________________________________________
علي خارت كل قواه الي استجمعها طول عمره وبدا يصيح ويشهق عهود ارتاعت وعرفت ان امها جاها شيء خصوصاً انها اول مرة تشوف علي يصيح والرجال مايصيحون الا ان كان فيه مصيبة كبيرة ووش اعظم من مصيبة فقد مصدر الحنان , علي بعدما صاح طلع مسرع من الغرفة وجلس في اسياب المستشفى وكمّل صياحه كان عبد العزيز واقف مع زياد ويتناقشون في موضوع عهود وزياد يقول ان الاشعة تبشر بخير وان شاء الله عهود تطيب وترجع مثل اول واحسن قطع عليهم شوفتهم لعلي وهو يصيح اسرع عبد العزيز ودخل غرفة عهود اما زياد فراح لم علي يستفسر منها عن سبب صياحه , عبد العزيز فرح يوم شاف عهود صاحية من البنج وتتكلم اسرع لمها وحبها على راسها وقال الحمدلله على سلامتك هي بكل براءة سألته :
ليه علي طلع ؟؟ ووين امي ابي اشوفها ؟؟
علي موجود برى لحظة بناديه لك
اصبر قلي وين امي ؟؟
هاه امممم اصبري اصبري بنادي علي
عبد العزيز تورط ومايدري وش يقول وقف جنب علي
وقال:
عهود تبغاك وتسأل عن امي وش اقول لها ؟؟
علي: قل لها ان شمعتنا انطفت وشمسنا غابت ودنيانا اظلمت قل لها خلاص ياعهود صرتي يتيمة صرتي وحيدة في الدنيا بلا ام ولا ابو قل لهااااااا ...
زياد: علي انما الصبر عند الصدمة الاولى هون عليك وانا بقولها بنفسي الخبر ..
دخل زياد الغرفة وهو خايف من ردة فعلها وسلم عليها وسألها عن صحتها وكانت معه الممرضة على اساس انه بيسوي كشف طبعاً عهود ماعرفت زياد توقعته دكتور ثاني ولاخطر في بالها لانها نسته من زمان وهي ماذكرته عشان تنساه ....
رفعت عيونها وحطتها في عيون زياد وسألته
وين اخواني ماشفتهم ؟
اخوانك الا شفتهم هم برى
وش يسوون ابغاهم ينادون امي
عهود الحادث الي صار تتذكرينه ؟؟
ايه اتذكر بس على طول اغمى علي
طيب من كان معك في السيارة ؟ _زياد كان عارف بس يبي يمهد لها الموضوع –
كانت امي معي بس ليه جاها شيء ؟
عهود المؤمن مبتلى صح ؟
اممممممممممممممممم
لالا مافيها الا العافية
لالالالالالالا امممـــــــــي ممممممممم
لالالا
امي ماتت صح قل انا عارفة لانها تشهدت في السيارة وعارفة انها ماتت انا عارفة والله عارفة
عهود الصبر ياعهود عند الصدمة الاولى
- زياد مسوي نفسه في البداية قوي وبيتحمل يقول لها الخبر بس لما شاف عيونها ونظراتها الي تقطع القلب معد قدر يتحمل وطلع من الغرفة وعلامات الاستفهام تدور فوق راس عهود
سبحان الله ربي ينزل العزاء قبل المصيبة ويهون المصيبة بمصيبة اكبر
طلع زياد والدموع في عيونه وعلى طول وافوه بالاسئلة :
هاه قلت لها؟ وش قالت؟ درت ؟ وش سوت ؟؟؟
لا هي الي قالت لي وسبحان الله كأنها دراية
طيب الحين وش تسوي
ماتسوي شيء ساكته
ساكتة !!
ايه ادخلوا شوفوها انا ما اقدر اتحمل
دخل علي على عهود الي كانت عيونها في السقف ومسوملة وماتتكلم ..
اسرع وحضنها وهو يصيح والدموع سيول وعبدالعزيز يحاول يمنع الدموع من عيونه اما عهود فدخلت في حالة لاوعي بالي يصير حولها استمروا على هالوضع الين ماجت منى من بيتهم وفرحت بقومت عهود بالسلامة بس شافت المناحة الي سواها علي وشرود عهود المسبوهه !! فكت علي من عهود لانه ماسكها بقوه وابعدته عنها وطلعته برى الغرفة ..
رجعت لعهود وقرت عليها قرآن الين ماجت الممرضة واعطتها ابرة منومة عشان ترتاح !!
