لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


13 - الإعتراف الصعب - كاترين بلير - كنوز عبير الجديدة ( كاملة )

الاعتراف الصعب كاترين بلير من كنوز عبير الجديدة الملخص : في الطائرة التي تحملها نحو هاواي كانت راشل شندلار تطرح على نفسها العديد من الأسئلة . فهل ستتعرف

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-09-08, 02:35 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 65483
المشاركات: 367
الجنس أنثى
معدل التقييم: lona-k عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lona-k غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Jded 13 - الإعتراف الصعب - كاترين بلير - كنوز عبير الجديدة ( كاملة )

 

الاعتراف الصعب
كاترين بلير
من كنوز عبير الجديدة

الملخص : في الطائرة التي تحملها نحو هاواي كانت راشل شندلار تطرح على نفسها العديد من الأسئلة .
فهل ستتعرف على أخيها بعد فراق دام خمسة عشرة عاما ؟....
نعم , أميت , موجود على هذه الجزيرة وعادت إليها ذكريات الماضي الكئيب ولكن لماذا كل هذا الاضطراب ؟ وإذا كان هذا الرجل ليس سوى مخادع ؟ فالاحتمال يبدو صعباً ؟ ومع ذلك ...
كيف يمكن تفسير هذا الشعور الغريب الذي يعتري راشل ؟.منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور lona-k   رد مع اقتباس

قديم 25-09-08, 07:08 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 65483
المشاركات: 367
الجنس أنثى
معدل التقييم: lona-k عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lona-k غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lona-k المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

- 1 -



كامبردج كانون الأول 1969.
كان الهواء يصفر في شوارع كامبردج كأنه زوبعة قوية قاسية. وكان يمشي بسرعة دون أن يلتفت لأحد , ويضع يديه في جيوبه مخبئاً رأسه بين كتفيه وقد غابت ابتسامته التقليدية. فهو عادة كان يحاول دائماً أن يكون بشوشاً حتى مع الغرباء الذين لا يعرفهم ولكنه اليوم ليس على عادته .
انعطف عند زاوية الشارع وأسرع أكثر. كان يفضل أن يبقى في البيت وكان طلاب الكيمياء في السنة الثانية الثانوية يعتدون أنهم أصبحوا علماء. وكان هو يشعر بالأمان مع ذوي الشهادات فهم يعرفون ايضاً بأنهم بحاجة للمزيد من المعرفة .
وكان الشارلي بالأمس مكاناً صغيرا يلتقي فيه أفراد هذه المجموعة . وكانت ترتفع من جهاز الراديو القديم الموجود خلف الكنتوار أغنيات عيد الميلاد. وكانت حبال الزينة تزين المكان.
دخل بسرعة وأغلق الباب وراءه. وشعر بالراحة عندما أحس بدفء هذا المكان . وكانت قطع البيتزا الثلاث التي طلبها على الهاتف أصبحت جاهزة , وهذا يعطي للآخرين انطباعا أخر ويمنحه فرصة ليفكر إذا كان هؤلاء أهلاً للثقة . أنه أكبر منهم سناً . وهو يشعر بالمسؤولية ثم ضحك في نفسه وسخر منها من أجل من يتعب نفسه؟.
وأخيراً ستكون البيتزا أفضل فكرة مع ليترات النبيذ الأحمر التي أحضرها بعد الظهر . وهكذا يصبح بإمكانه أن يناقش بالسياسة طيلة هذه الليلة الطويلة . ثم أشرق وجهه . لا يمكن لثورة أن تنجح بدون البيتزا والنبيذ الأحمر .... ولا بدون ساعات طويلة من النظريات والتحليلات . وعندما أخرج محفظة نقوده شعر بالندم كالعادة كان عنده مال مثير. وهناك كثير من الناس يعيشون في البؤس الشديد , بينما هو لا ينقصه شيء أبدا وقال في نفسه أحتفظ بالمال ثم تناول علب البيتزا الثلاثة وخرج إلى الشارع حيث البرد القارص.

ظل شارلي ينظر إليه إلى أن أبتعد ومسح يديه بمريوله ثم وضع قطعة الخمسين دولار في جيب بنطلونه الجينز.
وكان المنزل الذي يقصده يبعد قليلاً . أنه منزل جميل يشبه في الغالب منتجعاً للبوهيميين.
كان أهل دونوفان يزورون أوربا . فتخيل ردة فعلهم الفظيعة إذا عادوا فجأة ... وخاصة إذا شاهدوا زينة الميلاد التي يحضرها دونوفان وجيليانا في القبو! ولكن لا وجود للخطر فالوالدان سيتمان رحلتهما حتى نهايتها ولن يلاحظ أحد شيئاً . ففي كل المنازل ترتفع أغاني عيد الميلاد من جميع الراديوهات . ويقطعها من حين لخر إعلانات عن الموت نتيجة القصف المتزايد بهذه الحرب, حرب فيتنام الشنيعة والغير مفيدة. ليلة هادئة... ليلة مقدسة... السلام على الأرض هو دعابة سخيفة....

كان يفكر وهو يحني رأسه ليحميه من المطر الغزير البارد.فالكائنات المسالمة الذين نذروا أنفسهم في فترة العيد هذه وعلى أمل صناعة قنبلة وهو غصباً عنه ينضم إليهم. فإن مادة النيتر وكليسارين غالية جداً.

