اسوأ.سأحاول ان ارى سيمون غدا لاخبره بأنها كانت
مجرد مزحه. صرخ بها غاضبا:- لا, لن تذهبى لرؤيته.
احتقن وجه صوفى بالغضب ونظرت اليه بوجه مضطرب وعينين مليئتين بالدموع قائله:
- يجب ان اخبره بأن ماورد على لسانك ليس صحيحا.
قاطعها بعنف:-لا.لقد كذبت على مره والان يمكنك ان تكذبى عليه ايضا.
- لم اكذب عليك ابدا.
صاح غاضبا:- بلى ,لانك لم تذكرى امامى بعض الامور.لقد جعلتنى اصدق بأنه لا يوجد احد فى حياتك وطوال الوقت
كنت غارقه حتى اذنيك فى حب رجل متزوج.
قالت بصوت مرتجف :- لست مرتبطه مع سيمون بعلاقه ............ابدا.
مد يده الى ذقنها وادار رأسها نحوه بعنف وقال:-
- اذا كذبت على هذه المره سأقتلك. هل هنلك علاقه بينك وبينه؟ نظرت اليه برعب حقيقى وقالت:- كلا.
- متأكده؟ - تمام التأكيد. ثم قالت بتحد غاضب:- كيف تجرؤ على استجوابى كما لو اننى مجرمه؟ليس من حقك ان
تطلب معرفة اى شىء عن حياتى الخاصه. من تعتقد نفسك؟
تقلص فمه القاسى وهو يقول:- اننى الرجل الذى اعلن منذ قليل انه سيتزوجك.
صرخت صوفى بحده:- لاتكن سخيفا.كلامك لا يعنى اى شىء.
- بلى انه يعنى اشياء كثيره .لن اسمح لاحد باتهامى بالتراجع عن وعودى.لقد اعلنت الامر لانيه ولن اتراجع عن كلامى
- ماذا تقصد ب علانيه ؟لم يسمع احد سوى ايلين وسيمون فقط.
انقطع صوتها عند ذكر الاسم الثانى , فالتفت اليها اليكس غاضبا يراقب الدموع المنهمره على وجنتيها .بعد لحظات
مسحت صوفى دموعها وشرقت انفها بضعف ويأس.
ضحك دون اهتمام بحزنها وقال:- هل تعتقدين ان ايلين ستحتفظ بتلك الاخبار لنفسها؟
جمدت صوفى فى مكانها منذهله. فتابع اليكس كلامه بقسوة واضحه:
- خلال اربع وعشرين ساعه سيكون لبخبر قد انتشر فى هذه المدينه.
شعرت صوفى يالدنيا تدور بها فقالت بيأس:- لماذا انت عنيد هكذا؟هل تشعر بأن كرامتك جرحت؟اه لماذا قلت انك
ستتزوجنى؟هل كان عليك ان تقول شيئا كهذا؟
رمى السيجاره من نافذه السياره بعصبيه وقال:
- لقد قلتها من اجلك ايتها العنيده. لم احتمل اهانه تلك المرأه وانت عاجزه .لست ادرى لماذا قلتها لعلها خرجت منى لا شعوريا؟
قالت صوفى وهى تتنهد:- هل كان عليك ان تكون شهما فى تلك اللحظه بالذات؟ذلك ليس من طبعك ياسيد ليفكاس
فلماذا لم تجد شخصا اخر تلعب معه دور الفارس الشجاع؟
حدق بها وشرارات الغضب تلتمع فى عينيه:
- كان من الافضل ان اتركها تهينك وتجرحك وانت عاجزه تماماعلى الشرفه. ربما كان على ان اصفعها فقط.
- ذلك ماكنت اتوقعه منك.وما كنا ابتلينا بهذه المشكله العويصه.
قال اليكس واصابعه تضرب على مقود السياره:
- كم مضى على علاقتك به؟ غمغمت بخجل:- خمس سنوات.
هتف غير مصدق :- خمس سنوات,يالهى كم كان عمرك يومها؟
ردت بتنهيده :- ثمانى عشرة سنه.
قال بغضب:- يجب ان يعاقب هذا المجرم ان عمره يقارب الاربعين.
قال اليكس دون انفعال: خمس سنوات وهل تتوقعين منى ان اصدق بأن علاقتكما ليست حميمه؟
- انه يحبنى. قاطعها بفظاظه:- بل هو يريدك. لقد شاهدتكما معا على الشرفه كما تذكرين لم يكن منظركما يدل على الحب العذرى الذى تدعينه. ثم قال:- سأعيد السؤال مرة اخرى هل هناك علاقه خاصه معه؟ هل تطورت
علاقتكما؟ واين تتم المقابلات بينكما؟
راحت صوفى تتحدث بصوت متوتر:- لم ات الى بيتنا خلال السنوات الثلاث الماضيه الا نادرا. وطيله هذه المده لم نلتق الا اربع مرات ودائما كان معنا اناس اخرون ولم ننفرد على الاطلاق.
سألها بقسوه متعمده:- وقبل ذلك؟
- لاشىء كان سيمون يشعر بالذنب لانه اطلعنى على حقيقه مشاعره تجاهى.
قال اليكس بعد فتره من الصمت:- هيا اخبرينى بكل شىء .........من البدايه.
راحت تروى القصه بالتفصيل:- مرت خمس سنوات على زواج ايلين وسيمون قبل ان تبدأايلين بالاستهتار ببيتها
وزوجها . وقد ظلت لمده طويله تخفى حقيقه تصرفاتها عن زوجها .لكن عندما تأكدت ظنونه اراد ان يطلقها حتى قبل
ان يعترف لى بحبه. غير ان ايلين هدته بتحويل حياته الى جحيم واخذ لوسى معها اذا ما تخلى عنها.