نامت عهود لما بكرة, اما علي الي الارهاق والتعب اثر فيه اشد اثر رجع مع عبد العزيز للبيت عشان يرتاح لانه من ماتت امه وهو ما ارتاح ولادخل النوم عيونه , في البيت رقى لغرفته وانسدح على السرير وقعد يقلب عيونه في السقف دخلت عليه ندى ومعها العشاء جلست جنبه وحاولت تهديه وتطامنه :
علي ياحبيبي لله ما اخذ وله ومااعطى الوالدة الله يرحمها ان شاء الله انها من اهل الجنة لاتضيق صدرك والدنيا دار ممر ماهيب دار مقر تعوذ من ابليس .
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
هد نفسك وتعشى شيء ينّقذك من الموت
آآآه الموت الموت هادم اللذات ومفرق جماعات آآآه يالموت آآه ..
ياعلي كلنا بنموت والحمدلله الوالدة اكلت عمرها ولاتنسى ان اعمار امتي مابين الستين الا السبعين وهي ماشاء الله وصلتها لاتجزع ياعلي لاتجزع
ندى انا ماجزعت انا تحسفت والله تحسفت وتندمت ياندى الله يخليس حسي فيني
والله حاسه فيك ومقدره شعورك
انا ماهمني موت امي عارف ان كلنا بنموت بس ياليتني...
ياليتك ايش ؟
ياليتني شايفها قبل ماتموت ياليت ..
خلاص ياعلي انت ودعتها قبل ماتسافر يكفي
ايه بس مادريت انه الوداع الاخير
ياعلي وش جاك !!طيب لوكنت قدامها وش بيدريك انه الوداع الاخير كله واحد ..
ياليتني ماغصبتها ان عبدالرحمن يسافر هذا هي ماتت وهي مارضت عنه ولاعني
ومن قال لك انها مارضت عنه وعنك انا مكلمتها قبل ماتموت بيوم واحد بس ولما جت بتسكر الخط دعت لك ولاخوك
عبد الرحمن وخصتكم بالاسم وقالت انها توها مكلمته وتدعي له هي صحيح في البداية مارضت ومعارضة بس بعدين صار عادي عندها , وانت مالك دخل في الموضوع بالعكس انت تبي مصلحة اخوانك ...
مدري ياندى مدري ...
وش فيك ارحم نفسك ياعلي
وشلون ارحم نفسي وعهود في المستشفى
عهود ..مسكينة عهود
ايه وش مسكينة وبس المحسر يبتل محسر ...
الله يعين
خلاص اجل ما ابغى اتعبك زيادة بخليك ترتاح بس بعد ماتاكل هاللقمة تكفى كلها ..
مع اني ما اقدر بس باكل عشانك ..
من بكرة راح علي للمستشفى ودخل على عهود وهي تفطر كانت هادية وساكته وعيونها في الأرض , سلم عليها وسألها عن حالها وماجاب لها طاري وفاة امه ولا طاري الحادث حتى بعدها طلع للشركة لانه من توفت امه وهو تارك الشغل ولا سأل فيه .
بعد اسبوعين تحسنت صحة عهود ونفسيتها ,في هالفترة زياد رابط عندها ويمر يطمن عليها في اليوم ثلاث مرات وذاك اليوم كان عبد العزيز عندها ودخلت الممرضة وقالت لها تتغطى لان الدكتور بيجي تغطت عهود وتعدلت ودخل الدكتور زياد سلم عليه عبد العزيز وسولف معه استغربت عهود من عبد العزيز وهي ماتدري مين هالدكتور الي عرفه عبد العزيز لدرجة انه يمزح معه ويضحك بعدما طلع سألت عبد العزيز وقالت له :
تعرف ذا الدكتور اشوفك داق معه سلف؟
ايه ماتدرين منهو ؟
منهو؟
هذا زياد خوينا حق امريكا .
شوي وتنهبل عهود .
معقولة هذا هو تغير شكله عن امريكا لالا شكلك غلطان
الا والله بعد اسألي الي تبين .
خلاص مصدقتك والله ..
لما راح عبد العزيز وجا الليل عجزت عهود تنوم معقولة زياد الي عالجني في امريكا وخطبني ورفضته معقولة يعالجني مرة ثانية ويخلص كل هالاخلاص سبحان الله وش هالصدف !!
من بكرة جا علي للمستشفى وكانوا مسوين زي الجدول كل ساعتين يجلس عند عهود واحد وما يخلونها لحالها ابد .
سألت عهود علي :
وش اسم الدكتور الي سوا لي العملية
ماعرفتيه ؟
لا
هذا زياد ماغيره
ياحبي له ..