لا, ليست القنابل هي الحل الأساسي, إن هذه الفكرة تراوده للمرة المئة. فإن عبوة مؤقتة يمكنها أحياناً أن تدمر آلة الحرب دون أن تأخذ بعين الاعتبار سلامة الحياة البشرية, قد تكون هذه عملية مشروعة ومحقة. ولكن كيف نتأكد من أنه لن يكون هناك حارس ليلي؟ أو باحث أخر بقي كي ينهي بعض المشاكل العالقة؟ أو الله وحده يعلم ...
هيا! لماذا القلق؟ يجب الاعتراف فبرغم سنه المبكر إلا أن دونوفان كان يعلم ماذا يفعل, وكان يعلم بأن المختبر منظم بشكل جيد رغم منظره الفوضوي الظاهر . ماذا يفعل الآخرون في هذا الوقت؟ هل نقصت زجاجة النبيذ كثيراً؟
أيجب أن يشتري زجاجة أخرى قبل عودته؟.
لا بالتأكيد ليس هناك ما يخيف. فكل شيء يسير على ما يرام. فدونوفان ذكي, وحساس ومسؤول أنه ...
انفجار قوي دوى في الشارع, فتطاير الزجاج وكأنه المطر, وطارت قطع البيتزا وحطت على سقف سيارة آل فورد بلحظة واحدة. فتأملها دون أن يفهم شيئاً. فرأى أن شظايا الزجاج قد قطعت البيتزا وتناثرت عليها. ثم نهض بسرعة وبدأ يركض بكل ما أوتي من قوة . وأهمل وجهه الذي أصيب ونسي النار المشتعلة والصراخ الذي يرتفع من كل الجهات, وأتحه نحو المنزل المشتعل. وعندما أقترب منه توقف وقد جحظت عيناه من الفزع, وأصبح عاجزاً عن الحركة.
(( يجب أن نرحل بسرعة!....)).
فأعاده صوت دونوفان إلى رشده وشعر بشيء من الراحة.دونوفان! أنه هنا, ملئ بالشحبار وجبينه مجروح. وكانت جليانا تقف بقربه, وتمسك ذراعه, لقد كانت مضطربة. ولكن....
((... بسرعة! سيصلون قبل أن نتمكن من العودة. لا تبق هنا! هيا بنا نهرب!))
(( ولكن أين....؟))
((في الداخل, فأنا وجليانا الوحيدان الذي نجيا. لقد أدركنا في اللحظة الأخيرة أن كل شيء سيتفجر فخرجنا. أسمع ستكون الشرطة هنا بين لحظة وأخرى, ويطرحون الأسئلة على الجميع. والناس يعرفون أنك كنت هنا, أختفي الآن وبسرعة!)).
سحب دونوفان جليانا بيدها وأسرع إلى طرف الشارع دون أن ينظر خلفه إلى صديقه وإلى منزل أهله الذي يتهدم .
فألتفت نحوهما وظل ينظر إليهما, ثم نظر نحو النار المتأججة وكان صوت الصفارات يرتفع, وكل ما حوله مرعب. وبدون تفكير ركض لم تكن ولا نافذة سليمة.... سيشعر كثير من الناس بالبرد هذه الليلة هذه هي الفكرة الوحيدة التي مرت في رأسه. وعندما وصل إلى سيارته سمع أغنية واحدة تتردد في كل المنازل ليلة هادئة . ليلة مقدسة ....

كانون الأول 1969 – نيويورك.
كان يعتقد أن نيويورك أبرد منطقة في كل العالم. ولكن لم يكن هذا صحيحاً, بالتأكيد لقد كان قد أمضى سنوات عديدة في آل ميناسوتا.
وكانت درجة الحرارة تنزل أحيانا للخمسة وثلاثين, وأحيانا للأربعين درجة. بينما تصل في نيويورك إلى سبعة عشرة درجة يكون هذا شيئاً فظيعاً.
إن الفرح المفروض بالقوة في هذه الفترة من الأعياد لا ينظم شيئاً على العكس حقاً أنه لا يجد سبباً يدعوه للمرح. لديه قرار يجب أن يتخذه, ومهما كان القرار فأنه سيء. لقد تساءل مرات عديدة. أليس من الأسهل له لو كان في السجن. ولكنه كان يبعد هذه الفكرة عن رأسه بسرعة. لو كان باستطاعته هو أن يتحمل السجن, يجب عليه أن يفكر بالأخرين.منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور lona-k   رد مع اقتباس
قديم 25-09-08, 07:11 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 65483
المشاركات: 367
الجنس أنثى
معدل التقييم: lona-k عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lona-k غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lona-k المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