علق اليكس باقتضاب:- ايحبها اكثر منك؟
ردت صوفى بنفس اللهجه: انه حب ذو طبيعه مختلفه.
غمم بحقد:- والان اريد ان اعرف كيف بدأت علاقتكما؟
همست صوفى بصوت لا يكاد يسمع:- لقد بدأت بدون اى تخطيط.
كيف تستطيع لت تستعيد تفاصيل ذلك الربيع ,عندما كانت فى الثامنه عشرة,وكان سيمون ينظر اليها ببراءه الى ان
حلت فى عينيه الزرقاوين نظرات اكثر جديه وجذبها نحوه بقسوة وقال :- اريد ان اعرف كل شىء الان
قالت:- كنا نتمشى فى الغابه ذات يوم بشكل عادى عندما التفت اليه ووجدت فى عينيه نظرات غريبه وبعد لحظات كان
قد غيبنى فى عناق طويل.
صرخ اليكس بصوت متحشرج:- يجب ان يتوقف كل ذلك.لقد انتهى كل شىء وعليك من الان فصاعد ان تنسيه.
حاولت ان تتجنب عينيه الثاقبتين لكنه اعاد قوله امرا:- انظرى الى ياصوفى.
واذعنت صوفى بضعف.قال اليكس بصوت رقيق:
- لقد دفعتنى للاقتراب منك كثيرا اعتقد انك لم تخططى لذلك لكن الذى حدث قد حدث.وعليك ان تتقدمى ناحيتى.
تابع اليكس بلطف:- منذ البدايه عرفت انه من الصعب الوصول اليك,واعتقدت انك تبتعدين عامده كى تجعلينى اكثر
اهتماما بك.ثم اعتقدت بعد ذلك ان لديك خطه لاصطيادى فى شبكه الزواج.وفى مطلق الاحوال لم اصدق انك غير
منجذبه الى.
ابتسمت برقه:- هاقد عرفت الان.لم اكن منجذبه اليك ابدا.
ودون وعى منها ضمها الى ذراعيه بقوه ولشدة استغرابها خارت مقاومتها على الفور وتجاوبت مع عناقه الحنون
لكنه انسحب بهدوء وقال:- الافضل ان تدخلى الى البيت الان.ولا تحاولى ان تنكرى خبر خطبتنا.
نظرت اليه بذهول لكنه تابع يقول باختصار شديد:- ساتزوجك.
قالت صوفى:لا افهم موقفك هذا. قال بشىء من التهديد: ستفهمين يوما ما.
قالت صوفى :- لااستطيع الزواج منك.
اجابها بصوت رقيق لكنه ملىء بالحزم:- بل ستفعلين لقد جعلت منى شخصا غبيا, بعد ان حذرتك من ان احد لا يجرؤ
على ذلك معى والان جاء دورى لامتلاكك اما اذا كنت ستكرهين كل ثانيه من وجودك معى فذلك مما سيزيد متعتى.
صاحت صوفى بهلع:- يالهى انك مجنون فعلا.
- سواء كنت مجنونا ام لا فما اريده سيحدث. قالت صوفى بغضب:- انا لا اريدك ولا اطمح فى الزواج منك ولا اريدك
حتى ان تقترب منى.
صرخ اليكس بفظاظه وقد اثارته عبارتها الاخيره:
- ارفضى كما يحلو لك ستتزوجيننى حتى لو اضطررت الى حملك على الاذعان بالقوة........
فى صبيحة اليوم التالى نزلت صوفى الى غرفه الجلوس لتجد ان خبر خطوبتها قد بلغ اسماع العائله وكان ذلك واضحا من الطريقه التى كانوا يتكلمون بها بحماس حول الموضوع.ابتسمت صوفى لامها وهى تتناول طعام الافطار.وركزت نظرها على الهاتف بانتظار مكالمه منه ينهى بها كل شىء.غير ان الهاتف ظل صامتا قبل ان يرن بازعاج,لتفاجأ صوفى بان الصحيفه المحليه تتصل لمعرفة تفاصيل الخطوبه فلم تجب الا بعبارة لا تعليق ثم وضعت السماعه.
رن جرس الهاتف مرة اخرى فاحست صوفى بان افعى سوداء تكاد تخنقها لكن باتسى انقذتها بالقول:
- هل اجيب على الهاتف؟ هزت صوفى رأسها موافقه وقالت:- لاتقولى لهم اى شىء.
ابتسمت صوفى بسخريه قائله:- كيف اقول لهم شىء لا اعرفه؟
وما ان وضعت سماعة الهاتف حتى قرع جرس الباب فصرخت صوفى بهلع:- اه....لا.
قالت باتسى بعطف:- سأرى من الطارق هيا اختفى عن الانظار.
اسرعت وفى من خلال المطبخ الى الحديقه الخلفيه دون الاهتمام بواليها المذهولين وعندما اصبحت فى الخارج
نظرت دون وعى الى البيت الريفى المجاور فأحست بألم يعصر قلبها وقالت بصوت خافت :- مسكين سيمون.
رفعت صوفى نظرها الى الاعلى فوجدت اليكس منتصبا قرب الباب الخلفى للبيت وهو يحدق بها بهدوء.اسرعت ناحيته
وهى تشعر بالارتياح الشديد.
-اليكس الحمد لله ,اليكس ارجوك يجب ان نوقف ايلين عند حدها , فقد اذاعت الخبر فى المنطقه كلها.
وضع يديه على كتفيها لاحتضانها فابعدته صوفى بقسوة.غير انه ضمها بالقوه وقال:
- افهمى ما اقوله جيدا :انت ستتزوجيننى. لم تصدق صوفى اذنيها , اذ كانت تأمل ان يعيد الصباح المنعش الى اليكس صوابه بعد ليلة امس.الا انا ابتسامته الساخرة حطمت كل امانيها قالت:
- انت لاتعنى ذلك حقا .ارجوك يا اليكس.