حست عهود انها خقت بكلمة قويه ومن غير شعور
ابتسم علي من كلمة عهود الي طلعت من قلب .. وسكت عن السالفة
لما جا زياد يتطمن عليها مثل العاده كان علي عندها وسلم عليه بس هالمرة السلام قوي والمعزة اقوى مع ان زياد في قلبه الي فيه .
استغربت عهود من قوة العلاقة بين علي وزياد لدرجة تعدت الرسمية بينهم يمزحون مع بعض ويضحكون وكأنهم اصدقاء من زمان بعد ما طلع قالت :
علي الحين انت مصادق زياد والا وش السالفة
ايه صادقته هما بعد موضوعس معه بدينا نشوف بعض كثير ومن سالفة الى سالفة توطنت العلاقة بيننا , تصدقين عاد ان زياد رجل بحق وحقيق وانا ماعمري شفت رجال الا اثنين واحد اسمه سلطان الله يذكره بالخير وهذا زياد صدق رجال بمعنى الكلمة يوم جاكم الحادث اتصلت عليه واسرع للمستشفى وشاف حالتك وعرف انه تستدعي عملية وسوا العملية وتحمل المسؤولية ولو واحد غيره كان قال وش دخلني فيهم وحتى بعدما سويتي العملية تابع حالتك وارسل اوراقك للدكتور جيمس في امريكا يستشيره في الموضوع وهو الي ساعدنا في تطليع شهادة وفاة لامي الله يرحمها والله ان خيره علي مايجازيه شيء لكن اجره عند الله ..
عهود كانت تسمع بقلبها قبل اذنها كلام علي عن زياد الحين عرفت وايقنت بحرص زياد ومحبته لها وهذا ماينكره احد وتأكدت ان خطبته لها ماكانت عشان هديه أو فلوس مثلما كانت تعتقد بس وش تقول الحين تقول تعال اخطبني طبعاً مستحيل ومستحيل بعد تمدحه أو تثني عليه قدام احد والي تقدر عليه انها تدعي له ..
جلست عهود في المستشفى شهرين وعلى دخول شهر رمضان طلعت من المستشفى وماكان ودها تطلع لان مافي البيت احد يستاهل انها ترجع عشانه ,الام وماتت وش بقي ؟؟ صار البيت كأنه بيت ندى صحيح انه مو حق علي لحاله بس السيطرة صارت لها و مو معنى مصيطرة انها شريرة بس الكلمة كلمتها في البيت !! رجعت عهود والدموع مانشفت على خدودها واول مادخلت القصر وحتى قبل ماتنزل من السيارة تذكرت ذكرياتها مع امها شافت الحديقة الي ياما جلسوا يتقهوون فيها الصبح وبعد المغرب وشافت بقعة الشمس الي تجلس فيها امها تصلي ... ماتمالكت نفسها الا والدموع تنزل على خدودها وبعد محاولة شاقة حبست دمعتها عشان ما احد يشوفها ..
اخواتها وحريم اخوانه ندى وحنان وسارة زوجة عبدالله . سووا لها مفاجأة وحفلة كبيرة بمناسبة خروجها من المستشفى
بلونات وكيكات وعصيرات وهدايا وورود كله لعهود حتى يسلونها ويوسعون صدرها بس وش تنفع به هالهدايا هذي كلها اذا الدمعة مانعه البسمة واذا الظلام اطفى نور الشمعة !!
كانت الحفلة مسوينها برى في الحديقة على المسبح وحاولوا انهم يسوون مسابقات ويضحكون ويستانون والي في القلب في القلب ...
بعدما خلصت الحفلة دخلت عهود للقصر وطاحت عينها على التلفون في الصالة وتذكرت صوت امها وشكلها واهي تكلم وتخيلتها موجودة وتناديها ,اسرعت عهود للكنبة وهي فاتحة ذراعها تبي تحضن امها الي قاعدة تتخيل بس لما وصلت للكنبة انصدمت ان مافيه احد ورجعت تمشي على ورى والدموع اهي اللغة تتكلم وتعبر عن الي في خاطرها اسرعت تركض مع الدرج وفي الدرج تذكرت طيحتها قبل كم سنة ومرضها وسفرها وزياد وخطبتها وووو.. مر عليها شريط ذكرياتها ووصلت لغرفتها اخيرا بعدما سبحت في بحر ذكرياتها رائحة البخور ماليه الغرفة والغرفة مرتبة ومنظفة قبل ماتدخل القت نظره على غرفة امها وكانت قبال غرفتها ودائما ماكانت عهود تفتح باب غرفتها وامها تفتح بابها يعني كأنهم في غرفة وحدة وهذا بعدما تعبت عهود ..