-2-

إذاً؟ هل يقبل في الانخراط تحت الألوية في هذه الحرب؟ بالتأكيد ليس هذا هو الحل. أنه غير غير قادر على قادر على القتل. لقد قالت له أخته يوماً. بأن تحت هذا الوجه القاسي والحازم يختبئ أكثر الرجال حنانا.
قد يكون هذا الكلام مبالغا فيه. ولكن هناك شيء أكيد فيه. أنه ر يريد أن يشترك في مجزرة منظمة, وفي حرب ينبذها ويكرهها.
على كل حال, يجب عليه أن يختار وبسرعة.فتنهد ومد يده ليدير الراديو. وأخذ يبحث عن محطة لا تبث أغنية بابا نويل وفجأة جمد في مكانه وسمع نشرة الأخبار حتى نهايتها دون أن يتحرك. وارتعشت يده عندما سحبها عن زر الراديو وأسند طهره على المقعد وتأمل نيويورك دون أن يراها من خلال الزجاج الملئ بالغبار. ولأول مرة في حياته أصبح الآن يريد أن يشترك في القتل.
نظرت راشل شاندلر إلى يدها وتأملتها بتجرد وكأنها ليست يدها هي أنها يد صغيرة شاحبة.
الطائرة البوينغ 747 تمر من مطب هوائي إلى مطب أخر وهي في سباقها نحو جزيرة هاواي الجميلة. إذا حافظت على قوة كافية فإن هذا الجسم المعدني الكبير سيتعلق بالسماء بدل أن يقع في المحيط.
((هل تطلبين بركة السماء؟)).
عندما سمعت صوت جارها الحاد تجاهلته ولم تنظر إليه. لقد كانت لاحظته قبل الإقلاع. ولم ترغب في عقد تحالف معه. كان يلبس طقما حريريا وله وجه برونزي وعينان زرقاوان وابتسامة لا تفارق وجهه ... وبكلمتين اثنين حصل كل ما كانت تتجنبه. لقد كانت تجربتها مع خطيبها السابق راف تكفيها. فهي الآن تحذر من الرجال الأنيقين الجميلين المليئين بالسحر. إنهم جميعا سطحيون وتافهون.
وكانت تعتقد بهذه الأوهام, وهي لا تملك شيئا مميزا وليست سوى فتاة شابة بسيطة في السابعة والعشرين من عمرها, وعيونها غامقة وشعرها كستنائي وتلبس تيورا من الصوف الأبيض المقلم بالأزرق.
((كان يحب عليها أن ترتدي أعتق البناطلين الجينز))
قالت في نفسها عندما وضع جارها يده على فخدها.
حافظت راشل على هدوئها والتفتت نحوه ببطء وابتسمت ابتسامة ساخرة.
((إذا لم تبعد يدك عني فورا سأنادي المضيفة)) سحب الشاب يده وكأن نارا لسعته وشعر بالإهانة, وبعد لحظات نهض وابتعد ليبحث عن ملجأ أمين أخر.
((هكذا أفضل))
قالت في نفسها وهي تنظر بإعجاب إلى خطواته الواثقة, فهي لا تريد أن تتخلى عن حذرها ولا أن تترك مقعدها.
((فكري بشيء آخر!)) وبخت نفسها وقد شعرت بالغضب ((فكري بالأسباب التي دفعتها لهذا السفر الانتحاري, مثلا)).
قبل نهاية هذا اليوم, وبعد خمسة عشرة سنة على الفراق ستتمكن أخيرا من رؤية أخيها, وبعد أن أمضت ستة أشهر وهي تبحث عنه في كل العالم, وقد استخدمت جيشا من التحريين الخاصيين. وكان قسم من العائلة قد بدأ يحاول إقناعها بإعلان وفاته قانونيا... وفي صباح يوم جميل نقل إليهم العم هاريس نبأ رائعا أن إيميت حي يرزق, ولقد وجدوه في الجزيرة نفسها التي شوهد فيها لآخر مرة في الستينات.
بالتأكيد أن ظهور ايميت مرة ثانية لا يعني نهاية المتاعب, لقد اشترك في أعمال صنع القنابل في كامبردج منذ خمسة عشرة عاما. وبالرغم من أنه لم يلعب دوراً هاماً في التجمعات السياسية في ذلك الوقت, إلا أنه لا يزال على اللائحة, ولا يزال رجال المخابرات يبحثون عنه, ومنذ هروبه بعد ذلك الحادث يتردد رجال المباحث إلى منزل جديه ويطرحون الأسئلة عنه. ولحسن الحظ هنري وأريل لم يكونا يعرفان شيئاً عن حفيدهما, وكانت راشل هي الوحيدة التي كانت تعرف إلى أين يذهب دائماً لكنها لم تنطق
بأية كلمة.
ومع مضي السنوات بدأ هنري ايميت يعتقد بموت حفيده ولكن زوجته كانت ترفض بإلحاح تصديق ذلك ولا شك أن هذا هو السبب الذي دفعها إلى أن توصي له بكل ثروتها قبل موتها.