قال بلهجه حازمه:- بل اعنى كل كلمه قلتها هل ظنن اننى العب معك؟اننى جاد تماما.
غمغمت صوفى بصوت مختنق:- لا يمكنك ارغامى على الزواج منك.
واجهها بتحد وسخريه:- بل استطيع وسأفعل لديك خيار وحيد ياصوفى اما ان تأتى بهدوء,او ساضطر لاستعمال القوة .
فاذا سلمت امرك لى تسلمين من الاذى اما اذا ارغمتنى على استعمال العنف فانت وحدك الخاسره.
رفع يده وراح يلاعب خدها المتضرج بحمرة الغضب كان الناظر اليهما من البي يشعر وكأن حديث حب ذلك الذى يدور
بينهما. قال لها بهدوء:-والدتى جاءت معى .فاذا ما تصرفت امامها بطريقه تثير الشك فلسوف تندمين.اننى احذرك يا
صوفى اريد والدتى تظن اننا مغرمان ببعضنا البعض.كانت لديها فكره بسيطه عن الامر مسبقا ولذلك لم اجد صعوبه فى اقناعها اليوم.
تنهت صوفى بألم وهى تنظر الى البيت الريفى المجاور حيثي حبها الاول.راقبها اليكس بامعان ثم قال بصوت قاس:
- لقد طلبتمنك ان تنسيه.انه لم يوجد قط من قبل واجهى الامر ياصوفى .لن تستطيعى الحصول عليه ولا يمكنك ان تعيشى حياه فارغه.
وضع ذراعه حول كتفيها وقادها الى البيت واستجمعت صوفى شجاعتها لزرع ابتسامه على وجهها عندما احتضنتها السيده ليفكاس هاتفه:
- صوفى ياصغيرتى لقد خمنت ذلك منذ البدايه واحساسى يخبرنى بشىء ما بينكما.ثم اضافت بعد تبادل القبلات والعناق :انا سعيده جدا .كنت قد بدأت اعتقد ان اليكس الشرير لن يعرف طعم الحب الحقيقى الى ان رأيت الطريقه التى كان ينظر بها اليك
منتديات ليلاس
علق اليكس بهدوء :- انت مسروره بنفسك لانك انت التى اخترتها .ومن الطبيعى الان ان تدور الاحاديث بينكما حول سقوطى هيا اعترفى كنت تتامرين على يا امى اليس كذلك؟
ردت السيده بابتسامه عريضه وهى تحتضن كف صوفى بكلتا يديها :- لست خجوله من ذلك .لقد سررت جدا عندما لاحظت انك واجهت هزيمتك القاسيه.
نظرت صوفى بقلق الى افراد عائلتها الذين مازالو مذهولين من تتابع الاحداث فانتبه اليكس وقال:
- لقد فسرت لهم ياحبيبتى اننى طلبت منك ان لاتخبرى احدا قبل ان احضر انا وامى .اظن ان والديك تألما قليلا لانك
لم تطلعيهما على الحقيقه.
همست صوفى وهى تقلب النظر بين والدها ووالدتها:- انا اسفه جدا لكن اليكس اصر على الكتمان.
لاحظت صوفى ان اليكس يستعمل كل سحره للتأثير على عائلتها ويبدو انه نجح تماما مع والدتها التى كادت ان تطير من الفرح بحيث لم تعد تعرف ماذا تفعل لتخفى اضطرابها وتوترها.
بعد ذلك دارت احاديث متنوعه بين العائلتين وكانت اكثرهم تحمسا باتسى التى غرقت فى حوار ضاحك مع السيده ليفكاس.اما صوفى فقد كانت تفكر بموقفها الصعب بعد رحيل اليكس وامه غير ان اليكس فطن لهذا الامر لذلك قال
قبل مغادرة البيت :- يجب ان نأخذ صوفى معنا فالصحافيون سيملاون المنطقه اذا ما ظلت فى البيت.ثم اضاف بعد تردد
ثم اننى اريدها معى. ضحك الجميع بهدوء وادركت صوفى انها وقعت فى الفخ الذى لا فرار منه فقالت باذعان :
سأصعد لتحضير حقائبى فصعدت معها والدتها.وبعد مده سمعتا قرعا خفيفا على الباب فالتفتتا لتجدا اليكس واقفا هناك وهو يسأل:- هل انت جاهزه ياحبيبتى؟ ودون انتظار اجابه منها اقترب واغلق الحقيبه قاءلا:
- للا سف هناك بعض الصحافيين فى الخارج واختك بح صوتها وهى تطلب منهم الانصراف. ثم قال بلهجه امره:
- لا تتفوهى بكلمه امامهم دعى لى هذه المهمه.
هزت صوفى رأسها باذعان وتركته يقودها بصمت وهى تتمنى ان يكون كل مايجرى مجرد كابوس سيززول بعد ساعات قليله.لكن لا مجال للشك,فهذه امه وهذه عائلتها وهذا هو....يهمس باذنها قرب الباب:
- هيا بنا الان يجب ان نواجههم قبل ان يزداد الحشد اكثر
شق ثلاثتهم طريقهم بصعوبه وقد ساعدهم السائق فى ابعاد الناس عن سيارة الليموزين واخيرا احتضنتهم السياره واسرعت بهم الى لندن.
تنهدت السيده بارتياح :- الحمد لله انتهى كل شىء على مايرام ماذا ستفعل يا اليكس الان؟
- نذهب الى لندن ثم تذهبين انت وصوفى الى كريت بينما ارتب انا حفل الزفاف يمكنك انت وصوفى ان تعدا قوائم المدعوين واقترح عليكما ان يقتصر الحضور على الاقرباء والاصدقاء الحميمين فقط.