اسرعت عهود و ارتمت على سريرها وصاحت وهي حاضنة المخدة ماقدرت تمسك نفسها أو حتى تغير ملابسها بتلت تصيح تبي تطلع شيء في قلبها مو راضي يطلع ولسان حالها يقول :
وينس يايمه ترحمين وتحنين * الحزن مرسوم في وجهي ارتساما
سمع سعد صوت عهود وهي تصيح دخل غرفتها ورفع راسها وقال :
عهود ياحبيبتي تكفين عشاني لاتصيحين كلنا ودنا نصيح بس الصياح صدقيني مايسوي شيء والله مايسوي شيء حاولي تنسين حاولي
خلني اصيح ماعليك مني انا الحين صرت وحيدة ومحد يحبني ومحد ياخاف علي ّبصيح الين ما اموت والحق امي وابوي وارتاح من الدنيا
استغفر الله ياعهود مايصير كذا وبعدين من قال انك وحيدة كلنا معك وكلنا عندك وكلنا نحبك والله شوفي شلون فرحنا بقومتك بالسلامة ورجعتك لنا لاتقولين كذا ياعهود ....
طيب عرفت انكم تحبوني والله عرفت ابغى اقعد لحالي ممكن
اخاف تسوين شيء بنفسك
ليه وش قالوا لك مهبولة ؟
لا موب قصدي ياعهود لاتفهميني غلط اخاف يضيق صدرك خليني اقرى عليك عشان تهدين
قرى سعد عليها لما نامت وتأكد انها نامت, سعد الحين في اولى جامعة وعهود تخرجت من سنتين وعبدالرحمن رجع لالمانيا يكمل دراسته وحمد يحضر الماجستير في الشريعة .
في رمضان كانت عهود تفطر مع علي وزوجته اذا ماكان سعد فيه وكانت تحس بغربة معهم هي تحب علي والبيت حقهم لكن مهما كان يبقون اغراب عنها مو مثل الام أو الاب ومرة دخلت المطبخ وشافت ندى تسوي القهوة تذكرت امها يوم انها تسوي قهوتها لانها الله يرحمها ماتحب القهوة ولاتشربها الا اذا كانت هي مسويتها ..
كان كل ركن وكل زاوية في البيت تذكرها بأمها وايامها
في يوم عزم علي زياد على الفطور وعلم ندى عشان تستعد وتسوي فطور ندى ماكانت تدري انه زياد هو الي عالج عهود يعني ماتدري عن السالفة . شافت عهود ندى تدهر في المطبخ سألتها من بيجي ؟ قالت صديق علي اسمه زياد
عهود سمعت الاسم وماصدقت توقعت انها تتخيل بس صار حقيقة في الليل على حدود الساعة 12 تقريبا طق علي الباب على غرفة عهود فتحت عهود :
اهلين
هلا
ممكن ادخل
تفضل
عارفة من جانا اليوم
لا –عهود عارفة بس سوت نفسها ماتدري ولاكأنها مهتمه بالموضوع-
هذا سلمس الله زياد
طيب – عهود تحاول تخلي نفسها ما همها وهي من داخلها بتحترق تبي تعرف السالفة –
انا عزمته حتى ارد له ولو جزء من جميله معنا
وبعدين ..
لما جاء سأل عنس وقال وش اخبار عهود ؟ عساها بخير المهم انه فاتحني في موضوع قديم اذا كنت تتذكرينه
أي موضوع – عهود اختبصت حست انه موضوع الخطبة بس قالت ما اتوقع انه الى الحين يتذكر السالفة –
موضوع خطبتك منه , شوفي ياعهود بصراحة والحق ينقال قبل ماترفضينه, ان رفضتي فأنتي غبية ومهبولة واحد شاريس بالدنيا كلها وترفضين !!
علي استبق الاحداث وخلا عهود كأنها رافضة مع انه مانوت ترفض خصوصا انها حبته وتعلقت فيه بعد وفاة امها وتوقعت في أي لحظة انه يجي ويكلم علي لانها عرفت من نظراته انها نظرات محب .. بس ان كلام علي ونصايحة خلها من دون شعور تقول الكلمة الي تحسفت عليها وتندمت طوووول عمرها ...
مستحيل - هذي هي الكلمة الي قدرت عليها -
بكيفك انتي الخسرانة .. فكري زين مارح ارد له خبر الا بعد العيد ان شاء الله لك فرصة ..
طلع علي وترك عهود في حيرتها آخذه أو ما اخذه اقبل به أو ارفض مستحيل اقبل به ومستحيل افرضه
ان رفضته فأنا غبية !! وان وافقت اكون ذكية – هذي معادلة علي الي رسمها لقلب عهود القلب الصغير المتحمل كل الهموم ....