وكان ايميت مثل راشل يحتقر المال ولكنه أصبح وريثاً لعدد ملايين من الدولارات, فلم تعد العائلة تمهل أي جهد يؤدي إلى عليه.
وكانت راشل قد احتفظت بالصمت عن تلك الطرود التي كانت تستلمها طيلة هذه السنوات وقبل أيام من عيد ميلادها.
وكانت هذه العلب الصغيرة تأتيها من هونغ كونغ, ماكاو, نيودلهي, ولك يكن عليها عناوين أو أخبار. لكن المراهقة الشابة لم تكن بحاجة لها. فطالما أنه يفكر بها, ويرسل لها هذه الإشارات فهي تطمئن وتعلم بأنه بخير, ولقد وضعت هذا البيت الصغير من البورسلان مع المجموعة التي كانت قد بدأت بالاحتفاظ بها منذ أربعة سنوات.
وها هي الآن ذاهبة لرؤية أخيها! إنها بالكاد تتذكره. لقد مضى زمن طويل فستجده الآن قد كبر, وهي تتوقع أن يكون طوله متراً وخمسة وسبعين سنتمتراً تقريباً. كان شعره الأشقر طويلاً يتركه أحياناً ينزل على كتفيه وأحيانا أخرى كان يربطه كذنب الحصان. وقبل اختفائه بثلاثة سنوات كان يربي لحية تخفي جزءاً كبيراً من وجهه. فماذا يشبه الآن؟...
ألا يزال نحيفاً؟ إن عمره الآن يقترب من أربعين.... هل يمكن أن يكون قد أصبح أنيقاً مثل هذا المسافر؟ هل سيكون سعيدا برؤيتها؟.
لقد منع العم هاريس كل أفراد العائلة من المجيء على هاواي لاستقبال الولد المسرف: يجب أولا أن يتم تنظيم الشكليات القانونية, ومنع وريث ثروة شاندلار من دخول السجن, ومنع الذين ظلوا أحياء بعد حادث الانفجار من المطالبة بتعويض يذهب بحصة كبيرة من هذا الميراث. . . . حتى العمة ميني الأكثر طمعاً بين كل أفراد العائلة هي محقة من هذه الناحية.
وبالطبع قرار العم هاريس يشمل راشل أيضاً, ولكن لا يمكن لأحد أن يكون حازماً معها وخوفها من ركوب الطائرة شيء يعرفه الجميع. فلم يكن احد يتصور بأنها ستغادر كاليفورنيا, حتى ولو حصل زلزال كبير.
ولكن حبها لأخيها وتأثرها بموت جديها المفاجئ شجعها على ركوب الطائرة. لقد رباها جداها منذ صغرها, فهي ولدت لا تعرف والدها وكان عمرها خمسة أسابيع عندما تركتها أمها وركبت طائرة لتنضم إلى بعض الأصدقاء. ولكن الطائرة تحطمت بحادث مرعب لم ينج منه أحد, وكان لوالدتها ولد آخر شقيق لراشل كانت قد تركته في رعاية جديه منذ عدة سنوات. وايميت هذا يكبر راشل بثلاثة عشرة عاماً. ومع ذلك كانت تحبه ومتعلقة به.
وفشل خطوبتها وخيبة أملها الجديدة أضافت عذاباً آخر لعذاباتها مما جعلها تأخذ هذا القرار الصعب.
تردد دام ثمانية أيام, جمعت كل شجاعتها, وطلبت إجازة غير مدفوعة من عملها وفي المساء اتصلت بوكالة السفر.
وحتى الآن لم تنتهي متاعبها, وعندما ستحط هذه الطائرة في داهي يجب عليها أن تستقل طائرة أخرى إلى كووي وبالتأكيد ستكون طائرة أصغر وخطرها اكبر.
وهناك مرة أخرى ستجد ايميت بوسائلها الخاصة, فالعم هاريس يقيم في فندق الجزيرة الوحيد, حسب معلوماتها , وايميت كان يعيش في الجهة الأخرى من كووي في شاليه على شاطئ يملكه ال شاندلر.
وكانت راشل تتمنى لو أنها تستطيع أن تستفيد من نصائح العم هاريس, لقد انتظرت طويلاً هذه اللحظة التي ستلتقي بها مع أخيها وجهاً لوجه!.منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور lona-k   رد مع اقتباس
قديم 25-09-08, 07:15 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 65483
المشاركات: 367
الجنس أنثى
معدل التقييم: lona-k عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lona-k غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lona-k المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