كان الاسبوع التالى صعبا ومتعبا فقد ظلت صوفى والسيده الكبيره فى لندن لانهاء بعض الاعمال وطيلة الوقت وجدت نفسها فى حالة عرض مستمر كل افراد عاءلة ليفكاس والاصدقاء ارادو ا بدافع الفضول ان يتعرفوا الى عروس اليكس
او فتاة الاحلام .
قبل يوم من سفرها والسيده الكبيره الى كريت قالت الام بسخريه مخاطبه اليكس على العشاء:
- لم تر صوفى كثيرا طيلة الفتره الماضيه اما الليله فسألعب انا دور كيوبيد الغرام واترككما لوحدكما تفكران فى المستقبل. انعقد لسان صوفى هلعا عندما انصرفت السيده.كانا يجلسان على الاريكه يحتسيان القهوه فلاحظ نظراتها المرعوبه نحوه فقال:- كفى عن النظر الى وكأننى مجنون خطير.
فجأه تحرك نحوها ومع انها كانت تتوقع منه مثل هذه الخطوه الا انها اجفلت وهى تقول :
-ارجو ان تبتعد عنى يا اليكس.
رد بسخريه:- لكننى ادفع ثمنا كبيرا جدا مقابل الزواج منك.
حاول ان يعانقها بالقوه رغم مقاومتها الضاريه وفى خضم هذه المحاولات همدت صوفى فجأه وغابت عن الوعى بين
يديه وكان اخر شىء شعرت به يده وهى تربت على وجهها كى تعيدها الى ارض الواقع.
فتحت صوفى عينيها بعد مده تخيلتها طويله جدا لتجد اليكس راكعا بقربها وفى يده كوب من الماء.
لاحظت انه شاحب الوجه ولكن عينيه الرماديتين مازالتا تحملان المشاعر القاسيه نفسها .لم تكن قادره على الكلام
وتركته يرفع رأسها المنهك ويصب بضع قطرات من الماء على شفتيها ووجنتيها ثم قال:
- الافضل ان تذهبى الى الفراش ثم حملها بين يديه وعندما وضعها برفق على الفراش قال بصوت متحشرج:
-استطعت الليله ان تهربى منى لكنك لن تفلتى الى الابد.ثم سار نحو الباب وقال قبل ان يطفأ النور
- تصبحين على خير ياصوفى .... تصبحين على خير.وفى عتمة الليل , ادركت صوفى ان اليكس لا يمزح وانه لن يدعها
تفلت من يديه مهما كان.
بعد ثلاثه اشهر كانت تقف صوفى على الرمل الذهبى ترقب مياه البحر الزرقاء وهى تلامس قدميها بلطف ,كانت السماء صافيه والهواء عليلا يلامس سعف النخيل المزروعه حتى حدائق الفيللا التى ازدانت بأقواس الفرح والزينات استعدادا لشهر العسل الموعود.
وصلت صوفى واليكس متأخرين ليله امس من سهره عند احد الاصدقاء.كانت تشعر بالتعب والارهاق فلقد كانت الاشهر الماضيه غريبه فعلا , عاشتها وكأنها فى غيبوبه ولم تقدم على اى خطوة لمنع الزواج بل عملت مع السيده الكبيره وكأن الفرح لصديقتها وليس لها. فى خضم هذه الحياه الصاخبه كانت صوفى تجد صعوبه فى استرجاع صورة سيمون وعندما وصلتها الهديه من ايلين وسيمون لم تجد صعوبه فى فتحها وقراءه البطاقه والتى كتبت ايلين فيها
(تهانينا يا عزيزتى صوفى .لقد كنت بممنتهى الذكاء.طبعا سيمون يتمنى لك اطيب الايام)
وباهمال شديد مزقت صوفى البطاقه ورمتها .
وصل اليكس الى الفيللا قبل موعد الزفاف بيومين دون ان يتغير شىء فى مشاعره القاسيه تجاه صوفى التى ازداد توترها وقلقها .
جرى كل شىء بلمح البصر ولم تعد صوفى تذكر من احتفال عقد القران الا بروده الخاتم الذهبى عندما وضعه اليكس حول خنصرها .كان سيمون وايلين مدعوين من قبل والدتها .ومع انهما كانا موجودين فى غرفة الاستقبال الواسعه
الا ان صوفى لم تحس بوجودهما ابدا.وهذا ما يدل على نجاح اليكس فى عزلها عن العالم كله.لقد استطاع ان يأخذها
اسيره الى مكان بعيد عن البشر دون ان يفسح لها مجال العوده.وهذا الخاتم الذهبى هو التتويج الاخير لسيطرته الكامله.
استيقظت صوفى فى صبيحة اليوم التالى ورأسها مثقل بالمتاعب والاحزان لتجد اليكس منهمكا فى بعض اعماله.
ماذا سيقول الناس عن رجل يعمل فى صبيحة اليوم التالى من شهر العسل؟
توجهت صوفى الى شاطىء منعزل خاص ملحق بالفيللا واستلقت بكسل على رمال الشاطةء الذهبيه ,عندما سمعت
خلفها وقع اقدام فالتفتت لتجد اليكس مرتديا ثياب البحر وقد انعكست اشعة الشمس الساطعه على شعره اللامع فقال:- هل ستشاركيننى السباحه ام انك باقيه فى مكانك لمراقبتى؟
انضمت اليه فى الماء وراحت تسبح بعيدا عنه هتف بها قائلا: هيا بنا حان وقت الذهاب.
تبعته بانكسار عبر الحديقه ثم الى غرفة النوم حيث جلسا على الشرفه يتأملان الشاطىء وبعد دقائق حطم اليكس
الصمت قائلا:- انت تجعليننى اتصرف كالمجنون ولا يوجد رجل يحب ان تعامله امرأه بهذا الشكل.