عاشت عهود في حيرة حرمتها من النوم صار كل تفكيرها في مسألة قبلوها أو رفضها في الليل تنام على انها موافقة وفي الصبح مسرع وتغير رأيها قرب العيد
وياعيد بأي حال عدت ياعيد مافيه احد تصبح عليه وتعايده مافي احد تسوي له حلاو العيد مثل ماكانت تشتري حلاو العيد لامها عشان تعطيه عيال اخواتها واخوانها صار يوم العيد يوم هموم في الصبح راحوا يصلون في مصلى العيد مع علي وزوجته ندى وبعض اخواتها تقسموا في السيارات عهود ركبت مع علي وبعد الصلاة نزل علي يسلم على رجال شافه وسيارته جنب سيارة علي اثاري الرجال زياد كان لابس ثوب ابيض ومشخص بالشماغ ومعه مشلح كأنه عريس ليلة عرسه شافته عهود وعرفته بس هذي اول مرة تشوفه لابس ثوب ومتشخص لانها ماكانت تشوفه الا بابالطو الابيض وبنطلون وبلوزة ربي اعطى زياد جرم زين وطول فكان منوة كل البنات بعد شوي ركب علي السيارة سألته ندى من ذا الرجال ؟ قال هذا صديقي زياد والتفت على عهود الي جالسة ورى واعطاها نظرة هزتها هز وقال تراه يعايد عليكم وهو يناظر عهود , علي كان يحاول انه يرقق قلب عهود على زياد ويحببها فيه ومادرى انه يشعل نار في قلب عهود مارح تنطفي ابد ..
مر العيد ووزعوا الحلاو على الصغار والكل يدور عن عيديته والفرحة المصطنعة يتظاهرون بها والا العيد هالمرة غير عن بقيت الاعياد كان من عادة امهم الله يرحمها انها تعيد بناتها وازواجهم وزوجات عيالها البنات ماحبوا انهم يغيرون هالعادة فسووا عيد ونادوا ازواجهم , خلص العيد الي ماحمل من معناه الا اسم بس , وبدا العد التنازلي لقرار عهود المصيري توافق أو ترفض؟ تصير ذكية أو تصير غبية ؟ اشتدت الحيرة مع قرب الموعد وقررت انها توافق ويصير الي يصير وتتخطى نفسها وتطاوع عقلها , علي جته سفرة شغل لجدة وبيجلس فيها اسبوعين ونسى موضوع أو اجل موضوع عهود وزياد الين ما يرجع جلست ندى في بيتها وما راحت عند اهلها عشان عهود ,الي خلاص عزمت على انها توافق بعد ماحست انها تثقل على ندى وعلي وانهم يهتمون منها وانها انسانة غير مرغوبه عندهم فالحل الوحيد انا تقبل بزياد وتوافق عليه , مرت الاسبوعين وكأنها شهرين على عهود وزياد, كان علي بيجي في يوم الجمعة وزياد عارف وقت رجوعه فقرر انه يسأله في موضوعه يوم السبت بحيث يكون علي سأل عهود وعرف منها الاجابة .
ام زياد آيست من زواج ولدها ومعد صارت تلحّ عليه أو حتى تفتح معه موضوع الزواج اما زياد فلما حس بموافقة عهود له وهذا احساس مجرد من غير قرائن لان القلب يكون دليل في كثير من الاحيان كلم امه بموضوع زواجه ووعدهم انه بيكون قريب ان شاء الله ومن غير ما يعلمهم من البنت أو اهلها هذا الخبر من زياد بحد ذاته يفرح امه ويسعدها ...
في يوم الجمعة جاء علي من السفر واستقبلته عهود على غير عادتها والفرحة ماتشيلها توقع علي فرحة اخته به لانها اشتاقت له وفرحانه برجعتها ومدرى عن الحقيقة ...-عهود فرحانه لانها قررت توافق على زياد واذا سألها علي بتقول له الجواب –
بعد ما ارتاح علي من السفر انتظرته يسألها عن رأيها لكن علي خيب املها وماسألها مايأست وانتظرت لما بكرة وفي يوم السبت طلع زياد الصبح لعمله وهو حاط بباله انه بيتصل على علي عشان يعرف رأي عهود طلع من البيت بعدما سلم على ابوه وامه مثل عادته ركب السيارة والكفر كان مبنشر وماحس به في الطريق كانت سرعته معقولة لانه يعرف خطر السرعة ونصف الحالات الي باشرها كانت حوادث سيارات واهم اسبابها السرعة , فجأة انفجر الكفر وانحرفت السيارة عن مسارها وتقلبت كم قلبة به ..وعلى طول الي حوله حاولوا ينقذونه بس لكن السيارة احترقت وكان زياد رابط حزام الامان فماقدر يطلع لانه مربط والحزام ماطاع ينفتح حاول والي في الشارع حاولوا معه لكن مافيه مجال اتصلوا على الشرطة والاسعاف والدفاع المدني وحتى يجون يبغالهم ربع ساعة أو عشر دقايق والنار كلها ثواني ولاها ماكله الاخضر واليابس !! احترقت السيارة بالكامل واحترق في داخلها زياد واكلته النار وهو يشوف ........