-3-

إنه يوم مشمس ودافئ وتهب بعض النسمات المنعشة من حين لآخر.
والرجل الذي يدعى ايميت شاندلر كان يجر قدميه على شرفة الشاليه ويفتح زجاجة بيرة, ويتأمل المحيط, والرمال البيضاء التي يملكها هو وحده, على الأقل لمدة قليلة.
إنها الجنة يجب أن يعترف بذلك إنها تشبه كارت بوستال, إنه حقاً بحاجة لهذه الشمس ولهذا الدفء ولهذا المنظر الذي لا يتغير أبداً, لعله ينسى العاصفة القوية التي تجيش في نفسه منذ زمن طويل فإن الجلوس تحت هذا الرواق وزجاجة البيرة في يده, هي فرصة نادرة.
فإذا فشل مخططه لن يخسر كل شيء, فإنه يكون قد شعر ببعض الصفاء والسكينة.
أنه لم يتساءل لماذا أتصل بهاريس شاندلر, ولا لماذا وافق على هذه الخدعة السخيفة! فهو يعرف الجواب . . . وهو ليس نادما.
في هذه اللحظات الآمنة حيث لا يسمع سوى صوت الأمواج وصوت العصافير, بدأ الرجل يفقد صبره, فهو بحاجة ليقوم بعمل ضروري.
هذا المساء سيسير على الشاطئ حتى يصل إلى تلك الصخور البحرية, وببضعة أيام أو بأسبوع واحد سيبدأ بالعمل, ولن يعد لديه الوقت الكافي للقيام بنزهات ولشرب البيرة وهو يحلم بالشمس.
الشمس . . . هل سيشفي غليله منها ذات يوم؟ اليوم أيضاً بعد أن ضاع لمدة شهور بين جدران السجن، هو متعطش جداً للهواء النقي ولضوء الشمس.
لقد أخطأ في تشبيه هذه الجزيرة بكارت بوستال, إنها الجنة حقيقة, خلقها الإله الكريم كي يرتاح فيها المسافرون المتعبون.
ثم أسند كرسيه إلى الخلف وأغمض عينيه وتذكر أيامه السعيدة مع كريس.
في الطائرة الصغيرة التي تؤمن الانتقال بين الجزر, اعتقدت راشيل أن ساعتها الأخيرة قد دنت, وصعد المسافرون مباشرة إلى الطائرة لدرجة أنها لم تستطع أن تراه, وعندما جلست وربطت الحزام, نظرت حولها لقد فات الأوان, فبلحظة واحدة قررت أن تنزل من هذه الطائرة وقد شعرت بالخوف.
أرادت أن تركض بسرعة ولو اضطرت إلى قلب الكاهن الذي أمضى وقتاً طويلاً وهو يحاول الجلوس على المقعد الذي بجانبها, وكان جداها قد ربياها بطريقة تجعلها تحترم رجال الدين كثيراً, فانتظرت ريثما يرتاح الكاهن في جلسته كي تهرب بسرعة.
حاولت أن تفك حزام الأمان لكنها لشدة توترها لم تنجح, وبدأت يدها ترتجف, عندئذ قررت أن تنادي المضيفة لتساعدها, لكنها سمعت فجأة إشارة تعلن عن إقلاع الطائرة فأسندت ظهرها جيداً على المقعد وتهيأت لاستقبال ملاك الموت فوق المحيط, على الأقل حمدت ربها لأن هذا الكاهن يجلس قربها . . . فبإمكانها أن تقوم باعترافها الأخير له . . .
ولم تفتح عينيها إلا بعد أن سمعت إشارة تعلن أنه بإمكان المسافرين أن ينهضوا إذا أرادوا وأن يدخنوا السجائر, آه لماذا تخلت عن عادة التدخين؟ فإن تدخين السجائر يعطي أحساساً بالراحة أحياناً!.
وفجأة لاحظت أنها مراقبة, أوه, لامعجبان بنفس النهار! فنظرت إلى يمينها . . . فالتقت نظراتها بنظرات رجل الدين الهادئة.
((يبدو أنك لا تحبين ركوب الطائرة)) سألها وهو يفك الحزام الذي يشد على بطنه.
((بالفعل, لا فأنا أحاول أن لا أستقل طائرة قدر الإمكان)).
((أتمنى أن تكوني اضطررت لركوب هذه الطائرة لسبب جيد)).
كانت ابتسامته لطيفة وكان شعره رمادياً فشعرت كأنه كاهن يلبس اكليلاً, وكانت التجاعيد الرقيقة تحيط بعينيه وبفمه, كم عمره يا ترى؟ أنه بين الثلاثين والستين, قد يكون عمره خمسة وأربعين عاماً. . .
((نعم أن السبب قوي جداً, لقد جئت لرؤية أخي)) فهز الرجل رأسه وانحنى نحوها.
(بالتأكيد ستكونان سعيدين معاً, فمنذ متى لم تريا بعضكما؟)).
((منذ خمسة عشرة عاما, وهذا ليس بسببي نحن . . . افترقنا بسبب مشاكل عائلية ولكن كل شيء سيعود إلى سابق عهده. . . )).
((أنا لا أريد أن أكون متطفلاً, آنسة. . . )).
((شالندر, راشل شاندلر)).
((راشل شاندلر, لقد تساءلنا كثيراً إذا كنت حقاً ستأتين . . .)) أجابها بصوت منخفض.
((حقاً؟)),.
ودون أن تلاحظ فكت حزامها.
((إذن أنت شقيقة ايميت شاندلر, أليس كذلك؟ لقد سمعت بأنه من المحتمل أنك ستأتي, ولكن لم أكن متأكداً)).
((وكيف علمت بوجودي؟ هل تعرف أخي؟)) سألته بدهشة.
((نحن لم نلتق حتى الآن ولكن لقاءنا لن يكون بعيداً, الكوري جزيرة صغيرة, وتنتقل فيها الأخبار بسرعة, فإن وصول عمك للبحث عن الذي سيرث ملايين الدولارات أثار فضول الجميع, ثم ظهور ايميت فيما بعد كان حدثاً مدهشاً, لقد نشرت كل الصحف مقالات عن قصة هذه العائلة, وأشاروا أيضاً إلى وجود أخت صغيرة لايميت شاندلر . . . ولكن اعذريني! لقد نسيت أن أعرفك بنفسي, أنا الأب فرانك مورفي, وأنا في كووي منذ أربعة سنوات, وصدقيني, لقد تأثرت كثيراً بعودة أخيك)).