تهدج صوت صوفى وهى تقول:- ولا توجد امراه تحب ان يعاملها رجل كالحيوان.
رد بقسوه : - اننى اعاملك بالطريقه التى ترغميننى على معاملتك بها .لو انك سلمت امورك الى لكانت الاحوال افضل
صرخت بصوت مضطرب وهى تنهض الى الداخل:- لن اسلم امرى اليك ابدا.
- والى اين انت ذاهيه الان؟ - الى الحمام فانا لا اريد ان اكون معك.
ننهض اليكس بعنف وهوى على وجهها بصفعه قويه فاطلقت صوفى صرخه الم خفيفه ممزوجه بدموع غزيره متألمه.
حدق فيها مطولا وكأنه ندم على ما بدر منه, ثم قال:
- لم يكن من المناسب ان تقولى لى ذلك .يالهى ,هل تريدين ايصالى الى الجنون الكامل؟
تعلقت نظراتهما للحظات قبل ان يغادر اليكس الغرفه ضاربا الباب خلفه بعنف مما جعل النوافذ تهتز.اما صوفى فقد اغتسلت بسرعه وعادت الى سريرها الزهرى اللون محاوله الا تفكر بشىء.الا انها لم تستطع .فمأساتها مع اليكس
اكبر من ان تنتهى بيوم او حتى بشهر.
فكرت بالصفعه التى هوى بها على وجهها .لماذا يصر على ملاحقتها رغم رفضها العلنى له؟ ام انه يفعل المستحيل للوصول اليها بسبب هربها منه. لم تعد تحتمل هذه الحياه .انها لم تعد الشخص نفسه الذى تعلق بسيمون قبل خمس سنوات .لقد استطاع اليكس ان يترك بصماته على عقلها و قلبها وجسمها. لكن كيف يمكن ان تتحول مشاعر الكراهيه
الى احاسيس اخرى مختلفه؟ .لم تكن صوفى لتتخيل ان اليكس قد مس شغاف قلبها,فى الماضى كان سيمون يحتل قلبها وعقلها و اما اليكس فهو يسيطر على قلبها وعقلها وجسمها فى خضم هذه الاحداث المتشابكه.
انفتح الباب بحركه مفاجئه وجاءها صوت اليكس حادا غاضبا:
- ماذا تفعلين فى السرير حتى الان ايتها العنيده؟
مسحت صوفى عينيها الدامعتين ونهضت لتواجهه ,فتابع يقول دون ان يرفع نظره عنها:-
الغداء سيكون جاهز بعد قليل .اولا سنستمع الى بعض الموسيقى.
لحقته صوفى بصمت الى غرفه الجلوس قال اليكس وهو يغرق فى المقعد الاحمر:
- لماذا لاتختارين الموسيقى بنفسك؟ ومره اخرى تذعن صوفى دون تردد فاختارت مقطوعه اسبانيه هى عباره عن عذف منفرد على الجيتار, ثم جلست الى جواره فى مواجهه الشرفه المفتوحه.قال دون ان يلتفت اليها:
-سنذهب فى يوم من الايام فى رحلة صيد سمك.وعندما نبتعد داخل البحر نعثر على السمك الطائر انه منظر فولكلورى فى هذه الجزيره.ردت بصوت دافىء :- اننى احب هذه الفكره .
ارتفعت وتيرة العزف فى المقطوعه ,فأحست صوفى بنبضات قلبها تزداد سرعه واضطرابا دون ان تدرى لذلك سببا.
ويبدو ان المشاعر نفسها كانت تعتمل فى نفس اليكس الذى قال بصوت اجش:
- امى عمدت الى شحن كل هدايا عرسنا الى نيويورك,مع اننى كنت افضل البقاء هنا ريثما نختار مكان اقامتنا فلربما
لم تناسبك شقتى فى نيويورك.ردت صوفى بهدوء:
- لامانع عندى فى السكن فى اى مكان. تجاهل ردها وتابع يقول:- لاداعى للعجله فى الاختيار .يمكنك ان تبحثى فى اوقات فراغك. هناك شخصان يديران الشقه فى نيويورك , ويمكن الابقاء عليهما اذا اعجباك. انهما يونانيان ولديهما
ابن يعمل فى مؤسستنا وهو على وشك الزواج الان.
وبعد العشاء انصرف الخدم الى بيوتهم وخلت الفيللا الا منهما وبعد فتره تظاهرت صوفى بالتثاؤب قائله بلطف:
اننى متعبه. ضحك اليكس ساخرا ثم اتجه ناحيتها واخذ بيديها قائلا بحنان:- هيا الى غرفة النوم ياصوفى.
وسارت صوفى معه وسط مشاعر متضاربه بين القبول والرفض.ولكنها وجدت بعد ساعات معه ,ان هذا الرجل القاسى استطاع بشكل من الاشكال ان يغزو قلبها وجسمها ككما لم يفعل اى رجل من قبل.
ادركت صوفى انها تشعر بشىء مختلف تماما تجاه اليكس.لقد استطاع خلال الايام القليله الماضيه ان يحول حقدها الى شعور لا تعرف طبيعته .نهضت متكاسله واسرعت الى الحمام تنعش رأسها المنك بالافكار تحت شلال المياه البارده المتدفقه من الدوش.
ومع الايام لم تعد صوفى تحش بأى شىء غير عاطفة اليكس الساحره التى كانت تحيط بها من كل النواحى.
ذهبا ذات صباح الى مسافه طويله داخل البحر فى رحلة الصيد التى وعدها بها من قبل.هتف اليكس بنشوه:-
انه منظر رائع اليس كذلك؟ ردت صوفى بصوت مثير :- بل هو مدهش فعلا.