وصلت الشرطة والاسعاف لكن بعدما فات الفوت ماينفع الصوت زياد مات مات مات......
علي انشغل في الشركة يوم السبت لان كثير من المعاملات كانت تنتظره لانه كان مسافر فماطلع من الشركة الامتأخر في الليل وعلى طول رجع ونام وماشاف حتى عهود , اما عهود فكانت جالسة في غرفتها وتتحرى لعلي يدق عليها الباب ويسألها عن رايها وكل شوي تطلع وتسأل ندى :رجع علي ؟ وتقول ندى مابعد رجع وندى مستغربة عهود وش سالفتها مع علي وماتقدر تسألها لانها ماتحب تتدخل في الخصوصيات , واخر مرة سألتها قالت انه جاء وراح ينوم وحتى ماتعشى !! خابت امال عهود وتحطمت بس باقي بصيص من امل قدامها بكرة يسألها وتقول له ....
ولسان حالها يقول :
عجزت
طال انتظاري ومافيني يكفيني
خلاص ابكشفلك اللي وسط وجداني
عجزت اعبر شعوري يا نظر عيني
واللي بقلبي عجز ينطق به الساني
من بكرة قام علي مختب, وراح للشركة ويامعاملة رايحه ويامعاملة جاية ومالقى وقت حتى يقرا الجريدة ويشوف حتى الاخبار ,اما عبد العزيز صحيح هو في نفس الشركة بس شغله اخف من علي وماكان يفوت الجرايد ولا يوم, بدا علي يتصفح الجريدة مثل العادة واستوقفه خبر تعزية من مستشفى ( ....) يعزون في وفاة الدكتور (زياد الفهد) استشاري مخ واعصاب بسبب حادث سيارة شنيع وسيصلى عليه ظهر اليوم في جامع (....) بالرياض .
عبد العزيز ماصدق الخبر الي يقراه لاحول ولاقوة الابالله الله يغفر له ويرحمه انا لله وانا اليه راجعون
طلع عبد العزيز من مكتبه وراح عند مكتب علي واستأذن من السكرتير ودخل ومعه الجريدة , كان واضح في ملامح عبد العزيز الحزن بس علي من كثر اشغاله ما انتبه له سلم عبد العزيز وجلس واخذ نفس عميق وقال :
علي قريت الجرايد اليوم ؟
لا ماقريتها وش فيها بعد انا ناقص ..
طيب خذ اقرا ذا الخبر
اخذ علي الجريدة وكان عبد العزيز فاتح على نفس صفحة التعزية دقق علي في الصفحة وقرا المكتوب فيها عجز يدخل مخه الخبر وقال :
وش ذا ؟؟؟
مثل ماقريت زياد يطلبك الحل
نعم
ايه مات زياد امس بحادث سيارة
سكت علي وطمن راسه ماهو قادر يصدق الي سمعه ..
ياعلي يالله يمدينا نلحق نصلي عليه بيصلون عليه الظهر
طيب علم عبدالله وحمد وسعد عشان يصلون عليه
طيب ان شاء الله .
كانت الساعة 11 باقي ساعة على الظهر رجع علي للبيت والحزن وقوة الصدمة دخلته في حاله لاوعي تذكر اول مرة شافها فيه وتذكر سوالفه معه وتذكر ترجيه انه يتزوج عهود وهو يرفض تذكر يوم يقول له انت الوحيد يازياد الي فاهمني انا الي احبك والله ,قالها يوم قال زياد انه يحب عهود ...
دخل علي البيت وتعابير وجهه اهي الي تتكلم استغربت ندى من رجعته بدري على غير العادة , كانت تفطر هي وعهود في الصالة لما دخل عليهم , دخل حتى ما سلم وراح على طول لغرفته بيغير ملابسه ويلحق الصلاة , ارتاعت ندى وعهود ولحقوه لمّا غرفته يبغون يعرفون السالفة سألته ندى
وش فيك ؟وش صاير ؟
صديقي يطلبكم الحل
لاحول ولاقوة الابالله منهو أي واحد ؟
ززززززززز –ماقدر علي يكمل الاسم وخنقته العبرة وحط راسه على السرير وصاح ..