((نعم, أتخيل ذلك)).
((لقد وعدت بأن أذهب لزيارته في أحد الأيام ولكن وقتي لم يسمح لي حتى الآن)).
((هل تعرف أين يسكن؟)) سألته بسرعة.
((نعم, أنه يسكن في مشاتل شاندلر القديمة, أليس كذلك؟ ألم تذهبي إليها من قبل, آنسة شاندلر؟)).
((لا, لسوء الحظ إنها المرة الأولى التي أسافر فيها إلى جزر الهاواي . . . بسبب الطائرات, ألا تستطيع أن تدلني على الطريق؟ فأنا لا أثق بسائقي التاكسي, وأفضل أن لا التقي بعمي هاريس قبل أن أجد أخي)).
ثم صمتت قليلاً وتساءلت, لماذا تروي كل شيء لهذا الكاهن, بينما لم تبح بشيء إلى أعز صديقاتها, آه, هذا شيء طبيعي, فرجال الدين هم أخل للثقة, فهذا جزء من مهنتهم وهي بحاجة لأن تفتح قلبها لأحد.
((ألا يعلم عمك بموعد قدومك؟)).
((لا ايميت أيضاً لا يعلم, فأنا أريد أن أجعلها مفاجأة)).
((أوه, ستنجحين بالتأكيد فلا تقلقي سأصحبك إلى أخيك)).
((ألا يضطرك ذلك إلى القيام بدورة طويلة؟)).
وفكرت أنه بذلك يسدي لها خدمة كبيرة . . . ووجوده سيكون ألطف من وجود عمها هاريس عندما ستلتقي بأخيها. وكأن الأب فرانك أدرك بماذا تفكر.
((هذا لا يسبب لي إزعاج, تأكدي, فأني سأؤجل زيارتي لموعد آخر, فأنا لا أريد أن أفسد لقائكما)).
كانت راشل شابة متحفظة دائماً, فابتسمت للكاهن.
((آه, يا أبتاه! أنت قديس!)) صرخت بحماس.
فأحنى الأب فرانك رأسه وابتسم بتواضع.
((أنا أفعل ما بوسعي يا أبنتي)).
كان جبين الرجل مرطباً, وقميصه أيضا مبللاً بالرطوبة,أوه أين يكون إبليس عندما نحتاج إليه؟ تساءل الرجل غاضباً وهو يغمض عينيه من النور القوي, وكانت الرمال تحرق قدميه وكان يتقدم بصعوبة.
تابع الرجل الذي يدعى ايميت شاندلر سيره على رمال الشاطئ, فبالتأكيد هو لن يشبع ظمأه لهذه الشمس القوية, يجب أن يبدأ بعمله بسرعة, وإلا فإنه سيخاطر وسيموت وستنتهي حياته عاطل ن العمل في هذه الجزيرة.
أوه! أنه بحاجة لعدة أشهر من الراحة وكان يشعر بألف إشارة صغيرة, وبهواء بعد الظهر الخانق, وبالقلق الكبير وبحاجة كبيرة تدفعه للإكثار من الشرب والتدخين, فهو يشعر بأن شيئا ما سيحدث, أنه مداهم هذا أفضل أنه لم يعد يقوى على الصبر.
لا يمكننا أن نقول نفس الشيء عن هاريس شاندلر, فإن زجاجة الروم تكفي لإرضائه!.
"لا شيء مستعجل يا ولدي العزيز! وكل شيء بأوانه" هذا ما قاله له في نفس ذلك الصباح.
"دع كل شيء للقدر؟" لا, لا لقد سبق له وانتظر طويلاً, خمسة عشرة عاماً وهذا يكفي.
لقد بدأت عضلات ساقيه تتقلصان وتجتاحه الآن أحاسيس قوية, أنه يحاول استعادة قوته ورشاقته التي كان عليها في السابق, فهو كرجل في الأربعين من عمره أحس بأن جسمه يضعف بسرعة عندما يمضي ستة أشهر بدون حراك في غرفة لا يتعدى طولها وعرضها المترين.
"ها نحن هنا يا أبني العزيز!"
حتى من بعيد عرف قامة هاريس شاندلر وهو يقف تحت سقسف الشاليه, ومهما كان عدد زجاجات الكونيل التي شربها كبيراً فإن هاريس يبقى دائماً على أناقته.
"أنا لا أحب الزيارات غير المتوقعة, وأنت تعلم ذلك جيداً" قال له الرجل الذي يدعى ايميت وهو يصعد الدرجات الثلاث.
"ليس لديك ما تفعله هنا على الأقل قبل أن توجه إليك دعوة".
"أسكت, أسكت, يا لهذه الضيافة السيئة. . ."
ورمى هاريس نفسه على الكرسي الهزاز.
" . . . لو تنازلت وامتلكت هاتفاً بالصدفة كان بإمكاني أن أتصل بك وأعلن عن قدومي . . . "
"اتفقنا إذاً لم أخدع؟ فنحن لا نريد أن تبقى عائلتي العزيزة بقرب الهاتف ليلاً ونهارا للإطمئنان على صحتي".
ثم جلس ايميت على الأرجوحة المنصوبة في الزاوية الأكثر برودة.
وأحيانا يبدو إليه في الليل وكأن جدران غرفته تقترب من بعضها وتكاد تطبق عليه. وكي لا يموت خنقا كان يخرج من غرفته مسرعاً وينام على هذه الأرجوحة. ولم يكن أحد يعلم بما يحدث له في الليل, وخاصة هذا الساخر هاريس.
"واه, أنا لم أغير رأيي, وهذا يبدو لي أفضل بكثير وبالتالي ستضطر لقبول زيارات مفاجئة من وقت لأخر.
أليس لديك شيئا نشربه؟ إن الهواء خانق هذا اليوم".
أغمض ايميت عينيه وقال له:
"ستجد في الثلاجة بعض البيرة, وأحضر لي معك واحدة".
"البيرة!" كرر هاريس بانزعاج.
منتديات ليلاس