وفى احدى المرات صارع اليكس سمكه كبيره علقت بصنارته ,لكنها افلتت وسط ضحكه صاخبه من صوفى.تظاهر اليكس بالغضب وطارد عروسه على سطح اليخت بينما البحاره يبتسمون بلطف ومحبه .وعندما امسكها صاح بها ساخرا:- ايتها الملعونه ,المفروض ان تكونى معى وليس ضدى.
همست بدلال:- انا رهينة امرك ياسيدى. رد بنشوة الانتصار:- اجل,هذا افضل.
تحولت بشره اليكس وصوفى الى اللون البرونزى الغامق وشعرت صوفى بانطلاق وارتياح لم تعهدهما من قبل,الى
جانب سعاده حقيقيه فى ربوع كريت الساحره مع زوجها اليكس.
ذات ليله كانا يسهران فى احد الفنادق الضخمه فى الجزيره.يعد العشاء رقصا على وقع الموسيقى الهادئه فى جو حالم معتم.كانت صوفى تلمح فى عينى اليكس نظرات ولهى وهو يحدق فيها بامعان وتأمل.لكنها انتفضت فجأه والغيره
تنهش صدرها عندما لاحظت نظرة الاعجاب على وجهه ناحية امراه مثيره كانت تعبر فى تلك اللحظه.
احس اليكس بانتفاضتها المفاجئه فهتف بقلق حقيقى:- ماذا هناك ؟ماذا بك؟ هل تشعرين بشىء؟
ردت بصوت مضطرب:- لاشىء مجرد صداع هل تمانع فى العوده الى البيت؟
اجاب اليكس بلهفه:- طبعا لا. لماذا لم تخبرينى بالامر من قبل ؟ان لونك شاحب جدا وكانك مريضه فعلا.....
اوصلها اليكس الى غرفة النوم ثم احضر لها دواء وكب من الماء وهو يقول:
- هيا الى النوم ياعزيزتى واتمنى ان لاتكون الشمس قد اصابتك ؟ باشعتها هذا الصباح .هل انت متأكده انك تعانين
من الصداع فقط؟
ردت بابتسامه ضعيفه:- نعم وجع فى الراس فقط
مسح وجهها المتعب براحة كفه وقال بحنان:- تبدين متعبه ياحبيبتى .تصبحين على خير ياصوفى.
استلقت صوفى فى الظلمه الحالكه وهى تشعر بعمق المأساه التى وجدت نفسها فيها.انها لا تستطيع احتمال تصور اليكس مع امرأه اخرى.حدقت صوفى بسقف غرفة النوم فوجدته اسود حالكا مثل مستقبلها تماما.
وجدت صوفى مدينه نيويورك موحشه ومخيفه.خاطبها اليكس بجفاف عندما استدارت نحوه محوله نظرها عن الشوارع الصاخبه:- انها العوده الى الحياه الحقيقيه.
تساءلت فى سرها عما قصده بهذه العباره لقد انتهى شهر العسل فهل يحدث تحول فى عواطفه تجاهها ويهملها كما لو انها مجرد نزوه عابره مرت فى حياته؟
واصل اليكس حديثهك- يمكنك البدء فى البحث عن مكان اخر اذا كنت لا تحبين هذا المكان.
هزت كتفيها بلا مبالاه :- اننى مرتاحه فى هذا المكان, انت تحب هذه الشقه اليس كذلك؟
حدق فيها باستغراب وقال بقسوه:- لاتكونة مطيعه الى هذه الدرجه.
لقد اكتشفت صوفى منذ وصولها الى نيويورك ان اليكس يعطى عمله اكثر مما كانت تتصور فكان يستيقظ باكرا ولا يعود
الا بعد منتصف الليل.وتعمدت صوفى ان تخفى غيرتها والمها خلف قناع اللامبالاه وكان يؤكد لها ان سهراته تكون للعمل والمشكله ان صوفى كانت عاجزة عن اثبات العكس وجل همها هو ان تخفى عنه خوفها العميق من ان يكون قد عاد الى حياته المستهتره السابقه.
فى بدايه شهر كانون الاول(ديسمبر) اصيبت صوفى بزكام شديد اقعدها الفراش فى ذلك الشتاء القارص واصر اليكس
على احضار الطبيب للتأكد من ان ما تعانيه بسيط ولا يثير القلق.وامرها الطبيب بالتزام الفراش لعدة ايام وادى الرض الى عرقله خطط مرافقتها للايكس فى رحلة عمل الى استراليا كان من المقرر ان يقوم بها فى غضون ايام.
وبعد رحيل الطبيب عاد اليكس الى غرفة النوم وجلس على حافة السرير ثم خاطبها وهو يمسح بيده على شعرها قائلا:- الزمى الفراش لحين عودتى لن اغيب اكثر من اربعة ايام واعود اليك على جناح السرعه.
وعندما اقترب ليعانقها اشاحت وجهها قائله:- اخشى ان اعديك بالزكام.
حدق فيها مطولا ثم اخذ كفها بين يديه وقال بحنان:- فكرى بى خلال غيابى.
ثم غادر الغرفه مسرعا فى حين ظلت صوفى تغال دموع الفراق الصعبه .كم كانت تتمنى ان تصدق ان اليكس يهتم بها فعلا, لقد ضاعت بين سخريته المرةوقسوته التى لاترحم من جهه , وبين عاطفته الرقيقه التى تظهر بين الحين والاخر. ولكنها لم تجرؤ على الاعتقاد بأن اليكس يحمل لها عاطفه اخرى غير الرغبه فقط لان اعتقادها ذلك سيترك اثارا
مدمرة فى حياتها .
كانت تنتظر عوده اليكس بلهفه.لكن امالها خابت عندما اتصل ليقول انه لن يعود حسب الموعد المقرر.قال لها بصراحه:
- انا اسفويجب ان ابقى فى استراليا لمدة يومين على الاقل.