عهود كانت معهم وسمعت الاسم بس للحين ماصدقت يمكنه واحد ثاني قالت تبي تتأكد :
الدكتور زياد ؟
ايه الدكتور زياد مات امس في حادث ... تبون تروحون تصلون عليه معي
ايه بنروح نصلي معك بتروحين ياعهود؟؟
عهود بتلت واقفة وذهنها شارد جسمها معهم لكن عقلها وتفكيرها في عالم اخر ماتوقعت وماصدقت ولاحطت في بالها ولا واحد بالمية ......
عهود بتروحين معنا عجلي البسي عبايتك ...
هاه وشو
اقول بتروحين تصلين عليه عجلي
ايه بروح معكم
في السيارة كان علي يسرع عشان يلحق الصلاة وشوي يكلم الجوال يعلم اخوانه وشوي يهوجس والسرعة طاقه وندى تحاول تخليه يهدي السرعة لكن لاحياة لمن تنادي ماحولها احد !! عهود خارج نطاق التغطية .. ويدور في ذهنها مية سؤال- ليه انا اذا حبيت احد فقدته ليه ؟ ليه الموت متقصدني ليه ؟ ليه ما اموت انا وارتاح, ليه الموت ما اختارني ؟ زياد الحبيب الحنون يموت ومتى يموت يوم جيت بتزوجه واعيش في سعادة ,زياد الي وقف معي في مرضي, زياد الغالي, زياد الي احتواني بكرمه ,زياد اهو الي وقف معي في وقت الشدة يوم راح اخوي وتركني , ليه تموت امي ليه يموت ابوي ليه ؟؟؟؟
الـوداع..اخر حروف في خفوقي شلتها..
ياتموت بوسط قلبي يااموت ان قلتها..
يالي حبك في حياتي كان حلم وانتهى..
وصلوا للمسجد ونزلوا وبالكاد لحقوا على الصلاة ,عزا علي ابو زياد واخوانه المفجوعين وبعدين دق على ندى عشان تطلع من المسجد , ركبوا السيارة وركبت عهود في المرتبة الي ورى , في الطريق الكل ساكت مافيه صوووت الا صوت ازيز وشهاق ,استغرب علي من شهاق عهود فقال في نفسه امكن تذكرت موتة امي الله يرحمها بس الصياح والشهاق كل شوي يزيد فسألها :
عهود وراك تصيحين
وراي اصيح
ايه
ليه انا كذا ليييييييييييييه ؟؟؟
وش فيك
لييييه كل ماحبيت احد راح ليه ؟؟؟
من حبيتي ؟؟- علي نسى موضوع الخطبة –
حبيته
من هو ؟
زياااااااد
هماس ماحبيتييه وماتبينه
الا حبيته بس مات وتركني
ليه ماقلتي لي انس تحبينه كان قلت له وفرحته قبل مايموت ليييييه تخليني اضيق صدره برفضس له تكلمي قولي –زياد انفعل على عهود وهو يسألها لانه حاس بالذنب ودايم ماكان يهاوش زياد مع انه يتمنى انه يحقق رغبته وزاد من قهره تغلي عهود وهي تبيه يعني لو ماتبيه اهون بس مو يوم مات قالت ابيه –
خلاااااااااااااااااااص ابفتك من حياتي وبموووووت مثلهم والحقهم يمكن القاهم قاعدين يستنوني
من الي يستناك ؟؟
امي وابوي وحبيبي زياد
– عهود تتكلم وهي تضحك بطريقة هستيرية – علي علي شف امي هذي هي تناديني تقول تعالي خلااااااص بروح بروح مع السلامة ..
عهود تقول هالكلام وهي تحاول تفتح باب السيارة تبي تذب نفسها انتبه لها علي مع انه في موقف حرج ووقف السيارة بسرعة حتى انه بغى يصدم السيارات الي قدامه وعلى طول طب لورى ومسكها عهود قامت تصارخ بصوت عالي وتفصخ عبايتها ومرة تضحك وتقهقه ومرة تصيح وعلي وندى ماقدروا يسيطرون عليها .