 
 

 

عرض البوم صور lona-k   رد مع اقتباس
قديم 25-09-08, 07:21 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 65483
المشاركات: 367
الجنس أنثى
معدل التقييم: lona-k عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 93

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
lona-k غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : lona-k المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

-4-


فلم يجبه ايميت واكتف بالتنهد. فنهض هاريس وأتجه إلى المطبخ بخطوات ثقيلة, ثم عاد يحمل زجاجتين. فمد ايميت يده ليتناول واحدة دون أن يفتح عينيه.
"أنت رجل متوحش, فهذا ليس بالشراب الذي يليق بالناس المتمدنين" قال له هاريس وهو يجلس على الكرسي.
"أتريد أن تقول بأن عائلة شاندلر أرستقراطية ولا تتنازل وتشرب من هذا الشراب الشعبي؟ حسناً يجب أن يستسلموا فايميت شاندلر, تغير كثيراً خلال هذه الخمسة عشرة عاماً وأصبح من ذواقي البيرة".
"بالنسبة لايميت فلا شيء يدهش العائلة. وكيف تشعر أنت؟" سأله هاريس وهو يتأمله ممدداً في الأرجوحة.
"بخير, هاريس, وأنت؟".
"لا تسخر مني. يا أبني العزيز بهذه الحرارة هذا مضجر وممل. هل تشعر بأنك أصبحت جاهزاً للمرحلة الثانية من مشروعنا؟".
"أنا في أحسن حال. والوقت الذي يلائمك يلائمني" أجابه ايميت بجفاف. وصمت قليلاً ثم أضاف: "حسناً, بماذا نهتم الآن؟ بالصحف؟".
"هذا ممكن. سأنظم الترتيبات القانونية مع المحامين في الأسبوع المقبل. وبعد ذلك سنحدد خطة عملنا فكل الجزيرة علمت بظهورك المعجزة. ولم يحدث شيء بعد, بدون شك علمت كل الجزر القريبة والبعيدة" ثم نظر إلى داخل البيت الصغير.
" . . . سأشرب زجاجة بيرة أخرى قبل عودتي إلى الفندق. فسنلعب البريدج هذا المساء. وإذا ربحت فإني أدعوك للعشاء مساء الغد".
"لايوجد بيرة أخرى لك" صرخ ايميت.
"وأنا أعتقد بأنه يجب أن لا أظهر في المدينة كثيراً, أليس كذلك؟".
"يبدو أنك غير مهتم كثيراً بهذه النقطة من اتفاقنا وتلك السيدة الشابة من اللوتيس فلوتان هي جذابة جداً, إذا كنت تحب هذا النوع".
"صحيح, أنا أحب هذا النوع. فلا تتدخل في ذلك, هاريس إن علاقتي بمالي لا تعنيك أبداً".
"طالما أن هذه العلاقة لا تفسد شيئا يا بني, سأكون أخر من يعترض" ثم نهض هاريس ومسح جبينه بمنديل نظيف ومرتب. فابتسم ايميت له وقال:
"لا تخف, يا عمي لا تخشى شيئاً".
"هل الحرارة دائماً مرتفعة هنا , أيها الأب فرانك؟".
ورفعت راشل خصلات شعرها. فمنذ خروجها من الطائرة والهواء أصبح حاراً ورطباً حامياً جداً, وبرغم الشبابيك الأربعة المفتوحة كان الجو خانقاً فيها.
"سنصل بسرعة إلى أخيك, فالشاليه الذي يقيم فيه يقع قرب البحر. وهناك يكون الطقس منعشاً أكثر".
"هل يسكن ايميت فيه منذ مدة طويلة؟".
ولم يكن الحر وحده يربك راشل, لكن أفكاراً كثيرة كانت تشغل بالها. هل سيتذكرها أخوها؟ وإذا رفض رؤيتها؟ هل سترحل من جديد؟ أنها لن تجرؤ على ذلك, فإن هذه الرحلة فوق البحار مفزعة جداً. وهي لن تعيد الكرة من جديد وتركب الطائرة قبل مدة طويلة.
"منذ عودته كان يعيش فيه قبل اختفائه في الستينات كما قيل لي . . ."أجابها الأب.
وكان الأب فرانك حساسا فأدرك قلق الفتاة.
". . . لا تخافي يا راشل. فإن ايميت لن يسيء استقبالك. فإنهم يصفونه بأنه رجل طيب وعادل. قد تفاجئه زيارتك لكنه عندما سيفيق من ذهوله سيكون سعيدا بك.
أما متأكد من ذلك. ولا تنسي إذا واجهتك أقل مشكلة, أو إذا كنت بحاجة إلى مكان تنامين فيه وإلى شخص تتكلمين معه لا تتأخري أبدا وتعالي إلي".
فابتسمت الفتاة ممتنة.
"أنت لطيف جداً. يا أبتاه, وأنا أشكرك ولكن معك حق فليس هناك من مشكلة , لقد كنا أنا وايميت دائماً متفقين. وأنا أحبه أكثر من أي إنسان أخر. وهو يعلم بأنني لن أسبب له أذى. وسيكون سعيداً بوجودي قربه. أنا متوترة فقظ, وهذا أمر طبيعي لقد مرت خمسة عشرة عاماً خفت كثيراً خلالها أم يكون قد مات".
فربت الأب على يدها.
"أنه حي وهو على بعد مئة متر من هنا فقط. . ."
فوقف قلب الفتاة مع توقف سيارة الإجرة وأخيراً وصلت.
"إذا كنت ترغبين بإمكاني أن أوصلك حتى باب بيته".
"لا شكرا كنت انتظر هذه اللحظة منذ عدة سنوات. وأنا لا أريد أن أفسدها بلحظة جبن".
وخرجت من السيارة بسرعة قبل أن تغير رأيها فمد الكاهن رأسه من النافذة.
"هل تستطيعين أن تحملي وحدك حقائبك؟ فالسائق مستعد لأن . . ." .
فهزت الفتاة رأسها.
"لا, لا, أوكد لك شكرا كثيرا سأزورك قريبا لا تقلق من أجلي فكل شيء سيسير على ما يرام".
بدا القلق على وجه الكاهن وابتسم رغما عنه.
"أنا متأكد يا راشل. على كل حال لا تترددي في زيارتي".
ظلت واقفة على الطريق الرملي تنظر إلى سيارة التاكسي وهي تبتعد أنها الآن وحيدة تحت أشجار النخيل ويصل إلى مسامعها أصوات الأمواج القريبة. ولشدة الرطوبة كان ثوبها يلتصق بجسدها. وأصبح شعرها في حالة تعيسة. فتنهدت وسارت وكعب حذائها يتمايل وغرز في الرمل.
فتركت محفظة وحقيبة وانحنت وخلعت صندلها العالي الكعبين. ثم حملت حقائبها وسارت حافية القدمين. لطالما كانت تحلم [أن ستكون جميلة وأنيقة في هذه المناسبة ! وكانت تتمنى أن تكون تلك الأخت الجميلة التي يفتخر بها كل الرجال! وهي الآن لن تلومه إذا أجبرها على العودة وطردها!. . . وهو؟ كيف أصبح الآن؟ وبعد أن عبرت الطريق الموجود على جانبيه أشجار النخيل, توقفت مذهولة. إن الشاليه أصبح على بعد عشرة أمتار منها. أنه صغير جداً, ولم تكن تتصوره بهذا الحجم. ويبدو أن الدرجات قد وضعت حديثاً. وقد وضع في الشرفة بعض الكنبات وأرجوحة في الزاوية. والجدران يبدو أنها بحاجة لدهن من جديد
"ماذا تفعلين هنا؟".
سمعت صوتاً من وراءها. فالتفتت وجمدت في مكانها وقد جحظت عيناها. فأقترب الرجل منها خطوة وبدا عليه الغضب.
". . . أنت هنا على أملاك خاصة, هيا أذهبي من هنا! هل فهمت؟ . . ."
وعندما رأى أنها لاتزال تتأمل وجهه. تنهد وأضاف:
"يا لحظي! اسمعي لقد أمرتك بالرحيل من هنا, هل هذا واضح؟ هيا أذهبي!".
أنه تماما كما تتوقعه لكنه مختلف أيضاً. لم يعد شعره الأشقر يسترسل على كتفيه, لقد أصبح شعره قصيراً جداً