ردت بصوت تعمدته هادئا ليخفى حنينها اليه:- لابأس بذلك.
- هل تحسنت حالتك الصحيه ؟ -طبعا
وعندما انهت المكالمه استلقت صوفى بتعب وهى تتساءل عما اذا كان العمل هو السبب الفعلى لتأخره فى استراليا
او ربما قابل امرأه ما؟واحست بطعنه قاسيه فى صدرها.ومع انه من المستحيل عليها نفى او تأكيد هذه التساؤلات
الا ان افكارها جعلت حياتها جحيما لا يطاق.
وفى اليوم التالى بينا صوفى جالسه امام المدفأه رن جرس الهاتف فرفعت صوفى السماعه وهتفت بلهفه:
- مرحبا ياامى.ردت عليها الام بصوت مضطرب:- صوفى لقد اصيب والدك بنوبه قلبيه.
شحب لون صوفى وهى تصرخ:- لا مستحيل.كيف؟ ماذا حصل له؟ واين هو الان؟
اجابتها الام والعبرات تخنقها:- انه فى المستشفى وابلغونى انها نوبه قلبيه خفيفه ولا خطر عليه اه ياصوفى لقد
كانت صدمه كبيره.
حدثتها صوفى مهدئه اياها ومؤكده انها ستحضر. وبعد الانتهاء من المكالمه عمدت الى كتابه رساله الى اليكس وحجزت على احدى الطائرات المغادره.ثم استقلت سيارة تاكسى متوجهه الى المطار.
وعندما وصلت الى البيت احتضنتها امها والدموع تترقرق فى عينيها:
- شكرا على حضورك ياعزيزتى , لقد جاءت باتسى ايضا .انكما فتاتان رائعتان!
وفى اليوم التالى ذهبت الوالده الى المستشفى وعندما عادت سألتها صوفى :-كيف حال ابى؟
قالت الوالده:- لقد قضيت معه ربع ساعه تقريبا . فهم اخرجوه من خيمة الاكسجين وبات باستطاعته الكلام قليلا ومع
ان لونه مازال شاحبا و الا ان حالته فى تحسن مستمر.
رفعت هذه الانباء المشجعه من معنويات الجميع واصرت صوفى على دعوة والدتها الى العشاء . ومضت السهره هادئه ومسليه.وعندما اوت صوفى الى فراشها راحت تتساءل عما اذا كان اليكس قد عاد الى نيويورك واطلع على رسالتها .لقد حاولت الاتصال به تكرارا لكن لم تجد احدا.ترى ماذا يفعل فى استراليا؟ هل هو منشغل بامرأه اخرى؟
فهرب ملاك النوم من عينيها وباتت تتقلب على فراش الشك والغيره.
استيقظت صوفى فى اليوم التالى وهى تشعر بالصداع الحاد بعد ليله مليئه بالكوابيس.تركتها امها وباتسى فى البيت
وذهبتا للتسوق استعدادا لزيارة الاب فى المستشفى.فوجدت صوفى الفرصه سانحه للقيام بنزهه فى الحدائق
المجاوره.وبينما هى غارقه فى تأمل الطبيعه سمعت صوت خشخشه اوراق الشجر تحت اقدام انسان ما فقفزت على
الفور خلف شجرة مجاوره بعد ان تبينت ملامح الشخص الاتى بالاتجاه الذى كانت تسير فيه
اسكنت حركاتها وتنفسها كى لايلحظ سيمون وجودها عندما وصل الى محاذاتها. لكنه رفع عينيه نحوها وكأنه احس بها هناك.وما ان وقعت نظراته عليها حتى شعرت بالغثيان وعضت على شفتها ندما لوقوعها فى هذا الموقف الحرج.
حدق سيمون فيها لعدة دقائق .لقد احست صوفى انه غريب عنها تماما وانها نزعته من افكارها ومشاعرها الى الابد
كل تلك العواطف التى شعرت بها تجاهه يوما ما قد ذهبت الى غير رجعه سألته بلطف:
كيف حال لوسى؟ توهج وجهه وهو يرد:- انها بخير والحمد لله وضعها فى المدرسه جيد والاداره تقول انها قادره على النجاح ومستواها سيتحسن باستمرار. قالت صوفى بابتسامه واسعه:- هذه اخبار مشجعه فعلا.
وفجأه احست صوفى بحركه مجاوره لها فرفعت رأسها لتجده على مقربه منها وقد احتقنت عيناه بمشاعر مكبوته.
قالت له برجاء:- ارجو ان لا تقدم على اى عمل طائش.
لكنه ضمها الى ذراعيه رغم مقاومتها وهو يقول:- صوفى كيف استطعت الاقدام على تلك الفعله؟
وعلى الرغم من عناقه الحاد الا انها تملصت من بين ذراعيه واسرعت تعدو باتجاه البيت والدموع تملا عينيها وتنهمر
على وجنتيها.لقد قضت خمس سنوات وهى بأمس الحاجه اليه وتبين لها فيما بعد انها ضيعت عمرها هباء.فحب
سيمون لم يكن الحب الحقيقى.وصوفى امراه من لحم ودم وعواطف وهى تريد من يهتم بها بهذه الصفه.ولعل هذا هو
سبب نجاح اليكس فى تحطيم جدرانها .
وصلت الى البيت لتجد امها وباتسى تجهزان طعام الغداء وقالت اختها :
- اليكس هنا, انه فى الطابق العلوى.
فأسرعت الى غرفه النوم لتجد اليكس قرب النافذه وعلى الطاوله المجاوره علبه مجوهرات بيضاويه .