ندى اتصلي بسرعة على واحد من العيال خليهم يجون ينقذونا
طيب ياربيه لاحول ولاقوة الابالله وش جاها
الله اعلم المهم يجي احد بسرعة
تدري انا بصير جنبها وامسكها وانت سق ورح لاقرب مستشفى
طيب طيب بسرعة
شغل علي السيارة وراح لم اقرب مستشفى لكن هالمستشفى ماقبلها وقالوا لهم روحوا لمستشفى الصحة النفسية , علي مختبص ومايدري البنت تصارخ معه وفسخت عبايتها وشوي وتفصخ ملابسها وندى تحاول تسمكها بس ماقدرت عليها , علي يحاول مع المستشفى انهم لو يعطونها شيء يهديها وبعدين يوديها لمستشفى ثاني بس هم رفضوا وقالوا مانتحمل مسؤوليتها وقف علي مبلم وماله من الحيلة شعره مايدري وش يسوي اخيرا
قرر انه يركب سيارته ويروح يدور على مسشتفى الصحة النفسية بنفسه , بعد جهد ومشقة وصلوا للمستشفى ونزل بسرعة وجاو واسعفوا الحاله , عهود قامت تقطع شعرها وتنفض روحها وعضضت ملابسها الين ماقطعتها وتصارخ شوي في الرجال ولما شافت الدكتور قرب لمها قالت :
حبيبي زياااااااااااااااد وبغت تحضنه الا ان علي مسكها وتدارك الموقف ....
دخلت عهود مستشفى الصحة النفسية وجاها انهيار عصبي حاد وتقريبا فقدت عقلها من كثر الصدمات الي جتها ,,,,,
اما علي فكان مع كل الي صار دايم مبتسم ويوم سأله اخوه عبد العزيز الي تأثر بحالة اخته عهود :
انت الحين دايم مبتسم من عرفتك ما ادري هل هي ساعة صدر فيك أو تجمد مشاعر ؟؟
الناس في بسمة المجروح منخدعه !!
كم بسمه من وراها النار بأنفاسي ؟؟
بعض المواجع لها ما تنفع الفزعه !!
وبعض المواجع وجعها من وجع ناسي !!
عودت نفسي على الصدمات و الفجعه !!
ولو دست جمر الزمن ما ينحني رأسي !!!
ماشاء الله من متى وانت شاعر ؟؟
من ولدتني امي !!!
............................................
يبه وش قصة عمتي عهود ومن متى مرضت ودخلت المستشفى؟
لجين تسأل ابوها علي وهم راجعين من المستشفى يزورون عهود
فكان جوابه لها القصة هذي ...
لجين ما اكتفت بهالسؤال وسألته سؤال ثاني واخير بعد ماقال لها القصة كاملة ويشبه لسؤال عمها عبد العزيز :
يبه مابين عليك انك عشت كل هالمعاناه ؟؟؟ دايم مبتسم ودايم تضحك مع كل الهموم والمصايب الي مرت عليك ؟؟؟
اجامل وابتسم واضحك وانا في داخلي مقهور
احاول اكتم احزاني ورى صدري وأخبيها
أحاول اكتم همومي واخبيها وأنا مجبور
واحاول قد ما أقدر أبعد عن حراويها
لو اني كنت بنطقها مع انها واقفة بالزور
... ولكن لازم اكتمها ولا ابين معانيها
ولو بعض البشر تدري وتكشف خافي المستور
... أببلش في شماتتها وابتعب من حكاويها
طبيعه ماتفارقهم طبيعة من قديم عصور
... ورا حكي القفى تطرد وتنبش في خوافيها
واذا طاح الرجل مرة وصار من الزمن مكسور
... تجيله طعنه بظهره تفاجأ مادرى فيها
تفاجئ مادرى باللي بيصير ومن وراه يدور
...وخابت هقوته فيهم بعد ماكان هاقيها
لجل هذا كتمت الهم في صدري وانا معذور
... همومي في وسط قلبي أخبيها واخليها
واذا زاد الحزن فيني كني وحيد بعالم مهجور
... كأني بدنيتي وحدي وكل الناس جافيها
واذا ودي أبوح بهم أبد ما اكتبه بسطور
... همومي بس في نفسي الحنها واغنيها
مصير الهم يترحل وأعيش بدنيتي مسرور
...مصير الهم ينساني ونفسي ما يعنيها
مصير القلب لو يظلم يجي يوم ويشوف النور
...مصير الناس تتبدل وتتغير مماشيها
اذا صار الذي ودي أبيح خافي المستور
...واخلي الناس تدري بي وبهمومي أبكيها
ولكن بكتم همومي واخبيها عن الجمهور
... وطبع الهم مايهنى بغير ظلوع راعيها..........
""مصير القلب لو يظلم يجي يوم ويشوف النور""
هذي هي روايتي تمت بحمد الله اتمنى انها حازت على رضى المولى ثم رضاكم