و وتتخلله بعض الشعرات الرمادية. أما عيونه فلا تزال تحتفظ بنفس اللون ولكن الحنان الذي كان تمتاز بهما هذه العيون اختفى وحل مكانه عدوان وضغينة. لكن وجهه فتن راشل. لقد تغير وأصبح قاسياً بعد هذه السنين, أنه وجه رجل بالغ رأى أشياء كثيرة في حياته ولا يؤمن بشيء ... قد يكون هذا الرجل خطراً وهو جذاب جداً.
"هل يجب أن أستعمل القوة معك؟ صدقيني. أنا لن أتردد أبداً. وإذا كنت تودين رؤية جلدك الناعم يتورم بالبقع الزرقاء, أطيعيني وارحلي!...."
هذا التنهد المضحك أعادها إلى رشدها, أوه إن ايميت قادر حقاً على الظهور بشكل عنيف! لكنه لن يضرب امرأة ..... فابتسمت وقالت بنفسها أنه حقا ايميت.
"هل أنت مجنونة؟ أنا أهددك وأنت تبتسمين كالغبية! ماذا تريدين بالتحديد؟".
فأشرق وجه راشل.
"أنا راشل, ايميت أنا أختك راشل!".
ودون أن تنتظر جوابه أسرعت نحوه ورمت بنفيها بين ذراعيه. عندما رأها ايميت واقفة قرب البيت غضب وظنها أحدى السائحات الضائعات! فهذا ليس وقتا مناسبا. وكان قد ركض كثيرا على الشاطئ ويريد أن يتمدد على الأرجوحة ويشرب زجاجة بيرة مثلجة ولم يكن بمزاج يسمح له باستقبال أحد.
وعندما سمع صوتها لم يفكر بشيء عيونها الغامقة, ووجهها الصغير, وهذا الفم المدهش, وهذا القوام الرشيق الملئ بالأنوثة رغم الثياب المتسخة.
"أنا أختك..."
وكانت لا تزال بين ذراعيه. فشم رائحة الياسمين الخفيفة. فضمها إليه أكثر. إن هذا أخر شيء كان ينتظره.
فأمسكت راشل بكتفيه وأخذت تتأمله وهي بين الضحك وبين البكاء أنها تراه وتلمسه. فأحست عندئذ وكأنها عادت إلى أهلها بعد غياب طويل. أنه أخوها وسندها الوحيد أنه حي ولكن نظرته لا تعبر عن شيء. وشفاهه لا تزال مزمومة قاسية. وشكله يدل على الريبة والشك.
فضحكت راشل وأخذت تلمس شعره.
"إن وصولي فاجأك".
"بإمكانك أن تقولي هذا" وظل يتأمل وجهها.
"أنت والعم هاريس لم تفكرا بأني سأبقى في كاليفورنيا بينما أنت ظهرت من جديد؟ لم يكن باستطاعتي البقاء هناك ايميت".

 
 

 

عرض البوم صور lona-k   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإعتراف الصعب, روايات, عبير المكتوبة, عبير الجديدة, كاترين بلير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:12 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية