كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
القصص المكتمله
ودهشت .. وتألمت.. فلم تكن هذه لهجة نديم المعتادة في محادثتي..ولا طريقته في معاملتي.
واعتقدت ان مرور الايام كفيل بان يصلح الامور بيننا، ولكن نديما ظل متباعدا ، نافرا،
كأنني اقدمت على ارتكاب جريمة بعودتي الى العمل.. ولم يعد يشركني في ابحاثه، او يعاونني
في ابحاثي.. واذا مكثت فترة اضافية في العمل، ثار و طلب مني ان اعود فورا الى ولدي..
و تضايقت.. وقلت له يوما: ولكن كريما في رعاية جدته.. ماذا يقلقك اذن؟..
اجاب بعصبية: بصراحة انا لست راضيا عن طريق رعايتها له.. لقد قبلت ذلك الحل مؤقتا..
لذلك ارجو منك الا تطيلي بقاءه معها.. و امتلأت عيناي بالدموع..لقد تغير نديم..حتى امي
اصبح ينظر اليها نظرة كراهية..حياتنا لم تعد كما كانت.. آمالنا.. اهدافنا.. ارتباطنا..
واحتدم بيننا الصراع يوم تأكدت اني حامل.. ولم يكن كريم قد بلغ الثانية من عمره. كانت
غلطة لم اعمل لها حساباً.. وجزعت..و صارحت نديما بانني اريد التخلص من ذلك الجنين،
وثارـ وتوعد.
ودارت بي دنيا.. وتركت نديما الى حجرتي، والحيرة تفتك باعصابي.و جاء الحل من السماء..
واجهضت طبيعيا بتأثير الاجتهاد، والحالة النفسية السيئة التي كنت اعانيها. و مكثت فترة
بمفردي في المستشفى.. و أمعنت التفكير.. وانتهيت الى ان حياتي مع نديم اصبحت محالا..
فقد اتضح اختلافنا.. ولا امل من التقائنا من جديد.. والانفصال هو الحل الوحيد الذي يمكن
ان يحفظ لكلينا اعصابه و آماله. وواجهته بذلك بصراحة.. وذهل.. ثم قال: اذا كانت رغبتك،
فلا استطيع اجبارك على ما لا تريده نفسك.. والا فضل ان ننفصل بهدوء، و تنفق على تربية كريم..
وبدأنا نتجادل من جديد، واكتشفنا ان كلامنا حريص على مصلحة طفلنا.. و فجأة هتف نديم: اذن
لماذا نفترق.. مادمنا قد اعترفنا ان افضل الامور هو وجوده بيننا..يا نبيلة من اجل مصلحة ولدنا
فكري في الامر..
وقلت في حنق: كيف افكر، وقد عرفتك على حقيقتك؟ لست الزوجة التي تريدها يا نديم.. انت تريد
زوجة كأمك.. و ابنة خالك.. ولن اكون تلك المرأة قط.
وبدا على وجهه الحزن و قال:اذا ناقشت الامور بتلك الروح فلن نصل الى حل. لست افرض فيك
ان تكوني مثل أمي او ابنة خالي، وما فكرت ان استعبدك.. ولكننا في الواقع تزوجنا بدافع خاطيء..
تصورت ان وحدة الهدف، و الرغبة في البحث العلمي.. والآمال العظيمة في اكتشاف ما يخلد اسمينا..
كل ذلك كانا حافزنا الى الزواج. وزواج قائم على ذلك الاساس وحده، اشبه بالشركة منه بالرابطة الانسانية.
لقد احببتك مافي ذلك شك و اعتقد انك الاخرى احببتني.. ولكننا دفنا عواطفنا.
يتبع
|