قالت بصوت متهدج متسائله:- ماذا هناك ,اليكس؟
قال دون يستدير اليها:- هل استمتعت بنزهتك؟ ثم انفجر غاضبا: ايتها الملعونه ,كم مره قابلته منذ مجيئك الى هنا؟
اذن لقد شاهدها مع سيمون وتابع تفاصيل اللقاء بين اشجار البلوط.ترى ماذا اعتقد اليكس عندما حاول سيمون ان يضمها بين ذراعيه ؟ سألته بضعف:
- هل رأيت ماحدث؟ صاح غاضبا:- طلعا رأيت كل شىء.
ردت صوفى بعصبيه:- كان لقاؤنا عابرا كنت احس بالصداع وبالصدفه التقيته.
ابتسم بسخريه وهو يقول:- مصادفه؟ هل هى المصادفه نفسها التى قابلته بها على الشرفه تلك الليله؟
ثم تقدم نحوها وهو يهدد ياصبعه:- غدا نذهب الى نيويورك, ومن الان فصاعدا لن تتحركى الى اى مكان الا اذا كنت
برفقتك.
ظلت صوفى صامته اتقاء لغضبه المكبوت اما هو فقد وضع يده على وجهها وحدق فيها مطولا ثم قال:
- اذا رأيتك معه مره اخرى فسوف اقتلك.
نظرت صوفى اليه ومشاعر الامل واليظاس تتضارب فى نفسها وقالت فى محاوله لتخفيف الجو المتوتر:
- هل صندوق المجوهرات هذا ........لى؟
ضحك متكما:- لمن اذن؟جئت من استراليا الى لندن كالغبى المسلوب الاراده كى اراك فاذا بى اراك بين ذراعى رجل اخر! بللت صوفى شفتيها المرتجفتين بطرف لسانها وقالت:- الن تقدمها الى ؟
حمل اليكس العلبه ودسها بين يديها بعنف وقرف وعندما شاهدت بريق الماس فيها هتفت غير مصدقه:
- اه يااليكس ماهذا ؟انها رائعه. ضحك بهستيريه قاسيه:- اريد ثمنا اكثر من هذه العبارات.
ثم قال بصوت عميق:- انت بحاجه الى مزيد من الدروس غبت عنك اسبوعا واحدا فقط وبعد هذه المده اجدك مع رجل اخر؟
طفرت الدموع من عينيها وهى تقول بصوت متهدج:- ارجو يااليكس الا تغضب لم اكن اريد حتى ان اراه انا.......
قاطعها بغضب:- لا تكذبى على , ولا تقدمى اية اعذار .لقد رأيتكما معا تحت شجرة البلوط, تماما كما رأيتكما من قبل فى الشرفه هل تعتقدين اننى سأنسى ذلك؟هل تعتقدين اننى استطيع طرد المشهد من مخيلتى؟كل مرة اضمك
فيها بين ذراعى ,اتذك ر المشهد واحس برغبه فى قتلك.
اتسعتا حدقتا صوفى التى فوجئت بعمق احاسيس الغيره فى نفس اليكس مما اشعرها ببصيص من الامل.ردت بلهفه
- لقد انتهى حب سيمون فى قلبى منذ اشهر. باتت صوفى تفضل الاعتراف بمشاعرها الحقيقيه على الاستمرار فى
هذا الواقع الجحيمى,حتى لو اكتشف اليكس عمق سيطرته على قلبها وعقلها. فاقترب منها ووجهه الشاحب
يعكس استغرابه الشديد:- هل تقولين الحقيقه فعلا؟
وضعت صوفى رأسها على كتفه بحنان واكتفت بهزة خفيفه ردا على سؤاله.
واخذ اليكس يتحسس شعر رأسها وملامح وجهها وكأنه لا يصدق عينيه وقال بلهفه:
- اه ياعزيزتى اننى احبك بجنون ياصوفى.
ومنعتها موجات السعاده الدافقه من اظهار حقيقة ما يعتمل فى صدرها فى تلك اللحظات.قال وهو يضمها بقوة:
- عليك ان تتعلمى ان تحبينى ياصوفى فانا بحاجه اليك ولا استطيع العيش بدونك.
- اننى احبك جدا ابعدها عنه قليلا وقال متسائلا:- صوفى؟
همست وهى تعود الى صدره:- اجل اليكس اننى احبك.
تنهد اليكس وقال :- كم مضى على معرفتك بانك تحبيننى؟
ردت وهى تبعد وجهها عنه:- منذ شهر العسل. فسألته صوفى :- هل احببتنى منذ البدايه؟
اجابها ضاحكا: اظن اننى احبتك منذ البدايه وعندما جئت الى بيتكم كنت مصمما على الزواج منك والحقيقه اننى اخبرت والدتى قبل ان اتى فباركت خطوبتى وايدتها.
لقد جازفت بالزواج من امرأه تحب رجىلا اخر ومع ذلك بنيت خططى على اساس استعدادك للتجاوب معى كما حصل فى لندن وفى السياره خارج البيت بعد السهره المشؤومه.كنت ارغب فى البوح لك بما يعتمل فى صدرى وفى بعض الاوقات كنت اصل الى حافه الجنون لعدم مقدرتى على القول بصوت عال :اننى احبك.
قالت صوفى بدلال :ان لمسه من يدك تعنى لى اكثر من كل امر اخر فى العالم.
فجاءهما صوت باتسى الساخر ليقول:- ماذا تفعلان فوق؟ الطعام بدأيبرد.هيا الى الاكل وبعد ذلك تنصرفان الى
غرامياتكما. ضحكت صوفى بفرح: عليها اللعنه هذه الفتاه الشقيه.
حمل اليكس العقد الماسى ووضعه حول عنق صوفى ثم تراجع الى الخلف قائلا:
- هذا العقد سيدير رأس باتسى حتما.
ونزلا الى الطابق الارضى يدا بيـــــــــــــــــــــــــد
تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــت
اتمنى تعجبكم